أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - الضحية














المزيد.....

الضحية


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 3783 - 2012 / 7 / 9 - 01:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الــضــحــيــة
تحدثت البارحة مساء, بمقال عن مواطن سوري, خطف وقتل ومثلت بجثته على طريق وادي النصارى ـ حمص.. يدعى شـــادي خــزام.
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=314838
أنا لم أعرفه قطعا...ولكنني عرفت قصة خطفه واغتياله من طبيب سوري يعمل في فرنسا وهو صديق لي من أول أيام دراسته واختصاصه وعمله. زوجة المغدور شقيقة زوجة صديقي. وكنت حاضرا لدى الكالمة الهاتفية بين الشقيقتين, ومنه استماعي لأوصاف شكل جثة الضحية.
الكل في البلد, سوف يسمونه الشهيد شادي خزام... ولكنني أعارض على هذه التسمية.. وأصر على كلمة الضحية. لأنه ضحية ما يجري في بلدنا اليوم. والمسببون, كائن من كانوا يجب أن يحاسبوا يوما على عشرات آلاف الضحايا الذين ماتوا في سوريا من سنة ونصف السنة, بسبب هذه الأحداث التي لا أجد لها أي اسم أو نعت لائق. كائن من كانوا. بدءا ممن حكموا هذا البلد من ستين سنة, ووصولا إلى ساركوزي وجوبيه إلى هولاند وفابيوس (الذي يريد تزويد العصابات المسلحة بوسائل الاتصالات الضرورية) إلى حمد الذي يمول, إلى أردوغان وأوغلو اللذين يسلحان...إلى كلينتون وباراك حسين أوباما وناتانياهو الذين يخططون ويرسمون ويوجهون.. إلى آل سعود وفتاوي شيوخهم التي تفتي بتحليل القتل والقنص والخطف والتنكيل... وما تبقى من محترفي الــخــيــانــة (ولا أجد كلمة أخرى) من سوريين وعرب, ساهموا بشكل مباشر أو غير مباشر بقتل شادي خازم وعشرات الآلاف مثل شادي خازم في سوريا.. ضاحكين على لحانا وقتلانا وتدمير بلدنا وعشرات البلدان خلال العشرين سنة الأخيرة...بجزرة نشر الحريات والديمقراطية.
رغم كل ما عانيته من حرمان حرية ومضايقات ومنغصات أيام شبابي, لم تخطر ببالي يوما فكرة انتقام من بلدي وشعب بلدي. ولا حتى ممن حرموني من بلدي. لهذا عندما حدثوني كيف وجدوا جثة شادي خازم مشوهة, وحتى غير معروفة. وهو الإنسان الذي كان يقدم أقصى المساعدات للهلال الأحمر والصليب الأحمر, لتخفيف آلام المنكوبين, بلا أية تفرقة إثنية, أو أي تمييز طائفي. تساءلت, غضبت, صرخت, لماذا وألف مرة لماذا. وهل يعقل أن سوريين من جلدته هم الذين قتلوه, وهو أبو العائلة الطيب المسالم والغير منتمن كغالب سكان هذا البلد, لأي حـزب أو أية جماعة أو أية عصبة... ولماذا مثلوا وفظعوا بجثته... هل هناك مخطط شامل رهيب معتم, لترويع شعب هذا البلد الآمن الأمين, حتى يقبل المخططات الغريبة المستوردة, حتى يستسلم ويقبل ويستمر بتحمل الكوارث والمصائب والقتل والمذلة. حتى يبيع كرامته وحبه الجذري والجيناتي الطبيعي لوطنه... حيث أن السوريين, لهم علاقة بوطنهم, لا تشبه أي شعب من شعوب العالم....... ألم تلاحظوا يا مفكري العالم أن السوريين مهما اغتربوا وتغربوا في كافة أقطار المعمورة, وهم أضعاف وأضعاف السوريين الموجودين داخل الوطن السوري, لا يقطعون صلتهم الأموية (من الأم) مع ســـوريــا؟؟؟!!!.....
أتساءل اليوم بحزن وألم وغضب, هل مصير كل السوريين الذين يعيشون في سوريا الأم, مصيرهم كلهم, سيكون مثل مصير شادي خازم, وغيره وغيره من آلاف الضحايا البريئة؟؟؟!!!...
ألهذا السبب يروعونك يا شعب بلدي... ألهذا السبب يا قتلة شادي خازم؟؟؟!!!...
لن أنسى هذا الاسم أبدا... أطلب من أولاده ومن كل إنسان حـر... أو من تبقى من المفكرين ألا ينسوا اسم شادي خازم.. وكل من يموتون في هذه الحرب. لا تقبلوا تسميتهم شــهــداء. إنها تسمية طنانة سوف تنسى مع تغير الحكام.. ومع مرور الزمن.., إنهم ضــحــايــا.. ضحايا. ولا شيء آخر. والضحية تطالب بالعدالة, ولو بعد عشرات أو مئات السنين. ومهما طالت العتمة والتحريض والكذب والتغييب. سوف تعرف أسامي القتلة. وسوف يعرف من حرضوهم وأعطاهم أوامر وفتاوى القتل والترويع.
كتب لي أحد المعلقين إنها إرادة سماوية. وهذا هو القدر. ورغم احترامي لجميع الأديان.. أنا لا أقبل لا هذا التعليق ولا هذا التحليل. لأنني لا أقبل مبدأ الاستسلام للمصير المكتوب وأسبابه وتفسيراته الغيبية التي تقودنا إلى المسلخ كالغنم... آن لشعوبنا أن تستيقظ من ديكتات الأقوياء وخصيانهم ومشايخهم وفتاويهم... وأن نختار حياتنا وحرياتنا ومصيرنا.. بدلا من أن نساق كالغنم من قرون طويلة.. لأنه من حقنا الإنساني الطبيعي أن نختار الحياة... ولا يحق لكائن من كان أن يختار مصيرنا..................
ولا تنسوا اسم شـــادي خــزام... وآلاف وألاف الضحايا... وســـوريــا سوف تـــحـــيـــا................
غـسـان صـابـور ـ ليون فـرنـسـا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مات شادي خزام
- مات سامي خزام
- فيفا..حجاب سعودي..وأموال قطرية.. ومؤتمر باريس
- القناصة الجدد
- رد للسيد عبد الرزاق عيد
- النق والنقيق
- قل لي ما هي ثقافتك؟؟؟...
- أين فولتير.. يا مجلس الاتحاد الأوروبي
- المومس و المشغل
- الأب باولو دال اوغليو
- دفاعا عن الحق.. والحقيقة
- رسالة إلى الجنرال روبرت مود
- عودة إلى البلد
- تحية إلى أمين معلوف
- رد كامل
- المعركة الإعلامية.. أشرس المعارك
- رد على رسالة صديقتي ريم
- فيلم قسم طبرق
- رسالة مفتوحة إلى الرئيس فرانسوا هولاند
- رسالة إلى السيدة رندة قسيس


المزيد.....




- مادة غذائية -لذيذة- يمكن أن تساعد على درء خطر الموت المبكر
- شركة EHang تطلق مبيعات التاكسي الطائر (فيديو)
- تقارير: الأميرة كيت تظهر للعلن -سعيدة وبصحة جيدة-
- عالم روسي: الحضارة البشرية على وشك الاختفاء
- محلل يوضح أسباب فشل استخبارات الجيش الأوكراني في العمليات ال ...
- البروفيسور جدانوف يكشف اللعبة السرية الأميركية في الشرق الأو ...
- ملاذ آمن  لقادة حماس
- محور موسكو- طهران- بكين يصبح واقعيًا في البحر
- تونس تغلق معبر رأس جدير الحدودي مع ليبيا لأسباب أمنية
- ?? مباشر: تحذير أممي من وضع غذائي -كارثي- لنصف سكان غزة ومن ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - الضحية