قناة الميادين: أول ما شطح نطح

عطا مناع

الحوار المتمدن-العدد: 3782 - 2012 / 7 / 8 - 13:46
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    

كمن ألقى حجراً في الماء الراكد، كيف لا وهي جريمة استهدفت الإنسان القضية، فعندما نستحضر جريمة اغتيال أبو عمار تكون القضية الفلسطينية حاضرة بكل المخاطر والمؤامرات التي حيكت ولا تزال تجاه قضيتنا، ورغم مرور سنوات على اغتيال القائد إلا ان الذاكرة الفلسطينية لا زالت تطرح السؤال كيف ولماذا ومن المسئول عن الجريمة الكارثة.
دولة الكيان هي المسئول الأول عن تغييب ياسر عرفات، وعندما نستحضر مشهد الحصار وتصريحات قادة الكيان وبالتحديد شارون وموفاز لا يوجد مجال للشك أن دولة الكيان خططت لاغتيال القائد خاصة أن مادة البولونيوم وبلا مجال للشك جاءت من الدولة الصهيونية.
إذن: بات واضحاً وجلياً الشق الأول من الجريمة، الدولة الصهيونية هي المسئولة غير المباشرة عن اغتيال ياسر عرفات، ويبقى السؤال من الذي نفذ؟؟؟ وحتى لا نغرق في التفسيرات لا بد من تفكيك ودحض ما جاءت به قناة الميادين التي يفترض أن تمثل فكر الممانعة على اعتبار أن غسان بن جدو المسئول الأول عن القناة يتحمل مسئولية الحماقة التي بثتها قناة الميادين، وخاصة أن بن جدو يمتلك الخبرة والتجربة التي استوحاها من تجربته وقربة من حزب اللة اللبناني حيث لن يغفر له مثل هذا الخطأ.
لقد استهترت قناة الميادين بالعقل الفلسطيني ببثها الفلم "الأعجوبة" متناسية أن ما يقارب من مليون فلسطيني خاض تجربة الأسر وبالتالي نحن على تماس ومعرفة كاملة لما يجري داخل السجون من استجواب للعملاء، وان هذا الفلم الذي أخرجه شخص أو أشخاص اعتقدوا أنهم سيبعثرون أوراق جريمة محكمة بهذه الطريقة الغبية يدلل أن وراء الأكمة ما وراءها.
لست بصدد طرح الأسئلة حول بقاء الاعتراف المزعوم مختفياً لسنوات ليظهر بقدرة قادرة بعد التحقيق الذي بثته قناة الجزيرة؟؟؟؟ ولا أميل لتحليل شخصية الفتي الواثق من نفسه وهو يتحدث عن جريمة الاغتيال ويعترف بأنة هو من دس السم لياسر عرفات بطريقة كاريكاتيرية سيئة الإخراج؟؟؟؟؟ من صاحب هذا الفلم وكيف وصل لقناة الميادين؟؟؟؟ الغريب أن البعض تساءل عن توقيت بث فلم الجزيرة الذي لاقى ردود فعل مختلفة لكنها اتفقت في المضمون وهو إعادة الحياة لملف التحقيق في الجريمة، السؤال ماذا يعني توقيت فلم الميادين؟؟؟
إذا كان فلم الميادين خرج من فلسطين وهذا أكيد؟؟؟ لماذا قرروا إن يتلاعبوا في عواطف الجماهير الفلسطينية التي أحبت قائدها وان اختلف البعض معه؟؟؟؟؟ وهل قرار البث جاء من غرفة التحرير أم من الغرف الخلفية؟؟؟؟ ولماذا لم يفند الفلم سوى من الخبير في امن السجون كما جاء في مواقع الكترونية؟؟؟؟ ما هو موقف منظمة التحرير والقيادة الفلسطينية والفصائل؟؟؟؟ لماذا الصمت حول فلم الميادين.
دعونا من الميادين التي تمخضت لتلد هذا الفلم "الأعجوبة"، ولكن المؤلم النظرة الدونية للعقل الفلسطيني من وسائل الإعلام والقنوات الفضائية وبعض الصحفيين الفلسطينيين الذي تعودوا اللعب بالبيضة والحجر واستمزجوا سياسة الضحك على الناس والفهلوة المقيتة.
ما يلفت النظر في الحديث عن الجريمة السياسية التي ارتكبت بحق القائد والقضية الجديد من التصريحات الصادرة عن بعض الذين عاشوا اللحظات الأخيرة من حياة القائد، ولا استطيع أن استوعب لماذا أخفى قاضي القضاة تيسير بيضوض التميمي حقيقة الحالة التي عاشها أبو عمار والدماء التي نزفت من رأسه وجسمه حتى بعد دفنه ونقلة في اليوم التالي من التابوت، لماذا أخفى الشيخ التميمي ان رأس القائد تضخم أضعاف ما هو علية؟؟؟؟
قد يقول قائل ما الفائدة؟؟؟ كل الشعب يعرف أن القائد اغتيل بالسم؟؟؟ لكن الشعب لم يعرف أن اغتيل بسم صنع في مفاعل نووي؟؟؟ لم نعرف جميعاً لحظات الألم التي عاشها أبو عمار؟؟؟؟ لم نعرف أنة بكى أمام سهى إلا بعد سنوات من اغتياله وتغييبه عن المشهد؟؟؟ اعتقد أن لبكاء أبو عمار أمام سهى دلالات عميقة؟؟؟ فالرجل لا يخاف الموت وكان يتوقعه في كل لحظة ؟؟؟؟ إذن لماذا بكى أبو عمار؟؟؟؟ هل بكى من الألم؟؟؟؟ الألم كان رفيقة طيلة حياته، إذن لماذا بكى ياسر عرفات؟؟؟ لقد بكى وآثر الصمت؟؟؟ لماذا لم يتكلم.
من حق الشعب الفلسطيني معرفة الحقيقة، والحقيقة دفنت مع المغيب عن المشهد الفلسطيني ياسر عرفات، وطالما أن القيادة الفلسطيني وعائلة أبو عمار ورجال الدين اتفقوا على اخذ عينة من التراب أو جثمان المغيب فالشعب ينتظر التنفيذ، وخاصة وكما أفاد العلماء الذين طلبوا العينة أن الوقت ليس لصالح القضية.
الشعب ينتظر الحقيقة، حقيقة تغييب القائد عن المشهد السياسي الفلسطيني الذي انحدر للقاع بعد تغيبه ، ولست بصدد تقيم المشهد فيكفينا الانقسام،وواقعنا يتحدث عن نفسه، لقد فقدنا البوصلة وساد القمع البوليسي الابن الغير شرعي للانقسام الذي يجب أن ينتهي بكل الوسائل الشعبية المتاحة والغير متاحة، وكشف حقيقة الجريمة تقربنا للحقيقة الكاملة التي يحتاج شعبنا لمعرفتها، حقيقة أن الدولة الصهيونية التي اغتالت ياسر عرفات لا تريد السلام، وان استمرار الوضع الراهن المتمثل بالمفاوضات في ظل الاستيطان والتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني يتناقض مع الموقف المفترض من الشعب أولا والقيادة ثانياً على الجريمة.
الشعب الفلسطيني ينتظر، والكرة ألان في ملعب مركز القرار، والمطلوب من مركز القرار الإسراع في تمهيد الطريق للوصول للحقيقة، والمطلوب من قناة الميادين وغيرها من جهابذة الصحفيين وقف العبث في هذا الملف، لأننا كشعب فلسطيني لا زلنا نعيش تداعيات الجريمة، ولان الشعب الفلسطيني وكل المناصرين للقضية الفلسطينية ينتظرون الحقيقة الكاملة لجريمة اغتيال ياسر عرفات، وعلينا أن نتذكر أن الشعب الفلسطيني لن يسامح، علينا أن لا ننظر لحالة السكون التي تسود الشارع الفلسطيني أنها ضعف، اجزم أنها الهدوء الذي يسبق العاصفة.

#عطا_مناع (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات