أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - مات شادي خزام














المزيد.....

مات شادي خزام


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 3782 - 2012 / 7 / 8 - 00:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد تصحيح الإســم

مــات شــادي خــزام
من أيام قلائل. مات لي أبن عائلة صديقة. على طريق وادي النصارى ـ حمص. طريق الموت, كما تسمى اليوم في سوريا. مات مجانا بلا سبب. عذب وقتل. للتعذيب والقتل, بأيدي جزارين. بلا قلب. بلا وطن. لا علاقة لهم بأي مطلب إنساني. سوى السطو والغزو والترويع...باسم الفوضى الخلاقة.
عمره 37 عاما. وعنده ثلاثة أطفال وامهم الأرملة الشابة...اسمه شــادي خــزام.
قتل بلا سبب على طريق عمله.. بلا سبب. لم يكن مواليا لغير عائلته ووطنه. لم يكن مواليا لأي حزب. لم يكن موظفا...لم يكن جنديا أو شرطيا.. ولا حنى ملتزما بأي حزب... كان فقط من هؤلاء المواطنين السوريين العاديين الذي لا يطلب سوى الأمان لعمله وعائلته ووطنه...
إنسان عادي مثل ملايين السوريين, الذين حكم عليهم اليوم بالموت.. لأنهم وجدوا على هذه الأرض التي تريد أمريكا تصحيرها وزوالها... لأنها وجدت هنا على طريق مآربها ومخططاتها ومصالحها الآنية والمتوسطة والبعيدة المدى لتأمين مدللتها التي خلقتها في قلب هذا المشرق السوري : دولة إسرائيل!!!...
خلقت لنا أمريكا من عشرات السنين ألف وألف مشكلة... خلقوا لنا حكاما على قوالب مصالحهم في جميع الدول المسماة عربية.. وكانوا يغيرونهم كلما هزلوا وشاخوا وانتفخوا... فكانوا يغيرونهم, بقوالب جديدة, حسب تغييرات الجيواستراتيجية في المنطقة وحسب مصالحهم وسعر البترول... وكانت شعوبنا دوما هي التي تدفع ثمن تغيير السلاطين والخصيان...وفي كل تغيير كانوا يسيروننا بجزرة الديمقراطية والحريات... وكنا نهتف الله أكبر... يعيش.. يعيش.. أو يسقط.. يسقط.. حسب العرض والطلب والفتاوي التي تشرع مسموحاتنا الهزيلة وحرماناتنا المتكاثرة...ولم نر للحريات لونا.. ولم نذق لها طعما بأي يوم من أيام حياتنا المنكوبة...لأننا وجدنا هنا. هنا على هذه الأرض التي أنتجت كل حضارات الأرض.. وأنتجت أنبياءها.. وأنتجت البترول... ولم يتبق لنا من الحضارات أي شـيء..سـرقت وضاعت.. ومن الأنبياء لم نرث سوى الحرمانات والموت... ومن البترول ورثنا الحروب والانقلابات والثورات والمطامع.. وفساد الحكام................
مات سـامي خـزام... مات كالآلاف الذين ماتوا في هذا الوطن الحزين... لأنهم وجدوا على هذه الطريق...على طرق الموت في بلد مولدي سوريا... وغـدا أو بعد غد من سيتذكر اسماءهم.. ومن سيهتم بأيتامهم وأراملهم وأمهاتهم... سوف يذهب السلطان... وسوف يأتي سلطان آخر... وتستمر قصة الموت في هذا البلد الحزين.......................
كتبت هذه الكلمات حتى لا ينساه أولاده... ليتذكروا يوما أن أباهم مات على طريق وادي النصارى ـ حمص. بلا سبب إلا لأنه وجد صدفة على هذا الطريق.. وصادف جماعات مسلحة.. قتلته بدون سبب.. لأنه مـر على الطريق.. وهم لعبتهم ودورهم القتل والتفجير والترويع.. من سيحاسبهم؟؟؟!!!... لا أحد...لا أحد... لأن الموت أصبح لعبة عادية في هذا البلد. وهناك حكام ووزراء عرب, نعم عرب.. وأجانب يجتمعون ويجتمعون ويفقعون الخطب الطنانة.. يديرون.. ويتابعون اللعبة!!!...
هذا المساء.. هذا المساء ليست عندي أية تحية أهديها... إنما تعزيتي لأولاد شـــادي خــزام وأمهم.
ليون فـرنـسـا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مات سامي خزام
- فيفا..حجاب سعودي..وأموال قطرية.. ومؤتمر باريس
- القناصة الجدد
- رد للسيد عبد الرزاق عيد
- النق والنقيق
- قل لي ما هي ثقافتك؟؟؟...
- أين فولتير.. يا مجلس الاتحاد الأوروبي
- المومس و المشغل
- الأب باولو دال اوغليو
- دفاعا عن الحق.. والحقيقة
- رسالة إلى الجنرال روبرت مود
- عودة إلى البلد
- تحية إلى أمين معلوف
- رد كامل
- المعركة الإعلامية.. أشرس المعارك
- رد على رسالة صديقتي ريم
- فيلم قسم طبرق
- رسالة مفتوحة إلى الرئيس فرانسوا هولاند
- رسالة إلى السيدة رندة قسيس
- تتمة رسالة


المزيد.....




- ترامب يفشل في إيداع سند كفالة بـ464 مليون دولار في قضية تضخي ...
- سوريا: هجوم إسرائيلي جوي على نقاط عسكرية بريف دمشق
- الجيش الأميركي يعلن تدمير صواريخ ومسيرات تابعة للحوثيين
- مسلسل يثير غضب الشارع الكويتي.. وبيان رسمي من وزارة الإعلام ...
- جميع الإصابات -مباشرة-..-حزب الله- اللبناني ينشر ملخص عمليات ...
- أحمد الطيبي: حياة الأسير مروان البرغوثي في خطر..(فيديو)
- -بوليتيكو-: شي جين بينغ سيقوم بأول زيارة له لفرنسا بعد -كوفي ...
- كيم جونغ أون يشرف بشكل شخصي على تدريب رماية باستخدام منصات ص ...
- دمشق: دفاعاتنا الجوية تصدت لعدوان إسرائيلي استهدف ريف دمشق
- هبوط اضطراري لطائرة مسيرة أمريكية في بولندا بعد فقدان الاتصا ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - مات شادي خزام