أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الوهاب القريشي - االإعصار الأسود ( الجزء الحادي عشر)














المزيد.....

االإعصار الأسود ( الجزء الحادي عشر)


عبد الوهاب القريشي

الحوار المتمدن-العدد: 3781 - 2012 / 7 / 7 - 23:41
المحور: الادب والفن
    


عبد الوهاب القريشي
اخيرا ًوقفت الشاحنة الكنز امام الباب ، انها سفينة الانقاذ..فهي في نظرنا وسيلة الاياب الى حيث الطعام والشراب.. هي حوض من الزنجبيل يداعب اخيلة الظامئين .. وقد طلب منا صاحبها ان نحرسها أثناء لليل .. ولم لا فهي شجرة الرحمه ومركبة الانقاذ من غابة موحشة
المساء طويل هذا الخميس وافراد عائلتنا في كل جزء من اجزائها معبرا ً عن وطن تاه عنا او ربما اضعناه دون حكمة وصواب ..هذه الليلة من سفر المتعبين نبعث بسلامنا الى سيدنا ايوب اذ ادرك ان الرحمة الالهية بحر وان الانسان يفوق الملاك اذا ادركه الوجد المقدس0غير ان شدة المعاناة تجعل البعض منا لا يصدق أن زورق النجاة بات قاب قوسين او ادنى .. كيف نحرس الكنز والوحوش تلوث جدائل الليل وهم يطلقون الرصاص كلما انفتحت نافذة او صرَّ باب بفعل حيوان اليف او بفعل الرياح ..
عند منتصف الليل سمعنا حركة غريبة .. اراد اخي الكبير ان يرى كنزه( الشاحنة ) خوفا عليها من عبث العابثين ، او من سراق الوقود – لانها هي دماء المعجزة – اراد ان يفتح الباب قليلا غير ان صوت الرصاص لعلع قريبا منه فارتد مذعورا
تاركا الشاحنة في حماية الله.
لم ننم الا لماما ، الفجر يوشح الشاحنة بضوء نجوم الامل .. نساؤنا يعددن لنا طعاما لايغني من جوع ولكن من منا يهمه ماذا يأكل .. المهم ان تبدأ الرحلة بسلام ..واخيرا ركبنا سفينة نوح لم نكن وحدنا في مرايا التصور .. فالنظرات التي شيعتنا وودعتنا من الجيران تتحدث بأعمق ما تضمنته ابجدية البشر وعبر كل لسان معان عميقة من ةعيون حزينة ربما تحسدنا على خلاصنا من هذا الكابوس .. ولكنه حسد مشوب بالتمني لنا ولهم بالفرج القريب .. انهم بلا شك قلقون على مصيرهم ومصير رجالهم وفتيانهم اذ يتألق على رقابهم سيف الظالم دون ذنب أو جريمة ..
لقد ركب معنا احد الاطباء ، كان صامتا مذهولا لم يصدق بأنه سوف يفلت من هذا الكابوس المرعب .. لم يتململ من كوننا شحنا كما تشحن ُالماشية ُ..
تحركت الشاحنة ُبسيرها الوئيد متجهة نحو طريق كربلاء .. ولم يكن الطريق غريبا علينا فقد قطعنا قليلا منه ثم يممنا نحو حي الجزيرة ولولا انحرافنا لكنا من ضمن ضحايا المجزرة التي قصفت بواسطة المروحيات الصدامية عند الاخلاء
ثم مررنا بواجهات المنازل التي دمرتها النار المحرقة وراينا عربات لم يبق منها سوى هياكلها المتفحمة .. وفي الناحية الاخرى شاهدنا منزلا فقد وجهه البهي .
اما المارة فانت لا ترى في ملامحهم سوى خرائط الهوان .. حتى الاطفال لم يعودوا كما كانوا .. فقدوا لغتهم ووقاحتهم الطفولية .. او ربما انسانيتهم في غمرة عاصفة المطر الاسود .ان الذين صمموا هذه اللعبة الى صنيعتهم تراهم يحذرونه في اذاعاتهم المشهورة _ صوت امريكا – اذاعة لندن_ يحذرونه من استخدام الطائرا ت المروحية
في الليل غير ان الصباح شهد غير ذلك وكانهم يفتحون له الضوء الاخضر لارتكاب المزيد من المجازر.
حين ركبت سفينة نوح ( الشاحنة ) لجة البحر ، الامواج هنا بشرية ..توقف الشاحنة كل بضعة امتار الجنود يحققون مع السائق ومع اخي الذي تصدر الشاحنة .. انه يوسف يحاول ان يعيد اخاه ، غير ان الطريق طويل لعيون يعقوب
( عليهما السلام ).. كان وزره وقدجره ان يكون هكذا .. راغبا او مرغما – انه يعصر الروح وهو يحمل صخرة سيزيف مكافحا هذه المرة بصبر غريب كي يوصلها الى القمه
الامواج البشرية المتوحشة ليست هي الوحيدة في هذا البحر هناك امواج تفر من السواحل واخرى تريد ان تنقذ القشة التي قصمت ظهرها وهي تعاني وطأةاليأس والقهر ..كانت العيون تتسول متوسلة الركوب معنا ( انحشارا)غير اننا نفتقد المكان0ونريد ان نفر باشرعتنا من ريح صرصر عاتية
كانت عشرات العوائل تفترش الطريق بين النجف الاشرف وكربلاء المقدسة بحثا عن وسيلة انقاذ .. بعض الجنود يتسلقون الشاحنة عندما توقفها مفرزة عسكرية .. لكننا رفضنا ايا منهم ان يندسوا بين عائلتنا .. الا ان احدى العوائل استطاعت ان تحظى بموافقة السائق وموافقة عائلتنا وركبت معنا ، افرادها خمسة .. لم يصدقوا انهم ركبوا سفينة الانقاذ .. كانوا يفترشون الطريق او سكنوه بحثا عن معجزة في عصر ماتت فيه المعجزات .. اما ربة الاسرة فقد أحضرت
خبزا من كيس قماش كانت تحمله ووزعته على بعض افراد عائلتنا ..نحن لم نره منذ عشرين يوما – تصور كل هذه الاحداث مرت علينا .. جرى عليها تعتيم رهيب لم تتفقدنا اية دولة شقيقه .. وكأنهم راضون بما حصل لنا .. لم ينطق صوت واحد يشاركنا همومنا وكأننا من كوكب آخر ،لا معونات ، ولا لجان حقوق الانسان ، لا اذاعات عربية او غيرها ، كان العرب يتفرجون على مآسينا ، وربما يتسلون ويرقصون طربا على ما حصل نحن الان كل
يستلم قطعة خبز تهنئه العيون على فوزه بجوهرة الحياة .. لم يعرف قيمة الخبز الا الجائع .. ولا قيمة للامان الا في زمن الخوف والرعب ..



#عبد_الوهاب_القريشي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجزء العاشر من لإعصار الأسود
- الجزء التاسع ( الإعصار الأسود)
- الجزء االثامن ( الإعصار الأسود )
- الجزء السابع ( الإعصار الأسود )
- الجزء السادس ( الإعصار الأسود )
- الجزء الخامس- الإعصار الأسود-
- الجزء الرابع من الإعصار الأسود
- الجزء الثالث من الاعصار الأسود
- الجزء الثاني( الإعصار الأسود
- الجزء الاول الإعصار الأسود
- فرض العصيان المدني باسلوب ٍ صدامي
- الحكومة العلمانية هي الحل الموازي لنجاح امريكا و مشروعها
- نعم تعبنا من هذا الاسلام السياسي
- مصالحة بالدهن الحر( مع الاعتذار الى الكاتب والشاعر وجيه عباس ...
- العلمانية والاصولية والبحث عن الهوية الاسلامية
- شعبٌ بدون هويه..او الشعب البدون!
- ما العلاقة بين العلمانية، الدين والدولة؟؟
- الاسلام في قفص الاتهام وظهور سلمان رشدي من جديد- كامل السعدو ...


المزيد.....




- فنان إيطالي يتعرّض للطعن في إحدى كنائس كاربي
- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الوهاب القريشي - االإعصار الأسود ( الجزء الحادي عشر)