أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - ما الذي فشل مع فشل الاستجواب














المزيد.....

ما الذي فشل مع فشل الاستجواب


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 3780 - 2012 / 7 / 6 - 21:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما الذي فشل مع فشل الاستجواب


أول الفاشلين بعد فشل الاستجواب هي الديمقراطية نفسها..
لو كان تم الاستجواب ثم فشل المستجوبون في الوصول إلى الهدف المحدد وهو سحب الثقة من المالكي لكان ذلك أفضل بكثير له وللديمقراطية التي يدعي الالتزام بها.
فما من أمة استطاعت أن ترسي دعائم ديمقراطيتها الحقيقية وتعمل على تطويرها إلا من خلال مواقف ومواجهات وسجالات تمتحن من خلالها الديمقراطية أولا, ويمتحن معها أيضا في نفس الوقت سياسيوها, وما إذا كان التزامهم بها كذبا أو حقيقة.

من المهم حقا أن نميز بين نوعين من الديمقراطيات, أولهما تلك التي نشأت متماسكة مع النظام التي جاءت لخدمته..
ديمقراطيات الغرب هي من هذا النوع, فهي متأسسة كانعكاس لتطور متلازم في عمق البنية الاجتماعية والثقافية والاقتصادية للمجتمع. فهي وسيلة.. نعم, لكنها بالأصل حاجة كان النظام قد إستدعاها من داخله وتطورت معه وتطور بها.. وسيكون صحيحا القول أن الديمقراطية الغربية هي ديمقراطية بنيوية أنجزت تكونها عبر إتحاد تفاعلي بين الإنسان بثقافته وموروثه, والنظام بأهدافه السياسية والإقتصادية والثقافية, وبينها كمنهج ووسائل وآليات.

ديمقراطيتنا العراقية ليس لها علاقة بالذي جاء أعلاه, ولست أزعم أن لكل مجتمع ديمقراطية خاصة به, فذلك يفوق ما تعنيه وتتحمله قضية الخصوصيات. وأوافق على أنه ليس هناك ديمقراطية كاملة, وأؤمن أن أفضل الديمقراطيات هي تلك التي يتلازم تطورها مع تطور المجتمع ذاته لكن باشتراط أن تكون هناك لوازم أساسية أخرى تفلح بأن تجعلها داخل دائرة الفعل الاجتماعي ولا تجعلها تدور في ميدان السلطة لوحدها .
ولهذا أعتقد أن الديمقراطية العراقية, خاصة في الحالة التي دخلت علينا, هي بحاجة يومية إلى مواقف وامتحانات يتم من خلالها اكتشاف ما إذا كان بإمكانها أن تقول لنا بصوت عالي: أيها السادة أنا البديل لنظامكم الدكتاتوري السابق وأنا القادرة على حل مشاكلكم على شرط أن تساعدوني على ذلك. أما نوع المساعدة التي ستطلبها منا هذه الديمقراطية فهو أن يكون هناك حد ولو أدنى من الشروط والحاجات والنشاطات المتفاعلة معها لكي تبدأ عملية الأخذ والعطاء والتطوير والتطور.

نأتي إلى بيت القصيد, إلى خصوصية ديمقراطيتنا. لدينا ديمقراطية نزلت علينا بالبارشوت ولن ندعي إننا لم نكن بحاجة إليها سياسيا, بل سنوافق الأمريكان على أن عنوان الديمقراطية لوحده كان كافيا لتبرير عملية الإحتلال المدمرة !!. لكن الخطأ أن تبقى هذه الديمقراطية معلقة بالبارشوت, أي ان تبقى سياسية, ومن هنا نستطيع ان نرى كم هي بحاجة يومية إلى المواقف التي نمتحن بها صدقها أولا, فإن بدت كاذبة فما هي حاجتنا إليها بالأساس, وإن هي رفضت الامتحان والمواجهة فكيف سنراهن على أنها ستكون البديل الفعلي المطلوب القادر على أن يتطور تدريجيا لكي يساهم في عملية الخلق التفاعلي المتبادل.

لو ذهب المالكي بقدميه شجاعا واثقا إلى البرلمان ليؤكد على نزاهته وإخلاصه لقضية الوطن والديمقراطية لقدم خدمة فعلية لهما.. قد نخسره كشخص, وربما لا يكون البرلمان الذي صوت ضده أفضل منه , وربما هو أفضل كثيرا من علاوي والنجيفي والصدر والبارزاني وإلى الحد الذي يفسر ويبرر الحاجة إلى إستنساخه, وربما ستكون له في المستقبل قدرة تحرير الأمة الإسلامية وتوحيدها وكتابة إسمه في سجن الخالدين.
لكني سأسألكم من هو المخول لتأكيد ذلك وتمرير الخطاب الذي يتضمنه.. اليست هي المجالس الديمقراطية ذاتها
وبداية مجلس النواب. وأسألكم أيضا أليس من حقنا أن نستمع لحوار المتجادلين لكي نعلم مع أي منها سنقف أم أن علينا أن نقتنع لأن الجعفري وعباس البياتي باتا مقتنعان.

أليس مؤامرة على الديمقراطية أن نقول أن الإستجواب ومحاولة سحب الثقة هي مؤامرة.
ثم إذا كانت هناك مؤامرتين, واحدة ضد المالكي وواحدة ضد الديمقراطية, فضد من منهماعلينا أن نقف.
إن كل قول كان تضمن الهجوم على طالبي الإستجواب وسحب الثقة على إنهم متآمرين لا يخرج عن الخطاب الذي يتمشدق بها أعتى الدكتاتوريين.. والمؤامرة بهذا لم تكن ضد أطراف أربيل أو ضد المالكي وإنما هي ضد الديمقراطية بالمقام الأول.
إن من حق المالكي والتحالف الوطني أن يسلكا كل الطرق المشروعة لتأكيد خطأ الآخرين ولكن ليس على حساب الديمقراطية نفسها التي ستبدو العملية السياسية من دونها وكأنها ليست سوى كذبة كبرى.

بالثقافة التي تم التعامل بها مع حق الإستجواب وسحب الثقة قد ينتصر المالكي ولكن على حساب الديمقراطية.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخلل في الدستور أم في الرجال والنظام
- ديمقراطية بدون ديمقراطيين وعراق بدون عراقيين
- لماذا لا يقود المالكي المعارضة بدلا من مجلس الوزراء
- من هم الأشد خسارة في عراق الطوائف.. الشيعة أم السنة
- الطالباني ومخالفته الدستورية الأخيرة
- المالكي وسحب الثقة والورقة الكردية
- هل صرناالآن بحاجة إلى المنقذ
- عبدالله بن سبأ وقضية سحب الثقة من المالكي
- حكاية اللابديل.. فاقد الشيء هل يعطيه
- شيطنة الآخر.. من الاشتباك بالسلاح الأبيض إلى الاشتباك بأسلحة ...
- ليس حبا بعلاوي وإنما كرها بالمالكي
- ما الذي أسقطه الصدريون بعِلمٍ أو بدونه
- الخلط بين بناء السلطة والدكتاتورية
- أزمة سلطة أم أزمة وطن
- وإن لكم في الفوضى والإرهاب فوائد وأرباح
- خلل في المداخل وليس خللا في المذاهب
- حل المشكلة بمشكلة.. إجه يكحله عماها
- أعظم مفقود وأهون موجود.. دعوة لتشكيل حزب بإسم حزب الماء
- المظلومية الشيعية.. ظلم للشيعة قبل أن تكون ظلما لغيرهم
- البعثي الصفوي... الذي هو أنا


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - ما الذي فشل مع فشل الاستجواب