أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عرفة عبد الحكيم عبد الله - مريم ( قصة قصيرة )















المزيد.....

مريم ( قصة قصيرة )


عرفة عبد الحكيم عبد الله

الحوار المتمدن-العدد: 3779 - 2012 / 7 / 5 - 09:13
المحور: الادب والفن
    



دهمنى ذلك الدوى المفاجئ الذى ينذر بالموت وسط ضجيج وصراخ الكثيرين الذين تجمعوا أمام ساحة المحكمة منتظرين مثلى حكم البشر فى أمر الله فتناثرت قطرات الدم الساخن من صدرها على ملابسى وارتمت فى صدرى ونظرتها تخبرنى بأنها تنتظرنى هناك .
وجدت نفسى اسألها عن أوراق بحث ابتسمت " موجود " دخلت المتبة أمامى , اخرجت بعض الأوراق لأختار من بينها .
شئ ما جذبنى إليها ربما نظرتها التى تحمل براءة وجرأة فى آن واحد , وجهها الملائكى , ابتسامتها الربيعية العذبة . هكذا ألتقيتها كانت يقف أمام مكتبة حينما كنت عادا إلى الشقة التى استأجرها أنا وبعض الزملاء لقضاء فترة الدراسة فى القاهرة جئنا من الصعيد ربما أملا فى غد أفضل .
المكتبة دى فاتحة جديد مش كدة " قلت محاولا فتح باب للحوار أجابت " ايوة من شهر بس " انتى بتشتغلى هنا "
أيوة وبدرس فى آداب انجليزى " كويس اممممم طيب انا هاخد الورق ده " أمسكت بعض الأوراق لتعدها وسألتنى " انت فى كلية ايه " دار علوم .... انتى اسم ايه " مريم " وانا محمد .
فيما بعد أدركت بأن حكايتى معها لن تنتهى .
دوت صرختى فى فضاء واسع من البشر حينما شعرت بحرار الدم المتناثر فألمت الجميع .
حينا رأتنى أمام كلية الأداب بعد لقاءنا الأول بيومين كان تدرك بـأن ذلك لم يكن صدفة ومع ذلك فقد أبتسمت ببراء حينما مددت لها يدى قائلا " مريم ازيك ايه الصدف السعيدة دى "
كانت صرخاتى لا تزال متحشرجة حينما همست لى " حبيبى " قبل أن يستين السد الغارق فى اللون الأحمر . وحينما سكنت أخيرا كانت صرختى تزلزل أقدة هؤلاء المتحلقين حولنا .
" محمد انت مش محتاج كل ده علشان تقولى انك بتحبنى " قاطعتنى ووكنت مسترسلا فى كلام كثير ونحن جالسان نرتشف الليمون فى أحد ليالى شهر اكتوبر وبعد اسبوعين فقط من لقاى بها .
حينما احتضنت الجسد المين باكيا لم أكن آمل فى أكثر من ألحق بها لذا لم يتمكن رجال الشرطة الواقفين من أحذها من بين أحضانى .
كانت تحب أن تقرا كثيرا ما أكتبه لها من قصص وأشعار ومواويل ربما لرغيتها فى ان ترى نفسها من خلالى لذا لم تعبأ كثيرا حينما قالت لها صديقتها بس دة مسلم وانتى مسيحية مش يعنىملهاش لازمة .
فى كل مرة كنت أراها فيها كانت ترسم ملامحا جديدة للكون والحياة وحينما كانت تبتسم كان القمر يزغرد والنجوم تتراقص ويعزف الكون ألحانا جديدة للفرح والسعادة .
كثيرا ما أخبرتنى بأنها لا تفكر فى شئ سوى رغبتها فى ان تكون معى لذا كانت فرحتها حينما أخبرتها بأننا سنتزوج أكبر من شعورها بصعوبة زواجنا ورفض اهلها وأهلى والمجتمع الذى نحيا به لذلك الزواج .
" انت مجنون تجوز واحة مسيحية ه كان ابوك يروح فيها " كانت هذه أجابة اخى حينما أخبرته بقرار زواجى من مريم وكنت متوقعا للرفض لذا فلم اكن احتاج لكثير من الوقت حينما أخبرت اخى " دى حياتى وانا حر فيها وربنا ممنعش جوازنا.
حينما علم اهلها بعلاقتها بذلك الشاب المسلم منعوها من الذهاب إلى الكليةوقرروا تحويلها لجامع المنيا وبقينا لشهرين لا نلتقى "
كان الخريف يغطى الكون بأرديته فتساقطت أوراق الأشجار واطظلمت السماء وأنتشرت الأعاصير والعواصف الترابية حزنا عليها .
بعد عام من علاقتنا حاولت أن أنساها وكنت اشغل نفسى بالقراءة والصحاب والنادى والمقهى خصوصا بعد كل المشاكل التى حدثت لى ولها ولكنها كانت تخرج لى فى كل طريق أسير فيه وفىصفحات الكتب التى اقرأها وتأتينى فى المنام .
حينما أسلت لى رسالة عبر البريد الإليكترونى تخبرنى فيها أنها لا تزال تحبنى وأنها فقط تريد أن تكون معى أتصلت بها صباحا وكنت قد ذهبت إلى ألمنيا لمقابلتها وحينما أتت كانت تشرح لى كيف انها كانت مستعجلة فنسيت وضع زينتها وحافظة النقود ونسيت ان تحضر لى هدية وكيف أوقعت فى طريقها أكواب وأطباق واشياء أخرى لا تعلمها " حاسب بقى سواق التاكسى عشان مش معايا فلوس " دفعت للسائق وحينما أستدرت أرتمت فى حضنى باكية " محمد أرجوك متسيبنيش تانى " قبلتها فى جبينها وأخبرتها بأننى لا يمكن ان أتركها بعد اليوم .
كانت تؤمن بأن الله محبة وبان ما يجمعه الله لا يفرقة إنسان وكانت تؤمن بأن الله ربى وربها واحد لذا لم تعبأ كثيرا بإختلاف الطرق الموصلة إليه .
استأجرت شقة مفروشة وبمساعدة بعض الأصدقاء تزوجنا ولكن حينما علم الجميع بزواجنا أتحدوا جميعا علينا أهلها أتهمونى بخطفها وتبرأ أهلى منى قامت الدنيا ولم تقعد لكننا كنا بعيدين عن كل ذلك .
مرة قالت لى مريم " انت هتبقى من اشهر الكتاب فى مصر " فأجبت " ولو محصلش كفاية ان اللى بكتبه بيعجبك " .
فى الصباح وجدنا سيارة شرطة وجنودا يرتدون السواد ودخلت السجن وحينما وكلنا محاميا قدم وثيقة الزواج وشهادة زوجتى ومع ذلك لم يقبلل الضابط المسئول الأدلة فرفعت زوجتى قضية على أهلها وقضية على أهلى وقضية على الحكومة وقضية على المجتمع وقضية على رجال الدين وأنصاف الرجال .
قالت لى زوجتى " هما مش هيسيبونا فى حالنا خالص حرام يعنى لما نحب ونتجوز " وضعت رأسها على كتفى وأخبرتها بأننا سنرحل عما قريب عن هذه القرية الظالمة .
حينما علم القاضى بأن مريم قد تزوجتنى لأنها تحبنى وأن زواجنا قانونيا وأنها لا تزال مسيحية أسقط عنى تهمة الإختطاف وأتهمنى بإثارة الفتنة .
كانت لمريم نظرة بريئة ووجه ملاكى وابتسامة ربيعية وكانت تشبه صباح عيد الفطر ويوم شم النسيم .
صرخت فى قاعة المحكمة وسط الحضور ودموع زوجتى مريم تتقاطر كالدر على خديها وهى تنظر لى بحب وحنان " ايه حرام علينا لم نحب ونتجوز زى اى اتنين ما بيحبوا ويتجوزا مسلم ولا مسيحيى الاتنين ما بيعبدوا ربنا ومين اللى بيخلى انسان يحب ويكره انسان مش ربنا وربنا ممنعش جوازنا ولا القانون ولا الشرع يقدروا يمنعوا اللى ربنا اراده "
كسبت كلماتى تلك تعاطف الكثيرين داخل المحكمة ولكنها لم تكسب تعاطف تلك الرصاصة الغادرة التى اخترقت صدر حبيبتى .
كانت ماتزال صرخاتى تزلزل أفئدة الواقفين حولنا ولا أزال محتضنا حبيبتى بشدة حينما ـ فجأة ـ سكت وشعرت ببرودة شديدة تجتاحنى سرعان ما أختفت حينما سمعت مريم تقول وهى محتضنة كفى " يالا بينا يا حبيبى "
وأخذتنى وجرينا ناحية الشمس ........



#عرفة_عبد_الحكيم_عبد_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مناوشات ليلية ( قصة قصيرة )
- أغنية الكعكة الحجرية ( قصيدة )


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عرفة عبد الحكيم عبد الله - مريم ( قصة قصيرة )