|
زاوية في السوق السياسي العراقي
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 3779 - 2012 / 7 / 5 - 09:09
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لو كان هنالكَ طرفٌ مُستفيد من الأزمة السياسية الأخيرة في العراق .. فأعتقد انه السيد " جلال الطالباني " رئيس الجمهورية ، وكذلك حزبه الإتحاد الوطني الكردستاني . إذ ان تداعيات الأزمة .. أدتْ فيما أدتْ إليهِ ، الى [ تذكير ] الجميع بدون إستثناء .. بِصلاحيات الرئيس ورعايته للدستور . فقبلَ هذه الأزمة .. لم يكن أحد يأخذ هذا المنصب " البروتوكولي " .. على مَحمَل الجد ! . بينما الآن .. الكُل بما فيهم رئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب ورئيس أقليم كردستان .. " مضطرون " لإنتظار القرارات التي سوف يتخذها رئيس الجمهورية .. في سبيل حلحلة الأوضاع . ومن جانبٍ آخر .. أرى ان " الإتحاد الوطني الكردستاني " الذي نجحَ منذ أول إنتخاباتٍ في الأقليم في 1992 .. في فرض نفسه على الساحة السياسية الكردستانية وفرض [ المُناصفة ] سيئة الصيت .. مُتقاسماً السلطة والنفوذ مع " الحزب الديمقراطي الكردستاني " .. إلا ان خروجه " القسري " من أربيل في 1996 .. أدى في النهاية ، الى تكريس [ إدارتَين ] من الناحية العملية .. فحتى بعد التقارب بين الحزبَين و " الإتفاق الإستراتيجي " .. بقيتْ هنالك إدارتان ، واحدة في السليمانية وكرميان والاخرى في اربيل ودهوك !. وشّكَلَ خروج ( نوشيروان مصطفى ) من الإتحاد الوطني وبزوغ حركة " كوران " ، ضربةً قوية الى الإتحاد الوطني وزعيمه جلال الطالباني .. لاسيما بعد حصول الحركة الفتية في أول إنتخابات ، على رُبع مقاعد برلمان اقليم كردستان وعدة مقاعد في مجلس النواب في بغداد ... بعد ان ثّبتتْ حركة كوران تواجدها في السليمانية وأجزاء من اربيل .. إنخفضتْ أسهُم " الإتحاد الوطني الكردستاني " .. وشعرَ شريكه " الإستراتيجي " أي الحزب الديمقراطي .. أنه أقوى وينبغي ان تكون حصته من السلطة والنفوذ والمال .. أكثر ! . وبالفعل .. ومن خلال مجموعةٍ من المواقف هنا وهناك .. حاولَ الحزب الديمقراطي خلال السنتَين الأخيرتَين ، ان يستحوذ على بعض مناطق نفوذ الاتحاد الوطني ويتصرف بإعتبارهِ الشريك الأكبر ! . وكانتْ هنالك مؤشرات على ان الاتحاد الوطني ، رُبما سيرضخ الى الوقائع الجديدة على الأرض .. لاسيما وان محاولاته لم تنجح في التقرُب من حركة " كوران " ... لكن قيادة الاتحاد الوطني والسيد جلال الطالباني بالذات ، كما يبدو كان لهُ رأيٌ آخر ! .. وأثبتَ انه ذو حنكة سياسية وخبيرٌ في دهاليزها . فإستغل الأزمة الأخيرة خير إستغلال .. فمن ناحية .. لايستطيع الحزب الديمقراطي الكردستاني ، التخلي اليوم عن شراكتهِ مع الاتحاد .. بسهولة ومن دون أثمان باهضة .. والمالكي بأمَس الحاجة الى " حيادية " الطالباني ، أكثر من أي وقتٍ مضى .. وحتى " العراقية " لاتستطيع عملياً .. تجاوز دَور الطالباني .. إذن الجميع شاءوا ام أبَوا .. بحاجةٍ الى [ الإستماع ] وبآذان صاغية الى ما يقوله الرئيس ! . من الطبيعي .. ان صعود أسهم الطالباني في البورصة السياسية .. يؤثر إيجاباً على وضعية حزبه " الاتحاد الوطني الكردستاني " .. فلقد إستطاعَ ان يُعّزِز نفوذه ولا سيما في كركوك ، وبعض مناطق اربيل .. وكانتْ حركة ذات مغزى .. ان ينقل مكتبه السياسي من قرة جولان الى العاصمة .. فلا يستطيع الحزب الديمقراطي اليوم .. الإدعاء .. بأنه المُسيطر " الوحيد " على اربيل ! . .......................... في مقال قادم .. سوف أتطرق الى العلاقة بين الاتحاد الوطني الكردستاني وحركة كوران .. واُفُق مرحلة ما بعد جلال الطالباني .
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مُحّلِل سياسي
-
الموصل .. بؤرة التوتُر
-
إستراحة .. مع الحروف والنقاط
-
مُجّرد أصفار
-
في كُلٍ مِنّا ... شئٌ من صَدام
-
تهديدٌ وإبتزاز
-
العِناد
-
بئسَ دولةٍ أنتُم فيها القُواد
-
ميزانية الأقليم 2012
-
وردةٌ بيضاء على لحدِكَ يا أبي
-
ماذا لو ؟!
-
المسافة
-
البيشمركة المُناضل ( خوسيه موخيكا ) !
-
المراحيض الغربية والشرقية
-
دولة الدكاترة
-
التصالُح مع النَفس
-
الأزمة العراقية .. أعمق مِما تبدو
-
يوم البيئة : من أجل حفنة من الدولارات
-
السُلطة لي .. مَذهبٌ ودِين
-
مَشهدٌ من الموصل
المزيد.....
-
اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب بنيويورك
-
وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
-
مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم
...
-
البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ
...
-
كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري
...
-
بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض
...
-
السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم
...
-
وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
-
مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس
...
-
-حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع
...
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|