أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - فكر اليسار














المزيد.....

فكر اليسار


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 3778 - 2012 / 7 / 4 - 20:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في القرن التاسع عشر,عرفت الإنسانية تحولات جوهرية انطلقت من اروبا لتمتد إلى كل الدول,لكن اختلافات النخب,وطرق تفكيرها,كان لها دور حاسم,في القبول أو الرفض للقيم,التي عرفت فيما بعد بالحداثة,والعلمية,فكان اليسار الأروبي,وليد الحداثة,التي اعتبرت غاية لايمكن تحقيقها من خلال فكر الإقطاع وكل المتحالفين معه,من الساسة حكاما كانوا أو مجرد داعمين من دور العبادة والكنايس,وهنا كانت البورجوازية الأروبية,مدركة بغريزتها السسيواقتصاديةولضرورة التحولات,المفروضة عليها,إن أرادت الحفاظ على مصالحها,وتبوؤ مكانة في تاريخ الصراعات الإجتماعية,فعملت هلى تخطي كل قيم الإقطاع,والتفاوت بناء على الأعراق أو الإنتماءات العتيقة,شريطة تحرير الإنسان من كل ما يعيقه عن اكتساب الثروات,وحتى السلط الحاسمة,وبذلك قدمت تنازلات لصالح الطبقات المناهضة لها سياسيا واقتصاديا,بل إن البورجوازية في بعض الدول الغربية وحتى الأمريكية خاضت حروبا ضد نظام العبودية,كما حدث في الولايات المتحدة الأمريكية
من خلال الحرب الأهلية,وغيرها من الدول,هنا كانت نشأة اليسار,تعبير عما لم تحققه البورجوازية من حقوق فردية وجماعية لصالح العمال والمجتمع برمته,فكانت الماركسية هي الجواب العملي والعلمي عن طوباوية الدعوات للعدالة,وانتظارية تحقيق الثروات ومراكمتها في أفق إغناء المجتمعات القوية على حساب الدول الضعيفة,التي اشتد التنافس حولها بين الأقوياء وتطور إلى حروب دولية,ربما كانت محاولة للهروب من المواجهات الطاءئفية,التي كانت مهددة لأروبا بأكملها,هنا كان اليسار الأروبي ميالا لاختيارات معارضة في أغلبها للعنف الثوري,الذي أوجد دولة قوية هي روسيا التي مدت تحالفاتها الأممية باسم الإتحاد السوفياتي,فرأت فيها الحركات الإشتراكية الأروبية محاولة لفرض اشتراكية شرقية على الغرب,الذي كان هو المؤسس لها,لكن مكر التاريخ,شاء أن تتحقق الفكرة في الشرق بدل الغرب,بقي هذا الصراع خفيا,وربما هو ما أدى إلى انهيار الأممية,وظهور الإشتراكية الديمقراطية,التي بدت كنقيض للإشتراكية العلمية,أو الماركسية اللينينية,باختصار كان اليسار الأروبي,مؤهلا لاكتساب تميزات فكرية وثقافية,أهلته لفهم مجتمعاته,والتي كانت هي الأخرى في صلب الحداثة,ورسخت بتاريخيتها قيم القبول بالجديد,التي انتقلت بالتربية والمعرفة إلى كل الأجيال اللاحقة.

أما في العالم العربي,فلم تظهر البورجوازية,المناهضة للإقطاع,المختلف هو الآخر عن الإقطاع الأروبي,لأنه مزيج من العبودية الغريبة,لأن العبيد فيها هم المدافعون عنها وليس الإقطاعيون,وهذا نمط غريب من العلاقات الإجتماعية,التي لم يعرفها الغرب نفسه,مثل فكرة تقسيم الناس إلى شرفاء وعاميين,أو مكرمين وخداما لهم,بفعل تعاقد مقدس,يحميه الدين ويقبل به الإلاه نفسه,ليكون العبض في خدمة الغير,وفق ناموس إلاهي غير قابل للمراجعة والتفكير في إلغائه,لهذه الأسباب كانت النخب العربية غير مدركة لأبعاد الحداثة,لأتها باختصار لم تعش تحولاتها الإقتصادية والثقافية وحتى السياسية,بل قفزت عليها نحو الإشتراكية,التي باسمها تحاملت على الفكر الليبرالي,واعتبرته رأسمالية استغلالية لاتتحقق الغشتراكية إلا بالقضاء عليها,حتى لو كان البلد فلاحيا وعبوديا في علاقاته وقيمه,وظهرت اجتهادات,تعول على فكرة حرق المراحل,والإنتقال إلى الإشتراكية مباشرة دون حاجة إلى حداثة في الفكر والتدبير الإقتصادي والعقلاني,فكان فكر اليسار العربي,فكرا توليفيا تحريضيا,خاليا من كل أشكال العقلانية,متحاملا على الفروقات الفردية,غير معترف بها,لأنها قيمة أنانية تتعارض مع الإشتراكية والعدالة,هنا كان سر معاداة المثقفين والفنانين والمبدعين,إلا من حولوا أنفسهم إلى خدم لقادة الفكر العلمي,وأحلامه,التي صارت تكرارا لشعارات خالية من كل الحوافز على التفكير,أو إعادة التفكير في الفكر الإشتراكي نفسه,لأنه حامل لقيم إنسانية ينبغي الحفاظ عليها دون تحنيطها لتتحول إلى أوثان,ويصير اليساري من عبدة القبور,وحراسها القدامى.



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليسار والمشروع الثقافي
- اليسار المغربي,تجديد التحالفات
- اشتراكية العالم العربي
- اليسار بين الإصلاح والمغامرة
- الأديب والسياسة
- سلطة الآداب
- القصة المغربية
- عقل السلطة
- الحصانة السياسية
- دولة العقل
- يساريون ودينيون في المغرب
- مفارقات السلطة في العالم العربي
- حزب الله مشروعية المشروع
- سياسة الإعداد
- الفكرة في اللغات
- الإعلام ودفاتر التحملات
- العدالة والتنمية بين الديني والسياسي
- الشبكات الإجتماعية وهوس البساطة
- إسلام العقيدة وإسلام السياسة
- الإسلام الروحي والتاريخي


المزيد.....




- أحمد الطيبي: حياة الأسير مروان البرغوثي في خطر..(فيديو)
- خلل -كارثي- في بنك تجاري سمح للعملاء بسحب ملايين الدولارات ع ...
- الزعيم الكوري الشمالي يشرف على مناورات مدفعية بالتزامن مع زي ...
- الاحتلال يقتحم مناطق في نابلس والخليل وقلقيلية وبيت لحم
- مقتل 20 فلسطينيا في غارات إسرائيلية على غزة
- بالصور: زعيم كوريا الشمالية يشرف على مناورات -سلاح الإبادة- ...
- ترامب يفشل في إيداع سند كفالة بـ464 مليون دولار في قضية تضخي ...
- سوريا: هجوم إسرائيلي جوي على نقاط عسكرية بريف دمشق
- الجيش الأميركي يعلن تدمير صواريخ ومسيرات تابعة للحوثيين
- مسلسل يثير غضب الشارع الكويتي.. وبيان رسمي من وزارة الإعلام ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - فكر اليسار