أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - احمد محمود القاسم - حوار مع اسير فلسطيني محرر، وذكريات السجن والسجان















المزيد.....

حوار مع اسير فلسطيني محرر، وذكريات السجن والسجان


احمد محمود القاسم

الحوار المتمدن-العدد: 3778 - 2012 / 7 / 4 - 01:12
المحور: مقابلات و حوارات
    



هذا الحوار، وجها لوجه، مع مناضل فلسطيني، كان معتقلاً، لدى سلطات الاحتلال الصهيوني، وقد أُفرج عنه، بعد أن انتهتْ مدة محكوميته، وكان اعتقاله قد تم، إثر عملية عسكرية قام بها في منطقة القدس، مع مجموعة من رفاقه الأشاوس، ويُدعى بسام علي، وهو رجل ومناضل حقيقي، ما زال الايمان بقضيته كبيراً وعميقاً، وما زالت ذكريات السجن والسجان، تقلق مضاجعه، ولكنه سعيدٌ جداً، رغم المعاناة والآلام، التي واجهها بالمعتقلات النازية الصهيونية، والتي خرج منها سالماً ومعافىً الآن، ويعيش حياته بشكل طبيعي، بعد ان كان ينتظر الشهادة في كل لحظة، إلا ان صموده الاسطوري، وإيمانه بقضيته، وحبه للموت، من اجل شعبه ووطنه، وهب الله له الحياة، ليعيش بين أهله وأسرته وشعبه، وهو الآن، يُعَّلم اولاده وأبناء شعبه، قصة نضاله، ضد العدو الصهيوني الغاشم، كان حديثي معه بدايةً، عن كيفية اعتقاله
ومتى تم ذلك؟؟؟؟
قال:اعتقلت بتاريخ 17-10-1987م، على إثر عمليه فدائيه، نفَّذتها مجموعه تابعه لسرايا الجهاد، التابعة لحركة فتح، آنذاك، حيث قامت تلك المجموعه، بالهجوم على أفراد، من كتيبة جفعاتي، في باب المغاربه، قرب المسجد الأقصى المبارك، وقتلتْ وجرحتْ عدداً كبيراً منهم، وقد تم اعتقالي من البيت، بعد اعتقال أفراد المجموعة، المنفذة للعملية، ومجموعتي، قامت بأكبر عمليتين عسكريتين، وتُعرفان بعملية باص رقم 18 وعملية باب المغاربه.
تابع المناضل بسام علي حديثه وقال: أما عن كيفية اعتقالي، فقد كان نتيجة إنهيار، اصاب افراد مجموعتي، عند التحقيق معهم، نتيجة للتعذيب الشديد والقاسي، الذي تعرَّضوا له، حيث كنتُ انتمي الى مجموعه أخرى، مرتبطة، مع مجموعة باب المغاربه، وكانت مجموعتي، هي التي قامت بتوفير الأسلحة الى مجموعة باب المغاربه، وكان يُطلق على مجموعتي اسم المجموعة رقم 18، نسبة الى سرية، تكونت بهذا الاسم، وقد ارتبط هذا الاسم، بتفجير حافلة صهيونيه، في العام 1983م، وقُتل فيها ستة مستوطنون، وجُرح اربعون آخرين.
قلت له وماذا حدث معك بعد الاعتقال مباشرة؟؟؟؟
قال تم نقلنا الى الزنازين في السجن، تمهيداً للتحقيق معنا، حيث كانت العملية مُؤلمة جدا، لليهود الصهاينة، وعلى أثرها، اغارتْ طائرات العدو الصهيوني، على مخيمات اللاجئين في لبنان، وتم إسقاط، إحدى طائرات العدو المغيرة، وتم أسر قائدها المعروف باسم (رون أراد).
كانت التهمة الموجة لي، بعد القاء القبض عليَّ، والتي اعترفتْ افراد المجموعة بها ضدي، انني كنت مُزودهم بالأسلحة. وتابع الحديث المناضل بسام علي، وقال، بأن مجموعته كانت مكونه من ثلاثة عناصر، اضافة الى مجموعة باب المغاربه، المكونه من ثلاثة عناصر أيضا، لم يُصبْ أَحد منهم، أثناء العملية، حيث تم اعتقالهم جميعا، وحوكموا بمحاكمة صورية، وحكم على المجموعة جميعها بالسجن المؤبد، إلا أنه حُكم عليهُ بخمس سنوات فقط. وقد تم الافراج عن ثلاثة من المجموعة في صفقة شاليط المعروفة، وبقي أحد المناضلين ويدعى سمير ابو نعمه، محكوم عليه، بستة مؤبدات ومائة عام. تابع حديثه وقال، قبل انضمامه الى هذه المجموعه، كان قد عمل مع مجموعة اخرى، وقعتْ في الأسر، نتيجة انفجار عبوة ناسفة، وأصيبَ بها أحدُ المناضلين، بجراح بليغة، ولكنهم، لم يعترفوا عنه، وواصلُ طريقه في النضال، وانضمُ الى المجموعة (18).
قلت له كيف بدأ التحقيق معكم، بعد اعتقالكم، وما هي الاسئلة التي وجِّهت لكم، وهل كان هناك تعذيب لكم، اثناء التحقيق ام لا؟؟؟
أجاب المناضل بسام علي وقال: الاسئلة، طبعا كانت كثيرة، ولا يمكننا في هذه العجالة، أن أذكرها، لكن معظمها كانت عن مخططاتنا، وكيفية تدريبنا، وطريقة الحصول على الأسلحة، وما يدور في اذهاننا، من خِططْ عسكرية، وكان أهمها، محاولة اختطاف عقيد في الجيش الاسرائيلي. وفي سؤال لي، له عن كيفية المحاكمة، وهل هي محاكمة حقيقية او شكلية، اجاب وقالي، أنه فيما يتعلق بالمحاكمة، فقد كانت محاكمة صورية جدا، ولم تَدمْ أكثر من عشرة دقائق، ثم تم اصدار الحكم علينا فوراً، ولم يكن هناك طبعا استئناف بمعنى الكلمة، ولكن يمكن لأي أحد الاستئناف، لكنني لم أكن اصدق ما سمعت، ويبدو ان الحاكم كان في ارهاق شديد، وقد طلب المدعي العام، استئناف الحكم، لان الحكم الصادر ضدي، في نظره، لم يكن كافياً، وطلب تحويلي الى ثلاثة قضاة، والحكم عليَّ بالمؤبد.
وفي سؤال لي، له عن التعذيب، وفيما إذا كان التعذيب، كان متواصل ضدهم، اثناء الاعتقال، قال لي، بأن التعذيب كان متواصل ليل ونهار، حتى الانهيار والاستسلام، مع أننا لم نكن مكترثين، فقد كُنَّا شباباً، ولا نفكر إلا بالشهادة.
عند سؤالي له ما هي بعض وسائل التعذيب التي تعرضتُم لها، أجابني قائلا، أن الشَبْحْ المتواصل ليل نهار، ودون نوم او ماء او طعام او حمام، وهذه بعض الوسائل، وتَرْكنا أياما دون سؤال أو استجواب.
في سؤال لي، له عن معنوياتهم فيما اذا كانت محطمة، ام لم يكونوا يأبهوا لما يجري لهم،
وهل المجموعتين كانتا معا في مكان واحد، ام كل واحد بعيد عن الثاني؟؟؟
أجابني وقال، بان معنوياته كانت عالية في البداية، ولكنه عندما ادرك ان مجموعته قد انهارتْ، وأصبح لدى المحققين تقريبا، معظم المعلومات عنه، ضَعُفتْ معنوياته، وكان طوال فترة التحقيق، يحاول ان يعرف بعض رؤوس الأقلام، عن مجريات التحقيق، والى اين وصل التحقيق مع مجموعته، وكان يحاول الدفاع عن نفسه، من أجل الوصول الى اخف الأحكام ضده، وكان كل همه، ان تتوقف الانهيارات المتتالية، من قبل أفراد المجموعة، لأن انهيار المجموعة، كان سريعاً وعجيباً. تابع المناضل الصلب بسام علي حديثه وقال لي:
طبعا بعد اعتقالي مباشرة، مكثنا في الزنزانة، وكانت تلك الزنازين الثلاثة مع رفاقي، اشبه ما تكون بديوان .. الكل يسأل، والكل يجيب، والكل يشكو همه الى الآخر، هذا يقول اعترفتْ بكذا، وبعضهم كان يبكي، وبعضهم يتألم، والبعض، لا يتكلم اطلاقا، كنت اشجعهم على الصمود، وكنت اضحك على من يبكي، فلم اكن اتخيل شابا في العشرينات، يبكي على أمه وإخوته، او على زوجته، وعندما رأيت أن الكثير، قد اعترف امام المخابرات، كنت استهزئ منهم، واعتقد في نفسي، انني قد نجحتُ في التغرير برجال المخابرات، لذلك كنت معظم الوقت مسروراً وأمازح المعتقلين...يبدو ان كل هذه المناظر، تَضحك مني، وأنا أظن، أنني قد انتصرتُ، وما هي إلا ايام واخرج الى المحكمة، والحكم لن يتجاوز السنة .. كنا نسأل ونقول لبعضنا، أنا اعترفتْ بكذا، وذاك اعترف بكذا، والكل يسأل ويقول، سيكون حكمه بكذا، ونعزي بعضنا بالتقليل من مدة الحكم .. وفجأة، وبعد هذه الايام التي لا تخلو من متعة، ممزوجة بالآلام والحنين، الى الاهل والبيت ..أُفرغتْ الزنازين من حولنا، ولم يبق احد، سوى أنا ورياض أحد، رفاق المجموعة، فسألني رياض عن موضوع، يمكن أن نتسلى ونلهو به، لكي نضيع الوقت، فقلت له ليس لدي موضوع، فقال لي، ما رأيك لو تُعلمني بعض الكلمات العبرية؟؟
فقلت له جيد، وبدأتُ أعلمه بعض الكلمات، وبعد لحظات، قرقعتْ الزنزانة، وأُخذَ رياض الى التحقيق، ثم اعيد بعد وقت طويل..فقال لي، لقد سمعتُ صوت امام المسجد (أبو أنس) في التحقيق، يبدوا أنهم قد اعتقلوه أيضا، وأعتقد أنني رأيت راضي (احد ابناء القرية) مشبوحاً في الطريق الى التحقيق، وبعد لحظات، فُتحَ الباب، فأخذني أحد الجنود الى غرفة التحقيق، فوجدت رجال المخابرات، يضحكون ويتكلمون باللغة العبرية، ويتغامزون وينظرون اليَّ باستهزاء وسخرية ..قلت في نفسي، يبدوا أنهم، سمعوني وأنا أعَّلم رياض بلغتهم، فاكتشفوا كذبي، بعدم معرفتي بلغتهم .. ولم انتبه أنهم قد وضعوا رياض معي في زنزانة واحدة، لاستدراجي شيئا فشيئا .. سألوني بعض الاسئلة، التي لا تتعلق بالتحقيق، وأعادوني الى الزنزانة ..فأخبرتُ رياض بما حصل معي، وقلت له أنني قد كذَّبتُ عليهم، وقلت لهم أنني لا اعرف اللغة العبرية ..يبدوا أنهم قد اكتشفوا عكس ذلك ..على كل لا تقلق .. بدأ الشك يتسلسل الى نفسي، أن رياض، قد يكون جاسوسا .. ولكنه، عندما كان يقرأ القرآن بصوته الجميل، كان يبدد الشك من نفسي، اضافة، الى خبرتي البسيطة في الناس، وفي اساليب التحقيق، فلم يكن يخطر ببالي أن رجلاً يقرأ القرآن، وخريج كلية الشريعة، يمكن أن يكون جاسوسا، عادوا لنا بعد قليل، وأخذوا رياض، وتركوني وحيداً طوال الليل، في زنزانة مظلمة، أشبه ما تكون بحمام عمومي ..
في سؤال آخر له، عن كيفية استقبال الأسرى لهم، ممن سبقوهم في المعتقل، اجابني وقال لي، الحقيقة، كان الاستقبال رائعاً، لكننا كنا ننتمي الى جيل جديد، وثقافة فيها الروح الثوريه عالية جدا، وكنا نحب الحرية كثيراً، حرية الرأي والفكر والكلام، فوجدنا إخواننا، ممن سبقونا في المعتقل، يعيشون في الأحلام، وفي الماضي البعيد، بعقولهم وتفكيرهم، مثلما دخلوا السجن أول مرة، يعني من دخل السجن في السبعينيات، كانت عقليته، قد توقفتْ عند حدود السبعينات لعدم متابعتهم لتطور الأحداث، وهذا سبَّبَ لنا معاناة فكرية كبيرة، ولم يكن احد، يتقَّبل سماع التغيرات العالميه، وأحياناً، كنا نُتهم بالكذب.
في سؤال لي له عما اذا كان هناك، تفاعل يومي بين المعتقلين، وتعاون وتفاهم، وشحذٌ للهمم، لبعضهم بعضاً، ام هناك مَللْ وقلق، وصراعات شخصية، وأنانية وخلافه؟؟؟؟
أجابني وقال، في الحقيقة، التعاون كان موجود دائما، خاصة من الناحية المعيشية، فقد كنا عائلة واحدة، وكنا نعيش حياة اشتراكية بمعنى الكلمة، لا احد يأخذ شيئا، يزيد عن الآخر، كانت حياة رائعة، فإذا لم يستطع احد دفع الكانتينة، لم يكن يُحْرج أبداً، كانت تُجمع الكانتينة وتوزع بالتساوي على الجميع، لا فرق بين قوي او ضعيف او قائد، من أصغر عنصر الى أكبر عنصر، لم يكن بيننا ضعيف او قوي. في السجن، هذا التمييز، كان يُعتبر من المحرمات.
سألته هل صحيح،عما يقال عن وجود عصافير(عملاء)، بين المعتقلين، وكيف كان تعاملهم
معهم، أجابني وقال، بالنسبة للجواسيس والعملاء، فهذا صراعٌ كان مُحتدمٌ بين ارادتين، طبعا كانوا هم الاقوى، فلديهم وسائل ترهيبية كثيرة، وقد نجحوا في زرع الكثير، من العملاء بيننا، ولكن، كان الاسرى يتغلبون على اختراقات العدو لهم، ويعيدون تأهيل الذين قد وقعوا في شباك المخابرات، وكنا نعيد لهم الثقة في انفسهم، حقيقة، في هذا المجال، أَبدع الاسرى، واستطاعوا ان يتعاملوا مع كل الحالات، بحكمة وتدبير، وعقلية رائعة.
في سؤال لي له عن المستوى المعيشي لأُسر المعتقلين، وفيما اذا كانوا من الأغنياء أو الفقراء؟؟؟ أجابني المناضل الرائع بسام علي وقال، نحن كنا في مُعظمنا من الفقراء، وكان الأهل، اذا استطاعوا ان يدفعوا لنا خمسون شيقلاً كمصروف، كان هذا يُعتبر شيئاً كثيراً، وكنا مظلومون، فراتب الاسير، خمسون دينارا شهريا.
في سؤال لي له عن مجتمع المعتقلات، وفيما اذا كان لهم في المعتقل، قيادات، توجههم وترشدهم، وتنظمهم، ام كانوا فوضويون، وكل واحد منهم، يتصرف على مزاجه؟؟؟
أجابني وقال، مُجتمع المعتقلات، مُجتمع مُنظم، ومُرتب، له قوانين عفوية، نحتكم اليها جميعنا، وكنا نعيش في جمهورية افلاطون المثالية، ولا أبالغ في هذا كثيراً، فلم يكن لدينا انسان مظلوم، او محروم، كلنا كنا أُخوة، بكل ما تعني الكلمة، لا يوجد فوضى ابداً، وكان هذا أَهم سبب في صمودنا، كنت أتمنى لو اننا حافظنا على هذا المجتمع المثالي، خارج المعتقل، ولكن مع الاسف، خارج السجن، الوضع يُرثى له تماما.
سألته فيما اذا كانت قيادات الخارج، تهتم بهم، وبأُسَرِهم امْ لا، وهل تُصرفْ مساعدات لأسر ألأسرى أم لا؟؟؟
أجابني وقال، بالنسبة لي شخصيا، وبعد اعتقالي، لم يتصل بي أحد، وأرسلتُ لهم رسائل عتاب في ذلك، ولم يردَّوا عليها، ولكن، كان معروفٌ للمعتقلين الفلسطينيين، أن رجال منظمة التحرير، كانوا يتَّصلوا مع عائلة المعتقل، بشكل او بآخر. وأنا شخصيا، منذ عام ستة وسبعون، حتى عام سبعة وثمانون، لم أحصلْ، إلا على خمس وعشرون ديناراً، وهذا المبلغ، كان مُعتمد لتجهيز ملجأْ، لتهريب المناضلين ؟؟؟
في سؤال لي له، فيما إذا وجدوا بينهم في المعتقل، قيادات متميزة، كان لها بصمةٌ خاصة، على المعتقلين في الأسْر؟؟؟
أجابني وقال، مع الأسف الشديد، لم نجد إلا الشهداء، أمثال الشهيد القائد الحقيقي عمر القاسم، ولو كان عندنا قيادات حقيقية، لما رأيتَ ما يجري خارج السجون الآن، الرجال الأوفياء المخلصون، قد هُمشوا، وجَرفَهُم الموج، كنتُ قد التقيتُ بقيادات في آخر ايام الاعتقال، ولكن مع الاسف، القائد لا يَنحني، مهما بلغتْ التضحيات، الأسرى المفرج عنهم، لم يُعطوا حقوقهم كاملةً، ولم يقف احد الى جانبهم، مقابل تضحياتهم، هناك فقط، ما يقدم لهم من مساعدات، من وزارة شؤون الأسرى، كراتب شهري، لا يسد احتياجاتهم، المفروض، أن يتوفَّر لهم سبل العيش الكريم، والمريح، البعض منهم، حصلوا على اكثر مما يستحقوا، مع الأسف، أما الرجال الحقيقيون، الذين وقفوا ايام كانت الثورة، بحاجه اليهم، وهم بطبيعتهم يخجلون من الوقوف امام المكاتب، هؤلاء، لم يحصلوا على شيءْ.
في سؤال لي له، فيما إذا كان قد أمضى كل فترة اعتقاله في ألسجن؟؟؟ وكيف تم الافراج عنه، وخرج من ألسجن، وهل كان الأهل يقومون بزيارته بين الحين والآخر ؟؟؟
أجابني وقال، لقد تم الافراج عني، بعد ان انهيتُ مدة حكمي كاملةً، وكانت هناك زيارات شهرية لي، من قبل أسرتي وأهلي، وكانت هذه الزيارات، تتعثَّر احياناً لشهرين وثلاثة اشهر.
وعن سؤال لي له، عن كيفية قضاء المعتقلين، معظم وقتهم في المعتقلات؟؟؟
اجابني وقال، بالنسبة لي، كنت اقضي معظم وقتي، بقراءة الروايات، وممارسة الرياضة البدنية، وفي احيان أخرى، أقوم بالنحت على الحصى. وقد كتبتُ روايةً عن تلك الايام، وأنا في المعتقل، بتفاصيلها المملة، ويقرؤونها الأبناء والأقرباء، ويعرفونها جيداً، وتُعرف باسم (ذكريات من خلف القضبان) وعندي كذلك، رسائل هرَّبتها الى خارج المعتقل، ولا يختلف عني باقي المعتقلين كثيراً، في هذا المجال، فمنهم من كان يهوى المطالعة والكتابة والرياضة، والتعلم وخلافه، وهناك القليل منهم، من المتقاعسين، عن مزاولة أي نشاط.
قلت له في ختام لقائي معه، طبعا انت الآن متزوج، ولديك أبناء؟؟؟ فهل تزوجتَ قبل اعتقالك ام تزوجتَ بعد الافراج عنك، وماذا تعمل الآن؟؟؟ أجابني وقال، نعم، انا متزوج الآن، عندما اعتقلت، كنت عريساً، لم يمض على زواجي شهر واحد، وهذا سبَّب لي اكبر معاناة في حياتي، وحاولتُ اقناع زوجتي بالفراق، إلا انها رفضتْ، وبشدة، وكانت معاناتها أضعاف معاناتي، والحقيقة، فان بنات فلسطين، أصلب من الصخور، وهناك زوجات أسرى صابرات، أمضين ثلاثون عاما، وهن ينتظرن بفارغ الصبر، أن يخرج زوجهن من المعتقل. ولدي الآن سبعة اولاد، واعمل حاليا بتربية النحل، من اجل انتاج العسل، والصرف على عائلتي.



#احمد_محمود_القاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع الشاعرة المقدسية، ايمان مصاروة، والمرأة الفلسطينية و ...
- لقاء وحوار، مع شاعرة مغربية ، وهموم المرأة المغربية
- لقاء وحوار، مع سيدة مصرية، وهموم الثورة والمرأة المصرية
- لقاء وحوار مع سيدة ليبية، عن الثورة والمرأة
- حوار سياسي، مع شابة فلسطينية، في الداخل الفلسطيني
- لقاء مع كاتبة وأديبة ونجمة مصرية متألقة
- قصة معاناة سيدة عربية مع زوجها
- الأهمية والنتائج لزيارة الوفد الاعلامي الموريتاني للاراضي ال ...
- حوار مع انفاس ثقافية عبر الماسنجر، والفكر السياسي الديني
- تعليق على دراسة بعنوان: موقف القادة الجدد من التطبيع مع الكي ...
- يهود الخزر وكذبة ابناء اسحق ويعقوب
- لقاء مع الأديبة والاعلامية الفلسطينية نجوى شمعون
- صدور كتاب جديد عن سيرة الشهيد عمر القاسم (مانديلا فلسطين)
- برنامج تركي الدخيل (اضاءات) وجوزيف براودي
- صعود الاسلام السياسي قمة السلطة والفتاوي القادمة
- الفلسطينية ميساء ابو غنام رمز للتحدي والارادة القوية
- جمعية قوارير الفلسطينية لمساندة المطلقات
- تقرير المركز الفلسطيني للدراسات الاسرائيلية (مدار) عن المشهد ...
- زهيرة كمال شمس مشرقة وساطعة في سماء المرأة الفلسطينية
- قصة اسير محرر


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب في نيويورك
- الاتحاد الأوروبي يعاقب برشلونة بسبب تصرفات -عنصرية- من جماهي ...
- الهند وانتخابات المليار: مودي يعزز مكانه بدعمه المطلق للقومي ...
- حداد وطني في كينيا إثر مقتل قائد جيش البلاد في حادث تحطم مرو ...
- جهود لا تنضب من أجل مساعدة أوكرانيا داخل حلف الأطلسي
- تأهل ليفركوزن وأتالانتا وروما ومارسيليا لنصف نهائي يوروبا لي ...
- الولايات المتحدة تفرض قيودا على تنقل وزير الخارجية الإيراني ...
- محتال يشتري بيتزا للجنود الإسرائيليين ويجمع تبرعات مالية بنص ...
- نيبينزيا: باستخدامها للفيتو واشنطن أظهرت موقفها الحقيقي تجاه ...
- نتنياهو لكبار مسؤولي الموساد والشاباك: الخلاف الداخلي يجب يخ ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - احمد محمود القاسم - حوار مع اسير فلسطيني محرر، وذكريات السجن والسجان