أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - رمضان كريم ايها العراقيين ومبروك لكم عدسكم














المزيد.....

رمضان كريم ايها العراقيين ومبروك لكم عدسكم


زكي رضا

الحوار المتمدن-العدد: 3777 - 2012 / 7 / 3 - 17:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رمضان كريم ايها العراقيين ومبروك لكم عدسكم


ما مر عام والعراق ليس فيه جوع " السياب"


لقد تفنن البعثيون منذ وصولهم الثاني للسلطة في تموز من العام 1968 وحتى رحيلهم الذليل، في سياسة صنع الازمات مع "شعبهم" دوما ومع دول الجوار مرة ومع الدول العربية والمجتمع الدولي مرات اخرى. واذا كانت ازماتهم مع الدول الاخرى هي ازمات سياسية ناتجة عن محاولاتهم المستمرة للتمدد المخابراتي خصوصا في الدول العربية، التي كان البعث يريد من خلالها تاسيس احزاب بعثية او غير بعثية موالية كأذرع له للتأثير في سياسات تلك الدول والتي كلفت شعبنا ووطننا الكثير، فان ازماتهم الداخلية لم تكن بالضرورة سياسية دوما على الرغم من ان النتائج المتوخاة من صنع الازمات كانت سياسية ومن هذه الازمات كانت ازمات توفير المواد الاستهلاكية.

ففي سبعينيات القرن الماضي وخلال الفورة النفطية وارتفاع اسعار البترول بعد حرب عام 1973 كانت خزينة العراق متخمة بالعملة الصعبة على خلاف العهود العراقية السابقة منذ تاسيس الدولة العراقية الحديثة. الا ان البعثيين ومن خلال سياساتهم الاجرامية بحق العراق وطنا وشعبا ومن اجل اذلال الشعب العراقي فانهم كانوا "مبدعين" في صنع الازمات الاستهلاكية، فمرة كان العراقيون يقفون بطوابير طويلة في عز الايام التموزية الحارة من اجل بضعة علب من معجون الطماطة، او من اجل بضع بيضات او علبتي سكائر، بل وصل الامر وقد كنت شاهدا على ذلك الى ان يقف العراقيون طوابير طويلة للحصول على شيء لايعرفونه، لعدم فتح ابواب فرع الشركة العامة لتجارة التجزئة في تلك الظهيرة الحارة حد اللعنة من شهر آب اللهاب، ليفاجئوا بحصتهم من ثروات بلدهم وهي علبتي سمك سردين يوغسلافي!! ونتيجة لحماقاتهم "البعثيين" المستمرة وحروبهم الداخلية والخارجية ومعاناة شعبنا لاقسى حصار اقتصادي بحق بلد بعد الحرب العالمية الثانية، فان اذلال العراقيين من قبل المجرم صدام حسين وحزبه الدموي وصل الى ان يتبغدد علينا راس النظام حينها وفي احدى شهور رمضان بدجاجة واحدة لكل عائلة عراقية، وكي يزيدنا اذلالا سمّاها مكرمة فتعسا لذلك "الكريم" وبؤسا لمكرمته.

وما ان انتهى النظام البعثي الى حيث يجب ان ينتهي حتى استبشرنا خيرا "هكذا حلمنا وسنموت دون ان يتحقق الحلم على مايبدو" بساسة العراق الجدد، لاننا واياهم كنا جزءا من المعاناة التي لاحقتنا وشعبنا لعقود خصوصا بعد ان وصلت اسعار النفط الى ارقام قياسية. وبلغت ميزانية العراق للعام 2012 والتي اقرها البرلمان العراقي 110.5 ميليار دولار على اساس متوسط لسعر البرميل بقيمة 85 دولار ومتوسط للصادرات الخام ب 2.6 مليون برميل يوميا. وعلى الرغم من ان المبلغ اعلاه يعادل ما يقارب 30-33 مما كان يدخل الخزينة العراقية اثناء الحصار، الا اننا نرى ممارسة نفس سياسة الاذلال بحق المواطن الفقير بعد ان قلت مفردات الحصة التموينية التي تحتاجها العوائل الفقيرة بشدة الى الثلث، وسوء المواد المستوردة من قبل وزارة التجارة العراقية وسرقتها.

وعلى خطى المجرم صدام حسين وبمناسبة قرب حلول شهر رمضان فان اللجنة الاقتصادية التابعة لمجلس ممثلي الشعب!!! "مجلس النواب العراقي" ، كشفت عن توزيع وزارة التجارة لحصص اضافية قبل حلول شهر رمضان وستكون المواد واوزانها على الشكل التالي.

5 كيلوغرامات من مادة الطحين الصفر لكل عائلة اي 5000 غم، وفي ضوء متوسط عدد افراد الاسرة العراقية والبالغ حسب العديد من الخبراء 6.9 والتي سنجعلها 5 " مكرمة منا للحكومة العراقية" فان الفرد الواحد سيحصل على 1000 غم خلال شهر رمضان، وعند تقسيم 1000 غم على 30 يوما فان حصة الفرد الواحد ستكون 33.33 غم يوميا، اما حصة المواطن من الرز في نفس الشهر فستبلغ 1500 غم وبتقسيم الرقم على 30 يوما فان حصة المواطن من الرز ستكون 50 غم يوميا، اما العدس وهي المادة الثالثة من هبة وزارة التجارة الى الصائمين فانها ستكون 250 غم للفرد الواحد اي بواقع 8.33 غم يوميا.

والسؤال الملّح هنا هو توقيت حكومات البعث والاسلاميين لمنح عطاياهم وهباتهم ومكارمهم "من لحم ثورنا" لشعبنا في رمضان ومناسبات اسلامية اخرى، فهل شعبنا يكون فقيرا في رمضان وغنيا في الاشهر الاخرى مثلا، وهل من المعقول ان هذه العطايا الكبيرة والكثيرة!! ستقضي على نسبة الفقر التي اعترفت بها الحكومة العراقية والبالغة 23% وفق احصائيات المؤسسات الدولية ومسحها الميداني.

المفارقة انه قبل 6 عقود سعّرت حكومة " نوري" الدين محمود الشلغم واليوم تهب لنا حكومة "نوري" المالكي 250غم من العدس، ولا اعرف اين قول ابا ذر عند مسلمي العراق وشيعته خصوصا عندما قال لاعنا الجوع "عجبت لامريء لا يجد قوت يومه ولا يخرج على الناس شاهرا سيفه ! "والا يعرف اسلاميو العراق الذين صدعّوا رؤوسنا بالشرع والالتزام به ان المبدأ الشرعي يقول "إذا بات المؤمن جائعاً فلا مال لأحد" وهذا يعني ان حق الملكية في حالة وجود جائع واحد في المجتمع الاسلامي لن يكون شرعيا.

ختاما نحن نعلم حرص المسؤول على صوت الفقير الانتخابي من خلال العدس اكثر من حرصه على وصول العدس الى معدة الفقير الخاوية.

زكي رضا
الدنمارك
3/5/2012



#زكي_رضا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استنساخ المالكي بين الهزل والهزل
- الحائري نطق بلسان المالكي
- لنوسع النقاش من اجل استنهاض اليسار
- كل بلد عربي بحاجة الى البو عزيزي
- الخطر كل الخطر في ان تتحول بغداد الى قندهار بنكهة ايرانية
- الشتائم والمثالب وديموقراطية الاسلام السياسي
- الأموات أحياء في سان خوزيه والأحياء أموات في بغداد
- نكتة السيد المالكي في وقت العراق بدل الضائع
- هل لا زال الله في أجازة ؟
- آقاى شهرستانى دست شما درد نكند !! *
- أسئلة حول مقالة من الاصلح للدكتور عبد الخالق حسين
- أفي طائفية المالكي شك ؟
- هل ستكون الطائفية جسرا لتقسيم العراق أو أضعافه وعلى عاتق من ...
- هل ستكون الطائفية جسرا لتقسيم العراق أو أضعافه ، وعلى عاتق م ...
- هذوله احنا
- البعثيون والصداميون .. نكسانه مو نكسانه
- متى اجتث الشيوعيون حزبا يا حسن العلوي ؟
- السيد بهاء الاعرجي أصبت ورب الكعبة
- تصريحات المفوضية العليا (المستقلة) للأنتخابات منحازة
- البعثيون بين الانتشار والتبخر


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - رمضان كريم ايها العراقيين ومبروك لكم عدسكم