أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خلود العدولي - فوضوية أنثى.....عشوائية صارخة














المزيد.....

فوضوية أنثى.....عشوائية صارخة


خلود العدولي

الحوار المتمدن-العدد: 3777 - 2012 / 7 / 3 - 01:47
المحور: الادب والفن
    



كان علي أن اقبع في السرير ساعات أدخن سجائر الحلم و أبحث لي عن رؤيا أحبل منها شعرا.وكان الضوء الطفيف العابر لفتحة نافذتي يداعب عيني الساكنتين :
يدغدغني,يلفحني,يسحقني و أنا امتلأ رعبا بنهايات شهوة عابرة في الرقص نائمة على السرير بلا حراك.
لم أكن أقوى مع ذلك الصقيع الصباحي أن أحرك جمود جسدي الظمآن للأنفاس الحارة.
من الجدير لي أن أسكب قهوتي ,تلك التي أعددتها من نار صبر الجدران على أحزاننا التي لا تنتهي .
جلست في زاوية المطبخ أرتب بعض الذكريات الساهدة ,أتأملها تنغرز في بطئ صباحي مترنح في باطن كفي.كانت المرارة تتسرب لحلقي:الشفة,فاللسان,فالحلق.
آه اللعنة!نسيت السكر..
تركت جمالية الزاوية و صمتها العسلي و اتجهت صوب الخزانة ,كانت تشكوا بصوت عال إهمالي ترتيبها.لم أعرها إهتماما,إلتقطت قطعتي سكر و عدت لشبق قهوتي و عسليتي ركني.
كم أنا شاذة!
أحب في لانهائية الأماكن تحديد الأركان الأربع حتى أقيس كيف يمتد جسدي على إنبساط الأرض الهادئة.
لا يمكن أن أخرج هذا الصباح,لا شيء يشجعني!الضوء ثاقب مزق شبكية عيني,الصقيع لم يلد ثلجا بعد.لازال المخاض لم يبدأ ,لعله يبدأ بعد ساعات.
الضجيج على أشده,يزلزل زوايا السكون المحيط بغرفتي ,يثقب صلابة الجدران ,يحرضني على التخلص تحت موجة هذا الأزيز الصاخب من ثياب نومي و السير عارية إلى حافة خزانة الملابس
.إنه الوقت المناسب للفوضى في لحظة عراء.
تبا لكم!!أنا لا أصدقكم!
أتحسبون أنكم قادرون على الغوص بكل أضلعكم في لهيب هذه اللحظة الأنثوية الثائرة؟؟
إنها إشراقة التمرد من جسد الصقيع الشتائي تحت صوت المزاريب و منبهات السيارات و مشجب ثوبي في آخر الخزانة يعوي جائعا حتى أختطفه....يلهث من عرائي يقدم لي الثوب بسرعة,يصرخ,يصيح,يغلق عينيه,يرتعش ليسقط الثوب,ليثب الثوب,ليتمزق الثوب لتحمر الخزانة
و تحاول الإنفجار.لكني أدير ظهري ,أدير عرائي ليظهر المستحيل.
ضجر ضجر من لعب الأثواب و الخزانة.أين الليل؟الأضواء؟
أحب الليل و موته في شهقة إرتفاع نهدي.أدق الساعة بزندي هيا دقي دقي أعلني منتصف الليل,لأتوشح بالأحمر الممنوع مراوغة و أبتز بياض ما حبل به الصقيع.
الثلج فتح لي جرحا من الذاكرة :كان الوحيد الذي يعبر منحدرات عنقي إلى صليب نهدي إلى عمق الهوة في سرتي و يذوب هناك رعبا من البقية و يلفظ السكرات الزفرات الأخيرة.
يجب أن أخرج الآن لتنبت المدينة في عمق إحتفائها بالثلج كزهر الأوركيد في مفترق ضلوعي.بدأت الولادة و نزلت كرات من القطن من ثوب غيمة راقصة.
آه!الأضواء
ترعبني تشتعل و تنطفئ دون إذن مني .من يتحكم بها؟من؟ المدينة صارت مدينة ملاهي و الرب يتأرجح معنا و يصرخ في قطار الرعب من هيكل عظمي أسود يخفي عنا كل سنتمترا من جسده حتى وجهه.الأزقة حافلة بمستنقعات الثلج الذائب على الأرصفة المتحجرة.
و أنا أتوه أكثر في زجاجة المطر التي أحتسيها و أنا أغني مقطعا من الأوبرا التشيكية
.آه!
لابد لغجر إسبانيا أن يطعنوا عذرية المدينة في هذا الليل الفحل برجة أقدامهم عند الرقص أو بآهات قيتارة ساخنة تحت يدي عازف مجنون.
لما الإرتباك فالحانة مغلقة تلفظ زائريها ليسكنوا أركان الليل و يتعلموا طيلة ساعاته الطويلة أن يلتحفوا الوداعة و الفضيلة صباحا مع الناس.
لما الإرتباك و أنا لازلت في فوضى المدينة أحتسي عمرانها:المحلات المبعثرة,المقاهي القاتلة,العمارات الشاهقة,المطاعم المحترقة,الحانات النتنة و المواخير النامية على مشارف الذكورة. لما الإرتباك و أنا لست وحيدة في نزيف الوطن المتفجر كشلال ثائر .أنا لست وحيدة ,أنا لست وحيدة!إنه يحاصرني كذراعي راقص يخاصر حبيبته.إنه يراقصني دون أن يرتطم بجسدي حتى يجعل حريقي جديرا بصقيع الليل
ألن ينتهي هذا الشغف الإسباني الذي أوقع به نهايات هذياني؟
و هذا الثلج الذي خيم على نهايات صلاواتي؟
المسرح الكبير صار خشبة أتمدد فيها ليغني العراء فوق صمتي القديم و صرت في هذا اللاتناهي أبتز زجاجات من المطر حتى أغتسل من عرق السماء و أتعمد من سحابة تسكن صدر الأرض.
المرور اليومي على الحجر الجارح,السؤال اليومي الذي يرهق تفكيري ألا يعي الرجال معنى أن تلهث امرأة عشقا و أن تتمرد هياما داخل زنزانة من القيود؟
هي رحلة الخلق التي هربت من كفي و رحلة نسجتها في خيالي الطفولي.أتمدد كالساهرين على نغمة أو لحن حلم لا مرئي يسكننا جميعا,ساعات من الصمت الطويل تغتالني و تأسرني كسجينة حرب لا نهاية لها و ترتسم حينها بسلاسة رعشة جهنمية تحبس الأنفاس فوق اشتعالي الموسمي و في الإنفجارات النيزكية التي تملأ العالم .
ليتني أحمل هذا الهم الثقيل إلى زبد ثائر فوق نهد البحر و ليتني أحفر على صخرة أنين فخذي من ألم الوقوف على صقيع الحياة.
هذه الأنثى التي تبرز خلف قمر أسود يشهد بشهقات الموت على قرمزية حلمتها تلك التي تعاشر جبلا و تنام على حافة القمة بعد منتصف اليل.
تلك الأنثى التي تهوى صوت الذئاب في عمق مستنقع بدائي لترسل الحب حضنا يحتوي كل أحلام المستحيل و بعضا من عرقها الشبقي على إسفلت المدينة .
فبين الفكرة و الفكرة تصبح الأنثى كل الغاية و تجمع خطايا المستحيل السبعة وشما على ظهرها المرمري العاري.
.



#خلود_العدولي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النفس الانتحاري في الرواية اليابانيّة
- حانة الكلمات
- جيل البيت في الرواية الأمريكية -the beat generation-


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خلود العدولي - فوضوية أنثى.....عشوائية صارخة