أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - خديجة صفوت - الشعوب اخر من ينكسر من خصوم الصهيونية العالمية 2















المزيد.....



الشعوب اخر من ينكسر من خصوم الصهيونية العالمية 2


خديجة صفوت

الحوار المتمدن-العدد: 3776 - 2012 / 7 / 2 - 10:14
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


تدرك الراسمالية المالية استحالة هزيمة الشعوب:
الشعوب اخر من ينكسر من خصوم الصهيونية العالمية
خديجة صفوت (رسالة الى رفيق نضال مصري)
يسر مناخ الثورة-المصرية مثلا- لاول مرة ظواهر غير مسبوقة و اعاد تعريف بعض مفهومات بقيت متخاصمة فيما بينها كما انتج حركة افكار متلاقحة و شديدة الغنى. فقد خلق ذلك المناخ كمياء حوار بين فرقاء لم يكونوا يتبادلون كلمة الا ليتكرس الشقاق و الفرقة مجددا. و اكثر فقد غدى بعض اعضاء الجماعات الاسلامية العلمانية-ان صح التعبير-يملك الدفاع عن من يسمون الديمقراطيين و حتى الاشتراكيين والعلمانيين-وتستخدم المفردة الاخيرة جزافا غالبا مما يجعل الاسلاميين يتهمون العلمانيين بما يشارف الكفر فيما لا يتورع السلفيون عن تكفير كل من عداهم و كأنهم كانوا تنويع على حركة خلق القرآن. و قياسا تغوى غلواء الاخيرين العلمانيين بالمغالاة فى وصف الاسلاميين بالتطرف.
و يملك رفيقنا (العلماني موضوعيا وليس بتعريف مزوق) الدفاع عن من يسمون العلمانيين بهذا الوصف. و لعل موقف ذلك الرفيق المتسامح- المتهاود-و نظرائه من شأنه ان يخيب امل اجندة الصهيونية العالمية و كانت قد تعينت منذ بداية القرن الماضى على خلق كائنات فكرية ايديولويجية تنظيمة مجعولة للنحت فى جدران صلابة المشروع القومي العربي لحساب مشروع معولم سواء ماليا او-و ايديولويجيا خصما على ما عداه.
و لا يعنى ذلك ان نشوء ظاهرة التوافق او حتى التسامح-و لا احب هذه الكلمة اذ تحمل شيئا من التعالي و الادعاء-بان ايهما حري بان يعمل على انهاء حالة الخصام بين فرقاء المناضلين من اجل الخبز و الكرامة العدال الاجتماعية فى كل مكان في مواجهة خصوم يتربصون بنا الدوائر حتى ان بدي بعضنا حليفا لخصومنا اذ يفرزوننا بين خصوم تاكتيكين و خصوم استراتيجيين الى حين القضاء علينا جميعا وبلا انتقاء.
و يتعين خصوم العرب-الرأسمالية المالية-الصهيونية العالمية-على فرزنا بغاية التخلص من الدكتاتوريات كلما شارفت الاخيرة نهاية تاريخ Sell by date صلاحيتها للاستعمال. ذلك انه ان اعتصر الدكتاتور حتى اخر قطرة من قدرته على توفير الفائدة للرأسمالية المالية الصهيونية العالمية-اى ان باتت الديكتاتورية اشد ضررا من نفعها تخيرت الرأسمالية المالية-الصهيونية العالمية جماعة بعينها للقيام بخلق شرط نهاية الديكتاتور. و اذا لم تملك تلك الجماعة التى قد تكون بريئة او مشبوهة دون علمها القيام منفردة باستعداء الشعب تشعل حربا بالوكالة بين القوى التى راحت تنشأ على صفحة الفضاء العالمي كما فى سوريا و بصورة اقل تشعبا و عمقا في اليمن من الثورات المضادة.
فان تدفع الرأسمالية المالية-الصهيونية العالمية بمجماعة من اتباعها الى اشعال انتفاضة تودي بالديكتاتور فان تلك الحركة او الانتفاضة او الثورة غالبا ما تختطف Hijack من قبل جماعات محلية اخرى لحساب الرأسمالية المالية-الصهيونية العالمية او-و قد تحرض القوات المسلحة التى كانت الرأسمالية بتنويعاتها قد خلقت شرط صيرورتها طبقة من اجل ذاتها تباعا منذ الاستعمار كما فى مصر و السودان و معظم الدول الافريقية. وتتعين الاخيرة منذ ستينات القرن العشرين على الانقلاب على النظام القائم الا انها فيما يبدو ما تبرح تعيد انتاج نفسها فتضح بالنظام من وراء الستا بالاصالة عن نفسها او –و بالوكالة.
و لعل ذلك السناريون يتذح فى بعض مجتمعات ما يسمى ربيع العرب. فقد حاولت الثورة المضادة ذلك و نجح بعضها نسبيا و فى المقياس المدرج فى مصر بعدما ضاق الجيش بمحاولة حسنى مبارك بتوريث ابنه جمال زيادة على الفساد و استشراء ما يسمى رأسمالية المحاسيب Crony’s capitalism.
فان خرج الناس العاديين فى ثورة شعبية فقد كان الناس جائعون الى الخبر و الحرية و الكرامة وفلا يتردد الجيش في حمايتهم كون انتصار الشعب كان قمينا بتحقيق خطة الجنرالات وحلفائهم الخارجيين. الا ان الامر ليس مع ذلك بمثل هذه التبسيطية و لا يفترض ان ما يبدو تحقق خطة الجنرالات و حلفائهم وجيزا يعنى انتصارا كليا لجنرالات القوات المسلحة و حلفائهم فى كل مكان.
هذا و قد نجح الربيع العربي بهذا الوصف في ليبيا مع فارق ان القوات المسلحة ابيدت عن بكرة ابيها تقريبا و نجح في اليمن الا انه استعصى فى سوريا حتى الان كون الجيش العربي السوري متحد و موال لسوريا الوطن التاريخ المقاومة و الممانعة وليس لاحد بعينه حتى اذا بدى ان ذلك هو ما يعاير به السوريون الوطنيين دفاعا عن المشروع القومي العربي. وقياسا كان نفس السيناريو قد نجح فى اندونيسيا 1967 وفي الفليبين 1989 كما نجح في بعض المجتمعات الامريكية الجنوبية فيما بين سبعينات و ثمانينات القرن العشرين الى عشية الالفية الثالثة.
و من المفيد ملاحظه ان جماعات مدنية بريئة و مشبوهة وثورات مضادة مخترقة و-او مرتزقة كانت قد تعينت على خلق ما من شأنه اعادة انتاج النظام الى ما كان عليه مع تغييرات مظهرية. فقد كانت تلك التغييرات المظهرية حرية بان توفر ما من شأنه اشفاء السخط الشعبي الذى دفعت سياسيات و ممارسات الرأسمالية المالية الصيهونية العالمية السخط الشعبي للاحتقان على نحو بات يؤلف خطرا على المشروع الرأسمالي المالي الصهيوني العالمى و راوفده-اسرائيل و الزعانف الملحقة تاكتيكيا بصورة وجيزة من المشيخات و الممالك و الامارات التى تمني النفس باحتلال مكان المراكز الثقافية الحضارية العربية الاسلامية التاريخية.
عولمة الاقتصاد تحت عباءة الدولة توطئة لاخصائها:
كانت العولمة- الرأسمالية المالية قد فعلت ذلك فى السودان مثلا اذ دفعت بجماعات للانقلاب على انقلاب عسكري سابق وكان الكيل قد طفح بالشعب السوداني فاشعل انتفاضة الا ان جماعات بعينها تركت السلطة ملقاة على ناصية الطريق لوقت كاف حتى تلتقطها جماعة اخرى لحساب المشروع العولمي و ان كان بعباءة اسلامية سياسية عسكرية-بمباركة مصر الدولة هذه المرة- فقد كانت مصر الدولة اول من ايد الانقلاب وشارك رئيسها حسنى مبارك في الاحتفال بعيد الاستقلال الذى اذرى به انقلاب. و لعل ذلك التضامن كان حريا بان يكرس كرس عولمة الاقتصاد السودانى و قد الهمته النجربة فى الشمال. فقد أعلن الانقاذ عن العولمة بخصخصة القطاع العام و بيعه بالمزاد العلنى مرة واحدة و الى الابد منتصف تسعينات القرن العشرين.
و من المفيد تذكر ان عولمة الاقتصاد اى بدايات الرأسمالية المالية كانت قد خرجت من عباءة الدولة. فقد نشات ـ تكنولوجيا المعلومات كمشورع اقتصادي حديث كما نعرفه اليوم في حضن الدولة و بمال و رعاية البنتاجون. و كانت الدولة هى التى تبادر بقطاع الاقتصاد العام و ترعاه و تموله حتى اذا تكرس الاخير ما تنفك الدولة ان تخصخصه لحساب القطاع الخاص. و كانت امريكا تفعل ذلك مابين خمسينات و ستينات القرن العشرين مشاريع اقتصادية ثم ما تنفك تسلمها للمستثمرين من اجل الربح. و لعل الربيع العربي ينذر اليوم في بعض المجتمعات العربية كسوريا الاشتراكية لا قدر الله وفي ايران مثلما انذرت الثورات المخملية بتفتيت المنظومة الاشتراكية عبورا بمرحلة انتقالية للاقتصاد برعاية و تمويل الدولة خصما على القطاع العام مجددا.
هل الربيع العربي حلقة فى مشروع تركيا الفتاة؟
يتعين الانقاذ وهو النظام الاسلامي السياسي السوداني الراهن على تعريف الربيع العربي بنهاياته اذ كانت تلك النهاية قد اوصلت الانقاذ الى السلطة. و قياسا فان يزعم البعض ان الربيع العربى كان مقدرا له ابعد من ان يخلق شرط حلول معظم الجماعات الاسلامية فى سلطة معظم المجتمعات العربية تباعا و ان الربيع العربي اختطف او تم الانقلاب عليه فان ذلك البعض يبدو اليوم واهما كثيرا رغم و ربما بسبب خروج الجن من القمقم.
ذلك ان بعض الجماعات الاسلامية التى نشأت منذ بداية القرن العشرين قد كرست فى ستينات القرن العشرين بمعرفة جماعة التسلح الخلقى Moral Rearmament ربما قبل ذلك اى منذ الانتداب الانجليزي على مصر و البلاد العربية وصولا الى تفسيمها. و كان التقسيم قد تساوق والمشروع الصهيونى العالمى فى اوربا الغربية. و قياسا لم يكن من معدى من ان يغوى او-و يرهب زعماء ما يسمى النهضة العربية الاسلامية فيستدرج او-و يرغم بعضهم على المساومة على تلك النهضة.
فقد كان زعماء ما يسمى النهضة العربية امثال الامام محمد عبده قد استدرج لمغالبة الثورة العرابية و الى التعين على مشروع اعادة هيكلة و اصلاح الازهر و كان الافغاني قد استسلم جراء احداث و ظروف معينة-لا مجال لذكرها هنا-الى التصالح مع الباب العالي فاللجوء على اواخر ايامه الى الاستانة.
و قياسا فان مشروع الاسلام السياسي كان حريا بان يجد جذورا فكرية و تنظيمية بعيدة فى التربة العربية و المصرية و في غيرها. و لعل تلك الجذور كانت حرية بان تتعين على استباق الحركات اليسارية و التقدمية العلمانية و تفوق جذور الاخيرة فى نفس التربة. فان جأرت الرأسمالية المالية و الصهيونية العالمية فى ستينات القرن العشرين و ربما منذ عشرينات القرن العشرين بان رعاية الاسلام السياسي كانت بغاية مواجهة اليسار و العلمانية و تأثير المعسكر الاشتراكي و الشيوعية لحساب مشروع ديمقراطية يتمأسس فوق الرأسمالية –المالية البازغة يومها دون ان تعرف بعد-فان ذلك الادعاء كان كغيره احبولة صدقها للاسف معظم المفكرين والمثقفين العرب و المسلمين و استسلم معظمهم لمغبته.
فقد زعمت البرجوازية الصناعية فالرأسمالية المالية ان مشروعهما شارط لتحقق الديمقراطية بوصف ان الاخيرة لا تنشأ سوى فى احضان علاقات الانتاج و الملكية الرأسمالية.
وبالمقابل لم يكن واردا ان تعترف الرأسمالية المالية ان الاسلام السلفي الذى كان قد سبق نشوء الاتحاد السوفيتيى و المنظومة الاشتراكية باكرا كان حريا بان ينتشر بمال النفط و اثرياء العرب و المسلمين و غيرهم. هذا فيما كان القضاء على الخلافة العثمانية لحساب تركيا الفتاة و الجمهورية التركية و كذا الثورة العربية كلها شارطة لمشروع كانت و ما تبرح غايته استباق كل من الاسلام-ان لم يكن اختراقه و تشويهه و نفي شرط تكريس و صعود القومية العربية.
و قياسا نشأت حركة عروبية متساوقة مع سقوط الخلافة العثمانية و استباقا للحركة القومية العربية و خصما على الاخيرة. و قياسا لم يكن غريبا ان يقف الاسلام السلفي بالمرصاد للقومية العربية و للاسلام المعافى فى ان واحد. فان قدر باكرا للسلفية مناخا خصبا و تمويلا و قوى سياسية و عسكرية تسندها فقد اغوت الاخيرة بعض الحركات الاسلامية السياسية بان تلحق نفسها بالبعد الوهابى لحركات الاسلام السلفى او-و تركت بعض الحركات الاسلامية الحركات السلفية االماثلة اليوم تلحق نفسها بها فى بعض تنويعات الاسلام السياسي الماثل اليوم.
و قياسا يكون السودان قد اختصر-بوصفه مختبر للممارسات الاستعمارية المالية-اختصر الطريق باكرا هكذا الى ما بات يزوق Euphemised فيما يسمى ربيع العرب. و اجادل ان ربيع العرب قد لا يزيد على الثورة المخملية Velvet Revolution و البرتقالية Orange Revolution و ثورة الازر Cedar Revolution و البنفسجية و غيرها من الثورات الملونة. ولعل بعض تمثلات ربيع العرب لم تعد تزيد على تنويعات باكرة من نظائر مشبوهة كانت قد اندلعت على مر تاريخ المجتمعات الاسلامية مثل ثورات العربان كثورة ربط حي البيازين على مشارف غرناطة عشية سقوط الاخيرة.
ذلك ان مغبة اندلاع تلك الحركات او الانتفاضات لم تزد على الانذار بنهاية الممالك الاسلامية منذ العباسية الى العثمانية و الاندلسية و تباعا. ويلاحظ المراقب المتأمل ان نهاية تلك الممالك تأت على خلفية بل اصدرت عن زعامات غامضة و معلنة من العربان واعراب الشتات و اؤلئك الذين يشبهونهم ممن بات اليوم يعبر عن نفسه فيمن اسميهم الصهاينة العرب. و كانت غاية اعراب الشتات-بسمسرة حلفائهم الفرنجة- كانت غاية الاخيرين تقسيم تلك الممالك و الامبراطويرات و الخلافات بغاية التهامها.
الى ثائر مصري مبدع:
هو واحد من اؤلئك النادرين حقا الذين وضعوا رؤوسهم على اكفهم و انبروا يناضلون من اجل فكر عقلاني بالمعنى الحرفى وليس بكناية او مجازالليبراليين الجدد او المعتزلة او الخوارج الجدد.
ايها الرفيق و الشقيق المصري
يعجبي كيف توفق بين عضوية الاخوان حيث اراك فى موسوعتهم-و بين نقدهم هكذا كما فى احد لقاءاتك على احدى قوات الاخوان. فاصغي اليك تقول ان جماعات السلطة سواء من الفلول او من الاخوان ذهبوا الى ووشنجتون لتقديم فروض الولاء لمعاهدة كامب ديفيدو ضمان امن امريكا و اسرائيل و مصالحهما و ان من شروط اعتلاء اي منصب فى السلطة التعهد بتلك الضمانات.
على اننى قد اكون قد اسأءت فهمك عندما ذكرت ما يمكن ان يفهم منه انك تكوم الاخوان و شباب الثورة فى كومة واحدة فكأن الاسلاميون جزء من قوى الثورة لمحض انضمام بعض جماعاتهم متأخرة الى صفوف الثوار شباب الاسلاميين. هل يستوى فى ذلك شباب الاخوان و الجماعة و حزب النور؟ ام اننى لم افهم جيدا؟
افهم بصورة عميقة و اقدر و انشغل ايما انشغال بان المصريين يجدون انفسهم اليوم بين ما اسميه خندقي الباطل بمثابة ما قد يصدر عن احبولة حزبي الشمال والجنوب عبورا بحزبي الملك في اساطير اوربا الغربية بشأن سفر تكوين الاحزاب السياسية او-و فنائها. و قد يقي ما يسمى بالحزيبين الكبيرين بهذا الوصف اليوم يعبران عن نفسيهما في الجمهوريين و الديمقراطيين الامريكيين و المحافظين و العمال البريطانيين وحزب الاتحاد من اجل حركة شعبية Union pour Movement Populaire الديجولي و الحزب الاشتراكي الفرنسي و قد تحور الاخير الى يمين الوسط. و لعل اليمين الفرنسي المتطرف هو فى الواقع اقل تطرفا فى فرنسا من الديجوليين و الاشتراكيين. ذلك ان الجبهة الوطنية الفرنسية لا تعادى المسلمين حقا و لا المهاجرين و لها موقف من الصهيونية او على الاقل من اسرائيل قياسا على الحرب الاشتراكي الفرنسى مثلا الذى بات يزواد على الحزب الديجولي من خلال الجبهة الشعبية التى تضم الحزب الشيوعي الفرنسى وحزب اليسار الجديد وجماعة من انصار البيئة فضلا عن اقسام من النقابات والتيار التروتسكي.
و من المفيد تذكر ان جان لوك ميلونشون زعيم الجبهة الشعبية يراهن على تفكك الحزب الاشتراكي الفرنسي فيما تراهن السيدة مارين لوبن على تفكيك الحزب الديغولي. و يبقى من المهم التنبه الى ان اى من الحزبين المذكورين و فى اى مكان يبقيا احزاب رأس المال الى ان تكون جماعات شعبية لها حزبا يدافع عن مصالحها ازاء الرأسمالية المالية-الصهيونية العالمية.
و لم يسمح لوقت طويل لاحد بغير حزبين "كبيرين" هما عبارة عن وجهى حزب واحد فيما تطفو احزاب عديدة عند مختلف الوان الطيف السياسى دون ان ترقى الى احزاب جديرة بالوصول الى السلطة. ففي امريكا مثلا ما قد يزيد على 24 حزبا سياسيا لكن اي منها لا نسمع عنه او-و لا يزيد على تراكم عددي لكائنات لا يكتب لها حياة تذكر او تنسي على الخارطة السياسية الامريكية. و في بريطانيا المثل الا ما خلا احزاب اسكتلندا و ربما ويلز و ايرلندا مما راح بعضه يناضل من اجل حق تقرير المصير وصولا الى الانفصال التام. و قد تظهر احزاب الحركات الانفصالية فى المجتمعات العربية كما فى العراق و السودان و ليبيا و ربما سوريا لا قدر الله. و حينئذ سوف تحتضنها الرأسمالية المالية و تجعل لها وجودا غايته تمزيق المجتمعات العربية خصما على الدولة القومية فالقضاء على الاخيرة لحساب المراكمة المالية.
و ليس هذا قدر مجتمعات هوامش المراكمة المالية وحدها فاوربا تتعرض منذ سبعينات القرن العشرين لعملية تفتيت لعل من اعراضها ازمة اوربا الاتحادية المالية الماثلة. و كانت اوربا الشرقية قد تعرضت للمثل منذ حرب القرم وتمزيق يوغسلاقيا الى ما يسمى بالثورات المخملية التى حاقت بالمنظومة الاشتراكية. فما هى احزاب الشمال و الجنوب؟
حزبي الشمال و الجنوب:
كان اعراب الشتات قد انتخلوا كعادتهم حزب الشمال و الجنوب ابان النهضة الدينية الفاتيكيانية و ما يسمى التنوير حيث تواجه كل من قوم جالوط او العماليق-بابوات الفاتيكان من ناحية-و تنويعات على داود من ناحية اخرى. و قياسا استدعى اعراب الشتات رمزا لتمثال كان مايكل انجلو قد نحته في 1504 اى بعد 12 عاما من سقوط غرناطة 1492 فوصفوه بانه تمثال داوود فى مواجهة جالوط او جواليط-جمع جالوت-روما و ميلانو. و كان مايكل انجلو-فى 23 من عمره-عندما اعتقد(مبنى للمجهول) انه بدأ ينحت تمثال داوود الضخم. و فيما وقف داوود مظهريا بطلا للمستضعفين امام "جواليط"-جمع جالوط-اى البابوات مثلا الا ان مايكل انجلو كان فى الواقع فى صف البابوات الاثرياء.
و كان داود فى رواية اخرى-فى سياق الصراع بين العروش و البابوية-ملك انجلترا او اى ملك اخر و لعل داوود كان بوصفه تزويق لملك الشمال يمثل حزب الشمال. الا أن داوود يخلص فى السردية الاعرابية الملفقة المفقرين من العبودية للفاتيكان. فان كان جالوط هو البابا و البابا ملك الجنوب فداود هو العروش او-و المفقرين حسبما ينظر الى السردية. و قياسا فقد كان الصراع بين البابوات والعروض قد وصل في 1517-بعد عقدين من سقوط غرناطة-اوجه تنافسا على ثروات العالم الجديد و العبيد و قد استقطب الفاتيكان و الممالك الاوربية بين النهضة و التنوير. المهم فورا ان احدا لا يملك حتى اليوم الجزم بنسبة تمثال داود الى مايكل انجلو و لا حتى بالشخصية التى يمثلها ذلك العمل الفنى الغامض .
عقلانية الحزبين الكبيرين و كراهية الشعوب:
كان الفكر العقلانى قد نشأ باكرا على خلفية الصراع بين الكنيسة الغربية عشية ما يسمى بالنهضة و العلماء مثلما كانت تنويعاتهم الباكرة قد توزعت بين الخلافة و الخوارج و المعتزلة العقلانيين بالضرورة و بين غيرهم من المفكرين بالنتيجة مما انافشه فى بحث اخر. و اجادل ان المعتزلة كانوا حريون بان يتعاطوا مع ذلك المفهوم باستدعاء كل من صفووية سقراط و ارسطو و يوتوبيا جمهورية افلاطون. المهم كان المفكرون و الفلاسفة الاوربيون الغربيون منقسمون فموزعين بين الامراء و الملوك و شرائح مجتمع الفاتيكان بحيث بقوا بين موال و تابع لامير اقطاعى او لملك و-أو ملحق بخدمة البابوات و المرشحين للبابوية والمتنافسين عليها.
و قد تمثلت نماذج ذلك المثقف فى حالة جاليلليو و جوردانوا برونو و مايكل انجلو و الجريكو و كارافاجيو حتى عشية ما يسمى ب"النهضة". و كانت تلك الجماعات الغامضة تبدو متفاهمة فلم تكن متخاصمة دينيا فى الوافع. و لم يكن معظمهم قد الحق نفسه بعد بالمراكمة الرأسمالية المالية و بما بات يعرف بنمط الانتاج الرأسمالى الميركانتالى. فلم تكن الرأسمالية الموصوفة-رغم الادعاءات الغربية غير القابلة للاثبات-تملك-حتى الصليبيات و نهب وبيزنطة القسطنطينة وصولا الى ما يسمى "الاكتشافات الجعرافية الكبرى- تحقيق شرط المراكمة المالية التى باتت غير مسبوقة.
و قياسا كانت السلطة و الثروة قد بقيت حتى القرن السادس عشر متقاسمة افتراضيا او متشاركة او الاحرى متنافس عليها بين العرش والكنيسة. ولم تنفك الثروة و المراكمة بالوصف اعلاه ان قيضت استقطاب الجماعتين المذكورتين فى كل من النهضة و التنوير فيما يشارف الحرب الباردة بين حزبين كبيرين على التوالى وكأنهما يعيدان انتاج ما يزوق فى مفهوم حزبي الشمال و الجنوب و قد كرس الحزبان بدرجات المقياس كراهية الشعوب.
ومن المفيد تذكر ان الصراع الكاثوليكى البروتستانتى-كان بين طائفتين على الاقل–و بين طبقتين و بين العلم و الامية او-و الجهل الابجدي و الديني. و كان الصراع الى ذلك بين شمال برتستانتى-و كان معظم المفكرين من الشمال-و جنوب كاثوليكى مما يكون قد تمأسس عليه ما يزوق بصراع ملكى الشمال و الجنوب. و قد راح المبشرون-و كان اغلبهم من شذاذ افاق الكاثوليك كالجزويت و الكويكرز فى بداية عهدهم-ينتشرون-مثلهم مثل المغامرين فى رحاب الكرة الارضية فيما كان الكالفينيون وهم اليهود الكاثوليك قد راحوا ينتحلون زعامة و عضوية تنويعات من الطوائف البروتستانتية او المعارضين للفاتيكان فيما بقى المفكرون رهناء مصادرة و تعقب الكنيسة مثلما حدث لجليلو جاليلى و جوردانو برونو و كارافاجيو وغيرهم.
هذا و حيث تعاصرت اخر الحروب الصليبية –الجنوبية و الشمالية -الثمانية مع ما يسمى بعصر النهضة" فقد تفاقم التناقض بين تعاليم المسيحية والتقاليد السياسية و "الدبلوماسية" الاوربية الغربية. فقد كانت الكاثوليكية الغربية قد احتكرت كل من السلطة الدينية والوضعية فاخذت بخناق كل من التطور الاجتماعى الاقتصادى و ضيقت على الفكر. و قياسا فلم يكن غريبا ان يغدو اى تناقض مع او انحراف عن تعاليم الكاثوليكية الغربية تجديف و كفر يهدد سيطرة الكنيسة الروحية و الاستحواذى المادي. و كان حتى احتمال نشوء تنظيمات او طوائف دينية كاثوليكية معتدلة او متطرفة يهدد سيطرة الكنيسة الروحية. و كان كل ما و من يخرج على الكنيسة الكاثوليكية الغربية قد بات بدوره بمثابة خطر على سلطة الكنيسة المادية اذ قد ينافسها على اكتناز الذهب و الفضة و على اقتناء الرقيق باسم الرب و على نصرنة خلقه من البرابرة و على خراج و تبرعات المفقرين و صدقات المحسنين الاغنياء و الفقراء جميعا.
لا عاصم من خندقي الباطل سوى الحركات الشعبية:
يلاحظ الناس فى كل مكان اليوم كيف تتم مفصلة خطاب و تزويق لغة تنويعات احزاب رأس المال المالي و الصهيونية العالمية تباعا على يدي جماعات-طبقات سياسية-مشبوهة بزعامة شخصيات غامضة مشبوهة الماضى فاضحة الحاضر مثل مارجريت ثاتشر رولاند ريجان و تونى بلير و بيل وهيلاري كلينتون و باراك اوباما و ديفيد كاميرون و نيكولاس ساركوزي وانجيلا ميركيل. ومعظمهم شذاذ افاق وممثلين من الدرجة الثانية و انغال و لقطاء ومغامرين و موتورين . فمسئولية الاخيرين التاريخية و مسئولية نظرائهم من حكام المجتمعات- المفقرة بالتماس-الاصدار عن خطاب و اجندة الرأسمالية ما بعد الصناعية المالية الصهيونية العالمية. و قياسا فحيث تدرك الاخيرة انه يتعين عليها اعادة انتاج خطابها فى كل مرة تفتضح فيها الاجندة فانها تستبدل حزب من بين الحزيين الكبيرين او-و حزب بتحالف ثالث-مثلما فى بريطانيا و المانيا او تستبدل حزب بحزب او-و بتحالف اخر.
وكانت الاحزاب المذكورة قد عبرت عن نفسها في احزاب اليمين التقليدي و اليسار التقليدي اللذان كنا قد عهدناهما على ايام البرجوازية الصناعية و التناظر الطبقى الذى كانت الاخيرة قد انتجته. و قد ادخل ذلك فى روع الناس فاوهموا و بقوا لوقت طويل و تباعا يتوهمون بان الاحزاب ما برحت تعبر عن تنويعات لليمين و اليسار حتى عندما يغدو الاخيران يمين جديد و يسار جديد او لا يبقى منهما سوى اشباح ذواتهما القديمة تراروج عن يمين الوسط بحد سيف اباطرة الاعلام وشروط المراكمة المالية.
بل يتضح تباعا ان الحزبين الكبيرين ليسا سوى تنويع على احزاب الملك و ان واحدهما يقف على يسار الملك و الاخر على يمينه يتلقى اوامره وحسب منصاعا و غالبا ذليلا مغلولا الى تعاليم اباطرة الاعلام بوصف الاخيرين فيلق حيوي فى ترسانة الاوليجاركيات العولمية-الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية. فهيمنة الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية بصورة غير مسبوقة على مجمل الطيف السياسي او معظمه فى افضل الشروط-فيما خلا كوبا و فنيزويلا والصين الشعبية و كيرالا الشيوعية جنوب الهند فى درجات المقاس-ينتفى معها شرط اعادة انتاج اليمين و اليسار و ما بينهما.ذلك ان هيمنة شرط المراكمة الرأسمالية المالية من شأنها ان تكرس انتفاء اعادة انتاج اليمين و اليسار اللذان كانت الرأسمالية السلعية قد خلقته وجيزا. ذلك ان الرأسمالية المالية لم تعد بحاجة الى الاحزاب اصلا ناهيك عن ان تفرز احزاب يسار و بمين مما كنا نعرفه حتى نهاية الحرب العالمية الثانية.
على انه من المفيد تذكر ان فمهوم الحزبين الكبيرين بات بائرا بوصفه زائدا عن حاجة المراكمة الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية. ذلك انه ما ان قضت الاخيرة على الطبقات و تكاد تقضى على المجتمع فلم تعد بحاجة الى احزاب تعبر عن الطبقات او عن المجتمع. و قياسا فقد يسهل تباعا القضاء على الحزبين الكبيرين بضربة واحدة على طريقة الايقاع بالدول فى غواية و لا اخلاقية الديون السيادية Sovereign Debts التى تمثل في الواقع-على نحو يصدر عن المصادرة على مطلوب السيادة القومية-على اخر ما تملك الدولة القومية من سيادة القرار- لحساب المصرفيين و الرأسمالية المالية. و فصائل الاخيرين بدعم و ضمان الرأسمالية المالية ما يشارف دولة غمقة –بالغين و ليس بالعين) اي بعيدة الغور تستقر فى مسام كل مجتمع و تنتهبي كافة الدول الغميقة تلك الى كيان اكبر يستوعب الكون بكامله عبر تكنورولجيا المعلومات التى تفوق و تقف فوق وخارج اعتبارات الدولة كما نعرفها. و لعل ذلك بدوره يفسر نهاية الاحزاب. فالاخيرة كانت قد نشأت فى احضان الدولة و عبرت عن تراتباتها و لو نظريا كما انها كانت قد اوهمت الناس بانها توفر لهم فرصة اختيار حكامهم. الا انه و قد التى حكوم العالم الى اقليات اوليجاركية تباعا. فان اختفت تراتبات المجتمع الا ما خلا نصف بالمائة ملحق بالاوليجاركيات المذكورة وعصف بالدولة الا ما خلا دورها فى تيسير مراكمة الرساميل الهاربة الى الخارج فلم يعد-فيما خلا النخب او الصفواة-ثمة حاجة الى الاحزاب و لا الى الدولة.
شرح على المتون:
(1) الرأسمالية و تضور النخب للسلطة:
كرست الرأسمالية المالية-الربوية بالضرورة والنتيجة-السيناريو الصهيوني و خطابه و اجندته بسمسرة المفكرين و المثقفين الصهاينة من كل ملة و عقيدة فلم تعد الصهيونية عقيدة اليهود و ليس كل يهودي صهيوني والعكس كما قلنا فى بحث اخر. فقد دفع تضور النخب و الصفوات و كل من عدى الاقليات الاوليجاركية العولمية المالية و ازلامها من حكام المجتمعات كافة و الساسة دفع معظم المفكرين و المثقفين فى كل مكان الى التزلم بدورهم لتلك الاقليات الاوليجاركية و التماهى معها -مثلما تماهى امثال ارسطو مع طغاة اثنيا الثلاثين- فى منافسة مع الحكام على السلطة و الثروة خصما على الشعوب مما ادركته الشعوب تباعا. فلم تعد الشعوب تعول على الصفوات و النخب و لا على معظم المثقفين و المفكرين فقد بات الوعي الحقيقي يدرك الشعوب بعدما اعتورها الوعي الزائف طويلا بان معظم المفكرين والمثقفين و بخاصة النخب المشبوهة تلك صهاينة بالتنكل By Default و قد الحقوا انفسهم بالرأسمالية المالية –الوجه المعلن نسبيا للصهيونية فانبطحوا علنا امام الاخيره بديلا و قد باتوا على جاهزية عالية لاحتلال مكان الحكام كلما بارت تجارة الاخيرين فى منوال دوري مما يلاحظه الناس فى كل مكان اليوم اكثر من اى وقت اخر. فقد بات الصراع اليوم بين مجاميع و فئات المتراصين على طول صفوف التزلم للصهيونية و بين الشعوب التى باتت-و قد اخلى بها كل من اعضاء السلطة القائمة و معظم صفواة ونخب المفكرين و المثقفين فى كل مكان-و لم يبق لدى الشعوب سوى قواها تستدعي بها تحقق تطلعاتها هي. فقد راحت الشعوب-و قد استعادت الوعي الحقيقي-تفكر لنفسها و تنظم نفسها فى مواجهة كل من عداها هى فى كل مكان.
ذلك انه لا يبق لاي مؤسسة و لا للدولة و لا للقوانين-و قد اعيد سن القوانين لحساب المخدمين و المراكمة المالية وخصما على النقابات و على العاملين و على فائض انتاج منتجي الكفاف و الحياة فى كل مكان فى المقياس المدرج-لا يبقى لشئ قيمة الا الشعوب. و قياسا فعلينا مفهوم الشعوب و اهميها بهذا الوصف و التعرف على ذلك المفهوم مرة واحدة و الى الابد وصولا الى انقاذ العالم من غلواء تلك الكائنات المسماة اوليجاركيات مالية سيدة الرأسمالية المالية وقد احتكرت او كادت تحتكر الارض و ما عليها.
(2) الشعب العامة و النخب و الاوليجاركيات:
بقي معظمنا عزفا عن تعريف مفردة الشعب فلم نتعين على تعريف الشعب اما تقصدا او- استهانة. وان حدث يعرف الشعب بوصفه عامة غوغاء دهماء فيشار اليه بذراية و ضغينة بالبربرية و الاجرام و تلويث البيئة فيؤبلس مسبقا بجريرة كل جرائم الرأسمالية التى ما برحت تسقط جرائمها على الشعوب و المفقرين و غرمائها جميعا فيتهم الجياع بافظع التهم فيما لا يمس لصوص المليارات و لا يقيض لاحد الجرؤ على النطق باسماء معظم زعاماتهم بعد .
و كان مفهوم العامة قد بقي يعنى منذ فلاسقة اثينا عبورا بفلاسفة العرب فالغرب تباعا "الرعاع" و "الدهماء" أو-و حثالة المجتمع. و كان معظم الاخيرين يتدنى مع الازمات المنوالية الى ما هو اقل من حظ العبيد و الاقنان. و فيما خلا الاخيرين فقد بقيت الطبقات الحاكمة تناصب العامة خصومة غير معلنة رغم ان الطبقات الحاكمة لا تملك الحياة بل الوجود بدون العامة بل بدون ما يسمى حثالة المجتمع و سكان العشوائيات. فمن يقود للحكام سياراتهم و ينظف لهم بيوتهم و ينتج لهم سلعا ويأكل باقى طعامهم و يجمع قمامتهم الخ و اكثر من ذلك ان العامة هم الذين يدورونRecycle فضلات الاغنياء مما يجعل العشوائيات اقل تلويثا للبيئة من اى مكان اخر Slums are responsible for the least polluting food prints
بل العكس فمدن المهمشين تعيش على قمامة الاغنياء و تدور recycle فضلاتهم بصورة ابداعية اذ يوفر تدوير الفضلات طاقة ويخلق شغل و يقتصد للدولة ملايين الدولارات. هذا فيما يسقط الاغنياء ما يوقوعونه بلا روية او اكتراث بالبئة من تلوث على العامة فيتهمون العامة و بخاصة عامة شعوب المجتمعات المستقطبة فى النظام الرأسمالي بتلويث البيئة جراء تكاثرهم بجنون. هذا و عندما لا يوجد عامة بهذا الوصف تستورد المجتمعات جماعات من العامة و الدهماء و العبيد كما فى العالم الجديد و الخليج العربي و غيرهما, هذا و تستورد مجتمعات اخرى عامة و عبيد حتى مع وجود عامة و عبيد محليين لاحلال جماعة لا حقوق لها على الدولة القائمة مكان العامة المحليين.
و تتعين معظم الدول الى ذلك على خلق تلك الجماعة سواء من العامة و العبيد المستوردين لتقوم الاخيرة مقام العامة الذين يدعون حقوقا كالعمال. فقد بقيت جنوب افريقيا العنصرية و نامبيا تستوردان عمالا لقطاع صناعة التعدين من موزانبيق و من انجولا لضرب الطبقة العاملة السوداء. وتستورد امريكا عمالة مهاجرة من امريكا الوسطى و من كل مكان لتحييد حراك العامة من السود و الهسبان. و قد بقيت شرائح السلطة الاوربية فالامريكية تتطير منذ روما من حركات العامة الرعاع و العبيد أكثر من اى شئ آخر- اى من الحركات الشعبية. هذا و قد تخلق السلطة القائمة بالمقابل طبقة نغلة مما اعرفه بالطبقات الوسيطة Mediating classes . و غالبا ما تتألف الاخيرة من تنويعات معينة من العامة ممن قد يقيض لهم حراكا مشبوها الى اعلى جراء مواضعات مركبة منها رغبة الحكام فى وجود جماعة تنوب عنهم فى التعامل مع العامة او-و في خلق عارل Buffer بين الحكام و العامة الشعب. و لعل ذلك قد يفسر ضغينة تلك الكقبة العازلة نيابة عن الحكام على العامة-الشعب فيما تدعى تلك الجماعة الحديث باسم الشعب والنيابة عنه.
و اجادل ان ضعينة الجماعة المذكورة قد تفسر كل من:
-بقاء مفردة الشعب غير معرفة و مسمطة بوصف ان الشعوب تصنف فى كل مكان و على مر التاريخ و كأنها بدائل مسمطة لبعضها
-ان الشعب يوصم بالتجانس البهيمى وكأنه من القطعان التى لا ارادة لها. و ان عبرت الشعوب عن اراده تتهم الارادة الشعبية الجميعة بالعاطفية و الجنون و باللاعقلانية مما يسوغ ترويعها فورا بعنف فقمعها الى الابد ان امكن.
- تقيص تلك الضغينة و كانت قد قيضت منذ بدئ التاريخ المكتوب ايقاف النخب او الصفوة و معظمها من تلك الطبقات الوسيطة المشبوهة بوصفها فائقة على العامة و بوصفها تملك خصائص يعجز العامة الدهماء-القصر الذين يشارفون التخلف العقلي-عنها مما يسوع العصف بالعامة الدهماء فى كل مرة بغاية التخلص من الاعداد الزائدة عن الحاجة.
و قياسا فلعله من المفيد تأمل مفهوم الشعب تلك المفردة السهل الممتنع الميسرة معا. فمفهوم او كلمة الشعب هي تلك الكلمة العجيبة -الغريبة التى لم بتوقف معظمنا بعد فيتأملها مليا ويعرفها على مر التاريخ. و تعنى مفردة الشعب موضوعا و تاريخيا فيما تعنى:
-التنوع و اللاتجانس رغم توحد معظم مكوناتها حول امان و مصالح و غايات و طموح يحدوه النزوع للحرية و الكرامة. و لعل تللك الامانى و المصالح و الغايات و ذلك النزوع الجمعي هو الذى يثير تطير الطبقة الحاكمة و الطبقات الوسيطة معا. ذلك ان تحقق تلك الامانى و المصالح و الغايات و ذلك النزوع الى الحرية و الكرامة حريا بان يخصم على كل من الطبقات الحاكمة و الوسيطة بها الوصف,
- الديمومة و مقاومة الفناء و التحول و التزايد فى مواجهة القمع و الترويع و الابادة و التكاثر فى مواجهة التعقيم و السموم.
-انه كلما تفاقمت مواجهة اعداء الشعوب للشعوب كلما ابدعت الشعوب وسائلا للبقاء مما يثير تطير اعداء الشعوب و على رأسهم اعراب الشتات وتنوعاتهم الاوليجاركية و اتباعهم من النخب فى كل مكان. ذلك ان افتراض برامج اعادة التوزيع مهما كانت فارقة تثقل كاهل أي مشروع اوليجاركي لتقاسم السلطة و الثروة.
-مثابرة المؤرخين الرسميين و النخب الوظيفيين على تزييف تاريخ الشعوب لحساب سردية متكاذبة.
هذا فان تحاول الرأسمالية المالية-الصهيونية العالمية القضاء على الشعوب بالحروب و الاوربئة و التصحر و بالتدهور المناخي و التلوث و الجفاف و بسقوط المحاصيل و بالثورات الخائبة وبالثورات المضادة تنتشر انفلونزا الطيور و وباء الحمى القلاعية فى الابقار والاغنام Foot and Mouth و قد انتشرت اوبئة اخرى بين البشر و الحيوانات ناهيك الزرع وصولا الى ما يشارف المجاعات بين المفقرين فى الارياف فى غفلة من الاعلام او-تغافل الاخير و ربما وراء انشغال كثيرين باللجنة الدستورية و قانون العزل و الانتخابات الرئاسية .
و قياسا لعل حركات الشارع فى كل مكان مما يسمى ثورات الربيع العربي الى حركة احتلال وول ستريت Occupy wall street-بنيويورك و مدينة لندن-الماليةthe city of London- و هى الكيلو متر المربع الذي لا يضع لقانون بريطاني على الاطلاق-ويستقطب اصحاب المال العولميين ممن يدير عمليات المراكمة عابرة الحدود خصما على من عداهم- لعل حركات الناس العاديين او الحركات الشعبية وانتفاضات الشارع تلك تنضج تباعا وتنشئ لها احزابا تواجه الرأسمالية المالية و الصهيونية العالمية.
و قياسا على الناس فى كل مكان ان تعول على نشوء فنضوج الحركات الشعبية العربية و غير العربية. و يلاحظ الناس فى كل مكان انه ان كانت الاخيرة ما تنفك تنتشر فى كل مكان جراء الازمة المالية و الديون السيادية التى اسلمت الشعوب لعبودية جهات غامضة و جماعات نيابة عنها كما بالنظر الى المانيا و اليونان و اسبانياو ايطاليا فى مسألة ديون الاخيرت لحساب الاولى- فالشعوب كافة خرية لان تصعد الى مرحلة اعلى من الفكر و التنظيم لتأخذ اخيرا مكانها فى صناعة التاريخ. و لا يحدث ذلك فى ايام و قد لا تقيض شروط حدوث ذلك ذاتيا و موضوعيا فى شهور و قد يستغرق ذلك سنوات فعلى المناضلين الحقيقيين الصبر على النضال فالانتهازيين وحدهم يتهافتون على المكاسب السريعة الدانية مما يخصم بطبعه و تطبعه على الشعوب و الاوطان.
احبول تعالق الرأسمالية و الديقمراطية:
يتخفي تاريخ الفكر السياس الغربي-الرأسمالية بتويعاتها- وراء مزوقات تتستر على احبولة تعالق الديمقراطية و الديكتاتورية . و كانت كل من بريطانيا فى 1644 و فرنسا فى 1789 قد استوعبت ان العروش فى خطر من الثورات الشعبية. وكانت شرائح السلطة قد ادركت باكرا ما قد تلحقه الحركات الشعبية بها ما لم تكبحتلك الحركات مسبقا. فقد تمثل السخط الشعبى فى ثورات كادت تكتسح كل شئ فى طريقها فلا تطيح بالسلطة القائمة و انما راح بعضا يقطع رؤوس الملوك مثلما فعل بتشالى الاول فى انجلترا و لويس الرابع عشر فى فرنسا.
و قياسا استقر ذلك الدرس فى ذاكرة الشرائح السلطوية متحدرا الى الرأسمالية. و قد راح اعداء الجمهوية يجأرون بان الثورات لم تأت بالديمقراطية و انما اشاعت ما سمى بالرعاعية Mobocracy. و قد اسلم ذلك الارث الفكر السياسي الغربي للتطير من ديمقراطية العامة و الحركات الشعبية. ففيما كان مفهوم "الديمقراطية" قد اتصل بحكم الغوغاء Rule by the mobs فان مفردة الدكتاتور لم تكن دائما تعنى الطغيان او الاستبداد بافتراض ان الدكتاتور يأتى الى السلطة باجماع الغوغاء-العامة وجيزا . على ان اجماع الغوغاء- العامة -الدهماء لا يزيد سوى ان يتفاقم ضموره حيث يبقى مشتبها فيه مشبوه شبه مجرم فى أدب وتقاليد السياسة الانجلو ساكسونية على الاقل. و قياسا فقد بقيت كل من مفردة الدكتاتور و الديمقراطية قابلتان للجدل فى ادب السلطة و الحكومة ربما حتى اليوم .
ولعله من المفيد تذكر ان مفردة الدكتاتور فى المصطلح الغربى تستدعي التعريف الذي كانت عليه ابان مجتمعات العصور القديمة – الاوربية الغربية –و تشير الى فرد يتفق على صلاحيته فيؤتى به لقيادة معركة او تمرير وراثة امبراطور مستبد- او طاغية لحساب نظام اكثر ديمقراطية من سلطة اباطرة- العصور الاوربية المظلمة على اواخر دورة المجتمع اليونانى التاريخية و بداية روما البدائية. و كان ذلك يعبر عن نفسه غالبا ابان الحروب التوسعية التنافسية فى الاقتتال على الاقطاعات الباكرة.
وقد بقيت الديمقراطية مشتبهة طالما انها لا تصدر عن المفهوم الافلاطونى الاثينى-الاسبارطى للديمقراطية بوصف ان المفهوم يتصل بديمقراطية تتمأسس على انفراد الرجال الحكماء الاثرياء من اليونانيين الاحرار بالسلطة. و قياسا فان ديمقراطية اثنيا و تنويعاتها اللاحقة تخصم بالنتيجة على وتستلب العبيد و النساء و البرابرة-اى الاجانب ونظائر الاخيرين المحدثة- البروليتاريا-الاقوام المقهورة فى المجتمعات المستقطبة.
و يلاحظ كيف ان واحدة او اخرى من فئات العبيد –النساء –البرابرة –الاجانب امثال اوباما ساركوزي و انجيلا ميركيل و نظاائهما-قد تعلى منواليا- دوريا-خصما على اخرى فقد كانت البرولتاريا قد احلت تلفيقا-اذ اوهمت بانها تحل مكان الاقوام المقهورة فى المجتمعات المستقطبة فى الامتدادات مرة و مكان الغرماء مرة اخرى. و مرة ثالثة تحل اقليات النساء- النسوقراط- مكان الرجال-البروليتاريا الصناعية و هكذا.



#خديجة_صفوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيناريوهان مصريان او –و رأسماليان ماليان
- الشعوب اخر من لم ينكسر من خصوم الصهيونية بعد
- افتضاح الطبيعة الفاشية للديمقراطية ما بعد الليبرالية تباعا
- المبشرون الجدد :المنظمات غير الحكومية واعادة تشكيل المجتمع [ ...
- 100 عام على يوم المرأة العالمي؟
- النسووقراط و وأد البنات: احلال الحرب بين الجنسين مكان الصراع ...
- الاطفال الشهداء بضغينة شمسون على دليلة وعشيرتها [1]: في ذكرى ...
- اوباما المسيح الكذاب؟
- داروينية الاشمئزاز و فاشية اليوتوبيا
- نحو علم اجتماع عربى: الاقتصاد السياسى لايقاف علم الاجتماع عل ...
- هل يحتمى المحافظون الجدد ببعض الثورات الشعبية من هوان هزائم ...
- معلقة قصيرة فى غبائن العولمة اللامتناهية
- هل الازمة المالية تنويع على المحارق المنوالية؟
- رأسمالية الكازينو: عقلنة خصخصة الربح وتأميم الخسارة - القسم ...
- هل يتعالق انفجار الفقاعة المالية و القنبلة الديمغرافية
- تواطؤ الحكام و النخب والاوليجاركيات المالية على العامة و الم ...
- كيف احتمى المحافظون الجدد بدافور من هوان هزيمة العراق![
- رحيل عبد الرحمن النعيمي
- من التقليدية الى العولمة المتخاتلة
- كيف تفتضح الطبيعة الفاشية للديمقراطية ما بعد الليبرالية تباع ...


المزيد.....




- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 28 مارس 2024
- تهنئة تنسيقيات التيار الديمقراطي العراقي في الخارج بالذكرى 9 ...
- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...
- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟
- مقترح برلماني لإحياء فرنسا ذكرى مجزرة المتظاهرين الجزائريين ...
- بوتين: الصراع الحالي بين روسيا وأوكرانيا سببه تجاهل مصالح رو ...
- بلجيكا تدعو المتظاهرين الأتراك والأكراد إلى الهدوء


المزيد.....

- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي
- بصدد الفهم الماركسي للدين / مالك ابوعليا
- دفاعا عن بوب أفاكيان و الشيوعيّين الثوريّين / شادي الشماوي
- الولايات المتّحدة تستخدم الفيتو ضد قرار الأمم المتّحدة المطا ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - خديجة صفوت - الشعوب اخر من ينكسر من خصوم الصهيونية العالمية 2