أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - المتاجرة بالثورة السورية















المزيد.....

المتاجرة بالثورة السورية


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 3776 - 2012 / 7 / 2 - 09:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تكمن وراء تمديد عمر السلطة السورية، ابعاد متنوعة، وغايات خارج إطار الثورة، تناثرت الحلقات الدبلوماسية في الأروقة الخفية، منذ الأيام الأولى من عمرها، تباحثوا على دمار الوطن، وموت الشعب، ومصير بشار الأسد وسلطته، وقوى المعارضة الخارجية، تشتتها وتناقضاتها، الصراع الخفي تجاوز كل هذه النقاط الساخنة للشعب السوري، والباردة لأصحاب المصالح في المنطقة، أغلب قوى المعارضة الوطنية تدرك هذه، لذلك كان البحث المنطقي يتجه إلى الزوايا التي يمكن فيه أن تلتقي مصالح الشعب والثورة مع مصالح تلك القوى، وكثيراً ما تضاربت مع جهات معينة مثل روسيا والصين، والتي أدت إلى ما هي عليه الوطن من الإجرام المنظم والدمار الفظيع.
تكاثرت الروايات والتحليلات حول خلفيات اسقاط الطائرة التركية، وما تتجه إليه الدولة التركية كرد فعل، والذين يدركون الغايات البعيدة لهذه العملية ظلوا في العتمة صامتين، بدون رأي أو تحليل. وعلى خلفية الدراسات المتنوعة لتاريخ الثورة السورية، وتحركات الدولة التركية في إطار التفعيل الأوروبي والأمريكي في المنطقة، وتخوفها الواضح من الصراعات الداخلية، وبشكل رئيس من القضية الكردية، والهيمنة التي تطلبه روسيا في المنطقة، معتمداً على دعم غير انساني لنظام يدرك تماما ابعاد شروره، كان هناك تحليل بمنطق مخالف للأسباب التي تكمن وراء اسقاط الطائرة، وهي حادثة ستكون لفترة زمنية قصيرة، ليست سوى طعم لعملية دبلوماسية سياسية قادمة اوسع من مجرد سقوط طائرة حربية.
تقف الدول الكبرى التي تحاور في قضية الثورة السورية خلف عملية اسقاط الطائرة التركية، دفعوا لبشار الأسد بالطائرة لإسقاطها ! بالسلاح الذي أنطلق من الجغرافية السورية وبخبرة روسية! قدمت المعلومات مسبقاً حول خرق الطائرة للمجال الجوي، ومن المتوقع أن تكون الطائرة بدون طيار، فلم يسمع حديثاً عن الطيارين وأهلهم، وإن خرجت فانها ستكون تمثيلية مختلقة، وإلا لا يعقل أن تستطيع القطعات العسكرية الصاروخية التجهيز والإطلاق في فترة عدة ثواني! الزمن الذي دخلت فيها الطائرة المجال الجوي السوري، والمسافة كما ذكر لم تتعدى خمسة عشر كيلومتراً، وفي حكم سرعة الطائرة تبقى زمن التجهيز والإطلاق أقل من ثواني معدودات!.
سؤال يفرض نفسه، ويخطر على بال كل إنسان مطلع على التاريخ القريب لهذه السلطة، لماذا لم تكن الدفاعات السورية بهذه الجاهزية وهذه الجرأة يوم اخترق الطيران الإسرائيلي الأجواء السورية حتى سماء القصر الجمهوري في اللاذقية، ويوم أخترقت عرض البلاد حتى ضربت اعماق الوطن في مدينة ديرالزور وعادة دون أي أعتراض، يومها خيم على الوطن صمت صاروخي وكلامي طالت أياماً وليست ثواني معدودات!؟.
تتضارب معظم الأراء التي ذكرت حول التداعيات التي ستنجم عن سقوط هذه الطائرة! وما ستفعله تركيا والناتو! معظمها لا تعكس الحقيقة، المغلقة عليها في زوايا الصراعات الدبلوماسية المعتمة، سوف لن يكون هناك تدخل عسكري، بل تهديدات عسكرية، والرد سيكون بتضييق اشد في الحصار الإقتصادي، ورفع وتيرة النبرة السياسية والتعامل الدبلوماسي، والدفع بالمنظمات الإنسانية لإصدار بيانات الإتهام ضد إجرام السلطة، لا نتوقع عمليات أبعد من هذا المجال. تركيا لا تتمكن من نسيان ايران وروسيا خاصة، على حدودهان والموالين للنظام، اي كانت الوافع، ولا تستطيع تهميش الخطر الكردي وقضيتهم الصعبة عليها والمثارة بحروب داخلية منذ ثلاثة عقود، وخبرائها يدركون تماماً البنية الهشة لاقتصادها المتنامي مؤخراً، الزراعي والصناعي والتجاري، برأسمال خارجي، ولغايات سياسية خاصة، وبنسبة تجاوزت 70% من الدخل الوطني العام، والتي بدأت تتناقص وبشكل سريع، ومعظمه قائم على الصناعات التجهيزية والتركيبة المعتمدة على الخارج.
عملية اسقاط الطائرة رسالة موجهة للثوار والمعارضة الخارجية، جرى الإتفاق عليها بين روسيا والولايات المتحدة الامريكية ودول الناتو في مؤتمر القمة العشرين في المكسيك قبل الإسقاط باسبوعين، للإبتعاد عن التدخل العسكري المباشر، وعليه فقد فرزت سوريا كمنطقة نفوذ أو بوابة لنفوذ روسيا في الشرق الأوسط، مقابل تنازل روسيا عن دعم السلطة السورية، والتغيير سيكون بالتداول السلمي السياسي ومشابه للأسلوب الذي جرى في اليمن! والقضية في يد الثوار والمعارضة في كيفية اقناعهم بالتداول وقبول الحصانة لمجرمي الحرب! وغيرها من اشكاليات انتقال السلطة التي قد تكون في بدايتها مشتركة! رغم كل هذا الدمار والفظائع! روسيا والصين يصران على هذه العملية، حفاظاً على بقاء سوريا كركيزة لمصالحهم، ولا ننسى ثقافة الأنا الحاضرة لروسيا بعد خسارتها لهيمنة الإتحاد السوفييتي في العالم، والتي لا تختلف بين شخص ودولة.
ساير هذه الهوبرة الدبلوماسية العسكرية، حراك سياسي داخل النظام السوري، استقبل بشار الأسد التشكيل الوزاري على مدى ثلاث ساعات، وتقرب من الشعب، بحث عن الإصلاح، وطلب سماع أعتراضات، وكأن الثورة غير موجودة، يلتف على مفاهيمها، ولا يود أن يصدق أن عمليات إزالته أصبحت تطرق أبواب القصر الجمهوري. تحدث عن الإصلاحات ليقنع نفسه قبل الذين قرروا مصيره، وهو يدرك أن الوقت قد تجاوز مفهوم الإصلاح بل ونفاه الشعب، كما يعي تماماً أن الثورة والثوار لا يتحدثون ومنذ الشهور الأولى من الثورة عن الإصلاحات والنقد والإعتراضات، بل يبحثون في بناء محاكم الشعب مع عدم الإعتراف بأية حصانة يخطط لها كل من روسيا وبعض الدول العربية.
تدرك تركيا بكليتها التداعيات التي ستخلفها محاولة أجتياح سوريا، خاصة وبشكل منفرد، كما ذكرنا سابقاً، منها القضية الكردية، الورقة التي يتاجر بها جميع القوى، ولا نستبعد أن تستثمر وبشكل واسع داخل تركيا وعلى طول حدودها في العمق السوري، فهي لن تغامر، بدون الناتو، ليس لقوة سوريا، التي تهاجم كل الأطراف الداخلية والخارجية، فهي سلطة تغرق، يتمسك بحبال الدمار وخلق الصراع بكل مساوئه.
اما الولايات المتحدة الأمريكية فقد أصبحت بين قاب قوسين أو اقرب لتوقيع أتفاقية شاملة مع روسيا والصين، حول مصير الثورة السورية والسلطة معاً، والنتائج ستظهر وبشكل جلي قبل بداية الإنتخابات الرئاسية الأمريكية. وما صمت الدول العربية وجامعة زعماء العرب، وإعادة القضية مراراً وبدون بنية منطقية إلى أروقة الأمم المتحدة ومجلس الأمن سوى تلاعب بالزمن إلى حين الاتفاق النهائي، حينها ستخرج القضية من قاعات مجلس الأمن وستحل بمؤتمر خارج إطار الكل، ستشترك فيها المعارضة ودول اصدقاء سوريا وروسيا والصين على طاولة واحدة للتوقيع على الحل المتفق عليه سلفاً. القضية تقربت جداً من نهاياتها، السلطة زائلة، والمعارضة الخارجية ستقبل مرغمة وعلى مضض، بشراكة وطنية، بشرط رحيل بشار الأسد والبعض من حاشيته من السلطة والوطن، وهذا ما تلمح إليه امريكا مؤخراً، الثوار سيبقون ثوار على مدى سنوات قادمة حتى تحت ظل القوى الكلاسيكية والإنتهازية المختفية في جبة الإسلام السياسي.
د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
[email protected]



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لنبحث عن موت الكردي حاضراً!
- محررو جرائد مصرية يتحولون من البلطجية إلى شبيحة
- مابين جغرافية الوطنين، سوريا وكردستان- حول مقالة الكاتب إبرا ...
- السلطة والبعث السوري يبيعون أرض كردستان للكرد!
- يا عالم، هذه صراعات حزبية وليست مسيرات كردستانية
- جدلية الإسلام السياسي مع ثورات الشرق - الجزء الثاني-
- جدلية الإسلام السياسي مع ثورات الشرق - الجزء الأول
- العدالة في قفص إلإتهام لدى السلطة السورية
- ثورة الشعب السوري تدفع ضريبة الثورات ...- الجزء الثاني -
- ثورة الشعب السوري تدفع ضريبة الثورات... - الجزء الأول -
- الأبعاد المختلفة في ثورتي آذار كردياً وسورياً - الجزء الثاني
- ثوار سوريا يحتاجون لزيارة - الناتو - لا - كوفي عنان -
- الأبعاد المختلفة في ثورتي آذار كردياً وسورياً- الجزء الأول
- نبيل العربي والظواهري يرجحان كفة النظام السوري
- الهوية الوطنية والديمقراطية في الدستور السوري
- الأستاذ غسان المفلح، تحليل متلكأ
- مستقبل الكتل الكردية، بين المعارضة السورية والثورة
- ربيع المجالس الوطنية الكردية
- طغاة الشرق وشرعنة الإرهاب الإسلامي
- متاهة حقوق الكرد مابين الخطابين الكلي والجزئي


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - المتاجرة بالثورة السورية