أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سلمان مجيد - (( محمد النبي (ص) و الواقعية السياسية )) القسم الاول














المزيد.....

(( محمد النبي (ص) و الواقعية السياسية )) القسم الاول


سلمان مجيد

الحوار المتمدن-العدد: 3775 - 2012 / 7 / 1 - 17:57
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


مع ان تحقق الحيادية في التعرض للاحداث الاجتماعية وخاصة السياسية منها ، تعد مطلبا علميا ، الا انه مهما حاول الشخص ذلك لابد ان نلمس شيئا من الميل الى هذه الجهة او تلك ، خاصة اذا ما كانت تلك الاحداث ذات تاثير وتاثر بالزمن الحاضر ، اذن مسالة التعرض لتلك الاحداث تاريخيا تكون اهون ، بسبب ايغالها في القدم ، وان تاثيرها قد خمد منذ حين ، ولكن هنالك بعض الاحداث التاريخية ، مهما كانت موغلة في القدم ، الاانها تبقى تنبض بكل قوة ، وتفعل فعلها ليس فقط في الحاضر ، بل في المستقبل ايضا ، كانك ترمي حجرا في بركة ماء ، فانك تلاحظ تلاحق الموجات من قلب البركة الى اطرافها مهما بعدت ، وهكذا شخصية محمد (ص) لازالت تبعث تاثيراتها الى ابعد مدى في المستقبل ، ما بين مستجيب لتلك التاثيرات ــ والمنصف يعلم حجم هؤلاء ــ وما بين محجم عنها او حتى معارض ، او قل محارب لها في الفكر والفعل، لذلك المطلوب من المفكر ( الحر و المتمدن ) ان يراعي هذه القاعدة البسيطة ، التي تمثل عمق الفطرة الانسانية المتمثلة ( بان حريتك لابد ان تقف عند حدود حرية الاخرين ) ولكن هذا الوقوف او المواجهة يجب الا تتسم بالعنف الفكري او الفعلي ، بل يجب ان تتسسم بالتناغم و الموائمة ، ليبقى الطرفان يتمتعان بهذا الفيض ( الالهي ) من الحرية ، كما ترجمه القران الكريم ، ( ..... لكم دينكم ولي دين ) لتستمر الحياة على المحجة السمحاء .
ولقد اشرت في موضوع سابق ( في الحوار المتمدن ) عن شخصية محمد (ص) زواجاته و حروبه ، وكان الرد من البعض قاسيا وعنيفا ، وكانك تجد بين طيات تلك الردود ، عنفا لا يقتصر على الفكر ، بل تجد وكانما يخرج عليك شبح ملثم متشح بالسواد من بين السطور ، ليشهر السلاح البائس عليك ( سلاح الاقصاء ) ، ليس المعنوي فقط بل الفعلي ايضا ، كما يحدث في اسواق المدن العراقية الوديعة ، من قنابل بشرية ظالمة ، ولافرق ، وان سبب ذلك ــ والذي ارجوه الا يتكرر ــ هو : اولا / الحالة الانفعالية الغير علمية للبعض . ثانيا / الصورة السيئة التي عكسها ( الاسلامويون المتطرفون)عن الشخصية ( المحمدية ) حيث تاثر بها البعض ــ عن حسن نية او سوء نية ــ و اعتبروها هي الشخصية الحقيقية له . ثالثا / المواقف المسبقة التي تحكم مواقف هؤلاء ــ البعض ــ مهما كانت المواقف الاخرى ، والذي اراه ان تغير الراي او الموقف بسبب النظر الى الاخر ، يعد اسمى سمات العقل الحر المستجيب للفطرة .
ان محمدا (ص) على اقل تقدير شخصية تاريخية فريدة من نوعها ، حتى بالنسبة للذين ينظرون اليه من زاوية احادية ، اذن كيف بالذي يرى به انه ( نبيا ) وان شخصيته المتعددة الاوجه ، اشغلت الكثيرين ، لعدم انسجامها مع ذلك الواقع الذي كانت عليه ( مكة و شعابها ) ، وهذا شئ منطقي لانه جاء ثائرا على ذلك الواقع الرث ، الذي تمثله اعتى صنوف الارستقراطية المتمثلة ( بابي سفيان ورهطه ) من الذين اباحوا لانفسهم فعل كل منكر ، اقتصاديا كان او اجتماعيا و اخلاقيا ، لذلك اول من استجاب الى دعوته ( اي دعوة محمد ) هم المستضعفون ( كبلال الحبشي و عمار بن ياسر ) وغيرهم الكثير ، مما استوجب ــ بعد احتوائه لجل هؤلاء المستضعفين ــ ان تكون ادارة لهذا الحشد من البشر ، اذن لابد من تضمين دعوته مفاهيم سياسية ــ قابلة للتطبيق ــ اضافة الى العقيدة ، وكانت انذاك اشكال متعددة من الكيانات السياسية القائمة ، كالامبراطوريات ، الفارسية و البيزنطية ، وهناك ما يمكن ان نسمية ( دويلات المدن ) كالمناذرة و الغساسنة ، وشكلا اخر كان قائما في الجزيرة متمثلا بالقبيلة التي من ابرز ملامحها الغزو من اجل الماء و الكلا ، وحتى لاسباب تافهة ، كداحس و الغبراء التي استنزفت الحرث و النسل على مدى عدة عقود .
ايا من هذه الانظمة الاصلح لدولة المستضعفين هؤلاء ، حتما ان محمد (ص) وجد ايا من هذه الاشكال لايصلح ، لان الذي اراده ان تكون دولة لاظرفية ، زمانية او مكانية ، وانما ارادها دولة ابدية على مدى الافاق ، لاكما اصبحت بعد موته مباشرة ، دولة استاثر بها من استاثر او تصبح ملكا عضوضا كما عند الامويين والعباسيين ليتسيد على الخلق ( اغيلمة ) كيزيد ، او ( المتوكل ) الذي كان له كذا الف من الجواري ، ولا يرتوي خمرا الا في وسط ( بركته ) الذهبية . هذا ما اردت ان ابدا به من (( محمد النبي (ص) و الواقعية السياسية )) في قسمه الاول على ان اتبع ذلك في القسمين الثاني و الثالث ، في سياسته الداخلية و سياسته الخارجية ، على التوالي ، مستهدفا من ذلك نقاشا هادئا دون انفعال ولا عصبية بدوية جاهلة .



#سلمان_مجيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفلسفة : ( حب ) و ( حكمة )
- الحزب يساوي العشيرة
- الزعتر تحت الشوك
- مفهوم المساواة في السياسة والاقتصاد و الاجتماع
- صفحات من شخصية محمد (ص) زواجاته و حروبه
- الحرية بين النظرية و التطبيق ( القسم الثاني )
- الحرية بين النظرية و التطبيق ( القسم الاول )
- سايكولوجية الفنان و سوسيولوجية الفن
- المجتمع : المتهم دائما
- علي الوردي و ( لائاته )
- عالم الاجتماع الدكتور عبد الجليل الطاهر
- الصدفة والواقع


المزيد.....




- -انتهاك صارخ للعمل الإنساني-.. تشييع 7 مُسعفين لبنانيين قضوا ...
- لماذا كان تسوس الأسنان -نادرا- بين البشر قبل آلاف السنوات؟
- ملك بريطانيا يغيب عن قداس خميس العهد، ويدعو لمد -يد الصداقة- ...
- أجريت لمدة 85 عاما - دراسة لهارفارد تكشف أهم أسباب الحياة ال ...
- سائحة إنجليزية تعود إلى مصر تقديرا لسائق حنطور أثار إعجابها ...
- مصر.. 5 حرائق ضخمة في مارس فهل ثمة رابط بينها؟.. جدل في مو ...
- مليار وجبة تُهدر يوميا في أنحاء العالم فأي الدول تكافح هذه ا ...
- علاء مبارك يهاجم كوشنر:- فاكر مصر أرض أبوه-
- إصابات في اقتحام قوات الاحتلال بلدات بالضفة الغربية
- مصافي عدن.. تعطيل متعمد لصالح مافيا المشتقات النفطية


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سلمان مجيد - (( محمد النبي (ص) و الواقعية السياسية )) القسم الاول