أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي بنساعود - نينا بوراوي: كاتبة عصية على الترويض














المزيد.....

نينا بوراوي: كاتبة عصية على الترويض


علي بنساعود

الحوار المتمدن-العدد: 3775 - 2012 / 7 / 1 - 04:21
المحور: الادب والفن
    


نينا بوراوي كاتبة فرنسية من أصل مغاربي، ازدادت، بمدينة رين، عام 1967 ، من أب جزائري يعمل موظفا بارزا في منظمة الأمم المتحدة وأم فرنسية. عاشت سنواتها الأربع عشرة الأولى بالجزائر، ولما بلغت الرابعة عشرة من عمرها، رحلت رفقة والدها إلى سويسرا، وبعدها إلى أبو ظبي، ثم فرنسا وهي، حاليا، تعيش بباريس.
تقول عن هذه التجربة: "من أنت؟ فرنسية أم جزائرية؟ أمكث مع أمي. أمكث مع أبي. آخذ الاثنين معا. أخسر الاثنين معا. كل جزء يمتزج بالآخر ثم ينفصل عنه. كل جزء يعانق الآخر ثم ينفجر الخصام بينهما. إنها الحرب مرة والوحدة مرة أخرى. إنه الرفض مرة، والغواية مرة أخرى. أنا لا أختار، أن أروح وأجيء».

وهذه التنقلات أثرت على شخصية هذه المبدعة، بعدما وجدت كيانها مبعثرا بين ضفتين لا تلتقيان: إفريقيا وأوربا، الجزائر وفرنسا، هنا وهناك، الذاكرة والنسيان، الحاضر والماضي، ما جعلها تحتار، ووسط هذه الحيرة، اختارت نينا بوراوي (واسمها الحقيقي ياسمينة بوراوي) أن تكون فتى تهبه اسم أحمد، وتتخلى عن ثياب الفتاة وترتدي ثياب الفتيان في مثل سنها، وتقص شعرها، وتختفي وراء القناع الذي اختارته لنفسها. غير أنها لما بلغت سن الرشد، جعلت من كل هذا المزيج ثراء انتمت به إلى بني الإنسانية... لا للغة معينة أو لجهة بذاتها أو لثقافة خاصة. سيما أنها، وفي سن التاسعة كتبت أولى قصصها، بعدما اكتشفت موهبتها ورغبتها في الكتابة، التي قالت عنها، في وقت لاحق: "الكتابة هي وطني الحقيقي، والمكان الذي أعيش فيه حقا، والأرض الوحيدة التي أسيطر فيها..." فكتبت روايات لفتت إليها الأنظار، كصوت من الأصوات الشابة الباحثة عن موقع لها في فضاء تشتبك فيه الأصول واللغات والثقافات والميول العاطفية. فنالت تقدير النقاد وإعجابهم. ومن أهم رواياتها: الرائية المحظورة (1991)، وقبضة الموت (1992) والعمر الجريح (1998) ويوم زلزال (1999) والمسترجلة (2000) والحياة السعيدة (2002) والدمية بيلا (2004) وأفكاري السيئة (2005) وقبل الرجال (2007) ونادوني باسمي الشخصي (2008)...

وفي هذه الروايات، أظهرت الكاتبة نضجا أدبيا وفنيا رائعا، فحصدت الجماهيرية ومحبة القراء، ومتابعتهم الدائمة لأعمالها، إضافة إلى العديد من الجوائز الأدبية المرموقة.
ومعلوم أنها في جل رواياتها تطرح أسئلة الهوية والرغبة والذاكرة والكتابة والطفولة والاقتلاع من الجذور، والحب... ناقلة إيانا إلى عمق الأحاسيس النبيلة بلغة بسيطة وأسلوب كلاسيكي يلائم الموضوع المختار...

وفي روايتها "المسترجلة" قدمت شهادة روائية وحياتية بعدما حكت بصراحة عن قصتهاالشخصية والأسرية كاشفة بذلك عن مثليتها الجنسية، وذلك من خلال عرضها قصص خوف وحب وصراع بين المثليات والمجتمع، وأيضا بعض تفاصيل سنوات مراهقتها، في بلدها الأصلي، الجزائر، والأمر نفسه اعترفت به مباشرة أمام الصحافة، قائلة: "في روايتي الجديدة، اخترت أن أواجه القارئ، وأقول له من أنا".
أما في روايتها "الدمية بيلا"، فإن الكاتبة تستحضر فترة حاسمة في تحقيق هويتها كمثلية جنسيا: المراهقة التي ترى حبها يزهر لماريون، الصديقة التي تبعث إليها برسائل، والتي تتوصل منها بأجوبة قصيرة ومخيبة للآمال.

وتقول "هناك قبيلة حقيقية من مثليي الجنس ، برموزها واستعمالاتها. ثمة ازدراء حقيقي للآخرين. إنها الحماية. أنا، أحيانا، من هذه القبيلة، أي أنني ضمن هذا الازدراء نفسه".

وأكد نقاد كثيرون أن الكاتبة في كلامها عن الحب بشكل عام، وعن المثليات بشكل خاص، لم تنزل أبدا إلى مستوى الابتذال والإفراط، كما اعتبروا أنها تمثل نموذجا ناضجا لأديبة مثلية معاصرة، تحظى بكثير من التقدير والاحترام في الأوساط الثقافية الفرنسية والأوربية. ما جعل وسائل الإعلام تصفها بأنها من ”الكاتبات العصيات على الترويض”، وشبهتها بالروائية البريطانية دوريس ليسنغ والفرنسية كامي لورانس...

تقول نينا بوراوي في روايتها "أفكاري السيئة": “لقد جئت لأن أفكارا سيئة أخرى تحاصرني، تلتهم روحي. داخل رأسي شخص آخر، لا اعرفه، يحمل بيده مطرقة تزعجني طوال الوقت... أود خنقه بيدي. اكتشفت أن أفكاري السيئة هي التي تطارد من أحبهم. أراها في أجسادهم ووجوههم وكلامهم وكل ما يفعلونه. هكذا، يا عزيزتي يبدأ تاريخ القتلة. استغرقت الليل، حتى الصباح، أحاول التخلص مما في ذهني، أعاهد نفسي، ثم أتراجع، خائفة جدا مما أتحول إليه، تماما مثل الفيلسوف الذي طعن زوجته وظل معتقدا انه كان يحلم. فأنا لم أعد أسيطر على شيء وأخشى أن تصبح جرائمي أنصاف أحلام وأنصاف أشباح.




#علي_بنساعود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -كيف كيف غدا-: فتح أدبي جديد
- بوح -صفية- إلى الله
- تفاؤل رغم الخيبات: قراءة في رواية -على الجدار-* لحليمة زين ا ...
- تونفيت... سجن مفتوح على السماء
- االمباءة: -الداء والدواء-
- -الساسي- يرسم خارطة طريق اليسار المغربي
- تلاميذ من الرشيدية يتداولون في شأنهم المحلي
- في يوم دراسي حول: -المدرسة العمومية بالرشيدية وسؤال الجودة- ...
- -في أفقر بلدية بإقليم الرشيدية: جفاف الخطارات ينذر بأفق أسود ...
- في تقرير لفعاليات صحية أوربية: أطفال متخلى عنهم يموتون بالتق ...
- فاعلون يستاؤون من زيارة وفد وزاري للرشيدية
- تسونامي المغرب الشرقي
- كارثة الجنوب الشرقي المغربي
- المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ومطبات التفعيل بالرشيدية
- في يوم دراسي حقوقي: ثلاميذ الرشيدية يشرحون الوضعية بمنطقتهم
- جمعيات تدعو إلى توسيع الحريات العامة في الجنوب الشرقي المغرب ...
- بلدية مولاي علي الشريف/ الريصاني: أوضاع من سيئ إلى أسوأ
- المؤتمر الإقليمي للتقدم والاشتراكية بالرشيدية يدعوإلى محاسبة ...
- الصحة الإنجابية بالرشيدية: أرقام مفزعة تكشف معاناة الساكنة
- أرفود: هشاشة البنيات وتواضع الخدمات


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي بنساعود - نينا بوراوي: كاتبة عصية على الترويض