أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامر أبوالقاسم - المؤسسات التمثيلية وإشكال الديمقراطية














المزيد.....

المؤسسات التمثيلية وإشكال الديمقراطية


سامر أبوالقاسم

الحوار المتمدن-العدد: 3774 - 2012 / 6 / 30 - 21:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مع توالي الوقائع والأحداث المرتبطة بالممارسة السياسية غير السليمة لكل من الحكومة والبرلمان، والدخول في بؤرة افتقاد بوصلة إرساء مقومات الدولة الديمقراطية الحديثة كما تصورناها إبان التصويت على الدستور الجديد.

وفي ظل التخبط الحاصل في الأداء الحكومي المفتقد لإستراتيجية إصلاحية مضبوطة وواضحة، والأداء البرلماني المطبوع بالارتجال وعدم الانسجام، والتعليق المتتالي لحاجات وانتظارات الكتلة الناخبة إلى أجل غير مسمى، والعودة إلى خيار إثقال كاهل المواطنين بالزيادة في أسعار قوته اليومي.

ينتصب النقاش اليوم بقوة حول الديمقراطية التمثيلية وأزمتها العميقة في حالتنا الوطنية، ويعود التداول في شأن حقيقة تجسيد هذه الديمقراطية للإرادة الشعبية والحق في مشاركة الأغلبية في القرارات التي تهم الشعب المغربي بكل فئاته وشرائحه.

الوضع السياسي والاجتماعي اليوم، يحبل بكل الدوافع التي ترغم العديد من الفئات على العودة إلى الضغط على الحكومة بملفات مطلبية آخذة في التوسع والانتشار، وهو ما يعود بالفاعلين السياسيين والاجتماعيين من جديد إلى طرح التساؤلات الجوهرية حول ماهية الديمقراطية التمثيلية وأزمتها.

فمن الأمور المقلقة الآن، عدم القدرة على تخمين حدود التأثير السلبي المتوقع للردود الشعبية الرافضة لإجراءات وقوانين ومشاريع حكومية، ولتراجع الحكومة عن مجمل الوعود الانتخابية لأحزاب الأغلبية، ولأسلوب تصفية الحسابات داخل البرلمان بين مكونات الأغلبية والمعارضة، وهو ما يعتبر في منطق التحليل السياسي الرصين تهديدا للديمقراطية، خاصة وأن المفترض في الحكومة هو كونها نتاج صناديق الاقتراع، ونتاج تصويت أغلبي على برنامج والتزامات قدمتها أحزابها للأمة في استحقاق انتخابي.

إن ضغط فئات من الشعب المغربي اليوم على الحكومة والبرلمان، بشكل مباشر أو عن طريق التمثيلية النقابية وغيرها، بخصوص الشغل والسكن والصحة والتعليم.. يطرح إشكالا جوهريا، فالإذعان له يعتبر إذعانا خارج منطق الديمقراطية التمثيلية، وعدم التجاوب معه، بل ومقابلته بقرار الزيادة في الأسعار ـ يعتبر طعنا في جوهر الديمقراطية التي هي أصلا قائمة على خدمة الصالح العام والتزام الأغلبية باتخاذ قرارات شعبية مرتبطة بتحسين أوضاع المُنتخَبين.

وعلينا نحن كمغاربة، أن نستحضر دائما درس ما عرفته العديد من بلدان العالم من حراك اجتماعي، أدى في بعض الحالات إلى إسقاط أنظمة حكم عمرت طويلا، أخذا بعين الاعتبار ـ طبعا ـ اختلاف الظروف والمعطيات، وتفاوت ما حققه هذا الحراك من إنجاز على أرض الواقع، من أجل الوصول إلى اتفاق حول منهجية التعاطي مع إشكال الديمقراطية التمثيلية عموما، التي هي اليوم محط تساؤلات عميقة، أكثر من ذي قبل.

إن النظام التمثيلي كمفهوم، لا ينبغي التعامل معه بعد التعديل الدستوري الأخير كما كان قائما في تجربة بلدنا في السابق، أي بعيدا عن لعب الأدوار والوظائف المنوطة به، وفي منأى عن ممارسة الاختصاصات والصلاحيات التشريعية والرقابية اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وأمنيا، بما يضمن نوعا من الحماية الاجتماعية لمختلف الفئات والشرائح داخل المجتمع.

فالضجيج الذي تعرفه المؤسسات التمثيلية اليوم، هو محط نقاشات عمومية واسعة تعكسها مختلف وسائل الإعلام، خاصة وأن دور الوساطة ـ الذي من المفروض أن يلعبه البرلمان بين الحاجات والانتظارات والطموحات الشعبية وبين مضمون وشكل تدبير السياسات العمومية من موقع مؤسسات الدولة ـ يتم تهميشه بالانشغال بقضايا تهم بالأساس الحسابات الضيقة للفرقاء السياسيين.

من هنا يتضح أن مثل هذا التقصير من البرلمان في أداء مهامه تجاه مجتمعه، من حيث تحمل المسؤولية في تمثيل شعبه، ونقل هموم معيشه اليومي، والتفاعل مع مطالبه المستجدة، والبحث عن حلول للمشاكل ذات التأثير على استقرار وضعه المادي والاجتماعي والنفسي، وتوجيه العمل الحكومي لما فيه المصلحة العامة للشعب، له من قوة التأثير السلبي ما يجعله يشكل سببا في مآلات أوضاع بعض البلدان التي عرفت حراكا اجتماعيا عاصفا.

فالبرلمان اليوم، كما باقي المؤسسات المنتخبة، مع هذه التفاعلات الجارية، ومع هذا الأداء المنحرف عما هو موجود من أجله، يمكنه فقدان مصداقيته فقط لعدم تركيز أهدافه المرتبطة بأدواره، خاصة في مجال خوض معارك التمثيلية الحقيقية، في إطار استراتيجية مواجهة الإكراهات ورفع التحديات من أجل قيام مجتمع العدالة وتكافؤ الفرص، وكسر احتكار الشغل والتعليم والصحة والسكن، وبناء اقتصاد وطني قادر على محاربة الفقر والإقصاء الاجتماعي.

إن البرلمان المغربي يسير اليوم في اتجاه تعميق الهوة بينه وبين منتخبيهم، وإضعاف أدائه التمثيلي، وابتعاده عن الاهتمام بظروف عيش المواطنين، وهو ما قد يترك الفرصة سانحة للحكومة للاستمرار في عدم مراعاة حاجات الشعب ومشاكله.



#سامر_أبوالقاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضرورة ارتباط الزواج بسن الرشد أو سن الترشيد
- اختلال التوازن وفقدان الثقة وقود تجدر حكومة الإسلاميين
- المرأة وفقدان مقوم تقدير الذات واحترامها (الطفلة أمينة نموذج ...
- توظيف المقدس الديني من موقع قيادة العمل الحكومي
- هل يقبل حزب العدالة والتنمية الاحتكام للقواعد الديمقراطية؟
- هل لحزب العدالة والتنمية رغبة في بناء مغرب ديمقراطي متنوع وم ...
- واجهة التعاطف الإنساني مع مسلك النبل في الأداء السياسي
- حزب التقدم والاشتراكية والسلوكات الانتهازية واللاديمقراطية
- منظور حزب الأصالة والمعاصرة للتغيير
- دسائس حزب التقدم والاشتراكية ما عادت تنطلي على مكونات المشهد ...
- العدالة والتنمية ومعاداة كل الأحزاب السياسية
- شرط التواجد السياسي وتنامي الاهتمام بالبعد الإنساني
- عن حزب العدالة والتنمية والابتزاز والتعنيف السياسي وأشياء أخ ...
- العدالة والتنمية في رئاسة الحكومة المقبلة؟؟؟
- العدالة والتنمية: الحزب السياسي الديني المتهافت
- فشل المبتغى السياسوي الضيق لحزب العدالة والتنمية
- الانتخابات التشريعية القادمة والسباق المحموم لحزبي الاستقلال ...
- حزبا الاستقلال والعدالة والتنمية: الابتزاز السياسي قبيل الاس ...
- دور حزب الاستقلال في إفساد مسار التنمية والدمقرطة والتحديث
- عطب التأهيل الذاتي للأحزاب عرقلة لمسار الإصلاحات السياسية ال ...


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامر أبوالقاسم - المؤسسات التمثيلية وإشكال الديمقراطية