انقلاب الصدريين ..هل ينقذ المالكي من ورطة الاستجواب ؟

مراد سامي

الحوار المتمدن-العدد: 3774 - 2012 / 6 / 30 - 15:35
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

بعد ان كشفت الايام القليلة الماضية حقيقة التيار الصدري وغدره باصحابه ممن اتفق معهم على سحب الثقة من حكومة المالكي ، وبعد ان تيقن اولئك الاصحاب ان عملية سحب الثقة بعدم وجود الصدريين ضرب من العدم ، لجاوا الى عملية دستورية اقل كلافة من سحب الثقة وهي طلب استجواب رئيس الوزراء نوري المالكي ، ولكن ما ان اعلنت العراقية والكردستاني عن نيتهم تلك الا وظهرت اصوات التيار الصدري وقائده مقتدى الصدر بعدم الموافقة على استجواب المالكي وان التيار لن يصوت على طلب الاستجواب ، وبذلك كشف الصدريون عن لثامهم الذي خدعوا به العراقية التي اعتادت ان تتلقى مثل هكذا ضربات من الكتل الاخرى وهذا يرجع ربما لعدم امكانيتها من تجميع صفوفها وتشكيل قوة برلمانية موحدة بالافكار والقرارات ، وعلى اية حال رحب المالكي بقرار التيار الصدري ورفض هو الاخر طلب الاستجواب فربما ينقذه الصدريون من ورطة اكبر بكثير من سحب الثقة ، فالاستجواب سيكشف الكثير من الاوراق التي عتم عليها المالكي وسيكشف للشعب العراقي (المغفلين منهم ممن كان يصدق بوطنية الماكي ونزاهته) ان هذا الرجل قد تستر على الكثير من حالات الفساد المالي والاداري وما قضية فلاح السوداني وحيثياتها الا واحدة من تلك القضايا التي تدين المالكي اضافة الى الاتفاقيات الداخلية الخارجية التي أبرمها المالكي مع الجميع من اجل الحفاظ على منصبه ولعل اتفاقاته مع ايران بخصوص حقول النفط المشتركة ستكون ضربة قاصمة للمالكي هو والشهرستاني (ولده المدلل) الذي نفذ تحت امرة المالكي الكثير من الاتفاقيات النفطية المشبوهة ، اضافة الى عشرات الاتفاقيات بين المالكي وبين بعض الكتل السياسية التي رضيت ان تكون تحت ذلة المالكي لضمان بعض التخصيصات المالية الشهرية ..
لقد ادرك المالكي في اللحظة الاخيرة عظم الفائدة الذي قدمها له السيد مقتدى الصدر الذي رزخ تحت الضغوط الايرانية من اجل الابتعاد عن العراقية والكردستاني ، كما تيقن مقتدى الصدر ان ورقة قضية مقتل عبد المجيد الخوئي لا تزال بيد المالكي وربما مقتل المتهم بتلك القضية عبد الستار البهادلي قبل ايام كان من اجل طمس الادلة التي تدين مقتدى الصدر وكل تلك الحيثيات اصبحت بيد المالكي ضد مقتدى الصدر ،فكان الثمن تغيير الموقف وخيانة الاصحاب والايقاع بهم في مطب كبير ربما من الصعوبة تجاوزه الا باستجواب المالكي وفضحه امام الشعب العراقي ..وربما الايام القادمة ستبين لنا اتفاقات وتراصفات سياسية بين مقتدى الصدر والمالكي وبصورة علنية ولكن هل سيكون المالكي بامان من الاستجواب والمثول امام البرلمانيين الذي حد الكثير منهم اسنانه من اجل فضح هذا الرجل الذي خدع الشعب العراقي والرأي العام بحلاوة لسانه وانجازاته الوهمية .

#مراد_سامي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات