أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالوم ابو رغيف - محاصرون بين سكاكين الزرقاوي والاطماع الدينية















المزيد.....

محاصرون بين سكاكين الزرقاوي والاطماع الدينية


مالوم ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 1104 - 2005 / 2 / 9 - 10:29
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يبدو ان بعض رجال الدين الشيعة و المراجع قد أثرت عليهم العزلة وطول المقام والمكوث في بيوتهم فاعتقدوا ان العالم قد توقف في احكامه وقوانينه وان الحياة لا زالت كما هي عليه منذ اكثر من 1600 سنة فقالوا ان الاسلام يجب ان يكون مصدر التشريع الوحيد متناسين ان ابناء طائفتهم اللذين قتلوا ويتم قتلهم باسم الاسلام الذي يطالبون ان يكون سيفا مسلطا على رقاب الناس لكن كقانون دستوري.
لو أن هذه المرجعيات التي لا تجد ما تفعله طوال النهار ،لها فضلا فى تحرير العراق من التسلط الهمجي الذي كان بعضه من الحملة الإسلامية الإيمانية سيئة الصيت وتطبيق القصاص الاسلامي على الناس ،لاعطيناها بعض الحق فيما تطالب به ،لكن صمتها طوال مدة التعذيب النفسي والجسدي والمقابر الجماعية وغياهب السجون وفرامات لحم البشر وعدم اعتراضها على ما كان يقوم به الحزب الهمجي آنذاك حتى لم تنبس ببنت شفه ،ثم تأتي اليوم لتطالب بدستور وشريعة اسلامية حيث الناس يجلدون وتقطع رقابهم واياديهم وارجلهم وينكل بهم أينما وجد دستور اسلامي او حكم حسب الشريعة سواء كان في السعودية ، إيران ، السودان ، باكستان أو في أيام افغانستان طلبان او في زمن السيارات والناس المفخخة وذبح البشر كالنعاج،فانه امر لا يثير الاستغراب فقط بل والاشمئزاز ايضا.
ولو تركنا كل هذا جانبا ونظرنا إلى قولهم حول ضرورة الحفاظ على وحدة العراق الجغرافية والسكانية ،أليس لهؤلاء المراجع تناقضا كبيرا بين ما يودونه ويرغبونه لوحدة الشعب وبين اصرارهم على ان يكون الاسلام هو المصدر الوحيد للتشريع.؟
الا يدرك هؤلاء ان الشعب العراقي وان كان غالبيته ممن ورثوا دينهم من ابائهم وليس باختيارهم ولا يملكون الحق في اختيار دين اخر بسبب قانون الاعدام او قانون الردة الاسلامي الذي يعاقب بالموت بحد السيف كل مسلم مرتد عن دينه ،بان الشعب العراقي متكون من عدة اديان وطوائف ومذاهب فكرية علمانية والحادية ،وان نسبة الذين لا يؤمنون حقا وان كانوا مسلميين اكثر باضعاف المرات من نسبة الذين يمتهنون الدين او يتبعون اوامر رجاله.؟ فبأى حق يتكلم هؤلاء المراجع ويفرضون ارائهم وتهديداتهم وهم لا يمثلون الا اقلية ضئيلة .؟ هل استشاروا الناس فيما ذهبوا اليه ام هل استفتوهم.؟ هل اختلطوا مع الناس وشاركوهم العوز والفاقة وتبادلوا معهم الاراء واستمعوا الى مشاكلهم الاجتماعية والاقتصادية.؟ ام قد صدقوا انهم ظل الله على الارض فتخيلوا انهم يأمرون فيطاعون ويقولون فلا ينكسر لهم قولا ولا يعصون فعلا .؟
ثم اي اسلام يجب ان يكون المصدر الوحيد للتشريع ،هل هو الاسلام السني ام الاسلامي الشيعي ،هل هو الاسلام الوهابي ام الحنبلي ام المالكي ام الشافعي ،الاثنى عشري ام الاسماعيلي ام ولاية الفقيه.؟ هل هناك ما يسمى اسلام في ايامنا الراهنة سوى نظم وميول ظالمة هدفها الوحيد الحد من حرية الانسان والانتقاص من ارادته وجعله اسير لدى رجل الدين المعمم الذي لا يفقه شيئا سوى امور الحيض والنفاس والعبادات والغيبيات.فما دخل كل هذا بالعلاقات الدولية والسياسيات الاقتصادية والرؤى الاجتماعية والتيارات الادبية والصراعات السياسية والاجتماعية والمعاملات التجارية ،ما دخل الدين بصفته منظما للعبادات بحرية الانسان وارادته المستقلة واختيارته الذاتية ،ما دخل رجل الدين بقوانين المجتمع وهو الذي يدعي الحفاظ على قوانين الله.
كما ان مسألة دين الدولة هي ابتداع يفهم منه احتكار السلطة واقتصارها على المسلميين فقط والانتقاص من بقية المواطنيين من غير المسلميين الذين لا يمكن لاحد منهم ان يصبح رئيس للجمهورية او الوزراء لانه غير مسلم ،فاي تشريع انسانى او وطني هذا الذي لا يساوى بين ابناء الوطن الواحد .؟واي قانون سيصلح للجميع اذا كان يستند على المعتقد في التفاوت بين الناس .؟ الم يكن حزب البعث يفضل البعثيين على غيرهم في التعيين والترقية والامتيازات .؟الا ينطبق هذا مع شكل المطالبة بكون الدين هو المصدر الوحديد للتشريع وضرب نتاجات وابداعات ودراسات البشر عرض الحائط والاكتفاء بما يقوله او يفسره المسجد او الحسينية .؟
ان المطالبة بجعل الدين الاسلامي ،غير المعرف المذهب ،المصدر الوحيد للتشريع ودين الدولة الرسمي ،يجعل العراق غنيمة بين المذهب السني والمذهب الشيعي ممثلا برجال الدين من كلا الجانبين ويؤسس لمرحلة طائفية خطيرة اذ سوف ينقسم المجتمع العراقي الى قسمين حسب القانون الاسلامي من الناحية السياسية ومن الناحية الاجتماعية ولعل ابسط مثل على ذلك هو الموقف من الانتخابات فقد صدرت فتوى من الجانب الشيعي بادخال الناس في جهنم ان هم امتنعوا عن المشاركة بالانتخابات وفتوى اخرى ادخلتهم النار اذا ما شاركوا فيها ،فتوى حثت على المشاركة بامر ديني واخرى بامر ديني ايضا اوجبت مقاطعتها..نعم اذا ما تم لرجال الدين ذلك فانهم سيتقاسمون الغنيمة ولايتركون لبقية الناس الا فتات الموائد ، كما كان الحال في سائر العصور الاسلامية الغابرة منذ تأسيس الدولة الاسلامية الى يومنا هذا ..
لم تكتفي المرجعية بالمطالبة بجعل الدين الاسلامي المصدر الوحيد للتشريع الذي يعني ان المحكمة الدستورية ستكون شلة من المعممين الذين يفهمون بالدين وليس بالقانون ،بل ذهبت الى ابعد من هذا فافتت بعدم جواز فصل الدين عن الدولة وجعلته امرا محسوما ، متنكرة لكل وعودها السابقة بعدم المطالبة بحكومة اسلامية ،فما شكل الحكومة الاسلامية اذن ،اذا كان الدستور اسلامي والقوانيين اسلامية ودين الدولة اسلامي ولا انفصال بين الدين والدولة واذا كان رهط المسلميين المعممين يحتلون اغلب مقاعد الجمعية الوطنية وولي فقية غير معلن فتواه قانون لا يمكن مخالفته .؟
لكن هل لنا ان نتسائل ما سر موقف المرجعية الغريب وفي هذا الظرف بالذات حيث الناس محاصرين بين سكاكين الاسلام الزرقاوي وهيئة علماء المسلميين وسياط مقتدى الصدر وارهاب اتباع ايران ومضايقاتهم.؟
هل هو تقارب بين الولي الفقية الايراني والمرجعية العراقية ام يا ترى هو شعور بالقوة بعد الانتخابات والتي فازت بها قائمة الائتلاف الموحد بالاغلبية .؟ام ان هناك من يريد ان يشغل العراق بخلافات ثانوية لتحقيق غايات ومصالح معينة على حساب الصالح العام .
لماذا هذا التوقيت بالذات وهم يعرفون ان العراقيين لا يشغلهم الدين بقدر ما يشغلهم مستقبل العراق السياسي والاقتصادي والقضاء على الارهاب ومنع عودة البعث على يد علاوي والياور والشعلان وبقية الشلة .؟
فاذا كانت المرجعية لا تعي مثل هذه الامور ولا يهمها الظرف الحساس والدقيق الذي يمر فيه العراق ، فانها غير صالحة بان تعطي رأيها بالشان السياسي العراقي الا اذا كان اقتراحا وليس اوامر وتحذير وتهديد ،اراء فردية او جماعية شانها شان اي منظمة اجتماعية او سياسية او دينية للاستئناس بالرأي وليس الاخذ به اذا لم يكن وجيها .
يبقى ان نقول ان رجال الدين على مختلف انواعهم واختلاف انتمائاتهم يدركون ان اهميتهم ستقل في عصر ازدهارالديمقراطية وان الانسان سيتحرر من سيطرتهم وسيعنتق من قوانينهم كلما كان القانون انساني علماني مدني متحضر ،لذلك لابد لهم من المقاومة واقحام نفسهم للحفاظ على مراكزهم –لكنهم خاطئون فرجل الدين الإيراني لم يصل الى مثل هذه المرحلة من الاستهزاء وعدم الاحترام ومحل ازدراء الناس الا عندما تسلط وطغى واصبح عبدا للدولة وليس عبدا لله.



#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من مستنقعات الارض الى مواخير السماء
- من اغتال العراقي مرة اخرى .؟
- تأجيل الانتخابات حلقة في مسلسل تآمري
- ان لم تكن ايران العدو الاول..فهي الخطر الاول
- غباء سياسي عراقي مع الاصرار والافتخار
- القضية الكوردية بيين تملقات مشعان الجبوري و نصائح خالد القشط ...
- الامن والعدالة العراقية ،عدم كفاءة ام عدم نزاهه.؟
- البعثية والصدامية
- هل فقد العرب و المسلمون انسانيتهم.؟
- المسلمات القومية والصفعة العلاوية
- شريعة اسلامية بلون السخام
- الاسلام الروحي الاجرامي المنظم هو الخطر وليس الاسلام السياسي ...
- هل ستكون هيئة علماء المسلميين خرقة لستر عورة الارهاب القميئة ...
- التفسير السياسي للقرآن
- ! خوفي ان يُستبدل جيش المهدي بقوات بدر
- المقدسات والعصابات الدينية
- حسنا..لندعوها مقاومة
- شعوب تدافع عن الاستعمار
- عندما تغرق السفينة تهرب الفئران اولا
- برجيت باردو-الاسلام- والوهابية


المزيد.....




- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟
- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالوم ابو رغيف - محاصرون بين سكاكين الزرقاوي والاطماع الدينية