أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سلطان الرفاعي - استاذة عارية امام احد تلاميذها---- هل صحيح ان اللسان يمتد طويلا بعد الشنق؟6














المزيد.....

استاذة عارية امام احد تلاميذها---- هل صحيح ان اللسان يمتد طويلا بعد الشنق؟6


سلطان الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 1104 - 2005 / 2 / 9 - 09:45
المحور: حقوق الانسان
    


لم اكن اعرف شيئا كثيرا عن الفلقة .اعرف عن الكهرباء اشياء كثيرة .ذات مرة عاد اخي الى البيت بعد غياب دام عدة شهور .كانت ملابسه رثة ومظهره مخيفا وكان حافي القدمين .لقد كان في الامن وهناك عذبوه .سألته عما جرى له .لم يرد.وبالشارة افهمني انه قد اصيب بالخرس !اخذته فورا الى الطبيب لم يبق في البيت اكثر من خمس دقائق .ثم اخذته بملابسه الرثة الى الطبيب.للوهلة الاولى ظنه الطبيب مجنونا ،فكتب اخي على ورقة اسمه وان مهنته هي المحاماة وكتب اسم الدائرة التي يعمل فيها ثم وباختصار كتب له :
-فقدت النطق اثناء تعذيبي بالكهرباء!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
انامه على السرير ونادى للفراش وطلب مني مغادرة الغرفة.بعد قليل سمعت صراخا واصوات ضرب ثم هدأ كل شبء.عندما دخلت وجدت اخي يعتذر وقد عاد اليه صوته: آسف يا دكتور .فعند رؤيتي الكهرباء تخيلت انك تريد تعذيبي مثلهم!
في ذلك اليوم تحدث لي اخي عن كل شيء ---عن اهوال التعذيب وعن كراهيتهم للانسان وقال لي:عندما تتحسن صحتي ساختفي تماما .لن انتظر مجيئهم لي مرة اخرى .منذ ذلك اليوم لم ار اخي لكنني كنت مطمئنة انه لم يقع في ايديهم.

انها العاشرة والنصف ليلا،سيأتون بعد قليل وسيأخذون السيدة ليلى لكنها اليوم ستكون عاجزة تماما عن السير بقدميها المتورمتين ،وبهذا الابهام المطعون بالاظفر الكبير.
كنت افكر بالمسافة بين سجني وبين غرفة التحقيق .في النهار كنت استرجع في ذاكرتي اشكال التعذيب التي سمعت عنها ---لقد عرفت انهم سيجربون طريقة جديدة معي ،ففي الايام السابقة استخدموا طرقا تختلف عن بعضها ،كل يوم طريقة.لكنني اليوم اجهل ما الذي سيحصل معي واية طريقة تعذيب سيلجأون اليها .شيء مدمر ان تمضي يومك وانت تفكر بشكل التعذيب الذي سيأتيك في الليل.لا مجال هناك للأمنيات .اقصد لا مجال لتوقع اهون الشرين .حتى في الاعدام تمني النفس وانت في الزنزانة بالحصول على اهون طريقة للموت.

في زنزانة الاعدام في بغداد ،كان الامر اهون ،كانت هناك اختان صدر عليهما الحكم بالاعدام فكانتا تتحدثان امامنا ،بضحك،عن عملية الشنق وتفاصيلها كانت الصغيرة تقول لاختها الكبيرة.
-- هل صحيح ان اللسان يمتد طويلا بعد الشنق؟
فترد الكبيرة:
--كل الجسم يصير اطول لكن هذه المشكلة غير مهمة المهم ان تدعو البنات لنا بجلاد رحيم.
تضحك الصغيرة وتقول:
---اشلون يعني رحيم؟ يشنقنا بحبل من حرير؟! فتضحك الكبيرة ونضحك نحن ثم تضيف :لا --اقصد ان يكون من الذين يعرفون شغلهم زين.الغشيم يعذب الواحدة منا وقتا اطول اما الذي يعرف شغله فيكون الموت على يده سريعا جدا!
تطلق الضحكة تلو الضحكة ونبدو نحن وكأننا نضحك .لكن فجأة يقع القلب بين الضلوع وينفجر البكاء .بكاء كنا نتمنى معه لو ان الموت يأتي الآن ويأخذ كل واحدة منا بعيدا عن هذا العذاب الذي لا ينتهي.لكن سعاد واختها كانتا تهونان علينا.نحن الغارقات في الدموع والانين.وكانت تقطع بكاءنا بالسؤال:
---شنو اليوم؟؟
فترد احدانا بتعب:
--السبت .
فتقول بحزم:
--ليكن هذا آخر بكاء حتى يوم الثلاثاء وبعدها ابكوا علينا (تضحك وتضيف) وعلى حالكم قدر ما تريدون هل هذا مفهوم؟؟
نكفكف الدمع ونتظاهر بالاستجابة للنكات التي تلقيها الاخت الصغرى سهام ونتظاهر بالضحك .

------في الحادية عشرة لم يأتوا.في الثانية عشرة لم يأتوت.كان هذا مرعبا اكثر فآلام الخيال،وقد ذقت الالم الحقيقي وانتظار التعذيب المجهول ،وقد تعرضت لكل شيء ،تبدو مخيفة ومدمرة.ان اصعب ما يواجهه السجين المعذب هو هذا التأرجح بين الامل واليأس ،بين الخوف والشجاعة،بين التوتر والاسترخاء ،ودون ان ادري نمت.نمت كما لو انه اغمي علي.

--------تلك الليلة بدأوا مبكرين .جاءوا في التاسعة واخذوني .استقبلني المحقق ببذاءته المقززة وخاطب كاتب المحضر:
- اكتب كل ما تقوله ولننته منها. وجه لي الكثير من الاتهامات فانكرتها كلها.ضربني عدة مرات لكن الضربات لم تكن مؤلمة جسديا .كان هدفها الاهانة وتحطيم معنوياتي .ثم طلب مني ان اوقع على المحضر .احنيت على الطاولة وقبل ان اوقع حاولت ان اقرأ ما كتب في المحضر لكنه ضربني على رأسي من الخلف بيده قائلا:
---حقيرة الا تثقين بنا؟؟؟؟
لم ادر ما افعل.تمنيت لو انني اكلت كل حجارة الجدران للتنفيس عن غضبي.لقد اشعرتني تلك الضربة المهينة بالذل والعار.
لكن،وكما هو الامر دائما في مثل هذه الاماكن .خف احساسي بهذه الاهانة عندما استمر في كلامه البذيء وتهديداته القذرة .فوقعت وانا اضع الموت نصب عيني .زلم يكن ثمة خلاص البا بالموت.
اقتادوني بعد ذلك الى غرفة العقيد .ووقف المحقق مثل الكلب بجانب العقيد ووضع الملف امامه وهو يقول:
--سيدي --هذا هو المحضر --اذا اردت فسنأخذ اعترفاتها في فترة قصيرة. لم يرد عليه العقيد ،بل نظر في الملف ثم رفع عينيه اليً وقال بلهجة محايدة لا روح فيها:
-يا بنتي الاعتراف احسن لك.
قلت:
--انا لم ارتكب شيئا .زلقد عذبوني وضربوني و---
-يُطيج مرض.
قالها فجأة وبحدة كي لا اتوسم فيه خيرا.ثم عاد الى الملف ووقع على احدى اوراقه ورماه الى المحقق دون ان ينظر اليه وقال لي:بتهديد:
--ستشتاقين للايام التي قضيتيها هنا .هذا وعد مني.
شعرت برجفة عند سماعي التهديد.عرفت ان لا فائدة من الحديث معه .وفيما كان المحقق يحمل الملف احسست بفرح داخلي غامر فانا سانام الليلة دون تعذيب.
تلك الليلة حاولت ان اتخيل ما ينتظرني. عجزت،ومخيلتي لا يمكن ان تتسع لمزيد من صور الرعب.لم اكن اتخيل التعذيب اكثر من الذي رأيته وتعرضت له .فهل كنت واهمة؟؟؟؟؟
القسوة
للحديث بقايا



#سلطان_الرفاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استاذة عارية امام احد تلاميذها----شعرت ان شفتي المربوطة بالك ...
- استاذة عارية امام احد طلابها----راجعنا كل شيء عنك فوجدنا انك ...
- استاذة عارية امام احد طلابها----نحروا اختي--وبصقة في وجه كل ...
- استاذة عارية امام احد طلابها--اهداء الى نساء لجان الدفاع عن ...
- جامعني ثمانية خلفاء---افتضني الامين---وقبل قدمي المأمون---وا ...
- استاذة عارية امام احد طلابها--اهداء الى نساء لجان الدفاع عن ...
- قصيدتان---وناجي---وقتيل---و؟؟؟؟؟؟؟
- جامعني ثمانية خلفاء--افتضني الامين--قبل قدمي المأمون--اشتهيت ...
- شركات صناعة الارهاب-----فرع المدارس--1
- : انهم لا يسرقون النفط---بل يأخذون الجزية---العهدة البوشية
- الجهاد--رؤية دموية---وجنسية
- عاشقا وطن--سلطان ولينا--2
- ----1عاشقا وطن--سلطان ولينا
- تسسسسسسسسسسسسونامي--------تعري الامة
- التيارات العلمية المتطرفة ترفض ايضا وجود الله واية قدرة روحي ...
- الالحاد الحديث-----الله عدو الانسان والحرية------2
- الالحاد الحديث------1
- مسيرة ما بعد الاعتقال--شكوك --وتساؤلات
- الكرامة الانسانية -------المنتهكة
- المدمرة نانسي عجرم تقصف البرلمان الكويتي،وتسقط وزيرا شيعيا-- ...


المزيد.....




- بي بي سي ترصد محاولات آلاف النازحين العودة إلى منازلهم شمالي ...
- -تجريم المثلية-.. هل يسير العراق على خطى أوغندا؟
- شربوا -التنر- بدل المياه.. هكذا يتعامل الاحتلال مع المعتقلين ...
- عام من الاقتتال.. كيف قاد جنرالان متناحران السودان إلى حافة ...
- العراق يرجئ التصويت على مشروع قانون يقضي بإعدام المثليين
- قيادي بحماس: لا هدنة أو صفقة مع إسرائيل دون انسحاب الاحتلال ...
- أستراليا - طَعنُ أسقف كنيسة آشورية أثناء قداس واعتقال المشتب ...
- العراق ـ البرلمان يرجئ التصويت على مشروع قانون يقضي بإعدام ا ...
- 5 ملايين شخص على شفا المجاعة بعد عام من الحرب بالسودان
- أستراليا - طَعنُ أسقف آشوري أثناء قداس واعتقال المشتبه به


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سلطان الرفاعي - استاذة عارية امام احد تلاميذها---- هل صحيح ان اللسان يمتد طويلا بعد الشنق؟6