أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الوهاب القريشي - الجزء التاسع ( الإعصار الأسود)














المزيد.....

الجزء التاسع ( الإعصار الأسود)


عبد الوهاب القريشي

الحوار المتمدن-العدد: 3773 - 2012 / 6 / 29 - 23:05
المحور: الادب والفن
    


عبد الوهاب القريشي
في الق الصباحات المغطاة بسرابيل الدخان الاسود..أصبح عملنا هو البحث عن الماء، إذ أنَّ آبار اً في بض الدور..لهذا ارسلنا بعض نساءنا ليجلن لنا الماء الملوث ويبدو لا خيار لنا وبالتأكيد أفضل من الموت عطشا
فجأة أقتحم دارانا جنديان دون إستئذان.. سألني أحدهما
-: هل توجد لديكم أسلحة؟
- كلا لا نملك أسلحة واساسا ً لسنا من مدينة النجف واتينا لزيارة قبر الوالد
اشار الجندي الثاني الي لماذا أنت نائم..هل أصبت بإطلاقة نارية’ أجبته: - كلا بإنني مصاب بالانزلاق الغضروفي...
تساءلت من ينتمي الى العراق؟ هما؟ أم نحن؟.. كانا ينظران الينا نظرة أغراب عن هذا البلد ..نحن شعرنا بإنهما لا ينتميان الينا وما هما سوى جنديان من الغزاة لأنهما لم يتصرفا كعراقين ِ فلما مضيا الى حالهما دخلت كوكبة أخرى من العسكريين وظلت تكيل علينا الإسئلة المتوحشة وألحتْ علينا بكلامها وعيونها الذئبية ،ثم قالا الى ابني
- تعال معنا واخبرنا عن جيرانكم؟
صرخت أمه : لقد أخذوا إبني ليقتلوه؟ والتفت ْ إلي : الحق بهم ؟ فاندفعت وراءهم ، أخبرتهم ايضا بإننا غرباء عن النجف جئنا لزيارة الاقارب وقبر الوالد وأخرجت لهم بطاقتي الشخصية فالتفت َ الي أحدهم:
هل تعرف هذا البيت المغلق؟
- لا نعرف كما اخبرتكم اننا قادمون من بغداد، وعدت بإبني الى البيت وفي هذه قال أخي :سأذهب الى المدرسة حيث يجمع بعض الضباط العكسريين أهالي الحي للتحقيق معهم ويجمعون الشباب في ساحة المدرسة ويحتزجونهم...لكنا أعترضنا وقلنا له الوقت غير مناسب..إلا إن أخي أصرَّ على الذهاب الى المدرسة ..قال : لعلي أجد حلا لمشكلتنا وقد أصر َّ ابن أخي أيضا لمرافقة أبيه...لقد وافقنا على ذهاب الفتى مع أبية على مضض...ولما غابا عنا ندمنا على موافقتنا لهما بالذهاب الى حيت التحقيق مع أهالي الحي وخفنا على عدم عودتهما نظرا ً لأن الأوامر العكسرية متشدده ويبدو إنها موظفة لجمع أكبر عدد من الشباب للإنتقام...انه موسم القتل المجاني فوق الأرض من دون سؤال أو جواب لعلها مسألة مزاج الجنود وضباطهم الذين يعوضون هزيمة الجيش العراقي خلال إنسحابه من الكويت بمجد آخر ..وهذا ليس غريبا لأصحاب الإنظمة الشمولية الدكتاتورية نعم ليس غريبا أيضا على شعبنا المغلوب على أمره وهو يعيش تفاصيل محزنة من صراع الشياطين....
سئمنا إنتظار شقيقي وولده.... ويبدو أنه حين وصلا الى المدرسة قام الجند و احتز الإبن إلا أن أخي لم يسكت وقال : نحن غريبان عن المدينة وأخرج إليه هويته الاعلامية وبالكاد تعرف عليه أحد الضباط..فهدأ من روعه وأمر بإطلاق ولده وليس هذا فحسب بل سأل الضابط الشهم عن حالنا ووعده أن يقدم الى أخي المساعدة...
.آه من الإنتظار...بعد أن قلقنا عليهما عادا الى المنزل والحمد لله وتنفسنا الصعداء
قال أخي : أظن سيأتي لنا الفرج بإذن الله
- كيف؟
معجزة من الله تعالى بعد اليأس القاتل ، قال لنا :أخي : لقد تعرف علي أحد الضباط وبعد قراءة أسمي من البطاقة قرر ذلك الضابط التكريتي أن يمد لنا يد المساعدة.....
في صباح اليوم التالي جاء ( الضابط ) إلينا كما وعد أخي وسأل عن حالنا قائلا ً لنا لا أستطيع أن ننقلكم في سيارة عسكرية ذلك أنه يشكل أمرا معقدا ً، كما أنه يخشى علينا من الغوغاء لأن سياراتنا مستهدفة من قبلهم ...عليكم أن تبحثوا عن عربةأو مركبة وسأقوم أنا بتزويدها بالوقود المطلوب...مع إننا نعيش في دوامة اليأس إلا ان الضابط منحنا الامل...على إننا لم نزل نعاني من حالة الجوع وليس لدينا طعاما ً منذ عشرين يوما ً حتى أننا نسينا شكل الخبز أو نأكل الرز ..وصعب علينا الاستحمام ، لقد عشنا مجاعة حقيقية كالذين نراهم في التلفاز من شعوب أفريقية أو شعوب أصابتها الكوارث الطبيعية ....
لقد عظم شقاؤنا وعلت أصواتنا بالدعاء الى الرحمن الرحيم وحن نظرت أجتماع عوائلنا الاربعة جال في خاطري إن القدر جمعنا من دون صدفة لعل هناك قاسم مشترك ...تضرعنا الى الله أن ينقذنا ويرفع برحمته عنا اللعنة التي أصابتنا...ولعلها المعجزة آتية لا ريب فيها......
إرتحلت بعض القطع العسكرية والآليات الأخرى لتكمل موسم الحصاد في مدينة أخرى وكانت طائرات الحلفاء تحمي تحركات الجيش العراقي وتوزدهم بأخبار المتمردين...كان يعسكر قرب قطعات جيشنا قطعات أمريكية وغربية الذين لم يخشوا أي أذى من القطعات العراقية ...لأن المدافع لم تكن موجهة اليهم وإن كلمة الأعداء قد تغير مدلولها بالسرعة التي لم يتوقعها عاقل أو مجنون.....



#عبد_الوهاب_القريشي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجزء االثامن ( الإعصار الأسود )
- الجزء السابع ( الإعصار الأسود )
- الجزء السادس ( الإعصار الأسود )
- الجزء الخامس- الإعصار الأسود-
- الجزء الرابع من الإعصار الأسود
- الجزء الثالث من الاعصار الأسود
- الجزء الثاني( الإعصار الأسود
- الجزء الاول الإعصار الأسود
- فرض العصيان المدني باسلوب ٍ صدامي
- الحكومة العلمانية هي الحل الموازي لنجاح امريكا و مشروعها
- نعم تعبنا من هذا الاسلام السياسي
- مصالحة بالدهن الحر( مع الاعتذار الى الكاتب والشاعر وجيه عباس ...
- العلمانية والاصولية والبحث عن الهوية الاسلامية
- شعبٌ بدون هويه..او الشعب البدون!
- ما العلاقة بين العلمانية، الدين والدولة؟؟
- الاسلام في قفص الاتهام وظهور سلمان رشدي من جديد- كامل السعدو ...


المزيد.....




- باتيلي يستقيل من منصب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحد ...
- تونس.. افتتاح المنتدى العالمي لمدرسي اللغة الروسية ويجمع مخت ...
- مقدمات استعمارية.. الحفريات الأثرية في القدس خلال العهد العث ...
- تونس خامس دولة في العالم معرضة لمخاطر التغير المناخي
- تحويل مسلسل -الحشاشين- إلى فيلم سينمائي عالمي
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- ناجٍ من الهجوم على حفل نوفا في 7 أكتوبر يكشف أمام الكنيست: 5 ...
- افتتاح أسبوع السينما الروسية في بكين
- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...
- تونس تحتضن فعاليات منتدى Terra Rusistica لمعلمي اللغة والآدا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الوهاب القريشي - الجزء التاسع ( الإعصار الأسود)