أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال نعيسة - السقيفـــــة














المزيد.....

السقيفـــــة


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 1104 - 2005 / 2 / 9 - 09:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


السقيفة
سقيفة بني ساعدة,هو اسم المكان الذي شهد بداية مسلسل التشظي ,والتشرذم, والخلافات الذي تداعى إليه الرجال الميامين الأبطال ,والتي مانزال نعيش تداعياته حتى يومنا هذا,فما زالت الهوة تتباعد ,وتبنى الأسوار والقلاع بوجه كل تصالح وتلاق ووفاق,وفي كل يوم تظهر لك بدعة وملة وفرقة وضلال.ومازال سوس الثأروالفرقة وحمى الإنتقام يفعل فعله وينهك في الأجساد والأبدان. وحفل المشهد بعد ذاك بكثير من الصدامات الدموية والتصفيات التي صارت من التقاليد الرسمية ورمزا من رموز بقاء هذه الأمة,وتراثا ومن ثوابتها التي تدافع عنها الجامعة بأظافرها ونواجذها ,وتقدمنا للعالم "كسقيفيين" مخلصين في الصميم والعظم والنخاع ,وتدفع الرواتب المغرية لموظفيها للحفاظ على هذا التراث الثري الفذ ,والمحرمة على ضحايا مد السقائف الأبديات الذي ألفناه,وهو الظاهرة الطبيعية الوحيدة التي نعيشها في صحارى الجهل والتردي والإنحطاط.وعندما تراجع أي دائرة,أو وزارة ,أو قصر من القصورالسلطانية الحرام ترى لمة,وخلوة ,وسقيفة في الإنتظار,وتدعو ربك ألا تكون أنت الغاية والهدف من هذا اللقاء,وألا يرد اسمك في كشوف المسافرين إلى "الفضاء".

ولقد شهد هذا التاريخ الناصع البياض,ِ كثلج شباط الذي يغطي ذرى وسهول وقمم الجبال الشم في عرائس الشرق والحضارات,كثيرا من السقائف أو السقيفات وسمها ماشئت من الأسماء والمهم في الأمر كله هو النتيجة والأفعال,والتي تركت وراءها أيضا الكثير من الجروح الغائرات والآلام والمعاناة .وفي كل سقيفة تجمع "الأحبة مع الأحبة" والألداء مع الألداء" كنا نتلقى طعنة نجلاء حتى صرنا نغني مع المتنبي صاحب الألحان الرائعة والقوافي الخالدات إذا أصابتنا سهام تكسرت النصال على النصال,فالجميع متفق على "التركة" ولا حاجة لمزيد من اللقاءات. فلم يبق مكان للطعن,كما لم يبقى رقاب للنحر, ولم تبق أماكن للدفن,وصارالقهر والإحباط هوعنوان الحياة والظلام هو لون الشجر والبحر ووحه الأرض والمطر. وفي كل سقيفة من سقائفهم كان هناك تنازل وكان هناك خسارة تدفع من هذه الجيوب التي خوت عبر الأجيال. وصرت كلما سمعت بدعوة إلى سقيفة من السقائف الكثر "المعلومات",التي تضم نفس الزوار والتابعين والأنصار, أصابني الرعب والخوف والدوار وتساءلت عما ستكون عليه الأثمان, وماهو "سقف" الخسارة وحجم التنازلات ,وماهي التداعيات المقبلة , وماذا ستصدرمن قرارات, ومن هم الأوصياء الجدد الذين سيكتبون النعوات, وكيف ستكون الجنازات,ومتى سيكون الذبح وأين ستكون القبور, ومن هم الأضاحي والقرابين والأموات,وماهي الوصايا ولمن ستوزع التركات؟

وفي عصر العرب المستعربة,والمتأوربة,والمتأمركة,والمتصهينة والمتبرقعة بالورع والطهر والعفاف,وتمارس كل الرذائل والبورنوغرافي والإباحية السياسية حيث لم تبق عورات لتغطى, ولا أوراق توت, أوحتى أوراق عباد الشمس لتكشف أي شيء, فكل شيء ينقل ويصور على الهواء, مع بعض حركات الستريبتيز السياسيstriptease وحرارات اللقاءات الحميمية مع موشي وصموئيل وجدعون وليبرمان, والتي لم تعد تثير فحولة العربان التي اشتهروا بها على مر الزمان وأصيبوا بالعنة السياسية, وانعدام النخوة القومية, وفقدان شهوة حب الأوطان. وتتكرر الإجتماعات في هذه "السقيفة" ,وأصبحت محجا للغزاة الطامعين والمولعين برسم الخرائط وقراءة "الأطلس" والإحداثيات.ولقد أوصلنا مسلسل السقائف والخلوات والمفاوضات المكوكية إلى مانحن عليه من حيف وذل وهوان.فكلما احتاجوا لدماء ومتبرعين تداعوا للاجتماع ,وكلما أفلسوا طلبوا اللقاء,وعندما يضجرون ويسأمون ويحتاجون لفيلم فيه "أكشن",وضحايا كثيرون وكومبارس ,جلسوا على الموائد المستديرت وشربوا الأنخاب,واتفقوا على المشاهد ومكان التصوير والسيناريوهات,وكلما تذبذت المؤشرات في البورصات تنادوا لتصحيح الأوضاع,وكلما ارادوا تجريب أسلحة جديدة وقبض عمولات وسمسرات طلبوا متبرعين من رعايا وسبايا وأجساد أطفال ,ومازالوا يتاجرون بدمائنا في أسواق الشركات التي تنبش كل المخبوءات.وحين يقومون بحملات انتخابية وبحاجة لأصوات ورفع رصيدهم السياسي يأتون إلى هذا المكان حيث يستقبلهم الكرادلة والكتبة وحبرالأحبار.

وبرغم كل ماحصل مانزال نشهد السقائف والمخططات والحبكات المثيرات التي تمهد للأجيال التي ستولد في كل الالفيات,وتبصر النور بفضل ورعاية الساسة في حقب الخونة والجبناء. فيما تأتي أحدث سقيفة بعد وفاة أحد المعمرين في دنيا السياسة والثورات ليختاروا من بينهم وصيا وحارسا لعرش شمشون الجبار المتربع على الحلبة التي خلت من المصارعين والمنازلين الأنداد.وصار الجميع "غرسونات" يقدمون الشاي والمرطبات للمتفرجين على الإستعراضات ويرضون بما يدفع لهم من البخشيش والإكراميات,ورضى الأساقفة والكهنة والحاخامات. انتظروا مزيدا من "السقيفات" ,وفي أكثر من عاصمة و"منتجع" وخلاء .فهناك سقائف متربصات واعدات بمصائر الموت والهلاك والخراب,إذ لا يزال هناك بعضا من كرامة ,وقليلا من شرف ,وندرة من حياء,ستأتي عليها السقائف القادمات وتجعلها – بإذن الله –في خبر كان.


إنها سقائف العربان.............. وربنا يجيرنا ويجيركم من شر الإجتماعات.

نضال نعيسة كاتب سوري مستقل



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سجناء بلا حــــدود
- فقـــــراء بلا حدود
- لاتحاكمـــوا هذا الرجل
- مواجهـــــــــة مع الذات
- محــارق وأوشفيتزات
- النهايات المنطقيـــة
- البؤســـــاء
- الجحيــــم الموجــــود
- الصدمـــة والرعب
- توم وجيري.........للبالغين سياسيا فقط
- أهل الذمة السياسية
- تسوناميا العظمــــى
- عاصفة الصحــــراء
- بريسترويكا إعلاميــــة
- شهـــود الــزور
- 2-العولمـــة الجامحــــة
- 1-العولمـــة الجامحـــة
- قوانين الطــوارئ العقلية
- خذوا الكذبة من أفواه السياسيين
- اللعب علــى الحبال


المزيد.....




- السعودية.. أحدث صور -الأمير النائم- بعد غيبوبة 20 عاما
- الإمارات.. فيديو أسلوب استماع محمد بن زايد لفتاة تونسية خلال ...
- السعودية.. فيديو لشخصين يعتديان على سائق سيارة.. والداخلية ت ...
- سليل عائلة نابليون يحذر من خطر الانزلاق إلى نزاع مع روسيا
- عملية احتيال أوروبية
- الولايات المتحدة تنفي شن ضربات على قاعدة عسكرية في العراق
- -بلومبرغ-: إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة المزيد من القذائ ...
- مسؤولون أمريكيون: الولايات المتحدة وافقت على سحب قواتها من ا ...
- عدد من الضحايا بقصف على قاعدة عسكرية في العراق
- إسرائيل- إيران.. المواجهة المباشرة علقت، فهل تستعر حرب الوكا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال نعيسة - السقيفـــــة