أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي بنساعود - -كيف كيف غدا-: فتح أدبي جديد














المزيد.....

-كيف كيف غدا-: فتح أدبي جديد


علي بنساعود

الحوار المتمدن-العدد: 3773 - 2012 / 6 / 29 - 19:40
المحور: الادب والفن
    


"كيف كيف غدا" أول رواية للكاتبة الفرنسية من أصل جزائري، الشابة "فايزة غين"، وهي رواية أحدثت ضجة في فرنسا سنة صدورها (2005)، وكانت حدث الموسم، بعدما اعتبرت "فتحا أدبيا جديدا"، وحققت نجاحا تجاريا، وأثارت جدلا قويا.

في هذه الرواية التي أهدتها إلى والديها، والتي هي عبارة عن يوميات تؤرخ لأكثر من موسمين دراسيين، تصور فايزة فتاة مراهقة تشبهها ، وتسلط الضوء على الحياة في أحياء الضواحي الباريسية. وهي أحياء تعتبر "صعبة" وذات سمعة سيئة، والحديث عنها في وسائل الإعلام مرتبط بالعنف وتعاطي المخدرات. والمؤلفة حين تدخلنا، من خلال بطلتها، في العالم الحي لهذه الأحياء، فهي تسعى إلى تصوير الواقع القاسي للحياة فيها، والحكي عن المعيش اليومي لسكانها، وعن المشاق التي يكابدونها لتلبية احتياجاتهم الملحة، وكل هذا عبر سرد سيرة متخيلة لفتاة مهاجرة من أصل مغربي تدعى "درية"، وهي تلميذة مراهقة (15 سنة) محبوبة، جريئة وصريحة، تعيش في الضواحي الباريسية حياة بئيسة مع أمها التي تعمل خادمة في فندق، بعد أن هجرهما الأب، وعاد إلى بلاده ليتزوج امرأة ثانية تنجب له ولداḷḷḷ
هي تروي لنا حياتها المثيرة للشفقة، مقرونة بأجزاء من حياة شخصيات أخرى.
وهذا الحكي يتم بسخرية مرة، من خلال فصول قصيرة جدا، تتضمن وصفا جادا وساخرا في الوقت نفسه لموكب المساعدات الاجتماعيات، اللواتي كن يأتين إلى بيتها لأداء مهامهن دون اقتناع، لتعدن بعد ذلك إلى حياتهن المريحة. هذا علاوة على أنها تعرف كيف تستخدم السخرية لتقدم لنا مغامراتها المدرسية، وخطواتها الأولى على طريق الحب.
كما تقدم للقراء معرضا من بورتريهات، ترشح شعرا ودعابة، لإبراز أبعادها الإنسانية، إذ هناك والدة درية أولا، التي هي الشمس المشرقة الحقيقية في حياتها، والمحللة النفسانية التي تعالجها، وحمودي: الأخ الرمزي الأكبر، وعزيز البقال: الزوج المحلوم به لأمها، ونبيل: الحب الأول... وهذه الشخصيات هي التي تمكن "درية" من الصمود في وجه ألم التخلي عنها.
والملاحظ أنه رغم فقر "درية"، وصغر سنها، وضعف مستواها التعليمي، فإنها لا تتنازل، أو تتوارى أمام من تتعامل معهم من الفرنسيين "الأصليين"، بل تصر على أن يكون لها مكانها الطبيعي تحت الشمس، وألا تكتفي بالانتساب إلى مدرسة للحلاقة، وأن يخفق قلبها بالحب للشاب الذي تختاره، وأن تمارس هوايتها في نقد الآخرين بوعي كامل، معرية عن خدوش وجه المجتمع الفرنسي وما يسوده من عنصرية مؤلمة ومفاهيم خاطئة... كما تحكي عن لقاءاتها المختلفة مع أناس يفترض أن يساعدوها، عن تجربتها الأولى في الحب، وعن سعيها لتحقيق السعادة لنفسها ولوالدتها. وهي في كل هذا تريد، كما صرحت بذلك، تأمل إسماع صوتها، لأن سكان الضواحي، حسبها، نادرا ما تعطاهم الكلمة أو يستمع إليهم. تقول: (ذات يوم، وجدت درية نبيلا: "تصالحت معه، وأعتقد أيضا أن... أنني أحبه. والأربعاء سيأخذني إلى السينما. أنا سعيدة جدا. في آخر مرة ذهبت، وكان ذلك مع المدرسة لرؤية الأسد الملك".
منذ ذلك اليوم، تواصلت الأخبار السارة: قرر حمودي وليلى الزواج، والدة درية تعلمت كتابة اسمها دون خطأ، وهي مغرمة ببرتران ديلانوي! تدريجيا، بدأت تبني مستقبلها مع نبيل.)

وما يشد إلى هذه الرواية، ويضاعف من سحرها، أن لهجتها ساخرة، وأسلوبها سهل، وهو مزيج من الأسلوب الأدبي الراقي واللغة الفظة المباشرة ممثلة في عامية شباب الضواحي، علاوة على التورية، والتلاعب بالكلمات، الذي خلصت منه "درية"، إلى القول: "من قبل كنت أقول دائما حينما لا أكون على ما يرام، وأكون وأمي وحدنا: كيف كيف غدا (غدا نفس الشيء). الآن، سوف أكتبه بشكل مختلف: كيف كيف غدا، من الفعل kiffer [أحب، عشق]" ما يعني التفاؤل بالغد والتصالح معه.
واعتبر البعض أن ما يميز هذه الرواية هو أنها تشعر القارئ أن المؤلفة قريبة من شخصيتها، إلى درجة أن هناك من مال إلى الخلط بينهما، سيما أنهما معا من الجيل نفسه، ولهما الخلفية ذاتها... هذا علاوة على أن الرواية هي، قبل كل شيء، صوت الأغلبية الصامتة بالضواحي، لذلك فإن العديد من مراهقي الضواحي وجدوا أنفسهم فيها، سيما أنها تحتفي بلغة هذه الضواحي لكن دون ابتذال، كما أنها تدين العزلة التي يعاني منها بعضهم بسبب وضعهم الاجتماعي... وتعتبر أن الحياة تستحق أن تعاش، وأن للجميع الحق في ضمان مستقبله.



#علي_بنساعود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بوح -صفية- إلى الله
- تفاؤل رغم الخيبات: قراءة في رواية -على الجدار-* لحليمة زين ا ...
- تونفيت... سجن مفتوح على السماء
- االمباءة: -الداء والدواء-
- -الساسي- يرسم خارطة طريق اليسار المغربي
- تلاميذ من الرشيدية يتداولون في شأنهم المحلي
- في يوم دراسي حول: -المدرسة العمومية بالرشيدية وسؤال الجودة- ...
- -في أفقر بلدية بإقليم الرشيدية: جفاف الخطارات ينذر بأفق أسود ...
- في تقرير لفعاليات صحية أوربية: أطفال متخلى عنهم يموتون بالتق ...
- فاعلون يستاؤون من زيارة وفد وزاري للرشيدية
- تسونامي المغرب الشرقي
- كارثة الجنوب الشرقي المغربي
- المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ومطبات التفعيل بالرشيدية
- في يوم دراسي حقوقي: ثلاميذ الرشيدية يشرحون الوضعية بمنطقتهم
- جمعيات تدعو إلى توسيع الحريات العامة في الجنوب الشرقي المغرب ...
- بلدية مولاي علي الشريف/ الريصاني: أوضاع من سيئ إلى أسوأ
- المؤتمر الإقليمي للتقدم والاشتراكية بالرشيدية يدعوإلى محاسبة ...
- الصحة الإنجابية بالرشيدية: أرقام مفزعة تكشف معاناة الساكنة
- أرفود: هشاشة البنيات وتواضع الخدمات
- كلميمة واحة يحكمها من لا -كبدة- له عليها


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي بنساعود - -كيف كيف غدا-: فتح أدبي جديد