أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - صناعة الماضي














المزيد.....

صناعة الماضي


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3773 - 2012 / 6 / 29 - 12:50
المحور: الادب والفن
    


صناعة الماضي

ما إن نقرأ أية رواية،أوقصة قصيرة، أوقصيدة، أوملحمة،أو حتى كتاباً سيروريا،ًأوتاريخياً، حتى نجد أن عنصرالزمان، وهو البطل الأعظم، وجزء رئيس في الأدب، كما في التاريخ، يشكل عموداً فِقرياً في مثل هذه النتاجات، وإن كناأمام أزمنة عديدة،عادة، أثناء تشريح أي نص أدبي، بيد أن هذا العنصرالأكثرأهمية،ليقدم نفسه، وفق دورة خاصة به،في ما إذا تناولناه حسب الخط البياني الذي يظهرعليه.

وبمقاربة واضحة، هنا، فإن الزمان،وفق التقويم العادي، ينبني على ثلاثة أعمدة،هي: الماضي والحاضروالمستقبل، وقد انتبه الفلاسفة والمفكرون إلى كيفية تحوله من مستقبل إلى ماض، ومن حاضرإلى مستقبل، وإن كل ذلك يتم وفق ضوابط صارمة،لايمكن إلغاءهاأو إخراجها عن مساراتها، وقد راح هيراقليطس " يؤكد بدهية أنك"لا تستطيع أن تستحم فى مياه النهر مرتين.."، وهو اكتشاف بالغ الدلالة على زئبقية اللحظة، وانفلات زمامها من قبضة الحاضر، ليكون الحاضر محطة انتقالية، بين زمانين عملاقين هما:الماضي والمستقبل.
ولعله من الواضح، إذا كان المستقبل كتاباً مفتوحاً، يخطُّه الحاضر، بموجب الاستجابة لضوابطه، بمهارة، وجرأة، فقد يتم التخطيط لكيفية استثماره،من قبل الكائن البشري،فرداً عادياً كان،أم قائداً،أم مبدعاً، أم إدراياً، لاسيما أن اللحظة الموغلة في البعد، هي التي تتيح فضاء أوسع للتحرك والعمل، بيد أن اللحظة القريبة، تجعل المرء أمام مسؤولية أكبر،لينجز من خلالها مايرومه، دون أن يضيعها،وهذا ما يجعل من التعامل مع الزمن، فناً، وعلماً، في آن واحد،لأن التخطيط المسبَّق ووعي التعامل مع مفرداته الوقتية،أمران مهمان، لايمكن تجاوزهما والإفراط بهما،لأن عفوية التعامل مع هذه الثروة المبذولة، المتاحة، لن تعطي نتائج مرضية. ومن هنا،فإن الإنسان الأكثرنجاحاً هومن يربط بين أعماله، وعقارب "ساعة الحائط، أواليد،بيدأن الكائن غيرالناجح،هومن لايبالي بهذه الحاضنة الإبداعية العظمى ،في حياة الإنسان، منذ بداية التاريخ وحتى الآن.

إن درجة الإبداع، من قبل أي فرد، أومؤسسة، لتتوقف على طريقة التفاعل مع الفضاء الزماني، والتحكم بقيادة مفرداته، بحنكة، وحكمة،ودراسة، وهوليتطلب الفراسة، والشجاعة،شأن المقاتل في المعركة، تماماً،الذي قد يؤدي سهوه على مجرد-ومضة أورمشة عين-ليس إلى هلاكه،فحسب، وإنما هلاك من معه أيضاً، وهوتصويريصلح تعميمه،على أية علاقة مع هذا الفضاء، لذلك فإننا أمام أعظم مدرسة في حياة الكون وآدمييها،لها ثقافتها، وهي تقسم الناس إلى فئات عدة منها: الأميون، وأنصاف الأميين، والبارعون فيها بامتياز..!
وبدهيٌّ، أن يكون هناك من سيستفيد، من إحباط ما،في تعاطيه مع دورة الزمان التي لابد منها، وهي شرط وجوده، محولاً إحباطه في بعض المحطات إلى نجاحات دائمة، وهومن النوع الأكثرتبصراً للذات، والمحيط، بيدأن هناك-في المقابل-من لايتعظ من مثل هذه التجربة، لذلك فإنه قد يلجأ إلى التعويض عنها،بالمحسنات الزائفة،سيرة، وإنتاجاً،وهوما يمكن لبطل الرواية-مثلاً-التفكيربخلق حرب وهمية،محارباً بسيف خشبي، طواحين الهواء،والتعويض عن هذه العقدة،على جبهتين إحدهما عملقة الذات، والأخرى تشويه صورة الآخر.
إن أي منجزللماضي، له بواباته الفعلية،استناداً على الحاضرالمعيش،الحاضرالذي ما إن أصبح في ذمة الماضي، حتى يجمد أرصدته، كاملة،فلايمكن استعادته،وإرضاخه لأية قوة قاهرة، مهما علا كعب الخائب في امتحاناته، حيث نحن هنا، أمام إحدى معجزات ومعضلات الزمان الكبرى حقاً..!.



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موَّال ديري*
- حقيبة الحكومة الأخيرة
- البريد الإلكتروني
- البريد الإلكتروني2
- مابعد الأدب؟.
- ثقافة البيئة.. ثقافة الحياة..!
- آزادي- أولى جرائد الثورة السورية تشعل شمعتها الثانية*1
- القصيدةوالكتابة الثانية
- سرديات مفتوحة على التحول:ثورات الربيع العربي تفرزأدبها الجدي ...
- بين القلم والكيبورد
- مشروع غسان تويني التنويري
- الطائرة1*....!:
- الطائرة....!:
- ثلاثية العنقاء والرماد2-3-4
- ثلاثية العنقاء والرماد2-3:
- حدود المثقف
- خطاب لحظة ما بين السكين والرقبة:
- كيماوي الألفية الثالثة
- رسالة مفتوحة إلى الأصدقاء في الاتحاد الديمقراطي p.y.d
- جرعة الحرية: افتتاحية العدد الأول من جريدة- القلم الجديد-P&# ...


المزيد.....




- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - صناعة الماضي