أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم اليوسف - موَّال ديري*















المزيد.....

موَّال ديري*


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3773 - 2012 / 6 / 29 - 02:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



إلى نهرالفرات العظيم جريحاً وإلى أصدقائي هناك..!
مايحدث في سوريا،الآن، ليدلُّ على أن نظام الاستبداد الدموي الذي خلع جانباً كل القيم الإنسانية والوطنية، بات الآن-أمام تصامم الصوت العالمي الرادع-على بوابة مرحلة أخرى، وهي تحدِّي العالم كله، وذلك بإدارة ظهره للدساتيروالقوانين الناظمة للعلاقات بين الأسرة الدولية، بل ونواميس الأخلاق، في مواجهة الحالات السعارية المستحاثية التي لمايزل هناك من يمثلها في منطقة الشرق الأوسط، ويصلح نظام الطاغية الأبله، كأنموذج، ورث تلك الخصال،ويعيش الحاضربمفاهيم الماضي التي أسس دعائمها،سلفه الوحشي،في ظلِّ معادلة دولية، ذات مواصفات محدَّدة، لم يبق لها الآن من أثر، في ظلِّ قطبين رئيسين كانا آنذاك، هما:الاتحاد السوفييتي، وأمريكا، لم يبق منهما إلا واحد، يواصل تخبُّطه، في ظل غيابة صنوه، إذ يحاول كل من نظامي سوريا وروسياالبائسين،المنحدرين إلى هاويتيهما-كل حسب توقيته- والمندحرين،لا محالة، العيش في أحلام الأمس، التي كان يستثمرها نظام دمشق الدكتاتوري، في تضييق الخناق على شعبه، بذريعة مواجهة إسرائيل، في الوقت الذي يمدُّ فيه يده لإسرائيل، في مصافحة مستورة،غدا إيقاعها،الآن، متصادياً في أذن العارفين بشؤون السياسة، والعامة، من أناسي العالم عامة، على حد سواء..!.
ولعلَّ الذَّريعة التي أطلقهاالشبِّيح لافروف، في خوفه من تطورالأوضاع في سوريا،إلى احتمال نشأة"كيان" كردي،أمرٌيمكن قراءته،في أوجهه المختلفة، فهوإعادة إيغارلصدرالأتاتوسلامية في تركيا، لتكفَّ عن دعمها اللفظي للثورة السورية، كما أنها تبين أمراً بالغ الأهمية،وهواتكاؤه على سياسة معاداة الشعب الكردي، لئلا تقوم له قائمة،وهوأمريتناقض وأيَّ فهم إنساني،وأية قوانين، أو شرائع، ويدفع إلى تتبع أرومة الحقد الكوني على هذا الشعب الذي يعيش على أرضه التاريخية، منذآلاف السنين، بل من أجل ضرب المكونات السورية ببعضها بعضاً، في سيرك الفوضى الدموية، وبازارالمصالح، للحفاظ على ماء الوجه، كشريك فعلي للمجرم القاتل في سوريا،مادام أنه يمدُّه بأحدث أنواع الأسلحة، والعتاد، والخبرات، والفيتولنصرة هذا الطاغية،في حربه على شعب سوريا.
وإذا كان النظام الآفل في دمشق، قد ارتمى في أحضان نظام روسياالدكتاتوري-شبيهه استهتاراً بالقيم والأخلاق- جرياً على خطوات سياسة كانت وليدة مرحلة معينة- فإنه يعتبرثمن هذا الزواج الرَّخيص إطلاق يده، بزرع الفتن في المنطقة،كاملة-ولاتزال ظلال ذلك ماثلة-كما أنه مارس كل سياسات الاستبداد بحق شعبه، بدءاً من إلغاء شخصية السوري، بكل مفرداتها،ووصولاً إلى مرحلة إلغائه كمواطن، ووطن، واقعيين ومجازيين، مالم يختزل في يدين مصفقتين وشفتين مسبِّحتين،بحمده، وهذا هوالدرك الأكثرخساسةً، قياساً حتى إلى مراتب الطغاة، وتدرُّجاتها في مستنقعات التاريخ.
وفي الوقت الذي باتت شرارة الثورة التي اشتعلت قبل ستة عشرشهراً، تتوسَّع، لتكون طبق خريطة وطن جريح-على عتبة تحوِّله الكبير- وراح العالم المتفرِّج يتوقع أن يحمل فريق الطغاة،المهرِّجين، المتبرِّجين،،حقائبهم، هاربين عبرأقرب طائرة هيلوكوبتر في القصر"الجمهوريِّ" هي على أهبة الطيران في كل لحظة، فإنَّ وعَّاظ الرئيس الشِّبه،لاالشِّبل، راحوا يحضُّونه على سياسة" تنِّح"بكسرالنون المشدَّدة، بدلاً عن"تنحَََّ" بفتح النون وتشديد الحاء المفتوحة، لتكون حربهم مفتوحة على سوريا، الدريئة،البريئة،، موطناً، وطيراً، ومواطناً، وشجراً، وحجراً،بل وبيئة، وهذه الأخيرة، لاتقلُّ خطورتها عن كل مفردات الإبادة الكائنة، باعتبارها،تتوجه إلى المستقبل، كي تجهزعليه، وعلى سوريِّهِ،في آن واحد،والسوري هنا، كل فضاءالكيلومترات المئة والستة والثمانين، المعروفة،في عرف الجغرافيا، والأرضين، روحاً، وإرثاً، ومدى.
أمام كل مايدور، هاهوبشارالأسد، الدعيُّ،يتشدَّق أمام طاقم وزارة كارتونية**، أن مايجري في سورياحرب حقيقية، مايذكرنا بالمجرم الذي يواصل القتل، بحق الأبرياء،وهويتحدَّث عن قيم السمو، والحق، دون أن يكلف نفسه بالسؤال: من صنع هذه الحرب، ويديرها؟، وأن سوريا كانت بألف خير،لو أنه ظهرفي 15 آذارماقبل الماضي، أمام العالم قائلاً"ها أنا راحل، فأديروا دفَّة البلاد، وفق،إرادتكم، ما دمت أمثل النسخة الساقطة، من فنون إدارة الحكم، معتذراً عن جرائمه، وأبيه، وبطانته، فإن سوريا كانت الآن،تعيش عصرها الديمقراطي الذهبي، ماضية على سنة صناع سوريا الاستقلال الأولى،وهوأولى أن يكون صراطاً لخلاص الوطن السوري ومواطنه العظيمين، ولكنا تجنبنا تبعات فتنة،ستلقي بذيولها-إلى حين-وهي تعدُّ صناعة النظام المجرم،بامتياز، والماركة المسجلة باسمه.
إنَّ كل استمرارللنظام المجرم،في مواصلة حله التدميري،إنما يلحق الضرربالمستقبل، ومعادلة الوطن،لأنه تدميريسيرفي اتجاهين:اللحظة الحالية، ومايبدرعنها من ألم سوري، نتيجة جرح مفتوح الشفاه،على مدى360 درجة، واللحظة المقبلة، لما يترتب من جراء اللعب على أوراق الفتنة، ومحاولة تسخيرالدم والروح، قرابين للعرش الزائل، إما من خلال شراء ذمم المرتزقة الشبيحة، أومن خلال تجاوزمرحلة دغدغة المشاعر، المبيتة،باستفزازها،وإيقاد وإيقاظ فتيل ديناميتها الذي كانت حكمة المواطن، تتغلب، على دواعي السوء فيها، بأخلاق مائزة، وهي مأثرة مواطننا النبيل.
الأخبارالواردة، من ديرالنشامى،أو الزور،حاضرة الفرات العظيم، طعين الخاصرة، والظهر، تبين أن النظام يشن حرباً هوجاء،على هذه المدينة الباسلة، مدينة النخوة، والإباء، تدك أسلحته الثقيلة، وطائراته، أهدافها، كي يقول لسان حال عابرالمدينة، مكرهاً،إنها تكاد تكون مدينة أشباح، الجثث على الأرض، جرحى المستشفيات يتم إعدامهم، لامنجى لطفل أو امرأة من حمم النارالتي تحرق أخضرالمدينة، ويابسها، على غرارفيلم هوليودي، الأطفال جائعون، كذويهم، حبيسي البيوت،في انتظاردورهم قبل رصاص الشبيحة، وأجهزة الأمن، والعسكرالهمجي المساق إلى قتل الأهلين، لاماء، لا كهرباء، لاهاتف، ي أكثرالأحياء، زد على ذلك، أن حواجز الأمن تمنع الأهلين من التوجه إلى الجهات المفتوحة، ومن بينها محافظة الجزيرة، حيث هناك بيوت أهليهم، من الكرد، والعرب، المسلمين، والمسيحيين، والإيزيديين، مشرعة الأبواب، تنتظرهم ليقاسم ذووها معهم الرغيف، وحلم السقوط الأكيد لآلة الاستبداد والقهر.
وحال الدير، هواستنساخ لأحوال أناسي حمص، وحماة، وإدلب، وركن الدين، والحفة، وجبال الأكراد، وبانياس، والرستن، وغيرها من معجم المدن الأبية التي تنفض عن ترابها الطاهر،أصنام الطاغية، وصوره، في إعادة كتابة للمكان، وديموغرافياالجسد الوطني، على إيقاع يشبه لحظة الحرية المنتظرة، كي تستحم، دافعة ضريبتها، لتربط أبناءها، بعناوينهم المختلفة، وهوعنوان واحد صنعه إبراهيم هنانو و يوسف العظمة، وسلطان باشا الأطرش، والشيخ صالح العلي، وغيرهم من الأباة العظام، ضمن الخريطة عينها، حيث يستعيد الأبناء سيرتهم، بأساً، وسؤدداً، عملاقين،لأن عدو اليوم ،لأشدُّ بطشاً،وبشاعة من عدوالأمس، وسواه،وأن أسوأ أنواع الجريمة، جريمة من هوفي مقام الولاية بحق رعيته، بل إن مافعله الطاغية،بحق شعب، يفترض أنه شعب"ه"، أمرغيرمسبوق، بأنموذج، يخجل عن ارتكابه حتى نيرون نفسه،شبيهه في فلسفة الهسترياالدموية..!.
ثمّة قضية بالغة الأهمية،لابدَّ من الانتباه إليها، مفادها أن استمرارالنظام، في غيه، وإيلاغه الدموي، ليشكل كارثة كونية حقيقية،إضافة إلى ما يلحقه بإنسان سوريا وترابها، من دمار وموات فادحين، فاضحين، حيث ينفذ سياسة إنهاك سوريا، المملاة عليه،لتكون سوريا المستقبل، مسخاً، مشوهاً، وملعباً لسياسات الطامعين، وهوهدف إسرائيلي،ففي الدرجة الأولى، و قبل كل شيء، ناهيك عن أنه مبتغى للكثيرين من دعاة الديمقراطية الذين هم الآن،في صددالانتقام من السوري، وتقديمه في طبعته الهشَّة، كي لا يستعيد عافيته،إلا بعد عقود،لأن كل يوم من استمرارسياسة"التشبيح"، من شأنه،دفع سوريا إلى التقهقرأعواماً، في موازين سياسات المستقبل، وإن كانت هناك-ثقة-بالسوري في تجاوزمحنته، والاستواء واقفاً،بعد سقوط النظام الذي سيتم خلال الأشهرالقريبة، في أبعد احتمال، لكي نبني معاً سوريا التي تشبه روح أبنائها الطيبين،الاستثنائيين،طهراً، ونبلاً، ووعياً، بعد أن كشف الدخلاء عن روحها سوء طوياتهم أجمعين...!.

**لقاؤه بحكومة "الذكرى" الأخيرة...؟!
[email protected]




#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقيبة الحكومة الأخيرة
- البريد الإلكتروني
- البريد الإلكتروني2
- مابعد الأدب؟.
- ثقافة البيئة.. ثقافة الحياة..!
- آزادي- أولى جرائد الثورة السورية تشعل شمعتها الثانية*1
- القصيدةوالكتابة الثانية
- سرديات مفتوحة على التحول:ثورات الربيع العربي تفرزأدبها الجدي ...
- بين القلم والكيبورد
- مشروع غسان تويني التنويري
- الطائرة1*....!:
- الطائرة....!:
- ثلاثية العنقاء والرماد2-3-4
- ثلاثية العنقاء والرماد2-3:
- حدود المثقف
- خطاب لحظة ما بين السكين والرقبة:
- كيماوي الألفية الثالثة
- رسالة مفتوحة إلى الأصدقاء في الاتحاد الديمقراطي p.y.d
- جرعة الحرية: افتتاحية العدد الأول من جريدة- القلم الجديد-P&# ...
- ثلاثية العنقاء والرماد:1--نشيد الحفة-


المزيد.....




- قبل أن يفقس من البيضة.. إليكم تقنية متطورة تسمح برؤية الطائر ...
- كاميرا مخفية بدار مسنين تكشف ما فعلته عاملة مع أم بعمر 93 عا ...
- متأثرا بجروحه.. وفاة أمريكي أضرم النار في جسده خارج قاعة محا ...
- طهران: لن نرد على هجوم أصفهان لكن سنرد فورا عند تضرر مصالحنا ...
- حزب الله يستهدف 3 مواقع إسرائيلية وغارات في عيتا الشعب وكفرك ...
- باشينيان: عناصر حرس الحدود الروسي سيتركون مواقعهم في مقاطعة ...
- أردوغان يبحث مع هنية في اسطنبول الأوضاع في غزة
- الآثار المصرية تكشف حقيقة اختفاء سرير فضي من قاعات قصر الأمي ...
- شاهد.. رشقات صاروخية لسرايا القدس وكتائب الشهيد أبو علي مصطف ...
- عقوبات أميركية على شركات أجنبية تدعم برنامج الصواريخ الباليس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم اليوسف - موَّال ديري*