أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ناظم الماوي - النظرية البلشفية / الخوجية للثورة فى أشباه المستعمرات دغمائية تحريفية















المزيد.....



النظرية البلشفية / الخوجية للثورة فى أشباه المستعمرات دغمائية تحريفية


ناظم الماوي

الحوار المتمدن-العدد: 3773 - 2012 / 6 / 29 - 00:00
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


النظرية البلشفية / الخوجية للثورة فى أشباه المستعمرات دغمائية تحريفية

الفصل الثاني من " قشرة بلشفية و لبّ دغمائي تحريفي خوجي : حقيقة "الحديدي" و من لفّ لفّه."
( الجزء الأوّل من الكتاب : المقدّمة و الفصول 1و2و3)
لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية! ( عدد 8 / جوان 2012)

المحتويات :
- إستهلال
- مقدّمة
الفصل الأوّل : دفاع البلاشفة / الخوجيين عن ستالين دفاع مسموم :

1- إغتيال ستالين : النظرة التآمرية للتاريخ مقابل النظرة المادية التاريخية.
2- ماو تسى تونغ أشرس المدافعين عن ستالين دفاعا مبدئيّا.
3- نضال ماو تسى تونغ ضد تيتو و خروتشوف.
4- ستالين و ماو و الحرب العالمية الثانية.
5- الثورة الصينية و الإفتراءات البلشفية / الخوجية.
6- لينين و ستالين بصدد الثورة فى المستعمرات و أشباه المستعمرات.
الفصل الثاني : النظرية البلشفية/ الخوجية للثورة فى أشباه المستعمرات دغمائية تحريفية:

1- مزيدا عن البرجوازية الوطنية.
2- طبيعة المجتمع و طبيعة الثورة.
3- الثورة الديمقراطية البلشفية / الخوجية.
4- طريق الثورة : طريق ثورة أكتوبر أم طريق الثورة الصينية فى الأساس.
الفصل الثالث : المنهج البلشفي/ الخوجي مثالي ميتافيزيقي يفضى إلى نتائج مفزعة :
1- خلط الحابل بالنابل.
2- لا فرق لدي البلشفي/ الخوجي بين الثورة و الإنتفاضة ، بين الوهم و الحقيقة فى تونس.
3- امنيات البلشفي / الخوجي فى تضارب مع الوقائع التاريخية.
4- تعاطي مثالي ميتافيزيقي مع أخطاء ستالين.
5- نسخة بلشفية / خوجية لنهاية التاريخ.
6- كذب و قراءة مثالية ميتافيزيقية للصراع الطبقي فى ظلّ دكتاتورية البروليتاريا.
7- التنظير المثالي الميتافيزيقي البلشفي/ الخوجي للإنتهازية.
8- إعتماد الإنتقائية لتشويه جوهر المواقف الماوية .
9- محض إفتراءات.
-------------------------------------- ( الجزء الثاني من الكتاب : الفصول 4 و 5 و الخاتمة و المراجع ).
الفصل الرابع : مواقف البلشفي/ الخوجي المتقلّبة و تلاعبه بالجدال مع ماويين :

الفصل الخامس : كيف يسيئ البلاشفة قشرة و الخوجيون لبّا إلى ستالين ذاته؟

خاتمة
المراجع


================= إستهلال ===================
نحن لا نعتبر أبدا نظرية ماركس شيئا كاملا لا يجوز المساس به ، بل إننا مقتنعون ، على العكس ، بأنها لم تفعل غير أن وضعت حجر الزاوية لهذا العلم الذي يترتب على الإشتراكيين أن يدفعوه إلى الأبعد في جميع الإتجاهات إذا شاءوا ألا يتأخروا عن موكب الحياة. ( لينين –" برنامجنا ").
--------------
ينبغى للمرء أن يكون قصير النظر حتى يعتبر الجدال بين الفرق و التحديد الدقيق للفروق الصغيرة أمرا فى غير أوانه أو لا لزوم له. فعلى توطد هذا "الفرق الصغير" أو ذاك قد يتوقف مستقبل الإشتراكية – الديمقراطية الروسية لسنوات طويلة ،طويلة جدا. ( لينين " ما العمل؟ ").
---------------------------------------------------------------------------------------------------------------
إن الماركسية- اللينينية علم ، و العلم يعنى المعرفة الصادقة ، فلا مجال فيه لأية أحابيل فلنكن صادقين إذن! (ماو تسى تونغ – المؤلّفات المختارة ،المجلّد 3،الصفحة 26)
--------------------
إنّ المعرفة هي مسألة علم، فلا يجوز أن يصاحبها أدنى شيء من الكذب و الغرور، بل المطلوب هو العكس بكلّ تأكيد أي الصدق و التواضع.( ماو تسى تونغ " فى الممارسة العمليّة "، المجلّد الأوّل من "مؤلفات ماو تسى تونغ المختارة" الصفحة 439- الطبعة العربية) .
بعض المسائل المتعلقة بتاريخ الحركة الشيوعية العالمية (" بيان الحركة الأممية الثورية " لسنة 1984 )
لقد تمكنت البروليتاريا العالمية، خلال ما ينوف عن القرن المنقضى منذ أطلق البيان الشيوعي لأول مرة النداء الشهير : " يا عمال العالم إتحدوا !" من تجميع خبرة واسعة. وهي ذاتها خبرة الحركة الثورية فى مختلف البلدان و تشمل فترات رائعة من الإنتصارات الحاسمة و المدّ الثورى كما تشمل فترات حالكة من الجزر و التراجع .
و عبر مدّ الحركة و جزرها، تشكل علم الماركسية – اللينينية - الماوية و تطوّر من خلال النضال المتواصل ضد أولئك الذين أرادوا قتل جوهره الثوري و تحويله إلى عقيدة عقيمة، خالية من الحياة . وقد كانت أكبر المنعطفات فى تطور التاريخ العالمي و الصراع الطبقي مصحوبة دائما بمعارك ضارية فى الميدان الإيديولوجي بين الماركسية من جهة و التحريفية و الدغمائية من جهة أخرى . فقد كان الأمر كذلك فى العهد الذى خاض خلاله لينين صراعا ضد الأممية الثانية (وهو ما تزامن مع إندلاع الحرب العالمية الأولى و ظهور وضع ثوري فى روسيا و أماكن أخرى) و كذلك فى العهد الذى خاض خلاله ماو تسى تونغ صراعا ضد التحريفيين المعاصرين السوفيات و كان نضالا عظيما يعكس أحداثا ذات بعد تاريخي عالمي ( إعادة تركيز الرأسمالية فى الإتحاد السوفياتي ، إحتداد الصراع الطبقي فى الصين الإشتراكية و بروز موجة ثورية عالمية موجهة أساسا ضد الإمبريالية الأمريكية ). و كذلك فإن الأزمة العميقة التى تمر بها الحركة الشيوعية العالمية هي إنعكاس لقلب السلطة البروليتارية فى الصين و الهجوم الشامل ضد الثورة الثقافية بعد وفاة ماو تسى تونغ و الإنقلاب الذى قام به دنك سياو بينغ و هواوكوفينغ . و تعكس هذه الأزمة أيضا الإحتداد العام للتناقضات العالمية بما يعنى بدوره خطر الحرب العالمية و آفاق الثورة . فاليوم تماما مثلما كان الشأن خلال النضالات الكبيرة السابقة، لا تشكل القوى التى تناضل من أجل خط ثوري سوى أقلية صغيرة محاصرة و مطوّقة من قبل التحريفيين و كل أشكال مداحي البرجوازية . و مع ذلك ، فإن تلك القوى تمثل المستقبل و حتى يتسنى للحركة الشيوعية العالمية أن تواصل التقدم يجب أن تثبت تلك القوى قدرتها على صياغة خط سياسي يرسم طريقا تتبعه البروليتاريا الثورية فى الظرف الحالي المعقد. و فعلا ،عندما يكون الخط صحيحا ، فإنه حتى إذا لم يكن لدينا جنود فسوف نحصل عليهم و حتى إذا لم تكن لدينا السلطة فسوف نحصل عليها . ذلك ما أكدت صحته التجربة التاريخية للحركة الشيوعية العالمية منذ عهد ماركس.
إن التحليل السليم للتجربة التاريخية لحركتنا يشكل عنصرا بالغ الأهمية من أجل صياغة مثل ذلك الخط العام للحركة الشيوعية العالمية. و إنه لمن قبيل اللامسؤولية القصوى ، و من باب التناقض مع مبادئ نظرية المعرفة الماركسية أن لا نولي أهمية كافية للخبرة المكتسبة و الدروس المستوعبة من خلال النضالات الثورية لملايين الجماهير من البشر و التى ذهب ما لا يحصى من الشهداء من أجلها.
إن الحركة الأممية الثورية اليوم و كذلك قوى ماوية أخرى، هي وريثة ماركس و إنجلز و لينين و ستالين و ماو و عليها أن ترتكز بقوة على هذا التراث. و لكن مع إعتبار هذا التراث أساسا لفكرها ، يجب أن تكون لديها الشجاعة الكافية لنقد نواقصه. فبعض التجارب تستحق الإطراء و البعض الآخر يبعث على اللوعة. و يتعين على الشيوعيين و الثوريين فى كل البلدان أن يتأملوا و يدرسوا جيدا تلك التجارب الناجحة منها و الفاشلة حتى يستطيعوا أن يستخلصوا منها إستنتاجات صحيحة و دروسا مفيدة .
تقييم تراثنا مسؤولية جماعية يجب أن تتحملها الحركة الشيوعية العالمية كلها و يجب أن يتم مثل هذا التقييم بشكل علمي صارم مرتكز على مبادئ الماركسية - اللينينية- الماوية وأن يأخذ بعين الإعتبار الظروف التاريخية الملموسة للفترات المدروسة و الحدود التى فرضتها تلك الظروف على الطليعة البروليتارية و أن يتم ذلك بالخصوص بروح تسعى إلى جعل الماضي يخدم الحاضر حتى نتلافى السقوط فى الخطإ الميتافيزيقي المتمثل فى قياس الماضى بأدوات الحاضر بدون إعتبار الظروف التاريخية . وتقييم شامل كهذا سوف يتطلب طبعا وقتا غير هين لكن ضغط الأحداث على المستوى العالمي و ظهور بعض الفجوات للتقدم الثوري يتطلب منا أن نقوم من الآن بإستنتاج بعض الدروس الهامة التى سوف تمكن قوى الطليعة البروليتارية من أداء مسؤولياتها بشكل أفضل .
لقد شكل تقييم الخبرة التاريخية فى حد ذاته دوما موضوع جدال كبير فى الصراع الطبقي فمنذ هزيمة كومونة باريس لم يتوقف الإنتهازيون و التحريفيون عن إستغلال هزائم البروليتاريا و نواقصها بغاية قلب الخطإ و الصواب و خلط المسائل الثانوية بالمسائل الرئيسية و التوصل إلى إستنتاج مفاده أن" البروليتاريا ما كان عليها أن تحمل السلاح". و كثيرا ما كان بروز ظروف جديدة تعلة للإرتداد عن المبادئ الجوهرية الماركسية، مع إدعاء إضفاء التجديد عليها . و من جهة أخرى، فإنه ليس بأقل خطأ و بأقل ضررا كذلك التخلى عن الروح النقدية الماركسية و عدم الإهتمام بتقييم نواقص البروليتاريا إلى جانب تقييم نجاحاتها و الإعتقاد بأنه يكفى تماما الإستمرار فى الدفاع أو التمسك بمواقف كنا نتصور سابقا أنها صحيحة فمثل هذه الطريقة تجعل الماركسية - اللينينية- الماوية جافة و هشة غير قادرة على التصدى لضربات العدو و عاجزة عن تحقيق أي تقدم جديد فى الصراع الطبقي و فى الواقع تخنق مثل تلك الطريقة الروح الثورية الماركسية -اللينينية .
لقد بيّن التاريخ فعلا أن التجديدات الحقيقية للماركسية (على عكس التشويهات التحريفية ) إنما كانت متصلة إتصالا وثيقا بمعارك ضارية للدفاع عن المبادئ الجوهرية للماركسية - اللينينية- الماوية و تدعيمها. و لنستشهد بمثالين يدلان على هذه الحقيقة التاريخية : نضال لينين المزدوج ضد أولئك التحريفيين المكشوفين و ضد من كانوا مثل كاوتسكى يعارضون الثورة زاعمين الإرتكاز على "أرثودكسية ماركسية " و أيضا النضال الكبير الذى خاضه ماو تسى تونغ ضد التحريفيين المعاصرين و إرتدادهم عن تجربة بناء الإشتراكية فى الإتحاد السوفياتي فى عهد لينين و ستالين وهو النضال الذى خاضه فى نفس الوقت الذى كان يقوم فيه بنقد شامل و علمي لجذور التحريفية .
و علينا اليوم أن نعالج المسائل و المشاكل الشائكة التى يطرحها تاريخ الحركة الشيوعية العالمية حسب طريقة مماثلة. أما أولئك الذين يعلنون أمام الإنتكاسات الحاصلة منذ وفاة ماو تسى تونغ عن الفشل الكامل للماركسية - اللينينية أو الذين يزعمون أن الماركسية- اللينينية- الماوية أصبحت بالية و أن كل التجربة التى إكتسبتها البروليتاريا يجب أن يعاد النظر فيها فإنهم يمثلون خطرا جسيما. فهذا الإتجاه يريد الإرتداد عن تجربة دكتاتورية البروليتاريا فى الإتحاد السوفياتي و إقصاء ستالين من صفوف قادة البروليتاريا وهو يهاجم فى الحقيقة الأطروحة الجوهرية فى اللينينية حول طبيعة الثورة البروليتارية و ضرورة حزب طليعي و دكتاتورية البروليتاريا. و قد قال ماو بوضوح : "فى رأيى هنالك" سيفان" : الأول هو لينين و الثاني هو ستالين "و إذا يتم التخلى عن السيف ستالين و" إذا ما تم فتح هذه البوابة فإن ذلك يعني عمليا نبذ اللينينية ". إن تجربة الحركة الشيوعية العالمية إلى حدّ الآن تدل على أن هذه الملاحظة التى عبر عنها ماو تسى تونغ سنة 1956 ما زالت صحيحة. و كذلك فإن إضافات ماو تسى تونغ لعلم الثورة تتعرض اليوم إلى المحاصرة والطمس و التشويه. و فى الحقيقة كل ذلك ليس إلا نسخة "جديدة " من التحريفية و الإشتراكية الديمقراطية الأكثر ترهلا و عقما.
و مازالت هذه التحريفية المكشوفة نسبيا سواء كان مصدرها الأحزاب الموالية تقليديا لموسكو أو التيار "الأوروشيوعي " أو المغتصبون التحريفيون فى الصين أو التروتسكيون و النقاد البرجوازيون الصغار للينينية ، ما زالت تمثل أكبر خطر على الحركة الشيوعية العالمية. وفى نفس الوقت، ما زال الشكل الدغمائي للتحريفية يعتبر عدوا لدودا للماركسية الثورية فهذا التيار الذى يعبر عنه كأوضح تعبير الخط السياسي لأنور خوجة و حزب العمل الألباني يهاجم الماوية و خط الثورة الصينية و خاصة تجربة الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى. و يزعم هؤلاء التحريفيين زيفا الدفاع عن ستالين (فى حين أن عددا كبيرا من أطروحاتهم ليست إلا تروتسكية ) فى حين أنهم يشوهون التراث الثوري الأصيل لستالين. و يعتمد هؤلاء المخادعين على نواقص و أخطاء الحركة الشيوعية العالمية ، بدلا من إنجازاتها ، كي يحاولوا نشر خطهم التروتسكي و التحريفي. و يطالبون من الحركة الشيوعية العالمية أن تحذو حذوهم معللين ذلك بضرورة البحث عن نوع من " النقاء العقائدي" الصوفي. إن المظاهر العديدة التى يشترك فيها خط أنور خوجة مع الشكل الكلاسيكي للتحريفية (بما فى ذلك مقدرة التحريفيين السوفيات و الرجعيين عموما على تشجيع و إستغلال المعادات العلنية للينينية من قبل الأوروشيوعيين و أيضا معاداة خوجة المغلفة باللينينية حاليا ) تدل على أن لهذين الخطين جذور راسخة فى الإيديولوجيا البرجوازية .
و اليوم يمثل الدفاع عما قدمه ماو تسى تونغ من إسهامات نوعية للماركسية – اللينينية مسألة ذات أهمية بالغة و ملحة بالنسبة للحركة الشيوعية العالمية و للعمال ذوى الوعي السياسي و الطبقي و جميع الثوريين فى العالم . فجوهر المسألة هنا ليس إلا معرفة ما إذا وجب الدفاع أم لا عن إسهامات ماو الحاسمة فى الثورة البروليتارية و علم الماركسية- اللينينية و التقدم على أساسها . فالمسألة إذا ليست إلا معرفة إذا ما وجب الدفاع أو لا عن الماركسية- اللينينية نفسها .
لقد قال ستالين : " إن اللينينية هي ماركسية عصر الإمبريالية و الثورة البروليتارية " و هذا القول صحيح تماما فمنذ موت لينين شهد العالم مؤكدا تحولات كبيرة لكن طبيعة العصر بقيت هي نفسها. و ما زالت المبادئ الجوهرية للينينية صالحة و تمثل اليوم الأساس النظري الذى يقود فكرنا. إننا نؤكد بأن الماوية مرحلة جديدة فى تطور الماركسية- اللينينية وبدون الدفاع عن الماركسية – اللينينية – الماوية و بدون البناء على هذه القاعدة يستحيل الإنتصار على التحريفية و الإمبريالية و الرجعية عموما .
( مقتطف من " بيان الحركة الأممية الثورية " لسنة 1984 ضمن العدد الأوّل من " الماوية : نظرية و ممارسة " لشادي الشماوي على موقع الحوار المتمدّن ).
===================================================
مقدّمة :
إنطلق صراع الشيوعيين الحقيقيين الماويين فى تونس مع السيد " الحديدي" منذ مدّة تناهز السنة الآن سواء على الفايسبوك أو على صفحات موقع الحوار المتمدّن. ولأنّه لم يلتزم آداب النقاش و مبادئ السلوك الرفاقي ، شطبه مازوم كايبا ، من قائمة أصدقائه على الفايسبوك و بعث له برسالة مفتوحة يشرح فيها دوافع قراره ذاك حتى لا يقال انّ الماويين يخافون النقاش و يتجنّبوه. و على إثر تهجّم إنتهازي منه على مضمون نصّ لماوي آخر ، محمّد علي الماوي ، تلقّى ردّا منهجيّا مع الإلتزام بآداب الجدال المبدئي غير أنّه كعادته هاج و ماج و أخذ يطلق العنان لأساليبه الإنتهازية فى الصراع الفكري فلم يتابع محمدّ علي الماوي الجدال معه. وتتبعت النقاشات و تاليا كافة كتابات "الحديدي" وكنت أنتظر جديدا يستحق عناء التعليق.
و تُرك المجال فخرجت الحيّة من جحرها و ظهرت حقيقتها و ملامحها كليا تقريبا. ونتيجة متابعتى و تقييمي لما يصدره " الحديدى " إلى شهر مارس 2012 لمست أنّ الثمرة نضجت و حان أوان قطافها أي حان أوان إنجاز نقد عميق و شامل لأطروحات هذا السيد الذى يقدّم نفسه على أنّه بلشفي و لا همّ لديه سوى الإفتراء على ماو تسى تونغ و الشيوعيين الحقيقيين الماويين ففى كلّ نصّ يكتبه أو ينقله و ينشره إلاّ و يفرد لهم قسطا لا بأس به من ترّهاته نافثا سمومه الدغمائية التحريفية الخوجية ضد الماركسية- اللينينية- الماوية. و قد بلغ به الهذيان أخيرا مبلغا لا يتصور فى نصّه " إغتيال ستالين ..." حيث جعل من ماو تسى تونغ مجرما و قاتلا لرمز من رموز البروليتاريا العالمية كان قدوته و منه تعلّم الكثير و لا يكنّ له سوى التقدير و الإحترام الرفاقي و إن إختلف معه فى مسائل و مواقف معيّنة ، و عنه دافع فى وجه الرياح التحريفية المعاصرة لعشرات السنين.
ماذا بعد هذا يا " حديدي" ؟ هل هذا آخر ما جادت به قريحتك الإنتهازية التآمرية؟ أم أنّك ستطلع علينا يوما بخبر عاجل مفاده إكتشافك أنّ ماو تسى تونغ خنق بيديه ستالين أو وضع له هو نفسه السمّ فى الكأس بدل الماء؟ لك هراؤك و هذيانك و لنا التمسّك بالحقيقة و الواقع المادي الموضوعي و علم الثورة البروليتارية العالمية : الماركسية- اللينينية- الماوية. و التاريخ شاهد.
بعد اللفّ و الدوران فى كتابات و نقاشات سابقة ، ها أنّه يعلن و بلسانه هو مباشرة عن مصدر أفكاره فى نصّ " الأساس المادي الجدلي و التاريخي لفكر ستالين و ممارسته" ألا وهو مجلّة " خطوط التمايز" مستشهدا بمضمون أحد أعدادها. و لن نفعل مثله و نقول له هذا منك " إستيراد دغمائي برجوازي صغير " كما قال هو فى " ضد التصفوية الماوية..." و ذلك من منطلق مبدئي هو أنّنا نقرّ بحقيقة أنّ علم الثورة البروليتارية العالمية واحد لطبقة عاملة عالمية واحدة و المسألة تطرح على أنّها مسألة صحّة أم خطأ من الناحية العلمية، لا إستيراد و توريد ، و لا ملكية خاصة لهذا أو هذه بمفاهيم برجوازية ؛ و مسألة علم كمرشد عمل من أجل تحليل ملموس لواقع ملموس قصد تغييره ثوريّا من وجهة نظر البروليتاريا نحو الشيوعية عالميّا .
والمجلّة إيّاها كان يصدرها " الإتحاد البلشفي " بالكندا. و هذا " الإتحاد" عبارة عن مجموعة منحدرة من ما كان يسمّى " التياّر البلشفي " الذى نشط ضمن مجلّة " الثورة الكندية " و بعد إنشقاقه عنها لخلافات ليس هذا مجال التوسّع فيها ، أصدر مجلّته " خطوط التمايز". ثمّ إثر صراعات مع " فى النضال" و " رابطة الشيوعيين الكنديين" ، أخذت مجموعة " الإتحاد البلشفي " تصدر مجلّة شهرية باللغتين الأنجليزية و الفرنسية عنوانها " الثورة البروليتارية ". و كان هؤلاء "البلاشفة " يساندون حزب العمل الألباني و أطروحاته إلى أن إعتبر هذا الأخير، سنة 1979 ، أنّ من يمثّل الماركسيين- اللينينيين فى الكندا هو الحزب الشيوعي الكندي (الماركسي-اللينيني). فإندفع البلاشفة ينقدونه و يعتبرون مذّاك انّه لم يوجد معسكر إشتراكي منذ وفاة ستالين. و بعدئذ أخذوا يتعاملون مع الرابطة البلشفية فى الولايات المتحدة الأمريكية و يساهمون فى مجلّة " مراسلات عالمية " التى كان يصدرها ماركسيون – لينينيون أفارقة فى باريس. وإندثر " الإتحاد البلشفي" فى أواسط الثمانينات.
و فى عملنا هذا لن نعنى بال"بلاشفة " الكنديين و مواقفهم فى علاقة بالصراع الطبقي هناك و بالحركة الشيوعية العالمية و لا بالتيّار البلشفي العالمي التروتسكي المدافع عن الأممية الرابعة ، فهذا الأمر على أهمّيته ليس موضوع بحثنا الذى نخصّصه للبلاشفة/ الخوجيين فى تونس. و قد يثير أحدهم سؤالا وجيها لماذا ننعت هؤلاء الذين لا همّ لهم سوى النيل من ماو تسى تونغ و الماويين بدعوى الدفاع عن ستالين بالخوجيين و الحال أنّ " الحديدى" فى " إغتيال ستالين..." يوجه نقدا لاذعا لأنور خوجا ؟ و نجيب فى الحال و ببساطة أنّ مرجع نعتنا هذا هو أنّ النقد الذى طال أنور خوجا لحق فقط عدم إتخاذه موقفا صارما من خروتشوف منذ البداية أمّا باقي الخطّ الخوجي فى " الإمبريالية و الثورة " و فى " ملاحظات حول الصين" و المتعلّق بستالين و بماوتسى تونغ و بتقييم التجربة الإشتراكية السوفياتية و الصينية و بالثورة فى أشباه المستعمرات و بالصراع الطبقي فى ظلّ دكتاتورية البروليتاريا ، و المادية الجدلية و هلمّجرا، ف"البلاشفة " شأنهم شأن "الوطد" (الوطنيّون الديمقراطيون) فى " هل يمكن أن نعتبر ماو تسى تونغ ماركسيّا-لينينيّا؟" يتبنّونها. و نحن لا نحكم على النيّة و القصد و لا على جملة أو جانب واحد من الخطّ او نقطة أو أكثر خلافية بسيطة ، بل نحكم موضوعيّا على مجمل مكوّنات الخطّ الإيديولوجي و السياسي و جانبه الرئيسي. و لا ننسى بالمناسبة أنّ جماعة " هل يمكن ...؟ " الذين و لا شكّ تأثّروا بكتابات البلاشفة الجدد الكنديين ، صرّحوا فى مقدّمة ما أسموه "بحثا" أن أنور خوجا "غير جدّي " إلاّ أنّنا ألفيناهم من خطّه ينهلون و نهر أفكاره يشربون و بكتبه يستشهدون.
و مختصر القول لأنّ " الحديدي" و من لفّ لفّه يلبسون قناع البلشفية و يروّجون للخطّ الدغمائي التحريفي الخوجي ، نعتناهم بذوى القشرة البلشفية و اللبّ الخوجي و فى عملنا هذا نطلق عليهم إسم البلاشفة / الخوجيين.
إنتهت المقدّمة ، فإلى الجوهر.
----------------------------------------------------------------------------------------------------

الفصل الثاني
النظرية البلشفية / الخوجية للثورة فى أشباه المستعمرات دغمائية تحريفية :
===============================================
كالببّغاء يكرّر البلشفي / الخوجي و من لفّ لفّه أطروحات أنور خوجا المطوّرة فى " الإمبريالية و الثورة " و فى "ملاحظات حول الصين" ليس فقط بشأن الثورة فى الصين و التهجّم على ماو تسى تونغ لكن أيضا بصورة عامّة بشأن الثورة فى المستعمرات و أشباه المستعمرات.
1- مزيدا عن البرجوازية الوطنية :
كالقرص المشروخ ، يردّد " البلشفي/ الخوجي" بهذا الصدد أيضا الترهات الخوجية المستقاة من أنور خوجا و التى أوردها قبله محمّد الكيلاني فى " الماوية معادية للشيوعية" و قد وقع فضح إنتهازيته فى العدد الخامس من " لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية" و أوردها من بعده " الوطد" فى " هل يمكن ...؟" و عمليةّ الدراسة المتأنّية لوثيقة "الوطد" و فضحها جارية على قدم و ساق و قد صدرت عنها نصوص متعلّقة بالمقارنة بين ماو و ستالين فى العدد الخاص بمسألة ستالين و بالثورة الثقافية و بتمهيد ما سمّوه " بحثا ".
و من يطالع ما دبّجه البلشفي / الخوجي فى نصوصه المنشورة على موقع الحوار المتمدّن يستشفّ أنّ هذا الخوجي المتستّر الآخر بالكاد يعترف بوجود برجوازية وطنية فى النقطة 6 من " موضوعات حول الإنتهازية..." و يجرّم التحالف معها فى مرحلة معيّنة و يعدّه كبيرة من الكبائر ، جريمة لا تغتفر وهو يستهزأ من محمّد علي الماوي فى "خطّتان.." قائلا و" لعلّ السيد الماوي سيطرح علينا لاحقا التحالف معهم بإعتبارهم برجوازية وطنية "؟؟ فى حين أن من يتفحّص ما كتبه محمّد علي الماوي يجد أنّه لا يشير لا من قريب و لا من بعيد إلى البرجوازية الوطنية بل يصبّ الإهتمام على البرجوازية الكمبرادورية و ماويّا هذه البرجوازية الكمبرادورية أحد أهداف الثورة بمعنى عدوّة للثورة و لا يمكن التحالف معها بتاتا أمّا البرجوازية الوطنية فى الصين فوجدت و جرى التحالف معها فى فترات معيّنة و ظروف معيّنة و ليعلم الدغمائي التحريفي الخوجي أنّ لينين و ستالين قد نظّرا لهذا التحالف مثلما رأينا و تمّ التحالف فى الصين فى العشرينات تحت إشراف ستالين و الأممية الشيوعية و بإقتراح منهما. و هذا موثّق فى كتابات ستالين عن الصين و فى قرارات مؤتمرات الأممية الثالثة و إصداراتها.
و قد كرّس ستالين و ماو تسى تونغ ما كان لينين صاغه كتوّجه عام فى هذا المضمار :
" و الإنتصار على عدو أشدّ بأسا لا يمكن إلاّ ببذل أقصى الجهد ، و لا بدّ أثناء ذلك، من الإستفادة كلّ الإستفادة ، و بمنتهى الإهتمام و اليقظة، من أي " صدع " فيما بين الأعداء مهما كان ضئيلا، و من أي تناقض فى المصالح بين برجوازية مختلف البلدان ، و بين مختلف الزمر و الفئات البرجوازية فى داخل كلّ بلد ، و كذلك من الإستفادة من أية إمكانية ، مهما كانت ضئيلة ، لكسب حليف جماهيري، و ليكن حليفا مؤقتا و متذبذبا و مزعزعا، و لا يركن إليه و بشروط. و من لم يفهم هذا الأمر ، فهو لم يفهم و لا حرفا واحدا فى الماركسية و فى الإشتراكية العلمية الحديثة بوج عام .و من لم يثبت عمليّا ، خلال مدة طويلة نسبيّا و فى أوضاع سياسية متنوّعة نسبيّا ، قدرته على تطبيق هذه الحقيقة فى العمل، فإنه لم يتعلّم بعد كيف يساعد الطبقة الثورية فى نضالها من أجل تحرير البشرية الكادحة جميعها من الإستثماريين. إنّ ما أوردته ينطبق بدرجة واحدة على عهد ما قبل و ما بعد إستيلاء البروليتاريا على السلطة السياسية ".( لينين " مرض " اليسارية" الطفولي فى الشيوعية"، فقرة " لا مساومة أبدا").
هنا أيضا يقتفى الخوجيون المفضوحون منهم و المتستّرون بأصنافهم لا خطى لينيني بل خطى التروتسكية فتروتسكي هو من رفض هذا التحالف و رفض جبهة الطبقات الأربعة .
ناقدا مشروع برنامج الأممية الشيوعية التى نعتها بالأممية الفلاحية ، فى" تقييم و آفاق الثورة الصينية "(ليون تروتسكي، دار الطليعة ، بيروت 1975) و تحديدا فى الفقرة " حول طبيعة البورجوازية الوطنية فى المستعمرات" أعرب تروتسكي عن " عدم الإعتقاد فى أي لحظة من اللحظات بأن البرجوازية قادرة على شنّ صراع حقيقي ضد الإمبريالية " و يواصل تحليله إلى أن يبلغ " و الحقيقة أنّ نظرية ستالين – بوخارين الجديدة الخاطئة حول (وجود) الروح الثورية التى تملكها البورجوازية الوطنية فى المستعمرات عبارة عن منشفية مترجمة إلى اللغة السياسية الصينية، وهي تسعى لتجعل من موقف الصين المضطهَدَة مكافأة سياسية تستغلّها البورجوازية الصينية ، و تلقي فى كفة الميزان لصالح البورجوازية وزنا إضافيّا يضرّ بموقف البروليتاريا الصينية المسحوقة بشكل مضاعف ".
و إنطلق تروتسكي فى فقرة " مراحل الثورة الصينية " بالجملة التالية :" كانت المرحلة الأولى بالنسبة للكيومنتانغ مرحلة سيطرة البرجوازية الوطنية تحت الشعار التبريري " كتلة الطبقات الأربع"." و اليوم تدوّى هذه الأقوال التروتسكية على لسان "بلشفي" قشرة و خوجي قالبا. من تروتسكي نهل خوجا و جاء الخوجيون المفضوحون منهم و المتستّرون بأصنافهم ليشربوا من ماء خوجا و النتيجة هي أنهم وهم يتبجّحون بمحاولات النيل من ماو تسى تونغ يطعنون مباشرة ستالين فى الظهر و يغدرون به !
------------------------------------------------------------------------------------------------------------
2- طبيعة المجتمع و طبيعة الثورة :
بادئ ذى بدء سنشير إلى أنّ تهمة البلشفي / الخوجي للماويين بأنّهم " ضد قيادتها للثورة في المستعمرات وأشباه المستعمرات"( نصّ " ضد التصفوية الماوية... " ) تترجم عن الجوهر الخوجي للجماعة وعن ذكاء متقد و رؤية نافذة أيما نفاذ لديه ! كيف ذلك و الحال أنّ الماويين حول العالم يقودون حروبا شعبية من القوّة بحيث فرضت على وسائل الإعلام البرجوازية و الرجعية وجودها ؟ كيف ذلك و التاريخ يشهد بأنّ الثورة الصينية قادها إلى الظفر الحزب الشيوعي الصيني؟ و ننتقل بسرعة الضوء إلى مارس 1926 و أوّل كتابات ماو تسى تونغ لكون كتاباته التالية تزخر بعشرات الجمل الكفيلة بتكذيب البلشفي / الخوجي ولا تخلو من إعادة التأكيد بصيغ أخرى لهذا القول الذى طبقه عمليّا فى الصين فحقّق الظفر للثورة الديمقراطية الجديدة و بناء الإشتراكية :" لا يمكن للثورة الصينية أن تنتصر بدون الطبقة العاملة الصناعية الحديثة ، لأنها قائدة الثورة الصينية و أكثر الطبقات ثورية" (المجلد الأول من مؤلفات ماو تسى تونغ المختارة ؛" تحليل لطبقات المجتمع الصيني "- مارس 1926).
و من اللافت أنّ البلشفي / الخوجي و جماعته يعتمدون هنا أيضا على ما ورد فى " الإمبريالية و الثورة " لأنور خوجا فهو لا يتبنّى التحليل الماوي لأشباه المستعمرات – إنطلاقا من تحاليل لينين و ستالين و الأممية الثالثة و من الواقع الصيني المعيش- على أنّها مجتمعات شبه مستعمرة شبه إقطاعية وهو التحليل الذى تبنّته فى الأساس ، أحبّ من أحبّ و كره من كره، المجموعات الوطنية الديمقراطية المدافعة جميعها عن " شبه شبه".
بالنسبة للبلاشفة / الخوجيين ، وفقا للنصّ الأوّل للبلشفي/ الخوجي على الأنترنت ، موقع الحوار المتمدّن بتاريخ 1 أفريل 2011 حسب تاريخ الصدور فى الموقع إيّاه :
"وينبغي البحث في طبيعة علاقات الإنتاج السّائدة في تونس بوصفها شبه مستعمرة رأسمالية تسودها طبقة البرجوازية الكمبرادورية المتحالفة والمرتبطة عضويا بالمؤسسات والإحتكارات الإمبريالية."
و فى " خطّتان..." ، نجده يتحدّث عن " النظام شبه الإستعماري البوليسي" و عن " النهب شبه الإستعماري و الإستغلال الرأسمالي الوحشي" و فى " حول ملتقى السبعة أحزاب"، عن " الإستغلال الرأسمالي شبه الإستعماري؛ و البديل هو " الدولة الديمقراطية المعادية للإمبريالية " و " الثورة الديمقراطية المعادية للإمبريالية فى الوطن العربي" ( فى " حول مغزى ثورة 14 جانفي" ) .
و مباشرة نستعير من محمّد علي الماوي ردّه على هكذا خزعبلات دغمائية تحريفية خوجية فى نصّه "ردّا على مقال..." :
" لمست خلافات جوهرية على المستوى الخط الاستراتيجي تتعلق بمفهوم طبيعة المجتمع في تونس- وفي بقية الاقطار العربية- وطبيعة الثورة الوطنية الديمقراطية.
1-المستوى الاستراتيجي
يكشف عنوان النص الخلط الواضح بين الاستراتيجيا والتكتيك رغم العلاقة الجدلية بين المستويين.فإستراتيجية "تجميل النظام شبه الاستعماري" تعني اختيار نهج المصالحة الوطنية والوفاق الطبقي ونظرية التحول السلمي في حين "القضاء على النظام" يعني تبني استراتيجية الثورة. فالامر اذن يتعلق بمسائل استراتيجية وليست تكتيكية كما ورد في النص(خطة:تكتيك) ولكل استرايجيا تكتيكاتها الخاصة :فإستراتيجية "تجميل النظام" تتطلب النضال السلمي والتواجد كطرف اجتماعي في شكل احزاب او جبهات يساهم في ادارة ازمة النظام الامبريالي عن طريق التداول على السلطة وصندوق الاقتراع,ويتبنى الكاتب مثل هذه الاطروحات بما انه مندمج في جبهة 14 الانتهازية, اما استراتيجية الثورة فهي تتطلب وجود الادوات الثلاث –الحزب والجبهة والجيش-من اجل اقامة السلطة الديمقراطية الشعبية بقيادة بروليتارية متحالفة مع باقي الطبقات الشعبية.
ويطرح هذا الخلط بين الاستراتيجيا والتكتيك خلافنا حول طبيعة المجتمع في تونس او حول ما اسماه الكاتب "طبيعة نظام بن علي"فقد اكتفى الكاتب بذكر" النظام شبه الاستعماري البوليسي"وهنا خلط الكاتب من جديد بين طبيعة الدولة وبين شكل السلطة والتي هي بوليسية عسكرية وليست بوليسية فقط.
ان تحديد المجتمع كمجتمع شبه مستعمر فقط يعني بالضرورة ان هناك تناقض واحد ووحيد يشق المجتمع بما ان بعض الاطراف المنتمية الى النزعة التروتسكية او الدغماتحريفية (بما في ذلك الاوطاد-أصدقاء الكاتب- و"البلاشفة الجدد")لاتعترف بوجود تناقضين اساسيين يشقان المجتمع شبه مستعمر وشبه اقطاعي ويتولد عن هذين التناقضين حسم المسألة الوطنية والمسألة الديمقراطية وقد طبع هذا الصراع علاقة الم الل الماويين مع بقية الاطراف منذ بداية السبعينات بل ان الحركة الماركسية اللينينية تأسست على هذه الارضية عربيا وعالميا (انظر حقيقة حزب العمال الش التونسي-قراءة في بدائل اليسار-في الثورة الوطنية الديمقراطية –والاوطاد والانحراف الدغمائي التحريفي – ماو في مواجهة منتقديه – بعض النقد لنقاد ماو... -الحوار المتمدن-)

ان الثورة الوطنية الديمقراطية مفهوم علمي افرزته تناقضات معينة قد حدتتها الاممية من قبل ثم وقعت بلورتها اثر عدة تجارب تميزت بنفس الواقع رغم الخصوصيات:"لقد كانت الثورة الوطنية الديمقراطية:1)ثورة معادية للامبريالية بما انها حررت الشعوب الرازحة تحت النير الامبريالي وأعطتهم الاستقلال الوطني, كما كانت 2) ثورة معادية للاقطاع بما انها قضت على بقايا الاقطاعية والقنانة في الاقتصاد وفي النظام السياسي "ان الثورة المعادية للامبريالية والاقطاع ثورة برجوازية ديمقراطية من نوع جديد" (ص 627- كتاب الاقتصاد السياسي)
فلا يمكن اذن اعتبار الثورة الوطنية الديمقراطية التي اصبحت جزء لا يتجزأ من الثورة الاشتراكية منذ انتصار ثورة اكتوبر لا يمكن اعتبارها بدعة صينية كما يحاول البعض تقديمها وبالتالي ضربها تحت غطاء محاربة المفهوم "الماوي" لهذه الثورة وبضرب "الديمقراطية الجديدة" لماو فانه يقع ضرب الفكر الماركسي اللينيني في الصميم وطمس القوانين الموضوعية التي تحكم مجتمعات الزراعية المتخلفة.
يحكم هذه المجتمعات التي ترزح تحت النير الامبريالي والاضطهاد الاقطاعي لجماهير الشعب, تناقضان اساسيان لا مجال لفسخهما بجرة قلم :التناقض بين الامبريالية وحلفائها المحليين من جهة وبين الشعب من جهة اخرى ثم التناقض بين الملاكين الاقطاعيين من جهة والجماهير الشعبية وتحديدا جماهير الفلاحين من جهة ثانية وتمثل الثورة الوطنية الديمقراطية بقيادة بروليتارية البديل الوحيد لحسم هذين التناقضين

وهكذا لم يات الطرح الوطني الديمقراطي اذن كنتيجة لنسخ التجربة الصينية او الالبانية او الفيتنامية الخ...فهو نتاج لتوجهات عامة للحركة الشيوعية ولمقررات الاممية الثالثة كما انه نتاج لدراسة طبيعة المجتمع انطلاقا من الاحصائيات الرسمية واحصائيات المعاهد غير الحكومية وخاصة انطلاقا من تحقيقات ميدانية على مستوى القطر وليس على مستوى ولاية الكاف كما يدعي محمد الكيلاني-الحزب الاشتراكي اليساري-لا أعتقد ان الكاتب يجهل دراسة "تحديد طبيعة المجتمع في الوطن العربي" كما لاأعتقد ان الكاتب يجهل صراع الخط الماوي ضد التروتسكية والتحريفية لانه صراع دار في الصحف الرسمية بين ممثلي حزب العمال وممثلي الخط الماوي آنذاك .
لكن الكاتب يجهل بالتأكيد ان الماوية هي التي كشفت الاسس الايديولوجية والسياسية للتحريفية المعاصرة وهي التي اشرفت على بعث الحركة الم. الل.(مئات النصوص والدراسات تثبت ذلك وبإمكاني توفيرها للسيد الحديدي)
ان طرح الثورة الوطنية الديمقراطية وبلورة التكتيكات المناسبة من اجل انجازها يرجع الى بداية السبعينات وقد أكد الم الل الماويون آنذاك على ضرورة ايجاد الحزب الشيوعي كشرط اولي لتنظيم الجماهير لان وجود الحزب البرولتاري هو الضامن الوحيد لاستقلالية القرار الشعبي. وبالرغم من اهمية الحزب او المنظمة الثورية المحترفة كما يقول لينين في ما العمل فان صاحب المقال لم يتعرض بتاتا الى هذه المسألة في المحاور العملية التي طرحها والتي اقتصرت على مسائل نقابية وتوزيع مناشير وكأن الخط يعيش فترة السبعينات أي في بدايته,وهو ما سنتعرض اليه في الجانب التكتيكي.
ليس للكاتب اية فكرة عن استراتيجية افتكاك السلطة في اشباه المستعمرات. ان المسألة ليست قضية هواة يتعاطون السياسة بالمناسبات او يكتفون بالعمل في صلب الجمعيات والنقابات. فالمسالة الاساسية والجوهرية تتعلق بالاعداد الى حرب الشعب في مواجهة الامبريالية وعملائها.وقد دللت الانتفاضة على ان العنف الرجعي سيواجه العنف الجماهيري والعنف الثوري.هذا ما غاب على كاتب النص وما اهمله هو جوهر الصراع الطبقي لان الصراع الطبقي يؤدي حتما الى العنف الثوري في مواجهة العنف الرجعي.فلا يمكن "القضاء على النظام"كما يقول الكاتب دون العنف الثوري, ولايمكن القضاء على النظام "بترسيخ الوعي النقابي"كما يقول الكاتب.
يجهل الكاتب تماما استراتيجية الثورة الوطنية الديمقراطية ويتجاهل مقولة "السلطة السياسية تنبع من فوهة البندقية" فلينظر الى تاريخ الثورات الوطنية الديمقراطية وليعلم ان تونس يجب تحريرها شبرا شبرا في صراع مرير تتعلم من خلاله الجماهير حرب الشعب وتفرز قيادتها الميدانية وتتقدم تدريجيا نحو قلب موازين القوى الى ان تبلغ مرحلة الهجوم الاستراتيجي ومحاصرة المدن واخذ السلطة السياسية بعد ان كانت قد ركزتها في اغلب المناطق المحررة عبر عمليات الكر والفر.
غير ان الكاتب يكتفي بذكر شعارات عامة مثل "تحطيم جهاز الدولة الكمبرادوري شبه الاستعماري..."دون توضيح كيف يمكن تحطيم هذا الجهاز وكيف يمكن القيام بالثورة واذا حاولنا فهم ذلك فيمكن الاستنتاج ان الثورة تتم عبر "تجذير النضال الجماهيري" و"الالتحام بالجماهير وحمايتها من تأثير القوى الرجعية..."و"ترسيخ الوعي النقابي"...ولاأحد يعارض مثل هذه الشعارت التي تكشف محدودية الفهم السياسي لواقع الصراع الطبقي.
لقد اثبتت النظرية-فكر الطبقة العاملة- من جهة والممارسة العملية من جهة ثانية انه لايمكن القيام بالثورة دون بلوغ الصراع الطبقي ارقى اشكاله أي العنف الثوري كما اثبتت الانتفاضات في الاقطار العربية هذه الحقيقة واثبتت كذلك ان طبيعة القيادة محددة في انجاز مهام الثورة الوطنية الديمقراطية المتحولة الى الاشتراكية فالشيوعية.

يتجاهل الكاتب هذه المسائل الجوهرية المتعلقة" بالقضاء على النظام" كما يقول ويكتفي "بترسيخ الوعي النقابي" ودعم الاضرابات والاعتصامات وتوزيع المناشير" الخ...وهي اشكال نضال ضرورية يستوجب اعتمادها عندما تتطلب الظروف ذلك.(انظر اشكال النضال والتنظيم في الحوار المتمدن)
ان الخلاف مع الكاتب واضح في مستوى تحليل طبيعة المجتمع وفي تحديد التناقضات التي تشق المجتمع العربي وفي مفهوم الثورة الوطنية الديمقراطية وخاصة في مفهوم الديمقراطية وعلاقتها بتصفية بقايا الاقطاع وانجاز الاصلاح الزراعي.كما اختلف بالتاكيد مع الكاتب حول مفهوم التناقض وتحديدا الفرق بين التناقض الاساسي والذي يمكن ان يكون اساسي ورئيسي وبين التناقض الرئيسي والثانوي.فهناك دوما تناقض رئيسي واحد لكن يمكن الحديث عن تناقضين اساسيين او عن ثلاث تناقضات اساسية مثلما هو الحال في العالم حاليا(التناقض بين الامبريالية وعمال العالم وشعوبه واممه المضطهدة-التناقض بين البرجوازية والبرولتاريا في البلدان الراسمالية والمسماة زيفا اشتراكية-والتناقض فيما بين الدول الامبريالية وبين الاحتكارات في صلب البلد الواحد) ولعلم الكاتب فان هذه التناقضات التي تطبع عصرنا تتجمع في اشباه المستعمرات لذلك اقول ان هذه البلدان تظل مناطق الزوابع الثورية.
2- المستوى التكتيكي
يقول الكاتب "تعتبر ثورة 14 جانفي,أو كما يفضل بعض الرفاق انتفاضة 14 جانفي"انا لا أفضل انتفاضة بل أفضل ثورة لكنها ليست ثورة مع الاسف انها انتفاضة اما الاصرار على تسميتها ثورة فذلك يدل على اختلافنا حول مفهوم ثورة ,فهل تغير النظام وهل وقع القضاء على الطبقات الحاكمة لنتحدث عن ثورة ؟
ان موقف الماويين واضح من هذه الانتفاضة –انظر نص "إنتفاضة الحرية والكرامة" -الحوار المتمدن-كما ان تحليلنا لواقع السلطة والتصدع الذي حصل في صلبها من جراء الانتفاضة واضح كذلك( انظر التناقضات التي افرزتها الانتفاضة) .ان القول بان طبقة الكمبرادور شهدت بعض التصدع وان الانتفاضة هزت اركان العائلة المالكة لايعني البتة كما ذهب الى ذلك الكاتب ان طبقة الكمبرادور تقتصر على بن علي والطرابلسية-وهنا يخلط الكاتب بين الشريحة والطبقة- بل ان المتضرر الاول هو بن علي وحاشيته ولعلم الكاتب فان اجهزة الدولة الحالية لم تصادر املاك شرائح الكمبرادور المتبقية بل ان الامبريالية تحاول تلميع وجوه الكمبرادور وتقديمهم كبديل لبن علي وعائلته لان الائتلاف الطبقي لايزال في السلطة وقد وقع تعزيزه بقدوم باجي قائد السبسي الذي يحضى بدعم الامبريالية الفرنسية والامريكية.وفي هذا الاطار لابد من التاكيد على ان الخلاف قائم مع صاحب النص حول مفهوم التناقضات في صلب الاعداء وقد يكون الحال كذلك في صلب الاصدقاء بحيث تختلط الامور على الكاتب ولم يعد يفرق بين الصديق والعدو وقد سبق له في الممارسة اليومية ان حارب الصديق وتحالف مع العدو(البيروقراطية النقابية مثلا)
لقد بين نص التناقضات التي افرزتها الانتفاضة بايجاز التناقضات في صلب الاعداء من جهة وفي صلب الشعب من جهة ثانية وقد أول صاحب النص التناقضات في صلب الاعداء كما اراد وكان تاويله خاطئا ويستوجب بعض التوضيح لرفع اللبس .
فجرت الانتفاضة تناقضات قوى الثورة المضادة والتي يمكن تصنيفها كالاتي:الكمبرادور –الاقطاع-وكل الشرائح البيروقراطية الخادمة لمصالح هذا الائتلاف الطبقي.ففي صلب الكمبرادور نجد بعض التناقضات وهي تناقضات مصالح مرتبطة بهذا الاحتكار او ذاك في اطار الصراع من اجل السوق او" التنافس الحر" كما يحلو للبعض تسميته.كما نجد تناقضات تشق ملاكي الاراضي الكبار في علاقة بالبنوك والاستثمار وفي علاقة بالتسويق والتصدير الخ...ودون الدخول في جزئيات التناقضات فان الانتفاضة عزلت عائلة بن علي والطرابلسية اساسا وظل الاخرون في امان بل استغل الكمبرادور هذه الوضعية للظهور كضحية واعادة الاعتبار لمجهوداته في "دعم الاقتصاد" ونخص بالذكر الحركة الحالية المتعلقة باعادة هيكلة اتحاد الاعراف والصراع الذي يشقه.
كما فجرت الانتفاضة التناقضات بين الجيش والبوليس وفي صلب الجيش ووزارة الداخلية بحيث يحاول كل شق في هذه الاجهزة القمعية تحميل الشق الاخر تبعات الانتفاضة وتقديم نفسه كبديل فهناك من يرفض تحميل البوليس جرائم القتل ومتابعة المجرمين ويعمل على اخراج المجرمين بالقوة من السجون وهناك من يريد معاقبة من اجرم في حق الشعب لتلميع وجهه وايجاد موقع في الادارة القادمة.
وشملت هذه التناقضات حزب التجمع الذي وقف وراء بعض الاضرابات وهو أمر غاب على كاتب النص الذي
يقولني ما لم يقله النص فلم يعتبر النص بتاتا ان "الاضرابات هي من صنع النظام الرجعي"كما ادعى الكاتب الذي طمس عمدا الفقرة المتعلقة بالاضرابات وبنضال الطبقة العاملة- وذلك بنية التشويه- ونورد منها ما يلي:" لقد ساهم العمال بشكل مميز في دعم الانتفاضة فكان الإضراب العام الذي قرره الاتحاد العام التونسي للشغل ورغم ما شاب هذا القرار من لبس وتحوله إلى إضرابات جهوية بالتناوب فان بعض الجهات أصرت على تنفيذه يوم 14 جانفي ، والى جانب الإضرابات العمالية الجهوية كانت الإضرابات القطاعية بارزة في الانخراط في الانتفاضة وشملت هذه الإضرابات جل القطاعات التي تشكو من العديد من المشاكل مثل التعليم الثانوي والأساسي . وقد خيل للبعض أن الفلاحين كانوا على هامش الانتفاضة في حين أن جهة الرقاب والمكناسي بولاية سيدي بوزيد مثلا تعاني منذ سنوات من سياسة افتكاك الأراضي ومنحها للسماسرة والمقربين للسلطة وقد نظم الفلاحون هناك عدة مسيرات احتجاجية واعتصامات ، كما أن المنتفضين في الأرياف هم في الحقيقة أبناء الفلاحين الفقراء في ولايات القصرين وبوزيد والكاف وغيرها...أما البرجوازية الصغيرة فقد ساهمت هي الأخرى عن طريق الإضرابات الاحتجاجية المساندة للانتفاضة (الأساتذة والمعلمين وقطاع الصحة والبريد ...)
يكمن جوهر الخلاف في عدم فهم التناقضات التي تشق الاعداء من جهة والتناقضات التي تطبع القوى الثورية من جهة ثانية ويترتب عن هذا الاختلاف اختلاف في تحديد الخطط العملية او السلوك السياسي في التحرك وكيفية ضبط التحالفات وتحديد اشكال النضال والتنظيم.ان غياب الوضوح لدى الكاتب جعله يتذبذب في الممارسة العملية فهو يردد الشعارات الجوفاء ويعقد التحالفت مع اكثر العناصر انتهازية.
لقد اتضح حسب الكاتب اننا نختلف حول مفهوم الوطنية والنضال الوطني وكيفية التعامل مع الاطراف التي تعتبر نفسها وطنية لكنها تتعامل سياسيا وتنظيميا مع اجهزة الدولة ومع النظام ككل.كما نختلف في مفهوم الديمقراطية ففي حين يعتبر الكاتب هذا المفهوم يقتصر على الحريات العامة مثله مثل التروتسكية والعائلة الوطنية فان الماوية تعتبر المسالة الديمقراطية مسألة الفلاحين اساسا وقضية تحرير المرأة واطلاق الحريات العامة والفردية كما لاتعتبر هذه الشعارات مجرد شعارات تعبوية كما ورد ذلك في النص وكما يروج لذلك الاوطاد عامة بل شعارات مطروحة في البرنامج السياسي المرحلي للشيوعيين يستوجب تدريب الجماهير على افتكاكها وممارستها وقد بينت الانتفاضة ان ذلك ممكن بما ان الجماهير تحدت الاجهزة القمعية وفرضت التظاهرات والاعتصامات والاضرابات والمسيرات الخ...

وفي الختام اقول ان خطة التيار الماوي كانت واضحة منذ اندلاع الانتفاضة وهي تتلخص في النداءات التي وقع توجيهها الى الشعب -6 نداءات- والى تحليلها لتركيبة جبهة 14 جانفي ومجلس حماية الثورة والهيئة العليا... وطرحت منذ البداية ايجاد اطر من اجل حماية الانتفاضة وخاضت صراعا في صلب لجان "حماية الثورة" ضد تواجد الاخوانجية وتواجد الدساترة" ونادت بضرورة استقلاية الاطر التنظيمية عن الدساترة وعن الاخوانجية وكل الوثائق موجودة لاثبات ذلك غير ان قيادات اليسار الانتهازي سارعت بالتعامل منذ البداية مع حكومة الغنوشي وفيما بعد التطبيع التام مع حكومة باجي قائد السبسي خاصة بعد ان زكت البيروقراطية النقابية هذا التمشي وانخرط الكاتب واصحابه في هذا التمشي رغم المزايدات الكلامية.
حاول الشيوعيون بالطاقات الموجودة خوض الصراع من اجل تأسيس يسار مناضل ومستقل غير ان موازين القوى لم تكن في صالح القوى الثورية وتموقعت قيادات اليسار في خندق الاطر المنصبة وقبلت بالتنصيب وجلست جنبا الى جنب مع الاخوانجي والدستوري والبيروقراطي و"الليبرالي". وان كان السيد الحديدي معنيا باليسار المناضل فان الساحة واسعة وان الجماهير الكادحة في حاجة الى طاقتنا مجمعه لا مشتتة.
20 -04- 2011 تونس

ملاحظات إضافية:
بعد قراءة نص "مغزى ثورة 14" لنفس الكاتب, اود ابداء الملاحظات التالية:
1- يبدو ان السيد الحديدي لا يطلع على ما يقع نشره من مواقف بما انه يدعي في نصه ان هناك غياب لتحليل طبقي فهل قرا كل ما كتب على الانتفاضة؟ لاشك انه قد يكون قرأ بعض النصوص لكنه لايعتبرها معبرة عن افكاره. اود التأكيد للسيد الحديدي اني اعتبر ما حصل في تونس مجرد انتفاضة وهو يصر على تسميتها ثورة 14 وهنا يكمن الفرق الشاسع بين مفهوم الانتفاضة العفوية والثورة التي تقضي كما يقول على اجهزة الدولة.
2- انا اختلف كليا مع السيد الحديدي فيما يخص طبيعة المجتمع وطبيعة الثورة وقد لمست ذلك في نصه مغزى ثورة 14 وفي نصه الثاني" خطتان :تجميل النظام شبه الاستعماري ام القضاء عليه" فهو حسب ماورد في نصه يتبنى الطرح الدغمائي التحريفي من جهة ويمارس عمليا النقابوية من جهة ثانية .
3- اعتقد ان السيد الحديدي لم يحسم امره بعد وهو يظل متذبذبا بين هذه القوى وتلك فهو احيانا يعتبرها ثورية واحيانا اخرى ينعتها بالمساومة ...فهو يدعي ان القوى الثالثة التي وقع تصنيفها في نصه مغزى ثورة "14تعمل على تجذير الثورة والوصول بها الى هدف القضاء على اجهزة النظام"وفي مواقع اخرى يقول ان نفس القوى تساوم مع البيروقراطية الخ...وهو من جهة اخرى يدعم جبهة 14 الانتهازية وكل القوى المنتمية اليها.وللتذكير اقول ان جبهة 14 تتكون من 3 اطراف تروتسكية و3 اطراف وطنية ديمقراطية و3 اطراف قومية وقد يكون الكاتب من ضمن هذه الجبهة الانتهازية(انظر حقيقة جبهة 14 بامضاء التيار الماوي-الحوار المتمدن-)
4- يتحدث السيد الحديدي عن الثورة الديمقراطية المعادية للامبريالية في الوطن العربي وهو بذلك يقدم الدليل على الخلط النظري بين الوطنية والديمقراطية بالرغم من العلاقة الوطيدة بينهما فالنضال ضد الامبريالية والعملاء يندرج ضمن الاطار الوطني في حين دحر بقايا الاقطاع والنظرة الدونية للمرأة والحريات العامة والفردية يندرج ضمن المسألة الديمقراطية.وليس هناك فصل بين هذا وذاك لان مجرى الصراع الطبقي قد يضع المسألة الوطنية في الصدارة كما يمكن للمسألة الديمقراطية ان تتصدر النضالات...غير ان الانحراف الدغمائي الذي يريد حبس التجربة الاشتراكية عند الرفيق ستالين حال دون فهم واقع المرحلة .
5- يركز الكاتب على الطبقة العاملة وكأن الطبقة العاملة ستقوم بالثورة بمفردها ويتجاهل مفهوم الشعب في مرحلة النضال الوطني الديمقراطي فالشعب يتكون من الطبقة العاملة كقوة قائدة ومن الفلاحين كحليف اساسي والبرجوازية الصغيرة وكل العناصر الوطنية المعادية للامبريالية والاقطاع كما يركز الكاتب على العمل النقابي ويتناسى ان النشاط النقابي في اشباه المستعمرات محدود الفاعلية بفعل طبيعة المجتمع.(انظر موضوعات حول العمل النقابي في تونس-الحوار المتمدن-) ويخفي هذا التركيز على العمل النقابي في اشباه المستعمرات الانحراف الاقتصادوي والنقابوي الذي تعاني منه فرق" العائلة الوطنية" وخاصة ما يسمى بالاوطاد .
6- يدعي كاتب النص ان القوى الثورية "فشلت في بلورة خط نظري سياسي برولتاري وظلت اسيرة المقولات الشعبوية والاصلاحية والقومية..." يبدو ان الكاتب اما يتجاهل كل ما وقعت كتابته فيما يخص الاستراتجيا والتكتيك او انه لم يطلع على التراث الم الل. وانه يقتصر على "ثقافة السماع والقيل والقال" ان الخط الشيوعي في تونس له مواقف من طبيعة الاحزاب الرجعية بما في ذلك الاخوان(انظر ملف ضد الظلامية- حول الدين-الاخوان اعداء الشعب-نقد نظرية كركر حول الاقتصاد ...ومن الاطراف اليسارية :حقيقة حزب العمال-التيار التصفوي من المزايدة الى الانهيار-حزب العمل الوطني الديمقراطي من الشرعوية الى الانتهازية- الاوطاد والانحراف الدغمائي التحريفي- قراءة في بدائل اليسار) وترسم هذه النصوص خط التباين بين الانتهازية والثورية وتبلور استراتيجية الثورة الوطنية الديمقراطية.
7- لقد اكتفى الكاتب باصدار احكام عامة دون اطلاع على ما توصل اليه الخط الشيوعي من استنتاجات عبر الممارسة اليومية وظل متذبذبا بفعل وضعه البرجوازية الصغير لم يرتق بعد الى الموقف البرولتاري ولم يبلغ مستوى تغيير نمط حياته وفق ما تتطلبه المنظمة الثورية المحترفة من نضج ومن نكران الذات ومن بلترة وانصهار كما يقول.
8- ان الخط الشيوعي في تونس لايدعي مسك الحقيقة لكنه يدعي انه قدم الكثير على المستوى النظري والعملي وان استشرست الرجعية والانتهازية من بوكت وعود واوطاد...ضد هذا الخط فلانه رفض المساومة في اكثر من مرة ولااحد يمكن له المزايدة لان الخط دخل في العديد من المناسبات في محاولات التوحيد مع اطراف اليسار لكن هذه الاطراف-بما في ذلك الاوطاد- رغم الاتفاقات تنكرت للتحالفات ولهثت وراء الموقع باستعمال كل الوسائل.
21 -04- 2011 تونس "
------------------------------------------------------------------------------------------------

3- الثورة الديمقراطية البلشفية / الخوجية :
يخلط الخوجي المتستّر منتهى الخلط بين الثورة الديمقراطية فى روسيا و الثورة الديمقراطية فى أشباه المستعمرات. إنّه يفسخ الخطوط المميّزة بين الثورة فى روسيا كبلد رأسمالي إمبريالي و إن كان متخلّفا نسبة للبلدان الرأسمالية الإمبريالية الأخرى و بين الثورة فى البلدان المضطهدَة شعوبها و أممها. وهو لا يفرّق بين النوعين من الثورات و النوعين من البلدان على غرار التروتسكيين و خوجا فى " الإمبريالية و الثورة " و بهذا الصدد يرتكب ذات الخطإ التروتسكي الذى نقده ستالين فى جداله ضد المعارضة و تروتسكي بشأن الثورة الصينية.
ويستهدف " البلشفي/ الخوجي" من هذا الخلط أن يماهي بين الثورة فى البلدين المختلفين فى إطار سعيه المحموم لقبر " الديمقراطية الجديدة " الماوية. بالإعتماد على ما كتب لينين و ستالين و على التجربة العملية المراكمة فى الصين وعالميّا ، أكّد ماو أنّه لم تعد توجد إمكانية ثورة ديمقراطية من الطراز القديم فى عصر الإمبريالية و الثورة الإشتراكية و ما حلّ محلّها هو الثورة الديمقراطية الجديدة بقيادة البروليتاريا و حزبها الطليعي كمرحلة تمهّد للثورة و كجزء من الثورة البروليتارية العالمية.
و قد نشر " حول الديمقراطية الجديدة " فى مجلّة الأممية الثالثة و حضي بإهتمام و ترحيب كبيرين و لم يوجه له ستالين أي نقد لأنّه إستند إلى مقولاته هو بالذات و يعكس فعلا و يلخّص تجارب عملية لسنوات و يطوّر الماركسية- اللينينية و لا يذهب أبدا ضد مبادئها الجوهرية. هذا البلشفي/ الخوجي و أشياعه هم الذين يتنكّرون للينين و ستالين و لتجارب البروليتاريا العالمية و يدافعون فى الواقع عن أطروحات خوجية نهلها أنور خوجا من التروتسكية ليرجم بها زورا و بهتانا ماو تسى تونغ.
و لقد أوضح " بيان الحركة الأممية الثورية " لسنة 1984 تياري الثورة البروليتارية العالمية : الثورة الديمقراطية الجديدة / الوطنية الديمقراطية فى المستعمرات و أشباه المستعمرات و الثورة الإشتراكية فى البلدان الرأسمالية الإمبريالية . و قد نشر ناشر هذا البيان عينه ، شادي الشماوي كما مرّ بنا ، عددا من " الماوية : نظرية و ممارسة " ، العدد العاشر ، لتوضيح هذه المسألة و من الأكيد أنّ دراسته مفيدة للغاية بهذا المضمار.
و من العدد الأوّل " من " لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية !" طرحنا سؤالا هاما " الديمقراطية القديمة البرجوازية أم الديمقراطية الجديدة الماوية ؟ "و أجبنا من وجهة نظر البروليتاريا الثورية و علم الثورة البروليتارية العالمية :الماركسية-اللينينية - الماوية و من إجابتنا لكم مقتطف :
" الديمقراطية القديمة أم الديمقراطية الجديدة :

"إنّ التناقضات المختلفة من حيث طبيعتها لا يمكن أن تحلّ إلاّ بطرق مختلفة طبيعيّا " (ماو تسى تونغ " فى التناقض" ).

كانت الثورات الديمقراطية القديمة ضد الإقطاع، قبل القرن العشرين، ثورات برجوازية تفرز دولا رأسمالية برجوازية.أمّا الثورات الديمقراطية الجديدة فتتعارض تمام التعارض مع الديمقراطية القديمة أي مع الديمقراطية البرجوازية الراسمالية-الإمبريالية بمعنى أنّ نتيجة الثورة الديمقراطية الجديدة الحقّة لن تكون دولة ديمقراطية قديمة برجوازية و مجتمع رأسمالي تسوده البرجوازية و إنّما دولة ديمقراطية جديدة ، دولة ديمقراطية شعبية لطبقات ثورية مناهضة للإمبريالية و البرجوازية الكمبرادورية/ البيروقراطية والإقطاع تقودها البروليتاريا و تمهّد الطريق للثورة الإشتراكية كجزء من الثورة البروليتارية العالمية.
بهذا المعنى الديمقراطية الجديدة مرحلة إنتقالية من مجتمع المستعمرات الجديدة أو أشباه المستعمرات إلى مجتمع مستقلّ ديمقراطي بقيادة بروليتارية و بتحالف وثيق مع الفلاحين الفقراء كخطوة اولى تليها خطوة ثانية لبناء مجتمع إشتراكي و هذا تيّار من تياّري الثورة البروليتارية العالمية و تياّرها الثاني هو الثورات الإشتراكية فى البلدان الرأسمالية الإمبريالية.
و لشرح الديمقراطية الجديدة كتب ماو عام 1940كتيّبا لم يكن فى منتهى الأهمّية لإنتصار الثورة فى الصين فحسب بل بات ذا مغزى عالمي و أحد أهمّ مساهمات ماو تسى تونغ فى تطوير علم الثورة البروليتارية العالمية ، و منه نقتطف لكم الفقرات التالية الطويلة نسبيّا للضرورات التي ألمحنا إليها فى المقدّمة :
--- " فى هذا العصر إذا نشبت فى أي بلد مستعمر أو شبه مستعمر ثورة موجهة ضد الإمبريالية ، أي ضد البرجوازية العالمية و الرأسمالية العالمية، فهي لا تنتسب إلى الثورة الديمقراطية البرجوازية العالمية بمفهومها القديم ،بل تنتسب إلى مفهوم جديد، و لا تعدّ جزءا من الثورة العالمية القديمة البرجوازية و الرأسمالية ، بل تعدّ جزءا من الثورة العالمية الجديدة، أي جزءا من الثورة العالمية الإشتراكية البروليتارية. و إنّ مثل هذه المستعمرات و شبه المستعمرات الثورية لم تعد تعتبر فى عداد حليفات الجبهة الرأسمالية العالمية المضادة للثورة ، بل أصبحت حليفات للجبهة الإشتراكية العالمية الثورية." ( من فقرة " الثورة الصينية جزء من الثورة العالمية ").
--- " إن الجمهورية الديمقراطية الجديدة تختلف عن الجمهورية الرأسمالية من النمط الأوربي الأمريكي القديم والخاضعة لديكتاتورية البرجوازية ، إذ أن هذه الأخيرة هي جمهورية الديمقراطية القديمة التي قد فات أوانها ، و من جهة أخرى فإنها تختلف أيضا عن الجمهورية الإشتراكية من النمط السوفياتي والخاضعة لديكتاتورية البروليتاريا ،فإن مثل هذه الجمهورية الاشتراكية تزدهر في ارض الاتحاد السوفياتي وسوف تعمم في جميع البلدان الراسمالية ، وأكيد أنها ستصبح الشكل السائد لتركيب الدولة والسلطة السياسية في جميع البلدان المتقدمة صناعيا . ولكن مثل هذه الجمهورية ، خلال فترة تاريخية معينة لا تصلح للثورات في البلدان المستعمرة وشبه المستعمرة ، ولذا فلا بد أن يتبنى خلال تلك الفترة التاريخية المعينة شكل ثالث للدولة في ثورات جميع البلدان المستعمرة والشبه المستعمرة . ألا و هو جمهورية الديمقراطية الجديدة . وبما أن هذا الشكل مناسب خلال فترة تاريخية معينة ، فهو شكل انتقالي ، ولكنه ضروري لا بديل له."(من فقرة " سياسة الديمقراطية الجديدة ")
--- " ان الجمهورية التي يجب إقامتها ...لا بد أن تكون جمهورية للديمقراطية الجديدة سياسيا واقتصاديا على حد سواء . ستكون المصاريف الكبرى والمشاريع الصناعية والكبرى ملكا للجمهورية " إن كافة المشاريع أكانت صينية أم أجنبية والتي تحمل طابعا احتكاريا أو هي أكبر من أن يديرها الأفراد، مثل المصارف والسكك الحديدية والخطوط الجوية يجب ان تشرف عليها الدولة وتديرها ، حتى لا يستطيع الرأسمال الخاص أن يسيطر على وسائل معيشة الشعب ، هذا هو المبدأ الرئيسي لتحديد الرأسمال " ...ففي الجمهورية الديمقراطية الجديدة الخاضعة لقيادة البروليتاريا سيكون القطاع العام ذا طبيعة اشتراكية ، وهو يشكل القوة القائدة في مجموع الاقتصاد القومي بيد ان هذه الجمهورية لا تصادر الأملاك الرأسمالية الخاصة الأخرى ، ولا تحظر تطور الإنتاج الرأسمالي الذي " لا يسطر على وسائل معيشة الشعب " وذلك لأن اقتصاد الصين لا يبرح متخلفا جدا .
وستتخذ هذه الجمهورية بعض التدابير اللازمة من أجل مصادرة أراضي ملاك الأراضي وتوزيعها على الفلاحين الذين لا يملكون أرضا أو يملكون قطعا صغيرة ، تطبق بذلك شعار ... القائل " الأرض لمن يفلحها " وتلغى العلاقات الإقطاعية في المناطق الريفية ، وتحيل ملكية الأرض إلى الفلاحين . أما اقتصاد الفلاحين الأغنياء في المناطق الريفية فوجوده مسموح به . تلك هي سياسة تحقيق المساواة في ملكية الأرض و شعار " الأرض لمن يفلحها " هو الشعار الصحيح الذي يترجم تلك السياسة. وفي هذه المرحلة لن نسعى على العموم الى إقامة الزراعة الاشتراكية . بيد ان أنوعا مختلفة من الاقتصاديات التعاونية التي تكون قد تطورت على أساس " الأرض لمن يفلحها " سوف تحتوي على عناصر اشتراكية" ( من فقرة " إقتصاد الديمقراطية الجديدة ").
---" أمّا الثقافة الجديدة فهي إنعكاس إيديولوجي للسياسة الجديدة و الإقتصاد الجديد وهي كذلك فى خدمتها." ( من فقرة : ثقافة الديمقراطية الجديدة.) " إنّ ثقافة الديمقراطية الجديدة هذه ثقافة وطنية تعارض الإضطهاد الإمبريالي و تنادي بالمحافظة على كرامة الأمة ... و إستقلالها. هذه الثقافة تخصّ أمتنا ، و تحمل خصائصها الوطنية. و يجب عليها أن ترتبط بالثقافة الإشتراكية و ثقافة الديمقراطية الجديدة لسائر الأمم ، بحيث تتشرّب من بعضها البعض و تتبادل المساعدة لتتطوّر سويّا فى سبيل تشكيل ثقافة جديدة للعالم ...إنّ ثقافة الديمقراطية الجديدة هذه ثقافة علمية تعارض سائر الأفكار الإقطاعية و الخرافية و تنادي بالبحث عن الحقيقة من الوقائع، و بالإلتزام بالحقيقة الموضوعية ، كما تنادى بالوحدة بين النظرية و الممارسة العملية... إنّ ثقافة الديمقراطية الجديدة هذه هي ثقافة جماهيرية وهي بالتالى ديمقراطية . و ينبغى لها أن تخدم الجماهير الكادحة من العمّال و الفلاحين الذين يشكّلون أكثر من 90% من سكّان بلادنا ، و أن تصبح بصورة تدريجية ثقافتهم الخاصّة." ( من فقرة " ثقافة وطنية علمية جماهيرية ").
و عليه، واهمون هم أولئك الذين يتصوّرون إمكانية وجود مجتمع رأسمالي ديمقراطي برجوازي على غرار ما يوجد فى أوروبا ، فى المستعمرات الجديدة و أشباه المستعمرات فى حين أنّ هذه الإمكانية منعدمة تاريخيا وواقعيّا.و القوى القومية و "اليسارية" المرتكبة لإنحراف قومجي ،الداعية للتحرّر الوطني رئيسيا و المتناسية للطابع الديمقراطي أو المقلّصة من أهمّيته مشدّدة على مواجهة العدوّ الإمبريالي غاضة الطرف عن البرجوازية الكمبرادورية/البيروقراطية ( و متحالفين معها أحيانا) و الإقطاع على خطإ واضح و جلي ؛ و القوى "اليسارية" التي تشدّد التشديد كلّه على الطابع الديمقراطي بمعنى الحرّيات السياسية حصريا تقريبا مخطئة هي الأخرى لتقليصها لمضمون الثورة التي تتطلبها المرحلة فى المستعمرات الجديدة وأشباه المستعمرات و طبيعتها و إستهتارها بالجبال الرواسي الثلاثة ألا وهي الإمبريالية و البرجوازية الكمبرادورية و الإقطاع.
الديمقراطية الجديدة تطوير لعلم الثورة البروليتارية العالمية أم تحريف له :

رغم محاولات الحركة الشيوعية العالمية و الأممية الشيوعية بقيادة البلاشفة الذين كانوا على رأس جماهير الشعب فى إنجاز ثورة أكتوبر المجيدة ،أن تطوّر خطّا متكاملا للثورة فى المستعمرات و أشباه المستعمرات ،فإنّ لينين أقرّ بمحدودية تلك الجهود و بالحاجة الأكيدة لتطوير طرق جديدة و عدم إتباع طريق أكتوبر.و قد صرّح فى تقرير فى المؤتمر الثاني لعامة روسيا للمنظمات الشيوعية لشعوب الشرق فى 22 نوفمبر 1919 ، بالآتى :
" أنتم تمثلون منظمات شيوعية و أحزابا شيوعية تنتسب لمختلف شعوب الشرق . و ينبغى لى أن أقول إنه إذا كان قد تيسر للبلاشفة الروس إحداث صدع فى الإمبريالية القديمة ، إذا كان قد تيسر لهم القيام بمهمة فى منتهى العسر وإن تكن فى منتهى النبل هي مهمة إحداث طرق جديدة للثورة ، ففى إنتظاركم أنتم ممثلى جماهير الكادحين فى الشرق مهمة أعظم و أكثر جدة ...
و فى هذا الحقل تواجهكم مهمة لم تواجه الشيوعيين فى العالم كله من قبل : ينبغى لكم أن تستندوا فى الميدانين النظري و العملي إلى التعاليم الشيوعية العامة و أن تأخذوا بعين الإعتبار الظروف الخاصة غير الموجودة فى البلدان الأوروبية كي يصبح بإمكانكم تطبيق هذه التعاليم فى الميدانين النظري و العملي فى ظروف يؤلف فيها الفلاحون الجمهور الرئيسي و تطرح فيها مهمة النضال لا ضد رأس المال ، بل ضد بقايا القرون الوسطى . وهذه مهمة عسيرة ذات طابع خاص ، غير أنها مهمة تعطى أطيب الثمرات ، إذ تجذب إلى النضال تلك الجماهير التى لم يسبق لها أن إشتركت فى النضال ، و تتيح لكم من الجهة الأخرى الإرتباط أوثق إرتباط بالأممية الثالثة بفضل تنظيم الخلايا الشيوعية فى الشرق ... هذه هي القضايا التى لا تجدون حلولا لها فى أي كتاب من كتب الشيوعية ، و لكنكم تجدون حلولها فى النضال العام الذى بدأته روسيا . لا بد لكم من وضع هذه القضية و من حلها بخبرتكم الخاصة ..."
و بفضل التجارب العملية و النظرية، السلبية منها و الإيجابية، المراكمة وإستجابة لمتطلبات واقع المستعمرات الجديدة و اشباه المستعمرات ، طوّر ماوتسى تونغ ضمن مساهماته العديدة فى تطوير علم الثورة البروليتارية العالمية و الماركسية فى مكوناتها الثلاثة ، طرقا جديدة للثورة بداية مع ثورة الديمقراطية الجديدة ثم الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى لمواصلة الثورة فى ظلّ دكتاتورية البروليتاريا.
و إثر وفاة القائد البروليتاري الصيني العظيم و إنقلاب التحريفيين فى الصين معيدين تركيز الرأسمالية هناك ، نظّم هجوم سافر على ماو تسى تونغ و مساهماته التى أثبت التاريخ صحّتها ، من طرف الإمبريالية العالمية و الرجعية و التحريفيين الصينيين و كذلك الخوجيين عبر العالم .و إنبري الشيوعيون الثوريون الماويون حقّا للدفاع عن إرث ماو تسى تونغ الذى هو إرث البروليتاريا الثورية العالمية و خاضوا جملة من الصراعات على شتى الأصعدة أدّت ضمن ما أدّت إليه إلى تشكيل الحركة الأممية الثورية سنة 1984 من عدّة أحزاب و منظمات من جميع قارات الكوكب أصدرت بيانا عالميا فى تلك السنة منه نقتطف لكم بضعة فقرات متصلة بالموضوع الذى نحن بصدده وبدروس متعلّقة بهذا النوع من الثورات :
" و لا تزال النظرية التى بلورها ماو تسى تونغ خلال السنوات الطويلة للحرب الثورية فى الصين تمثل المرجع الأساسي لصياغة الإستراتيجيا و التكتيك الثوريين فى البلدان المستعمرة و شبه المستعمرة أو المستعمرات الجديدة . فى هذه البلدان تمثل الإمبريالية الأجنبية و كذلك البرجوازية البيروقراطية "والكمبرادورية " و الإقطاعيون- بإعتبار الطبقتين الأخيرتين طبقات تابعة و مرتبطة بقوة بالإمبريالية- مرمى الثورة (هدفها ). و تعبر الثورة فى هذه البلدان مرحلتين : ثورة أولى هي الثورة الديمقراطية الجديدة التى تؤدي مباشرة فيما بعد إلى ثورة ثانية هي الثورة الإشتراكية . و طبيعة و هدف و مهام المرحلة الأولى من الثورة تخوّل للبروليتاريا وتقتضى منها إقامة جبهة واسعة متحدة تجمع كل الطبقات و الشرائح الإجتماعية التي يمكن كسبها لمساندة برنامج الديمقراطية الجديدة .و مع ذلك ، فإن البروليتاريا تسعى إلى بناء هذه الجبهة المتحدة بما يتفق مع مبدأ تطوير و دعم قواها الذاتية المستقلة وهو ما يستتبع مثلا أنه على البروليتاريا أن تكون لها قواتها المسلحة الخاصة متى حتمت الظروف ذلك و أنه عليها أن تفرض دورها القيادي تجاه قطاعات الجماهير الثورية خاصة تجاه الفلاحين الفقراء. و يتخذ هذا التحالف كمحور أساسي له تحالف العمال مع الفلاحين كما يجب أن تحتل الثورة الزراعية (أي النضال ضد الإستغلال شبه الإقطاعي فى الريف و /أو شعار " الأرض لمن يفلحها ") مكانة مركزية فى برنامج الديمقراطية الجديدة . ...
و من أجل تتويج ثورة الديمقراطية الجديدة، يترتب على البروليتاريا أن تحافظ على دورها المستقل و أن تكون قادرة على فرض دورها القائد فى النضال الثوري وهو ما تقوم به عن طريق حزبها الماركسي -اللينيني-الماوي . و قد بينت التجربة التاريخية مرارا و تكرارا أنه حتى إذا ما إشتركت فئة من البرجوازية الوطنية فى الحركة الثورية فإنها لا تريد (ولا تستطيع ) قيادة ثورة الديمقراطية الجديدة و من البداهة إذا ألآ توصلها إلى نهايتها. كما بينت التجربة التاريخية أن "جبهة معادية للإمبريالية " (أو "جبهة ثورية " أخرى من هذا القبيل ) لا يقودها حزب ماركسي-لينيني–ماوي لا تؤدى إلى نتيجة حتى إذا ما كانت هذه الجبهة (أو بعض القوى المكوّنة لها ) تتبنى خطا "ماركسيا" معينا أو بالأحرى ماركسيا كاذبا . و بالرغم من أن هذه التشكيلات الثورية قد قادت أحيانا معاركا بطولية بل و سدّدت ضربات قوية للإمبريالية ، فإنها أظهرت أنها عاجزة على المستوى الإيديولوجي و التنظيمي ،عن الصمود أمام التأثيرات الإمبريالية و البرجوازية. و حتى فى الأماكن التى تمكّنت فيها هذه العناصر من إفتكاك السلطة، فإنها بقيت عاجزة عن تحقيق تغيير ثوري كامل للمجتمع فإنتهت جميعا ،إن عاجلا أم آجلا ، بأن قلبتها الإمبريالية أو أن تحولت هي نفسها إلى نظام رجعي جديد يعمل اليد فى اليد مع الإمبرياليين .
و يمكن للحزب الشيوعي فى الوضعيات التى تمارس فيها الطبقات المسيطرة ديكتاتورية عنيفة أو فاشية أن يستغل التناقضات التى يخلقها هذا الوضع بما يدعم الثورة الديمقراطية الجديدة و أن يعقد إتفاقات أو تحالفات مؤقتة مع عناصر من طبقات أخرى . و لكن هذه المبادرات لا يمكن لها أن تنجح إلا إذا واصل الحزب المحافظة على دوره القيادي و إستعمل هذه التحالفات فى النطاق المحدّد بمهمته الشاملة و الرئيسية و المتمثلة فى إنجاح الثورة ، دون أن يحوّل النضال ضد الديكتاتورية إلى مرحلة إستراتيجية للثورة بما أن محتوى النضال المعادي للفاشية ليس إلا محتوى الثورة الديمقراطية الجديدة ويتعين على الحزب الماركسي -اللينيني- الماوي لا فقط أن يسلّح البروليتاريا و الجماهير الثورية بوسائل فهم طبيعة المهمّة الموكولة للإنجاز مباشرة (إنجاح الثورة الديمقراطية الجديدة ) و الدور و المصالح المتناقضة لممثلى مختلف الطبقات (الصديقة أو العدوّة ) و لكن أيضا أن يفهمهم ضرورة تحضير الإنتقال إلى الثورة الإشتراكية وواقع أن الهدف النهائي يجب أن يكون الوصول إلى الشيوعية على مستوى العالم .

ينطلق الماركسيون – اللينينيون- الماويون من مبدإ أن على الحزب أن يقود الحرب الثورية بما يجعلها حرب جماهير حقيقية . و يجب عليهم حتى خلال الظروف العسيرة التى تفرضها الحرب أن يعملوا على تربية واسعة للجماهير و مساعدتها على بلوغ مستوى أرقى نظريا و إيديولوجيا و من أجل ذلك يتوجب تأمين نشر و تطوير صحافة شيوعية منتظمة الصدور و العمل على أن تدخل الثورة الميادين الثقافية .
فى البلدان المستعمرة و شبه المستعمرة ( أو المستعمرات الجديدة )، تمثّل الإنحراف الرئيسي فى الفترة الأخيرة (و لا تزال) فى الميل إلى عدم الإعتراف أو إنكار هذا التوجه الأساسي للحركة الثورية فى مثل هذه البلدان : الميل إلى إنكار الدور القيادي للبروليتاريا و للحزب الماركسي -اللينيني- الماوي و إلى رفض أو تشويش إنتهازي لنظرية حرب الشعب و إلى التخلى عن بناء جبهة متحدة على أساس تحالف العمال و الفلاحين تقودها البروليتاريا .
و قد تجلى هذا الإنحراف التحريفي فى الماضي فى شكل "يساري " أو فى شكل يميني مفضوح . و لطالما نادى التحريفيون الجدد ب " الإنتقال السلمي للإشتراكية " (و خصوصا إلى حدود الماضى القريب ) و سعوا إلى دعم القيادة البرجوازية فى نضالات التحرر الوطني و لكن هذه التحريفية اليمينية التى لا تخفى سياستها الإستسلامية ، كانت دائما ما تجد صداها فى شكل آخر للتحريفية تتقاطع معها اليوم أكثر فأكثر : نوع من التحريفية المسلحة " اليسارية " تدعو لها فيمن يدعو لها ، من حين لآخر القيادة الكوبية و تؤدى إلى سحب الجماهير بعيدا عن النضال المسلح و التى تدافع عن فكرة دمج كل مراحل الثورة و عدم القيام إلا بثورة واحدة، ثورة إشتراكية مزعومة. و تؤدى هذه السياسة عمليا إلى محاولة دفع البروليتاريا إلى أفق محدود جدا و إلى إنكار واقع أن على الطبقة العاملة أن تقود الفلاحين و قوى أخرى وأن تسعى بذلك إلى تصفية كاملة للإمبريالية و للعلاقات الإقتصادية و الإجتماعية المتخلفة و المشوّهة التى يتمّعش منها رأس المال الأجنبي و التى يجتهد فى تدعيمها . و يمثل هذا الشكل من التحريفية اليوم واحدة من الوسائل الرئيسية التى يستعملها الإمبرياليون الإشتراكيون للإندساس فى نضالات التحرر الوطني و مراقبتها .
ويجب على الماركسيين- اللينينيين - الماويين ، حتى يمكّنوا تطور الحركة الثورية فى المستعمرات و أشباه المستعمرات (أو المستعمرات الجديدة ) من إتخاذ توجه صحيح ، أن يواصلوا تكثيف النضال ضد كلّ أشكال التحريفية و الدفاع عن مساهمات ماو بإعتبارها أساسا نظريا ضروريا من أجل تحليل عميق للظروف الملموسة و بلورة خط سياسي مناسب فى مختلف البلدان من هذا النوع . ( من فقرة " المهام فى المستعمرات و أشباه المستعمرات (أو المستعمرات الجديدة ) ")
و عقب أقلّ من عقد من النضال النظري و العملي و تطوير منظّمات و أحزاب و حرب الشعب فى عدّة بلدان لا سيما فى البيرو فى ثمانينات القرن العشرين ، خطت الحركة الأممية الثورية خطوة نوعية أخرى بتبنّيها للماركسية-اللينينية-الماوية و إعتبارها الماوية مرحلة ثالثة جديدة و أرقى فى علم الثورة البروليتارية العالمية .وهي تفسّر مساهمات ماو تسى تونغ فى "لتحي الماركسية-اللينينية-الماوية" سنة 1993خطّت الأسطر التالية بشأن الثورة الديمقراطية الجديدة :
" و تمكّن ماوتسي تونغ من حلّ مسألة كيفية إنجاز الثورة في بلد تهيمن عليه الإمبريالية . فالطريق الأساسي الذي رسمه للثـورة الصينيــــــة يمثــــل مساهمة لا تقدر بثمن فى نظرية وممارسة الثورة وهي مرشد لتحرير الشعوب التى تضطهدها الإمبريالية. و هذا الطريق يعنى حرب الشعب و محاصرة الأرياف للمدن ويقوم على الكفــــــاح المسلح كشكل أساسي للنضــال وعلى الجيش الذى يقوده الحزب كشكل أساسي لتنظيم الجماهير وإستنهاض الفلاحين وخاصة الفقراء منهم و على الإصلاح الزراعي و بناء جبهة موحدة بقيادة الحزب الشيوعي وذلك قصد القيــام بثـورة الديمقراطية الجديدة ضد الامبريالية والإقطاع والبرجوازية البيروقراطيــــــة و تركيز ديكتاتورية الطبقات الثورية تحت قيادة البروليتاريا كتمهيـــد ضروري للثورة الإشتراكية التي يجب أن تتلو مباشرة إنتصار المرحلة الاولى من الثـورة . وقدم ماو الأطروحة المتمثلة في " الأسلحة السحرية الثلاثة " : الحزب والجيش والجبهة المتحدة " كأدوات لا بد منها لإنجاز الثــــورة فى كل بلـــــد طبقا للظروف و طريق الثورة الخاصين . "
و بناء على ما تقدّم نستشفّ أنّ الديمقراطية الجديدة ليست تحريفا و تشويها لعلم الثورة البروليتارية العالمية و إنّما هي تطوير خلاّق قائم على دراسات وتجارب عملية فى الصين طوال عقود من الحرب الأهلية و على حقيقة أثبت تاريخ الصراع الطبقي فى الصين و غيرها من البلدان صحّها و انّ مدعي إتباع طريق أكتوبر – الإنتفاضة المسلحة المتبوعة بحرب أهلية و ليس حرب الشعب و محاصرة الريف للمدن- يطرحون طريقا خاطئا لن يقدر الشعب إذا ما إنتهجه أن يحقّق التحرّر الديمقراطي الجديد و التمهيد للثورة الإشتراكية كجزء من الثورة البروليتارية العالمية و فى تحالف مع التيار الآخر للثورات البروليتارية ، تيار الثورات الإشتراكية فى البلدان الرأسمالية –الإمبريالية. و كلّ القوى الشرعوية و الإصلاحية "الديمقراطية " من الطراز القديم التي تسعى إلى العمل فى إطار دولة الإستعمار الجديد لن تستطيع أبدا ان تنجز الثورة الديمقراطية الجديدة التي تستدعى القضاء على هذه الدولة لبناء دولة الديمقراطية الجديدة عوضا عنها و على أنقاضها.
الثورة الديمقراطية الجديدة / الثورة الوطنية الديمقراطية :

فى خضمّ الجدال الكبير للحزب الشيوعي الصيني و على رأسه ماو تسى تونغ ضد التحريفية المعاصرة منذ الخمسينات و خاصة الستينات ، صاغ الرفاق الماويون الصينيون وثيقة تاريخية مثّلت حجر الزاوية فى القطع النظري و العملي مع التحريفية المعاصرة السوفياتية منها و اليوغسلافية و الفرنسية و الإيطالية ...و فى بناء الحركة الماركسية- اللينينية العالمية و نقصد " إقتراح حول الخطّ العام للحركة الشيوعية العالمية " بتاريخ يونيو/ حزيران عام 1963( دار النشر باللغات الأجنبية ، بيكين 1963) .
فى تناقض مع الأطروحات التحريفية المعاصرة و للتشديد على التناقضين الأساسيين الذين على حركة التحرّر الوطني بقيادة شيوعية معالجتهما ، كتب الرفاق الماويون الصينيون ضمن النقطة 8 :
- " إنّ مناطق آسيا و أفريقيا و أمريكا اللاتينية الواسعة هي المناطق التي تتجمّع فيها مختلف أنواع التناقضات فى العالم المعاصر، و الإستعمار أضعف ما يكون سيطرة فى هذه المناطق ، وهي مراكز عواصف الثورة العالمية التي تسدّد الآن الضربات المباشرة إلى الإستعمار.
إنّ الحركة الوطنية الديمقراطية الثورية فى هذه المناطق و حركة الثورة الإشتراكية العالمية هما التياران التاريخيان العظيمان فى عهدنا الحاضر. إنّ الثورة الوطنية الديمقراطية فى هذه المناطق هي جزء هام من الثورة البروليتارية العالمية المعاصرة. " ( ص 14)
وشرحوا مهام الأحزاب البروليتارية وحذّروها من مغبّة السقوط فى خطإ التذيّل لقوى برجوازية أو إقطاعية فى النقطة 9:
" و إذا أصبحت البروليتاريا ذيلا للإقطاعيين و البرجوازيين فى الثورة ، فإنه لا يمكن أن يحقّق نصر حقيقي كامل للثورة الوطنية الديمقراطية بل و حتى إذا تحقّق نوع من النصر فإنّه من غير الممكن أيضا أن يوطّد ذلك النصر. و فى مجرى النضالات الثورية التي تخوضها الأمم و الشعوب المضطهَدَة يجب على الحزب البروليتاري أن يضع برنامجه الخاص به الذى هو كلّيا ضد الإستعمار و الرجعية المحلّية و من أجل الإستقلال الوطني والديمقراطية الشعبية، و عليه أن يعمل مستقلاّ بين الجماهير و يوسّع بلا إنقطاع القوى التقدّمية و يكسب القوى الوسطى و يعزل القوى الرجعية؛و بذلك فقط يمكنه ان يسير بالثورة الوطنية الديمقراطية إلى النهاية و يوجه الثورة إلى طريق الإشتراكية."( ص 20)
و هكذا ماويا الثورة الوطنية الديمقراطية التي طرحت فى "الإقتراح..." صياغة مساوية و متماهية مع الثورة الديمقراطية الجديدة ، موجهة سياسيا إلى الحركة الشيوعية العالمية بكلمات مشدّدة على المهام الأساسية و الصراع ضد الأطروحات التحريفية المعاصرة. و قد تبنّت عديد الأحزاب و المنظّمات الماركسية- اللينينية عبر العالم حينها و فى لاحق الأيام هذا المفهوم ، مفهوم الثورة الوطنية الديمقراطية.
وفى تونس مثلا، أكّد عليه أنصار الحركة الماركسية- اللينينية بقيادة ماو تسى تونغ فى تناقض مع الأطروحات التروتسكية و التروتسكية الجديدة القائلة بطبيعة المجتمع الرأسمالية وبالثورة الإشتراكية فى المستعمرات و أشباه المستعمرات، إلى درجة أن البعض بات فى السبعينات و الثمانينات من القرن العشرين يطلقون خطأ على أنفسهم إسم طبيعة الثورة المنشودة فى بلد شبه مستعمر شبه مستعمر ( الوطنيون الديمقراطيون بتلويناتهم العديدة) . و فى المغرب أيضا تبنّت الحركة الماركسية- اللينينية ، لا سيما "إلى الأمام"، أفكار ماو تسى تونغ ومفهوم الثورة الوطنية الديمقراطية و طبيعة المجتمع شبه المستعمر شبه الإقطاعي ( أنظروا: دفاعا عن التاريخ - موقع فكر ماو تسي تونغ في تجربة الحملم بالمغرب - طريق الثورة - ).
و فى أواخر الستينات و إثر إعادة تشكيله و قطعه مع التحريفية المعاصرة إستجابة لدعوة "الإقتراح..." والحزب الشيوعي الصيني على رأس الحركة الماركسية- اللينينية العالمية لأن يتمايز الشيوعيون الثوريون على كافة الأصعدة مع هذه التحريفية ، إنطلق الحزب الشيوعي الفليبيني، بعد إعادة تشكّله، فى حرب الشعب و بنى الجيش الشعبي الجديد كما شيّد الجبهة الوطنية الديمقراطية الشهيرة عالميّا .و ما إنفكّت هذه "الأسلحة السحرية الثلاثة " تناضل إلى يومنا هذا من أجل إنجاز الثورة الديمقراطية الجديدة كجزء من الثورة البروليتارية العالمية... و على من يرنو دراسة دقيقة و تفحّص عن كثب لأمثلة خاصة و ذات خصوصيات لبرامج الماويين فى الثورة الديمقراطية الجديدة فعليه البحث فى الأنترنت- مواقع الأحزاب التي نذكر- عن مثلا برنامج الحزب الشيوعي الفيليبيني و برنامج الحزب الشيوعي الهندي (الماوي) و برنامج الحزب الشيوعي الإيراني (الماركسي-اللينيني-الماوي) إلخ.

و تأسيسا على ما مرّ بنا و نظرا للتشويهات التي طالت مفهوم "الثورة الوطنية الديمقراطية "( من تذيّل للقوى القومية و الأصولية ؛ إلى الشرعوية و النقابوية /الإقتصادوية و الإنتفاضوية إلخ) و إنسجاما مع المفاهيم الماوية المتداولة عالميّا على الشيوعيين الماويين بذل قصارى الجهود النظرية و العملية لإزالة الغبار من على المضمون الأصلي و الحقيقي لهذا المفهوم و ربطه بالديمقراطية الجديدة فى إتجاه ترسيخ مفهوم الثورة الديمقراطية الجديدة و نقترح أن نستعمل من هنا فصاعدا صيغة الثورة الديمقراطية الجديدة / الوطنية الديمقراطية للتمايز مع الأطروحات و المفاهيم غير الماوية ."
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------
4- طريق الثورة : طريق ثورة أكتوبر أم طريق الثورة الصينية فى الأساس ؟
فى هذه النقطة كذلك لا يفعل الدغمائي التحريفي سوى عرض الآراء الخوجية الناقدة لحرب الشعب الماوية و النابذة لها مقترحة طريق الإنتفاضة كطريق للثورة حتى فى أشباه المستعمرات ، فى سياق عملية مثالية بهلوانية تجحد ليس فقط تجارب الصين و الفيتنام و غيرها من البلدان و إنّما أيضا تجربة الثورة فى ألبانيا ذاتها التى إتبعت طريق محاصرة المدن إنطلاقا من الريف. و لأنّ المجال لا يحتمل، نوجّه عناية من يتطلّع إلى التعمّق فى هذا الأمر إلى دراسة كتاب أحمد شيخو الصادر عن دار الطليعة،بيروت 1971 ،" حرب التحرير فى ألبانيا " ففيه معلومات كافية و شافية بهذا الخضمّ.
و يتهم " الحديدي" فى نصّه " ضد التصفوية الماوية..." الماويين بأنّهم "يسعون إلى إستيراد دغمائي برجوازي صغير لمقولات محاصرة المدينة بالريف " و " حرب الشعب طويلة الأمد". و بالمقابل يدعو فى "حول مغزى ثورة 14 جانفي" إلى " تطوير الثورة فى مختلف الأقطار العربية " و إلى إيجاد " قطب سياسي ديمقراطي شعبي ينجز كافة مهام الثورة الديمقراطية بأبعادها الوطنية و الإقتصادية و السياسية و الثقافية".
لقد قال ستالين فى " مستقبل الثورة فى الصين" :" فى الصين ، تكافح الثورة المسلّحة ضد الثورة المضادة المسلّحة. تلك هي إحدى خصائص الثورة الصينيّة و إحدى مميزاتها".( ذكره ماو فى"الثورة الصينيّة و الحزب الشيوعي الصيني"، صفحة 436 من المجلّد الثاني من " مؤلّفات ماو تسى تونغ المختارة" ، باللغة العربية ، دار النشر باللغات الأجنبية ، بيكين 1969). وهي ملاحظة يتنكّر لها الخوجيون جميعا .إنهم يدّعون الدفاع عن ستالين قولا و يحرّفون أفكاره فعلا.
و تثبت شيلي آلاندي و ما حصل من إنقلاب بينوشي الدموي سنة 1973 و ما تسبّب فيه من مجازر فى حقّ الشيوعيين و غيرهم كما تثبت تجربة الحزب الشيوعي الأندونيسي فى الستينات و المجازر التى تعرّض لها لأخطاء إقترفها فى علاقة بفهم طبيعة الدولة و دور الجيش و طريق الثورة ، تثبت حقيقة لا بدّ من التأكيد عليها قبل المرور إلى نقاش معمّق للإنتفاضوية مقابل حرب الشعب ألا وهي :" دون جيش شعبي ليس للشعب شيئ" وهي مقولة نحتها ماو تسى تونغ مختصرة و معبّرة عن موقف رفضه تسليم السلاح و حلّ جيش التحرير الشعبي و الإنضمام إلى حكومة تشان كاي تشاك و عني ذلك رفضه لضغوطات ستالين و مقترحاته الخاطئة كما تبيّن و بيّننا و الداعية إلى إيقاف الحرب الأهلية. وبإقتدار واصل ماو قيادة الحزب الشيوعي الصيني و جيش التحرير الشعبي فى الحرب الأهلية و حقّق الظفر للثورة الديمقراطية الجديدة سنة 1949.
" طريق الثورة الديمقراطية الجديدة : حرب الشعب أم الإنتفاضة المسلّحة :

إذا تجاوزنا الحديث عن التحريفيين الكلاسيكيين الذين يدعون إلى الإنتقال السلمي و بالتالى البرلمانية ، و الإصلاحيين من كلّ رهط الذين لا يسعون إلاّ إلى إصلاحات فى إطار دولة الإستعمار الجديد ، دولة الكمبرادور و الإقطاع المتحالفين مع الإمبريالية ، فإنّ ما يسترعي الإنتباه هنا هما تياران إثنان خطيران على البروليتاريا و قيادتها الشعب لتحقيق الثورة الديمقراطية الجديدة : التيّار الخوجي و التحريفية المسلّحة.
فى تنكّر لتاريخ الثورة الألبانية التى تحقّقت بفضل حرب الشعب و محاصرة الريف للمدينة ( أنظروا " حرب التحرير فى ألبانيا " لمحمّد شيخو، دار الطليعة ، لبنان) و إنقلاب على المواقف المساندة و المتبنّية و المثمّنة للخطّ الماوي طوال الستينات و النصف الأوّل من السبعينات ، نظّم أنور خوجا ، أواخر السبعينات ( فى "الإمبريالية و الثورة ") هجوما مسعورا لا مبدئيا و دغمائيا تحريفيا ضد الماوية و ممّا أدار له ظهره طريق الثورة فى المستعمرات و أشباه المستعمرات مدافعا من جهة عن " طريق أكتوبر" أي الإنتفاضة فى المدن الكبرى المتبوعة بحرب أهلية لإفتكاك السلطة و الزحف من المدن إلى الأرياف و مدينا من جهة أخرى طريق الثورة الصينية أي طريق حرب الشعب طويلة الأمد. وهو بذلك ينكر التاريخ الألباني و الصيني و الفتنامي و الكوري ... و الواقع العياني حينها حيث كانت قوى ماوية عديدة تواصل حرب الشعب التى إنطلقت فيها منذ سنوات ، فى تركيا و الهند و الفيليبين ...
و قد أثبت تاريخ الصراع الطبقي أنّ طريق حرب الشعب الماوية هو الطريق السليم و الصحيح الذى مكّن الشعب الصيني بقيادة بروليتارية ماوية من الظفر فى الثورة الديمقراطية الجديدة شأنه فى ذلك شأن الفيتنام لاحقا كما أثبت أنّ ما من بلد شهد مطلقا إنتصار ثورة الديمقراطية الجديدة التى شوّهها أنور خوجا مستعملا مفاهيم أخرى تحريفية برجوازية ،عن طريق الإنتفاضة فى المستعمرات الجديدة و أشباه المستعمرات و ذلك لأنّه طريق خاطئ أصلا لا يميّز بين البلدان الرأسمالية-الإمبريالية و البلدان المستعمرة أو شبه المستعمرة شبه الإقطاعية و بالتالى لا يميّز مثله مثل التروتسكيين بين تياري الثورة البروليتارية العالمية كما حدّدهما لينين. و أثبت تاريخ الصراع الطبقي للقرنين العشرين و الواحد و العشرين أنّ الخطّ الماوي هو الخطّ الصائب و القادر على تحقيق الظفر للبروليتاريا و الشعوب التوّاقة للتحرّر الديمقراطي الجديد و الإشتراكي و أنّ الخطوط الأخرى بشتّى تلويناتها فشلت فى ذلك و لا تستطيع بحكم خطإ خطّها إلاّ أن تفشل. و الأنكى هو أنّ الحركات و الأحزاب التى تجاهلت التعاليم الماركسية- اللينينية - الماوية بهذا الصدد تعرّضت لمذابح و نكسات لم تقدر على تجاوزها لعقود و يكفينا هنا التذكير بما حصل فى أندونيسيا و الشيلي كأمثلة لا أشهر منها.
و يشهد تاريخ الثورة الصينية انّ خطّ وانغ مينغ – الإنتفاضة فى المدن الكبرى و إفتكاك السلطة فيها أوّلا – لم يؤدّ إلى خسائر جسيمة فحسب بل أيضا إلى كوارث كادت تسحق الثورة سحقا لولا المسيرة الكبرى وإنتصار الخطّ الماوي فى قيادة الحزب منذ 1935 . و نجم عن الخطّ الماوي الصحيح تعزيز قوى الثورة و تمكّنها من الإنتصار على أعدائها عبر البلاد بأسرها ( بإستثناء هونكونغ) سنة 1949 و مكّن الفيتنام و كوريا من إلحاق الهزيمة بالأمريكان ( هذا دون الحديث عن حرب التحرير بألبانيا ) .
و الأحزاب الماوية التى إنطلقت فى حرب الشعب الطويلة الأمد كطريق للثورة الديمقراطية الجديدة فى المستعمرات الجديدة و اشباه المستعمرات منذ الستينات – الهند و الفيليبين- و السبعينات- تركيا – و الثمانيات –البيرو- و التسعينات – النيبال- خوّل لها الخطّ الماوي الصحيح تعزيز قوّتها و التقدّم بالثورة غير أنّ إغتيال قادتها أو سجنهم و إرتكاب أخطاء و إنحرافات عن الجوهر الثوري الحقيقي للماوية جعلها فى فترات معيّنة تفقد الكثير من قوّتها و زخم الثورة . و مع ذلك تلك القوى التى لا تزال ماوية رئيسيا قولا و فعلا لم تسحق وهي مع تصحيحها للأخطاء تعود بقوّة لقيادة تقدّم الثورة مثلما هو الحال راهنا فى الفيليبين و الهند .
أمّا التحريفية المسلّحة فى نسختيها الغيفارية و الجبهوية / الإنتفاضية ( على غرار الجبهة السندينية و خطّ فيالوبوس الذى أسقطه الثوريون الماويون داخل الحزب الشيوعي الفليبيني و خطوط مماثلة فى السلفادور و كولمبيا ...) فإنّها تسعى إلى تحقيق إنتصار تعدّه سريعا و تقاسما للسلطة مع فئات من الطبقات الحاكمة لدولة الإستعمار الجديد بعيدا عن تحطيمها و تشييد دولة الديمقراطية الشعبية و تمهيد الطريق للثورة الإشتراكية كجزء من الثورة البروليتارية العالمية.وهي إن لجأت إلى الكفاح المسلّح فكتكتيك مكمّل للبرلمانية أو لتفرض على فئات من الطبقات الحاكمة فى الدولة المفاوضات و الحلّ الذى تنعته بالسياسي و ليس كحرب شعب طويلة الأمد ماوية لإستنهاض الجماهير الشعبية و بناء سلطة حمراء و أجهزة دولة جديدة فى مناطق الإرتكاز بالريف للزحف شيئا فشيئا على المدن و الدولة القديمة و تحطيمها كلّيا جيشا و شرطة و بيروقراطية/ دواوينية كي تمارس الجماهير الشعبية و الطبقات الثورية بقيادة البروليتاريا ديمقراطية صلب الشعب و دكتاتورية ضد الأعداء من إمبرياليين و برجوازية كمبرادورية/ بيروقراطية وإقطاعيين؛ و تعبّد الدولة الجديدة الطريق للثورة الإشتراكية على كافة الأصعدة. و لأنّ المجال لا يسمح بالخوض فى تفاصيل خطّ من هذا القبيل، نحيلكم على دراسة وثائق ماوية منها "غيفارا ، دوبريه و التحريفية المسلّحة " لماويين أمريكان – متوفّر بموقع الفكر الممنوع بالأنجليزية- و وثيقة نشرها ماويون من الهند بمجلّة "عالم نربحه" عن الإقتصادوية المسلّحة ووثيقة أخرى نشرها ماويون من كولمبيا فى ذات المجلّة عن حرب الشعب و الإستراتيجيا الإنتفاضية فضلا عن وثائق حملة التصحيح للحزب الشيوعي الفليبيني.
ودون التوسّع أكثرفى الموضوع، من المهمّ هنا أن نشير إلى أنّ الطريق الإنتفاضى الخوجي يلقى صداه فى تونس عن وعي و تنظير مفضوح أو متستّر او عن غير وعي لدى مجموعات تطلق على نفسها نعت الوطنية الديمقراطية إضافة إلى حزب العمّال الشيوعي التونسي الذى تبنّى الخوجية و دافع عنها صراحة منذ نشأته و هوعالميّا منخرط فى منظمة الأحزاب و المنظمات الخوجية. و فى هذه المدّة الأخيرة، يبثّ أصحاب الطريق الإنتفاضي الخوجي و الإصلاحيين الإنتهازيين الآخرين الأوهام البرجوازية حول الإنتفاضة الشعبية فى تونس معتبرينها ثورة فى حين أنّ ما حقّقته و قد تحقّقه لا يتجاوز الإصلاحات البرجوازية ( تنازلات إقتصادية و سياسية و إجتماعية طفيفة قابلة للإلتفاف عليها فى أقرب الفرص السامحة لأعداء الشعب بذلك ) فرضتها النضالات الشعبية التى لا تمسّ من جوهر دولة الإستعمار الجديد و جيشها و نمط إنتاجها و الطبقات التى هي تمثّلها وتخدمها (2). و عربياّ تجسّد الجبهات الفلسطينية ، و منها بالخصوص الديمقراطية و الشعبية النزعة التحريفية المسلّحة ، علما أنّ هتين الجبهتين كانتا تعدّان الإتحاد السوفياتي الإمبريالي الإشتراكي صديقا للشعوب و كانتا تنسّقان معه المواقف و هما لعقود تقدّمان التنازلات تلو التنازلات إلى درجة أضرّت بقضية التحرّر الوطني الديمقراطي الفلسطينية حتى لا نستعمل كلمات أخرى.
و بإختصار نستخلص من تاريخ الصراع الطبقي للبروليتاريا العالمية أنّ طريق حرب الشعب الطويلة الأمد الماوية هو الطريق الثوري الوحيد فى المستعمرات و أشباه المستعمرات للقضاء على الجبال الرواسي الثلاثة ،الإمبريالية و البرجواية الكمبرادورية / البيروقراطية و الإقطاع وهو طريق أهمّ ما يقتضيه محوريا و مركزيّا تأسيس و بناء حزب بروليتاري ثم جيش شعبي و جبهة متحدة كأسلحة سحرية ثلاثة قادرة على قيادة الشعب لإنجاز الثورة الديمقراطية الجديدة و بناء دولة جديدة ، دولة الطبقات الثورية بقيادة البروليتاريا تمهّد الطريق للثورة الإشتراكية كجزء من الثورة البروليتارية العالمية المسترشدة بالماركسية- اللينينية- الماوية.
و من هذا تتجلّى حقيقة ساطعة على الثوّار البروليتاريين إدراكها ألا وهي" لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية ! "." ( مقتطف من " لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية !" العدد الأوّل).
============================================================



#ناظم_الماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مساهمة فى نقاش وحدة الشيوعيين الماويين فى تونس وحدة ثورية
- دفاع البلاشفة / الخوجيين عن ستالين دفاع مسموم
- قشرة بلشفية و لبّ دغمائي تحريفي خوجي : حقيقة -الحديدي- و من ...
- رقصات الديك المذبوح : - البلاشفة - و - الوطد- . ردّا على مقا ...
- ملاحظات حول بيانات فرق - اليسار- فى تونس بمناسبة غرّة ماي 20 ...
- ملاحظات حول بيان الوطنيين الديمقراطيين - الوطد- بمناسبة غرّة ...
- تحرير الإنسانية : الداء و الدواء ( بمناسبة غرّة ما ي2012)
- تعليق سريع على بيان الوطنيين الديمقراطيين- الوطد- فى ذكرى 24 ...
- لا بدّ من تقديم توضيحات :ما هي أخطاء ستالين؟ و ما هي الثورة ...
- القضاء على الإمبريالية و الرجعية لتحرير الإنسانية ( بمناسبة ...
- تعليق مقتضب على خاتمة -هل يمكن أن نعتبر ماو تسى تونغ ماركسيّ ...
- خاتمة دراسة ( قشرة بلشفية و لبّ دغمائي تحريفي خوجي : حقيقة - ...
- لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية! ( عدد 7 / أفريل 2012) :الرجع ...
- مشروع دليل - أعرف عدوّك- لمواجهة الإسلام السياسي و نقد الدين ...
- لنقاوم الإسلام السياسي و دولة الإستعمار الجديد برمّتها و نرا ...
- اعترافات حزب العمل الألباني بالمواقف الماركسية-اللينينية لما ...
- حسنى ميلوشي الزعيم الجديد للحزب الشيوعي الألباني: ماو تسي تو ...
- رسالة مفتوحة إلى أنصار حركة الوطنيين الديمقراطيين :إلى التحر ...
- تعليق مقتضب على تمهيد-هل يمكن أن نعتبر ماو تسى تونغ ماركسيّا ...
- لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية!( عدد 6 / جانفي 2012)إلى التح ...


المزيد.....




- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ناظم الماوي - النظرية البلشفية / الخوجية للثورة فى أشباه المستعمرات دغمائية تحريفية