أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن عماشا - لبنان في دائرة الفوضى














المزيد.....

لبنان في دائرة الفوضى


حسن عماشا

الحوار المتمدن-العدد: 3772 - 2012 / 6 / 28 - 15:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من السذاجة الاعتقاد بأن لبنان دولة يمكن قراءة مسار الأحداث السياسية والاجتماعية فيها على أسس النهج الاقتصادي وانعكاساته الاجتماعية أو تبعا للتشريعات الدستورية والقانونية.
لن نغرق في تاريخ النشأة والتكوين للكيان اللبناني وبمعزل عن القراءات المتعددة لهذا التاريخ. تجمع النخب اللبنانية باختلاف ميولها واتجاهاتها على انه ليس في لبنان دولة. وان عناصر تماسك نسيجه الاجتماعي مرهونة دائما بالظروف الاقليمية - الدولية ومدى استقرارها. لتنعكس في المساحة التي تسيطر عليها المؤسسات المركزية للإدارة العامة في الكيان. والتي تبقى بعيدة عن رسم اتجاه واضح في سياساتها العامة سواء تجاه قضية الصراع في المنطقة او تجاه علاقاتها الدولية. لأن هذا يشكل تهديد للاستقرار الداخلي بفعل الميول المتناقضة بين الكتل الرئيسية في المجتمع الكياني.
ليست سياسة "النائي بالنفس" التي تعتمدها الحكومة الحالية تجاه الأزمة السورية إلا استمرار للنهج التاريخي لكل الحكومات في لبنان منذ تأسيسه. وفي كل مرة كانت تنزلق سلطة في لبنان نحو موقف فعلي يضعها في جانب من جوانب الصراع كانت تنفجر فيه حرب داخلية. (ثورة 1958 بوجه الرئيس كميل شمعون لإنخراطه بحلف بغداد. 1973محاولة تصفية الثورة الفلسطينية تكرارا لنموذج أيلول الأسود في الاردن عام 1970. ونتيجة فشل العملية في لبنان بفعل التوازنات الدقيقة تمت المحاولة من خلال فريق خارج مؤسسات السلطة فإنفجرت الحرب الأهلية عام 1975.
ان هشاشة البنية الاجتماعية – السياسية في لبنان تجعل أي معاهدة او اتفاق أو قانون عادي او دستوري مادة هامشية لا يعول عليها الا بالقدر الذي يلبي مصلحة جميع الأطراف فليس بلبنان من مقدس واحد عام. بل كل كتلة لها مقدساتها الخاصة التي تعلوا فوق المشترك مع باقي الكتل. وتتجسد بحجم المشاركة في السلطة والادارة والمكتسبات التي توفرها.
يبقى ان في لبنان شريحة اجتماعية يمكن اعتبارها الأكبر حجما وهي عابرة للطوائف والمناطق تحلم في دولة "الحق والقانون والحرية" تحمل في ثقافتها مفاهيم الثورة الديمقراطية الفرنسية. غير انها هامشية التأثير في الأحداث بحكم طبيعتها الطبقية التي تنتمي الى البرجوازية الصغير. وعدم وجود تنظيم أو حزب سياسي يوحدها وينظم حركتها. وهي في تركيبها الثقافي الاجتماعي المتداخل بين الوعي الطبقي والوعي الطائفي. يجعلها مشتته عاجزة عن بلورة رؤية موحدة تجاه ما يعترض تطلعاتها.
فضلا عن كونها ترسم مسبقا آليات حراكها دون النظر في الظروف الموضوعية وطبيعة التناقضات وحدتها فكل ما تستطيع ان تقوم به للتعبير عن خياراتها هو الحراك الاحتجاجي في التظاهر والاعتصام. والذي في غالبه يكون من حيث الاستثمار في النتائج هو في صالح أحد اطراف القوى المهيمنة التي تستثمر هذا الحراك في تحسين شروط مشاركتها في السلطة ما ينعكس احباطا لدى القيمين على الحراك والمبادرين اليه. في ظل نظرة ضبابية تعميمية مفرطة تفقدها القدرة على استكشاف التناقضات بين الشرائح الحاكمة؛ التي تفقدها امكانية الاستفادة من تلك التناقضات لتحقيق التراكم الذي يمدها بالعزيمة والاستمرار.
مع استمرار مفاعيل الأزمة السورية وتداخلها بعمق مجريات الصراع الاقليمي – الدولي تستمر حال الفوضى في لبنان إلا أن ترتسم معالم الخارطة الجيوسياسية والمساحات التي تترجم فيها موازين القوى في المنطقة مع ما تحمله حالة الفوضى هذه من مخاطر الحرائق المتنقلة من منطقة الى اخرى دون أن تؤدي الى تغييرا ملحوظا في موازين القوى الداخلية. الذي لا يمكن تحققه الا بحرب كبيرة تنعكس بنتائجها على كافة الجماعات اللبنانية.
ان النظر الى التوترات في الواقع اللبناني على انه توتر طائفي – مذهبي – بين السنة والشيعة هو في حقيقته تعبير عن ضيق أفق وخضوع للترويج الدعائي الذي تبثه أدوات الهيمنة العالمية. ان العباءة المذهبية الطائفية ما هي في الحقيقة الا ستار تحتجب خلفه طبيعة الصراع في المنطقة حيث تحاول الولايات المتحدة الأمريكية اعادة رسم خارطة المنطقة سياسيا مع ما تقتضيه من تغيرات في البنى والنظم الحاكمة لديمومة سيطرتها وتأمين مصالحها وفي طليعتها حماية الكيان الصهيوني وضمان امنه. وفي المقابل تواجهها قوى المقاومة والممانعة وتلك الباحثة عن حيز ودور لها في المنطقة يؤهلها لإحتلال موقع في الصيغة الجديدة التي سيرسو عليها النظام العالمي الجديد (ايران وتركيا) كل من موقعه.
فإذا كان لبنان في المساحة الجيوسياسية من نصيب القوى الاقليمية المتماهية مع مقتضيات المشروع الأمريكي - وهذا رهن اتجاه الأوضاع في سوريا بما تشتهي أمريكا وحلفائها – سوف نشهد تحولا كبيرا حتى في اصطفاف الطائفة الشيعية التي هي حتى الآن متماسكة بخط موحد اكثر من باقي الطوائف. والعكس بالعكس فان كان الاتجاه العام يميل بعكس ما ترغب وما تعمل له الولايات المتحدة في سوريا وهذا الأرجح سوف نشهد انحسارا كبيرا في البنى الطائفية الأخرى للقوى المتماهية مع المشروع الأمريكي وفي مقدمتهم الطائفة السنية.
هل يمكن الرهان على مسار آخر في سيرورة الأحداث في لبنان؟. ان وجود قوة يمكنها ان تشكل فارق بمجرى الأحداث يمكن الاستدلال عليها من الناحية الموضوعية وهي موجودة كقوة. الا انها من الناحية الفعلية لم تظهر أية مقدمات تبشر بفعلها. غير ان الزمن لم يفت لتتبلور هكذا قوة وتحتل حيزا كبيرا في التأثير الكبير على مجرى الأحداث. تنطلق أساسا في سياسة ايجابية تجاه التحديات الحقيقية التي تواجه لبنان على مختلف الأصعدة: الوطنية ممثلة بالتحدي الصهيوني، والاقتصادية الانمائية باتجاه تعزيز وتنمية الانتاج الوطني، والاجتماعية باتجاه اعادة الاعتبار للمؤسسات الوطنية في كافة المجالات. بعيدا عن التسويفات التي تلعب على هامش الاصطفاف السياسي القائم خشية التصنيف أو التقارب مع هذا الاصطفاف أو ذاك.



#حسن_عماشا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ينجح اللبنانيون والفلسطينيون في الخروج من حلبة الموت المج ...
- المشهد اللبناني بين المراوحة وعقم البديل هل يكسر التيار الوط ...
- حزب الله لن يكون الا نفسه
- العفوية في النموذج اللبناني بين روح الرهان الانتظارية والواق ...
- لبنان على فوهة بركان
- ودعت أقراني وأرتحلت في تيه حتى تكشف اوهامي
- دموع التماسيح وواقع الصراع على سوريا
- -حول دور القوى اليسارية والتقدمية ومكانتها في ثورات الربيع ا ...
- أيها الممزق لملم أشلائك..
- الحراك الشبابي في لبنان مقدمة للتغيير أم مراهقة سياسية
- في الثامن عشر من أيار 1987 إغتيل الشهيد مهدي
- الحراك العربي في ميزان التحديات الوطنية- القومية
- نهاية الحريرية
- تأملات في الواقع السياسي اللبناني
- أي مستقبل ينتظر -تيار المستقبل-
- أعداد المهاجرين اللبنانيين
- كان يوما آخر
- خربة سلم حين ينتصر ترابها
- لن أعتذر عن ما اختزنه
- قراءة في كتاب:


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن عماشا - لبنان في دائرة الفوضى