أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - وحتى أنتِ يا بي بي سي؟















المزيد.....

وحتى أنتِ يا بي بي سي؟


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 1103 - 2005 / 2 / 8 - 10:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هيئة الإذاعة البريطانية BBC، مؤسسة إعلامية عريقة تغطي كل العالم وعلى مدار الساعة وبعدة لغات ومنها اللغة العربية. وقد استطاعت الهيئة كسب ثقة واهتمام المتابعين لها أكثر من أية مؤسسة إعلامية أخرى لالتزامها بالموضوعية والحيادية طوال تاريخها. ولكن مع الأسف الشديد، ورغم كل هذا التاريخ والسمعة الحميدة إلا إنها في الآونة الأخيرة لم تستطع مقاومة ركوب الموجة ضد التغيير في العراق الجديد. إذ يحاول بعض العاملين فيها وبدافع عدائهم لأمريكا، إعطاء صورة مشوهة لما يجري في العراق لأسباب مختلفة ومنها توجهات بعض العاملين السياسية المتناغمة مع الحركات اليسارية التي ملأت الدنيا صخباً وضجيجاً في مناهضة الحرب على النظام الفاشي، لا حباً بصدام ونظامه، بل كرهاً لأمريكا ورئيسها جورج بوش وحليفه توني بلير، ودون أي اهتمام بما يلحق بالشعب العراقي من أضرار نتيجة لتلك المواقف.
ونحن هنا إذ لا نتحدث عن قوى اليسار في البلاد العربية، فهذا أمر ميؤوس منه، لأن هذه القوى، كغيرها من المؤسسات العربية، مصابة بمرض عضال في معاداة الغرب عامة وأمريكا بخاصة، ولكننا نتحدث عن القوى اليسارية في الغرب التي وقفت ضد مبادئها التي ناضلت من أجلها مثل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان.. الخ، هي الأخرى الآن وقفت ضد مصلحة شعبنا بدافع العداء لأمريكا أيضاً، حيث اختارت هذه القوى موقف الدفاع عما يسمى بمقاومة الاحتلال ومعاداة الديمقراطية في العراق.
وعلى سبيل المثال لا الحصر عن موقف اليسار الأوربي وخيانته لمبادئه، نشرت صحيفة (الديلي تلغراف) اللندنية في عددها يوم 1/2/2005، مقالاً بقلم (مارك ستاين) بمناسبة الانتخابات العراقية التي أثارت إعجاب العالم، بعنوان (العراق الآن وطن الشجعان والأحرار)، عبر الكاتب في المقدمة عن استغرابه من "خروج مظاهرة في شوارع مدريد احتجاجاً على الانتخابات العراقية". ويقول أنه حقاً في حيرة مما يجري من تفسخ في أوربا هذه الأيام، إذ يذكر خبراً غريباً مفاده أن عاملة مطعم عاطلة عن العمل في برلين قطعت عنها المساعدة من الضمان الاجتماعي لأنها رفضت العمل كعاهرة في مبغى مجاز رسمياً عندما عرضت عليها مؤسسة الضمان هذه "الوظيفة!!". ونشر الخبر في الصحف إلا إن قوى اليسار ومنظمات حقوق الإنسان لم تحرك ساكناً ولم يرمش لها جفن لحقوق هذه العاملة وكرامتها المهدورة، ولكنها تخرج في مظاهرات صاخبة ضد الانتخابات في العراق وتجمع تبرعات لدعم "المقاومة" العتيدة.
وموقف الإعلام الغربي من القضية العراقية هو انعكاس لموقف اليسار واليمين المتطرف. ونحن هنا أيضاً إذ لا نتحدث عن الفضائيات العربية وخاصة فضائية (الجزيرة) التي صارت بوقاً للإرهابيين ونشر بياناتهم وعرض أفلام الفيديو وهم يجزون أعناق ضحاياهم من الأبرياء المختطفين بكل وحشية وهمجية، بل نتحدث عن محطات أخرى مثل ال(BBC) الوقورة. هناك من يعمل في هذه المؤسسة بقصد أو بدونه لتضليل الرأي العام العالمي ضد الشعب العراقي. وقصة المذيع أندرو غليغان ضد تقرير رئيس الوزراء توني بلير حول أسلحة الدمار الشامل في العراق قبل الحرب واستخدام غليغان لعبارة (sex it up ) التي كلفته وظيفته، باتت معروفة والتي أدت إلى انتحار العالم البيولوجست ديفيد كيلي، عضو لجان التفتيش عن أسلحة الدمار الشامل، مما أدى إلى تشكيل لجنة تحقيق برئاسة لورد هاتون الذي برأ ساحة رئيس الوزراء وألقى اللوم على ال بي بي سي في التضليل، الأمر الذي أدى إلى استقالة رئيس ومدير الهيئة وكانت النتيجة ضربة لمصداقية مؤسسة البي بي سي الإعلامية. ولم يقتنع الإعلاميون بقرار اللورد هاتون، فطالبوا بتحقيق آخر فتشكلت لجنة برئاسة اللورد بتلر الذي هو الآخر خرج بذات النتيجة.
ولكن يبدو أن مؤسسة ال BBC لم تستفد من ذلك الدرس إذ عادت إلى نفس اللعبة مساء يوم 30/1/2005 في برنامجها (بانوراما) الذي قدمه الإعلامي المعروف جون سمسون، حيث حاول تشويه الحقائق باللف والدوران. لقد حصل السيد سمسون من وزارة الصحة العراقية على أرقام القتلى والجرحى للفترة من 1/7/2004 إلى 1/1/2005 حيث بلغ مجموع القتلى 3274 والجرحى 12657 . وقد أوضحت له الوزارة أن 2041 من القتلى و8542 من الجرحى كان نتيجة العمليات العسكرية ضد الإرهابيين وهذه الأرقام تشمل القتلى والجرحى الإرهابيين وضحايا الحرس الوطن و 1233 عراقياً قتلوا على أيدي الإرهابيين. إلا إن مقدم البرنامج نسب جميع القتلى والجرحى إلى العمليات العسكرية التي قامت بها القوات متعددة الجنسيات والحرس الوطني دون ذكر دور الإرهابيين.
لذلك احتجت وزارة الصحة العراقية على البرنامج وأكدت لهم أن هذه الأرقام كانت تشمل جميع الذين قتلوا ليس في الأعمال العسكرية وحدها بل العراقيين الذين قتلوا على أيدي الإرهابيين والقتلى من الإرهابيين أنفسهم وضحايا قوات الأمن العراقية أيضاً.
فماذا كانت النتيجة؟ وبعد أن أدى البرنامج دوره في التضليل وإثارة الرأي العام ضد قوات متعددة الجنسيات والحرس الوطني العراقي، قدمت الهيئة اعتذاراً خجولاً وعلى الإنترنت فقط. وهذا تملص من المسؤولية، لأن أغلب المشاهدين لا يبحثون في الإنترنت ولا يعرفون ما ينشر على صفحاته. إذ كان المفروض بالهيئة أن تقدم اعتذاراً واضحاً وصريحاً على شاشة التلفزة بمثل ما نشروا الخطأ على الشاشة. وهذا غيض من فيض عما ينشره الإعلام الغربي، بما فيه البي بي سي، لتشويه الحقائق وتضليل الرأي العام العالمي عما يجري في العراق، من محاولات وكلها تصب في صالح الإرهابيين. إن خسارة البي بي سي لمصداقيتها خسارة لنا جميعاً. فإن لم نصدق البي بي سي، فمن نصدق؟ إذ كما قال الفيلسوف الألماني نيتشة: «ما هزني ليس انك كذبت علي، بل إنني لم اعد أصدقك».
مقالات ذات علاقة بالموضوع:
1- http://www.telegraph.co.uk/opinion/main.jhtml?xml=/opinion/2005/02/01/do0101.xml
2- http://news.bbc.co.uk/1/hi/programmes/panorama/4217413.stm



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق ما بعد الانتخابات
- مرحى لشعبنا بيوم النصر
- يوم الأحد العظيم، يوم الحسم العراقي
- الشريف الحالم بعرش العراق
- مقترحات لدحر الإرهاب؟
- الزرقاوي، الوجه الحقيقي للثقافة العربية-الإسلامية
- البعث تنظيم إرهابي وعنصري
- لماذا لا يصلح النظام الملكي للعراق؟ 5-5
- لماذا لا يصلح النظام الملكي للعراق؟ 4-5
- لماذا لا يصلح النظام الملكي للعراق؟ 3-5
- هل الانتخابات وسيلة أم هدف؟
- لماذا لا يصلح النظام الملكي للعراق؟ 2-5
- الإرهاب والبعث وجماعة صدام
- لماذا لا يصلح النظام الملكي للعراق؟ 1-5
- عام جديد.. والكوارث تتوالى
- سوريا والإرهاب في العراق
- الانتخابات العراقية وإشكالية الطعن بشرعيتها
- كاد المريب أن يقول خذوني.. خامنئي نموذجاً
- البعث يعمل على إشعال حرب طائفية
- حول تصريحات السيد الشعلان الأخيرة


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - وحتى أنتِ يا بي بي سي؟