أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - سامي الذيب - مسلسل جريمة الختان (4): الختان عند قدامى المصريين















المزيد.....

مسلسل جريمة الختان (4): الختان عند قدامى المصريين


سامي الذيب
(Sami Aldeeb)


الحوار المتمدن-العدد: 3770 - 2012 / 6 / 26 - 09:38
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


عرف قدامى المصريين كل من ختان الذكور والاناث

ختان الذكور عند قدامى المصريين
---------------------
هناك مسلة من القرن الثالث والعشرين قَبل المسيح كتب عليها أحد موظفي الملك أنه ختن ضمن 120 رجل. وفي القرن العشرين قَبل المسيح ذكر الملك سينوسيرت الأوّل أن الإله الشمس قد عينه سيّد البشر عندما كان طفلاً لم يفقد غلفته بعد. وتقريباً في القرن التاسع عشر يقول الحاكم خنوبهوتيم الثاني أن أباه كان قد عُيّن حاكماً قبل أن يختن.

وهناك بعض النقوش والصور التي تبيّن إجراء عمليّة الختان منذ زمن قديم في مصر. ففي إحدى صور من قبر يرجع للسلالة السادسة (2300 ق.م) نرى صبيين ما بين السادسة والثامنة وهما يختنان. ففي نقش نرى شخصاً واقفاً وقد جلس على الأرض أمامه الجرّاح ممسكاً بيده اليمنى آلة مستطيلة في وضع عمودي على العضو وفي اتجاه طوله. ونلاحظ أنه لا تبدوا على أسارير وجه المختتن ما ينم عن تألمه. أمّا الجزء الأيسر فيظهر فيه الجرّاح ممسكاً بآلة أو بشيء آخر بيضوي الشكل (قد يكون صوّاناً) يلمس به العضو التناسلي الذي يسنده بيده اليسرى. وفي هذا الجزء تدل ملامح المريض على شعوره بالألم. ونلاحظ كذلك وجود مساعد الجرّاح خلف المريض وقد امسك بذراعيه على ارتفاع وجهه في عنف ونقرأ قول الطبيب: «امسكه كيلا يقع»، والإجابة: «سأفعل وفق إشارتك». انظر النقش هنا http://www.cirp.org/library/history/hodges2/hodges39.jpg

وقد حفظ لنا متحف الآثار المصريّة بالقاهرة عدداً من التماثيل الحجريّة والخشبيّة لرجال عراة مختونين يبان منها أن الختان كان يمارس في مصر، إمّا بقطع كامل للغلفة أو بشق الغلفة على شكل V لإظهار الحشفة (انظر http://www.cirp.org/library/history/hodges2/hodges38.jpg). وقد أوضح الكشف عن الموميات أن الختان بشكليه كان يمارس ولكن ليس بصورة عامّة على الجميع.

وهناك مسلة تخلد انتصار الملك النوبي «بيي» عام 728 ق.م على تحالف من أمراء الدلتا وارتقائه عرش مصر. كُتب على هذه المسلة أن حكاماً ذهبوا إلى الملك ليعربوا عن ولائهم له ولكنّهم لم يدخلوا القصر لأنهم كانوا غير مختونين وأكلة سمك، عدا «نمرود» لأنه كان طاهراً ولا يأكل السمك. وكان للقصر في ذاك الزمن صبغة دينيّة إذ إن الملك يمثل الآلهة على الأرض. وقد كُتب على هيكل الإلهة إيزيس في جزيرة «فيلي» تعليمات تحرِّم دخول الهيكل على غير المختون ومن يأكل السمك.

وقد زار هيرودوت (توفى عام 424 ق.م) منطقة الشرق الأوسط وسجّل في كتابه إشارة إلى عادة الختان في مصر. فهو يقول: «بينما كل شعوب الأرض تُبقي على الأعضاء التناسليّة كما هي، فإن المصريّين ومن تعلم منهم يمارسون عادة الختان». ويضيف «بأنهم يمارسون الختان حفظاً للنظافة، لأن النظافة عندهم أولى من الجمال». ثم يشرح كيف أنهم كانوا مثابرين على النظافة. فهم يشربون بأكواب من النحاس يغسلونها جميعهم كل يوم ويلبسون ثياباً من الكتان نظيفة. والكهنة منهم كانوا يحلقون أجسادهم كل يومين حتى لا يبقى عليهم قمل أو نجاسات أخرى. ثم ذكر هيرودوت إن عادة الختان قديمة جدّاً عند المصريّين والإثيوبيين لدرجة عدم تمكنه معرفة من أخذ عن الآخر عادة الختان. ولكنّه يُرجِّح أن يكون الإثيوبيون قد أخذوها عن المصريّين.

وعندما يتكلم سترابو، عالم الجغرافيا والمؤرّخ اليوناني الذي زار مصر بين 25-23 ق.م، عن الختان في مصر، يربط بين هذه العادة عند المصرين والعادة عند اليهود، وهو يُرجع اليهود إلى أصل مصري. فهو يقول: «هناك عادة يلاحظها الإنسان في دهشة بين المصريّين، ذلك أنهم يُربّون باهتمام كل طفل يولد لهم وانهم يختنون الأولاد ويخفضون البنات، كما هي العادة أيضاً بين اليهود، الذين هم من أصل مصري».

ويؤكد المؤلف اليهودي «فيلون» (توفى عام 54) أن المصريّين كانوا يمارسون الختان. فيختنون كل من الذكر والأنثى عندما يبلغون سن الرابعة عشر، أي عندما يبدأ «الخطيب» بالإمناء و «الخطيبة» بالعادة الشهريّة. وهنا نرى ارتباط الختان بالزواج.

وقد أصدر الإمبراطور الروماني «هادريان» (توفّى عام 138) قانوناً يمنع الختان ولكنّه إستثنى من المنع كهنة الديانة الفرعونيّة، ممّا يدل على أن الختان كان من شروط الكهنوت عند المصريّين القدامى. فكان الشاب الذي يرغب في بلوغ درجة الكهنوت يحصل على ترخيص من السلطات بختن نفسه بعد أن يثبت أنه إبن كاهن وأهل للكهنوت.

وبعد إستعراض الكتابات والنقوش المصريّة القديمة، يخلص كتاب عن الطفل المصري القديم إلى ما يلي:
«إن الدلائل تثبت إنتشار الختان في العهود القديمة. وإنه كان إجباريّاً على الفتى وشرطاً للإعتراف ببلوغه من الهيئة الإجتماعيّة. ويقوّي هذا الإستنتاج تصوير عضو الذكورة الهيروغليفي مختوناً. ثم أصبح الختان إختياريّاً في العصور التالية، إلاّ لفئات معيّنة يتحتّم فيها الختان مثل الفتيان الذي يلتحقون بالخدمة الكهنوتية. وقد يكون الختان من الأمور الإجباريّة أيضاً في الدولة الوسطى لكل من يلتحق بوظيفة حكوميّة. والحقيقة أن معظم الرجال الذين دلّت تماثيلهم أو نصوصهم على ختانهم كانوا من الطبقات الرفيعة في المجتمع. ومع ذلك فقد ثبت أن فرعوناً أو إثنين لم يختتنا».

ختان الاناث عند قدامى المصريين
---------------------
هناك إشارات بأن المصريّين كانوا يمارسون ختان الإناث. وحتى يومنا هذا ما زال يطلق على ختان الإناث في السودان اصطلاح الخفاض الفرعوني. ولكن لا توجد نقوش واضحة لختان الإناث على جدران المعابد والمقابر. ويقول العلماء إن ختان الفتاة لدى المصريّين القدماء كان يتم بإزالة البظر والشفرين الصغيرين.

وهناك برديّة كتبها باليونانيّة كاهن مصري يرجع تاريخها إلى عام 163 قَبل المسيح جاء فيها ذكر لختان الإناث. وتتضمّن البرديّة شكوى قدّمها شحاذ معتزل وقع ضحيّة احتيال. فقد أودعت عنده فتاة مبلغ 1.300 درهم. وجاءت أم الفتاة وطالبته بالوديعة لأن ابنتها بلغت عمر يتم فيه ختانها وبحاجة لملابس ومهر لزواج محتمل. وقد وعدته بأنها سوف تعيد المبلغ له إذا لم تجرِ للفتاة عمليّة الختان. وقد نكثت الأم بوعدها فطالبت الفتاة بوديعتها.

ويقول «سترابو» الذي زار مصر عامي 25-23 قَبل المسيح بأن ختان الذكور والإناث كان يمارس على السواء عند المصريّين واليهود. وفي مكان آخر، يعيد علينا القول إن عند اليهود عادة يحرسون عليها جدّاً وهي عادة ختان الإناث، موضّحاً بأنه يتم في هذه العمليّة قطع الشفرين الصغيرين.

ويؤكد المؤلف اليهودي «فيلون» (توفى عام 54) أن المصريّين كانوا يمارسون الختان. فيختنون كل من الذكر والأنثى عندما يبلغون سن الرابعة عشر، أي عندما يبدأ «الخطيب» بالإمناء و «الخطيبة» بالعادة الشهريّة. ويضيف أن الله لم يفرض على اليهود ختان الإناث مكتفياً بختان الذكور لأن شهوة الرجل أكبر من شهوة المرأة والقصد من الختان هو إضعاف تلك الشهوة.

ويرى الدكتور محمّد فيّاض أن القول بوجود ختان الإناث في مصر القديمة هو أكذوبة تفتري على المصريّين الفراعنة. ويضيف:
«إن ختان الأنثى لم يكن معروفاً لدى الفراعنة المصريّين، الذين حرصت حضارتهم وتحضّرهم على تكريم المرأة وتبجيلها. ليس فقط كملكة تَحكُم وإنّما كإلهة تُعبَد. وقد قضيت عشرات السنين أدرس مئات الكتب والمراجع عن الفراعنة، وأفحص البرديات الطبّية التي تعرّضت لكل ما يخص المرأة من أمراض وأعراض وعلاجات، فلم أجد إشارة واحدة إلى ختان الأنثى في أيّة أدبيات [...]. يبقى أن أقول إن هذا الربط الزائف بين الفراعنة وبين ختان الأنثى، ربّما يرجع إلى فترة الإنحطاط التي وقعت فيها مصر تحت إحتلال الأجانب الوافدين من إفريقيا. وكان طبيعيّاً أن تنتقل إليها في عهدهم بعض عاداتهم وممارساتهم، ومنها الختان».

وسوف نعود لعادة ختان الإناث عند المصريين في العصور اللاحقة عندما سنتكلم عن ختان الإناث عند الأقباط.

موضوع مقالي القادم
---------------------
سوف اعرض في مقالي القادم الختان عند اليهود

يمكنكم تحميل كتابي: ختان الذكور والإناث عند اليهود والمسيحيّين والمسلمين
الجدل الديني والطبّي والإجتماعي والقانوني
من الرابط التالي
http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=131&action=arabic



#سامي_الذيب (هاشتاغ)       Sami_Aldeeb#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسلسل جريمة الختان (3): انواع ختان الذكور والاناث
- مسلسل جريمة الختان (2): لماذا هذا الاهتمام؟
- مسلسل جريمة الختان (1)
- دعوة القادة العرب والمسلمين للتزلج على الثلج
- كيف يمكنك ان تصبح نبيا ناجحا؟
- اعتراف رسمي بفشل الدين االاسلامي
- لماذا لا اصبح مسلما؟
- القرآن يطلب تغطية الفرج وليس الرأس
- تجديد الفكر الديني أم خلق دين جديد؟
- الحلول التي يقترحها المفكرون المسلمون لحل النزاع ما بين القا ...
- حرية الاعتقاد في العالم العربي
- الحركات الإسلامية ومصير التماثيل والصور في مصر وخارجها
- أهمية المجانين في المجتمع العربي
- كيف يمكن حماية البشرية من مضار الكتب المكدسة (المقدسة)؟
- الفيلسوف زكي نجيب محمود ينتقد اسلام وفكر روجي جارودي
- سامي الذيب - مفكر وباحث أكاديمي - في حوار مفتوح حول: نشر الق ...
- ختان الذكور والإناث عند اليهود والمسيحيين والمسلمين، الجدل ا ...
- ضرورة تغيير الأمم المتحدة أو تركها


المزيد.....




- استطلاع يظهر معارضة إسرائيليين لتوجيه ضربة انتقامية ضد إيران ...
- اكتشاف سبب غير متوقع وراء رمشنا كثيرا
- -القيثاريات- ترسل وابلا من الكرات النارية إلى سمائنا مع بداي ...
- اكتشاف -مفتاح محتمل- لإيجاد حياة خارج الأرض
- هل يوجد ارتباط بين الدورة الشهرية والقمر؟
- الرئيس الأمريكي يدعو إلى دراسة زيادة الرسوم الجمركية على الص ...
- بتهمة التشهير.. السجن 6 أشهر لصحفي في تونس
- لماذا أعلنت قطر إعادة -تقييم- وساطتها بين إسرائيل وحماس؟
- ماسك: كان من السهل التنبؤ بهزيمة أوكرانيا
- وسائل إعلام: إسرائيل كانت تدرس شن هجوم واسع على إيران يوم ال ...


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - سامي الذيب - مسلسل جريمة الختان (4): الختان عند قدامى المصريين