أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - غياث نعيسة - سوريا: مقايضات القوى الكبرى














المزيد.....

سوريا: مقايضات القوى الكبرى


غياث نعيسة

الحوار المتمدن-العدد: 3770 - 2012 / 6 / 26 - 09:38
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    



وصل مستوى العنف في سوريا الى حد لا مثيل له منذ انطلاق الثورة في 15 أذار 2011 . و لا بد من الاقرار الصريح بأن خطة كوفي أنان ومراقبيه، التي كان الهدف الأول منها هو وقف العنف، قد فشلت فشلا ذريعا.
فقد تجاوز عدد الشهداء، منذ لحظة وصول مراقبي الأمم المتحدة في منتصف نيسان الفائت، 3500 شهيدا و العدد في تزايد كبير مع تفاقم الحملة العسكرية للنظام و استخدامه للأسلحة الثقيلة بشكل منهجي.
ولم يتردد الجنرال مود رئيس فريق المراقبين الدوليين نفسه من الاقرار بذلك في تصريحه الصادر في 16 حزيران في دمشق عندما أعلن " الوقف المؤقت لمهمته بسبب تزايد أعمال العنف التي يتعرض لها المراقبين انفسهم".
هذا في الوقت الذي تتابع فيه القوات المسلحة للدكتاتورية استراتيجية حرب شاملة ضد كل المناطق الثائرة، في حين تتعرض فيه حمص المدينة الجريحة، أو بالأصح ما تبقى فيها من أحياء ما تزال تقاوم مثل الخالدية، الى عمليات قصف و قتل يومية و مستمرة منذ أسابيع.
وبالتالي، فان الوضع الانساني قد أضحى أكثر من مأساويا ، فضواحي دمشق و لا سيما دوما و كذلك أدلب و ريف حلب و دير الزور ودرعا و اللاذقية تتعرض لنفس المصير . فالمجازر التي ترتكبها ميليشيات السلطة بحق المدنيين، مثل مجازر الحولة و حمورية والحفة و غيرها، اصبحت تتكرر بشكل عادي. و تهدف طغمة أل الأسد منها الى بث روح من الرعب في أوساط الجماهير أو على الأقل محاولة تغيير موازين القوى في الميدان، هذا ان فشلت في محاولتها سحق الثورة.
ولكن الطغمة الحاكمة ما تزال ابعد ما تكون عن تحقيق هدفها المذكور، لأن الالاف تتظاهر يوميا ، و مئات الالاف تتظاهر أيام الجمع. كما أصبح الجيش السوري الحر أكثر تنظيما و قدرة على مقاومة الوحدات العسكرية الحكومية.
و ما هو بعد أسوا بالنسبة للنظام، فان حلب شهدت اضرابا عاما في 16 حزيران و ما بعده. اضافة الى اضرابات مدينة دمشق نفسها.
و لكن تحويل الدكتاتور الاسد لسوريا الى ساحة حرب حقيقية انما يخلق الشروط الملائمة لتشجيع مقاومة مسلحة اكبر له، و الممارسات الهمجية و المهينة لميليشياته ذو الطابع الطائفي انما تدفع الى خلق رد فعل عليها من طبيعتها نفسها . و باختصار، يمكن القول ان أل الاسد قد وفروا، بوحشية قمعهم و سفالته، كل مستلزمات جرف البلاد الى جحيم حرب أهلية قد تكون الاكثر همجية بسبب طائفيتها.
و تعتقد طغمة أل الاسد أن هكذا حرب أهلية ستشكل لهم مخرجا أخيرا من أجل بقاء سلطانهم. وهذا ما يفسر السبب الاخر الذي قدمه الجنرال مود في تبريره لقرار "التعليق المؤقت" لمهمته ، حيث أعلن " ان كلا طرفي النزاع(النظام و المعارضة الثورية) يفتقدان الى الرغبة في السعي الى حل سلمي". و الحال، فان هذا الجنرال يضع على قدم المساواة من جهة، جيش جرار في تسليحه يشن حربا على شعبه و من جهة اخرى، مقاومة شعبية مسلحة و سيئة التجهيز تدافع عن حياتها و حياة الشعب الثائر.
ان تغول النظام في العنف في الاسابيع الاخيرة ضد المدن الثائرة تعبر عن رغبته بإجهاض خطة انان، التي تشمل على اجراءات تسمح " بانتقال ديمقراطي سلمي"، لن يقبل به .
في الوقت عينه، نشهد على الصعيد العالمي مفاوضات تجري بين الولايات المتحدة و حلفاء كل منهما، فقد أعلنت الخارجية الامريكية في 15 حزيران ان بوتين و اوباما سوف يتداولان حول "خلافات وجهات نظرهما حول الوضع السوري على هامش مؤتمر قمة الدول العشرين المنعقد في المكسيك في 20 حزيران" ، و يحدد التصريح نفسه " ان البلدان سيتابعان حوارهما حول استراتيجية الانتقال لمرحلة ما بعد الاسد".
و في الواقع، فان الحكومة الروسية لا تستبعد هكذا سيناريو، حيث أعلن وزير خارجيتها لافروف في 10 حزيران " ان حكومته لن تقبل بتغيير النظام السوري من خلال استخدام القوة ، و لكنها لا تعارض رحيل بشار الاسد ان جاء رحيله في ختام حوار بين السوريين أنفسهم".
لقد أدت تضافر كل من وحشية الدكتاتورية في حربها ضد شعبها و الموقع الجيو-استراتيجي لسوريا و انتهازية المعارضة الهزيلة( المجلس الوطني و هيئة التنسيق) الى جعل البلاد فريسة للضواري الامبريالية في الشرق و الغرب، الاولون يدعمون النظام و الأخرون يدعمون بعض المجموعات الموالية لهم. في حين يشكل الشعب الثائر بتضحياته العظيمة وقواه الشعبية الثورية الطرف المنسي و اخر هموم هؤلاء المجرمين الذين يتصارعون على حصة كل منهم في بلادنا.
لكن ما يتناسوه، هو ان مستقبل سوريا هو بين ايدي شعبها الثوري الذي لن يقبل ان يرسم ، أيا كان، له مستقبله ، و هو يخلق كل يوم و من الاسفل هيئات سلطة شعبية بديلة ، فالسيرورة الثورية من أجل الحرية و الكرامة و العدالة الاجتماعية تحقق تقدما مستمرا بتضحيات هائلة، بالتأكيد . و لكن اكثر من نصف مساحة البلاد اصبحت خارج سيطرة النظام الحاكم.
و في النهاية، فان النصر سيكون حليف الثورة الشعبية السورية.



#غياث_نعيسة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملاحظات نقدية حول المعارضة السورية وضرورة بناء قيادة ثورية ج ...
- النظام السوري و علامات الانهيار
- كوفي أنان والمراقبون الدوليون في سوريا
- تحديات الثورة السورية
- غياث نعيسة المناضل الاشتراكي من اليسار الثوري السوري في حوار ...
- أزمة الثورة السورية إلى أين؟
- عاشت الثورة السورية
- عام على الثورة الشعبية السورية
- في المسألة السورية
- الثورة السورية في عاشر أشهرها
- سوريا:تستمر المجزرة بحضور المراقبين
- الثورة السورية... طريق الانتصار: الاضراب العام
- -الغاضبون- ... ضد الرأسمالية ... الثورات العربية - ألهمتنا-
- ورقة للنقاش، الخط الامامي لتجميع اليساريين و المجموعات الشبا ...
- اللحظة الراهنة من الثورة السورية
- النظام السوري : استراتيجية البقاء
- حول الموقف من التدخل الخارجي في سوريا
- سوريا: ثورة جارية
- سورية : انها ساعة الحقيقة
- الى الحاكم العربي..... ارحل


المزيد.....




- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- من اشتوكة آيت باها: التنظيم النقابي يقابله الطرد والشغل يقاب ...
- الرئيس الجزائري يستقبل زعيم جبهة البوليساريو (فيديو)
- طريق الشعب.. الفلاح العراقي وعيده الاغر
- تراجع 2000 جنيه.. سعر الارز اليوم الثلاثاء 16 أبريل 2024 في ...
- عيدنا بانتصار المقاومة.. ومازال الحراك الشعبي الأردني مستمرً ...
- قول في الثقافة والمثقف
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 550


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - غياث نعيسة - سوريا: مقايضات القوى الكبرى