أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سامي كاب - الفكر الانساني من الغيبية للمادية في سياق التطور















المزيد.....

الفكر الانساني من الغيبية للمادية في سياق التطور


سامي كاب
(Ss)


الحوار المتمدن-العدد: 3769 - 2012 / 6 / 25 - 19:33
المحور: المجتمع المدني
    


العلمانية والغيبية في المنطق والتشخيص

ان عيني هي اللتي ترى النور وليس النور يريني نفسه
وعقلي هو اللذي يفهم حقيقة الشيء وليست حقيقة الشيء تفهم نفسها لعقلي
ان يدي هي اللتي تطعمني وليس الطعام يطعم نفسه لي

خلاصة القول ان الايمان موجودة دلالاته وتبعياته فقط في رأس من يؤمن به لانه يدور حول وهم مبتدع من الفكر الغيبي
اما المعرفة فهي صورة مطابقة للاشياء الحقيقية في الواقع المحيط
وعليه وبناء على قانون الطبيعة اللذي يقول بان الطبيعة لا تقبل الفراغ فان غياب المعرفة يؤدي لوجود الايمان مكانها وحضور المعرفة في العقل يؤدي لانحسار الايمان به وتراجع مساحته
هناك فرق بين ان نؤمن بان الها يجلس فوق السماء ونبني على هذا الايمان نظم حياتنا ومنهجنا وبين ان نعرف ان ما فوق السماء ليس سوى فضاء ونبني نظام حياتنا على العلم والمعرفة وفهم الحياة من خلال ممارستها واستكشافها
هذا هو المنطق اللذي يفصل الغيب عن الواقع
ومن هذا المنطق يتأكد للمفكر والفاهم بان الدين يمثل الغيب والعلم الطبيعي يمثل الواقع
وبما ان الانسان بكل كيانه المادي هو واقع فانه لا يستوعب غير الواقع حيث جسده بكل مكوناته واهمها الجهاز العصبي مبرمج على التعاطي والتفاعل مع الواقع في حالته الطبيعية السليمة
اما ان كان الجهاز العصبي يتعامل مع اللا واقع كالغيب مثلا فانه بالتاكيد يعاني من خلل ما او انه لا يعمل بشكل طبيعي بسبب مؤثرات برمجية تربوية او بيئية كيميائية فيزيائية او انه يعاني من نقص القدرات الطبيعية الوراثية لسبب وراثي له علاقة بالتطور الطبيعي للكائنات الحية وهنا فهو بحاجة الى صيانة وتاهيل واعادة برمجة واضافة قدرات صناعية لتوسيع ادراكه ووعيه وفهمه وتمييزه للاشياء وتحسين قدرته على الربط والاستكشاف والقياس والاستيعاب وتوفير كافة النواقص الجسدية لرفعه الى مستوى الرقي المطلوب
هذا وان علم الطب في مجال هندسة الجينات مهتم بهذا المجال وهناك آمال واعدة بالمستقبل تشير بامكانية اصلاح النقص في التطور الطبيعي للانسان عصبيا وجسديا بما يتلاءم ويتوافق مع المتغيرات الطبيعية الكونية من حوله في الظرف والبيئة
اي ان الانسان كعنصر مادي متحرك له برمجة طبيعية خاصة به ككيان له مواصفاته وآلية حيوية داخلية بمعادلات رياضية وفيزيائية وكيميائية ذات صفات مادية مطلقة وخاضع لمتغيرات المادة الكونية بذات النسق والسياق التغييري التحديثي التطوري وضمن سلسلة معقدة من التحولات نحو الرقي ( الذكاء المادي ) فان اي خلل بهذا التوازن ما بين الانسان ككيان وما بين وسطه الطبيعي المحيط به سيؤدي لانفصال الانسان بوعيه عن مجريات الواقع الحياتي بحقيقتها الاجرائية
هذا الانفصال يؤدي به لعدم الوعي للحقيقة وتصبح ذاكرته فارغة من المعرفة وعلم الاشياء علما ماديا تكوينيا فيلجا الدماغ لحيز الوجود المثالي ( حيز الغيب ) خارج اطار الحيز المادي ليستقي منه معلومات تملأ فراغ دماغه
تتمثل هذه المعلومات بالاوهام والخرافات والتهيؤات والتخمينات ذات الصور اللتي لا تطابق حقيقة الاشياء ويبدا الدماغ باسقاط هذه الصور على الواقع واسترجاعها على انها صور الواقع الحقيقية
وفي حالة التكرار لهذه العملية عبر فترات زمنية طويلة واجيال متعددة تصبح نمطا فسيولوجيا وحيويا ووراثيا في كيان الانسان ويعيد هذا الكان برمجته على الوضع الجديد بشكل كما يبرمج نفسه مع حالة الادمان على اشياء غير طبيعية اصلا في بنائه التكويني
اي ان الافكار الغيبية تصبح نمطا فكريا له اسباب وراثية وينقل هذا النمط للابناء عبر جينات وراثية تنشط اذا ما وجدت البيئة المناسبة لنشاطها او انها قابلة للفعل في حال تم تحفيزها وتنشيطها
كما ان هذه الافكار تصبح عادة بمفهوم الادمان اي انها تصبح مركبا عضويا رئيسيا من ثقافة الانسان وطريقة فهمه للحياة ومنهجه السلوكي وبرمجة وعيه واسلوب تعامله مع المعطيات الحسية والادراكية من واقعه
واذا كان الدين في فترة تاريخية بدائية من حياة الانسان نتيجة طبيعية فرضتها اسباب تتعلق بدرجة تطور وعيه حسب تلافيف دماغه بمساحتها وكثافتها وحسب الطبقة السنجابية الخارجية لدماغه بمساحتها وسمكها وتركيزها وعقدها العصبية وحسب حجم الدماغ وكتلته وعدد قدراته التحليلية وقدرات المعالجة الحسابية للمعطيات الحسية .. اتخذ كمنهج حياة ومنه اشتقت الانظمة والقوانين وبنيت عليه القيم والاخلاق حتى اصبح عادة اجتماعية نمطية وادمن عليها الانسان واصبحت ظاهرة التدين ناتجة من مؤثرات وراثية جينية فان هذا لا يعني بان الدين هو منهج حياة وان الافكار المستوحاة منه افكارا حقيقية ويجب تقديسها الى مالا نهاية وتثبيت عجلة تطور الانسان بتتابع الزمن للحفاظ على قدسية الدين وبالتالي يتسبب لنفسه بالتخلف والانحراف عن مسار الحياة الطبيعية والانفصال عن حقيقة الواقع
المسألة هنا مسالة تجريد ومنطق وتفكير رياضي محوسب في سياق التفاعل الوجودي بمعادلة كونية شمولية ليس لها بداية ولا نهاية وهائلة بحجمها ومساحتها وتعقيدها اذ يعتبر الانسان بداخلها وضمنها عنصرا ماديا كباقي العناصر الاخرى المشاركة بها
فانه يتوجب عليه حصر كافة جهوده من منطلق قدراته الطبيعية الجسدية والعقلية في مساحة المادة وان يملا دماغه بالفكر المادي فقط وان يتفاعل ويتعاطى مع الاشياء بحقيقتها من خلال مدلولاتها المادية باستعمال مستقبلاته الحسية وقدراته الذهنية الادراكية ومعالجة هذه المدلولات معالجة واقعية بحتة
هنا يعود الانسان الى طبيعته فيتطور ويرتقي في سياقه الطبيعي ويتناغم ويتناسق وينسجم مع محيطه المادي ضمن نواميس الكون ونظام الطبيعة وقانون المادة وبهذه الحالة يكون فكره مادي مطلق ومنحصر داخل حدود مساحة المادة ولا مكان للغيبية في حياته حيث لا ضرورة لها في وقت تستهلك قدراته الفكرية والجسدية عبثا بلا طائل وتؤخر نموه وتقدمه وتعيق عجلة التطور والرقي
اي ان لا اله فوق السماء مكان الفضاء اللا متناهي المحتوي على الكواكب والنجوم
ولا دين نستقي منه قوانيننا ونظم حياتنا حيث العلوم الطبيعية والمعارف والاستكشافات من خلال تجربة الانسان الحياتية اللتي هي الاصل والصحيحة اللازمة لوضع الانسان في سياقه الطبيعي بممارسة حياته
هنا نصف الانسان بانه طبيعي ( علماني ) وليس غيبي ( متدين )



#سامي_كاب (هاشتاغ)       Ss#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرية درجة عليا في سلم الرقي الحضاري
- الدين يعمل في جسم الانسان فعل المخدرات الخطرة
- تتلاشى الغريزة لدى الانسان المتمدن كلما ارتقى حضاريا
- عندما تحس بالغربة في وطنك وبين ناسك
- ابحث عن انسانيتي في مجتمع يحتقر قيم الانسانية
- الشرف من ارقى القيم الانسانية له اسس فكرية وانتاجية
- الشرف بمفهوم الانسان المعاصر الراقي
- الدين ثقافة من الفكر الغيبي تتلاشى نحو الاندثار
- احب المرأة بمواصفاتها الانثوية الطبيعية
- المبادئ العشرة الاساسية للعلمانية
- جمال الحياة بتنوع عناصرها وتفاعلها الحركي
- الصراع الاسلامي الاسلامي حتمية تاريخية
- لم يخلق الانسان انما تكون طبيعيا
- الله موجود في رأس من يؤمن به فقط
- الحياة الحقيقية منهجها واحد هو العلمانية
- تراجيديا الطفولة في عالمنا العربي
- طبيعتي الكيانية كانسان راقي تتمثل بالعلمانية
- المعرفة تطغى على العقل مكان الايمان بالوهم
- هذا انا علماني لمن يريد ان يعرفني
- افرازات صراع الحضارات في زمن العولمة


المزيد.....




- اعتقال أكثر من 100 متظاهر خارج منزل تشاك شومر في مدينة نيويو ...
- مسؤولان أمميان يدعوان بريطانيا لإعادة النظر في خطة نقل لاجئي ...
- مفوض أوروبي يطالب بدعم أونروا بسبب الأوضاع في غزة
- ضابط المخابرات الأوكراني السابق بروزوروف يتوقع اعتقالات جديد ...
- الأرجنتين تطلب من الإنتربول اعتقال وزير داخلية إيران
- -الأونروا- تدعو إلى تحقيق في الهجمات ضد موظفيها ومبانيها في ...
- الولايات المتحدة: اعتقال أكثر من 130 شخصا خلال احتجاجات مؤيد ...
- مسؤول أميركي: خطر المجاعة -شديد جدا- في غزة خصوصا في الشمال ...
- واشنطن تريد -رؤية تقدم ملموس- في -الأونروا- قبل استئناف تموي ...
- مبعوث أمريكي: خطر المجاعة شديد جدا في غزة خصوصا في الشمال


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سامي كاب - الفكر الانساني من الغيبية للمادية في سياق التطور