أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عطا مناع - يا أخي: اربط الحمار....














المزيد.....

يا أخي: اربط الحمار....


عطا مناع

الحوار المتمدن-العدد: 3769 - 2012 / 6 / 25 - 15:54
المحور: حقوق الانسان
    


بقلم- عطا مناع
في بلدنا تعودنا نمشي ع الخط المستقيم، ويقولون أن العادة أقوى من القانون، والعادة هنا تأتي بالمواظبة والممارسة والاستكانة للأمر الواقع، لذلك نحن وفي معظم نواحي حياتنا تعلمنا أن نربط الحمار مطرح ما بدو صاحبوا رغم صعوبة الفرق بين الحمار وصاحبة، لماذا؟؟؟ لأننا فقدنا وبعد ضعف النظر الذي أصبح ظاهرة عامة القدرة على التفريق بين الأشياء، فقدنا التفكير الجدلي أو كما كنا نسميه المنهج الديالكتيكي، عفوا ...... اسحب الجملة الأخيرة حتى لا اتهم بالإلحاد لأنني معني أن أتصالح مع السيد فتحي حماد وزير داخلية حماس، وبصراحة لا أريد وبعد أن غزا الشيب رأسي أن يقام علي الحد.
لكن مشكلتي كمواطن كما يسمونني ليست مع فتحي حماد وحماس والسلطة، وخاصة أنني أتحمل المسئولية الكبرى فيما أصبحت علية، فانا وغيري لم نكن يوما نقول سمهاً وطاعة لمن لا يستحقون السمع والطاعة، ولم نضع يوما شوافات البغل اقتناعا منا بضرورة ربط الحمار كما يريد صاحبوا، والمشكلة الكبرى ولو افترضنا جدلا أن هناك حماراً ما الذي أعطاهم الحق بان يمتلكوه، رحم الله الماغوط أعطانا الفكرة ولم نفهمها رغم بساطتها.
خاطب الماغوط الوطن قائلاً: وطني الحمار لكثر ما تحمل هذا الوطن، لكن الوطن ليس حجر وشجر وشوارع فقط، تخيلوا وطنناً بلا يشر، وتخيلوا أكثر أن البشر يتحولون لمجرد أشياء كما الشوارع ينحتها صاحب الحمار كما يشاء، هي الطامة الكبرى، وبصراحة نحن نعيش الطامة الكبرى. هل يعقل أنني أبالغ؟؟؟ وهل أنا الرجل الذي يكره نفسه كما عالج حنا مينا النفس البشرية بنظرة فلسفية معقدة يصعب فهمها؟؟؟ وهل وصلت إلى مرحلة ربط الحمار كما يريد من يعتقد أنة صاحب الحمار.
لا أريد أن اغرق في الجدل والفلسفة لأنني في النهاية سأصل لنتيجة بأنني حمار بدرجة ثالثة، حمار يعجز عن النهيق والرفص، حمار تخلى عن جيناته وما منحة اللة من قدرة الدفاع عن نفسه سوى الصبر السلبي الذي لا يمت لشريحة الحمير بصلة.
لكنني أفكر أحيانا، ألا يجب أن احمد اللة بأنني حماراً من الدرجة الثالثة؟؟ ألا يجب أن أكون سعيداً بأنني تعودت على الجلد من قبل صاحبي وأنني أمارس الجلد الذاتي في ظل غياب من يجلدني؟؟ أليس من نعم اللة أنني ليس بغلاً كما بغال الحكومة التي تعالج برصاصة بعد الوصول لمرحلة العجز الطبيعي؟ وهل علينا معشر الحمير أن نشكر اللة والاحتلال على حصار غزة لان الحصار أعاد لنا قيمتنا وأصبحنا ننافس الحداثة بفعل انقطاع البنزين؟ الحمد للة أنني لا زلت أعيش شعور الحمار لاستوعب المرحلة الجديدة بكل قرفها، واشكر اللة الذي منحني القدرة على الصبر لأتحمل كذب ودجل كبار الحمير الذي يعتقدون أنهم خيول في مضمار السباق، أحيانا لا تعترف بنعم اللة عليك إلا بعد فوات الأوان.
اشعر أنني غارق في التناقض، لقد تطرفت كثيراً، لذلك سأستعين بقوانين الجدل علها تساعدني، ولا زلت اذكر قانون التراكم الكمي الذي يؤدي إلى تغير كيفي، والسؤال هل يعقل أن التراكمات التي نعيشها لم تصل إلى مرحلة التغير، غريب!!!!! كل يوم حكومة ووزراء دون فائدة!! الجوع يفتك بالشعب!! والتنمية في إجازة!!! وأطفالنا يموتون بالجملة!!! فمن يموت بفعل الاحتلال فهو شهيد، ومن يموت في برك المجاري كما في غزة وفي الثلاجات كما في راس كركر فهو ضحية.
دخيلك يا رئيس الوزراء أطفالنا بحاجة لشبة ملاعب وبعض الترفية، ودخيل الحكومة وين التنمية؟ ودين دعم الفلاحين؟ وين الاهتمام بالشباب؟ وين العلاج والتعليم؟ ما بكفي أن رئيس الوزراء يشارك في ماراثون مع الأولاد ويلتقط الصور التذكارية؟؟ ما بكفي يفتتح مطعم أو منسف أو سدر كنافة؟ ما بكفي يتصور مع عجوز مسكينة أو يقطف حبتين زيتون ويغادر بعد التقاط الصورة.
أخاف أن يأتي اليوم الذي أدمن على طأطأة الرأس والاستئناس بواقع ينحدر بي للقاع، وأخشى ما أخشى من اليوم الذي ارفع فيه شعار أنا لا أفكر إذا أنا موجود، يومُ اكفر بالحمار وصاحي الحمار، أخاف من السقوط في وحل الذات، من العمل بالسخرة، حيث العبودية والكرباج، أخاف أن يأتي اليوم الذي نعيش فيه لنأكل.























#عطا_مناع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة مخيم الدهيشة مع الجندي اندريه
- عندما كرمت بيت لحم جعارة وزعول
- لا تنتمي للقطيع: حتما سنعود
- عن الانتفاضة القادمة واللحم المقدس
- إعدام عميل: ماذا بعد
- الانقسام الفلسطيني: أفعى برأسين
- نصف التفاحة الأخر: أقرئكم السلام
- بشار الأسد: سأدخل بك الجنة!!
- اقتصاد الجوع الفلسطيني والرواتب
- هناء الشلبي: وليمة التنين
- عن الذبيح وزمن العطايليه
- عن السوبر ماركت وموقف اللاموقف والمفتاح
- القرد الذي في داخلي يتحداني
- ماكو شي ماكو انتخابات
- جورج حبش: جرده حساب
- يا دكتور فياض: لعم للتقشف
- سيدي محافظ بيت لحم: لسنا بلطجية
- لعنة ألقذافي
- التبادل والأسيرات: العذر الأقبح من ذنب
- الأسرى أم الدولة؟؟؟


المزيد.....




- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...
- حماس: لا نريد الاحتفاظ بما لدينا من الأسرى الإسرائيليين
- أمير عبد اللهيان: لتكف واشنطن عن دعم جرائم الحرب التي يرتكبه ...
- حماس: الضغوط الأميركية لإطلاق سراح الأسرى لا قيمة لها
- الاحتلال يعقد اجتماعا لمواجهة احتمال صدور مذكرات اعتقال لعدد ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عطا مناع - يا أخي: اربط الحمار....