أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - إبراهيم ابراش - فوز مرسي ما بين انتصار الإخوان المسلمين وانتصار الثورة والديمقراطية














المزيد.....

فوز مرسي ما بين انتصار الإخوان المسلمين وانتصار الثورة والديمقراطية


إبراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 3769 - 2012 / 6 / 25 - 15:31
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


لا يسعنا إلا أن نهنئ مصر بكل مكوناتها بنجاح الانتخابات الرئاسية في الوصول لمنتهاها بطريقة سلمية وحضارية بفوز مرشح الإخوان المسلمين الدكتور محمد مرسي.نجاح الانتخابات بهذه الطريقة السلمية والديمقراطية والحضارية وبالرغم من كل الملابسات والالتباسات التي صاحبت الانتخابات والتحديات التي ستواجه الرئيس القادم إلا أنه سيُسَجل كنجاح لكل العرب لأنها تجربة انتخابية غير مسبوقة في التاريخ العربي الحديث والقديم ،وسيلقي هذا النجاح حتى وإن كان غير مكتمل بظله على كل المنطقة العربية بل وعلى الشرق الأوسط بكامله.ولكن هناك فرق بين القول بنجاح الإخوان المسلمين والقول بنجاح الثورة والديمقراطية،صحيح أن فوز مرسي انتصار غير مسبوق وتاريخي لجماعة الإخوان بعد ثمانيين سنة من العمل في صفوف المعارضة بل وكمعارضة غير مُعتَرف بها،إلا أن القول بأنه انتصار مكتمل ونهائي للديمقراطية وللثورة ولمصر يحتاج لفترة من الوقت للتأكد منه .
كتبنا وكتب كثيرون عن الثورات العربية وخصوصا عن الثورة المصرية والانتخابات الرئاسية،إلا أن وصول مرشح الإخوان لسدة الرئاسة ليس نهاية المطاف بل إن القادم من الأيام سيكون أكثر أهمية وخطورة وهو ما سيحدد إن كانت مصر خرجت من عنق الزجاجة التي كان يضعها فيها النظام القديم لتتفرغ لعملية البناء والتشييد بما يرضى طموحات الشعب المصري الذي خرج للشارع من يناير الماضي إلى اليوم .
نجاح مرشح الإخوان بالرئاسة حدث فريد وغير مسبوق يؤكد على حقائق وفي نفس الوقت يطرح كثيرا من التساؤلات فيما يتعلق بتداعيات هذا الفوز مصريا وعربيا وإقليميا،وإن كان خطاب مرسي بعد الفوز أعطى مؤشرات عامة حول نهجه المستقبلي إلا أن كثيرا من الأمور تحتاج لتوضيح وتأكيد من خلال الممارسة. ما جرى ويجري في مصر يدفعنا لإبداء الملاحظات التالية :
أولا: أنه لا يمكن لحاكم مستبد أن يستمر إلى مالا نهاية وان لصبر الشعب حدودا وهو أمر يجب أن يدركه الحكام العرب الآخرون بما فيهم أولئك الذين حرضوا على الثورة ضد مبارك ووضعوا كل إمكانياتهم المالية والإعلامية لإسقاط نظام مبارك وإنجاح الإخوان المسلمين. فأن يدعم حكام عرب غير ديمقراطيين الثورة في البلدان العربية لا يعني ذلك أنهم باتوا ديمقراطيين أو أن مباركتهم لثورة الآخرين سيقطع الطريق على شعوبهم للثورة عليهم.وسواء استقرت الأوضاع في مصر بعد تنصيب مرسي أو تدهورت إلى الأسوأ فإن تداعيات الأوضاع في مصر ستنعكس سلبا على الأنظمة التي لم تشهد ثورات.
ثانيا:الإنجاز الذي تحقق في مصر بداية طريق لعودة الاعتبار لمصر لتأخذ مكانتها كدولة عربية كبيرة ورائدة وزعيمة للعرب،الأمر الذي سيقطع الطريق على دول قزمة استغلت تراجع مكانة مصر في عهد مبارك لتطرح نفسها قائدة وزعيمة للعالم العربي ولتوجه الأحداث بما يخدم مصالحها ولتلعب أدوارا أكبر من حجمها .
ثالثا :أكد فوز مرسي أن جماعة الإخوان المسلمين أكبر جماعة وحزب في مصر،وهذا قد ينسحب على بقية جماعات الإسلام السياسي في العالم العربي حيث تتراجع بشكل كبير مكانة وحضور الأحزاب والقوى الوطنية والقومية واليسارية.ولأن الإخوان كذلك فلا يمكن لأي نظام أو مؤسسة حاكمة أن تتجاهل وجودهم ،وعليه كان فوزهم بالانتخابات أمرا حتميا ومتوقعا ،أيضا كان فوزهم مطلوبا منطقيا وعقلانيا لأنه لا يمكن للمؤسسة العسكرية في مصر أن تقصيهم من المؤسسة التشريعية ومن الرئاسة ومن لجنة الدستور وبالتالي من الحياة السياسية بكاملها.ولو حدث ذلك فإن شعبيتهم ستزداد ،وإن لجئوا بعد ذلك فلن يلومهم احد.وهنا نذكر أن نقمة واشنطن على نظام مبارك بدأت عندما أقصى النظام ضد رغبة واشنطن وبطريقة غبية ،جماعة الإخوان وبقية قوى المعارضة من المشاركة في البرلمان في الانتخابات التشريعية ما قبل الأخيرة.
رابعا:القول بأن جماعة الإخوان اكبر جماعة سياسية منظمة لا يعني أنها تمثل أغلبية الشعب المصري،فقد فازت بأصوات 13 مليون من شعب تعداده أكثر من 85 مليون،وما كانوا ليفوزوا لولا أصوات شباب الثورة من غير جماعة الإخوان وخصوصا أصوات جماعة حمادين صباحي وكفاية و6 أبريل والسلفيين وغيرهم.وهو ما على جماعة الإخوان إدراكه جيدا ،فهذه الجماعات التي كان لها الفضل في إنجاح مرسي سرعان ما تنفض عنه إن حاولت جماعة الإخوان التنكر لوعودها والتهرب من الشراكة السياسية الحقيقية على أسس وطنية.
رابعا :يجب الاعتراف بفضل مؤسسات تنتمي للنظام السابق في الحفاظ على النظام وفي تجنيب مصر من مآل شهدته ثورات عربية أخرى كالحرب الأهلية والطائفية وتمزيق البلاد والتدخل الخارجي،ونقصد بهذه المؤسسات الجيش والمؤسسة القضائية.فلولا وطنية وعقلانية هاتين المؤسستين وتماسكهما لكانت الأمور وصلت إلى ما لا تُحمد عقباه،وهنا علينا تسجيل أمر مهم وهو أن المؤسسة العسكرية بقيت متماسكة وموحدة ولم يحدث فيها أية انشقاقات أو تمردات حتى وإن كانت فردية ،وكذا الأمر بالمؤسسة القضائية،،بالرغم من كل الضغوط والتشكيك الذي تعرضا له ،وفي اعتقادنا أن هاتين المؤسستين هما ضمانة الاستقرار في مصر خلال المرحلة القادمة وليس مؤسسة الرئاسة .
خامسا :النظام الجديد الذي سيترأسه مرسي ليس نظاما ثوريا بل نظام مختلط يجمع ما بين النظام القديم ومطالب الثوار ،وعليه سيكون أقرب للنظام الإصلاحي.مؤسسة الجيش والمؤسسة الأمنية والمؤسسة القضائية والمؤسسة الإعلامية ورجال الأعمال الخ ،كلها تنتمي لبنية النظام القديم وعلى الرئيس الجديد أن يجد نقاط لقاء معها مع محاولة تغييرها بشكل متدرج أو إصلاحي،وقد ظهر هذا واضحا من خلال كلمة محمد مرسي بعد فوزه حيث أعطى تطمينات بان مصر التي سيقودها ستحترم حقوق المرأة والطفل وجميع شرائح المجتمع و ستكون جزءا من الثقافة الإنسانية والمنظومة الدولية .وفي ظني آن هذا خطابا عقلانيا وواقعيا الآن حتى وإن كان يضمر شيئا آخر في المستقبل.
‏25‏/6/2012
[email protected]
الموقع الشخصي:www.palnation.org



#إبراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- باراك سيستكمل مخطط شارون بفك الارتباط مع بقاء الاحتلال
- الشعب الحقيقي والشعب الافتراضي
- التحركات الشعبية تكشف أزمة علم وعلماء السياسة العرب
- نكسة تستنهض شعبا
- محاكمة مبارك تعكس التباس المرحلة الانتقالية
- الدين لا يمنح شرعية لحاكم
- الانتخابات الرئاسية المصرية وإشكالية الشراكة السياسية
- استراتيجية الحفاظ على الذات الوطنية
- نحو تعديل حكومي يؤسَس على تفاهمات المصالحة
- المطلوب ما قبل وما بعد تدويل قضية الأسرى الفلسطينيين
- القدس ليست بحاجة لفتاوى رجال الدين بل لإعمارها وتحريريها
- هل سيمتد الانقسام الفلسطيني إلى منهاج التعليم ؟
- فشل تسوية الاتفاقيات ونجاح تسوية الأمر الواقع
- في ذكرى رحيل أبو جهاد نستحضر الزمن الجميل
- الثورات العربية وصعود الإسلام السياسي ومستقبل الصراع العربي ...
- مفارقات (الربيع العربي)
- رسال مفتوحة إلى السيد الرئيس محمود عباس
- مصر وأزمة كهرباء غزة والانقسام
- العدوان على غزة وكشف مستور التهدئة
- ثورة على الذات كمدخل للثورة على الاحتلال


المزيد.....




- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - إبراهيم ابراش - فوز مرسي ما بين انتصار الإخوان المسلمين وانتصار الثورة والديمقراطية