أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جميله جمال - الجوع أقوى من الإيمان














المزيد.....

الجوع أقوى من الإيمان


جميله جمال

الحوار المتمدن-العدد: 3769 - 2012 / 6 / 25 - 14:02
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


أيهما أقوى الجوع أم الإيمان؟وأيهما له قدرة دفع نحو الحروب الجوع أم الإيمان؟ الناس البسطاء سيقولون بأن إيمان المسلمين بالإسلام هو الذي دفعهم نحو قتال الروم والأكاسرة ولكن أنا أقول بأن الجوع كان هو الدافع القوي نحو ارتكاب الحروب وحتى اليوم ما زلنا نحن وأنا واحدة من الناس الذين يحركهم الجوع ولا يحركهم الإيمان, والجوع يحرك للحروب ويحرك للشذوذ وهو مُحرك للدعارة وللقتل وللسبي وللنهب كما قال الشاعر مظفر النواب: الجوعُ أبو الكفار.

والجوع وليس الإيمان بالله هو الذي أخرج العرب لقتال الروم والفرس وتحول العرب تحت الدين الإسلامي من مقاتلة بعضهم إلى مقاتلة شعوب أخرى ليست من الدم العربي,ولا حظوا كيف كانت رسائل محمد وصحابته إلى الفرس وإلى الروم حين كانوا يرددون جميعهم هذه العبارة:لقد جئناكم بقومٍ يحبون الموت كما تحبون الحياة,وفي الحقيقة لا أحد يحب الموت بهذه الطريقة إلا الرجل الذي لا يجد قوت يومه ولا يقدر على إطعام عياله لذلك لم تكن الجيوش الإسلامية مسلحة بالإيمان كما يتوهم الناس بل كانوا مسلحون بالجوع وبالعطش وبالفقر وبالحرمان حتى من الثياب,وهنالك أخطاء تقع فيها السينما حين تعرض مشاهد عن الجيوش الإسلامية المصطفة خلف بعضها وهي مدججة بالسيوف وبالألبسة الناصعة البياض وهذا خطأ كبير لأن العرب أصلا كانوا حفاة عراةً وكانوا يظهرون أمام الجيوش الأخرى بملابس ممزقة كل تمزيق وببطون فارغة من الطعام وهذه الفئة تقاتل وتستبسل في سبيل إطعام نفسها وعيالها, واستطاع محمد بكل ما أوتي من قدرة على توجيه العرب لقتال الأمم الأخرى,وفي معرض رد جعفر الملقب بالطيار بن أبي طالب على ما قاله العرب للنجاشي ملك الحبشة أفاد جعفر بأننا كنا قوما أهل جاهلية نغير على بعضنا ويستقوي فينا القويُ على الضعيف حتى بعث اللهُ فينا نبيا من قومنا نعرفه ويعرفنا...إلخ,وهنا كان الإسلام في بدايته ومن يدقق فيما قاله جعفر الطيار للنجاشي يستنتج حالة الاضطرابات التي كانت سائدة في الجزيرة العربية وبعد فترةٍ من الفترات وقبيل وفاة محمد بفترة قصيرة شعر أهل قريش بجوع القبائل الأخرى التي دخلت في الإسلام وتوقفت عن مصارعة بعضها والآن هذه القبائل تريد أن تأكل فمن أين لها أن تحصل على الطعام وقد منعها الإسلام من مقاتلة بعضها البعض؟ ولا حظوا معي أن قريشا لم تكن تخوض حروبا كثيرة من أجل الحصول على الطعام لسبب وجيه وهو أن مركز مكة الديني كان مثل اليوم يستقطب أغلبية العرب المجاورين لمكة لذلك كانت قريش تأكلُ من تجارتها بالحجيج الذين يأتون كوفود من المراكز المجاورة لمكة فكانت قريش تستفيد من هذه التجارة وكانت هنالك عشرُ كعبات وليست كعبةً واحدة ولكن كعبة قريش كانت أشهرهن على الإطلاق بسبب الخدمات التي كانوا يقدمونها للحجاج مثل السقاية التي كانت بيد بني هاشم...إلخ,أما القبائل الأخرى فقد كانت تأكل وتشرب من الغزو والسلب والنهب وقد نهاهم الإسلام عن ذلك ولكنه وقع في تناقض آخر وهو إجبارهم على دفع أموال الزكاة لبيت مال الدولة أي لمحمد نفسه وهذا أسلوب آخر للنهب وللسلب والذين رفضوا الدفع بعد وفاة محمد قاتلهم الخليفة الأول لهم على دفع الزكاة أو الجزية بما عرف بعد ذلك بحروب الردة وسواء أكانت زكاة أو جزية فهي عند العاقل واحد, لقد كان محمد يهدف لتأسيس دولة معظم جنودها من العرب الجياع الذين لا يقدرون على كسب لقمة خبزهم من العمل وبما أن العرب لم تكن أمة استثمارية ولا زراعية فإنه من المؤكد أن لا تكون أمة مستقرة اقتصاديا واجتماعيا وكانت حياة الحروب عندهم كلها كرٌ وفر من أجل كسب بعض الأطعمة فلا يخرجون بعدها للغزو إلا إذا نفذ الطعامُ من بيوتهم وظلت هذه الحال حالهم إلى تقريبا ما قبل 100عام أو أقل من ذلك, أي لم تكن حروبهم حروبا منظمة إلا بعد أن واجهوا الفرس في أربع معارك ضخمة تلتها معركة أضخم منها وهي معركة القادسية في نفس العام الذي توفى فيه خالد بن الوليد فقاد المعركة سعد بن أبي وقاص وعلى حسب ظني سنة21 للهجرة ويقال سنة 19 للهجرة....إلخ.

ولأنهم-العربُ المسلمين- توقفوا عن غزو بعضهم فمن أين سيأكلون وهم شعب يعتمدون على الغزو والنهب والسرقة؟,ولم يستطع محمدٌ تغيير الأنفس العربية وإنما استطاع تغيير ساحة المعركة من قتال العرب لبعضهم إلى قتال الأمم الأخرى والقبائل العربية الأخرى التي رفضت الإسلام ودفع الزكاة, حتى أن هذا النبي الملقب بنبي الرحمة والذي يقال عنه بأنه لم يكن يقبل بأن يقلع شجرة كان في حصاره للطائف ولجماعة (مالك بن عوف) الذي اختبئوا في حصن الطائف أمر محمد بقلع أشجار الطائف ومزروعاتهم فأرسلوا إليه رسولا يطلبون منه الرحمة وأن يترك زرعهم وطلحهم واستحلفوه بصلة الأرحام فترك لهم ما رجوه عليه وقد كان مزمعا على حرق الأخضر واليابس, هذا السلوك لا يصدر عن نبي أو رسول ينزل عليه المسنجر من السماء وإنما هذا سلوك معادي للإنسانية وسلوك أناس جياع ذلك أن الجوع كان أبو الحروب كلها حتى اليوم,ولا حظوا معي كيف الجوع قد فتك بالناس حين أمر محمد بعدم الاقتتال بينه وبين العرب وبين العرب أنفسهم وهم بذلك بحاجة للغزو كي يأكلوا وهنا ستحدث في الأيام الأخيرة من حكم عمر بن الخطاب مشكلة كبيرة تتسبب بمقتل الخليفة الثالث عثمان بن عفان وسنعرضها في مقال لاحق ,وبما أن العرب أمة غير منتجة وغير صناعية وغير زراعية حتى الطائف الأرض الزراعية لم تكن قادرة على إطعام كل القبائل العربية لذلك لجأ خلفاء محمد بضرورة مقاتلة الفرس ليحصلوا على الغنائم من النساء ومن الحيوانات الداجنة,واستمعوا لقول خالد بن الوليد بعد أن انتصر على الفرس في معركة(نهر الدم) حيث قال: أنظروا إلى الطعام إنه كالتراب والله إننا أحق به من الفرس الأكاسرة, لذلك الجوع كان يحرك الجيوش الإسلامية وليس الإيمان, فمن أين لهؤلاء الحفاة العراة البعيدين عن الحضارة أن يظهر الإيمان في قلوبهم بشكل فجائي!! الإيمان لم يكن عقيدتهم بل كان ألجوع هو عقيدتهم.



#جميله_جمال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمد النبي الملحد


المزيد.....




- ولاية أمريكية تسمح للمعلمين بحمل الأسلحة
- الملك السعودي يغادر المستشفى
- بعد فتح تحقيق ضد زوجته.. رئيس وزراء إسبانيا يفكر في تقديم اس ...
- بعد هدف يامين جمال الملغى في مرمى الريال.. برشلونة يلجأ إلى ...
- النظر إلى وجهك أثناء مكالمات الفيديو يؤدي إلى الإرهاق العقلي ...
- غالانت: قتلنا نصف قادة حزب الله والنصف الآخر مختبئ
- بايدن يوقع قانون مساعدات كبيرة لأوكرانيا والمساعدات تبدأ بال ...
- موقع أمريكي ينشر تقريرا عن اجتماع لكبار المسؤولين الإسرائيلي ...
- واشنطن.. التربح على حساب أمن العالم
- السفارة الروسية لدى سويسرا: موسكو لن تفاوض برن بشأن أصول روس ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جميله جمال - الجوع أقوى من الإيمان