أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أفنان القاسم - نافذة على الحدث الأعمال الكاملة















المزيد.....



نافذة على الحدث الأعمال الكاملة


أفنان القاسم

الحوار المتمدن-العدد: 3769 - 2012 / 6 / 25 - 13:00
المحور: الادب والفن
    


الأعمال الكاملة
الدراسات (12)




د. أفنان القاسم

نافذة على الحدث


مقالات متفرقة






















































إلى الطيب تيزيني










































العراق

أردت أن أبدأ هذه الزاوية بكلمة عن البلد الذي كنت به متيمًا، وصرت له يتيمًا، عن العراق، عن حب قديم اسمه سومر، وأب قتيل ناداه الفرات قبل أن يسقط في حضن دجلة.

كان يكفي أن ألفظ "عراق" لأقول "شعر، علم، تطور، حضارة".
كان يكفي أن أردد "عراقي" لأقصد "كرم، مروءة، قوة، طيبة".
كان حسبي أن أهمس "عراقية" لأعني "قمر، حب، جمال، أنوثة".

ألأن العراق كان كل ما لم يكن لنا أرادوا أن يكون قتيلا؟ هم لا يعرفون أسطورة الأب القتيل كما نعرفها نحن الذين صنع المقاوم من كل واحد منا أبا، حتى وإن لم يكن لنا أبناء، ورمى الموت بعيدًا أكثر ما يكون بعدًا عن معابد يتعرى الله فيها كامرأة أمام المرآة... وهم لا يفهمون معنى أن أكون قتيل العراق القادم رأفة بغيري من أبنائه الذين ليسوا من هؤلاء القتلة ذوي العباءات غير تلك العباءات، واللحى غير تلك اللحى، منفذي المخطط الأمريكي: حرب أهلية، تقطيع العراق، نهب ثرواته، إحكام القبضة عليه، وبالتالي على العرب قاطبة. هؤلاء المأجورون المعممون: ألف واحد منهم يُشترى بدولار، وواحد من غيرهم لا يباع بكل الأموال... أبناء العراق من غيرهم الذين هم مستقبله، كرامته، حريته، الساعد التي ستطرد العم سام والمحتل الآخر القابع تحت خوذته، وتبني العراق الأرقى والأعظم، ذاك الذي كانه دومًا لعراقيين دون أن يكونوا سنيين أو شيعيين أو كرديين أو كلدانيين أو أكاديين أو مهووسين أو مهسترين أو شيزوفرينيين أو... أو... أو غيره، عراقيون هم لعراق أوحد موحد.

أيكون كلام كهذا، في الوضع الراهن للعراق، حلما؟ أمنية؟ وهمًا من الأوهام؟ هاجس شاعر أضاع الطريق إلى دم كل يوم وهام على وجهه في الفيافي والأرياف؟ حتى الفيافي والأرياف غرقت في محيطات الدم! أيغدو الدم للشاعر أبيض؟ بنيّا؟ أزرق؟ شبق الموت؟

لنذكّر بفواجع العراق مذ كان العراق: الفرس، المغول، الترك، الإنجليز، الأمريكان، النيران، الطوفان، المِحاق، الزلازل، العواصف، الزوابع... وكافة أنظمة القمع الطبيعية والبشرية، وكيف في كل مرة أمكن العراقيون أن يمحوا لون الدم من كراريس الأطفال، ويؤسسوا لعراق جديد يزدهي بكل الألوان التي لن يكون للأسود فيها مكان، ولن يرفرف الأسود حتى وإن كان أخضر، حتى وإن كان أحمر.











المتدينون الجدد

الدين دومًا ما كان موجودًا! نقول هذا الكلام للذين يعتقدون أن الدين لم يوجد إلا اليوم، وأنهم وحدهم أصحابه بينما الدين كان هنا دومًا مذ كان الإنسان، ولم يزل ملكًا لكل الناس، لمن يريده من الناس، لأن لا إكراه في الدين، ولا إكراه في كل المعتقدات من البوذية إلى الشيوعية، ولا إكراه في كل المناهج من الكلاسيكية إلى البنيوية، ولا إكراه في كل الموائد من الخروف المحشي –لو أمكن- إلى الطعمية، ولا إكراه في الانتحار، ولا إكراه في خوض البحار، ولا إكراه في الحب، ولا إكراه في الكره، ولا إكراه في التعلق بمعلق ثدي –في الأحلام- أو في البحث عن أمير الهوى بين الرجال، ولا إكراه في تدمير الذات وتدمير الورد وتدمير خلايا النحل ولا إكراه في الحَبَل أو الخَبَل أو الركض مثل حمار من أجل أن ترضى عنك زوجك الأتان، ولا إكراه في الإكراه، وهؤلاء يريدون أن يكرهونا على كل شيء، وهم لا شيء دون أمريكا التي أخرجتهم من القبور ليكونوا في خدمتها دون توقيع على عقد أو فرمان مثل غيرهم الذين أبقتهم في القصور بعقد من دم الشعوب، ولكل منهم دور يلعبه في كوميديا الدين وتراجيديا الحكم...

لن نتركنا نجربكم حكامًا لأننا جربناكم دون أن نجربكم وأنتم للحكام مطايا، فالحاكم لكم رب على الأرض، ورب السماء هو المال.

ماذا يفعل المتدينون القدامى في إيران وأفغانستان والباكستان والسعودية والهمجية والمومسية غير ما ستفعلون؟ ستعتلون الأضرحة وتعلون.

الإنسان فينا يصرخ "لا نريدكم"، حتى ولو كنتم الأنبياء الجدد لا نريدكم! اتركونا لعقولنا نترككم لخزعبلاتكم وخرافاتكم وهلوساتكم، نترك لكم الله، حتى الله نتركه لكم، نترك كل الله لكم، فقط اتركونا لكتبنا نفتح على نهودها أعيننا طوال الليل ولا ننام!




















اتفاق فتح حماس طبخة أمريكية-إسرائيلية جديدة


عندما تحكم تحت ألوية الاحتلال لا حرية لك، كل شيء يتم بأمر سيدك الإسرائيلي، من شراء فنجان القهوة إلى بيع ثالث الحرمين الشريفين، وما يستتبع ذلك من قهر سياسي، وسحق اجتماعي، أما الباقي فكله ضحك على اللحى، وتسويق إعلامي يقوم على الفهلوة الأوسلوية، والتهريج المنفضح لأبنائها. وعندما تحكم تحت ألوية المتزمتين لا حرية لك، كل شيء يتم بأمر سيدك اللاهوتي، من شراء فنجان القهوة كذلك إلى بيع أول وثاني وثالث الحرمين الشريفين، وما يستتبع ذلك من ردكلة دينية وهيمنة سياسية تقصيان كل ما هو إنساني لدى الفرد. محاولات تمرد الشبيبة الأخيرة في الضفة والقطاع، والتي جرت على منوال ما يجري في الشارع العربي، تم قمعها بشراسة من طرفي النظامين الفلسطينيين الاستبداديين (ويأتون اليوم ليتكلموا عن ديمقراطية وحرية تعبير وحرية فكرية!) رغم أنها تغطت سياسيًا بغطاء فضفاض عن رأب الصدع والتوحد وضد الانقسام، وهذا بالضبط ما طلع به علينا أزلام فتح وحماس في القاهرة منذ عدة أيام، فهل هي مفارقة أم هي خطة معدة بحذق تتجاوز في أبعادها رقعة الشطرنج الفلسطينية؟

لنلاحظ أول ما نلاحظ أن التقارب بين حماس وفتح قد أخرج في الحال إسرائيل من عزلتها الدولية، فهي عادت إلى أحضان العالم تحت رداء الضحية التي تهدد حماس بإزالتها من الوجود، وأوركسترا الغرب على رأسه أمريكا عادت تعزف ما يشنف الآذان عنده عن حماس التي عليها نبذ الإرهاب والاعتراف بإسرائيل كشرط مسبق للاعتراف بكل حكومة تشارك فيها أو يشارك فيها تقنوقراطيوها. أما الأهم من كل هذا فهو عدم التوصل إلى سلام مع حركة لا تريد في الأساس سلامًا، كما يروج الغرب وإسرائيل، وهم بذلك يرمون كل الأسباب التي أمريكا وإسرائيل من ورائها جانبًا، وكأن تحقيق السلام يبدأ بمشاركة حماس أو عدم مشاركتها في حكومة تسويق للاحتلال، أي في حكومة هي في أساسها حكومة تعترف بإسرائيل ضمنيًا.

الملاحظة الثانية قبول حماس المفاجئ بوضع حد للانقسام الفلسطيني ظاهره وطني وباطنه لا وطني مليء بالحسابات السياسية التي أولها الحيلولة دون انفضاض الشارع عن حماس تمامًا بعد أن كفر الغزاويون بأربابها، وهي ما أعطت لحكومة الوحدة الوطنية عامًا من أجل تهيئة الانتخابات، وهذه مدة طويلة نسبيًا، إلا لتنشط اجتماعيًا وسياسيًا كما كان عهدها في الماضي، وتعيد لف الناس من حولها، هؤلاء الناس الذين من الصعب لفهم، وما يجري في الشارع السوري يمكن أن يجري في الشارع الفلسطيني، ولكن رهان قيادة حماس على احتواء هذا الشارع يبقى أقرب إلى أمل الغريق بالنجاة، على الرغم من أن الوقت لا يعمل في صالحها كما لا يعمل في صالح حلفائها، بعد أن فشل خطاب المقاومة الممل، وفشلت كذلك لعبة السهام النارية التي تقوم إسرائيل فيها بدور المعتدي، فتدفع الناس إلى الالتفاف من حول المعتدى عليه، وهذا ما يجمل كل الفروسية الإسرائيلية المتواطئة قبل التهدئة الأخيرة.

الملاحظة الثالثة أساطين فتح وكل أزلام أوسلو يعرفون أن نتائج الانتخابات القادمة إن لم تكن في صالحهم فلن تكون أبدًا في صالح الإخوان المسلمين، لهذا يطبلون للاتفاق ويطنطنون، وتجيء تصريحات نتنياهو وإجراءاته المالية التي هي في الظاهر ضدهم لدعمهم وإظهارهم كوطنيين يفضلون إجراء السلام مع أبناء ملتهم على السلام مع عدوهم، وهذه ذريعة من أقوى الذرائع لهذا العدو كي تبقى الأمور على ما هي عليه، وهي أيضًا ذريعة من أقوى الذرائع للحاكمين تحت الاحتلال من أجل الإبقاء على امتيازاتهم ومصالحهم، وكل هذا تمهيد "لفياسكو" أيلول/سبتمبر في حالة الإعلان عن قيام الدولة والضم القسري لأجزاء كبيرة من الضفة دون مفاوضات، أو في حالة عدم التمكن من الإعلان عن قيام الدولة والتأبيد الجبري لما هو قائم، هذا الإخفاق التام في كلتا الحالتين يجد تبريره منذ اليوم في المصالحة بين الفصيلين الأساسيين.



فتح وحماس والحل اليمني


أبرزت وسائل الإعلام الغربية أمس التوقيع بين حماس وفتح في اليمن على اتفاق حول اتفاق مفترض بين الفصيلين من أجل الوصول إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية، واعتبرت شاشات التلفزة ذلك خطوة – ربما – نحو المصالحة. ولكن ما وراء هذا الاهتمام يجب ألا يخفى على أحد، فالغرب الإعلامي، كعادته، يرمي إلى الوصول إلى عكس ما يرمي إليه النبأ، حتى وإن بدا في ظاهره مع المصالحة. لعبة النوايا الحسنة دارجة هنا، وفي الواقع سيئة هي، جِد سيئة. لكن النبأ، لحيادية شكلية، سوف يترك لتطورات الحدث أن تقول ما يُتوقع أن يجري، النتيجة التي ستصل إليها هذه التطورات، ألا وهي الفشل. ساعتئذ، سيضحك الرأي العام منا وعلينا، هذا الرأي العام ذاته الذي سيتخذ موقفًا من حيث لا يشاء إلى جانب الطرف الآخر الأساسي في لعبة عدم المصالحة: إسرائيل، فنحن لسنا بمستوى التصالح ما بيننا (كذا)، فكيف مع غيرنا (الشاطر يفهم)؟ وهكذا تتم اللعبة على أكمل وجه.

ماذا يعرف الغرب الإعلامي عن مثل هذه "مصالحة" ويخفيه؟

يعرف أولاً أن حماس حسب الله السادس عشر وفتح محمود عباس قد دخلتا في مرحلة أبدًا لا يمكن معها إصلاح ذات البين، فكل منهما تقف على طرف هو نقيض الآخر، الأولى لا تستطيع إعلان الحرب على إسرائيل والانتصار عليها، والثانية عاجزة عن تحقيق السلام والانتصار على حماس.

يعرف ثانيًا أن كل الدلائل الموضوعية تؤكد عدم التقاء الطرفين، لأن ذلك يصب في صالح السياسة الإسرائيلية الأمريكية التي لا تريد حلاً عادلاً (الحديث عن عدالة الحل أمر مضحك في هذا السياق) ولأن ذلك يصب في صالح سلطة فيشية، سلطة محمود عباس.

يعرف ثالثًا أن الأمور بغزة أو بدون غزة، ولنقل أيضًا بالضفة أو بدون الضفة، ماشية كما لو كانت هناك وحدة وطنية، بمعنى غير ماشية على الإطلاق، ألم تكن هذه هي تجربة حكومة هنية؟ إذن إبقاء الأمور على ما هي عليه لن يؤثر قيد أنملة لا بالواحدة ولا بالأخرى، وخاصة لن يؤثر بطغمة أولمرت التي بحكومة وحدة وطنية أو غيره، ستبقى سياستها هي سياستها القائمة على "أريد الأرض وأريد السلام" دونما حاجة إلى ذريعة أيًا كانت (الحديث عن ذريعة أمر مضحك في هذا السياق) فالطغمة الإسرائيلية ليست بحاجة إلى ذرائع لتعنتها المصرح به من طرف الإدارة الأمريكية ودمويتها المصرح بها من طرف ذات الإدارة.

لكل ذلك، يبدو التبريك اليمني – بعد السعودي الذي فشل والمصري الذي فشل والقردي الذي فشل و... و... – للاتفاق حول الاتفاق كتبريك لكنيسة مدنسة! ولماذا اليمن؟ ولماذا هذا النكرة علي عبد الله صالح؟ حجر الشطرنج الأصغر والأقذر بيد الأمريكان؟ ليكنس أولاً في عقر داره ويوحّد بين عشائره وقطعانه! لكن لطغمة واشنطن غاية في صدرها عندما أوعزت إلى نكرتها بأن يلعب دور البغيّ في شارع بيغال العرب، أن تقول للعالم إلى أي درك انحطت بنا السياسة، وانعدم الحل، ليس بين فلسطيني وفلسطيني فقط، ولأمر بين فتح وحماس فقط، وإنما لكل مسائلنا الوجودية.

مارس 2008
هل قتل محمود عباس ميرزا ياسر عرفات؟

في القدس، في رام الله، في الخليل، في طولكرم، في جنين، في برقة، قريتي التي أطلق عليها شارون لكثرة ما لسعته وشدة ما أوجعته "عش الدبابير"، في نابلس الشماء، في غزة الإباء... قول شعبي لم يزل مذ مات عرفات إلى اليوم يتردد على الشفاه "قتل القتيل ومشى في جنازته"! والمقصود هنا بالطبع محمود عباس ميرزا، الذي بكى عرفات بعد قتله إياه ليأخذ مكانه. وقتل عرفات لم يكن ليكون إلا إذا كان القاتل منه وعليه، فواضع السم، إن صحت هذه النظرية، لهو أقربهم إليه، ولم يكن أحدٌ آخرُ أقربهم إليه غيره. صحة النظرية تؤكد صحة الافتراض، وصحة الافتراض تؤكده ثمانية عشر شهرًا من حكم رجل سبق من سبقه أضعاف أضعاف في العمالة والخيانة والفساد (اسألوا إخوانه وأبناءه عن الفساد يقولون لكم نحن أبناؤه وإخوانه).

ياسر عرفات الذي صنعته المخابرات كان ينتظر المصير الذي لحق به، فكل شيء مفبرك إلى زوال، لكنه أبدًا لم يتوقع أن يكون زواله على يد الشخص الذي كان يحميه في كل مؤتمرات فتح من أصوات المتآمرين عليه، الذي كان يستقبله بأكاليل الغار كلما تنازل عن حق مقدس من حقوق الشعب الفلسطيني على درب أوسلو، الذي كان يجعل منه وسيطه إلى مشايخ البترودولار بعد أن أوهمه هذا أن له عندهم وزنًا بثقل بيضات ديك مخصي، ولكن خاصة أنه صنوه.

ربما قال قائل كل هذا افتراض وتنظير ولا شيء يثبت ما يشاع، فأقوال الناس كثيرة، والناس على الرغم من وطأة "التشيك بوينتات"، وتدميرها اليومي لها، فاضية، لا شغل لها ولا شاغل غير الطعن بهذا والتشكيك في ذاك.

ومع ذلك، لننظر إلى شخصية هذا النكرة، وممارساته، نجدها تؤشر كلها إلى القتل كإمكانية واقعية بين إمكانيات من أجل استلاب السلطة، وتقلب الافتراض إلى تأكيد.

محمود عباس ميرزا حين صعوده الأول، مات أبوه، فجاء امرأة أبيه في دمشق، وجردها من كل متاع، وذلك ببيعه الدكان والأثاث وحتى الفرشة التي تنام عليها دون وازع من ضمير ولا أخلاق!

محمود عباس ميرزا حين صعوده الثاني، مات ضميره، ضميره الوطني طبعًا بعد ضميره الإنساني، فوقف ضد أبو جهاد في بيروت، وجرده من كل إرادة لدى المريد، أبو عمار، الذي كان يتظاهر بأنه ربه بعد ربه، ولولا الإرادة الشعبية في الضفة وغزة التي حمت أمير الشهداء لتمت تصفيته بوقت كثير قبل تونس!

محمود عباس ميرزا حين صعوده الثالث قبل الأخير، مات كله، جسدًا وروحًا وذاتًا، فدعس الإسرائيليون على عنقه في أوسلو وعنق "صنوه"، وجعلوه يهندس ما هندس بموافقة القائد العام ورضائه، ليوقع في واشنطن تحت أعين العالم أجمع على صك التنازل الأبدي عن فلسطين!

رجل كهذا لا أخلاق له، لا ضمير له، لا موقف له، بطل في السِّتاه السياسي، ليس من الغريب عليه أن يقتل حتى أباه.

أضف إلى ذلك، الأهم من كل هذا، أنه بهائي (هل هو "ميرزا" على الفاضي؟)، والبهائية كما الكل يعلم أخت الصهيونية، تعترف بحق اليهود المقدس في فلسطين، ومجرد وجوده إلى اليوم حيًا يؤكد من جديد دوره الذي لم ينته بعد في تصفية القضية الفلسطينية. لقد بدأت هذه التصفية المخطط لها في دهاليز الموساد والسي آي إيه والمخابرات العربية عندما جاؤوا بحماس إلى الحكم، ثم عندما شطروا غزة عن الضفة، لينتهي بهم الأمر إلى شطر فلسطين عن الفلسطينيين.

27 أفريل 2008





























أقوى رجل في العالم لا يحكم العالم

يوهمنا الساسة الأقزام عندنا بالتغيير المرتبط بتغيير العمالقة، فيما يخص قضايانا الوجودية، ليبدأوا شوطًا جديدًا مع كل رئيس أمريكي جديد، وهكذا إلى ما لا نهاية، دون أن يتغير شيء، فهم دومًا بكوابيس وجودهم على أدمغتنا قابعون. والحقيقة أن وهم التغيير يمارس في الغرب على المنتخِبين بطرق أخرى أذكى وأرقى، أن التغيير سيحصل مع انتخاب الرئيس القادم دومًا، وأن لعبة "الرُّغبي" السياسية ستطول طوال المدة الرئاسية، لتنتهي بهزيمة الرئيس المحسوب على الحزب الديمقراطي أو الجمهوري، وليتوج هذا أو ذاك تأكيدًا للنظام ثنائي القطبين القائم، يدعونه هنا بالنظام الديمقراطي، وهكذا إلى ما لا نهاية. عندنا، الحاكم يخلف نفسه، وعندهم، الحاكم يخلف نفسه مرة واحدة، إذا سمحت له الأحوال الاقتصادية بذلك، أو يخلفه منافسه في الحزب البديل إلى نهاية السياسة إن كانت للسياسة نهاية.

جورج دبليو بوش لم يخرج عن السائد في نظامٍ الحاكمُ الحقيقيُّ فيه هو رأس المال، وعندنا الرأسمال الرث، غير المنتج، التابع، المرفوس، والمداس. وهذا أو ذاك، أعني الحاكم الغربي أو الحاكم العربي، هو هنا لخدمة مصالح رأس المال المنتج المتنفذ المتمثل بشركاته ومصانعه وبنوكه، الحاكم الحقيقي الساعي إلى تغيير الوجوه كلما تأزمت الأمور موهمًا بتغييرها، بينما في الواقع يحكم هذا التغيير مدى ما تجنيه الشركات والمصانع والبنوك من ربح سيُفْتَكّ حسب برامج وخطط ذاهبة في تسلسل زمني دقيق وإلى أبعد مدى.

إذن السياسة في ظاهرها شيء، وفي باطنها شيء آخر مخالف تمام الاختلاف، العملاق بوش، وأقزام عربنا، هم أدوات تنفذ ما يمليه عليها عقل رأس المال وإرادته. محافظون جدد أو قدامى، سعوديون وهابيون أو بهائيون، ما هم سوى حجارة شطرنج لتنفيذ سياسة وإدارة أزمة تتلو أزمة. لهذا، ليس من الصدفة في شيء أن يجيئوا "بمدمن" قديم لا شخصية له ولا ثقافة إلى البيت الأبيض، لا فرق بينه وبين العويس، من هذه الناحية، إلا بهيبته عليه وأمره إياه وتحقيره له. وهم (الرأسماليون أولو الحل والعقد الحقيقيون) يتركون للواحد أو للآخر أن يتصرف، وفي تصرف الواحد والآخر ترتسم صورة مشوهة عن الوضع العام، خادعة، تمشي على الرجل العادي في الغرب والشرق على حد سواء ليبتلع وضعه الخاص، ويقطع في الذل حياته.

من باب "أنتم تصرفوا" تصرف المدمن القديم بوش بخوض حربين مدمرتين لشعوب المنطقة، لكنهما كبلتا المنطقة بالأصفاد ولعشرات السنين ليجني رأس المال نفطًا وسوقًا وخطًا إستراتيجيّ المدى، ومن باب "أنتم تصرفوا" تصرف الحاكم العربي بخوض حرب يومية ضد مواطنيه لاستعبادهم من أجل تعبيد الطريق أمام الربح والهيمنة الدوليين.

جورج دبليو بوش رئيسًا لأقوى دولة في العالم ما هذا سوى مكسب شخصي للمدمن القديم، أما المكاسب الفعلية، فهي لسيده الفعلي وسيد نظامه سيد العالم: الرأسمال العالمي. لهذا، جمهوري أو ديمقراطي، بوش أو باراك، ماكّين أو كلينتون، كلها وجوه، وكلها أدوات، تأتي، وتذهب، للتنفيذ، وإن تعددت الوسائل كتفجير البرجين التوأمين أو بن لادن (عميل سابق للسي آي إيه) كالحرب في العراق أو مع إسرائيل (زيارة بوش القادمة لإسرائيل وإسرائيل ككيان مصطنع جزء من فولكلور التنفيذ) كالطائفية أو الدين أو الإرهاب (ثلاثتها مفبركة) كل هذا من أجل الربح والهيمنة.

6 مايو/أيار 2008
أعياد إسرائيل

سيكون يوم غد 15 مايو/أيار 2008 يومًا مشرقًا على إسرائيل والعالم، فمولد إسرائيل في هذا اليوم منذ ستين عامًا هو مولد للعالم، قيام إسرائيل هو قيام للعالم من الرماد بعد الحرب العالمية الثانية والمحرقة، ونهوض الإنسانية من جدثها. إنه احتفال كل ذي جرح، وكل ذي مصاب، وكل ذي كارثة، وكل ذي فاجعة، وكل ذي نكبة، عيد الألم الإنساني وقد غدا فرحًا في إسرائيل. أعياد إسرائيل وقد غدت أعياد الإنسانية، الأطفال استعادوا ابتساماتهم، والرجال استردوا هيبتهم، وأجمل النساء تجدهن في إسرائيل. إسرائيل ابتسامتنا، إسرائيل هيبتنا، إسرائيل جمالنا.

وعيد إسرائيل بمناسبة قيامها مند ستين سنة لهو في الواقع أعياد، إنه أولاً وقبل كل شيء عيد السلم، البلد صغير ومسالم، مواطنه ينعم بالسلم المدني، وبالرفاه الاجتماعي، هناك بعض المشاكل الإثنية الطفيفة، وهذا أمر طبيعي، ولكن اندماج الفالاشا في المجتمع الإسرائيلي لهو من معجزة هذا السلم المعجز لشعب المعجزات. شعبٌ، السلم والأمن لديه من أولوية الأولويات التي قام عليها هذا البلد النموذج، سلم مدني وأمن دفاعي، ولكن على الخصوص تكافل اجتماعي، فجميع أفراد المجتمع الإسرائيلي أخوة ما بينهم، أفراد عائلة كبيرة متراصة متماسكة. إنه عيد التكافل الاجتماعي والانسجام الاجتماعي والتماثل الأخلاقي والاتساق في الفكر والعمل بين المواطنين.

إسرائيل، هذا البلد النموذج الذي عيده اليوم هو أعياد في مقدمتها عيد السلام والمحبة والإخاء مع جيرانها، الأردن ومصر في المقدمة، بَلَدان وقعت إسرائيل معهما معاهدة سلام ووئام، وسائر البلدان العربية، وذلك دون أن توقع معها أية معاهدة، إنها معجزة انفتاح هذا البلد المعجزة، النموذج، واحة السلام، جزيرة الديمقراطية. إذ بفضل التربية العليا لهذا الشعب الفذ حسب مبادئ الديمقراطية السامية الحرية التفاني فرضت إسرائيل نفسها على كل شعوب المنطقة التي تحاول التمثل بها والاقتداء بها والحذو حذوها دون فائدة.

وعيد إسرائيل اليوم لهو عيد للعلم والتقدم، علماؤها يعدون بالعشرات، وهم ينافسون علماء أكثر الدول تطورًا وحضارة كأمريكا وإنجلترا وفرنسا، وبفضلهم سيكون انتقال الإنسانية إلى أوج ما تسعى إليه من تقدم. وسوف لن ننسى ريادة إسرائيل في الفن، وفي الموسيقى، وفي المسرح، وفي السينما، وفي الرواية هي رائدة، وفي القصة هي رائدة، وفي القصيدة هي رائدة، وكذلك في فن حسن الأكل، وحسن الملبس، وحسن الذوق، وحسن الكلام، وحسن المشي، وحسن كل ما هو حَسَن.

وبالمناسبة السعيدة سيقام حفل ضخم على مستوى الحدث في ساح هيكل سليمان يحضره العظام في العالم، بوش وساركوزي وغوردون والدالاي لاما ومحمود عباس وغيرهم.








النهوض من الموت


فن الندب ثري بمفرداته التي ينضاف إليها ما ينضاف من نكبة إلى نكبة، ومن نكسة إلى نكسة، ومن صفقة إلى صفقة، وكأن أساطينه قد أحلّوا فيه كل الفنون الأخرى من فن الطبخ مرورًا بفن الرقص إلى فن كل ذي لحن أو شجن، حتى أن تحية الصباح غدت ندبًا، والنظر إلى الوجوه، ورسائل الإس إم إس، وضحكة الطفل، وشدو العصافير في الصباحات المشمسة. وبما أن حاضرنا كل يوم فيه فاجعيّ، وكل فاجعة لنا يومية، تَنَجّمَ من هم أكسل تلامذة رواد هذا الفن، الصحفيون، فغزوا ساحات العقل وفضاءاته، وغدوا أقلامًا بارزة في التذليل والتخضيع والتلذذ بالتطعين الصوري والفَرْضي، وتسابقوا فيما بينهم على نكء الجراح، وسبقوا في تفننهم مازوخ وساد.


هذه المقدمة ما جاءت إلا لنقول بمناسبة نكسة الخامس من حزيران إن علينا ألا نعيشها كهزيمة وانكسار، كتحسر ورجم للغير أو للذات، وألا نقبل بطروحات مريضة تقمع قليل ما تبقى فينا من انتماء للبشر، ولنقمع عندما يتعبون منا أنفسنا.


أطالب في هذا المقام بأن ننسى هذه النكسة وكل النكسات الأخرى بوصفها هزائم لنا وانتصارات للغير، وأن نحولها في مخيلتنا، والمخيلة الشعبية قادرة تمام المقدرة، إلى انتصارات تكون لنا في المستقبل وهزائم لمن انتصروا بالأمس فيها علينا، هزائم لإسرائيل وللذين انهزموا بالفعل، الأنظمة العربية (أنا لم أشعر بالهزيمة أبدًا).


قال والله هم انهزموا ويسعون إلى أن نحمل هزيمتهم على أكتافنا!



الشعوب العربية أبدًا لم تنهزم، الإنسان العربي أبدًا لم ينهزم، الطفل العربي وُلِدَ منتصرًا على هزيمة لا تورث ولم يرثها أبوه عن أبيه، وإنما عن نظام جعله يعتقد أنه أبوه الصوري والفََرْضي: هذا من سحر كلمات مطبليه الأسود، ولهذا السبب وصل فن الندب عندنا إلى الأوج.


إسرائيل يمكن هزيمتها، ومن غير صواريخ بلاستيكية وقنابل نووية، إرادة شعوبنا قنبلة نووية، صراخ أطفالنا صواريخ عابرة للقارات، أذرعنا طويلة طويلة جِد طويلة لو امتدت أمسكت بخناق أولمرت وبوش وعباس. الوسيلة سهلة جِد سهلة وجِد صعبة، إذ كيف يستحيل الأمل إلى عمل دون أحزاب حرة قوية، دون نقابات فعلية غير كاريكاتيرية، دون حركات شعبية جماهيرية.


لنبدأ إذن من نقطة الصفر، من وعينا الفردي، ولنقل لأنفسنا لسنا مهزومين ولسنا متفرجين ولسنا غير أنفسنا، والوسائل السلمية كثيرة: إضراب عام من محيط الأمل إلى خليج العمل، إضراب عن الطعام، نحن على كل حال لا نجده، إضراب عن سلب الكرامة، إضراب عن المهانة، إضراب عن الندب، إضراب عن الموت... كل الإضرابات ممكنة، والنكسة كالنكبة وغيرهما مناسبة للموتى الذين أسكنوهم في أجسادنا كي ينهضوا.






البلد المزبلة!


الجزائر بالنسبة لي فلسطين الثانية، وفي بعض الأحيان الأولى، لا لأنني تجزأرت، وأقمت فيها ما أقمت، وأقامت فيها منذ عشرات السنين أسرتي إلى اليوم، وإنما لأن الجزائر هي الجزائري أولاً وقبل كل شيء، الطيب، المخلص، الودود، وإن بدا لك للوهلة الأولى فظًا وصعبًا، صفتين أورثته إياهما صقور الجبال، ولأنها بحور كرمها، وشموس عزتها. والجزائر بالنسبة لي حلم منكسر، وقوة مُضَيَّعة، وعظمة مُذَلّة، فأين الكبرياء وساستها هم ساستها، اللص أشرف منهم، والثعلب أصدق، والذئب أوفى!


في هذه العجالة نريد أن نحاسبهم كما لو كنا ملايين الأفواه الجائعة، فأين مَنّك البترولي علينا يا آبار حاسي مسعود؟ ما جرى ليس دفع البلاد إلى الأعلى والأرقى، ما جرى، والمليارات تهطل على الجزائر كما لم تهطل من قبل، رفع السرقات إلى أعلى الأعلى وأرقى الأرقى، فلا شيء يبين في جزائر الذهب الأسود، ولا شيء ينفع غير من ينتفع أكثر وأكثر، وإلا أين كل أطنان النقود هذه تذهب: ألا يوجد أجل محدد للعقد الموقع بين بوتفليقة والجنرالات؟ جاءوا به إلى السلطة ليغض الطرف عما نهبوا، ويمحو كل أثر لهم فيمن أجرموا، فإلى متى؟ وهل هناك "شانتاج" اليوم بينهم وبين المريض الخرف المتختخ مقابل عهدة ثالثة؟


أريد أن أصل إلى ما لم يتغير في الجزائر البلد والجزائر العاصمة على الرغم من مليارات لو رميناها في الطرقات لملأت الجزائر البلد والجزائر العاصمة وكل عاصمة: لماذا الأرصفة دومًا على عهدها محفرة، والمنازل من الزلزال الأول قبل أول الأول مهدمة، والمزابل، نعم المزابل، على كل باب، وعند كل منعطف، وفي كل زاوية؟ أينك أيتها البلديات المتغافية؟ فالسرقات الأعلى تتم في الأعلى، والسرقات الأدنى تتم في الأدنى، ورؤساء البلديات، طالما أن الناس يغلقون أفواههم، ويفتحون أبوابهم، يستبيحون لا الميزانيات فقط بل وكل ما تقع عليه أياديهم من "الزلط"، كما يقول المصريون، إلى كوبونات الحليب! وإياك أن تقول لي حيدرا (حي الأثرياء والسفراء) وباب الواد (حي "الزوالي" والضعفاء) كل الأحياء مزابل (ما عدا الحي الموجودة فيه فيلا أم الرئيس المرمرية طبعًا) وليس للفيروسات بها حاجة إلى الهجوم عليك من الأمازون أو الكونغو.


هذا من ذنب الناس، يقول البعض، لأنهم لا يتحركون، لأنهم لا يطالبون، لأنهم لا ينهضون، وأنا أقول لأن النظام جعل منهم جراذين يرتعون في دنيا مليارات بوتفليقة المنهوبة، وإلا ما معنى كل هذه القمامة؟ وفي بعض الأماكن، كسوق باب الواد الشعبي، القمامة على قمامة، إذ لتراكم الأوساخ والقاذورات لا يمكن للزبال أن يفعل سوى "تنظيف" قذارة القذارة، فيجرف ما استطاع من أوساخ عن أوساخ استحكمت في الأرض والطول والعرض والضمير والأماني التي انتحرت على واقع الاستقلال السليب والتطور الصوري والتحرير لأصابع السارقين!









فتح وحماس ترفضكما فلسطين


في الشارع الفلسطيني هناك إجماع على الإدانة: حركتا حماس وفتح بالمفهوم الديني حركتان شيطانيتان، من جهنم، وبكل المفاهيم الأخرى حركتان أسقطتا نفسيهما بنفسيهما في مزبلة التاريخ. عندما جاء الإسرائيليون بقُطّاع طرق تونس ليحكموا كانوا يرمون إلى هذه النتيجة، وعندما أسسوا بأموالهم وأموال السعودية تلك الحركة الدينية كانوا يهدفون إلى هذا، والنتيجة كالهدف أبعادهما واحدة: إنهاء القضية الفلسطينية وتحويلها من قضية سياسية إلى قضية دينية ومن ثم إلى قضية جوعى لا يجدون ما يأكلون. انتهى العصر الذي كان فيه الفدائي أول خبر في الإعلام الغربي، امحت صور أطفال الحجارة الصامدين في وجه أعتى الجيوش الصغار في قاماتهم العمالقة في أفعالهم من ذهن الغرب، اليوم يعرضون لنا جمعًا من الصغار والكبار الحفاة العراة الباحثين في أكوام القمامة عن شيء يؤكل، ثم يجري التركيز على فتات العالم الذاهبة إلى سلطة من اللصوص يجب أن تمضي بإسرائيل أولاً لتحسن توزيعها وتشرف على إنفاقها. مَثَلُنا هذا يكفي لنعلم كيف تمكن المغتصب للأرض من اغتصاب الإنسان، والتصرف به كما يتصرف بكلبه.

لا أريد أن أتكلم عن فشل برنامج سياسي لدى هذه الحركة أو تلك، فلم يكن لا للواحدة ولا للأخرى برنامج بالمعنى المتفق عليه، ولا أريد أن أوجه نداء من أجل مسح اللحى والتفاهم على غرار كل أصحاب النوايا الحسنة إلى "الأشقاء"، فهؤلاء هم فلسطينيون هذا صحيح ولكنهم عندما يتعلق الأمر بالسلطة والتسلط الأخوّة هي آخر ما يفكرون فيه، إنهم أعداء سياسيون فيما بينهم ومجرمون.


لا أريد أن أتكلم عن دين أشخاص أخذوا الحكم أو علمانية آخرين متحضرين كانوا على قاب قوسين أو أدنى من التحرر والتقدم لولا أن... إلى آخره، فالدين كان مطية كالعلمانية. في أجواء حرة وصحية الدين للجوامع والعبادة، وإسماعيل هنية أقرب إلى إمام منه إلى رئيس وزراء، والعلمانية دون دساتير تحكمها ومؤسسات نظيفة وحريات ضامنها الوحيد هو الناس لن تقوم على أكتافها دولة لها رئيس ولا حتى مرحاض رئيس.


في حالة حماس هناك أشخاص دين دكتاتوريون على غيرهم وعليهم دكتاتور، خالد مشعل وبشار أسد مثلاً، وفي حالة فتح الشيء ذاته، لكن أقذر الأقذر يتمثل بمحمود عباس وايهود أولمرت، لهذا السبب، لحكم أفراد متسلطين يتحكم بهم من هم أكثر تسلطًا وصلت القضية إلى ما وصلت وحال الناس إلى هذه الحال. التحكم بالشعب الفلسطيني هو تحكم عربي وإسرائيلي وأمريكي، وما هذا أو ذاك من عندنا سوى الواسطة. ولهذا السبب أيضًا، لن يكون هناك تفاهم لا بين الواحد ولا بين الآخر لأن من مصلحة هذا وذاك ألا يكون هناك تفاهم، وطالما بقي الإخوة أعداء طالما بقي كل واحد المهيمن على حظيرته وقطيعه، وما يبديه الواحد والآخر من وقت إلى وقت من رغبة في التفاهم ما هو إلا كوميديا لممثلين هزليين يضحكون العالم عليهم.


الأمور جد معقدة، وعندما تصل الأمور بالحاكميْن الفلسطينيين إلى الارتهان بأمر تل أبيب واشنطن أو دمشق لن يكون هناك حل بل تفاقم للأمر إلى حد محو القضية الفلسطينية تمامًا وبأيدي أبنائها.


ما العمل إذن وهذا هو الحال الفلسطيني اليوم؟ من السهل القول الدين للجوامع وعباس وكل من لف لفه للمزابل، أئمة حماس لن يستمعوا إلينا ولا إلى كل غزة، ونعال أولمرت لن يقبل الأوسلويون برفعها عن أعناقهم بسهولة، وإن ضحوا بكل أعناق سكان الضفة! لا يوجد بديل "يساري" ولا حتى "يميني"، والناس ليسوا مهيئين لشيء، محمود عباس سيزوّر الانتخابات في العام القادم من أجل رئاسة ثانية، وهنية سيبقى هنية دون انتخابات ولا من يحزنون. أرأيتم ما أحلى الأمور لما تبقى الأمور على ما هي عليه؟ حتى أن الرهان على التغيير في الغرب كي يصيبنا منه بعضه غير مطروح في الوقت الراهن، الرهان على التغيير في إسرائيل، والشعوب العربية كما هي الشعوب العربية دومًا منهكة وراضخة تحت سلاسل جلاديها.


نلح: ما العمل إذن وهذا هو الحال الفلسطيني اليوم؟ إضراب عام لستة أسابيع؟ سبق للشعب الفلسطيني أن أضرب ستة شهور. تفجير ثورة جديدة تقوم على أكتاف بعض الطوباويين دون أن يكونوا عملاء للموساد هذه المرة؟ منظمة تحرير جديدة دون أن تكون لأي من الدول العربية عليها أدنى هيمنة؟ كلها حلول في الوضع الراهن ليست ممكنة ولا تؤدي إلى حل عاجل وحاسم.


























زعران الدين


نعم، الأحداث الأخيرة إن دلت على شيء، فإنما تدل على زعرنة الطرفين الرامي كل منهما إلى سحب البساط من تحت قدمي الآخر بشتى السبل آخرها انفجار ربما كان من ورائه أزعر من زعران هذه الحركة الدينية التي توقع أمس مع إسرائيل تهدئة بالمداد واليوم مع فلسطين حربًا بالدم. نعم، الأحداث الأخيرة إن أشارت إلى شيء، فإنما تشير إلى أن أئمة حماس كلهم زعران للدين وقطاع طرق للقاهرة كأولئك الذين هم على رأس فتح زعران لأوسلو وقطاع طرق لتل أبيب، فلو اكتفوا بالإمامة لما حصل ما حصل، ولكان إجلالنا لهم عظيمًا وإكبارنا، لكنهم أرادوا أن يلعبوا بالدين على هواهم ككل زعران تحت السيل وفهلوية الدقي، ويجعلوا منه دابتهم في السياسة والأمية، يركبونه كما يشاؤون من أجل تنفيذ ما نفذوه بعناصر من فتح لا ذنب لها اللهم سوى أنها عناصر من فتح، ويجنون على أكتافه كراسي الحكم والتحكم، تحت رداء عفة تلك المسكينة فلسطين التي اغتصبوها كما اغتصبها أولمرت، وقالوا حررناها، وجعلوا منها مومسًا للإسرائيليين.

يا زهار!

يا هنية!

يا مشعل!

ويا كل الآخرين المستوزرين المستزعرين!


الدين منكم براء بعد أن غدوتم على أبواب مراحيض السياسة زعرانه! مرحاض دمشق اتركوه لحكامه، ومرحاض القاهرة، ومرحاض الرياض، ومراحيض كل العواصم العربية، وعودوا إلى جوامعكم أحسن لكم! زعرنتكم مذ جئتم دفع الغزازوة ثمنها غاليًا، فاتركوهم إلى أصحاب العقل في أمرهم مع السياسة وفي كل أمور الدنيا. اتركوهم وشأنهم، وأنتم إن لم تفعلوا، فلسوف يرغمكم على ذلك زعران أزعرن منكم، زعران رام الله، وإن شئتم أوسلو، قطاع طرق تل أبيب، زعران فتح الذين اهترأوا عمالة! وهم إن لم يفعلوا، نهض الغزازوة ضدكم لأنهم لا يريدونكم لا أنتم ولا هم ولا غيركم مثلكم أو مثلهم! لا أحد في العالم غير أبناء غزة من يمكنه أن يفعل شيئًا لغزة! لا أمة عربية ولا تنابل السلطان من مثقفيها ولا العالم، أبناء غزة وحدهم من سيحررون منكم غزة، ويوحدون كل الفلسطينيين!

ويقولون عن الشعب الفلسطيني عظيمًا!

الشعب الفلسطيني العظيم هو شعب الشهيد والمقاوم العنيد والجائع على أعتاب جوامعكم المدنسة، فقد دنستم بزعرنتكم السياسية حتى أعتاب المعابد والمعابد وما نعبد. الشعب الفلسطيني العظيم ما عاد عظيمًا بعد أن عرفكم، أكنتم من ضلعه أم من مزابله؟ وهو لن يقبل بمثل هذه الصفة وأنتم تجثمون على أنفاسه! تضحياته أوديتم بها سدى، وانتصاراته جعلتموها عبثًا، وآماله الكبار مزقتموها ليمسح بها بشار، وليبصق عليها مبارك، وليحرق بها عبد الله بن سعود لفافة أفيونه!

يا زعران حماس، ليس غزة فقط، غزة ونابلس والقدس والخليل ويافا وحيفا وعكا وجنين وكل فلسطين لا تريدكم، كونوا زعران للدين كما هم زعران فتح لتل أبيب ما أردتم، واتركونا نحرر فلسطين على هوانا، بالعقل والعلم وبندقية الشيخ القسام العظيم!

28.07.2008

من السجن الصغير إلى السجن الكبير


نفرح كما لا يفرح أحد لإخوتنا الذين حطموا الأغلال، وهزموا الظلام... إذا كانت السجون رهيبة بمفهومها المتداول، فالسجن الإسرائيلي أرهبها، وإذا كانت السجون معتمة بمدلولها الاستعاري، فالسجن الإسرائيلي أعتمها، وإذا كانت الحرية مطلب كل أسير، فالأسير الفلسطيني هو الأحق بها. لكن للهجوم الإعلامي الغربي على حرية أسرانا ومعتقلينا في كافة القنوات تفسيرًا واحدًا: إسرائيل قامت بلفتة إنسانية عظمى وبتنازل سياسي كبير! بمعنى أن الحرية أيضًا تباع وتشترى، وقد باعتها سلطة أوسلو العميلة بثمن بخس: عدد قليل من الأسرى مقابل الآلاف المؤلفة الباقين، وأعطت لإسرائيل تبريرًا منفضحًا لعرقلة المفاوضات الجارية: نحن أطلقنا سراح معتقليكم، وقمنا باللازم في سبيل تقدم المفاوضات، وأنتم ما لم تقوموا بشيء، وما لم تفعلوا ما هو واجبكم في سبيل تقدمها، وواجب هذا الشخص المهان، محمود عباس، بالطبع هو التسليم بحقوقنا ومقدراتنا، وباختصار تشريع الاحتلال، لن نصل إلى حل قبل نهاية العام الجاري! بينما الجواب معروف منذ الآن، وقد قدمت له إسرائيل كل المبررات، لأن إسرائيل لا تسعى إلى حل بأمر الإدارة الأمريكية ربها الذي لا يريد في الظرف الراهن حلاً.


ومن ناحية ثانية، ناحية لا تقل أهمية عن الناحية السياسية، ناحية المصير الذي ينتظر رجالنا "المحررين" أحقًا هو مصير كل حر، في وطن حر ذي نسيم حر وعمل معتبر وبيت كريم، أم أن الخروج من السجن الصغير ما هو إلا خروج إلى سجن أكبر يعجز المرء فيه عن تحقيق أقل متطلباته؟


الوطن هو الحرية والحرية هي حرية الرأي وحرية العمل وحرية النوم في فراش مريح، فهل هذه هي حرية القيمين على مراحيض رام الله؟ هل هذه هي حرية بينوشيه والمارشال بيتان والمهستر الذي يسمن وينتفخ ويضحك ضحك الغبي المهان محمود عباس؟ هل اسم هذه حرية –كما لم يقل ايلوار- والمحتل للناس في كل زاوية بالمرصاد؟


فليعلم كل أسير بقيد صغير كان وكل أسير بقيد كبير صار أن الأسر الصغير انتهى أما الأسر الكبير فلم يزل، وسيبقى ما بقيت زمرة أوسلو، ونضاله الفعلي الآن يبدأ من أجل الحرية.



26.08.2008











4794

هذا الرقم ليس أحد تواريخ العرب المحفورة بالنار في الذاكرة، وإنما هو الثمن باليورو لكأس ويسكي عمره 55 سنة يحتسيه أشياخ اللواط في دبي، سجله غينيس في كتابه للعام 2008، وتناقلته وسائل الإعلام الفرنسية مع كلمتي "نو كمنت!" فماذا نقول بعد كل ما قيل في أولاد القحبة هؤلاء؟ وهل أولاد القحبة صفة تكفي لموصوفين عجزت قواميس كل كلمات الرذالة عن إيفائهم حقهم المومسيّ؟ وهم يحتسونه مع سكر فاكهة الشهوة، وقد جفت في أجسادهم كل شهوة، وفي رؤوسهم كل رغبة، وراحوا يهيمون في كل واد وكل محطة من محطات الذل والجهل. 4794 يورو ثمن كأس ويسكي في أحد بارات دبي، ونحن هنا في الموقع نشحذ 150 دولار للهوستنغ دون أن نجدها! ليعرف القارئ ثمن العقل كم هو بخس، ومع هذا يعجز العقل عن إيجاد من يشتريه. 150 دولار ثمنًا للشعر والنثر لا نجدها، 150 دولار ثمنًا للخيال والحصان لا نجدها، 150 دولار ثمنًا لذبح الكلمات القديمة واغتيال كل أدبيات الاستعباد لا نجدها، أما لكأس ويسكي زُيّف تاريخه أو لقحبة رُقّع فرجها فآلاف الدولارات! لهذا نقول للقارئ إن الموقع يمكن أن يتوقف عن الصدور من جديد في أية لحظة، ولكي يحول دون ذلك عليه أن يطالب كما نطالب كل الناس كل المؤسسات كل الشركات كل الدول بدعمه وتمويله، وعليه أن يصرخ حتى يبح صوته كما نصرخ من أجل إجبارهم على تكريس ميزانية له، من بلد اسمها دبي، وليست أولى البلدان، ومن دولة اسمها دولة محمود عباس، وليست آخر الدول، فقدحنا للواحد أو للآخر -كمدح غيرنا للواحد وللآخر- لا يمنع دعم الواحد والآخر لأننا أحرار نقول أول كلمة تجيء على لساننا، ولأننا فقط أسياد أنفسنا.


أيها القارئ تجند من أجل موقعك.


أيها الكاتب احفظ جريدتك الإلكترونية من الزوال.


أيها القلم العنيد والرأي العنيد والقارئ العنيد أنت السند الأول والوحيد... فتحرك حالاً.

(ولم يتحرك أحد... )













القُبلة


أريد أن أتكلم عن القُبلة، فلا أحد يتكلم عنها. كل الكتاب يتكلمون عن كل شيء، ولا أحد يتكلم عن القُبلة. يتكلمون عن الوطن حتى الخنق، وعن الدين حتى القتل، وعن الحكم حتى الركوع، وعن الأكل حتى الخضوع، وعن الجو حتى المذلة، ولا أحد يتكلم عن القُبلة. يتكلمون عن كل شيء يحيط بالقُبلة، فالقُبلة مركز الدنيا، ودون القُبلة كل شيء فاقد اللّذة. القُبلة أهم من السياسة، والسياسة دون القُبلة هي من هذا النوع الذي عندنا، صرامة وخسة، لأن الشفاه الظمأى لا ترتوي إلا بماء الدولة ودم السلطة الذي يضخه الأفراد في عروقها، ولأن الشفاه اليابسة لا تطرى إلا بمداد الخطاب والخطاب المضاد، وهذه هي كل المقالات التي تكتب عن كل شيء إلا القُبلة، فغدت الممنوع والحرام والمعصية، واستأسد الكل عليها، وعليها قامت علاقات القوي بالضعيف، وتجاهلها القوي والضعيف، وكلاهما يلهث على أعتابها. لهذا السبب، وهو سبب بين أسباب، كانت القبلة في الغرب عادية، تجري في الشارع وفي البيت دون أن يأبه بها إلا صاحبها، وتحول ظمأ الشفاه إلى ظمأ عقل ترويه العقلانية وينابيع البدائل السياسية، وأنا هنا لا أتكلم عن أحزاب من يمين أو يسار أجدني ضدها جميعًا، وإنما عن نهج في الرؤية والحكم، وطريقة في التعبير ليست قسرية. القبلة هذه الرغبة التي تولد مع الإنسان ولا تموت معه عليها أن تكون بطعم الكرز كي تصبح إنسانية وشخصية وخصوصية، وأبدًا بطعم الحنظل إلا من شفتين دميمتين للكثير من المحنطين الذين يعتبرونها نصلاً للشرف وقاربًا للغرق ومصدرًا لكل العقد منذ أن قضم آدم التفاحة. وعليها أن تكون للعشاق ولغير العشاق لتجعل منهم إخوة للشجر، وهي عندما تَيْنَع على الشفاه، وتغدو أكثر طيبة من ثمر المعصية، تنتهي كل المعاصي، فتنافس السياسة والاقتصاد في صراعات الحياة، وتؤنسنهما.


بالقبلة يغدو العالم أقل شراسة.


بالقبلة نغدو أكثر براءة.


بالقبلة نختصر في حكاية واحدة كل حكايات الحب التي يمنعها المجتمع الأبوي ويحاربها.


بالقبلة نؤسس لمجتمعٍ ليس أبويًا ولا أموميًا، نؤسس لمجتمع إنساني، فقط إنساني، خال من العض، وجحيم الأسنان.











شعوب لا تستحق الحياة


عندما أصدر وزير التربية والتعليم الفرنسي داركوس قانونه المسمى باسمه، والذي يرمي إلى تحقيق هدفين أساسيين الأول تقليص عدد المعلمين، والثاني إلغاء بعض التخصصات العلمية، نزل إلى الشوارع شبان بعمر الورد لم يبلغوا بعد الثامنة عشرة، وأرغموا هذا الوزير المتحذلق المدعي على التراجع عما عزم وكل الحكومة ورئيس الجمهورية صاحب الفكرة الأول من أجل حصر الميزانية وإنتاج "بضاعة" مهنية حسب الطلب، وقد انضم إلى التلامذة في حركتهم معلموهم بالطبع ولكن أيضًا آباؤهم وفئات شتى من الناس والأحزاب، بمعنى الشعب الفرنسي بأكمله، وهذه قضية ليست جوهرية، فأين شعوبنا من قضاياها الجوهرية؟ أينها من مسائل الحرية والخبز وبيع الأوطان؟ شعوب لا تتحرك ومليون غزي ونصف المليون تحاصرهم إسرائيل ومصر منذ شهور ويأكلون اليوم الحشائش لأنهم لا يجدون ما يأكلون، أهي شعوب هذه؟ شعوب تقبل بواحدة خرية كرانية العبد-أمريكا جلالة الملكة المعظمة المبهررة وبواحد خرا كمبارك الحذاء-أمريكا جلالة الرئيس المعظم المبهرر، أهي شعوب هذه؟ والحذاء الآخر الذي في المغرب، والقزم البصقة المريض المتختخ الذي في الجزائر والفاشي الهتلري الدعي الذي في تونس وأخوه الموسوليني المصيبي المعتوهي العاهري الذي يقبع على الأدمغة منذ أربعين عامًا –ملعون أبوه ورب أبوه ألا يستحي؟ ألا يستحي شعبه؟- والفلسطيني المرحاضي المبوالي المخراتي اللي عامل حاله رئيس على كم أزعر والسوداني والسوري والعماني واليمني والسعودي والإماراتي وكل توائم الخليج معه و... و... و... أهذه هي شعوب وهذه هي حكامها؟ حذاء ابنتي ذات السادسة عشر ربيعًا التي تتظاهر في ساحة الجمهورية ضد رئيس الجمهورية الفرنسية أكثر كرامة من كل هذه الشعوب الميتة!

ولكم يا ناس فيقوا! القوا عنكم برادع الموت والسهاد، وانهضوا!

ولكم يا ناس ماذا تنتظرون أكثر مما أنتم فيه؟

ولكم يا ناس اثبتوا للملأ أنكم شعوب بالفعل كباقي الشعوب ودوسوا بأحذيتكم الأحذية التي تحكمكم!

ولكم يا ناس الأرانب أشجع منكم والفئران أكثر جرأة والحشرات أكثر كرامة!

ولكم يا ناس، ويا ناس غزة، فحماس سبب مصائبكم، حطموا أغلال حكامكم وكل بؤسكم معهم!



16.12.2008








سنمضي أسماءنا بالنار


لا يمكن لامرئ حر أيًا كان موقفه السياسي من قادة حماس ألا يقف مع المقاومة، ألا ينحني على أقدامها ليقبل الثرى تحت أقدامها، ألا يذبح روحه على بنادقها لتبقى بنادقها، ألا يحرق عمره بنارها ليشعل نارها. لا يمكن لطائر مل السفر ألا يحلق من جديد إليها ودليله جراحها، ولا يمكن لمركب صارع الموج حتى تكسر بيد الموج ألا يشق البحر إلى مرفأها وربانه دخانها، ولا يمكن للعمالقة إلا أن يتبعوا من ورائها، وللجبال إلا أن تنحني من أمامها. المقاومة هي كل ما تبقى لليائس وللعاشق وكل ما سيأتي به الحالم، والمقاومة هي ابنة النسور، وأخت الحيتان التي عدلت عن الانتحار في اللحظة الأخيرة، وزوجة الصخور، المقاومة هي الحرية في حالة الولادة، والعدالة في حالات القتال، هي الاستقلال على مرمى حجر، والقدس عاصمة للزهر. المقاومة هي كل ما ليس فينا وقت السلم، ما ليس لنا، كل ما نحلم به في الليل، ونجده في النهار، وهي الحب الذي لم نزل نبحث عنه. المقاومة هي احتراق وردة على شفتي عاشقة، وقبلة ليست أخيرة. المقاومة هي الله على الأرض، وكل الأرض معابدها، وكل المعابد قصص الصمود. المقاومة تعني أن تكون، فما معنى أن تكون دون مقاومة؟


لقد حكم علينا بالمقاومة!


لقد حكم علينا بالصمود!


لقد حكم علينا بالانتصار!


لقد حكم علينا بدحرهم، بتلقينهم درسًا لن ينسوه!


لقد حكم علينا بالتحرير!


لقد حكم علينا بعدم الموت!


لقد حكم علينا بالوفاء للعهد!


لقد حكم علينا بالإخلاص للورد!


لقد حكم علينا بألا يمضوا، وأن نمضي بالنار أسماءنا!





ملك البوب ملك الموسيقى


بموت مايكل جاكسون تنتهي مرحلة من مراحل الموسيقى في العالم كانت طبول أفريقيا تدق عبرها دقات الزمن الذي تحرر من الأغلال وصنوج نيويورك تفتح الطرق إلى أحضان الأخوة الكونية، لأن في الفضاء الموسيقي تحقيق ما عجزت عنه السياسة، وفي وثبة العملاق على الخشبة إنجاز ما لم ينجزه لنكولن وايزنهاور وكنيدي. لقد قال مايكل جاكسون بصوته العذب الشجي كل ما لم تستطع أفريقيا قوله، وأبدى كل ما لم تستطع أفريقيا إبداءه، أن أفريقيا تتقن التغريد، بمعنى أنها جديرة بالحياة، حياة الحر الكريم مالك الثروة التي له ومالك نفسه والأهل بالوجود. كانت كل الدكتاتوريات في العالم تهتز على إيقاع اللحن الأسود الأبيض، وكانت كل الكيانات المستباحة تأمل مع أمل الكلمات في غد استعادة الكرامة. غنى لفلسطين دون أن يهجي حروفها، ورقص في ظلال مارتن لوثر كنج دون أن يكون معه. صيحته كانت مجلجلة، وضربة قدمه كانت مزلزلة، فأي سر في حبنا له غير تلك الصيحة التي لم يكن بإمكاننا صياحها وغير تلك الضربة التي لم يكن بإمكاننا ضربها؟ كان مايكل جاكسون عبارة عن مجموعة من البلابل ولم يكن بلبلاً واحدًا، وكان عبارة عن مجموعة من النوتات ولم يكن نوتة واحدة، كان عدة مطربين في ثوب واحد وإلا ما كان له أن يأسرنا شعوبًا وفهودًا، حتى أن العبث لديه هو عبث العقل كما العقل لديه هو عقل العبث، كان بيكيت الأغنية وهيغل، وكنا عندما تشنف لنا موسيقاه الآذان نفهم الفلسفة.


مايكل جاكسون في كل أغانيه كان شعبيًا، ملك البوب تأتي من هنا، ملك الشعبي، ومع كل أغانيه كان فريق من الراقصين يحذو حذوه مقلدًا كل حركة من حركاته، وهذا هو جوهر كل فن شعبي، أن تقدم صورة من صور مشاهديك، وأن تدفع مشاهديك إلى الاندماج معك، فتحقق رسالتك.


مايكل جاكسون كنجم ذائع الصيت لم يكن استثناء، امتزجت حياته الخاصة بحياته العامة، واتهم بكل التهم، ولكن موسيقاه بقيت ببراءة القمر وستبقى، وستبقى أغانيه بحلاوة الشهد ما بقي نحل في الأفئدة.














اقتلونا بحبكم!

مذ عادت جريدة "باريس القدس" الإلكترونية إلى الصدور والقراء يزداد عددهم يومًا عن يوم، والكتاب يرسلون موادهم لنا أولاً قبل أن ينشروها في مواقع أخرى، فنحن التميز، ونحن كوكب الكلمة، ونحن الأناقة كما ينعتنا الدكتور المبدع هاشم عبود الموسوي، وبودي أن أؤكد على ما لم يعتده الكاتب العربي حتى ولا القارئ العربي، على فهمنا لمعايير النشر، خاصة وأن هناك من يخلط بين موقف رئيس التحرير ومواقف محررينا أو بين موقف رئيس التحرير ومواقف كتابنا، لأن موقفي أنا شيء، وموقف كل كاتب أو محرر شيء آخر، ربما يتفق معي، وربما يختلف، وهو إن اتفق معي أو اختلف، ستأخذ مادته طريقها للنشر مع بالغ الشكر والتقدير، رئيس تحرير الموقع شيء، والموقع شيء آخر، هكذا نحن نفهم الناشر والمنشور في عصر إنترنت اليوم، لهذا على الكتاب المترددين (كالقراء المترددين) الذين لم يعتادوا الديمقراطية في الرأي والحرية كما نفهمهما أن يرسلوا لنا موادهم أيًا كانت مواقفهم، وأيًا كانت انتماءاتهم: دينية، شيوعية، لا هذه ولا تلك، قومية، قومجية، سَلَطِيّة (من سَلَطَة)، سلطوية، وحتى لو كان بن علي ذاته صاحب المقال، مقاله سينشر، وعلى ظهر القارئ نلقي بتبعية الفرز والفهم والتفكير، هو الحَكَم الأول، وهو الحَكَم الأخير. رحم الله الرقيب إذن الذي طعنّاه مجازًا بسكين كل الكلمات، وقضينا عليه عندنا، وجعلنا من هذا المنبر لكل الكتاب والقراء قلمًا وكتابًا ورسالة.

ومن هذا المنبر أيضًا تطل علينا اليوم الدكتورة الكندية المستعربة بريجيت بوردو بقلمها النسائي الحلو الحلو، لا أريد أن أقول الحلو المر، قلمها الحلو مرتين.


ومن هذا المنبر أيضًا يشرفنا اليوم الأستاذ المعروف جهاد نصره بقلمه الكلكاوي الذي لن ينوء بكلكل الساخر، وسيظل الجديد جديده في الكلام والخصام، الجديد الساحر.


ومن هذا المنبر أيضًا يغمرنا اليوم القلم المخضرم توفيق أبو شومر بعطف الرمان الغزي ولا عطف الزمان العبري علينا، فيغنينا، ويفتح أعيننا على حالهم وحالنا.


ومن هذا المنبر اعتاد العديد من الكتاب أن يقولوا للقمر حينما يصعد نحن العناوين وللشمس حينما تسقط نحن القوارب.










عندما يكون القارئ رائعًا والكاتب أروع

قراء "باريس القدس" لا يتجاوزون المائتين، ولكنهم برهافة ذوقهم وحسهم وعاطفتهم يعادلون مائتي ألف قارئ، من هنا تأتي ثروة هذه الجريدة الإلكترونية، وهي في جدها اليومي واجتهادها ترمي إلى الحفاظ على هذه الثروة، ومضاعفتها في سوق الكلمة من أجل اقتصاد إعلامي وثقافي مزدهر يتحدى الكساد السائد، ويحاول أن يتجاوز أزمة الخطاب بروتينيته، واجتراره، وحفره في الدماغ، الرامي إلى إخضاع العقل، وذلك في الاتجاهين، اتجاه الناقد واتجاه المنقود، لأن كل أقلام الفكر السائد، يمينًا ويسارًا، تكرس بإرادتها فيما يخص الأوائل، وبغير إرادتها فيما يخص الأواخر، أطروحات النظام العربي-الإسرائيلي-الأمريكي، فاللطم في آخر المطاف واحد، والوعد كالوعيد يجري تجيير الواحد والآخر لصالح رأس الأفعى هذا الثلاثي... وما ينقذ العقل في "باريس القدس"، ولو القليل، أن صفحات موقعنا مفتوحة لكل التيارات ولكل الاتجاهات ولكل المذاهب ولكل المعارف، "باريس القدس" منبر متعدد المعارف، وهو يعي الصراع ما بين هذه المعارف، وبالتالي لا خوف على القارئ النبيه من الوقوع في مطب المعرفة الأحادية، والإعلام الأحادي، والاتجاه الإيديولوجي الواحد المدمر بإيجابياته السرمدية أو بسلبياته الثابتة. لهذا على "باريس القدس" كموقع حر ومتعدد أن يَبْرُزَ من بين كل مواقع العسل والبصل الأخرى السائدة، وهو يومًا عن يوم يبرزُ وينتشرُ، ببطء هذا صحيح، ولكن بعزم وثبات، وأجدني أهيب هنا بكل الأصدقاء من كتاب وقراء العمل على انتشاره وتعميمه والدعاية ما استطاعوا له، إنه واجبهم نحوه، في الاختلاف، ومن أجل مقاومة السائد، من أجل التغيير في الكتابة، في الكلمات، في المعاني، في الدلالات، وفي الحياة.

فهمنا للتغيير شيء جوهري، فالمواقع التي تقاطعنا نحن ننشر موادها، المواقع التي نحن ضدها نحن ننشر مقالاتها، وكالات الأنباء التي تتجاهلنا نحن ننشر إرسالاتها، الأقلام التي تهاجمنا نحن ننشر نقدها الموضوعي وغير الموضوعي لنا، فقط الأشخاص المفلسون الذين هم مغرمون بنبش الأضرحة والقبور والاعتداء على أدبي وسمعتي بتدبيج حكايات دونية عني وعن كتبي عمرها نصف قرن أو يزيد ورشقي بألفاظ سوقية نحن لا ننشر لهم لا لسبب وإنما لمستواهم الأخلاقي وعدم احترامهم لشخصي.

فهمنا للاختلاف شيء أكثر من جوهري، "فباريس القدس" ليس موقع أفنان القاسم إنه موقع القراء والكتاب على شتى أفنانهم، لهذا موقفي شيء، وموقف الموقع شيء آخر، موقفي لا يمنع نشر موقف الآخر، وما يتم نشره لا يعني اتفاقي مع صاحبه، ولا اتفاق الكاتب مع ما أنشر، ومع هذا يوجب الموقع على نفسه نشر كل الكتابات ولكل الكتاب، فالموقع عبارة عن عدة مواقع، لكل كاتب وقارئ مكان يمتلكه فيه.










تسريبات الجزيرة والغارديان صادقة أم كاذبة في مصلحة الجميع


الوثائق الخاصة بالمفاوضات الإسرائيلية - الفلسطينية على مدى عشر سنوات، والتي تم نشرها على صفحات الغارديان وأمواج قناة الجزيرة صحيحة مائة بالمائة لأن مجرد نشرها في الغارديان يؤكد ذلك، فمصداقية الغارديان فوق كل شك، ونشر الوثائق في الغارديان لا بد أنه كان شرطًا أساسيًا لنشرها في الجزيرة، لما لهذه القناة من تاريخ مشكوك فيه، لهذا يجب الفصل بين موقفنا من القناة وموقفنا من الوثائق، كل ما يقال عن القناة صحيح، ولكن ليس كل ما يقال عن الوثائق صحيحًا، لأن فريق أوسلو معروف أي برنامج تصفوي للقضية الفلسطينية هو برنامجه، ولأن الجزيرة كبوق إعلامي مشبوه حجة لا تقف على قدميها من أجل الدفاع عمن فرطوا بالحقوق الوجودية للشعب الفلسطيني، وذريعة لا تكفي لتجاهل المفاوضات كوثائق غير مشبوهة، الناظر إليها والفاحص يجد أنها في صالح كل الأطراف، وأولها الطرف الفلسطيني.


لنفترض أن الغارديان لم تغط الجزيرة بمصداقيتها، وأن الوثائق نشرت في أي بوق إعلامي ليس له قاعدة إعلامية عريضة كالجزيرة، فالمهم هو أن ينشر ما في الوثائق، لكن اختيار الأولى كان لهدف، واختيار الثانية كان لهدف، والهدفان الراميان إلى التهويل أولاً وقبل كل شيء مدروسان بدقة، لنفترض أن الوثائق وقعت في يد عابر سبيل كان يمضي بالصدفة من تحت نافذة صائب عريقات، فرماها له عن غير قصد، لكن كبير المفاوضين لم يسع إلى استرجاعها، وتركه يبيعها للبوقين العالميين بثمن غال سياسيًا أغلى ثمن سيتقاسمه وإياه عندما نعلم مسبقًا ردود الفعل وردوده على ردود الفعل، فالمهم هو أن يمشي ما في الوثائق، لكن ذلك يتوقف على حجم الزوبعة التي تثار حولها، واستمرار الزوبعة من الطرف الفلسطيني يؤكد حقيقة مدى التفريط الذي تم وهول نتائجه، لنفترض أن صائب عريقات لم يفعل لا هذا ولا ذاك، وأن الوثائق ألقيت بالخطأ في سلة المهملات، أو تمت سرقتها، أو تم تزويرها، يبقى السؤال الملح التالي: ماذا تحوي هذه الوثائق؟ كاذبة أم غير كاذبة: لماذا يقذف بها في سوق ترمسعيا الإعلام العربي اليوم؟

إذن لو سلمنا بكذبها، المهم أن يمشي ما فيها – كما سبق وقلنا – ويبدو أنه يمشي، فالتحركان الإعلامي والسياسي وخاصة التحرك الشعبي، هذه التحركات الثلاثة لم تكن على مستوى ما تحتوي الوثائق "المنتحلة" عليه من خطورة كيانية تهدد الوجود الفلسطيني، التحرك الإعلامي كان كعادته يصوب إلى أهدافه بعيدًا عن المرمى، فيدعم بالمجان البرامج المعدة في السراديب والحجرات المغلقة، والتحرك السياسي كان كعادته شعارويًا ولفظويًا لا يتبعه تحرك فعلي لا على الأرض ولا في السماء، الوحيد الذي لم يكن كعادته التحرك الشعبي، ونحن لا نعني هنا مهزلة دعم محمود عباس – بلا حياء - من طرف حرسه "الجمهوري" في اللباس المدني أو من طرف بعض زعران فتح الذين على عكس جيوبهم أُفرغت رؤوسهم في الوقت الذي يموت فيه المتظاهرون في شوارع تونس والقاهرة، فالانتفاضات لم تزل في الأذهان ومعجزات الصمود والتصدي للاحتلال الإسرائيلي لن تغادر الذاكرة، وهذا دليل قاطع على نجاح الاحتلال الفلسطيني هناكَ حيثُ فشلَ أخوه الاحتلال الإسرائيلي، وهو نجاح أعجب من العجب العجاب أحرزه فريق أوسلو في تمرين الوثائق الحسابي الخاص بإخضاع شعبنا والوصول به إلى حد ابتلاع كل ما يملى عليه.

أعود إلى مصداقية الغارديان نافيًا، وإلى تواطؤ الجزيرة مؤكدًا، وأنظر إلى ما يُدعى بالسلطة الفلسطينية كبنية سياسية لا يمكن لها أن تنتج عبر التاريخ الفلسطيني غير ما أنتجت، وما جاء في الوثائق ليس غريبًا عما تنتج، إنه جزء من طبيعتها، من ماهيتها كذات بالمعنى الفلسفي، فالتخوين أمر ثانوي، لأن الأشياء لا تطرح، عندما يتعلق الأمر ببنية سياسية، على اعتبار أن هذا وطني وذاك خائن، تطرح الأشياء على اعتبار أن هذا جوهر بنيتي وفقط، ومن جوهر البنية السياسية لسلطة رام الله التبعية لسلطة أقوى، والتبعية لسلطة أقوى تفرض – إن شاء صائب عريقات أم أبى – جملة من الممارسات مرتهنة بشروط محددة، شرط تأسيس "دولة" تحت الاحتلال أهمها، وكل ما يستتبع ذلك من لولبية، يجد القيمون على السلطة الفلسطينية أنفسهم مدفوعين فيها بسرعة ألف كيلومتر في الثانية الواحدة، التنازلات تصبح غير مطروحة كتنازلات وإنما كمكاسب أو كآخر ما يمكن الحصول عليه، لأنك مدفوع في الدوامة الهائلة للعمل السياسي الملولب، وبسبب من جوهر التبعية في بنيتك السياسية، تغدو ليس حجر شطرنج، فأنت حجر شطرنج منذ البداية، ولكن فاعلاً في بنية الاحتلال ومستقبِلاً لكل ما يرسل إليك: مستوطنات، تبادل أراضٍ، قدس عاصمة موحدة وأبدية، عودة رمزية... إلخ، وهذا ما تحتوي الوثائق عليه.

محتويات الوثائق في مفاوضات موضوعية جدًا إذن أمر لا شك فيه، ما يهمنا هنا الموقف الإسرائيلي الرافض حتى لأقصى التنازلات في التاريخ الفلسطيني وفي التاريخ البشري، فنحن لم نسمع أبدًا بفرنسا تترك باريس عاصمة أبدية لهتلر على الرغم من هيمنة رجال الإس إس عليها ولا بروسيا تترك موسكو عاصمة أبدية لنابليون على الرغم من إحراقه لها ولا بالأرض تترك القمر عاصمة أبدية لأبوللو على الرغم من كل ذهب الشمس ثمنًا، الموقف الإسرائيلي الرافض هذا لا يأتي من فراغ، ليس للقوة الإسرائيلية كما يشاع ولا للعنجهية النتنياهوية ولا للإيديولوجيا الصهيونية، ومن هذه الناحية الأخيرة والأهم، لقد سبق وتحالفت ألمانيا وفرنسا، العدوان اللدودان، غداة الحرب العالمية الثانية لأجل وحدة أوروبا، فأسستا السوق الأوروبية المشتركة بغض النظر عن إيديولوجيا كل طرف، الموقف الإسرائيلي الرافض يأتي لأن بنية قيادة إسرائيل السياسية بنية تابعة هي أيضًا، تمامًا كالبنية السياسية للسلطة الفلسطينية، لبنية سياسية أقوى، ألا وهي البنية السياسية للبيت الأبيض، وكل المشكل هنا. لأن حكام واشنطن يرفضون أي حل للمسألة الفلسطينية تمامًا كما رفضوا أي حل لمسألة الهنود الحمر، فالناظر إلى قيام إسرائيل يراه كما يرى قيام أمريكا، وقيام أمريكا نقيضُهُ السكان الأصليون الذين اندمجوا أو اندثروا، فحققت بذلك أمريكا هيمنتها على الأرض وعلى ثروات هذه الأرض، وهذا ما تسعى أمريكا إليه في فلسطين، قلب الشرق الأوسط، للسيطرة على الأرض وثروات هذه الأرض، الشيء الذي تم لها، عبر فلسطين، في كل الوطن العربي، وسترفض أمريكا أي حل ما بقيت هناك ثروات للنهب، فكان الرفض الإسرائيلي من شرط سياسي للمنطقة تقوم عليه بنية سياسية عالمية وسلطة سياسية عالمية وقوة سياسية عالمية هي بنية أمريكية وسلطة أمريكية وقوة أمريكية.

نشر الوثائق اليوم يرمي إلى ما توصلنا إليه: لا حل هناك حتى ولو حصل الجانب الإسرائيلي على أقصى ما يمكن الحصول عليه من تنازلات. أمريكا ارتاحت، وذلك من ناحيتين: الناحية الأولى وجدت ما يبرر "تعثر" الوصول إلى حل، والناحية الثانية عززت جوهر بنيتها السياسية في الهيمنة العربية والإقصاء الفلسطيني، والنبأ الذي وصلنا، ونحن نكتب هذه السطور، حول دعوة أوباما إلى مجلس الأمن الوطني لبحث التطورات في مصر كما لو كان أمن مصر الوطني جزءًا من أمن أمريكا الوطني يصب في منطق تحليلنا. إسرائيل لم ترتح فحسب بل ونامت ملء جفنيها، لأن التفاوض القادم مع الفريق الجديد الذي سيرث أبو مازن سيبدأ من نهاية التفاوض السابق، يعني الاكتفاء بالوضع الراهن بعد أن أعطى الجانب الفلسطيني كل ما استطاع عليه من تنازلات: كيان كانتوني مصطنع على الطريقة السويسرية تحت الاحتلال، وهذا ما يردده بنيامين نتنياهو منذ مولده، وما يدعوه وزير شؤونه الإستراتيجية موشيه يعالون "بإدارة الصراع" لعدم وجود حل لهذا الصراع، كما يدعي، نقول كما يدعي لأن الحل موجود كما نرتأي، ولكن لكل حل شروطه التي تفرضه، والطرف الأوسلوي لا يمتلك هذه الشروط التي أولها في الظرف الراهن انتفاضة على الطريقة المصرية أو التونسية تطيح بالسلطة الفلسطينية، وتفتح الطريق واسعًا أمام إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية بمعايير فلسطينية ترضي كل آمال الشعب الفلسطيني. السلطة الفلسطينية ارتاحت أكثر من حليفتيها السابقتين، فهي أعطت كل ما تستطيع عليه دون أدنى فائدة، لكن لا تكتحل عينها غُمضًا، خشية أن يفاجئ أمنها البوليسي ما ليس في الحسبان، فتناور، وتذر الرماد في العيون: اعترافات بدولة فلسطينية – يا هلا بالنشامى -، بحدود 67 – اسمع اسمع -، والقدس عاصمة – لاه صحيح؟، - وعودة اللاجئين – بَاللهيييي! -، كما يتبجح أصحابها، وكله هوا وكلام فارغ، لأنه حتى ولو اعترف العالم كله بمثل هذه دولة بما في ذلك أمريكا ولم تعترف إسرائيل بها، فستبقى دولة خوارنة أوسلو دولة بالاسم، وتجربتنا مع دولة عرفات التي أعلن عنها في الجزائر خير مثال. حماس ارتاحت أكثر من الأطراف الثلاثة في مجموعهم، لأن شلة حسب الله السادس عشر وأئمة الإخوان المسلمين رضي الله عنهم وأسكنهم فسيح جناته قد وجدوا المبرر على المبرر لفصل غزة عن الضفة والعوم في بحور امتيازات الحكم على مسخه وتكبيرات التطرف على بخسه. العرب، وما أدراك ما العرب، وعلى لسان عمرو موسى رئيس جمعيتهم الخيرية الذي قال "لا جديد في الوثائق" لا فض فوه، يؤكدون كالعادة ويؤيدون كل ما تمليه عليهم أمريكا لأمركتنا وتعزيز برامج اكتساحنا إنسانًا وأرضًا وثروات، وينتقصون من قيمة كل شيء لئلا تحاسبهم شعوبهم، وليبرروا تخاذلهم أمامها في الوقت الذي يعملون فيه على تيئيسها... الموسيقى الجنائزية التي صاحبت بث الوثائق في الجزيرة – بغض النظر عن صدق هذه الوثائق أو عدمه - دليل قاطع على هذا البوق الدعائي المشبوه الذي دخل بإرادة عربية أكثر البيوت عددًا وأدخل في قلوب أهلها الشعور بموت فلسطين ونهاية كل أمل في تحريرها... فهل قال الشارع العربي والشارع الفلسطيني كلمتهما الأخيرة؟ في تونس يجري اليوم هدم بنية النظام السياسي القديم، وفي مصر يغضب الناس، ويزأرون من أجل التغيير، وفي اليمن، وفي الجزائر، وفي زحل، وفي المريخ، و... و... يكفي أن تتغير توزيعة ورق اللعب، لتجِدّ شروط تضطر الأمريكان إلى حل لن يسيل له لعاب القادة الإسرائيليين كما جاء في الوثائق، وكالذئاب يريدون المزيد، لِمَ لا واغتصاب حقوق شعب كامل قد غدا نوعًا من الترف في الإستراتيجية الأمريكية؟



باريس الأحد في 30.01.2011























شفّروه!


شفّرت الرقابة التونسية موقعنا منذ عدة أيام، فكيف نفسر ذلك في الظرف الراهن؟ للدور الإعلامي الحاسم أم للنبرة التحريضية أم للكلمة الحرة؟ لكل هذا دفعة واحدة، ولأننا زلزلنا الأرض تحت أقدام رخوة. ألهذه الدرجة النظام التونسي واهن الجسد، يخشى القلم، وكأنه إبرة الهلاك؟ علمًا بأن معظم المقالات التي تم نشرها تحدثت عن النظام العربي الرث دون تحديد، ودون أن تسمي النظام التونسي، أما عني، فقد رميته بكل الألقاب والنعوت هذا صحيح، ولكنه موقفي الشخصي منه، وليس موقف الموقع المنفتح على كل الآراء، والمفتوح لكل التيارات بما فيها التيار الحاكم في تونس. فالموقع ينشر ما لابن علي وما عليه، ولكن مخابراته لم تتعود على هذا النمط من الإعلام الذي دأبنا نحن عليه هنا في الغرب، لأن حرية التعبير ترعب في المكان الذي تنعدم فيه، وهذه صفة ثانية للنظام التونسي إلى جانب ضعفه، فيتعامل مع الكلمة كما لو أنه لم يزل في العصور الوسطى وحقب محاكم التفتيش والترهيب الفكري. لماذا لم يجند النظام التونسي أقلامه من أجل أن تكتب في مدحه كي ننشر لها بكل بساطة في أعمدة الأقلام ذاتها التي تكتب في قدحه، ولماذا لم يرد على "ادعاءاتنا" بدلاً من أن يلجأ إلى وسائل قمعية لن تكون في صالحه، وفي الغرب لن تحظى بالدعم وابتلاع ذلك ليس سهلاً رغم مركبات الغرب السياحية التي تشد النظام في الأرض منذ أكثر من ربع قرن؟

نطالب أول ما نطالب النظام برفع التشفير عن الموقع حالاً وأنا أتوجه هنا إلى صديقي الجامعي القديم حاتم بن عثمان الوزير السابق والسفير السابق والمستشار الحالي لابن علي ليقوم باللازم.

نتوجه إلى كل الأحزاب وكل المنظمات المحلية والدولية التي تعمل من أجل حق حرية الرأي وحق حرية التعبير وكافة حقوق الكلمة وحقوق الإنسان لتقف إلى جانبنا.

نقول للتونسيين أن ينهضوا من أجل حرية غزة وحريتهم، وكفاهم حبًا للهريسة أكثر من حب الوطن وللبيرة.
























باريس القدس

جريدة أفنان الإلكترونية تعود إلى الصدور تحت اسم "باريس القدس" وهي أكثر عزمًا وإصرارًا.

نشكر كل الذين وقفوا إلى جانبنا سواء بكلماتهم الأخوية الصادقة أو بمقالاتهم وقصائدهم وقصصهم التي لم يتوقفوا عن إرسالها طوال توقف الموقع عن الصدور خلال الشهور الثلاثة الماضية، كانوا كثيرين، ومن كل أرجاء العالم، ويكفينا هذا الشرف وهذا التقدير لنعود أكثر عزمًا وإصرارًا على نشر الكلمة الحرة، وهدفنا بالطبع أن لا يمنع الموقع في تونس فقط بل وفي كل عواصم الحكم الكرتوني المهترئي العربي.

الأمة العربية لا تقرأ... الشعوب العربية مجموعة من الرعاع على شاكلة حكامها...

لكي تقرأ ولكي تستعيد صوتك ودورك تم إنشاء هذا الموقع العالمي والصحيفة الإلكترونية الحرة في باريس وأوتاوا منذ العام الماضي بست لغات، ولأنه جديد في شكله وفعله ومتجدد بأقلامه وأفكاره تم منعه في تونس... وقبل أن يتم منعه في باقي عواصم القمع الفكري ندعوك إلى قراءته يوميًا والتمتع بما فيه من أبواب متنوعة قبل فوات الأوان فتكون خسارتك كبيرة!

وإلى من يريد الكتابة في الموقع نقول إننا لا ننشر إلا المواد السياسية والنقدية الخاصة بنا التي لم تنشر من قبل وقليلاً منها بالتعاون، أما بخصوص المواد الإبداعية على كافة أنواعها (قصة قصيدة خاطرة... الخ) فلا شروط لنشرها.

هناك مسابقة للقصة خاصة بالقصاصين لا بالهواة... ولكن هناك على الخصوص الاستنارة بالقراءة والتميز بالنشر.

















أسطول الحرية حقق أهدافه السياسية


لم يصل أسطول السلام والحرية إلى شواطئ غزة، لكنه حقق بالدم الأهداف السياسية التي انطلق من أجلها، أهداف لا تنحصر في تعرية الوجه المجرم لإسرائيل المتمثل بجيشها وجنرالاتها وحكامها، بل تتعدى ذلك إلى فك الحصار عن غزة الآن وفورًا، بعد أن غدت مسألة غزة مسألة العالم، كما أنه نجح في تعرية عار المفاوضات "بالوكالة" بين سلطة أوسلوية جبانة وحكومة إسرائيلية أكثر من جبانة حكومة رعديدة، وفي العالم العربي هز أركان الأنظمة العميلة التي لم تعد تجد أين تخفي قبحها الكياني وذلها الألفي وهزيمتها الوجودية، أما في العالم الإسلامي، في تركيا على الخصوص، فقد دقت على إيقاع خطوات أبطال أسطول الدواء والغذاء ساعة الحقيقة التي يجب على أساسها أن يكون التعامل مع إسرائيل من الآن فصاعدًا، وأن يكون على إسرائيل دفعه في المقابل إذا أرادت أن تصبح في النهاية دولة غير خارجة على القانون. لكن الذهاب بهذه الأهداف إلى أبعد لن يتم إلا إذا تواصل الضغط على مستوى العالم، فكم من مرة لفلفَ حكام هذا العالم، حكام الغرب على الخصوص، الأمرَ لفلفةً، فكمموا الأفواه، وزيفوا الأحداث، وتركوا المجرم دون إدانة، وكل ما فعلوه أنهم أعطوه وقتًا جديدًا يسمح له بفبركة جريمته القادمة، وهكذا إلى ما لا نهاية، فالمشروع الأمريكي النيوأمبريالي في المنطقة لم ينته بعد، وإسرائيل بجرائمها يمكن أن تكون عاملاً قهريًا من عوامل هذا المشروع في فلسطين والدول العربية وحتى في إسرائيل نفسها وقد جرى تشييء الإنسان وتحميله عبء عزلة حكومته ورفض الآخر له، ليسهل بالتالي تحريكه كما دأبت الصهيونية منذ مهدها على تحريكه، وكذلك، إسرائيل بجرائمها في المشروع الأمريكي ما هي سوى تلك التي تَرْتَكِبُ جرائم أخرى تضاف إلى جرائم أمريكية في العراق وأفغانستان وغير العراق وأفغانستان، وهذا الأوباما ليس أقل دموية من ذاك النتنياهو، وما يُرتكب من جرائم يومية في بغداد يجب ألا ينسينا أن أمريكا من فَعَلَت مثلما فعلت إسرائيل في بحر غزة أو على سفوح جبل الشيخ جراح أو في حارات نابلس، الكثير منا ينسى أن أمريكا بلد مجرم ومغتصب ومحتل مثلما هي إسرائيل، وأن أمريكا لن تكون أبدًا ضد إسرائيل لأنها ابنتها الدموية مثلها، لهذا أن يطالب أوباما بتحقيق في جريمة مكشوفة لا تحتاج إلى تحقيق مؤشر أول على التمييع، وبالتالي على سلب موقف العالم وإرادته في لحظة فتح العالم فيها عينيه ورأى غير ما اعتاد عليه من أكاذيب الإعلام.


سفن أخرى إلى غزة شيء جيد وكذلك التظاهر في كل مدن العالم العربي والعالم أجمع ولكن عندما تدخل القضية في دواليب التحقيق والمحققين سيخف اللهب ثم ينطفئ.


ما يجب فعله هو وضع حد للمشروع الأمريكي في المنطقة بأنظمته وأحذيته وأزلامه كل أزلامه ولا فرق هنا بين الوقحين الذين أقروا ثلاثة أيام حداد على الشهداء أو الذين ذرفوا دموع التماسيح، وإنهاء هذا المشروع ممكن بتضحيات شعبية عربية كبيرة تدفع إلى تواصل الضغط على مستوى العالم.














الإضراب عن الصيام من أجل القدس


ربما قال قائل كيف نضرب عن الصوم في شهر الصوم، وكيف نجترئ على ركن من أركان الإسلام ونحن ديننا الإسلام؟ والجواب على هذا لا علاقة له بالإسلام وإنما بالمسلم الذي ينكره الإسلام وهو يرى القدس تفلت من بين يديه دون أن يفعل من أجلها شيئًا، ولا علاقة له بالصيام وإنما بالصائم الذي يرفض رمضان صومه وهو يرى القدس تهود دون أن يطلق صرخة احتجاج من أجلها. الإسلام وأركانه الخمسة دون القبلة الأولى ليس إسلامًا وأركانه ليست أركانًا، والسبب هم المسلمون أنفسهم الذين يَشْكُلونَ الإسلام كما يَشْكُلون الجواد، ولكي يتداركوا الأمر عليهم التحرك من أجل القدس ليُقْبَلَ صومهم ويُكْفى إسلامهم، وبإفطارهم من أجل القدس –على أي حال صيامهم والقدس تهوّد كل يوم ليس مقبولاً- من المغرب إلى الهند سيزلزلون الأرض من تحت أقدام الإسرائيليين، وسيجبرونهم على إيقاف تهويدهم لها قبل أن يفرضوا القدس عليهم عاصمة للفلسطينيين. ثورة رمضان هذه لن يكون مثلها ثورة منذ نشأ الإسلام وصام فيه مسلم لأنها من روحه ضد استلاب القدس والإنسان.

النتائج الدينية لفعل كهذا مثيرة إذ لأول مرة في تاريخ الإسلام سيكون الخروج عن أحد أركانه مباركا تتواشج فيه تناقضات التاريخ والدين من أجل الروحانية.

والنتائج السياسية لذات الفعل أكثر من مثيرة إذ لأول مرة في تاريخ البشرية سيوضع حد للمزايدة على دخول الجنة باتحاد العوامل المادية والحسية من أجل الحرية.

من أجل القدس على المسلم ألا يضرب عن الصيام فقط بل وعن الصلاة وعن الزكاة وعن الحج أيضًا، أن يعيد النظر في شهادتيه، ويطرح على نفسه أسئلة الوجود التي هي أسئلة المدينة الخالدة.


من أجل القدس على المسلم ألا يضرب عن الصيام فقط بل وعن الصلاة والزكاة والحج أيضًا وأن يعيد النظر في شهادتيه.



04.09.2008



















الثورة المضادة


لا فرق بين الثورة الفرنسية في العام 1789 والثورة التونسية في العام 2011، دوافعها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية واحدة، والتي هي تغيير "النظام القديم"، كما كان يسمي الثوار الفرنسيون الملكية الدكتاتورية في زمنهم، وكما يسمي الثوار التونسيون الجمهورية الدكتاتورية في زمننا، لكن هذا التغيير إن لم يكن في الحال وجذريًا، سيؤدي إلى مواجهات بين من هم مع الثورة ومن هم ضدها، بين من هم مع ثورة "مخملية" ومن هم مع ثورة "حديدية"، وذلك عندما عمت مرحلة الرعب التي أعقبت الثورة الفرنسية، وسادت في هذه المرحلة الأولى المحاكم "الثورية" التي أجهزت على أبنائها، وأدت في المرحلة الثانية إلى تصفية الروبسبييريين. ومن تراجُع بعد تراجُع جاء نابليون بونابرت بانقلابه بعد عشر سنوات من انطلاقة الثورة الفرنسية ليرسي قواعد نظام قامع أكثر مما كان عليه في العهد الملكي. ولم يقف الأمر عند هذا الحد، فقد اتسعت رقعة الثورة المضادة لتشمل كل أوروبا، وكانت حروب الثورة العديدة مع جيرانها من الدول الأخرى قبل أن تلد الثورة الفرنسية ثورات أخرى غيرها.

على التغيير في تونس أن يكون فورًا وجذريًا، وألا تسلم الثورة عنقها للثورة المضادة المتمثلة برئيس الحكومة ووزراء بن علي السابقين، رموز النظام القديم، وحلفائهم من مناشفة المعارضة الذين يرمون إلى الإبقاء على الحكم السابق تحت ذريعة "الإفادة من خبرة أبنائه"، وكأن في تونس كلها لا يوجد مثلهم في الإدارة والتدبير، وألف مرة أحسن منهم، وتحت ذريعة "الانتقال بالتدريج" سوف يطفئون لهب الثورة، ويقضون على كل الآمال التي وضعها فيها من أشعلها.

لقد امتدت الحروب المضادة للثورة بعد ثورة أكتوبر 1917 لأربع سنوات، لم يخرج البلاشفة منها منتصرين إلا بعد أن قدم الشعب الروسي مئات الآلاف من الضحايا، كانت الحرب الأهلية وخيمة بسبب التدخلات الأجنبية التي أججتها والمصالح الفئوية. وفيما يخص تونس هناك الخطر الجزائري، فليس من صالح لصوص النفط أن يكون بلد حر كالدبوس في خاصرتهم، والجزائر من البلدان العربية التي من المتوقع أن تشتعل الثورة فيها بين عشية وضحاها. وهناك الخطر الليبي، وللتذكير تَدَخُل القذافي في ثورة السودان في السبعينات أدى إلى إجهاض الثورة والمجيء بجعفر النميري المجرم والسفاح مثل أخيه السفاح زين المجرمين بن علي، وبعد ذلك كان عمر البشير الحاكم الأسوأ في التاريخ الإنساني، حكم بالشريعة بلدًا نصفه من المسيحيين، فقسمه، وقدم خدمات جليلة لكل أعداء السودان. وللتذكير أيضًا تدخل الغرب في الجزائر، بعد أن أعطى الرئيس الفرنسي ميتران الضوء الأخضر للجنرالات، فألغوا الانتخابات، وأقاموا نظامًا من الرعب لم يزل قائمًا إلى اليوم. فرنسا لم تتوقع هرب "صديقها" بن علي بهذه السرعة، فهي ظلت حتى آخر لحظة تعرض على نظامه بلسان وزيرة الخارجية تعاونها البوليسي، وهناك شحنة من المعدات العسكرية اكتشف أمرها في مطار أورلي كانت معدة للإرسال. أما ضعف الأحزاب، وأنا هنا لا أقصد عددها، وإنما برامجها ورؤيتها وحدة وعيها، فهي كفيلة بضمان الثورة المضادة على أكمل وجه، وذلك من خلال: إما تحالفاتها مع النظام القديم، وإما تحالفاتها مع الإسلاميين الذين يشكلون خطرًا كبيرًا على الرغم من قمعهم السابق وتفتيتهم، فتربتهم لم تزل خصبة من السهل أن تزرع فيها كل المطالب الشعبية، التي لن تنفذ بالطبع، وهم في الحكم، بعد أن يستبدلوا دكتاتورية بأخرى. لهذا أن يشارك الإسلاميون في الحكم نعم، أما أن يقودوا، فألف لا.

من واجب كل مواطن شريف في العالم العربي والعالم حماية آخر ثورة في التاريخ ليست عسكرية ولا مفبركة في مراكز المخابرات، وللحيلولة دون الثورة المضادة من داخل تونس ومن خارجها، على العقلانيين التوانسة من محامين وأساتذة وكتاب ومفكرين مهمة تاريخية ألا وهي أن يحتووا هُم الهبة الشعبية، وأن يشكلوا هُم فورًا حزبًا تعدديًا مستوعبًا لكل أماني وأهداف الشعب التونسي في ثورته، تحت شرط الإقصاء الفوري لرموز النظام القديم والحل الفوري للحزب الحاكم القديم، فليذهبوا كلهم إلى الجحيم، وإن لم يتم هذا فورًا وبشكل جذري، كان للثورة التونسية الفذة مصير الثورة في التشيلي، ففي الجيش التونسي هناك أكثر من بينوشيه، فلا تخدعنا مظاهر "التآخي" بين العساكر والشعب، لأن العساكر هم أول من سيقمع الثوار، وأول من سيصفي الثورة بالحديد والنار إذا ما تبدلت الظروف، وغدت في صالحهم. وما أسهل أن تتبدل الظروف، يكفي أن تبدأ أجهزة المخابرات التي على رأسها السي آي إيه والموساد بتفجير السيارات المفخخة أو باغتيال هذا أو ذاك، يكفي أن يحاصر الغرب الرسمي تونس اقتصاديًا، فلا تجد خبز يومها، فتخرج الجماهير نفسها التي صرخت للثورة كي تصرخ ضدها.



باريس الخميس 20.01.2011



















الثورة الفلسطينية في بيروت تلك الكذبة التي لفقتها السي آي إيه


عرضت القناة الفرنسية الخامسة يوم أمس الأربعاء 22 يوليو 2009 فيلما عن علاقة منظمة التحرير الفلسطينية بالسي آي إيه انهارت معه الصروح، وهي على كل حال كانت للعارف صروحا من ورق، بعد أن كشفت الصور وشهادات ضباط السي آي إيه عن الروابط التي كانت لا تنفصم عراها بين هذا الجهاز وبين علي حسن سلامة، رئيس مخابرات ياسر عرفات آنذاك، الفيلم يحكي عن زياراته لمقر مركز المخابرات الأمريكية، ولقاءاته مع رئيسها آنذاك الذي لم يكن أحدًا آخر غير بوش الأب، وعلاقاته وزوجته جورجينا رزق ملكة جمال العالم بكارتر نفسه، وكيف كانت تخصَّصُ له على هامش كل هذا إقامات لا مثيل لها إلا في الأحلام على الرغم من أنه كان القيّم على حركة أيلول الأسود، لأن ما كان يقدمه من خدمات وضمانات كان يفوق كل توقعات الأمريكان منه، وأولها أمن السفارة الأمريكية والأمريكيين ومصالح أميركا في لبنان وكل المنطقة، وبناء على ذلك تمت دعوة ياسر عرفات إلى هيئة الأمم المتحدة عام 1974، ليس لأن الشعب الفلسطيني حقق نصرًا سياسيًا وإنما لأن علي حسن سلامة حقق للأمريكان أكثر مما كانوا ينتظرون منه... ثم قتل في قلب بيروت، أيعقل هذا أن يقتل رجل بيروت القوي في قلبها؟ يقول الفيلم لأن الإسرائيليين كانوا يخشون من نفوذه الأمريكي وليس انتقامًا لعملية ميونخ، وما لم يقله الفيلم لأن ياسر عرفات بالأحرى كان يخشى أن يفضله الأمريكان عليه، ولكن على الخصوص لأن الطريق إلى ذراعي جورجينا رزق ستكون مفتوحة له، فتواطأ مع الموساد على مصرعه كما تواطأ مع الموساد على مصرع كمال ناصر ورفاقه. والشيء نفسه جرى مع جبريل الرجّوب في دولة مراحيض رام الله، رجّوب القيّم على الأمن الوقائي غدا ابنًا مدللاً للسي آي إيه، خدماته تعدت إعطاء أسماء بعض الإرهابيين الفلسطينيين، هو الأكبر إرهابي، إلى كل العرب، والكشف عن عمليات ليست فقط لحماس بل لكل العرب، وكانت مصالح أميركا على قلبه أغلى من مصالح فلسطين ورب فلسطين، فكافأه كلينتون بعشرة ملايين من الدولارات سنويًا، وكما كان بالنسبة للإسرائيليين وعرفات علي حسن سلامة خطرًا يهددهم مباشرة عند الأمريكان، غدا الرجوب خطرًا، فهدم شارون بالمدافع مكاتبه في المقاطعة، وأحرق ملفاته.

الفيلم يكشف عن الدور الأمريكي فيما يدعى بالإرهاب، نحن إلى الجحيم، والأمريكان إلى النعيم، الإرهاب لنا فليكن، على ألا يطرق بابهم.

الفيلم يكشف عن الدور العرفاتي فيما يدعى بالتحرير، التحرير وهم، والطريق إلى تصفية القضية يمضي بعرفات.

دنيس روس يعترف بأنهم أخطأوا حين تركوا عرفات يصفي كل صوت معارض في الضفة والقطاع، وقال إن الشفافية في فلسطين والديمقراطية والحرية الفعلية هي الطريق الوحيدة للحيلولة دون الإرهاب كما يفهمه وبناء دولة نموذجية في الشرق الأوسط، والشعب الفلسطيني لا يستحق كل هذا المصاب الذي هو فيه، وكان أولى بهم أن يشقوا لنا هذه الطريق، لكنهم لم يفعلوا.



الرجوب

كيف يمكن أن يتحول مناضل قديم وسجين لسنين في سجون الاحتلال إلى عميل مخابراتي؟ سؤال لم يطرحه أحد من قبل، ومع هذا سأحاول الإجابة باختصار، أولاً لأن المناضل إنسان، والإنسان ضعيف بطبعه أمام السلطة والجاه، وأنا من هذا النوع، ولكنني أعترف بأني حتى في عمالتي وخيانتي وفاشيتي أنا وطني، الوطنية هنا رجّوبية بالنسبة إلى الرجّوب اسم عائلتي التي تبرأت على خطأ مني، فأنا أخون من أجل حبيبتي فلسطين، وأبطش من أجل عينيها، وأوسخ ذاكرتها من أجل نظافتها، وأنا المدافع الأكبر عن حريتها، أعتقل أبناءها لئلا يلعبوا بالنار، فأحميهم، أو أقول للمحتل عنهم لئلا يموتوا شهداء، مين أهون الحبس والا الموت، ولكني من تجربتي الطويلة فهمت أن لا أمن دون أمل سياسي، وأنا لهذا سأعود إلى المناضل القديم الذي كنته، لكن ابني سيبصق عليّ بعد أن بصق عليّ كلينتون وشارون وعرفات...




























الغرب مع تقسيم القدس إلى عربية ويهودية


في استبار أجرته مجلة النوفل أوبسرفاتير الفرنسية في شهر أيار/مايو الماضي، 69 بالمائة من الفرنسيين يؤيدون التوصل إلى حل بخصوص وضع القدس النهائي يقتسم فيه الإسرائيليون والفلسطينيون القدس مناصفة، بمعنى أن الغرب يذهب إلى أبعد من اتفاقيات أوسلو، فهو لا يتكلم عن قدس غربية وقدس شرقية، وهو يرفض رفضًا قاطعًا تدويل القدس، ولا يعترف بالضم القسري للقدس الشرقية، ولا بالمستوطنات التي يعتبرها لا أكثر ولا أقل من فُطْرٍ يمكن إزالته، إضافة إلى أن أغلبية الفرنسيين يطالبون حكومتهم بانتهاج سياسة متوازنة مع الطرفين ومتساوية دون تفضيل طرف على آخر، وهذا ما يحاول قصر الإليزيه القيام به على الرغم من تدليل الرئيس ساركوزي لقيادة إسرائيلية اهترأت وتعفنت وتصهينت أكثر من اللازم، وتلبية كل ما تطلب من عون عسكري ونووي بشكل سري، هذا العون بدل أن يكون ورقة ضغط باتجاه حل مشرف للطرفين، يقدم لطغمة تل أبيب مجانًا ودون مقابل، لتكريس سياسة أمريكية شرق أوسطية لا تحصد فرنسا منها سوى وجود صوري وإعلامي أكثر ما يمثله مشروع اتحاد دول البحر الأبيض المتوسط الذي تؤشر كل المعطيات الموضوعية إلى عدم إمكانية تحقيقه، ولهذا السبب يأتي صمت أمريكا عليه، وهو إن تحقق، فمن داخل استراتيجيتها التي لا تقبل أية منافسة من أحد.


تمييع الحل المشرف للطرفين، الحل الخاص بالقدس والحل الخاص بكل الأراضي المحتلة، تقف من ورائه سياسة القصور لا رغبة الشعوب، فشتان بين الغرب الرسمي والغرب الشعبي، وكل المسألة تكمن في كيف يؤثر أحدهما على الأخر، وكيف يدفع أحدهما الآخر نحو انتهاج سياسة في صالح حل شعبي لا حل رسمي فوقي تلعب فيه المصالح الدنيئة والحسابات السافلة دورا حاسما في اللعبة الجيوبوليتيكية القائمة.

الشارع الغربي والشارع العربي بإمكانهما أن يفرضا الحل المشرف للقدس وللأراضي المحتلة وفرض استراتيجية رسمية جديدة، وشرط ذلك أن يتحرك الشارع العربي الفلسطيني أولاً وأن يذهب الشارع الفلسطيني العربي إلى الجوهر (القدس فلسطين بغداد العراق) لا أن يبقى غارقًا في محيط من القشور (الدين الإرهاب الجهاد الدعاء)، لأن هذا ما يريده الغرب الرسمي: أن نبقى نشرٌّق في الثانوي وألا نغرّب أبدًا في الأساسي!

الشارع الغربي يقع هو أيضًا تحت شتى التعميات والتعتيمات والضغوط، وهو فريسة من كل نوع، فمشاكل الغرب الاجتماعية والاقتصادية لا تعد ولا تحصى، ومشكل كالقدس مشكل صغير بالنسبة لباقي مشاكله اليومية الحياتية، لهذا السبب يتمادى القذرون في مواقفهم المتصلبة، ويتعنت المتعصبون، ويوهم العسكريون أن مسألة القدس كمسألة الأراضي المحتلة قد حسمت لصالحهم، فهم الأقوى، وليس على العرب والفلسطينيين إلا الرضوخ، ومع ذلك ورغم ذلك –نكرر- ستكون للشارعين العربي والغربي الكلمة الأخيرة عندما يتحرك الشارع الفلسطيني ويجرف العالم بما فيه الشارع الإسرائيلي في أمواجه.



17.09.2008









المارشال عباس



حكومة فيشي تحت الاحتلال النازي لفرنسا هي حكومة رام الله تحت الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، والمارشال بيتان رئيس دولة فيشي من صنع الألمان المحتلين هو المارشال عباس رئيس مراحيض رام الله من صنع الإسرائيليين المحتلين، المقارنة تاريخية وشخصية وكوجيتووية حسب أبي الفلاسفة ديكارت، فكل من له عقل يفكر كما أفكر، وكل من يفكر كما أفكر إذن موجود، ولكن يبدو أن فلسطينيي 67 الذين يفكرون مثلي لا وجود لهم بعد أن أظلمت الدنيا في عيونهم تحت حكم هذا الخرع، وصاروا لا يرون ما يجري في بيت لحم أو أنهم يرون المجتمعين من صناديد فتح تحت بسطار المحتل كالأشباح. الأمر خطير كأكبر مرض بل أكثر من خطير لأن أعراضه كلها ظاهرة دون أن يفعل أحد شيئًا يا علماء السيميولوجيا! ولو كان بارت لم يزل معنا لابتكر نظريات أخرى للكتابة ما تحت الصفر، لأن ما يجري حول مؤتمر فتح وفي مؤتمر فتح لم توجد بعد الكتابة التي تتمكن من وصفه للحقارة الوطنية التي ميزت المؤتمرين والعمالة الثورية التي أبدع الزمان في إبرازها للحثاليين والمجارية التحررية التي دشنها عصر الفاتحين... ما يجري في بيت لحم بأمر من نتنياهو وبتصريح من الموساد وبحراسة حراب الجيش الإسرائيلي -لأن عباس ورب عباس ورب رب عباس لا يمكنهم عقد مؤتمر كهذا إلا تحت شرط كهذا- يؤكد شيئين الأول أن الغستابو الفلسطيني بألف خير، وهو يقوم باللازم على أحسن وجه، والثاني أننا دخلنا فعلاً في مشروع نتنياهو القديم مشروع الكانتونات السويسرية بمعنى أن الدولة الفلسطينية تحت شكل الكانتونة الفلسطينية قد قامت بقيام المؤتمر –لهذا السبب لم يؤكد المارشال عباس في خطابه ومداخلاته أي شيء بخصوص الدولة الفلسطينية والقدس عاصمة وعودة اللاجئين- وأن القضية الفلسطينية قد انتهت إلى الأبد ودفنت في مقبرة بيت لحم.

ما العمل إذن لإنهاض الميت من جدثه؟ أنلجأ إلى فاروق قدومي وهو أوسخ من عباس لإقامة مؤتمر آخر في الشتات والبدء من الصفر مع عميل عرفاتي آخر بينما ما كان ذاك إلا لأن هذا كان؟

لقد سبق لي وقلت إن على أحزاب الحثالات السفلة الواطين أن يجري حلها كلها ولإنهاض القضية يجب أن تنهض فئة بالفعل ثورية فدائية نظيفة.

الظرف السياسي القادم القاهر الهادر سيسمح حتمًا بنهوض هذه الفئة، فالمارشال بيتان وحكومة فيشي قد جرفهما إعصار المقاومة الفرنسية كما سيجرف إعصار المقاومة الفلسطينية المارشال عباس وكل اللاعقين لنعل نتنياهو.


محمود عباس

هل شفتم واحد متلي بتهته لما يحكي وعامل حاله رئيس حزب على كم أزعر ومتختخ؟ هل سمعتم بواحد متلي بروح بعد كل اجتماع بالسر عند نتنياهو عشان ياخد منه تعليمات من أجل تحرير فلسطين؟ هل صادفتم بحياتكم نذلاً على شاكلتي يتشاطر على شعبه ويتأمر على شعبه ويتخاسس على شعبه ليس من أجل كرسيه بل من أجل كراسي إسرائيل؟ يعني أنا موسادي من أول يوم دخلت فيه فتح وعامل حالي مش عارف، والا ليش غريمي وصاحبي عرفات كان يفرضني فرضًا في كل مؤتمر فتحاوي وفي كل مجلس ثوري وفي كل لجنة تنفيذية وفي كل مجلس مركزي وفي كل مجلس خريي وغيره وغيره، وبِستاهل إني صفيته وأخدت مكانه، أفنان القاسم قالها قبل قدومي بكتير ومن دون إثباتات بس ولا واحد سمع له، والظاهر ولا واحد راح يسمع لغيره بعد هالمؤتمر الثوري اللي صفيت فيه إلى الأبد الثورة وفلسطين وقضية فلسطين... فلسطين هيّه فين؟

المثقف الفلسطيني وحالة التهميش والحصار التي يتعرّض لها... الماكارثية الفلسطينية



دائمًا ما كان الصراع السياسي صراعًا ثقافيًا يعكس أفكار وبرامج ومشاريع الأطراف المتواجهة، وعلى هذا الصراع الثقافي يتوقف نجاح هذا الطرف أو ذاك في الصراع السياسي، وبالتالي تحقيق فكره، وتطبيق برنامجه، وتنفيذ مشروعه الذي يؤهله لحمل شعلة الإصلاح والتغيير. في الصراع السياسي الفلسطيني لا توجد أطراف متواجهة، منذ عمان وبيروت وتونس وحتى زمن الدولتين تحت الاحتلال، دولة الأوسلويين ودولة الإخوان المسلمين، وإنما أطراف متوافقة تحت ذريعة تحرير الأرض، لهذا لم يكن هناك بالأمس أي فرق يذكر في العمل السياسي بين فتح والشعبية والديمقراطية والحزب الشيوعي... إلى آخره، واليوم مع حماس وباقي الإسلاميين، بعد أن ألغي الصراع الثقافي بقرار "حزبي" لصالح وهم التحرير. وفي أشد حالات التراجع هولاً التي نعيشها اليوم (الانقسام) ينكفئ كل طرف على نفسه، وينتج ثقافته الخاصة به أو أيديولوجياه، ويتحول الصراع الثقافي إلى تراشق أيديولوجي بالمعيار الخفيف أو بالمعيار الثقيل حسب المصالح التي تخدم مشروع هذا الطرف أو ذاك في الحكم والسيطرة والإثراء وقد غاب مشروع التحرير الأساسي، فتقف الأمور عند هذا الحد بعد أن توقفت الثقافة عن القيام بفعلها الخلاق كمحرك للسياسة.

قبل قيام سلطة أوسلو، بمعنى في ظل مؤسسات سلطة منظمة التحرير في المنفى، كان هناك المثقف ابن الثقافة السائدة ثقافة التوافق، أو المثقف الملقى على الهامش ابن الثقافة النقيض ثقافة التواجه، وبعد قيام سلطة أوسلو بقي وضع المثقف في نمطيه على حاله، الذي تغير مع قيام الدولتين تحت الاحتلال، هذا التمحور الثنائي لخطين لم يتوقف كلاهما عن تصدير كل الأدبيات التي قالت في المحتل ما قالت منذ 48، إضافة إلى الأدبيات الخاصة بهما في الدفاع عن مصالحهما ولا أقول مشروعيهما لأن لا مشروع لهما، مصالحهما في السيطرة الأخطبوطية والحكم الاستبدادي والإثراء الغير المشروع، والأقلام التي ستنبري للدفاع عن هذين الطرفين كثيرة، فهي فرصة لا تعوض لبيع الكلمة بالثمن الذي تريده هذه الأقلام، من أجل مهمة وحيدة واحدة ألا وهي التبرير لكل شيء، حتى الحلم بالحبيبة سيعتمد التبرير، حتى الصعود على سلالم القمر سيعتمد التبرير، حتى تعريب (على عكس تهويد) كل القدس الغربية سيعتمد التبرير والتسويغ والتأييد.

إذن الملقى من المثقفين الفلسطينيين على الهامش هو ملقى ليس لأنه في المنفى بعيدًا عن سلطتي الضفة والقطاع، وإنما لأنه يكتب من خارج الثقافة السائدة، أينما كان موقعه في المنفى أو في الأراضي المحكومة صوريًا، ليس لأنه يناهض الاحتلال، وإنما لأنه يناهض سلطتين تحت الاحتلال هما أشد وطأة عندما يعتمد كل وجودهما على تبرير هذا الوجود وإثباته لا على نفي الاحتلال والتخلص منه، لهذا يتم نفيه، وعزله، وتهميشه، ولا يقف الأمر عند هذا الحد بل يُضَيّق الخناق عليه، ويُلقى به هو وأعماله داخل حصار ماكارثي له غايتان.

الغاية الأولى على المستوى الثقافي: مطاردة كل كلمة مبدعة حرة تقول ما تود قوله دون أن يعبأ صاحبها بالنتائج، والخوف السلطوي من الكلمة المبدعة الحرة هنا نابع من العودة بالثقافة إلى حلبة الصراع السياسي، ومن أن تلعب الثقافة دورها الحقيقي التاريخي في الإصلاح والتغيير، هذا الدور الذي سبق وتمت مصادرته. ولكن من ناحية أخرى، هناك خوف الكاتب غير المحسوب على السلطة من عصا السلطة، فيختار الصمت، أو يقلب سترته، أو يصادر حريته في الكتابة، أو يوهم نفسه في السلطة بما لا يراه أحد سواه، فيرتاح (هل يريح ضميره؟)، ويجد التبرير الذي يرضيه.

الغاية الثانية على المستوى السياسي: مطاردة كل من يتعاطف مع الكلام "الخطير"، ويريد العمل به، وفي الوقت ذاته كل الخصوم السياسيين من خارج هذا الكلام حتى الذين لم يسمعوا به، وليست لهم أية علاقة بالنقد كما أفهمه أنا أو بالتقدم أو بالثورة أو بالتحرير، فقط لمجرد أنهم خصوم سياسيون (هذا ما يحصل في قطاع غزة ضد الفتحويين وكل المعارضين الآخرين، وهذا ما يحصل في الضفة ضد الحماسويين وكل المعارضين الآخرين)، وهنا يتم تعميم القمع، وينتهي الاحتلال تحت مفهومه النيتشوي الإسرائيلي لتبدأ الدولة تحت مفهومها الماكارثي الستاليني.

نتيجة لكل ما سبق، سيدفع الكاتب المهمش المعزول المنفي المطارد المحاصر في المنفى أو في الدولتين تحت الاحتلال الثمن باهظًا، تعتيم مطلق على أعماله ومقالاته وحتى هلوساته، لا نشر لهذه الأعمال والمقالات والهلوسات، ولا حديث عنها، ولا إشارة إليها، وكأن صاحبها قد مات بالفعل. والتهميش هذا، تحت كل دواله ومدلولاته، أقسى بكثير من حجب المال، والتهشيم المعنوي. وبالمقابل، يشاع سُما كُتّاب من الدرجة العاشرة، ويتم ترشيحهم لجائزة نوبل، بينما كل ما في الأمر أن تجار الكلمة من كتاب الثقافة السائدة يقومون فيما بينهم بلعبة هزلية منفضحة نعرف جيدًا خباياها.

وبالمقابل، مع انتشار التكنولوجيا الجديدة، يدور الدولاب، وينقلب السحر على الساحر، فيحطم المثقف الحر جدران القمع والحصار والتهميش، وهو يرى كتاباته تذهب إلى قراء المعمورة أجمعين، وبفضل وسائل الاتصال الحديثة، يسترد دوره الخلاق في الصراع السياسي، ويساهم في صنع الثورات كما يجري اليوم في فصل "الربيع العربي".













الهجوم على الحرية في موقع "باريس القدس" أحد زبانية محمود عباس يهاجم أفنان القاسم


الأستاذ الكاتب / أفنان

إن الحرية لا يمكن أن تكون بالتطاول على من تختلف معه وتنهال عليه بالأوصاف والنعوت وما هب ودب برسم حرية الآراء، ومن ينشرون في الموقع ينشرون مقالاتهم في العديد من المواقع، وأظنكم لا تقرأون إلا موقعكم أستاذ أفنان؟؟ لا تتكلمون كثيرًا عن الحرية ؟؟ لأن حرية المثقف العربي تنبع فقط من بئر مراحيضهم كما تقولها مرارًا وتقوم على قاعدة: من ليس معي فهو ضدي؟؟؟ الله الله على الحرية؟؟!!! وتيت تيت مثل ما راحت مثل ما اجيييييت؟؟؟؟ صقر قريش

أنقل هنا تعليقًا على مقالي "اقتلونا بحبكم"، وهو تعليق لعينة من القراء التي تفهم ما يقال من أذنها أو تتظاهر بعدم الفهم لتمرير ما يعتمل في صدرها من سوء النية، ففي مقالي تكلمت عن حرية النشر وحرية الرأي ولم أتكلم عن حرية التطاول التي نموذجها هذا القارئ، يتطاول عليّ لأنني في مفهومه أتطاول على محمود عباس أو سميح القاسم، يريدني أن أقف بين يدي عراب فتح قائلاً: "اسمح لي يا سيادة الرئيس أن أنعتك بالخائن!" أو " أنا آسف يا صاحب الفخامة لأني رأيتك ونتنياهو في الفراش فماذا كنتما تفعلان؟" أو لسميح القاسم: "معذرة يا ابن عمي ملايين الدولارات التي تمطر عليك من شيوخ وشيخات بلدان الخليج قذرة، هل أزعجتك كلمة قذرة؟" أنا لا أختلف مع هذين الشخصين فقط بل أنفيهما نفيًا، لأن في سلوكهما استنكار كل ذي عقل، وحتى الكلمات الغير المؤدبة في حقهما لا تفي دومًا بالغرض، أضف إلى ذلك أنني هنا أغرف ما أغرف من أدبيات القدح التي تذهب في عمقها إلى الحلاج والجاحظ، وأتحدى هذا الشخص وغيره من الذين يقرأون من أنوفهم أن ينعتوني بالتطاول إذا ما تعلق الأمر بتحليل قصائد سميح أو قصص غسان أو روايات الربيعي، لأنني هنا الأكثر موضوعية والأشد موجِبية، وكتبي في النقد ومقالاتي ومحاضراتي شاهد على ذلك. وعن "من ليس معي فهو ضدي" الموقع يدافع عن نفسه بنشره لكل المع ولكل الضد، وهو موقع حر يصدر من باريس لا من دمشق أي حر بأتم معنى الكلمة والحرية المرحاضية للكاتب في سوريا ليست ذاتها في فرنسا، والحرية الحق في موقعنا ليست فقط في نقد الأسد، الكاتب السوري لن يفعل لأنه مقيد، وإنما أيضًا في تعدد المشارب والمذاهب، وبخصوصي أنا هذا صحيح في السياسة، في كل زمان، وفي كل مكان، وعند كل الناس... ومن خارج السياسة، ولكن في وضع صحي وضع طبيعي كما هو في الغرب، يلتقي الأضداد، وكأن شيئًا ما كان، اليمين واليسار والوسط، ومن جديد، ما أن يعودوا إلى السياسة، يقف أصحاب المع في طرف وأصحاب الضد في طرف، وهذا هو محرك الفعل السياسي التعددي التعاقبي.

أنا أقرأ المواقع الأخرى أو أتصفحها وأعرف أن الكتاب هم أنفسهم في كل المواقع، وقد أشرت في مقالي إلى الأولوية التي نحظى بها، وذلك بإرسالهم موادهم لنا قبل غيرنا، وكنت في الماضي لا أقبل بنشر إلا المواد الخاصة بنا، وبعد ذلك بدأت أقبل بنشر المواد الخاصة بنا وغير الخاصة بنا لأننا لا ندفع للكتاب إلى حد الآن متليكًا واحدًا يُلزمهم "بالكوبي رايت".

أنا لا أطالب محمود عباس باحترامي ولا أطالب المرتزقة من كُتّابه في "الأيام" بنشر مقالاتي، وهم على كل حال لن ينشروها في منبر للنظام، وأطالب هذا القارئ باحترامي لا من أجل ماضيّ الأدبي وسمعتي النظيفة ولكن على الأقل من أجل ال32 كتاب عن القضية أيًا كانت قيمة هذه الكتب التي نشرت لي في الغرب، وأقول لهذا القارئ المتهكم بالحرية كما أفهمها وأمارسها إنني سأنشر لمرتزقة "الأيام" الذين هم ضدي وليسوا معي كل ما يكتبون وكل ما يرسلون فهل يجرؤون؟




























إمارة غزة غير المعلنة


الوضع الراهن في غزة، وقصدي هنا وضعها السياسي، منوط بإرادة أهلها، أهلها ارتضوا بالإخوان المسلمين حكامًا عليهم، وأهلها ارتضوا بدين الملتحين شريعة لهم، وأهلها ارتضوا بالصواريخ الحِرَفية لتحرير فلسطين مقاومة لهم، وأهلها ارتضوا بالحصار، وبالدمار، وبالنوم في العراء، وأهلها ارتضوا بالسياط، وبالجراح، وبالدعاء كي يخلصوا مما هم فيه من وقت هو من أتعس الأوقات، فليكن لهم ما ارتضوا به، ولتكن لهم غزة إمارة طالبانية أو جمهورية بنغالية، وهي على كل حال لهم إمارة غير معلنة، وجمهورية للعمائم غير معترف بها، وهي على كل حال لن تكون إلا ما هي عليه الآن، كانت في الماضي تحت الحكم المصري على هامش فلسطين، ولتبق اليوم وهي تحت حكم العمائم واللحى على هامش فلسطين، ليس في الأمر كما يظن البعض نهاية فلسطين، وخاصة كما يدعي أوساخ أوسلو أن انفصال غزة هو السبب في عدم الوصول إلى حل ليبرروا إخفاقهم وانهزامهم التاريخيين وليتمادوا في عمالتهم وترك الأمور على ما هي عليه. إمارة غزة ستكون لفلسطين كما هي إمارة مونت-كارلو لفرنسا الفرق بينهما أن الثانية تزدهر بكازينوهاتها والأولى بمعابدها، جمهورية غزة ستكون لفلسطين مثلما هي جمهورية بنغلاديش للباكستان الفرق بينهما أن الثانية أفقر بلد في العالم والأولى أفقر من أفقر بلد في العالم، قطاع غزة سيكون لفلسطين مثلما هو قطاع آلاسكا لأمريكا الفرق بينهما أن الثاني كله ثلج وجليد والأول كله رمل وغبار... فرنسا موجودة دون مونت كارلو، والباكستان دون بنغلاديش وأمريكا دون آلاسكا، وكذلك فلسطين ستكون موجودة دون غزة، وخاصة غزة الموجودة اليوم دون فلسطين، بكل بؤسها هذا صحيح، ولكنها موجودة، ووجودها هذا قوة لها، ونقطة تسجل لصالح حكامها، أما أن يأتينا من يتكلم عن وحدة ومصالحة ومقاومة وحرية وتحرير وبهدلة وولولة ونشيج وعويل، فكل هذه أوهام لا علاقة لها بالواقع، وهي في الأساس ليست مهمة، وليست نهاية فلسطين، لأن إمارة غزة غير المعلنة بداية موضوعية لإقامة الدولة الفلسطينية في الضفة الغربية، والتي ستكون غزة حتمًا جزءًا منها لفلسطينيتها كهوية معنوية أكثر منها سياسية، ولكنها في الشروط الحالية أهم بكثير من الهوية السياسية.


إرادة أهل غزة التي هي من إرادة حماس وشعائرها وغيبياتها وخزعبلاتها لها شروطها الاجتماعية والاقتصادية وبتغيير هذه الشروط فقط ستتغير إرادة أهل غزة وليس بمقال طنان عن الأخوّة والمصالحة الوطنية والتضامنية، ليس بالحوار المجهض حتما بين الفصائل، فلا حوار بين إخونجي من غزة وكرخنجي من رام الله، لا وليس بالتمنيات، أو حلف الأيمان المغلظة على الواحد والآخر لتصفية الأمور، لأن الأمور صافية لا أصفى منها وواضحة كل الوضوح، أهل غزة اختاروا اللعين الرديء لظروفهم وأهل الضفة اختاروا الألعن والأردأ أيضًا لظروفهم، وإلا فليخرج الجميع إلى الشوارع، وليقاتلوا حكامهم قبل أن يقاتلوا محتليهم.

















أوباما الأسود و أوباما الأبيض


انتخاب باراك أوباما رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية حدث لا يستهان به لكل الأسباب التي نعرفها عن الرجل الأسود ابن كينيا الفقير الذي جسد الحلم الأمريكي عند النوم في ليل أميركا الأبيض، لكن وراء صعوده المدوخ ما يديخنا لحقبة لن تكون قصيرة من عمر هيمنة رأس المال الأمريكي على الأمريكيين أنفسهم وعلى العالم. لقد جازف رأس المال هذا، الحاكم الفعلي، بتغيير العقلية الأمريكية التي طالما كانت عنصرية وفوقية وبربرية، عندما رمى في حلبة الصراع الداخلي بأوباما الأسود ليلعب دور أوباما الأبيض المرسوم له، بمعنى إيهام الناس بالتغيير الذي لن يكون إلا شكليًا بينما ستبقى الامتيازات على عهدها والاستغلال على عهده والاغتراب عن العمل والحياة كما كان وسيكون تحت النظام الليبرالي في أقصى مراحله الحالية وحشية. أما على الصعيد العالمي، فالهدف الأول والأخير من لعبة الأبيض والأسود هو تحسين صورة أمريكا "الديمقراطية المسالمة الابنة غير العاق" والوصول إلى إقناع الشعوب التي ذاقت الأمرين من سياستها بأن كل ما جرى ليس أكثر من سوء فهم، وها نحن ومهدي أسود من عندنا سيأتي ليأخذ بيدكم إلى بر الخير والعدالة والسلام!


لهذا كانت كل تلك الحملة المستعرة، الحملة الانتخابية، التي كلفت أكثر من مليار ونصف المليار من الدولارات، والتي ما جاءت إلا لتحريك الشعب الأمريكي وكل شعوب العالم كما لو كانت في أيدي الحواة.

ولهذا أيضًا كانت الديمقراطية الأمريكية ديمقراطية رأس المال أي ديمقراطية مسيرة لا مخيرة للوصول إلى مآربه.

رئيس ديمقراطي أو رئيس جمهوري، رئيس أسود أو رئيس أبيض أو رئيس أحمر، السياسة الأمريكية مرسومة ومخطط لها لمائة عام، مصالح رؤوس الأموال هي جوهرها، لهذا على الحالمين في ليل أوباما الأسود ألا ينسوا ليل أوباما الأبيض، ليل كله كوابيس سيكون كما كان على عهدِ سابِقِه، ليل من جهنم باردةٌ نارُها، لكن النار تبقى النار باردة كانت أم ساخنة، كلتاهما مدمرة.



05.11.2008





















ثلاث ملاحظات أساسية حول الثورة المصرية


الملاحظة الأولى: الجيش

كل من يقول إن الجيش المصري يحمي ثورة الشعب المصري مخطئ، فالجيش هو عسكرتاريا نظام حسني مبارك، الجيش هو الجنرالات المنتفعين من النظام، السياحة لهم، والتجارة لهم، وقناة السويس لهم، وآلاف الهكتارات من الأراضي التي تم تخصيبها أو يراد تخصيبها لهم، ومليارات البيت الأبيض لهم، الجيش هو المؤسسة التي حمت الدكتاتورية طوال ثلاثين عامًا، هو حالة الطوارئ، وهو أحوال العشق على الطريقة الإسرائيلية، نزع سيناء من السلاح، وحصار غزة، وأسرلة العالم العربي، بمعنى نسيان شيء اسمه فلسطين. كل ما يفعله الجيش من "إيجابيات" اليوم ما هو سوى تكتيك بتكتيك، هدفه احتواء الثورة، ودافعه التنافس بين نوعين من الجنرالات، جنرالات المخابرات وجنرالات الدبابات، وللهدفِ هدفُ إسكات صوت الشعب، وللدافعِ دافعُ افتكاك كرسي الحكم، وإبقاء مصر ما قبل مظاهرات عمالقة ساحة التحرير إلى ما بعدها، وراء واجهة زجاجية من ديمقراطية الجزرة والعصا. لهذا السبب، على الثوار أن يفرضوا على الجيش مطالبهم، أن يكون هنا لحمايتهم بالفعل، وعندما ينتهي عملهم أن يعود إلى ثكناته، وألا يتدخل في الحياة السياسية لمصر ككل جيش في أي بلد حر وديمقراطي بالفعل، وأن تعاد للجيش أدواره العليا في حماية مصر، وقوة مصر، والتحرير العسكري والسياسي للأراضي المحتلة، وتصدر طلائع المقاومين العرب لكل احتلال داخلي سلطوي أو خارجي إسرائيلي وأمريكي.


الملاحظة الثانية: المعارضة

لا ثقة بالإخوان المسلمين كبرنامج إصلاح وكحكم قروسطوي وكقيادة مداهنة للنظام، قيادة تتقن جيدًا كل فنون من أين تؤكل الكتف، طوال خمسين عامًا، وهي تمارس سياسة متوازية، وفي السنين الأخيرة فضلت التعايش مع نظام مبارك عن طريق دخولها البرلمان وإضفاء سمات "الديمقتاتورية" على القمع اليومي للشعب المصري في خبزه وفكره وحلمه، وفي الأيام الأخيرة بقيت تنتظر أين ستميل كفة ميزان التذمر والتفجر الشعبيين ثم انضوت ككل جبان تحت لواء بسطاء الناس من كل نوع دون انقسام إلى تيارات وطوائف، وها هي تحاول احتواء الثورة، كما يحاول الجيش، على طريقتها، لأنها وافقت على التفاوض مع النظام القديم دون شرط الترحيل، ولأنها تركت الثورة لتحتضر في ساحة الدم، بدلاً من نزول الملايين إلى الشوارع كل يوم، إلى أن تهوي أسس النظام المتهاوية أصلاً، والتي لولا مساندة الإخوان المسلمين لها لهوت منذ الصرخة الأولى لبهية المصرية. أما البرادعي، ابن أمريكا في حربها على العراق، فهو لم يستقل من منصبه كما استقال صاحبه كمفتش عن أسلحة دمار اعترف أنها غير موجودة، وهو لم يلعب الدور المطلوب منه في مسألة مفاعل نووي إيراني اعترف أنه لن ينتج قنبلة نووية لسنين بعيدة، هذا الدخيل على السياسة هو نوع من "أنا أعرف أنا أريد"، لهذا حصل على جائزة نوبل، وهو يعرف أن الأمريكان لن يتركوا مصر لثورتها سالمة، لكنه يريد كرسي الحكم مقابل ألا يجري سوى تغيير شكلي لنظام آخر فراعنة مصر. لماذا لم تنبثق عن جماهير ساحة التحرير قيادة جديدة؟ لماذا كل هذا الارتهان بالمترهلين في حزب الوفد أو بالمأجورين في حزب الغد؟ لماذا لم نر ليش فاليزا واحدًا بين العمال أو تشي غيفارا واحدًا بين الشبان؟ لماذا كل هذا الغياب المذل للمثقفين؟


الملاحظة الثالثة: المثقفون

يا مصر، كم عانيت من حكم السيف على عنقك وحكم القلم على حلمك! الأقلام المصرية الهامة في معظمها مأجورة، من جمال الغيطاني مرورًا بأحمد عبد المعطي حجازي وليس انتهاء بجابر عصفور ابن النظام ومدير سابق لأهم مؤسسة فكرية فيه ووزير لاحق في حكومة الثورة المضادة نعم حكومة سقوط مبارك اليوم وصاحب نظرية ضد-نظرية المؤامرة الذي يتآمر على مصر، والذي لست أدري كيف يجرؤ على قول "لعلّ أروع رواية عربيّة تكتب أمام أعيننا الآن على الهواء هي رواية الثورة المصرية"، كيف لا يستحي وهو آخر من عليه أن يفتح فمه لمخازيه السلطوية والفكرية، هذا الشخص الذي يشترط على من يتوجهم بجائزة مبارك التوقيع على صك قبولها لئلا يحصل ما حصل مع صُنع الله إبراهيم الذي فاجأ الجميع برفضه لها. نقول لمثقفي جائزة العار من مصر ومن كافة البلدان العربية، للانتهازي الثاني بهاء طاهر بعد الانتهازي الأول جابر عصفور، بهاء طاهر الرافض اليوم لجائزة هو من أعطاها لنفسه عام 2009 –صح النوم- تحت ادعاء أنها ملوثة بدماء المصريين! تبرير روبابيكي يعتقد أن من السهل على الأغبياء الذين هم نحن ابتلاعه! هذا الشخص هو وأخوه من أمه سوزان مبارك وأبيه محمد حسني مبارك نعم مبارك الدموي بعينه، هو وأخوه جابر عصفور، هذان الشخصان كانا في لجنة تحكيم مئات آلاف دولارات هذه الجائزة، ولم يجدا غيرهما ويوسف القعيد –يا عيب الشوم- من المتوجين المحظوظين، ونقول لسحر خليفة المتوجة المحظوظة ابنة النظامين الأوسلوي والمصري ومن قبلها المتوج المحظوظ محمود درويش الابن المدلل الذي كانه لكل الأنظمة المتختخة، إلى آخره إلى آخره، ولكل أبناء ملهمة الأدب سوزان مبارك، القائمة أطول من طويلة، ونعجز عن ذكرهم كلهم، نقول لهم خسئت أقلامكم، زمنكم العفن انتهى، وهذا الزمن الساخن بدم الثوار وشمس الثوار هو زمننا، فاقصوا أنفسكم بعيدًا عنه ولا تلوثوه! علاء الأسواني ظهر إلى جانب ظمأى الحب والحرية في ساحة التحرير، ولم يلعب الدور الذي هو جدير به، وصُنع الله إبراهيم لم نسمع به، وعبد الرحمن الأبنودي وأحمد فؤاد نجم بقيا غائبين! هذه أسماء مشمسة وأهرامات شماء لماذا لا تقود ومعها من الشباب المتنور الكثير في عالم الثورة الجديد؟



باريس الثلاثاء 08.02.2011
































حكومة البخيت للإصلاح أم للإرعاب؟


لم يعد هناك ما يمكن إصلاحه في الأردن بعد أن تدهورت أوضاع البلاد من حكومة إلى حكومة حتى وصلت إلى ما هي عليه اليوم، فالوضع السياسي والوضع الاجتماعي والوضع الاقتصادي والوضع الثقافي... إلى آخره، هذه الأوضاع كاللغات لدى عالم اللسانيات دو سوسور عبارة عن أنظمة لا يكتسب الدليل فيها دلالته إلا بالعلاقة مع بقية الدلائل، وكل الدلائل السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية و... و... تقول عن الإصلاح في الظرف الراهن مهمة مستحيلة. مسيرة الإصلاح لم تكن إلى الأمام، ومسيرة البناء لم تكن بناءة، فلا إنجازات ولا مواكبة لروح العصر. لم يكن سبب ذلك الخوف من التغيير، وإنما عدم امتلاك أدوات التغيير، والاكتفاء بما نحن فيه من مصائب يلقى بها على ظهر المواطن. وبينما يرزح المواطن تحت ثقل "خطايا" العيش بعد أن غدا حتى مجرد العيش إثمًا وخطيئة، يفحش التاجر الكبير ثراء، فالنظام في الأردن هو النظام الكومبرادوري، وكل المشكل يكمن في هذا النظام الذي يجب تبديله. ولكن بدلاً من ذلك، نتكلم عن آلية حوار، والغاية التي يُرمى إليها إسكات صوت الشارع لا تلبية مطالبه، لأن الأردن من الأساس لا يملك الإمكانيات التي تؤهله لتلبية أي مطلب من هذه المطالب.


معروف البخيت في هذا الظرف الأردني العصيب حسب مفهوم الصقور في الديوان الملكي أكثر ما يجيب على كل ما يلزم لأجل إخماد لهب التذمر الشعبي، فهو عسكري ومصلح، عسكري على طريقته ذو قبضة حديدية، ومصلح أيضًا على طريقته ذو قفاز من مخمل، ليقول للشارع حذار (يعني هو رئيس وزراء ووزير دفاع على الفاضي؟) وفي الوقت نفسه أنا ربكم الأعلى، وكل الحلول لمشاكلكم عندي. إضافة إلى أن البخيت، بوصفه أحد سمكرية اتفاق وادي عربة، سيجيب بالنفي على كل تخوفات إسرائيل والغرب مما يجري أو سيجري في الأردن. صحيح أنّ تصدر الإخوان المسلمين للحركة الشعبية أمر أنا أول من يقف ضده، ففريق حسب الله السادس عشر هذا ما أن يأخذ الحكم حتى يرسي دعائم دكتاتورية دينية لن يخرج الأردن منها، وهو المحتضر اليوم، إلا ميتًا، وكيلا يحصل هذا، كي يشارك الإسلاميون في الحكم دون أن يأخذوه، على عبد الله الثاني أن يكون الضامن للدستور الضامن للمؤسسات الضامن للخبز اليومي، الضامن ولكن كيف؟ ليس بالمواجهة، فحكومة البخيت حكومة مواجهة، ولكن باحتواء المواجهة، واحتواء المواجهة بالديمقراطية الفعلية لا بالعسكرية النابليونية.


عبد الله الثاني التحديثي، كما يقول عن نفسه، قادر على إدخال الأردن من باب الحداثة العريض ليس بحكومة للمواجهة ولدت ميتة وإنما بحكومة للتحديث ترفع من مستوى الإنتاج الداخلي الخام، وفي الأردن البلد الفقير الذي يعاني آلامًا فظيعة سببها شحة المياه والطاقة لا يمكن تحقيق ذلك إلا عن طريق أداتين أساسيتين للتغيير تنتميان في ظروف الأردن الصعبة القائمة إلى ينابيع الأدب المخصبة للفكر، ولكنهما قابلتان للتحقيق تمامًا، الأولى: إنشاء مصنع لتحلية المياه في العقبة وآخر في البحر الميت بعد شق قناة البحرين، والثانية: إنشاء مفاعل نووي سلمي يحوّل البلد بالفعل من بلد كومبرادوري استجدائي إلى بلد صناعي ينتج وينافس ويغري المستثمرين الأجانب لرُخص اليد العاملة.


ساعتئذ يمكن الأردن أن يؤسس للإصلاح السياسي الذي سيمضي أول ما يمضي بتغيير أيديولوجيا البلاط من ملكية ديمقراطية إلى ديمقراطية ملكية تدار حسبها شؤون البلاد بيد ممثليها وأولي العقل من مفكريها دون محسوبيات ولا وساطات ولا مكرمات ودون تذنيب الشبيبة واستلطاخها واستصغارها بعد أن يتم إرساء الدعائم الاقتصادية التي يرتكز عليها النظام الجديد، ومن غيرها لن يكون هناك إي إصلاح في الأردن.


هذا ما أدعوه بثورة البلاط إذا ما تم ذلك قبل فوات الأوان، فما نشهده اليوم من ثورات في تونس ومصر وغدًا في اليمن وعُمان وغير عُمان وليبيا والجزائر والمغرب و... و... لن يكتب له النجاح إلا إذا صاحبته ثورة صناعية، ثورة تحمي الثورة، وتسمح بالقيام بكل الإصلاحات الجذرية الضرورية والملحة.



باريس، الأحد في 06.02.2011
















































لسنا كلنا فلسطينيين تحت السكين!


حماس إيديولوجيا وتنظيم سياسي وليست الشعب الفلسطيني، نتعامل معها في السراء والضراء كفئة من فئات يتشكل منها الشعب الفلسطيني، وموقفنا منها ليس دافعه النخوة ولا حامولة فلان وحامولة علان ولا انسوا إني بلحية وإنك بلا لحية لمواجهة الأزمة ولا كلنا مسلمين وكلهم يهود ولا كلنا فلسطينيين وكلنا غزة ولا الدين لله والله للجميع، ولا، ولا، إلى آخر اللاآت المُقصية لحقيقة الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، وفي اللحظة الحالية لحقيقة ما يجري على حدود القطاع: قوتان فاشيتان، طغمة إسرائيل وطغمة حماس، تتصارعان من أجل سيطرة إحداهما على الأخرى تمامًا كما حصل في الماضي القريب بين طغمة فتح وطغمة حماس، ولا علاقة هنا بفلسطيني ضد فلسطيني أو بفلسطيني ضد إسرائيلي وإنما بمصالح وامتيازات وسلطة ومكاتب وبرامج ليس لله فيها مكان ولا لهرتسل. هتلر عندما اجتاح بولونيا هاجم الحاخامات الذين لم يوفروا لشعبهم أدنى حماية، فهل ننسى ذلك، ونقف إلى جانب لحاهم؟ الصين قمعت رجال دين الدالاي لاما المأجورين وأهل التيبت معهم في مغامرة سياسية مشبوهة، فهل نؤيد عملاء السي آي إيه؟ هناك من المعارضة العراقية من يقول أتحالف مع الشيطان (السعودية) لدحر الاحتلال الأمريكي، فهل نغض الطرف عن هذا الموقف؟ في كل الحالات نحن نقف إلى جانب المعتدى الحقيقي عليه، الشعوب في استراتيجيات الهزيمة، والشعب الفلسطيني كما هي عادته دفع وسيدفع الثمن غاليا في استراتيجية هزيمته، والشعب الفلسطيني كما هي عادته سيحصد قمح الألم مرًا في حقول موازين القوى التي لم تكن أبدًا في صالحه، ونحن إذا ما نددنا بحماس في الظرف الراهن، نفرق بين حماس والشعب الفلسطيني الذي نقف إلى جانبه على الأقل معنويًا كل ما نستطيع عليه، ودون أي شعور بالعار كحال غيرنا من الكُتّاب لأننا لم نتوقف أبدًا عن الحض والتحذير منذ سنين، فحوصرنا مثل غزة، ثم حوربنا مثل غزة، وإلى اليوم الشعب الفلسطيني لا يعرفنا ولا يقرأنا، فكيف سيعمل بما نريده منه؟ كيف سنعمل بما يريده منا؟ كيف سيخلع عنه جبة الله في الحرب؟ كيف سيخوضها في مكة وعمان والقاهرة ودمشق قبل تل أبيب؟

هناك من عملاء الفاشي عباس من يهاجم أصحاب اللحى الجهاديين، ويرمي عليهم باللوم، ويحملهم وزر مصائب الشعب الفلسطيني وكل شعوب العالم، ويدعو الله ليل نهار أن يفنيهم بنار دبابات وطائرات ومدافع الجيش الإسرائيلي ليستعيد سيطرته على القطاع، هؤلاء يمثلون الخسة والقذارة والسفالة، ولكنهم في السياسة يمارسون دورًا في الصراع الدائر، وهم قوة رثة دائرة في فلك المحتل الإسرائيلي والمتحكم الأمريكي كباقي القوى العربية الرثة المسيطرة. نحن نهاجم أصحاب اللحى ونهاجمهم، ولن نكون من حامولة الأولين فقط لأن هؤلاء يريدون القضاء عليهم.

وماو تسي تونغ عندما تحالف مؤقتًا مع أصحاب اللحى الصينيين أو من يطلق عليهم عادة اسم البورجوازية الوطنية من أجل طرد المحتل الياباني، انتهى هذا التحالف بانتهاء الاحتلال لصالح الشيوعيين. حماس متحالفة مع الجبهة الشعبية والحزب الشيوعي مؤقتًا لإبقاء الأمور على ما هي عليه مع رام الله وليس من أجل إنهاء الاحتلال، هذا أيضًا لا علاقة له بالنخوة في شيء، كلنا فلسطينيون تحت السكين، لا أنا من حامولتك ولا أنت من حامولتي، فاليسار الرث الفلسطيني حسير الرؤية يناور ولا يتقن غير المناورة من أجل بعض المكاسب السياسية التي لا تؤثر على الإطلاق في مجرى الحدث الفلسطيني، وقد ترك نفسه يلهث من ورائه، وستبقى الأمور دومًا في صالح إخوان هتلر رضي الله عنهم.



إسماعيل هنية

نحن بانتظارهم، فليأتوا! في كل شارع، عند كل منعطف، وعلى كل سطح لم تهدمه الطائرات! وإذا لم يأتوا ذهبنا إليهم، إلى يافا وحيفا وعكا، وأحلنا الأرض إلى جهنم تحت أقدامهم! بلحانا سوف نمسحهم سوف نمسخهم، بمسابحنا سوف ندمر دباباتهم، طياراتهم، بمصاحفنا المرفوعة على رؤوس السيوف سوف نحتال على كتبهم، على دفاترهم، وسنجعل من حقهم باطلاً ومن باطلنا حقًا كما سبق وفعلنا مع أبناء ديننا من فتح، ففتحنا رؤوسهم، وجلسنا على الرؤوس، ولن نقوم عنها إلا بقيام القيامة... انت مصدق إنه فيه قيامة ومنامة وجنة ونار؟ الجنة هنا والنار هنا في غزة، البرهان نار الميركافا وكلاشينكوفات أبطالنا.

















































حماس غستابو تل أبيب


هذه الحركة الدينية أو نصف الدينية أو ربع الدينية أو اللا دينية حسب الظرف الحماسي والمصلحة الإخوانية الضاربة عمقا في أدمغة أئمتها المهترئين بالنسبة لقميص عثمان الذي هو فلسطين بطلة في المزايدة والتجذير، فلا هي من مذهب بنتهام وستيوارت مل، الراديكالية الفلسفية، مذهب يدعو إلى الحرية الاقتصادية والعقلانية والنفعية والفردية، ولا هي من أي مذهب، لأنها صُنعت، في البداية من طرف السعودية والموساد، وبعد ذلك دُفعت من كل الأطراف لتنفيذ ما يراد منها تنفيذه دون منهج فكري من الدين أو غيره اللهم سوى القشور، لتغلب العنجهية والهمجية على ممارسات الجهلة من قيادييها بعد أن صدقوا أنهم قياديون، فاختلط حابلهم بنابلهم، وتخلفوا بالقضية السياسية مئات الأعوام إلى الوراء، إلى زمن كانت فيه أوروبا ترزح تحت وطأة الصراعات الدينية الغبية، وتتقطع أشلاء على أنصال سيف الله وحراب الكنيسة.

تحويل القضية السياسية إذن إلى قضية دينية غبية والتخلف بالقضية مئات الأعوام إلى الوراء هذا ما دعا إليه المشروع الصهيوني في فلسطين، وهذا ما نجح في تحقيقه بفضل حفنة من المشايخ والأئمة الأميين.

الانسحاب من القطاع –تقول حماس حررناها- كان يرمي إلى الاستفراد بالقطاع ليتمكن المحتل من الاستفراد بالضفة، وقد تم للمحتل ذلك عن طريق زبانيته في حماس وزبانيته في فتح. لهذا ترك لصواريخ فشك الأولى حرية السقوط ومنع صواريخ فشك الثانية من أدنى حرية، بينما من المفترض، وفي وضع صحي وصحيح للمقاومة، أن لا يجري رجم بالصواريخ تماما من القطاع كأرض "محررة"، وترمى من طولكرم وجنين من أجل تحرير الضفة.

ولم يتوقف الأمر لدى المحتل الإسرائيلي العسكري النازي عند الاستفراد بشطري ما سوف يدعى فلسطين حسب أوسلو بعد أن انتهى به الأمر إلى شطرها وإنما إلى إحلال قوة عسكرية مثله وفاشية محله، قوة أشبه بالغستابو، قوة تكمم الأفواه وتعتقل وتهدد المواطن في حياة كل يوم إن لم يكن في مصيره تحت غطاء الحفاظ على حياة هذا المواطن نفسه واستتباب الأمن.


كيف الخلاص والحال هذه من المحتلين الإسرائيلي والفلسطيني؟


شعب غزة أولى بغزة، وشعب الضفة أولى بالضفة، لا عرب ولا دول عربية ولا منظمات دولية، ولكن أن تكون غزة لأهلها والضفة وفلسطين لا بد من ثمن يدفعه أهلها والثمن باهظ أكثر من الحصار والتجويع، أكثر من الغلاء والترويع، أكثر من بساطير فتح وحماس على الأعناق وكوابيس عباس وهنية، أكثر من كل جرائم إسرائيل، وإلا فالبديل الوحيد للحيتان الانتحار الجماعي.



09.08.2008



أنا إمام إخواني صالح
أعرف مصلحتي
في بلاد النفط توجهي نفطي
وفي الأردن توجهي هاشمي
وفي سوريا توجهي علوي
وفي غزة المحررة
هلا ومية هلا بالنشامى
توجهي غستابوي

خالد مشعل


















































حوار وطني أم حوار زعراني


أنا لا أفهم! أريد أن أفهم! أريد أن يفهمني أولئك الذين كتبوا مئات آلاف المقالات عن الحوار الوطني، أولئك الذين عقدوا مئات آلاف الاجتماعات من فصائل وأحزاب حول الحوار الوطني، من أجل لم الشمل –كما يقولون- والوحدة الوطنية –كما يرددون- والسلطة الوطنية –كما يروجون- أريد أن يقولوا لي إذا ما كانوا بالفعل جادين أم ساخرين أم غافلين أم ماذا؟ لأن الحوار الوطني من المفترض أن يكون بين وطنيين هم بالفعل وطنيون، وليس هذا حال قياديي فتح وحماس، والوحدة الوطنية بين وطنيين هم بالفعل وطنيون، وهذا أيضًا ليس حال قياديي لا حركة عرفات ولا حركة ياسين، والسلطة الوطنية سلطة الوطنيين من الحكام، والحكام الفلسطينيون هم أبعد ما يكون عن الوطنية، عملاء أو زعران أو بلطجية! الحوار والحال هذه هو عميلي أو زعراني أو بلطجي، وكذلك الوحدة وحدة بين سفهاء القوم لا أسياده الوطنيين، والسلطة سلطة البلطجية والأونطجية على نمط سلطة عباس الحالية، يعني مرحاض من مراحيض فيشي النازية.

أنا أفهم شيئين من كل هذه المسلسلات المقالية والنداءات الفصائلية والفردية أو ربما ثلاثة أشياء:

الأول طوباوية البعض ونقاوة البعض الآخر.

الثاني رهان البعض على إنقاذ ما يمكن إنقاذه حتى وإن كان المستحيل أخاه ورهانٌ كهذا ضربًا من خيال.

الثالث وهو الأهم، العمى السياسي، وهو حالة إن صح افتراضي لها كانت كارثة الكوارث، لأن معنى هذا أن المحتل العسكري للأرض فد احتل الوعي، تربع فيه، وهو لن ينسحب من الضمائر كما لن ينسحب من الأرض لدهور وربما إلى الأبد.

الوطني هو أنا وأنت ومن هم على شاكلتنا لا العميل ولا البائع ولا الراهن لشعب بأكمله في قطاع بقدر علبة الكبريت ليس حبًا بالمقاومة (المقاومة على فكرة خمسة صواريخ متليكة) ولا حبًا بالله وإنما بدافع الكره له والمزايدة على المقاومة، الكره لشعبه، والكره لأبيه الذي رباه ساديًا فأحسن تربيته، والكره لنفسه، والكره حتى للبحر وللطير وللشجر، الكره للحجر، الكره لوجوده، للوجود. الحوار الوطني هو حوار بيني وبينك وبين من هم على شاكلتنا نحن المخلصين لفلسطين المدافعين حتى عن نملة خرجت من بطنها. الحوار الوطني بين وطنيين هم بالفعل وطنيون، أما أن يكون الحوار بين دحمان فتحوي ودحمان حماسي، فهو حوار بين نعلين وبين بعرين وبين بصاقين، حوار لن يكون لأن لا حوار هناك من الأساس، لا برنامج وطني يجري الحوار حوله، ولا أفق، ولا أجندة، حوار أزعر مثله مثل كل حوارات الأحواش بين قبضايات وسرسرية ومخابراتية، فهنيئا لنا وحدتنا الوطنية الزعرانية، وهنيئا لنا سلطتنا الوطنية الموسادية.

يقول نيتشه: "يجب ألا نتكلم إذا لم يكن باستطاعتنا الصمت، والكلام إلا عما يمكننا التغلب عليه، الباقي كله ثرثرة أدبية". وهذا هو بالضبط حال مئات آلاف المقالات والنداءات بخصوص الحوار الزعراني: كلام لا أول له ولا آخر، وكلام لا يؤدي إلى الفعل، وثرثرة فارغة لن يتفضل عباس ولا مشعل بإلقاء أدنى نظرة على كلمة واحدة مما قيل فيها، وإذا ما حصل، فلن يعمل أي منهما بها، ولكليهما يأتي الأمر من برة، من برة ومن فوق، وأمر اليوم لأسياد اللعبة السياسية الحقيقيين عربًا وأمريكيين وإسرائيليين أن تبقى الأمور على ما هي عليه وأن تسوء أن تتدهور ألا يكون هناك حوار لا وطني ولا حتى زعراني (وإن كان فلن يكون أكثر من تمثيلية مضحكة وما نداء محمود عباس إلى الحوار إلا ضحك واحد مهستر على الذقون واستخفاف مقزز ومناورة موسادية)، ولأن ساعة الحوار الوطني الحقيقي والوحدة الوطنية الحقيقية والسلطة الوطنية الحقيقية لن تدق اليوم في زمننا وإنما في زمن الجيل القادم –لا تخف هم يطرقون على الأبواب الآن- عندما يذهب كل هؤلاء القذرين إلى جهنم الإرادة الفلسطينية، وينهض شعب غزة وشعب الضفة شعب فلسطين ويلقي عن كاهله كل هذا العبء بفتح وحماس، وينظف بيته من كل هذه الأوساخ.



03.08.2008


أنا أكبر سادي في العالم...
والا فيه إمام دجال زيي بعمل من مليونين واحد من شعبه رهائن بحاصرهم وبجوعهم وبقمعهم في كل حرياتهم من حرية النوم إلى حرية العوم في بحر غزة بحري الشخصي ونعلي الأبوي الجميل...

خالد مشعل









































دولة عباس عاصمتها مرحاضه الشريف


هناك عميل نظيف وعميل وسخ وهذا الشخص عميل وسخ لا ينام الليل وهو يفكر في إسرائيل ومستقبل إسرائيل، فهو يعمل كل ما بوسعه لعدم عودة خمسة ملايين لاجئ فلسطيني لئلا يخدش الهوية اليهودية! بالطبع هو يجرؤ على قول ما لا يقال "عشان ما فيش واحد يضبه!" أين هو الشعب الفلسطيني، أين هو شعب رام الله، أين هي غربان نابلس، أين هي جرذان الأغوار وحمير قلقيلية وقطط جنين؟ لماذا الكل صامت كالتماثيل؟ أصحيح أن هذا الحاكم من هؤلاء المحكومين؟! تيبسي ليفني على رأس حكومة إسرائيل وفهمنا، ولكن هذا الشخص منذ خمس سنوات وهو يلعب بمصائر الفلسطينيين دون أن يوقفه أحد... كتير! هذا يعني أن الشعب الفلسطيني أكتر من تعبان، في طريق الزوال، وأن فلسطين قد مُحِيَت من الخارطة بالفعل، ولم يبق منها سوى مرحاض عباس ميرزا الشريف عاصمة لها!

عباس ستنتهي رئاسته خلال عدة أشهر ليتقدم لأخرى من أجل إتمام مشروعه الوطني في تصفية القضية، وهذه الزعرة على رأس حكومة إسرائيل ستكون القدوم الذي سيضرب به ضربته القاضية.

الحل:
حزب جديد شاب ونظيف لا حماس ولا فتح ولا كله، ومرشح جديد شاب ونظيف لا فلان فتحاوي ولا علان حماساوي ولا واحد منهم أو من غيرهم، كلهم جربناهم، حتى المعتقلين في سجون إسرائيل، نريد وجهًا جديدًا وحزبًا جديدًا، ونريد القدس عاصمة، ونريد كل الضفة وكل القطاع وحتى كل الكل –إن هم أصروا على مواقفهم- دولة.





























رمضان كريم يا قدس!


رمضان شهر خالد لأنه عظيم بالفعل ومقدس لأن القرآن أُنزل فيه وغنيّ لأن من بين أوصافه الكرم وغَنوصيّ لأنه يهدف إلى إدراك كل الأسرار الربانية ووُطانيّ لأنه وطن كل تائق إلى الماضي ومناضل –وهنا أصل إلى ما يهدف إليه هذا المقال- لأنه يحث على فعل الخير ويحرض كلَّ ذي ظلم ويطالب بكل ما هو مغتصَب، ودون الخير والعدل واسترداد الحق يغدو رمضان أرمل الحقيقة، وهذا هو حال رمضان اليوم دون القدس ودون النظام الديمقراطي ودون رغد العيش، رمضان عظيم لكنه حزين وغاضب، يهون عليه كل شيء الظلم والفقر والديكتاتورية إلا أن يرى العربُ والمسلمونَ القدس القبلة الأولى تُهوّد يومًا عن يوم دون أن يفعلوا شيئًا. فأين أنتم من رمضان روح الإسلام والقدس تغتصب يوميا، والعراق يغتصب يوميا، وفي أفغانستان طريق النفط أقرب إلى الله من كل طرق العبادة؟ أيكون صومكم صومًا وهيكل سليمان يبنى على حطام المسجد الأقصى؟ أتكون صلاتكم صلاة والمستعمرات تجثم على جبل الزيتون ومنه كالأخطبوط تمتد إلى كل ربوة؟ أيكون دعاؤكم دعاء وجزمة المحتل تخنق أنفاس مسجد عمر؟

لن أدعوكم إلى إسقاط الأنظمة من أجل أن تُسْقِطوا الذل عنكم شرط كل هبة وانطلاق لتطلقوا القدس من إسارها، لأني أتحاشى اللعب كالكثير من الكتاب الثورجيين لدور المهرج، ولن أحدثكم عن إرادة الشعوب إذا أرادت الحياة يومًا بعد عقود وعقود من صيحة الشابي في الوادي، بل سأذكّركم بما كان اليهودي في منفاه الطويل يقوله حين يفيق من النوم كل صباح "لتنسني ذراعي يا أورشليم إن نسيتك"! لكنكم أنتم يبدو أنكم نسيتم القدس ومع القدس أذرعكم وكل أجسادكم، الصوم لكم أبدى من المسجد الأقصى، وشوربة الإفطار أغلى من قبة الصخرة، وبقلاوة السحور أحلى من دم فلسطين، دم العراق، دم العرب!

لن أدعو عليكم: رمضان دون القدس لا كريم عليكم، ليس من أجلكم، وإنما من أجل أرمل الحقيقة، واحترامي لمبادئه، ولكن اعلموا دون القدس لِحاكُم مكانسٌ لليهود، مساجدكم هياكلٌ لليهود، نسلكم نعال لليهود! صَوْمُكم غير مقبول، دعاؤكم غير مقبول، تقواكم بهتان وزيف وفجور وتمثيل على الله وكل ما تفعلون!

رمضان دون القدس فريضته عليكم أن تفطروه لتكونوا صادقين في حياتكم لأول مرة، يا طغاة العبادة ودنس الطهارة وزناة الصوم في عقولكم إن كانت لكم عقول! أيها المنافقون الصالحون! حرروا القدس دون أن تصوموا أو تؤدوا أية فريضة تدخلون الجنة، فالقدس فرائضكم الخمس!






















ستون سنة أخرى لإسرائيل!


ركز أصحاب المقالات حول حرب غزة على موضوعة الهزيمة والانتصار، أيهما ألحق الهزيمة بالآخر، وأيهما تكلل بالانتصار، بقي البعض يراوح في حضن الهتافية، وراح البعض الآخر يراهن على وهم الانتصار أو وهم الهزيمة، ولكل منهم مطلق الحرية في ذلك، ولكن ماذا يقول من لا يرى انتصارًا ولا هزيمة لا لهذا ولا لذاك وأنا واحد منهم؟ إسرائيل أكدت أمرها القائم على عدم السلم الدائم، حماس تأكدت على أرض الواقع هي أيضًا أمرًا قائمًا على عدم السلم الدائم، والأنظمة العربية بما فيها النظام الفلسطيني تأكد توقفها في الواقع على سيديها الأمريكي والإسرائيلي الواقفين إلى جانبها للحيلولة دون أي هبة شعبية تذريها في مهب الرياح. الأطراف الثلاثة دفعتها هذه الحرب إلى التجذير في مواقفها وبرامجها ستين عامًا آخر من عمر الكيان الصهيوني إن لم يكن أكثر، فهل ستحول مقاومة الشعب الفلسطيني دون خطب الزمان بعد عداء المكان لها؟ هناك من يدعو إلى إنشاء "حكومة مقاومة" من أجل تحقيق ذلك، سيميائيًا تتناقض رموز الحكومة وعلاماتها مع المقاومة، وميدانيا تنسف إحداهما الأخرى نسفًا، وتدمرها تدميرًا، فلا هوية شيوعية للبندقية أو إسلامية أو علمانية، ولا هدف آخر لها غير التحرير، وعلى العكس للحكم هويات وأهداف تتعارض وتتناقض، ولن يقبل أصحاب الشريعة بأصحاب غيرها إلا إذا حسم الشعب الفلسطيني الأمر لصالح هؤلاء أو أولئك، وهو في الوقت الراهن حسم الأمر لصالح حماس، وبالتالي من المستحيل أن تقوم حكومة وحدة بين فتح وحماس وباقي الفصائل تحت غطاء المقاومة وحتى تحت قبعة الاستسلام (يقولون السلام)، وستبقى الأمور كما هي عليه الأمور كأمر واقع قائم على عدم السلم الدائم.

أن تقود مصائر الشعب الفلسطيني ومقدراته قوة سياسية أخرى غير قوة الإخوان المسلمين يحتاج ذلك إلى سنين وسنين من نضال البدائل العلمانية، وكما يقال يبدأ التغيير أول ما يبدأ بالاقتصاد، فالوعي رهن به، واقتصاد اليوم اقتصاد الإدقاع، ومن يقول إدقاعًا يقول اتكالاً على الله وأحلام مستمنئي الدين بجنات عدن تجري من تحتها الأنهار، بمعنى الاختيار الطوعي لعبودية الأئمة.

أن يختصر الشعب الفلسطيني سنوات عبوديته على اعتبار أنه جزء من كل ونقصد هنا العالم يمكن ذلك تحت شرط التغيير في الغرب، ليس على طريقة أوباما، وليس على طريقة الاجتماعيين الديمقراطيين، وليس على طريقة البيئيين، تغيير النظام الرأسمالي ذاته، ولكن هذا يتوقف أيضا على ثورة اقتصادية صعبة المنال في الوقت الراهن.



25.01.2009


أوباما

أنا الأمل أنا الغنى أنا السلم أنا الحب أنا الدواء أنا حرية السجناء أنا الجمال وأنا ابن الله الوفي والدليل على ذلك أني صليت في حفل تتويجي مع كرادلة من كل الألوان أربع أو خمس مرات أنا أخ مسيحي يا أخي وبدل أن أحاربهم وأقف بالفعل إلى جانب الشعوب لا إلى جانبهم سأرسل موفدًا إلى الإخوان المسلمين في كل مكان للتفاهم معهم فالله واحد لنا جميعًا وأميركا واحدة لنا جميعًا والنفط واحد لنا جميعًا وسأرسل كذلك موفدًا إلى الفلسطينيين والإسرائيليين فالله واحد لهم جميعًا وإسرائيل واحدة لهم جميعًا والنفط واحد لي فقط ولهيلاري كلينتون ليش هوه بوش ورايس أحسن مني ومنها...




سوريا إلى أين؟ الحل الثالث للشارع السوري



يجب أن تحرر سوريا أولاً لتحرير الإنسان!

يجب أن تحرر سوريا أولاً لتحرير الجولان!

هذان المطلبان اللذان أحدهما اجتماعي والثاني سياسي هما مطلبان جوهريان من مطالب الثورة السورية، فالنظام السوري يحتل سوريا منذ عقود طويلة مارس خلالها أبشع أنواع الجرائم في حق السوريين واخترق ببوليسه السياسي البيوت والعقول ولم يتردد لحظة واحدة عن إطلاق النار في صدور الناس كأي محتل يعامل محتليه، والنظام السوري يترك الجولان محتلاً من طرف أخوته في "النضال" الإسرائيليين دون أن يطلق رصاصة واحدة في سبيل تحريره، فكيف تحرير فلسطين وكل ذلك الادعاء المضلل؟ فالأخوّة الرابطة بين النظامين الإسرائيلي والسوري حقيقة واقعة هي في جذورها حقيقة توراتية عميقة عندما يعتبر الإسرائيليون بشار الأسد "ملك إسرائيل" الحامي لها ليس من الحدود السورية فقط بل واللبنانية بعد أن نقل المعركة بينه وبين إسرائيل إلى الحدود اللبنانية تحت شعارات المقاومة الزائفة ليأتي بجنود كل دول العالم من أجل منع أقل فعل للمقاومة، لهذا لا تنام الحكومة الإسرائيلية الليل وهي تخطط وتضغط كي يبقى هذا النظام الفاشي قابعًا على صدور السوريين إلى الأبد تطبيقًا لشعاره الذميم "الأسد إلى الأبد"! ولأن إسرائيل لا تريد أن ترى التجربة المصرية تتكرر في سوريا، فتفقد في المنطقة حليفًا آخر من أقوى حلفائها. لهذا بقيت مواقف الغرب مائعة، فلم ينحز إلى ثورة الشباب كما انحاز في بلدان أخرى، وترك مصالحه معلقة بين دعم مطالب الإصلاح والتغيير وبين تجاهل هذا المطالب والاكتفاء بالتنديد الكلامي أو الإجرائي الخجول دون أن يؤثر ذلك كثيرًا في نظام أسد القمعي. ولن ننسى مواقف الروس والصينيين النذلة إلى جانب النظام، فلعبة المواقع لديهم أهم بكثير من حرية شعب وحتى ذبح كل أفراده.

الثوار في سوريا تركهم الغرب والشرق وحيدين أمام مصيرهم، والشعوب العربية في معظمها لم تزل ضحايا خوفها وانهزامها، لم يخرج واحدٌ منها إلى الشارع لدعمهم، بينما رفع الفرنسيون يافطات الدعم للأحرار السوريين في مظاهرات الأول من أيار، والثوار في سوريا لا يشكلون حتى اليوم تهديدًا للنظام وكل شيء يشير إلى بطشه وجبروته: دباباته، قتلته، أولئك القتلة للثوار ولرافضي الأوامر من قواته ثم الادعاء المنفضح بأنهم قُتلوا على يدي من لا سلاح في يديه، مقوسوه، مطبلوه، مزوروه، زماروه، طابور حزب الله الخامس، وحتى إسرائيل إذا ما شعرت ببدء انهياره لن تتردد عن شن هجوم مفتعل يجعل من نظام الأسد نظامًا معتدى عليه، وخذ من أذيال النظام وأبواقه ولولةً وزعيقًا: سوريا يا سوريا! وتعالوا لحماية سوريا ورد المعتدين عن سوريا! يا معقل الثوار يا سوريا! فتنهي الثورة نفسها بنفسها، وتقف إلى جانب النظام بعد أن كانت ضده.

وضع سوريا الراهن يختلف عن وضع تونس ووضع مصر حيث لعب الجيش دورًا هامًا إلى جانب التغيير السياسي في هذين البلدين، فالحل على الطريقة المصرية أو التونسية ليس حلاً سوريًا، وكذلك الحل الليبي ليس حلاً سوريًا وشعار الثوار "سلمية" هو المعمول به، فلا الحل الأول ولا الحل الثاني سيسقط النظام، فهل هناك من حل ثالث؟

الحل الثالث هو الحل الجزائري أيام الثورة الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسي: حرب العصابات، فالمنتفضون سيُقتلون سواء أكانت سلمية أم غير سلمية، وهم يصارعون وحدهم، المجتمع الدولي كالمجتمع السوري لا يتحرك إلى جانبهم، والنظام يراهن مع الوقت على تفكك حركتهم بعد تعب ويأس، وعلى فشلهم، وعلى عكس كل من دعا وطالب بالعمل السلمي في الساحة السورية هذا العمل الذي سينتهي والظروف الراهنة إلى الاستسلام أدعو وأطالب بالمواجهة القتالية على جبهتين جبهة الجيش وجبهة المجتمع، جبهة الجيش عن طريق إرهاقه واستنزافه حتى تنتفض عناصره الوطنية التي لا أشك أبدًا في إخلاصها إلى جانب المنتفضين، فحرب العصابات دومًا ما كانت قوة للجماهير كما يقول غيفارا وإرادة لها في التغيير والتثوير، وجبهة المجتمع عن طريق إرهاب عناصره المستسلمة الخانعة المترددة، فمئات الضحايا وعشرات آلاف الجرحى والمعتقلين في دمشق ودرعا وحمص وحماة وحلب واللاذقية وبانياس وباقي المدن السورية الباسلة، كل هذه الجرائم البشعة لم تؤثر فيه، هذا الإرهاب الثوري هو العامل الأساسي في التفاف كل المجتمع الجزائري من حول الثورة لأنه يزعزع تحت إرهاب الدولة ثقة المنهزمين بالنظام والذين سيختارون تحت إرهاب الثورة الثورة كبديلٍ له، الثورة الحبلى بألف حلم، وقد غدت أحلام الجميع.


* كتب هذا المقال أسابيع قليلة بعد تفجر الأوضاع السورية 2011












































ضد فتح وحماس على الشارع الفلسطيني أن يتحرك


بعد تجربتنا في الحكم الأمرّ من مريرة مع هذين الفصيلين الفاسدين الاستبداديين المزايدين أحدهما على الله والآخر على نتنياهو وقد أخذ شكل الله في ثوب يهوه الجنود تارة وتارة يهوه الوعود التي لن تتحقق، بعد معرفتنا بخبايا الواحد والآخر على ضوء نزاعاتهما السياسية وحساباتهما الحزبية وطرائقهما الفاشستية، فكلٌّ له طريقته الخاصة به في القمع: حماس بسيف الدين المسلط على الرقاب وسيف الحصار وفتح بسيف دايتون البوليسي وسيف النظام، وبعد معاناتنا من المحتل الفلسطيني أكثر بكثير من المحتل الإسرائيلي في دولتين لم نسمع في تاريخ البشرية بمثلهما دولتين تبنيان تحت بساطير الاحتلال، نرى أن كل تضحيات الشعب الفلسطيني ذهبت سدى، وكل صموده، وكل روعة آماله وأحلامه في دولة يجد فيها ما كان ينقصه دومًا: حريته. وها وهو اليوم مركول في دولتين –ما شاء الله- إحداهما دولة بصقها التاريخ من فمه، فهي ليست دولة ولا بسطة لبيع أدوات الخردة، والأخرى دولة هي عبارة عن ورم تاريخي تستعطي الدول المانحة من أجل شفائها دون جدوى، دولة تعمل كل ما بوسعها على إرضاء الاحتلال سبب وجودها، دولة نصب وطني ونصب حضاري ونصب وجودي وجودها من عدم وجودها بقرار من هيئة الأمم أم بمفاوضات هدفها الأول والأخير تصفية القضية الفلسطينية ومحو الهوية الفلسطينية والقضاء على كل ما هو فلسطيني، والاتفاق الذي تم بين فتح وحماس (بين الدولتين المسخين) هو اتفاق ظاهره حلو وباطنه أمرّ من مر، اتفاق لإنهاء القضية الفلسطينية تحت غطاء أسود سميك من الشعارات الثورية والوطنية والدينية، بينما يعلم الطرفان تمام العلم كم هو عجز الواحد والآخر، فالواقع من الشدة بحيث لا يمكن الخروج منه بسهولة مع هذين التنظيمين المتختخين أيديولوجيًا وسياسيًا واجتماعيًا وثقافيًا واقتصاديًا، فتبقى لهما المراوحة وتسيير الأمر الواقع، لهذا تم إنهاء الانقسام بينهما من أجل اقتسام مهمات التسلط فقط لا غير تحت "شرعية" –فلا الأول شرعي ولا الثاني شرعي- تجمع الدولتين يدعونها بالحكومة الانتقالية.

يعتمد قيام دولة أية دولة أول ما يعتمد على اقتصاد وفق معايير إنتاجية لا استجدائية، فدولة الأوسلويين الحالية دولة شحدة وهبات كما هي دولة الإخوان المسلمين دولة تهريب وصدقات حتى إننا لا يمكننا إدراجهما في لائحة الدول الكمبرادورية الرثة، لهذا يجب ربط قيام أية دولة فلسطينية قادمة بنظام اقتصادي إقليمي يتيح لها الوقوف على قدميها، وإلا فلن تكون لهذه الدولة حياة. الأوسلويون والإخوان المسلمون نظرتهم حسيرة لا تتجاوز الحديث عن دولة كرتونية في الضفة والقطاع، ويضيفون للتعمية عاصمتها القدس الشريف، لفظ مضلل والقدس الشريف يهوّد كل يوم مثلما تبنى المستوطنات كل يوم تحت شعار عدم التفاوض إلا بعد إيقاف التهويد والبناء، شعار ظاهره حلو وباطنه أمر من مر، فهو يترك للإسرائيليين الساحة مفتوحة من أجل إتمام كل مشاريعهم التوسعية، وكل هذا مثله مثل استحقاقات أيلول ما هو سوى لعبة قذرة تخدم الاحتلال تحت ادعاء وطني لم يعد يمكن ابتلاعه. لنغض الطرف مؤقتًا عن كل هذا، ولنقل بقيام الدولة في الضفة والقطاع كما يقولون، ولكن كيف سيتحقق ذلك؟ وإذا ما تحقق ذلك، كيف سيكون مصير مثل هذه دولة؟ وعلى مَ سيتوقف؟ على التهريب والطرق على الأبواب؟ على الهبات والصدقات؟ وحتى متى؟ العجز البنيوي لهذين الفصيلين هو عجز رؤيوي، وبالتالي عجز في الإدارة والحكم، أضف إلى ذلك عجز الشيخ الموهن المخرفن المؤيد لكل شيء: كل من حضر إلى القاهرة للتصفيق من أزلام هذا أو ذاك يقف على حافة قبره، هذه العينة من الحكام الانتهازيين التي أكل الدهر عليها وشرب هي التي تطرح نفسها كمستقبل لفلسطين، مستقبل على شاكلتها هرم تجاوزته أحلام الشباب بمئات الأعوام الضوئية.

دولة فتح وحماس القادمة دولة ستُحِل إسرائيل من كل التزاماتها، ويحقق لها كل ما عجزت عن تحقيقه في المفاوضات، هذا ما يشتم من تصريحات نتنياهو خلال جولته الأوروبية بخصوص قيام دولة فلسطينية عندما يتكلم عن "ديكتا"، عن أمر مفروض تكون من ورائه هيئة الأمم المتحدة، فهو سيقابل الأمر المفروض بأمر مفروض، وذلك بألا يتنازل عن مستعمرة واحدة بعد أن يضم كل المستعمرات وملحقاتها من طرق ومعسكرات وأجزاء كبيرة من الضفة، وكذلك بألا يتفضل بإعطائهم قدسهم الشريف، وبألا يسمح بالعودة حتى للعدد الرمزي الذي قبل به غيره ممن سبقه ولا حتى بالتعويض، وإذا ما تم بالفعل اعتراف الغرب بهذه الدولة، فهذا يعني الاعتراف ضمنيًا لإسرائيل بكل ما ستقوم به من إجراءات "ردعية"، والصلاة والسلام على شيء اسمه حقوق وطنية فلسطينية.

على الشارع الفلسطيني أن يفهم كل هذا، وعلى الشبيبة الحرة أن تفهم كل هذا، ما يتم اليوم بين حماس وفتح من تقارب أخطر بكثير مما تم غداة الانقسام من تباعد، فكما رأينا، النظام الأوسلوي كالنظام الإسلاموي نظام عسف واستبداد مثله مثل كل نظام عربي سقط أو في طريق السقوط، والدولة التي يتشدقون بها دولة شحدة ونصب ستبقى إلى الأبد تحت نعال مموليها، والحقوق الوطنية الفلسطينية المقدسة ستمحى في نفس اللحظة التي ستقرر فيها هيئة الأمم المتحدة قيام الدولة الفلسطينية الكاذبة. لهذا على الشارع الفلسطيني أن يتحرك فورًا، وعلى الشبيبة الحرة أن تتحرك فورًا، وما أن يتحركا حتى يتحرك كل المجتمع الفلسطيني إلى جانبهما كما جرى في تونس وفي مصر وكما سيجري في سوريا، ضد الأنظمة الثلاثة نظام فتح ونظام حماس ونظام الاحتلال، من أجل نظام حر بالفعل واقتصاد حر بالفعل ودولة فلسطينية بكافة الحقوق الوطنية والوجودية حرة بالفعل.










































عرفات وقدومي وعباس ودحلان كلهم عملاء



الزفة التي أثارها نشر "المحضر" من طرف القدومي هي زفة مثل زفات سابقة وأخرى لاحقة لعصابة ضالعة مع الموساد مذ كانت، ومنطق المحضر التآمري يكشف عن الطريقة التي تمت فيها قيام ثورة عرفات وحروبه وهزائمه واتفاقاته على حساب مئات آلاف الضحايا لتصفية القضية الفلسطينية ومحو فلسطين وتعبيد الشعب الفلسطيني، ونحن هنا في قلب تطبيق المؤامرة عنصرًا من عناصر نظام لا يقوم إلا بها وعلى كل المستويات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية وليس أولها السياسية، لأن المؤامرة كنه التنافس، والنظام العسكري الرأسمالي الذي أوجد إسرائيل لن يقوم إلا بها وعلى أكتاف عملاء تجري تربيتهم منذ المهد أمثال عرفات وقدومي وعباس ودحلان وكثير غيرهم في الحالة الفلسطينية. قدومي الذي يعتبر نفسه بوقاحة لا توصف "مشروع شهيد" كان يعرف منذ العام 2004، وعرفات الذي وسخ الشهداء "باستشهاده"، كان يعرف، ومثلما كشف القدومي كان الكل يعرف، والكل أغمض عينيه، وترك لعباس الطريق مفتوحة إلى مجد مباول رام الله من أجل الإجهاز على القضية، فما السر في ذلك؟ لأن عباس أيضا يمسك على عرفات ما هو أخطر، وعلى القدومي مهندس القذارات في السفارات والقرارات المنحلة لوزارة الخارجية -في أيامه كان الوزير الأوحد- وعلى دحلان الوليد من فرج عاهرة إسرائيلية امتطوها كلهم، وما يجري الآن ليس سوى خلط أكثر وأكثر للأوراق أمام الطريق المسدود إلى أحضان نتنياهو، ولن أقول إلى حل إذ لا حل هناك وإنما تسويق لما يفرضه الإسرائيليون على عملاء صنعوهم ومدلولات في اللغة السوقية يجدر ابتكارها للتعبير عن السفالة التي لا مثيل لها وصفًا لهم.

السؤال الأول الذي لم يطرحه أحد: من سلم المحضر لعرفات؟

السؤال الثاني الذي لم يطرحه أحد: لماذا يكشف القدومي عن الآن؟

السؤال الثالث الذي لم يطرحه أحد: لماذا السعودية ودول الخليج (القدومي كان دومًا زلمتها) التي كانت تعلم بالمحضر أيضًا أشعلت الضوء الأخضر للقدومي؟ وهي ما كانت لتشعله إلا لأن أوامر جاءتها من أمريكا؟

الجواب على السؤال الأول لا يشرف عرفات، فواحد من طاقم شارون هو من سلم له المحضر حتمًا من جملة ما كان يسلم بسبب عمالته هو الآخر، وهو ما أخبر القدومي بالأمر إلا بدافع التكتيك وتنافس القدومي مع عباس وتحذير شارون، لأنه كان يعرف رد فعل شارون، وكان يثق ثقة قاطعة بكونه الابن الشرعي للموساد، أي لا يمس، ولم يكن يعتقد أبدا أن دوره قد انتهى (اقرأ عن أسرارهم في كتابي "أربعون يوما بانتظار الرئيس" وبالفرنسية "كيف تمت فبركة ياسر عرفات؟").

الجواب على السؤال الثاني لأن الوقت قد حان لتبديل عباس بفياض والقدومي على الرغم من نفيه الدائم يريد أن يأخذ مكانه.

الجواب على السؤال الثالث لأن حكام دول النفط الأسود مثل وجوههم يسعون إلى قيام دولة فلسطينية ثالثة، في الداخل أم في الخارج هذا لا يهم، للإنهاء على فلسطين تمامًا.



دحلان

لا تبحث عن أصلي وفصلي بل عما تصنعه يداي! وأنا كما يقول الشاعر الشهيد محمود درويش غير أنا، أنا ابن غيري بمعنى ابن زمني الاحتلالي، لا أفعل فقط ما يراد مني ولكن أيضا ما لا يراد مني من أجل أن يرضى المحتل عني فأكون، وهذه مقولة هامة أخرى للشاعر الشهيد، تكون أو تكون، وقد فهمت منها المغزى، وطبقته بحذافيره، لهذا كنت النموذج الشعري والعميلي، وهذا ما لم يكتشفه أحد من النقاد والمنظرين العرب الأشاوس، إضافة إلى ذلك صارت لصفتي كعميل قذر صفة لشعبي، وشعبي لهذا صار شعبا، وليس لأن لا ملكة للجمال له كما قال الشاعر الشهيد رحمه الله، وأنا لهذا اشتريت له ربوة يدفن فيها عوضا عن مسقط رأسه بروة بمئات ملايين الدولارات، المهم دعوني أكمل صلاتي مع أبو عمار على روحه وروح أبو عمار اللي راح فيها بشربة مي بعد أن تركته يعتقد بأهميته أكثر مني عند الموساد...

















































لا تنسوا أن حماس حركة فاشية


ذريعةُ ما يجري في غزة حماس، قبل مذابح إسرائيل وبعدها، لأنها أقيمت من أجل ذلك. أن تكون رأس حربة الانقسام، وأن تكون أصوات المغول الإسرائيليين في المعارك الانتخابية، وأن تكون –وهذا هو الأهم- سيف الله المدمى على الرقاب، الدين الفاشي بأتم معانيه. لقد سعت الطغمة الحاكمة في إسرائيل منذ بن غوريون إلى تحويل القضية الفلسطينية من قضية سياسية إلى قضية دينية من أجل تبرير هويتها ووجودها، وها هي حماس تحقق لها ما سعت إليه، ولقد عملت الطغمة الحاكمة في إسرائيل على الدخول في الحملة العالمية ضد ما يدعى بالإرهاب إلى جانب أميركا، وها هي حماس تجسد لها ما عملت عليه. وبعد زوال التهديد الفدائي مع اتفاق أوسلو، خلق حكام الدولة العاق التهديد الحماسي لترهيب شعبهم، وبالتالي إخضاعه، وهرسه في ماكينة سياستهم الاحتلالية التوسعية. أضف إلى ذلك أن حماس تهديد داخلي، حماس البعبع النظام عصا طالبان ليست المقاومة كما لم تعد فتح المقاومة، المقاومة هي الشعب الفلسطيني، ومن يدعو إلى خيار المقاومة عليه أن يجد بيرقًا آخر ينضوي المقاومون تحته، فلا فرق في العمالة بين محمود عباس وخالد مشعل، وفي الفاشية بين ليفني والزهار، لا فرق في الهدف التعصبي السياسيوي سيء القصد بين الصاروخ الخردوي والدبابة الجحيمية، لا فرق بين كل هؤلاء المطنطنين المتختخين في الحرب وفي السلم من عندنا وعندهم، وكل هؤلاء هدفهم الإنهاء على الشعب الفلسطيني وإحراق الملفات العالقة وتعليق القضية كأي عاهرة على صليب الشريعة الإسلامية.


كان الكل يعلم بالهجوم منذ عدة شهور، فماذا فعلت حماس فلسطينيًا لو كانت ترمي إلى المقاومة والصمود؟ ماذا فعلت عربيًا لو كانت ترمي إلى تعبئة الجماهير؟ ماذا فعلت عالميًا لو كانت ترمي إلى تعاطف الرأي العام معها؟ فلسطينيًا ولا بندقية وزعت لأنها تخشى أن تتحول هذه البنادق إلى صدرها، عربيًا ولا فئة سياسية أو اجتماعية استنهضت لأنها مثل أي نظام بائعة ومتواطئة، وعالميًا أعطت للإعلام الغربي كل المبررات ليقدم إسرائيل ضحية لجماهيره.

وعلى عكس كل المعلقين، لن أدين الأنظمة العربية المدانة منذ كانت هذه الأنظمة، وإنما الشعوب العربية الميتة، شعوب تقبل بحكام كهؤلاء الحكام ليست شعوبًا، شعوب تصرخ فيها العواصف ولا تتحرك ليست شعوبًا، شعوب تعبد الله والرغيف والفرج ليست شعوبًا، حتى من كنا نعتقد أنهم لشعوب الغد والتغيير رموز كالشيخ حسن نصر الله لم يكونوا على مستوى الحدث تأهبًا وخوض معركة وانتصارًا، فاكتفوا بالتحريض الثورجي وثورجية الكلمة.



يا هلا بالنشامى يا هلا! حي على الجهاد، حي على القتال، حي على الاستشهاد! فلسطين مربط خيلنا! بكم صاروخ أنتيكة! التحرير على الأبواب، بقنبلة إسلام آباد! يا هلا، يا هلا! يا سلام، شو هالانتصار! كل العالم بحكي عني وعن حماسي أقصد حماس، كل البشر ترتعد من إستراتيجياتي وخططي! معلش كم ألف يموتوا، كله فدا كراسينا الجهادية المباركة، وبعدين الشعب الفلسطيني شعب بخلف بالعشرات، راح يعوضهم بكم نكاح، أما حماسي أقصد حماس فلا يوجد أحد في الوجود يمكنه تعويضها، خدوا هادا الكلام من أخ مسلم هتلري صحيح ولكن مجرب وعالم في الدين وفي كله والدين مني براء.

خالد مشعل



لتقرع الأجراس من أجل المسجد الأقصى


رواية همنغواي المعروفة "لمن تقرع الأجراس" التي كتبها عن الحرب الأهلية في إسبانيا، وكأني بها عن فلسطين اليوم، فرانكو والفاشية هما أولمرت والاحتلال، والمقاومة الإسبانية هي المقاومة الفلسطينية تحت كافة أشكالها بما فيها شكلها السلبي الحالي، والأجراس التي قرعت في كل الكنائس الإسبانية كانت من أجل كل مقاوم للفاشية، ولم يقف دعم الكنيسة للمقاومين عند قرع الأجراس بل تعدى ذلك إلى مشاركة الرهبان والراهبات في ثورة الفقراء ونضالاتهم، ودفع بعضهم الثمن غاليا، ولما تزل في الأذهان التصفيات الجسدية لمن أُطلق عليهن "الراهبات الحمراوات". كل هذا التذكير التاريخي يجيء للتأكيد على أمرين الأول سلبية الكنيستين الفلسطينية والعربية أمام ما يجري من تهويد للقدس، وكأن القدس المسلمة ليست القدس المسيحية، والثاني عكس الأول، لأنه يفترض أن تلعب الكنيستان العربية والفلسطينية دورًا فعالاً لإيقاف التهويد، والحيلولة دون بناء هيكل سليمان، هيكل وهمي ليس موجودًا إلا في خيال معتوهين وسيكوباتيين ومرضى، بدل المسجد الأقصى.

أما إذا ما تردد مشايخ الكنيسة، أي القساوسة، وهم سيترددون كأي قطيع ديني مهادن للسلطة، فعلى المسيحيين أنفسهم أن يقرعوا الأجراس دون أن يأخذوا إذنًا من أحد لأجل حماية المقدسات الإسلامية والحيلولة دون دفع القدس العربية –بدون كَرَتَه- في جزمة الاحتلال. وهم إن لم يفعلوا هذا الآن سيأتي دورهم، وساعتذاك لن تنقذهم أجراس كل كنائس الدنيا.

نقطة أخيرة، المسيحيون يقف من ورائهم البابا والكنيسة في روما ولا أحد في الوجود يمكنه الاعتداء عليهم والنيل منهم إذا ما قرعوا الأجراس احتجاجًا وعقدوا العزم على الصلاة إلى جانب إخوتهم في ساحة الإيمان والحرية.

شيء واحد فقط نكرر: يجب عليهم ألا يأخذوا إذنًا من أحد، وأن يدفعوا البابا والكنيسة في الغرب والغرب دفعًا إلى الوقوف معهم، فهم أدرى الناس بالتواطؤ السياسي بين العهد القديم والعهد الجديد.



10.08.2008






















لتصرخ المآذن من أجل القدس


في الخمسينات، عندما كنا أكثر وطنية من اليوم، وأكثر جرأة، وأكثر إيمانًا بما نفعل، وأكثر إخلاصا لمثلنا العليا، وأكثر إقداما، وأكثر إدراكًا، وأكثر جمالاً لأن الجمال جمال العقل، وباختصار أكثر بشرًا، وعندما كنا ننزل إلى الشوارع كل يوم، نتظاهر، ونصرخ، ولا نخشى الدبابات، وننادي، ونهتف، ونطالب، ولا نبالي من ليلة نقضيها في السجن أو علقة تترك آثارها على أجسادنا... في الخمسينات أحد أصدقائنا انتزع مكبر الصوت في جامع النصر من يد المؤذن، وأعلن قيام الجمهورية في نابلس. بعد ساعات تناقلت الخبر وكالات الأنباء، وأذيع من راديو القاهرة، فوصل النبأ إلى عبد الناصر، وتحدث عنه في خطابه. كان الأمر أكثر من حدث عابر بالنسبة له، وكان مستعدا للاعتراف بالجمهورية، وإرسال الدعم العسكري والمادي لها لو لم يعتقل الصديق ومعه حلم الجمهورية الغالي على قلوبنا.

الاستنتاجات:

المآذن من أجل القدس يمكن أن تلعب دورًا أساسيًا لإيقاف التهويد واجتراح معجزة التحرير، يكفي أن يستبدل نعيق بعض الأئمة بصراخ الغضب.

الآذان اليوم دون القدس لا فائدة منه لأن الصلوات دون القبلة الأولى تظل ناقصة، والمؤذن الذي يقول حي على الصلاة دون أن يضيف حي على النضال من أجل القدس لهو متهود أكثر من الإسرائيلي المحتل يهودية، وبالطبع اليهودية هنا كإيديولوجيا لا كدين سماوي.

أما إذا ما تدخلت أداة القمع من المحيط إلى الهند، فالإضراب عن الآذان أمر واجب، والإضراب عن الدعاء –يا ما دعينا وما نلنا شيئا- والإضراب عن الحياة، لأن القدس هي حياتنا.

في أحد الأيام مر الرسول بأعرابي يرفع يديه إلى السماء ويدعو الله أن يشفي له بعيره الجريح، فانتهره الرسول قائلاً "اجعل مع دعائك شيئًا من القطران"! والمسلمون اليوم هم ذلك الأعرابي، والقدس هي ذلك البعير، والقطران هو أن يصرخوا للقدس في مكبرات الصوت بدل أن يؤذنوا، وإن منعهم مانع أن يضربوا عن إسلامهم إلى أن تحرر القدس وتعرب.



09.09.2008














سوريا: ما هكذا يا رشاد أبو شاور تورد الإبل



في مقاله الأخير الصادر في القدس العربي اللندنية بتاريخ 2011.10.19، ونقلاً عن نشرة منظمة التحرير الفلسطينية المطبلة للنظام السوري، المرسلة إليّ من منظمة التعبيد دون أن أطلب ذلك، فأنا لا أقرأ هذه أو تلك من ورق المراحيض، يقول رشاد أبو شاور إنه لا يصدق حرص دول مجلس التعاون الخليجي على دم الشعب السوري، ويذهب في تحليل لاهث لبديهيات يعرفها الكل عن أنظمة عميلة لأمريكا تقوم وتقعد في غائط القرون الوسطى رغم حداثة اصطناعية من ورائها الذهب الأسود من وجوه القيمين عليها، لا ليصل إلى حقائق سياسية لا سمح الله، ولا حتى إلى افتراضات سياسية، ولكن إلى دعم النظام السوري، تحت شعاروية ثورجية تتكلم عن حقوق الشعب السوري، وحراك شعبي سوري، وحرية، وديمقراطية، وإنهاء فساد، وسيادة، كما يقول، مقابل تسويق إعلامي لمخطط التدخل الخارجي المنفضح، وتلخيص لجرائم دكتاتورية عمرها يزيد عن الأربعين عامًا بكلمتي "الخيار الأمني" الممجوجتين. مع نصائح أبوية لنظام مغتصب للسلطة جاء بانقلاب، وفاقد للشرعية ليس منذ اليوم، وغير قادر على الإصلاح لأن الإصلاح مفردة غريبة في قاموس المؤسسة المخابراتية والقمعية القائم عليها، ولأن بنية الإصلاح لا تجد مكانها في هيكلية عسكرية فاشية يتوافق فيها كل شيء يصب في مصلحة الكمشة الحاكمة ما عدا الإصلاح –يقول رشاد أبو شاور منح الشعب السوري كافة حقوقه دون مماطلة- فالإصلاح نفي لما لا يصلح، بمعنى نفي للمؤسسة الحاكمة، ومنح الحقوق للشعب نفي لما لا يمنح، بمعنى نفي للحقوق المغتصبة. لهذا من يعول على ذلك من أجل حل للمسألة السورية لهو كمن يعول على الضبع في التخلص من نتانته، والثعلب من مكره، والأسد من جبروته.

دول مجلس التعاون الخليجي في موقفها المعارض للنظام السوري ليس بسبب حرصها على دم الشعب السوري، كما يقول رشاد أبو شاور، ولا بسبب لهفتها على منحه ديمقراطية تتناقض مع دولها العشائرية الوراثية، وحرصها على تمتعه بفضاء رحب للحرية، كما يضيف الصديق رشاد، فكل ما في الأمر أن هناك أنظمة دكتاتورية تخلت عن نظام دكتاتوري مثلها لأنه في سلوكه الدموي قد تجاوز الحد الأقصى لسلوك أي نظام دكتاتوري –للملاحظة هتلر تخلى عن موسوليني في آخر أيام حكمه- ولأن صمود الشعب السوري وتضحياته وصرخاته لم تترك لها أقل هامش للمناورة، فكان موقفها السياسي إلى جانبه، وكان موقفنا السياسي إلى جانبها في الملف السوري، وضدها في الملف البحريني. لأن السياسة ابنة وقتها، وليست لائحة من المواقف الأخلاقية التي لا أحد يعاكس رشاد فيها عندما عرض لسفلة القوم في اليمن وفلسطين والعراق، السياسة ابنة وقتها، وابنة وقتها في مكان محدد ذي شروط محددة، سوريا الثائرة اليوم، وليس سوريا الحضارات والأمجاد، كما يقول رشاد، سوريا الأمجاد والحضارات هذه لا وجود لها إلا في الخيال الروائي، الخيال الميثي، سوريا هذه لا تساوي قطرة دم واحدة تهرق على أيدي شبيحة النظام. شروط سوريا اليوم واضحة كعين الشمس، أن يرحل النظام بشتى السبل، حتى بحرب العصابات كما ارتأيت في مقال سابق لي، وكل المؤشرات اليوم تؤكد ما ارتأيت، حتى بهدم أعمدة تدمر على تدمر، فتدمر مجاز لنظام أسد الذي هو من وراء هذا الهدم، حتى بالتدخل الأجنبي، كما رحل النظام الليبي بفضل هذا التدخل، وتم مصرع القذافي خلال كتابتي لهذه السطور. هذا لا يعني أن هناك مؤامرة خارجية كما يروج النظام وأذياله، لأن الخروج اليومي للسوريين إلى الشوارع لا يمكن أن يتم بمخطط، ولأن الإنهاء على النظام السوري لا يعني نهاية المشروع العربي، الحضاري كما يقول رشاد، لا يعني الإنهاء على سوريا، فسوريا ليست النظام السوري، وسوريا ليست العراق، والعراق لم يكن بإمكان أمريكا تدميره لولا بعض أبنائه من المرتزقة، اللاهثين على السلطة، البائعين للوطن بتنكة بنزين.

ما يدعوه رشاد أبو شاور بمعارضي الفضائيات فيه من الصواب الشيء الكثير، لكن التعامل مع هؤلاء المعارضين سيكون أمرًا مختلفًا عندما نأخذ بعين الاعتبار الدينامية التي تتسع في سوريا يومًا عن يوم تبعًا لتضحيات الشعب السوري اليومية. شخصيًا أنا لا تحيرني عشرات آلاف المتظاهرين المؤيدة للنظام في دمشق أو حلب، ولا أقول كما يقول معارضو الفضائيات كلهم من موظفي الدولة، إذ هناك فئات عريضة شعبية ومتوسطة مؤيدة للنظام، كما رأينا مع نظام القذافي، وكما نرى إلى اليوم في ألمانيا من مؤيدي النظام النازي على قلتهم، هذه الفئات منها المستلبة وجوديًا، ومنها العائشة على الفتات اقتصاديًا، الفتات حتى ولو كان مكسبها الكثير من النقود، فهي ستظل فتاتًا بالنسبة لما يسرقه لصوص النظام، ومع التغيير القادم ستنهي هذه الظاهرة نفسها بنفسها: في طرابلس الغرب بعد تحريرها لم نر أحدًا يتظاهر دعمًا للقذافي وأولاده. أود الوصول إلى أن المعارضة السورية في الخارج التي التم شتيتها في المجلس الوطني الانتقالي، لا تتحكم بالثورة، وإنما الثورة هي التي تتحكم بها. عملنا سويًا أنا وبرهان غليون، رئيس المجلس، وأنا أكثر من يعرفه، ماوي قديم ومتسلق عرفاتي وانتهازي سلطوي، يأتي إلى الفضائيات، ويتهته، لا يعرف قول كلمتين صح، ويلخبط سياسيًا، فهل نستبدل متهتهًا (بشار الأسد) بمتهته أردأ (برهان غليون)؟ أقول نعم، لأن الأسد يتهته باسم طبقة حاكمة، وغليون باسم طبقة ثائرة في ديناميتها المتزايدة لسوف تمثل ذات يوم كل فئات الشعب السوري وأطيافه السياسية متجاوزة غليون وغير غليون. غليون يعتبر الإسلاميين وطنيين متناسيًا من هم الإسلاميون في غزة وإيران وطالبان، ويرى نهاية النظام بانقلاب –بمعنى كما جاء- متجاهلاً عزم وإصرار الشعب السوري، ويستلم أوامره وأمواله من قطر –حتى ولو كان قطران معلهش في المرحلة القائمة- لكننا نقف إلى جانبه اليوم، لأن هدفه إسقاط النظام، وهو هدف الشعب السوري. هكذا تفرض الشروط الجديدة لسوريا علينا العمل اليوم، وهكذا يعمل الغرب اليوم، مصالحه بقيت ذاتها، لأن السياسة مصالح، لكنه بدلاً من أن يكون إلى جانب الحاكم، غدا إلى جانب المحكوم، إلى جانب الشعوب التي نهضت، واضطرته إلى الوقوف إلى جانبها. أعتقد أن أعضاء المجلس الوطني المؤقت واعون لهذه المسألة، وواعون لمدى وقوف الغرب إلى جانبهم وكيفية هذا الوقوف، والأهم من كل هذا هم واعون لمشروعهم في الحكم عندما ينادون بحكم مدني لا ديني، لكنهم يقولون بحكم مدني، ويتناسون أن الحكم المدني عليه أن يكون حكمًا علمانيًا وإلا ما كان مدنيًا، وما معنى أن يكون مدنيًا دون أن يكون علمانيًا، فالعلمانية ليست أبدًا ضد الدين، بشرط أن يكون الدين للعبادة... فقط.

كلمة قبل أخيرة حول إيران التي ينظر إليها رشاد أبو شاور نظرة "زرادشتية" يحذر من المساس بنارها القدسية، والمقصود بالطبع ليس إيران، ولكن النظام الإيراني، نظام الملالي. خذ هذه اللائحة غير القدسية عن هذا النظام: بفضل إيران تحقق لأمريكا احتلال العراق، وإيران اليوم هي الحاكم الفعلي في العراق، بفضل إيران تحقق لحزب الله –مقاومة وكلام فارغ وكله مدروس لحماية إسرائيل- احتلال لبنان، وإيران اليوم الحاكم الفعلي في لبنان، بفضل إيران –بعد فضل إسرائيل- تحقق لحماس احتلال القطاع، وإيران اليوم الحاكم الفعلي في القطاع، إيران كهدف جيوبوليتيكي أمريكي عليها أن تكون قوية أقوى من كل العرب وأقل قوة من إسرائيل، وإذا ما فكرت أمريكا في ضربها بعد كوميديا محاولة اغتيال السفير السعودي، فلتحقيق هدف سياسي مشترك بينها وبين الملالي، أن ترتفع أوراق أوباما لدى جمهوره لكسب الانتخابات القادمة، وأن يتم تثبيت نظام الملالي "المعتدى عليه" في الأرض ضد إرادة الشعب الإيراني في التغيير.


كلمة أخيرة حول تقصير رشاد أبو شاور بعد أن جعلناه يورد الإبل ككاتب مخضرم ولم يحسن القيام عليها، حول الموقف السياسي المائع له، على عكس مواقف أبطاله الواضحة المتمردة في العشاق والرب لم يسترح في اليوم السابع والبكاء على صدر الحبيب، مذكرني بسيلين وجينيه ودرويش الذين كان الموقع الأدبي لديهم شيئًا والموقف السياسي شيئًا آخر، والذين كان الهرب إلى الأمام والهرب إلى الوراء هربهم الحياتي المزدوج: لم يدن النظام السوري، مجرد أن يكون هذا النظام في الحكم منذ أكثر من أربعين عامًا يوجب الإدانة، فلا وطنية تبقى، ولا تقدمية، ولا نهارات مشرقة، بل استبداد، وانتحارات جماعية، وظلام داكن. اترك العسل أربعين عامًا في الظلام يصبح علقمًا، واجعل العنادل تغني أربعين عامًا في الغابات يتحول صوتها إلى نشاز، وابق على الحب أربعين عامًا يغدو كرهًا وضغناء. إذن مجرد البقاء في الحكم كل هذا الوقت يستوجب الإدانة مرة، ودون تحرير الجولان، تحرير سوريا، تحرير فلسطين، عشرات المرات، كل هذه السنين العجفاء تطيح بكل أوهام عروبية النظام وصموده الفكاهي في وجه "الإمبريالية والصهيونية" الحليفتين الحقيقيتين. وبدلاً من أن يطالب رشاد أبو شاور هذا النظام القمعي الاستبدادي القروسطوي بالتفضل بمنح الشعب السوري كافة حقوقه دون مماطلة –يا سلام حلوة هادي دون مماطلة- لتنافي ذلك مع بنيته المخابراتية العسكرية، لماذا لم يطالبه بالرحيل، فيوفر على الشعب السوري معاناته في عشرات آلاف الشهداء كما حصل في ليبيا، وحرب أهلية، لا أحد في الكون معها إلا إذا اضطر الشعب السوري إلى خوضها، وهو سيخوضها إذا ما فرضت عليه، وسيكسبها كما كسب الشعب الليبي حربه المفروضة عليه، وحرر ليبيا من طغاتها، فكل الطغاة من نيرون إلى أسد مرورًا بصالح وبوتفليقة والقذافي وليس آخرهم محمد السادس لا يترددون عن إحراق روما التي يعتبرونها ملكًا لهم، حظيرة بهائم يموتون على ألا يتخلوا عنها... لم يحتج على الأقل من أجل المساجين السياسيين، لم يكشف على الأقل عن اقترابه من الإخوان المسلمين (خطابه الديني)، لم يدن النظام الأوسلوي، لم يدن النظام الحماسي –هذان النظامان رشقهما بما لا يكفي من كاتب بمعياره، عموميات لا أكثر- لم يدن أي نظام عربي، فهو لم يسم حتى دول مجلس التعاون الخليجي، لم يقل السعودية، لم يقل خادم الأمريكتين الشريفتين، لم يسم الكويت، عًمان، الإمارات، البحرين فك عتب، وخاصة قطر، ممولة الجريدة التي يعمل فيها والتي أسسها الموساد... في مكان آخر قدمت كل الوثائق التي تثبت ذلك، وتدين صاحبها الأستاذ عطنان، هذا الشخص الذي ساهم في مصرع ناجي العلي.



2011.10.20



































نداء من المثقفين في فلسطين والأردن


بعد انتصار ثورتي الشعبين التونسي والمصري والتغيير الجذري الذي أحدثتهما هاتان الثورتان في العالم العربي والعالم، بعد أن حققت ثورتا الجوع والظمأ في أيام ما عجزت عن تحقيقه أجيال طوال عقود من القمع، بعد أن قالت ثورتا الحرية والكرامة للحلم كن فكان، ينادي المثقفون في فلسطين والأردن، لما لهذين البلدين من تاريخ واحد ومصير واحد وحلم واحد، ولما لهذين البلدين من قوة لا تكون إلا بوحدتهما، وكل الحلول لأزمات الواحد والآخر لا تكون إلا بإرادة الاثنين، ينادي المثقفون في الأردن وفلسطين كل ناس البلدين على كافة أعمارهم، الشباب منهم والأقل شبابًا، وعلى كافة مهنهم، وعلى كافة تياراتهم، من أجل الخروج إلى الشوارع، وتحقيق الصرخة التي أطلقتُها عند نهاية روايتي "الشوارع" عام 1974، أي منذ سبعة وثلاثين عامًا: أخرجوا إلى الشوارع! أخرجوا إلى الشوارع!

الخروج إلى الشوارع في القدس ورام الله ونابلس وجنين وطولكرم والخليل... ضد أزلام أوسلو من أجل إسقاطهم والحيلولة دون ذهابهم إلى طاولة التفريط بالثوابت، وضد الاحتلال الإسرائيلي من أجل التحرر والانعتاق واسترداد كل الأراضي المحتلة دون أي تنازل عن أي شبر منها، ودون أي تهاون في إرضاء كل حقوقنا الوطنية وقد توافرت لها في زمن الثورات الخلاق كل الشروط المطلوبة.

الخروج إلى الشوارع في عمان ومعان والسلط والكرك وجرش والزرقاء ومادبا... ضد أزلام البلاط بعد أن أنذرنا الملك ونصحناه وقدمنا له الحلول الملموسة لأجل الخروج من الأزمة دون أن يستجيب ولا حتى أن يتفضل بالجواب، فإن لم تكن ثورة البلاط فورًا لتكن الثورة على البلاط.

الشعوب الخلاقة هي التي تصنع التاريخ ولا تصنعها الدواليب، ولقد أثبتت شعوبنا اليوم أنها قادرة على صناعة حتى المعجزات، شعوبنا اليوم تعي وتعلم وتتحرك بعد أن بدأت تتنفس هواء الحرية الذي يهب على مصر وتونس، ومن تونس ومصر على كل بلدان العرب من محيط العزة إلى خليج الكرامة، الشعوب الماردة الكاسرة للأغلال.

يرجى التوقيع على هذا النداء من كافة المثقفين وأصحاب كافة المهن وكافة الظامئين للعدل والحرية أيًا كانت جنسياتهم وأحلامهم، وذلك بإرسال إيميل إلى أفنان القاسم:

[email protected]


أو التوقيع مباشرة على رابط "الحوار المتمدن" في حملته التي شنها من أجل جمع أكبر قدر ممكن من التواقيع وإرسال الرابط لكل من تعرف، وكذلك يرجى من المواقع التي نشرت النداء أن تضيف رابط "الحوار المتمدن" وتطلب التوقيع عليه:


http://www.ahewar.org/camp/i.asp?id=270


التحق بالنداء على الفيسبوك أيضًا:

http://www.facebook.com/note.php?note_id=111823065560269


باريس السبت في 12.02.2011



هؤلاء المسلمون الذين لا تربطنا بهم أدنى رابطة!


ما الذي يربطنا بمسلمي أفغانستان؟ بمسلمي باكستان؟ بمسلمي الهند؟ بمسلمي إندونيسيا؟ بمسلمي جزر القمر؟ بوصفهم مسلمين لا شيء على الإطلاق، وبوصفهم شعوبًا مقهورة فقيرة مستباحة كل شيء، مثلهم مثل مسيحيي أمريكا الجنوبية أو وثنيي إفريقيا أو مثليي أوروبا الذين نؤيد قضاياهم، ونروزها بمعيار ابتعادها أو اقترابها من الأسنان القاضمة لماكينة العولمة، حتى إن أولئك ليسوا بمسلمين حقًا، إنهم مسلمون بالمراسلة، لا يقرأون القرآن، ولا يعرفون من الإسلام غير أذنه –كما تقول أمي- العرب تجمعهم اللغة والاستعارة والتاريخ كوهم ومرآة، أما هم، فقد ألقتهم الصدفة في أحضان الدين وغائط الوعي –كما يقول المحللون النفسيون- الذي يغرقون فيه. وهم عبء كبير على قضية القضايا عندما يضعهم الإسرائيليون في كفة الأعداء حسب منطق "الكبير يأكل الصغير"، المنطق الذي يوهم دومًا، والذي يسوّغ دومًا، والذي تنجح عن طريقه طغمة تل أبيب دومًا بالوصول إلى تعاطف الرأي العام الغربي. أما عن مسلمي إيران فحدث، لأن ليس هناك ما يربطنا بهم، ولأنهم منذ سقوط إيوان كسرى إلى اليوم، وهمهم الوحيد هو السيطرة على العرب، وتقطيع أوصالهم، وخير مثال على هذا حال العراق اليوم. وأبتعد أكثر في عرضي إذا ما قلت إن كل شيء بخصوص إيران وغير إيران يتم في مكتب صغير من مكاتب السي آي إيه في أمريكا، وكل شيء في أمريكا والعالم يتم بين مجموعة من عشرة إلى عشرين شركة متعددة الجنسيات، والباقي كله كوميديا هزلية لا تضحك يلعب فيها الملالي دورًا مثل أوباما ومثل ساركوزي ومثل مبارك ومثل تشافيز ومثل أوردغان "اللي أعياه الزمان" ومثل... ومثل... حتى آخرهم القيّم على مراحيض رام الله.

إذن مفاعل نووي وغير مفاعل نووي فصل من فصول الكوميديا الهزلية لتمرير الوقت "الإسلامي" وللتسلية ولف الرعاع من حول النظام (هنا في الغرب لا أحد يتكلم عن مفاعل نووي ولا عن بابور غاز) بينما مخابرات البلدين، نعم مخابرات إيران وأمريكا ألا يوجد غيرها، على أتم وفاق: أن تكون إيران قوية على العرب وإسرائيل قوية على إيران!

إذن إرهاب سوري وغير إرهاب سوري فصل آخر من فصول الكوميديا الهزلية، لنفس الأسباب، ومخابرات البلدين هي أيضًا على أتم وفاق: صفقة الاستسلام بين إسرائيل وسوريا برعاية البطلة المسلمة الحماسية تركيا ليست آخر الصفقات.

إذن انتصار الإخوان المسلمين في غزة ولبنان أردأ فصل من فصول الكوميديا الإلهية (معذرة دانت) أريد القول الهزلية، فقد كشفت حرب غزة عن الوجه الأسود لحسن نصر الله، مثله مثل أي حاكم عربي جعجعاوي، الذي نختلف معه في كل شيء على علاقة بعمامته ما عدا شيء، شيء واحد فقط: المقاومة، فأين المقاومة يا بيت العنكبوت؟ وأين تل أبيب يا مرمى كاتيوشاتنا؟





أحمدي نجاد


أنا إيراني مسلم أم مسلم إيراني؟ سؤال محير وصعب أكثر صعوبة من سؤال آخر شبيه: نأكل لنعيش أم نعيش لنأكل؟ وعلى أي حال أنا إيراني مسلم قبل أن أكون مسلمًا إيرانيًا وآكل لأعيش على أكتاف بني فارس الذين أنا واحد منهم الشيعة الإيرانيين، وسؤال آخر وآخر أكثر من محير وأصعب من صعب أنا إيراني شيعي أم شيعي إيراني؟ فلأقل إيراني شيعي وأنا أعلم أني غلطان، لأني لم أُسيّس الشيعي واكتفيت بإعطاء الإيراني صفة مذهبية، لكن الملالي سيشدونني من أذني، وكعادتي سأغير رأيي أو بالأحرى سأعبر عن رأيهم كما هو دأبي في كل شيء، وسأقول شيعي إيراني لتسييس المذهب مثل تسييس الإسلام، وإرسال الناس في دهاليز الاغتراب لتضيع، وفي التضييع تكمن كل الرسالة الأئموية بعد فصم الإنسان عن إنسانيته... بلا فصم بلا بصم بلا إنسان بلا سعدان بلا خرا!

























































دمشق كروما فاشية فأينهم مقاتلو الظل؟


لنظام موسوليني كأسد الفاشي المعارضة متعددة الألوان والأشكال، كان هناك الشيوعيون والاشتراكيون والليبراليون والمتدينون (الكاثوليك) والملكيون، اجتمعوا كلهم في لجنة التحرير الوطني كما هو اجتماع المعارضة السورية في المجلس الوطني مع اختلاف جذري ألا وهو أن المتدينين كانوا الأقلية وفي الحالة السورية الأغلبية، لهذا لم تكن إيطاليا بعد إسقاط موسوليني دينية كما ستكون سوريا، وأجدني، لتحفظي الكامل على حكم الإخوان المسلمين ومن لف لفهم من متسلقي الديمقراطية الذين على رأسهم الماوي السابق القطري الحالي برهان غليون، معتدل هذا الحكم أم غير معتدل أقول لتحفظي الكامل، أجدني ضد استبدال دكتاتورية بدكتاتورية، سيقول قائل أبشع من دكتاتورية الأسد لا يوجد في التاريخ، وأنا أوافقه الرأي كل الموافقة، لكنني لا أقبل بإحلال دكتاتورية جديدة محل دكتاتورية قديمة مهما ادعت من عدالة، فالدكتاتورية أبدًا ما كانت عادلة، ومن حيث الجوهر ليست هناك دكتاتورية عادلة، عمالية كانت أم دينية أم دعائية أم تعهرية أم فيسبوكية أم غيرها من دكتاتوريات عصر السقوط العولمي.


المجازر الأخيرة التي ارتكبها النظام في حق أمهاتنا وأطفالنا وشبابنا ليست مؤشرًا على انهيار النظام كما يقول البعض ولا على نقل الحرب من حرب بين النظام والمعارضة إلى حرب بين المعارضة والمعارضة، حرب بين الطوائف، هذه الحرب التي أنا أول من دعا إليها ضد النظام غداة تفجر الأحداث، في وقت كان الشعار "سلمية" هو المرفوع لقصر النظر التاريخي لمن رفعوه ولعدم امتلاكهم للحاسة السادسة التي هي لثوار التنوير لا لثوار التظليم، فوجدوا اليوم أنفسهم في موقع الدفاع بدل الهجوم، إذن ليس ما يرمي إليه النظام باقترافه أبشع الجرائم في تاريخ الإنسانية تحويل سوريا إلى لبنان قديم أو عراق جديد ولكن إلى الإبقاء على المقاومة السلبية تمامًا كما كانت الحال أيام حكم موسولوني الفاشي الذي صفى أكثر من 270000 إيطالي – ما تاخودش نَفَس يا بشار بِدّك تْلَحّئ - فالغالبية العظمى في سوريا وخاصة في العاصمة دمشق غالبية صامتة، والمقاومة بالصمت ليست مقاومة، الترويع يغذيها كما كان يفعل موسوليني، وهذا ما يرمي إليه فاشيّو دمشق، ولنلاحظ أن التظاهرات العملاقة الداعمة للنظام لم يعد لها وجود لأنها لم توقف التظاهرات النقيضة ولم تحل دون الخيار العسكري المعارضي أمام الخيار الأمني النظامي. وأعمال التخريب التي دعوت إليها في مقال سابق بضع أسابيع بعد تفجر الوضع ضد الفاشية والفاشيين أعمدة النظام وحتى ضد المترددين من الغالبية الصامتة، هذا التخريب الذي وصفته بالإرهاب الثوري على طريقة الجزائر في حربها ضد فرنسا، النظام هو من قام به، وسيقوم به، وبالطبع الهدف دومًا هو تحييد الغالبية الصامتة.


أينهم مقاتلو الظل في دمشق وسائر المدن السورية كما كانوا في روما وسائر المدن الإيطالية؟ على عاتق هؤلاء تلقى مسئولية "تنطيق" الأغلبية الصامتة، فلا تنتظر أن يجيء محرروها من الخارج كما جاء الإنجليز والفرنسيون وغيرهم لتحرير الأغلبية الصامتة في إيطاليا، وعلى عاتق هؤلاء تلقى مهمة سحب البساط من تحت أقدام الإسلاميين الملوثة بطين عصور القهر الوسطى والحيلولة دون إرساء دكتاتورية دينية هي أسوأ من الدكتاتورية البعثية إن لم تكن مثلها كما هو الحال في ليبيا وفي تونس وفي اليمن التعيس وفي المغرب الدامس وربما في مصر قبل أن يقوم الجيش بانقلاب دموي دون أن ينتظر عشر سنين بعد الثورة المصرية كما انتظر نابليون بعد الثورة الفرنسية.



باريس الأربعاء 2012.06.20




الدكتورة بريجيت بوردو

من أنا؟

أُفَضّل أن أكون مستعربة على مستشرقة، كلمة الاستشراق كلمة خطيرة ومرتاب في أمرها، وأنا فوق كل هذا لا أحب نابليون الذي قام بحملته الاستشراقية على مصر وكل ما نعرف عن هذه الحملة من نهب لمصر القديمة والحديثة. تعلمت العربية في جامعة مونتريال، على أيدي أساتذة عرب وكنديين يحبون العربية حبًا يصل إلى درجة التقديس، معذرة إذا كنت قد جرحت المشاعر الحساسة للبعض، ولكن العربية لغة القرآن، وهي مقدسة وجميلة، وعندما أكتب بها، فكأنني أرسم كل ما أفكر فيه بالفرنسية. الدكتور أفنان القاسم أستاذي أيضًا، وأنا فخورة أن أكون له تلميذة، وعندما اقترح عليّ الكتابة في جريدته الإلكترونية لم أصدّق نفسي، وبكيت من الفرح، لأني سألتقي بقراء، وسأجرؤ على مخاطبتهم، والوصول إلى قلوبهم. سأكتب لهم عن كل المواضيع وعن المواضيع التي يريدونها هم لا التي أريدها أنا، وهكذا سنغير الطريقة المتبعة في الصحافة إلى الآن، بدلاً من أن أفرض مادتي على القراء، القراء هم الذين يفرضون مادتهم عليّ، أنا بالانتظار إذن.

سأعلق على بعض المقالات والآراء

اسمحوا لي أيضًا أن أعلق على مقال من هنا يصدر عندنا ومقال من هناك، سأقول رأيي بصراحة، وسأحاول أن لا أجرح أحدًا، فليس من طبيعتي كامرأة أن أسيء إلى مشاعر الناس وخاصة الكتاب، وحرية الرأي عندنا لا تعني حرية الملاكمة، أنا أكره العنف مهما كانت أشكاله، وعنف الكلمات برأيي هو أشدها. أعتقد أن جهاد نصرة يتفق معي حول هذا، ونافز علوان، وأفنان القاسم، وكثيرون غيرهم، ولكني أفهم ما يدفعهم إلى الصياح بالرمز مرة وبالابتكار مرة، فكل كلمة جديدة هي ثروة للكتابة، وهم لهذا يقصدون التغيير في الكتابة والتغيير في فهم الناس للعالم والعالم، وأول شيء يريدونه هو مقاومة العنف بالعنف المجازي، واللغة العربية كما تعلمتها أنا وفهمتها هي أم المجاز.

كلمة عن الطقس في مونتريال

الجو حار... الثلج عندنا ذاب ونحن معه لهذا نحن الفتيات لا نرتدي الحجاب ولا يعني هذا أن الفتيات تسير في الطريق عاريات كما تقول فانتازمات الرجال العرب عنا، أعتقد أن الحجاب مسألة مناخية دون أدنى علاقة بالسياسة، ولكني مندهشة لوجوده في بلاد حارة مثل عندنا كالسعودية وغيرها من البلاد العربية الصحراوية، ورأيي هذا لا يتدخل بأمور الدين، لماذا لا يتحجب الرجل، فنحل مسألة الحجاب، وتصبح النساء حرات في أمر لبسها للفستان أو البنطلون أو المايو... لو جرب الرجل لبس الحجاب مرة واحدة لانتهت مسألة الحجاب إلى الأبد.




1- تأسيس أول جامعة سعودية المرأة فيها إلى جانب الرجل!

كثيرًا من الأمور العادية عندنا في الكيبيك هي غير عادية في مكان آخر غير الكيبيك ورائعة وخيالية وغالية على قلب الإنسان، والمقصود هنا الإعلام المروج لجامعة مختلطة في تلفزيون مونتريال تم تأسيسها في السعودية بلد المحرم للمرأة التي تريد التزلج على صفحات انترنت! الخبر لا يُصَدَّق والفعل لا يُصَدَّق وما لا يُصَدَّق أيضًا أنه حتى في السعودية يمكن للمرأة أن تصل إلى حقوقها وتعيد إليها ما اغتصب من سمات إنسانية. لقد رأيناها على مقاعد هذه الجامعة قمرًا بين الرجال مع أو دون حجابها، وقد قالت للعقل إنها قادرة على التقدم والتطور والإبداع. فليعلم إذن العالَم البطريركي السعودي أن العِلم ليس له وحده، وعلى أي حال أصحاب العقل المتخلف لا علم لهم ولا عقل، ولكنه برهان الإرادة من طرف المرأة والثقة بالنفس والتمرد على مئات الأعوام من القهر. وما يجدر القيام به بعد الآن هو تعميم وجود المرأة في كل مكان في السعودية، وتحطيم عالمها القديم ولن يكون ذلك إلا بتحطيم عالم الرجل القديم المهترئ وبعون المتنورين من السعوديين والذين هم على استعداد للتضحية من أجل سعادة المرأة هذه السعادة التي هي سعادتهم في الأول والأخير وسعادة كل مجتمعهم...


2- وإذا ما لم تطبع من الكتاب عشر نسخ؟

رواية شارع الغاردنز لأستاذي الدكتور أفنان القاسم هي إحدى رواياته التي ذاع صيتها عندنا في الوسط الاستعرابي في الكيبيك، وفي سوق الكتب حيث تباع كل إصدارات دار نشر لارماطان، هي ومجموعة قصصية للدكتور أفنان عنوانها الذئاب والزيتون، وقد كان الدكتور أفنان يعبر دومًا عن استغرابه لما لهذين الكتابين من أثر على القراء في الغرب ويفسر ذلك بالعنوان الجاذب للقارئ عن طريق ما يثير في خياله من مكنون ثقافي وسياسي وخاصة حُلمي. ليس هذا ما أريد التطرق إليه ولكنني أريد أن أحكي عن توزيع الكتاب وعلاقة ذلك بالقارئ وبعد ذلك بالقراءة والقراءة بالنقد. إنني أرى بشكل يعاكس كل الأشكال الأخرى التي ترى في النقد دافعًا للقراءة وبالتالي إلى اقتناء الكتاب، وإذا ما لم تطبع من الكتاب سوى عشر نسخ؟ في رأيي كل شيء يتوقف على كمية الكتاب وتوزيع الناشر لأن الحجة التي تساق بعدم وجود القارئ أو منافسة الإصدارات الإلكترونية للكتاب ليست صحيحة، وبالطبع التعريف به عن طريق الترويج، لهذا لدينا من الكتب السيئة الناجحة في بيعها الشيء الكثير، فما بالك لو كان الكتاب جميلاً ككتاب شارع الغاردنز؟...


3- هذا الإبداع الفوكنري

بمناسبة نشر رواية أفنان القاسم "لؤلؤة الإسكندرية" على حلقات أريد المقارنة السريعة بين عدد قراء هذه الرواية في يومين وهم قلة القليل لم يتجاوزوا السبعة وعدد قراء مقال للصديق نضال حمد مدير موقع الصفصاف عن هيفاء وهبي وأزمة كرة القدم بين مصر والجزائر وهم قد تجاوزوا السبعة آلاف، إنها لظاهرة خطيرة تهدد صرح الثقافة العربية والإنسان العربي وجوهر هذا الإنسان الذي أحسن الأقوياء تشويهه بل إنهم عملوا على مسخه، فلم يعد يعرف ماذا يريد وماذا عليه أن يفعل، فبالله عليكم كيف سيكون وضعه وما يقرأه؟ أنا حزينة على هذا الإنسان الذي تشغله كرة القدم أكثر من أي شيء آخر خاصة إذا ما تدخلت في المسألة واحدة رمزًا للسيكس كهيفاء وهبي، وحزينة أكثر وأكثر على الدكتور أفنان الذي لن يقرأ إبداعه أحد كثير، هذا الإبداع الفوكنري، ولكني أؤمن بعبقرية الشعوب رغم كل شيء، عندما تعيد صياغة تاريخها وصناعة نفسها، وأنا هنا حزينة أيضًا على الدكتور أفنان عندما نعلم أن لا أحد ممن يسميهم أكاديميين لا أحد إطلاقًا قد قرأ أو علق أو اتخذ موقفًا من خطته التي هي كالشرارة لهذه العبقرية، هؤلاء الأكاديميون هم بؤس العقل وبؤس القلب وبؤس الروح وثروة البطن بكل ما يحتويه مما لا يعجب أحد...


4- لا يتفضل ابن سهيل إدريس بالرد عليه

دور النشر العربية هل هي دور لنشر الأدب والثقافة أم دور ارتزاق وتدليس وتجارة؟ قرأت منذ يومين بالصدفة على انترنت كلامًا لصاحب دار الأسوار في عكا يعقوب حجازي يقول فيما معناه إن على الكاتب ألا يطمع بمكسب مادي يكفيه المكسب المعنوي!!! وعندما نعلم أن هذا "الرائد" للنشر العربي الفلسطيني في إسرائيل يقول هذا الكلام ليغطي أعمال القرصنة التي يقوم بها و"شحدة" زوجته الشقراء لمئات آلاف الدولارات التي كان يرسلها إلى تونس وباريس ولندن، لا يسعنا إلا أن نعبر عن سخطنا أمام هذه الظاهرة التي لا تقف عند حد التدليس باسم الثقافة ولا عند أسوار عكا الحصينة بل تتعداها إلى كل دور النشر في العالم العربي، فهم بالفعل تجار ولصوص ومرتزقة، كما حدثني الدكتور أفنان عن تجربته بعد كل هذا العمر الطويل –حسبما قال- مع المؤسسة العربية للنشر التي تطالبه بآلاف الدولارات من أجل إعادة طباعة كتبه أو مع دار الآداب التي لا يتفضل ابن سهيل إدريس بالرد عليه هذا الذي كان الدكتور أفنان يكتب منذ عشرات السنين قبل مولده أو دار مدبولي وورثتها الذين لا يعرفون من هو الدكتور أفنان ويقولون عن أنفسهم إنهم صرح الثقافة والأدب والمكسرات من فستق عبيد وبزر قرع وبزر بطيخ وغيره...


5- دور النشر مرة أخرى

أود العودة مرة أخرى إلى مسألة حقوق النشر الأساسية فيما يخص كل كلمة تنشر عندنا في الغرب، كل كلمة تنشر في الغرب يدفع لها الناشر بالمقابل ما يعود على صاحبها أو ورثته لمدة ثمانين عامًا من نفع مادي، كل نسخة تباع حين يكون عدد هذه النسخ بملايين النسخ أو بعشراتها، والنفع المعنوي أمر ثانوي، وهو هنا يبقى في مجال الشهرة أو عدمها بشكل عام دون أن يقاس أبدًا بمقياس الحقوق، ولا شأن له على الإطلاق بقوانين النشر وقواعده، لأن هناك من الكتاب المغمورين ما انتظروا عشرات السنين وبعد نشر عشرات الكتب الصعود إلى مرتبة النجومية، وهناك من مات منهم قبل أن ينتفع من جده وجهده لا معنويًا ولا ماديًا، وترك النفعين إلى ورثته إذا ما حالفه الحظ بعد مماته، وكل ذلك يتوقف على تبدل العقلية السائدة وسيادة نظرة الكاتب السابقة لعصرها، أما بعد ثمانين عامًا، فالنفع المادي كله يعود على الناشر وكل ناشر لأن الناشرين في الغرب يعيدون اليوم نشر جبران خليل جبران كما شاء لهم، وسيكون الأمر نفسه بخصوص سارتر ومن قبله آراغون ومن قبل آراغون بودلير وستاندال وبلزاك وغيرهم...


6- الكيمتريل وأصابع أمريكا

ما جرى في جزيرة هاييتي من زلازل مهلكة ومنذ عدة أيام في جزيرة مادير البرتغالية من أمطار جرفت الأخضر واليابس واليوم في اليابان والتشيلي من زلازل وتسونومات يتوقع أن تلي هذه الزلازل وكل ذلك حسب تقويم زمني يبدو أنه مدروس بدقة يجعلنا نتساءل عن اليد التي هي غير يد الطبيعة والتي تختفي من وراء ذلك، هل هي يد أمريكا وما في هذه اليد من قنابل زلزالية وغازات لها قدرات إلهية كغاز الكيمتريل؟ نحن في الغرب قلة القليل الذين نفكر كما أفكر بسبب التعتيم الإعلامي وعدم القناعة والطهرية التي جبلنا عليها وعلى ظهورنا يمرر ساستنا كل ما يريدون تمريره، فحصد البشر في هاييتي كما تحصد الحيوانات لا يصدقه عقل، وعلى الرغم من هذا الإجرام الشنيع القوة العسكرية المدمرة لأقوى دولة في العالم لا عقل لها، وهي تسعى ما وسعت يداها إلى البقاء كأقوى دولة في العالم إلى أبد الآبدين، فمادا يهم قتل بعض البشر ومصرعهم في سبيل ذلك؟ لكن ما لم يخطر على بال الأمريكان أن بإمكان غيرهم من الدول امتلاك هذا السلاح الذي اسمه الكيمتريل كروسيا والصين وإسرائيل، وعند ذلك لن يفلت أحد حتى الأمريكان أنفسهم من الدمار "الطبيعي"...


7- القدس احتلال نزع ملكية تهويد

هذا ما كنت أفضله عنوانا للندوة التي ستقيمها "الأليسكو" (المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم) في معهد العالم العربي، تحت عنوان "القدس مدينة ثقافة قدر"، وهو عنوان بالأحرى لواقع المدينة في زمن السلم الذي نحن بعيدين عنه بعد الأرض عن السماء، مما يجعلني أنتقد المشرفين على هذا اللقاء، فهم يداهنون الرأي العام الفرنسي والغربي، ولا يريدون أن يصدموه، أضف إلى ذلك أنها ندوة بين أفراد عائلة سلطوية واحدة، إلياس صنبر وهند خوري وسري نسيبة كأبناء لسلطة أوسلو، وناصيف حطي كابن لسلطة الجامعة العربية، وبن عاشور كحجر شطرنج بين أصابع النظام التونسي، صح النوم! كما تقول صديقتي الفلسطينية، والحمد لله السلامة! كما تضيف، الآن أفاق الإخوان للحديث عن القدس، وما يثير غضبي سعي بن عاشور إلى "إعلام أكثر موضوعية"! أنا لم أسمع لغاية اليوم عن إعلام موضوعي بخصوص القدس التي يبحث أن يكون إعلامه عنها أكثر موضوعية، وهل للموضوعية بخصوص الحفريات والتهويد والطرد والمصادرة والقمع والقهر والضم طعم يا متحضري معهد عالم النظام العربي؟ هذا السؤال أوجهه لسري نسيبة الذي دون خجل أو حياء يعطي لمداخلته عنوان "القدس مدينة مفتوحة"، أي قدس هي؟ المفتوحة على بعضها دون هوية؟ هذا ما يريد أن يصل إليه التهويد الجاري بهستيريا في الوقت الحاضر! وإلى إلياس صنبر الذي دون خجل هو الآخر أو حياء يربط اسمه ب "سفير فلسطين لدى اليونسكو"، أي فلسطين هي؟ فلسطين تحت الاحتلال؟ هذا ما يريد أن يصل إليه نتنياهو، وقد حقق ما يريد...


8- الحقوق للرجال وللنساء

للحركة النسائية في العالم من العمر مائة عام، ومثل هذا اليوم، الثامن من مارس 1910، بمناسبة المؤتمر الدولي الثاني للنساء الاشتراكيات في كوبنهاجن، اقترحت الصحفية الألمانية كلارا زيتكين أن "تنظم النساء الاشتراكيات في كل البلدان يوما للمرأة في كل عام ليخدم أولاً وقبل كل شيء الكفاح من أجل حق الانتخاب للنساء". ومنذ ذلك التاريخ، تحتفل النساء في العالم بعيدها كل عام، عيد هو تذكير للمكاسب التي حصلت المرأة عليها وللمطالب التي لم تحصل بعد عليها، وهي مطالب الحركة النسائية في العالم التي قوامها المساواة في الحقوق بين الرجال والنساء وفي الواجبات، وأنا في رأيي لم يزل الطريق طويلاً لتحقيق ذلك عندنا في الغرب وفي كل مكان على الأرض وخاصة في العالم العربي حيث لا توجد حقوق للرجال، فكيف للنساء؟...


9- بودلير وبلزاك وفلوبير أعادوا كتابة أعمالهم

بعدما حاول بودلير الانتحار وهو في سنه الرابعة والعشرين لأنه كان يعتقد بعدم نفعه للآخرين وبكونه خطيرًا على نفسه كتب قصائد زهور الشر عن هذه التجربة القلقة في حياته عام 1857 ثم أجرى تعديلات عليها وأعاد طباعتها عام 1861 وللمرة الثالثة عام 1868، لا أريد أن أتكلم عن هاجس هذه القصائد التي تركت بصماتها على الشعر المعاصر هذا الهاجس الذي كان القلق أو ما كان يسميه الرومنطيقيون "مرض العصر"، أريد أن أتكلم عن هاجس الكمال في الإبداع لدى الشاعر ولدى الرسام ولدى الروائي، فان غوغ مثلاً كان يعيد رسم لوحاته عدة مرات رسمًا فوق رسم لهاجس الكمال الإبداعي ولأنه كان فقيرًا لم يكن باستطاعته أن يشتري قماشة للرسم جديدة، وفلوبير أعاد كتابة أعماله عدة مرات كبلزاك من قبله، وفي إحدى المرات أوقف بلزاك طباعة إحدى رواياته وقد تم إنجاز معظمها ليعيد كتابتها من جديد...


10- كارلا وساركوزي والحب!

يشاع أن ساركوزي يخون زوجته كارلا وكارلا تخون زوجها ساركوزي، ومن المعروف أن ساركوزي يجري وراء النساء، وكارلا لا تجري وراء الرجال كما هو يجري وراء النساء ولكنها كمغنية سابقة لها تجربتها هي أيضًا في هذا الميدان دون أن يكون ذلك بالمشين فعلاً، فهذا شيء على علاقة بالمهنة وهي ابنة المهنة وبالتالي هذا شيء طبيعي لواحدة كانت لها مثل هذه المهنة، وليس من الصعب عليها لو أرادت أن تتحدى زوجها أن يكون لها من العشاق بالعشرات دون أن تكون مغنية أو راقصة أو غيره، فهي لديها المال والجمال ومع هاتين القوتين يمكن للمرأة أن تخضع العالم أجمع. ليس هذا ما أردت الوصول إليه، أردت الوصول إلى أن الرأي العام في فرنسا آخر ما يهمه أخبار من هذا النوع، والفرنسيون عامة يعتبرون الأمر أمرًا شخصيًا، وهم لا يتدخلون فيه تدخل باقي المجتمعات، في أمريكا على الخصوص، التي كادت تسقط بيل كلينتون لعلاقته مع إحدى النساء، ومن هذه الناحية يتقدم الفرنسيون المجتمع الدولي، فهناك مشاكل أهم اقتصادية وسياسية واجتماعية تهمهم، وتجعلهم ينأون بأنفسهم بعيدًا عن الترهات...


11- حول الانتخابات الإقليمية في فرنسا

الانتخابات الإقليمية في فرنسا انتخابات محدودة في أبعادها السياسية لكنها امتحان في نتائجها للأغلبية الحاكمة من اليسار أو اليمين، وهذه المرة لأنها في صالح اليسار حاول اليمين التقليل من أهميتها علمًا بأنها تؤشر إلى سقوط اليمين في مواجهة سياسية أهم يجري فيها انتخاب رئيس الجمهورية أو انتخاب مجلس النواب، والواقع أن ما أراده الفرنسيون رغم النسبة المئوية المتدنية للمصوتين إنذار ساركوزي وفريقه أمام الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يعانون منها، علمًا بأن لا للاشتراكيين ولا للبيئيين وصفات معجزة في هذا الميدان، ولهذا يجب عليهم ألا يفرحوا لانتصارهم لأن الفرنسيين جربوهم ولم يحققوا شيئًا كبيرًا معهم وهم ما تقدموا الصفوف هذه المرة إلا لأن لا بديل آخر هناك غيرهم، فهل سيفهمون هذا؟ وهل سيعملون على تحضير الانتخابات المصيرية القادمة حسب برنامج واقعي وليس شعارويًا لن يكون إلا لضخ الحياة في صناديق رأس المال عبر صناديق الاقتراع مرة هم ومرة غيرهم وهلم جرا...


12- صحيح ما قاله أدونيس عن محمود درويش

شعره شعر مصالحة، هذا ما قاله أدونيس عن محمود درويش في حواره الأخير لجريدة الحياة السعودية الصادرة في لندن، مصالحة مع الذات، مصالحة مع النظام، مصالحة مع الغير، مصالحة يمكن أن تكون استسلامًا لولا مضمون محمود درويش الذي كان يتمرد على الواقع وعلى الشاعر، وهذا ما لم يحظ به أدونيس، فشعره هو أيضًا شعر مصالحة مع الذات والنظام والآخر، هو أيضًا لم يتعارك مع هموم القصيدة العربية ليكون نابليون الشعر العربي، هو أيضًا لم يحطم باب النظام ضاربًا إياه بقدمه، وهو أيضًا نقل عن الغرب ما لم يغيّر في الغرب واكتفى بالنوم في لحافه الشعري، فيا أدونيس كن نفسك قبل أن تكون أدونيس، وعندما تكون نفسك نحبك...


13- تأملات في ثياب الحكام العرب

لو لم يزل إيف سان لوران حيًا لاستوحى من ألبسة حكام قمة سيرت صرخة جديدة ستهز عالم الموضة، فالقذافي بروبه البرتقالي أجمل من كلوديا شيفير، وخادم الحرمين الشريفين بعباءته دون أن يلبس ما تحتها ستبرز أجمل نهدين لأجمل مانيكان في العالم، ودشداشة أمير قطر تعيد إلى الأذهان شخصيات فيلليني من النساء البدينات في فيلمه مدينة النساء أو فيلمه الآخر روما، أما الباقون من الحكام العرب اللابسون على الطريقة الغربية، فهم يدفعونني إلى الضحك لأنهم يرون أنفسهم بعين ذواتهم ولا يرون أنفسهم بعين نسائهم وكل ما يوحي منظرهم من خيالات تشكل صدمة بالفعل لأن هذا الحاكم الذي يرتدي لباس المرأة أو ذاك الذي يبدو كالبهلوان كيفه في السياسة؟ حقا للسيرك العربي مهرجوه، ومن حظ إيف سان لوران أنه مات...


14- الواقع انعكاس للأدب

لم نزل نسمع على خطأ إلى اليوم أن الأدب انعكاس للواقع، ومن المفترض القول إن الواقع انعكاس للأدب بعد أن أصبحنا نعيش في قرننا الحادي والعشرين حسب ما هو موجود في الأدب، خاصة وأن التكنولوجيا التي هي عصب عالم اليوم وحياته من اختراع الأفكار السحرية والخيال العلمي والخيال العجيبي قبل أن تتحقق في الواقع ويتشكل العالم حسبها ويتنوع ويتعدد، أضف إلى ذلك أنه بمجرد أن نعطي صفة لهذا الواقع في الأدب، ونصنف الأدب تحت مقولات الواقعية الاشتراكية أو الواقعية السحرية أو الواقعية الطبيعية كل هذه الصفات المقترنة بمدرسة معينة التي هي الواقعية هنا تؤكد، وذلك منذ زمن بعيد وحسب نمط العيش في مرحلة معينة من مراحل الإنسانية، هيمنة الأدب على الواقع لا هيمنة الواقع على الأدب، وكان من الأجدى أن نقول الاشتراكية الواقعية والسحرية الواقعية والطبيعية الواقعية، فالواقعي الأكبر بلزاك لم يكن أبدًا واقعيًا، كان بلزاكي النزعة أي ساحرًا من سحرة الإنسانية التي ستتشكل في واقعها حسب خياله المجنح ورؤيته الثاقبة، وكان أدبه أولاً الذي نرى فيه الواقع منعكسًا، فالواقع ينعكس عن الأدب حسب نظرة هذا الواقع إلى نفسه في إنتاج هذا الكاتب أو ذاك...


15- باريس القدس في حلة جديدة

يهدف موقعنا "باريس القدس" إلى الوصول إلى أكبر عدد ممكن من القراء ولكن حسبما يبدو لا يوجد قراء ثابتون لجريدة إلكترونية، وأنا أتساءل هل نعتبر المتصفح لجريدة إلكترونية قارئًا؟ لنعتبره عابرًا، فهو يأتي إليها لدقائق إن لم يكن لثوان ويعبر على موادها عبور الكرام، حتى العناوين لا يقرأها، والأنكى من هذا أن كاتب المقالة لا يتفضل بالإطلاع على مقالته لأن عشرات المواقع نشرتها، فهي تنشر ما هب ودب من المقالات، ولا يتفضل بالإطلاع على مقالات غيره، فهو لا يقرأ لا مقالاته ولا مقالات زملائه، وفي رأيي هذه كارثة من كوارث الإعلام الإلكتروني الذي جعل السياسة مبتذلة والأدب مبتذلاً والثقافة بشكل عام رديئة وقد صار كل سفيه يعتبر نفسه بعد نشر عشرات المواقع له مثقفًا وسياسيًا وأديبًا، فضاع الكاتب الجيد بين مئات الكتاب الرديئين، والكاتب المعروف بين مئات الكتاب المبتدئين، على عكس ما كنا مع الإعلام الورقي، حيث كان الكاتب يذوق الأمرين من أجل نشر مادته، وكان القارئ يتشوق إلى قراءة هذه الجريدة أو تلك وهذه المجلة أو تلك وقد وجد فيها مقالاً أو قصة لكاتب يحبه دون غيره أو يكتشف فيه ما لم يجده في غيره، وعلى كل حال يجب علينا أن نماشي عصرنا، فالإعلام الإلكتروني اليوم حقيقة واقعة، ولأجل التميز وبالتالي جذب أكبر عدد ممكن من القراء العابرين وغير العابرين ارتأينا أن نغير شكل موقعنا "باريس القدس" وأن نجعله أكثر سهولة للقارئ وأكثر إمتاعًا وأكثر تماشيًا مع مستجدات التقنية، فابعثوا لنا باقتراحاتكم نكون لكم شاكرين...


16- بركان أيسلندا ليس كارثة طبيعية

عندما نعرف أن زلزال جزيرة هايتي الذي أصاب جانبها الفقير المزري وترك جانبها السياحي الثري قد تم على يد الأمريكان تحت تأثير قنابلهم الزلزالية وأن الأمطار الغزيرة التي اجتاحت جزيرة مادير البرتغالية بهذه الكثافة لأول مرة في تاريخها قد تم على يد الأمريكان تحت تأثير غازهم الكيمتريل فما الذي يمنعنا من التفكير في أن ما حصل مؤخرا في جزيرة أيسلندا من ثوران بركان إيافيول بعد خمود دام ما يقارب القرنين قد تم أيضا على يد الأمريكان، الأحداث الثلاثة المختلفة وقعت في ثلاث جزر مختلفة –جزر دوما- لثلاث تجارب مختلفة وكلها في جنوب هذه الجزر، ولكن ما يؤكد اعتقادي فيما يخص الجزيرة الأيسلندية عدا عن الهزات الزلزالية التي سجلها العلماء أنها تقع على نفس الخط المركزي الأرضي الأمريكي والأوروبي الآسيوي، فإضافة إلى الأهمية المحورية العالمية التي لها كأن ما حصل فيها حصل في أمريكا ذاتها، وهذا شيء هام لعلمائها، أي أن ثورة هذا البركان مدروسة بدقة من ناحيتين الناحية العلمية والناحية الاقتصادية، وذلك لضرب اليورو الأوروبي الذي فاق سعره قبل البركان بأيام سعر الدولار بشكل كاد يقضي عليه بل ويسحقه، وما حصل بعد البركان الأيسلندي من خسائر مادية فادحة بالنسبة لأوروبا أكثر بكثير مما حصل بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 بالنسبة لأمريكا، والهيمنة والتفوق اللذان تسعى إليهما دومًا هذه الأخيرة يجعلانها لا تتردد عن فعل أي شيء مهما كان دنيئًا وشنيعًا ضد حلفائها وحتى ضد أبنائها...


17- العاهرة المغربية ولاعبو فريق كرة القدم الفرنسي

ينحو الإعلام الفرنسي خاصة والإعلام الغربي عامة نحو التعاطف مع أصحاب قصص كقصة العاهرة المغربية التي كانت على علاقة بأفراد من فريق الزرق لاعبي كرة القدم الفرنسيين، فهذه عاهرة جميلة شابة بلغت الثامنة عشرة منذ أسابيع، كان يشتري محاسنها، وهي قاصر، أبطال في عرف الجمهور، ويدفعون لها بسخاء، ويعاملونها معاملة الجنتلمانات، فيفرش الإعلام المكتوب للقصة صفحاته، ويتناقلها الإعلام المرئي والإعلام الإلكتروني، ويدخل أفراد البوليس في التحقيق، يرد المحامون، ويتشعب التحقيق مع عشرات العاهرات اللواتي كن هنا في مقهى الزمان المجاور للشانزلزيه منذ سنوات والكل يعرف بأمرهن وأول العارفين رجال التحقيق، لكن على القصة أن تأخذ مدى أبعد في المخيلة الشعبية حسب وقائع حقيقية وأن تساهم في التشويق والترويج... إلى أن تنجح مؤسسات الإعلام والقمع والقانون في تحويل القصة إلى خرافة من خرافات النظام الرأسمالي في قلب أزمة اقتصادية خانقة، وذلك لهدفين الأول صرف النظر عن هذه الأزمة ولو مؤقتا والثاني تسيير خيال الناس حسبما يراد لهم، والتسيير هذا وإن كانت من ورائه قصة عاهرة مغربية –ألف ليلية لا ننسى- جميلة ولطيفة ومشتهاة هو تسييس...


18- وزيرة فرنسية من أصل مغربي نموذج آخر للإعلام الغربي

لا فرق هناك بين العاهرة والوزيرة في الإعلام الغربي، الأولى كما رأينا في قصة المدعوة زهية دحار مع لاعبي فريق كرة القدم الفرنسيين يدللها الإعلام المكتوب والمرئي والإلكتروني وغايته القمع المخملي للجمهور، والثانية المدعوة رشيدة داتي يدللها الإعلام نفسه وغايته بعد قمع الجمهور الترويح عنه من أجل إعداده من جديد لقمع أخر وهكذا إلى ما لا نهاية، لكني هنا أريد التطرق إلى هذه الظاهرة المتفسخة التي هي رشيدة داتي نموذجا للانتهازية في أبشع حللها، وذلك من أجل الوصول إلى قمة الهرم السياسي والإعلامي، فهي قد سعت بكل الطرق إلى التقرب من نيقولا ساركوزي عندما كان وزيرًا للداخلية، وعندما نقول كل الطرق يعني هذا أن ممارسة الجنس يمكن أن تكون طريقة منها، ويقول البعض إن ابنتها التي أخفت مَنْ أبوها هو ساركوزي نفسه، ليس هذا هو المهم، المهم هو أن هذه المرأة لم تتأخر لحظة واحدة عن فعل كل شيء وأي شيء في سبيل الصعود والكلام عنها، فقبل ساركوزي كانت عشيقة لسيمون فيل السحاقية، وبعد ساركوزي، بعد أن غضب منها رئيس الجمهورية الفرنسية بسبب شائعات يقال إنها روجتها تضر بسمعته وسمعة زوجته وجردها من كل امتيازاتها، نجدها ترتمي في أحضان شيمون بيريس محيية "نضالات" المجرمين، فقط كي ترد على ساركوزي، وتثبت قدميها على أرض عالم تدعي أن هناك أناسا فيه يسعون إلى تدميرها، إنها تراهن على دعم من هم في ظنها الأقوياء اليوم الصهاينة، وأمس الماسونيون، ومن واحدة صفراء هزيلة كهذه نحن لن نطلب الحديث عن بؤس المغاربة بحكامهم ولا عن مآسي الفلسطينيين بمحتليهم، ومن واحدة مدللة في الإعلام الغربي كهذه لن ننتظر أي شيء على الإطلاق، فهي ما هي مغربية عربية إلا بالاسم، وليس هذا هو حالها وحدها، هناك الكثير من العرب الذين هم ضد العرب، والكثير من الغربيين الذين هم مع العرب، فإياكم أيها الكتاب العرب والغربيون أن تضعونا في نفس الكيس عندما تحكمون علينا...


19- اتركوا الشباب يفعلون ما يشاؤون!

هذه صرخة أطلقها من أجل الشباب في مجتمعاتنا الغربية والشرقية على حد سواء، لأننا كثيرا ما ننظر إلى الشباب الذين كنا نظرة استصغار، النظرة ذاتها التي كان ينظرها إلينا آباؤنا، فصرنا ما صرنا عليه رغم كل شيء الطبيب والمهندس والنادل والمصرفي والمقامر والمغامر وبائع الوطن والشهيد وبائع الحلويات، إنه قدر كل واحد كيف يصنعه وكيف يوصله إلى ما يريد وأحيانا إلى ما لا يريد، فالواقع هو من وعي المرء ووعي المرء هو من الواقع، أنا هنا أجمع بين ماركس وهيجل، فاللحظة التكنولوجية التي نعيشها جدلية بهذا المعنى، وهي ليست أبدًا أحادية أو جامدة، ومن رحم حركتها يولد الشباب، والشباب هم في صيرورة دائمة معها، لا أعتقد أن الشباب في العالم يتبعون كقطيع من الأغنام الثقافة القمامة التي هي الثقافة الأمريكية ثقافة العولمة، ربما تأثروا ببعضها، ولكنهم على الخصوص أثروا فيها كلٌ حسب شخصيته وتربيته وخاصة حسب ثقافته الأصلية الأصيلة الكندية أو السورية أو الفرنسية أو الصينية أو غيرها لتصبح هذه الثقافة الأمريكية ثقافة مضافة وليست ثقافة أساسية والمضاف الزائد هو دائما أخٌ للناقص، أريد أن أصل إلى أمر أن الشباب أكثر فهمًا منا وأكثر إدراكًا لحقيقتهم، وهم على كل حال يكبرون مثلما كبرنا، ويودعون أحلى لحظة من لحظات حياتهم، فاتركوهم يستمتعون بها كما يشاؤون، وبكل الاندفاع وكل الحماس وكل الحرارة ومنا كل الحب وكل الإعجاب وكل التشجيع، لأنهم المستقبل الذي نحلم به...


20- مهرجان كان والسينما العربية

كل مرة يقام فيها مهرجان كان هي حدث سينمائي عالمي كبير، صعود النجوم على البساط الأحمر، الكبار منهم والصغار، الأساطير منهم ونصف الأساطير، الجميلات منهن ولكن الموهوبات، وخاصة الموهوبات، واللواتي أجورهن تقدر بملايين الدولارات، وعرض أجمل الأفلام التي أنتجت، وتوقيع على صفقات تدور بين المنتجين وأصحاب دور السينما، وفي إحدى المرات التي دعيت فيها كصحافية إلى المهرجان، أذكر عندما سألت أحد المنتجين الأمريكيين إذا ما كان سيوزع أفلامه في البلدان العربية أجابني أين هي شركات التوزيع العربية؟ وأضاف ساخرًا أن عدد كل صالات العرض في مجموع البلدان العربية لا يتجاوز نصف عددها في عاصمة غربية واحدة كباريس مثلاً! إذن إضافة إلى عدم الحضور السينمائي العربي هناك عدم حضور ماركتنج عربي لأنه في الأساس هناك عدم وجود استثمار عربي سينمائي لأجل إنتاج أفلام عربية ذات قيمة فنية تنافس الأفلام العالمية ذات القيمة الفنية والإبداعية المعترف بها، ومع كل أسف بدلاً من إنتاج أفلام جادة، والمواضيع العربية الجادة والفريدة كثيرة، بدلاً من عدم الشح في الإنفاق عليها، تذهب عشرات ملايين الدولارات بل مئاتها لأجل بناء فندق في دبي أو كاباريه في نيويورك...


21- الله المسيحي والله المسلم

المسيحي يذكر الله كالمسلم لكنه يترك ذكر الله في صدره طوال الأسبوع حتى يوم الأحد يوم ذهابه إلى الكنيسة لأجل القداس، فيناجيه، ويشكو له كل أوجاعه، ويطلب إليه أن يستجيب إلى أمانيه، وبعد ذلك يتركه في الكنيسة، ويذهب إلى أشغاله، وهي كثيرة لا تترك له هنا في الغرب وقتًا لشيء آخر غيرها، وعلى العكس منه المسلم، فهو يحمل الله معه إلى المسجد خمس مرات في اليوم، ويهلكه بالدعاء والرجاء حتى يتعبه، ويجعله في وضع غير محتمل، فيغضب عليه بدلاً من أن يرضى، ويصعّب عليه أشغاله بدلاً من أن يخفف، لهذا يتقدم الغربي في أعماله، ويتخلف العربي في كل شيء، لأنه كثير الاتكال على الله، وما نسمعه من قول كريم "اسع يا عبدي لأسعى معك" ينطبق على المسلم الذي لا يسعى وإنما يريد أن يسعى الآخرون عنه...


22- إن شاء الله

تطلب شيئًا من واحد سوري أو مصري أو فلسطيني أو سعودي أو كويتي أو... أو... أو... يقول لك "إن شاء الله" وللقول معنيان السلبي والإيجابي وللقائل صفتان المتدين وغير المتدين بعد أن حل التعبير محل "طيب"، "نعم"، أو "لا"، وهذا ما نقوله عندنا في الغرب، طيب، نعم، أو لا، بعد أن ألغت حضارتنا مفردة "الله" من قاموسنا الحياتي، ولم تعد الكلمة تتردد هنا وهناك في الشارع أو في البيت كما هي تتردد في الأقطار العربية، لم نعد نسمعها، لم نعد نفكر فيها، لم نعد ننهكها ونرمي على كتفها كل أفراحنا وكل أتراحنا، وها نحن دون "الله" نتقدم ونتطور ونحب بعضنا بعضا وأول من نحب والدينا وأفراد أسرتنا لا كما يقال عنا وعن أسرتنا المفككة التي انعدمت أواصر الدم بينها، وحضارة إن شاء الله لا تقف عند حد الوعود والأماني لدى العامة، فالنخبة، وخاصة الكتاب من النخبة، يبدأون كتبهم ومقالاتهم ب"بسم الله الرحمن الرحيم"، مفهوم ما يرمون إليه، ولكن عبارة كهذه لا تجدها في جرائدنا، ولا تخطر على بال كتابنا وصحافيينا، حتى المتدينين منهم لا يقولونها لأنها لا تقال ولا معنى لها في الثقافة والإعلام اليوم ليس لأنهما ثقافة وإعلام ملحدان ولكن لأنهما ابنان للموضوعية والعلم والعقل، وهما من اجتراح فعل الإنسان الزمني لا الفعل الإلهي وبإرادة الإنسان الزمني لا الإرادة الإلهية إلى درجة أننا لا نجد هذه العبارة في كتب اللاهوت، وأحيانًا نجدها في كتبنا الدينية القديمة تحت تعبير مشابه "بسم الأب والابن" أيام الحروب الدينية التي دمرتنا في القرون الوسطى...


23- غزة حبيبتي

لم تكوني المنسية، المتروكة ربما، ولكن أبدًا المنسية، ولم تكوني المضافة، المنقوصة ربما، ولكن أبدًا المضافة، ولم تكوني للطير مخلبًا، كنت المخلب والجناح، ولم نعرف سوى أمس أننا كنا الطائر، ونحن نصيح تحت نوافذ سفارة إسرائيل في باريس "إسرائيل قاتلة"، "الحرية لغزة"، "الاستقلال لفلسطين"، لم تعودي دينية الهوية، وقد صرت هوية لنا، ودونك لم تكن لنا هوية، دونك لم يكن لنا بلد، دونك لم يكن لنا أطفال، ومعك عَرَفَنا آباؤنا، هناك تحت نوافذ سفارة إسرائيل في باريس، وتحت نوافذ سفارة إسرائيل في باريس أردتُ أن أعبر عن هذه العلاقة المقدسة التي تربطني بك بكلمتين صحت بهما على مسامع حراس السفارة والجنود الفرنسيين: غزة حبيبتي...


24- كرة القدم

كرة القدم أفيون الشعوب، كل ما يقال عنها رياضيًا أنا لا أريد مناقشته، ولكن بعد أن أصبح كل ما هو رياضي تجاري، وكل ما هو تجاري مَرْكَنْتيلي، بمعنى الولع بالربح المناط بالسيطرة على المشتري إلى درجة تحويل المشتري نفسه إلى بضاعة تشرى وتباع، وهذا هو مهرجان كأس العالم الذي أريد مناقشته، 26 مليار يورو، بقدر ميزانية دولة، لا يجري فيه تسويق كرة القدم بل تسويق المحمس لكرة القدم، وكذلك تغريبه عن نفسه وعن العالم طوال شهر أمام الشاشة الصغيرة، ثم تجميده في ثلاجات الدعاية، ليست الدعاية الإعلامية بل الدعاية الشوفينية، والتعصب بآفاته السياسية والاجتماعية والعقائدية، أما الاقتصادية في قلب المحنة المالية العالمية الحالية، فهي ملقاة مؤقتا في سلة المهملات، لأن للنظام الرأسمالي العالمي طرقه الكثيرة في إلقاء ما تتوقف عليه حياة البشر في سلة المهملات، ومن بين أهم هذه الطرق دين حضارتنا الجديد: كرة القدم...


25- انتصار غانا

انتصار غانا على الولايات المتحدة الأمريكية في مباريات كرة كأس العالم التي تجري حاليا في جنوب إفريقيا انتصار في الرياضة أولاً وقبل كل شيء لغانا ولإفريقيا ولكل دول العالم الثالث المهيضة، وبعد ذلك انتصار في السياسة، وهو على الخصوص انتصار للجزائر التي تأخرت عن تحقيق هذا الانتصار لتتقدم غانا وتنال ما لم تنله، وامتزاج الرياضة بالسياسة شيء طبيعي جدا في لحظة حضارية تمتزج فيها كل نواحي الحياة، لهذا تتكلم وسائل الإعلام هنا في الغرب عن الفخار الإفريقي وعن تأكيد الذات للقارة السوداء وعن دخول غانا التاريخ وكل هذا يدفعنا إلى العمل على أن يكون الانتصار الرياضي لبلد إفريقي صغير مثل غانا انتصارًا في الاقتصاد لكل إفريقيا وانتصارًا في الصناعة لكل إفريقيا وانتصارًا في الفن لكل إفريقيا وانتصارًا في السياسة لكل إفريقيا وانتصارًا في كل شيء لكل إفريقيا، هذه القارة التي نهبها الغرب وأمريكا وجعلا من بلدانها أفقر بلدان العالم...


26- عار شيوخ النفط

الكرة في التظاهرة العالمية التي تجري حاليا في إفريقيا الجنوبية ليست من النوع الذي يُضرب بالقدم من أجل إصابة هدف في مرمى، إنها تتعدى الصورة المألوفة التي يحاول البعض إلصاقها بها وقد تحولت إلى رمز سياسي واجتماعي واقتصادي بل حياتي تمامًا مثلما كان أمر المصارعين في روما قديمًا، لهذا تأخذ هزيمة غانا بُعدًا هائلاً ومدمرًا على كل المستويات لكل إفريقيا ولملايين من البشر المقهورين الذين أيدوا غانا وتمنوا انتصارها حتى ولو على المستوى الفردي وفي ظرف زمني يطول مداه أو يقصر، ولهذا نجد رؤساء الدول المتنافسة وحكامها يسارعون إلى الحضور لتشجيع فريقهم، وبشكل لافت للنظر كان حضور دولة الإمارات العربية، وهذا في كل مباراة على عكس باقي الدول، عن طريق إعلان شركة طيرانها –شركة الطيران الوحيدة في العالم ويا للعجب- المكلف لعشرات الملايين بل لمئات الملايين من الدولارات، ويا للعيب، وكأن البشر من غير رجال الأعمال يفكرون في الذهاب إلى هذا البلد الإسمنتي النتن برائحة نفطه ودون نفطه ما كان، وكأن مئات الملايين هذه ألقيت في البحر أو أحرقت، فلو أنفقت على تكوين فريق كرة قدم لهز فريق كرة القدم هذا العالم، ولحقق الفخار للعرب بدلاً من العار...


27- ساركوزي رئيس من ورق!

أعني بالعنوان أنه رئيس من ورق النقد، فالفضيحة الأخيرة من سلسلة الفضائح الخاصة بالمليارديرة السيدة بتانكور صاحبة مصانع مستحضرات التجميل لوريال ليست غريبة عن طبيعة وأخلاق الرئيس الفرنسي قبل أن يصبح رئيسًا، فالفرنسيون يعرفون كيف كان رئيسهم ولم يزل مستعدًا لفعل كل شيء في سبيل السلطة والوصول إلى رأسها ثم مواصلة البقاء على رأسها، فأغلفة النقود التي يقال إنه كان يستلمها عندما كان رئيسًا لبلدية نيي سور سين ليست أكثر من عادية في منظوره ومنظور الكثير من السياسيين الفرنسيين يمينًا ويسارًا، وكذلك الملايين التي تنفق على الحملات الانتخابية والتي لا تدفعها فقط الشركات الكبرى ولكن أيضًا الدول الكبرى، الكبرى بمالها، كالسعودية وغير السعودية، بشرط ألا يفتح القانون عليها عينيه أو، وهذا في حالات كثيرة، أن يغلقهما، وفي الأزمة الاقتصادية الحالية لا يمكنه أن يغلقهما، وفي أزمة ساركوزي الشخصية، أزمة لأنه أول رئيس فرنسي تصل نسبة المؤيدين له إلى 26 بالمائة، سيُطَبَّق القانون حتى على الرئيس المتروك من طرف الفرنسيين لمشاكلهم العديدة التي هو من ورائها، إلا إذا جرت لفلفة القضية بشكل من الأشكال، وليس هذا مستحيلاً في بلد الشفافية على الطريقة الساركوزية...


28- سان تروبيه

الصيف في فرنسا ليس صيفًا دون الجنوب، الريفييرا، نيس، سان رافائيل، وخاصة سان تروبيه، مدينة الرمل والشمس والحب، ومن هذه الناحية نفكر في الحال في بريجيت باردو التي أول من سكنها واستقر فيها وجذب إليها كل المشاهير والأثرياء في العالم، وسان تروبيه هي الأسطورة التي غدتها قبل أن تكون مكانا للهرب من مدن الضباب والاستمتاع بطعامها ولياليها، والمدينة الأسطورة التي يحلم بها كل سكان العالم لا تزيد عن عدة شوارع ضيقة مبلطة إلى جانب كورنيشها الذي هو ميناؤها، ولكن ما يشدك أكثر من أي شيء وأنت فيها ناسها العابرون، فهم كلهم جميلون، وهم من كل الأجناس وكل الألوان والأطياف، وكل واحد منهم في سان تروبيه يغدو أسطورة لنفسه، فهو يعلم أن حظه كبير أن يكون هناك، وأن له من الحاسدين ما يجعله ينفق أسعد لحظات حياته وكل ما في جيبه من مال...


29- النارجيلة

منع تدخين النساء للنارجيلة في الأماكن العامة شيء خطير من ناحية منع الحريات بشكل عام، فمن يمنع النارجيلة يقدر على منع أي شيء آخر تحت حجج وذرائع شتى فما أكثرها، ومن يمنع الصغائر على اعتبار أنها كبائر يقيد المجتمع بالسلاسل، أقول الشيء نفسه بخصوص منع النقاب في فرنسا، في حالة غزة تهان المرأة بشكل عام، وفي حالة فرنسا يجري التمييز ما بينها، والخاص هنا هو عام أيضًا وخطير الدلالة لكشفه عن ذلك الادعاء الزائف بالحرية في الغرب، فهي حرية مناطة بالنظام تختلف في شكلها عما يجري في غزة، وتلتحق في آخر المطاف بما يجري في كل نظام تعسفي شكله ديني أو ليبرالي...


30- البحر

الصيف في الذهنية الغربية هو العطلة هو الشمس هو الخوخ والكرز والشمام وخاصة هو الرمل والبحر هو عودة الإنسان إلى الطبيعة فالإنسان مهما غطى نفسه بالحداثة ومهما ابتعد عن نفسه بالتكنولوجيا يبقى يحن إلى المكان الذي جاء منه ومنه غزا نفسه والعالم، فالإنسان طبيعي بطبعه يكفي أن تخلع ثوبك وتلقي بنفسك في الماء وعندما تنظر من حولك أنت لا ترى ثدي المرأة ولا صدر الرجل كما يراهما الشرق الإسلامي بكل عقده وأمراضه ولكنك تراهما جزءًا من هذه الطبيعة الخلابة التي من العادة ما تثير في نفسك الهدوء والمتعة الداخلية الخاصة بك وحدك والحرية الفردية رغم كل الأصفاد، ولا تلبث أن تنسى نفسك وتنسى غيرك وتغدو موضوعًا من مواضيع الطبيعة تماما كالبحر والرمل والشمس تغدو إنسانًا...


31- التجديد في مونتريال للعامل النفسي

نعم لقد جبلنا على التجديد، ونحن نجدد كل شيء في حياتنا ليس لأن لدينا مالاً يساعدنا على ذلك، ولكن لأن أحد مركبات النفسية الكندية هو التجديد، فالعامل الحضاري لدينا نتيجة للتربية التي نشأنا عليها هو عامل نفسي أولاً وقبل كل شيء، محطة القطارات نظيفة وجميلة وكل شيء فيها جديد تقريبًا ومع هذا نتفاجأ بالعمال يعيدون طلاء أبوابها وجدرانها ويوسعون ردهاتها ويحسنون إضاءتها ويبدلون مقاعدها، وبعد عام أو عامين تعاد الكرة، فتبدأ عمليات التحسين والتجميل من جديد، وقس على ذلك كل شيء، المحلات التجارية، الأرصفة، المراكز التجارية، المؤسسات، السينمات، الحدائق، البلديات، المستشفيات، واجهات البنايات، الأقنية التي تقضي فيها الكلاب حاجتها، وعلى الخصوص الأجهزة الإلكترونية التي تتجدد وتتطور، وإذا ما قدر المسئولون هدم القديم وإقامة الجديد يتم ذلك دون التفكير في تخفيض الضريبة كما هو منصوص عليه في قوانيننا للتشجيع على التغيير والتجميل والتطوير، أو تشغيل الشركات المختصة وهي كثيرة من تنظيف الواجهات إلى إزالتها ووضع غيرها، فالأمر يعود إلى ضميرنا الداخلي، وهو بمثابة العين لنا التي لا ترتاح إلا ومدننا بيضاء ببياض الثلج في الوقت الذي لا يكون فيه ثلج. ومن ناحية ثانية، نحن الكنديين وكل أبناء الغرب أسياد لزمننا، نصنعه كما نشاء وعلى صورتنا، وهذا أيضًا على علاقة بتكويننا النفسي منذ الصغر، إذا لم نفعل في الوقت، ونستغل الوقت أكبر قدر، ونثبت أننا قادرون على التغيير والتجديد والإبداع، نشعر بدونيتنا، لهذا تجدنا في صراع دائم مع أنفسنا من أجل أن نكون بالمستوى المطلوب، إن ذلك في دمنا...


32- المرأة الفكرة

أنا أرى أن المرأة هي الفكرة التي يتصورها فيها الرجل على هواه، فمرة يراها ناعمة، ومرة يراها خشنة، ومرة يراها عنيفة، ومرة يراها مجرمة، ومرة يراها جنية وجهنمية وشيطانية إلى آخره، وهي آخر الناس من كل هذا، لأنها عندما تنظر إلى نفسها في المرآة لا ترى إلا وجهها، الوجه حقيقي وفكرة الرجل عنها مزيفة لأنه يرمي عليها كل ما يعتمل في نفسه من أوهام، فيدفعها رغمًا عنها على أن تكون غيرها، وهي من الشطارة والقوة بحيث تتبدل خارج المرآة، فتصبح ما يريد ناعمة رقيقة أو خشنة مدمرة. فلنقلب إذن الأدوار، ولترم المرأة الرجل بأعتى الصفات أو أذلها وسنرى أنها ستحقق في الرجل ما يحققه الرجل فيها بشرط أن يترك لها مكان القدرة ومهام التحكم، وهذا الشرط على المرأة العربية وغير العربية أن تصنعه لنفسها، وإذا ما نجحت، فليطمئن الرجل، لن تكون المرأة لئيمة معه، لأنها ستبقى امرأة ذات قلب...


33- المرأة الطفلة

المرأة الطفلة في شكلها هي المرأة المفضلة عند الرجل لأنها تمثل زوجته وفي نفس الوقت ابنة الجيران التي لا يمكنه لمسها وتلويثها والمرأة في صورة الطفلة تمثل الشهوة المحرمة التي تتحول إلى حلال للرجل ويحل بها كل عقده المتمثلة بالذكورة والألوهية والتمثالية، كلمة أخترعها من تمثال، هذا التمثال الذي صنعه الإغريق والرومان وأبدعوا الصنع من أجل إرضاء المرأة الحالمة بجسد الرجل، فهم كانوا أقل نضجًا حضاريًا منا، وبالتالي أنقى في فكرتهم عن المرأة وأكثر إشباعًا لرغباتها طفلة أم غير طفلة...


34- المرأة اللعبة

أريد أن أتكلم هنا عن المرأة كما يعرضها لنا التلفزيون في وقفاته الدعائية وفي الغرب خاصة، إنها المرأة اللعبة المرأة السلعة، ولكن هناك من يراها غير ذلك، ويفسر ذلك بكون المرأة مخلوقًا جميلاً نادر الجمال، والله يحب الجمال، وكل شيء يعتمد على نظرة المرء إليها، والدعايات التي تعرض لجسدها هي أولاً وقبل كل شيء فنية، أما إذا جنت الشركات ربحًا من ذلك فهذا شأنها. ما رأي المتحجبات في هذا، سؤال أطرحه بكل موضوعية، وغايتي ليست الإساءة إلى أحد...


35- المرأة في الكيبيك

في بلدي الكيبيك تختار المرأة للزواج بمن تحب، تتزوج، وتنجب، وتبقى زوجة وفية لمن أحبت أو تطلق، فتحب رجلاً آخر، تتزوجه أو لا تتزوجه، تنجب منه أو لا تنجب منه، تتركه أو يتركها، وهكذا إلى ما لا نهاية، فما الذي يتغير فيها أو في مجتمعها، حياتها تبقى حياتها، ومجتمعها يبقى مجتمعها، والتقاطع بينهما هو ليس حريتها وليس كونها كندية، التقاطع بينهما كونها امرأة أولا وقبل كل شيء، العادات والتقاليد لا تؤثر في كونها امرأة، الفستان أو البنطلون لا يؤثر في كونها امرأة، المايو أو الحجاب لا يؤثر في كونها امرأة، وكيف هي امرأة في عين الرجل لا يؤثر في كونها امرأة، ما يخترعه الرجل عنها بحجة الشرف وهم في وهم، والدليل على ذلك المرأة لم تزل موجودة بكل كيانها، والشرف علاقتها هي بالرجل الذي تختاره، وتخلص له طالما ربطت حياتها به، فهي حياتها أولاً وقبل كل شيء، وهو شرفها أولاً وقبل كل شيء، ليست حياة النحلة ولا شرف الفراشة...


36- المرأة في السعودية

المرأة في السعودية لا تختلف عن المرأة الكندية في شيء، إنها المرأة أولا وقبل كل شيء، بالعواطف ذاتها والأحلام ذاتها ولا اختلاف بينهما إلا باختلاف الرجل عندنا وعندهم، الرجل عندهم هو شرف المرأة، انه فرجها، لهذا يرميها بالسلاسل والقيود على اعتبار أن فرجها فرجه، فحريتها بالنسبة له هي أن تنام مع كل رجل، وبالتالي أن يفقد فرجه، وهذه هي عقدة الخصاء بعينها. من حق المرأة السعودية أن تطالب بأن يكون فرج الرجل فرجها لتخلصه من عقدته، وتعيد لحياتها معناها، وما أقوله رمز لا أكثر، لأن المرأة السعودية لن تصبح عاهرة عند ذلك إلا في عين المجتمع البطريركي، وهي من العقل والاتزان والطهر الشيء الكثير، هي وغيرها من النساء في العالم أينما وجدن، لأنها في المايو أو في الحجاب لن تبيع نفسها لأول عابر...


37- المرأة العالمة

في الجامعة نجدها وفي المستشفى نجدها وفي المفاعل النووي نجدها وفي البنك نجدها وعند إيبل نجدها، في الجامعة أستاذة وفي المستشفى طبيبة وفي المفاعل النووي مهندسة ذرة وفي البنك اقتصادية وعند إيبل رأس يحسب له ألف حساب في التكنولوجيا، هل يكفي كل هذا للرجل كي يتوقف عن اعتبارها نصفا لعقله؟ أنا أعرف السبب الحقيقي لموقفه الشوفيني هذا من المرأة، وأنتن يا نساء هل تعرفنه؟ السبب هو غيرته منها، غيرة جينية نشأت معه وهو في رحم المرأة التي كونته وجزاء لها يعاملها هو بنصف عقل ليستعيد شعوره بنفسه ويتمكن من التعايش معها، فماذا ستفعل المرأة غير أن تبرهن له العكس تماما بما أنه لا يمكنها التصرف بالجينة التي تجعل الرجل على هذا الشكل، أن تبرهن له أنها قادرة على التنافس معه في كل ميدان، ولربما كان الأمر في صالحنا نحن النساء، كي نكون في صراع دائم مع أنفسنا من أجل أن نرقى ونتقدم قبل أن نكون في صراع مع هذا المعقد المسكين الذي اسمه الرجل، وهو على كل حال عاجلاً أم آجلاً سيأتينا من أجل أن نقبله زوجًا، فهل نرفضه؟ لن يمكننا ذلك، وكلنا يعلم لماذا...


38- المرأة الممثلة

في السينما المرأة لا تمثل لأن من طبيعتها التمثيل أو هكذا يظن البعض حياتها تمثيل وهو تمثيل صادق لهذا صدق المرأة على علاقة بالماكياج أكثر من وجهها الحقيقي بعد أن أصبح التمثيل لها حياة كل يوم، أنا لا أسعى إلى ذم المرأة هنا بل إلى مدحها، التمثيل جينة خاصة بها، وهي جينة نادرة يفهمها الرجل على خطأ، دائما يفهم الرجل على خطأ، كي تمثل عليه المرأة أنه مصيب فيما يرى، فيرضي غروره، وغرور المرأة هل يفهمه الرجل، من الأفضل ألا يفهمه لئلا يصبح الصدق من طبيعتها، فيعبس بالصدق وجهها، وتتحول إلى قناع...


39- المرأة الرئيسة

رئيسة مكتب صارت، ورئيسة دائرة، ورئيسة مؤسسة، ورئيسة وزراء، ورئيسة جمهورية، ورئيسة كل شيء ما عدا رئيسة نفسها، لأن المرأة لا تريد أن تحكم نفسها بنفسها، وتترك حكم نفسها للرجل الذي لا يرحمها في كثير من الأحيان. رجاء أعطوني وصفًا للمرأة رئيسة الجمهورية وهي في فراش الرجل! المرأة الرئيسة قادرة على حماية بلدها من الرجل وغير قادرة على حماية نفسها!...



40- المرأة إنسانة

أنا لم أشأ الصياح في الحديقة بعد أن قرأت الفتوى السعودية التي نشرتها جريدة باريس القدس الالكترونية على كمبيوتري النقال خوفا من أن يظنني الناس مجنونة، الصياح طبعا بسبب غضبي الشديد وعدم إمساكي لأعصابي، لكني تركت دموعي تسيل على خدي ما شاء لها، كان العابرون من الرجال والنساء يرمونني بنظرة مليئة بالشفقة، وعندما تتقاطع نظراتنا كانوا يشيحون وجوههم لئلا يحرجوني، وليتركوني حرة مع دموعي أنهلها كيفما أشاء، وهم احترامًا لمصاب ألمّ بي في رأيهم ربما أنا أبكي، ولو كانوا يعرفون أنني أبكي من أجل المرأة السعودية من أجل المرأة أينما كانت ومهما كانت لتأثروا هم أيضًا ولربما بكوا معي، فنحن نعيش في عصر متقدم جدًا تقدم فيه الإنسان ليس في ملبسه وليس في مشربه وإنما في عقله وهؤلاء أصحاب الفتاوى في أي عصر هم يا ترى؟ العصر الذي يعتبر المرأة بهيمة، وحتى في ذلك العصر كانت المرأة سيدة الزرع والضرع وكانت تحترم ولم يعتبرها أحد في زمن اكتشاف النار عاهرة ولا عاهرة بطبعها، ولا ماكرة بطبعها، ولا خبيثة بطبعها، فالمرأة إنسانة تخطئ كالرجل وترتكب الحماقات هذا إن ارتكبت كالرجل وتتسخ كالرجل وليس لأنها وسخة بطبعها، ولأنها تفتح نافذة لها على انترنت! كم من الوقت يلزم للمرأة في السعودية كي تفتي هي بالرجل هذا الرجل الأحمق عن جهل وليس عن خبث طوية؟...


41- المرأة في اسطنبول

كانت عندي فكرة مشوهة عن تركيا والمرأة في تركيا والرجل التركي المتوحش، وهذه كانت فكرتي مثل كثيرات وكثيرين غيري من ضحايا الإعلام عندنا، وكان لي موقف أكثر جرأة من غيري عندما كنت أطعن بهذا الإعلام، وأسوق الجالية التركية عندنا في كندا كمثال على تطور الرجل والمرأة في تركيا، فيصححني من هم ضدي متحدثين عن تطور التركي والتركية في كندا، وكأن كندا هي التي نفخت في رؤوس الأتراك الكنديين العلم والانفتاح على الحياة، إلى أن زرت اسطنبول منذ أيام، وقضيت فيها أسبوعين وأنا أحصد المعلومات عن المرأة والرجل التركيين، معلومات سائحة عابرة ولكنها معلومات غير إعلامية مشوهة للواقع ولهدف سياسي غير نزيه غالبًا. وأنا لا أريد أن أظهر بمظهر الغبية حينما أقيس التطور بمقياس الثياب التي ترتديها المرأة ثياب في معظمها أوروبية أو المساحيق التي تضعها على وجهها الجميل إذا ما كانت من ماركة كريستيان ديور أو ماركة محلية، المرأة التركية أغنى من هذه القشور بكثير، فنحن نجدها جنبًا إلى جنب الرجل في كل مجالات الحياة، وقد دهشت كثيرًا عندما رأيت أن التركية المحجبة أكثر أوروبية في عقلها وسلوكها من المرأة العادية مثلي، وأنا لا أتكلم عن المرأة في الريف، لأن أمرها شيء آخر، وهي في ريف اسطنبول أكثر تمسكًا بالعادات والتقاليد البالية، والتي لو ترك الرجل لها حرية الاختيار لتركتها...


42- مذهب النَّسَوِيّة

أنا بودي أن أقول كلمتين عن مذهب النسوية، فهو مذهب يرمي إلى تحسين وضع المرأة في المجتمع، المرأة كإنسانة، والمرأة كفاعلة، عن طريق توسيع حقوقها، ومد حكمها، توسيع حقوقها يعني أن تصبح لها حقوقها في المجتمع، ومد حكمها يعني أن يكون لها دورها في المجتمع، ومذهب النسوية يناضل في هذا الاتجاه. من أجل حقوق المرأة ودورها انطلقت الحركة النسوية في الولايات المتحدة الأمريكية أولا تحت اسم "ليبيريتد وومن"، وبعد ذلك في أوروبا والعالم، وهي حركة لا تقتصر على النساء، ولا على لبس الجينز الذي أفضله أنا شخصيًا على أي بنطلون آخر لأنه رخيص وعملي، فقد كان الرجال المدافعون عن دور وحقوق المرأة في المجتمع أكثر من النساء، والرجل النسواني هو المناصر للنزعة النسوية والمدافع عن المرأة وليس المغازل لها واللاهث في أعقابها، وربما كان المغازل والمدافع، ما يهمنا أن يكون مدافعا، فالمغازل يبقى شأنه الشخصي، لأن المرأة أنثى قبل كل شيء، ومن حقها أن تكون محط إعجاب الرجل، أحد حقوقها البيولوجية، حقوق المحامية التي هي، والسكرتيرة التي هي، والخادمة التي هي، وربة البيت التي هي، ونصف المجتمع التي هي، فأنا لا أفضل قول نصف الرجل التي هي، وأفضل القول عن الرجل نصف المرأة الذي هو، لأعيد الاعتبار إلى المرأة العربية، سيدة المجتمع العربي في الواقع أينما كانت في البيت أو في العمل، تقوم بكل شيء، ومع ذلك، فهي مضطهدة، يكفي أن نقارن راتبها براتب الرجل، وعملها في البيت وأحيانًا في البيت وخارج البيت بعمل الرجل...



43- أنجيلا ميركل رجل ألمانيا

ليس بودي الحديث عن أنجيلا ميركل السياسية، ليس لأننا مختلفتان في أفكارنا ومواقفنا، فهي تنتمي إلى اليمين وأنا إلى اليسار، وليس لأنني كندية كيبيكية وهي ألمانية جرمانية، أنجيلا ميركل المرأة تهمني جدًا، ومن ناحية كونها امرأة قليل من النساء في العالم مثلها، المرأة على رأس حزب قوي، والمرأة على رأس ألمانيا قوية، والمرأة التي تحكم أوروبا لأن ألمانيا أقوى دولة فيها، هذه المرأة التي أثبتت جدارتها كمستشارة للعالم أجمع وليس كما تقول الألسنة السيئة عنها لعلاقة قديمة لها مع المستشار الألماني السابق كول، هي لم تنف هذه العلاقة، لأن الأمر سيبقى أمرها، وهي حرة بعواطفها، تعطيها لمن تشاء أو لا تعطيها لمن تشاء، ويوما عن يوم تؤكد جدارتها في الحكم، وأؤكد من طرفي بأني لا أحكم على السياسية وخطها ولكن على المرأة التي تحمل أعباء السياسة كرجل بل وأحسن من رجل، ولشدة ما تتقن عمل الرجل الذي لها صارت في شكلها وزيها تشبه الرجال، التايير بجاكيته المربعة، والحدبة، وطريقتها في الكلام، وفي استقبال العظام، وتبقى المرأة فيها ما أعظمها!...



44- عندما تجتمع كل النساء من أجل فلسطين

كان يجب أن يحصل شيء من هذا منذ مدة طويلة، فالكل ساكت، والكل بين متفرج على ما يجري في الساحة الشرق أوسطية أو نائم، إلى أن فجرها أستاذي الدكتور أفنان القاسم فجأة، فكرته الغالية الجريئة العقلانية في عالم الغابة والوحشية عالم السياسة، والتي هي انعقاد مؤتمر لرجال ونساء الفكر في العالم التي أتمنى أن أكون واحدة منهن في مدينة بال السويسرية، مدينة أعرفها تمام المعرفة، جميلة عريقة أهلها يحبون الفلسطينيين ويتعاطفون مع قضيتهم، نعم أيها المثقف، نعم أيتها المثقفة، كفى ثرثرة، وإذا ما عزمنا كلنا والتففنا من حول خطة السلام التي أصدرها الدكتور أفنان عن دار نشر لارماطان في باريس عام 2004 ستكون الكلمة الأولى ولأول مرة في التاريخ للمثقفين وليس للسياسيين، وهذه الخطة التي قرأتها وأعجبت بها قابلة للتطبيق مئة بالمئة، وهي ستحظى حتما بموافقة كل الناس، الإسرائيليون سيوافقون عليها لأنها تحل لهم مشاكل كثيرة كان يلزم لخيال مثقف أكاديمي وروائي مثل الدكتور أفنان ليتصورها، وخاصة ستكون للفلسطينيين باب الرجاء والأمل في وضع حد لمأساتهم التي طالت أكثر مما يجب، نحن النساء مع الذهاب إلى مؤتمر بال لتأسيس الدولة الفلسطينية، سنساهم، وسننشط، وسنشارك في اللجان، وسنمهد الطريق إلى حرية الشعب الفلسطيني، فما الذي ينقصنا؟ وماذا تنتظر النساء لإرسال رسائل الدعم؟ وأنا أعد الجميع على ترجمة الخطة، الخطة فقط وليس الكتاب فالكتاب كبير وهو يعرض لكل الاتفاقيات السابقة ويحلل أبعادها المشئومة، وترجمة كل الكتاب يتطلب وقتًا كبيرًا، فقط الخطة...



45- هل عدم الزواج عدم الحياة؟

أنا أشكر السيد جواد على رسالته لي، وأريد أن أعبر له عن شكري لاهتمامه بمسألة العنوسة وأيضا عن دهشتي بسبب هذا الاهتمام، فالمرأة قادرة على حل مشاكلها بنفسها، والتأخر بالزواج أو حتى عدمه لا يعني أن الحياة توقفت في وجه المرأة. وفي مجتمع تجد المرأة مكانها الطبيعي إلى جانب الرجل، عقدة عدم الزواج ليست بذي بال، فهي تمارس ما يعوضها عن الزواج، ويملأ حياتها بكثير من الأشياء الرائعة، ونشاطاتها خارج العمل كثيرة، تتعوض بها عن الحب الجسدي بحب الناس. وأنا لا أريد أن أظهر بمظهر المربية لأنه يمكن للمرأة أن لا تحب كل الناس، وأن تكون سعيدة على الرغم من ذلك، فالسعادة معيارها نسبي، وهي على علاقة بالأحرى بظرفٍ ما يعيشه كل واحد منا على طريقته، والسعادة ليس شرطها جنسيًا دومًا. ولا تظن أن العانس في الغرب قد حلت مشكلتها بممارسة الجنس مع أي واحد، وكما يبدو من كلامك أنت على استعداد لتقدم لها هذا الخدمة مجانًا، وأنت تظن أنها معذبة بسبب ذلك، فتتعذب من أجلها، وتريد أن تريحها بشتى السبل. لا يا سيدي، حتى في الشرق عنوسة المرأة لا تعني نهاية العالم بالنسبة لها، وهي تحلم بالرجل الذي يشبعها جنسيًا هذا صحيح، ولكن بالرجل الذي يحترمها ويقدرها، فلا تقلق من أجلها إذا ما لم تجده، ولا تحلل لنفسك ما لم ترده هي بنكاح أكثر من واحدة حتى ولو كان ذلك شرعًا بعد أن حلل الإسلام الزواج من أربع تحت شرط العدل بينهن هذا صحيح، ولكن في زمننا المادي هذا الشرط صار رجعيًا، وشرط اليوم هو المال، بالمال يمكنك الزواج من عشرة، أو العيش كما هو الحال عندنا مع العدد الذي تريده من النساء إذا توفر المال لديك، ويا لحظ النساء عندنا أن الغني القادر على أن يصرف على كل عشيقاته ليس موجودًا إلا ما ندر...


46- كيف ترى المرأة الفلسطينية دولتها؟

في هذه الأيام التي تُنشر فيها بالعربية خطة الدكتور أفنان القاسم لأول مرة منذ صدورها بالفرنسية، وأنا فخورة بترجمتها، وبإسهامي المتواضع في قضية عظيمة لشعب عظيم، هناك حديث دائر عندنا في الكيبيك، وبالتحديد في الوسط الاستعرابي وسطي عما تريده المرأة الفلسطينية من دولتها، ولو كنت فلسطينية لقلت أريد لدولتي أن تكون أفضل بكثير من دولة الكيبيك، وأريد لدولتي أن تكون على صورتي، ليس على صورتي أنا ولكنما على صورة المرأة، لتكون أكثر إنسانية وأقل صرامة، فالدولة في أوروبا تظل دولة للرجال رغم احتلال المرأة فيها المكان الكبير. وعندما هاتفت إحدى الصديقات الفلسطينيات، وسألتها كيف ترى دولتها القادمة – بعد مؤتمر بال إن شاء الله – قالت لي تراها ديمقراطية، وترى على رأس أول وزارة لها امرأة، وتراها أيضًا دون صور للرئيس معلقة في كل مكان حتى لو كان الأمر متعلقًا برئيسة للبلاد لا برئيس، لأنها تكره عبادة الشخصية، ولأنها هي لن ترفع على شرفتها شيئًا آخر غير العلم الفلسطيني بألوانه المحبوبة، قلت لها رفع العلم تعبير وطني جميل ولكني أخشى أن تنزلق في الشوفينية مثل الكثير من الأمريكان بعد أن تحول رفع العلم عندهم إلى معيار الأمركة على طريقة بوش الابن ومفهومها العدائي بالنسبة لباقي شعوب العالم. أجابتني بما يلي: ليبن لنا الدكتور أفنان القاسم دولة فلسطين أولاً وبعد ذلك سنفكر في أمر أن نرفع أو لا نرفع علمها!...


47- عيد كله ورود للمرأة وللمرأة الفلسطينية أولاً

حلوى العيد ودجاجه أو خروفه ونظافة البيت ونظافة الأولاد وتلبيس الأولاد أحلى ما عندهم من ثياب، والتحضير لاستقبال الأحباب، وانتظار الغائبين الذين لن يحضروا بسبب الاحتلال، العيد هو قبل كل شيء عيد المرأة الفلسطينية، فبالعيد تثبت وجودها ومقاومتها وتثبت بالفعل أن كلمة أنثى ليست في مهب الريح، وأن شخصية المرأة جديرة بالاحترام والتقدير، العيد عندها هو مناسبة للفرح الديني والأسروي أو للفرح بكل بساطة في أقسى اللحظات الحالكة، ومن هذه الناحية علينا أن نفهم عبارة عيد سعيد عندما تخرج من بين شفتيها، لأن الفرح شيء إنساني، وهي تضيف عليه هذه المسحة الفلسطينية التي لا توجد عند أية امرأة أخرى في العالم، أنا أفرح رغم أنفك أيها المحتل الغاصب، فأثبت لك وللعالم أجمع أنني صامدة وأنني قادرة على الفرح في الجحيم. هذه هي ملحمة المرأة الفلسطينية التي تكتبها اليوم، وللعبث الذي فيها هي أرقى من كل الملاحم التي مضت عبر التاريخ، للتناقض الذي فيها هي أروع من كل الفلسفات الوجودية إلى اليوم، وللسمة الفلسطينية التي فيها هي أكثر كونية من كل الروايات الكبرى. أحب من كل قلبي أن أقول للمرأة عامة وللمرأة الفلسطينية خاصة كم أنا فخورة ببنات جنسنا، فنحن لسنا بحاجة إلى أعياد لنبرهن على انتمائنا لهذا العالم، وعندما يتعلق الأمر بالأعياد أهلاً بها لأنها من دوننا ليست أعيادًا.




* كتبها أفنان القاسم تحت توقيع بريجيت بوردو


















قالوا في أفنان القاسم


دكتور دانيال ريغ

عزيزي أفنان لا أجد داعيًا إلى تذكيرك في هذه الكلمة الصغيرة برأيي في روايتك العبقرية العجوز التي ترجمتها ولشدة إعجابي بها اعتقدت أني كتبتها، ولكني أريدك فقط أن تعلم أنك قادر على كتابة أعمال رفيعة المستوى، وأن عدم اهتمام الغرب بك ليس لأنك تكتب أعمالاً خالية من القيم التي وجدها عند كتاب آخرين غيرك ولم يجدها عندك، عدم اهتمام الغرب بك لأن قيمك التي تدافع عنها ليست قيمه، والغرب لا يمكنه الترويج لغير قيمه، وهو إذا فعل استثناءً مع كتاب عرب آخرين كنجيب محفوظ أو إدوارد سعيد أو كاتب ياسين، فلأنه أمكنه احتواء كتاباتهم، وتكريسها من أجل استفحال الناحية السلبية التي يلحون عليها، وتحويلها إلى مكسب إيديولوجي في معركته السياسية شرقًا، أما أنت اللامنتمي المفجر للتناقضات البارع في الفصل بين الآخر السياسي والآخر الإنساني، أنت عصي عن الاحتواء والاستغلال، وأمرك هو الأمر ذاته مع السائد العربي يمينًا ويسارًا، فأنت لا تنتمي لا لهذا ولا لذاك، وكتبك وأفكارك لهي النفي الكامل لهذا ولذاك، هذا لا يعني أنك لن تفرض نفسك على الجميع عندنا في الغرب وعندكم في الشرق في يوم قريب يكون فيه التغيير كما ترى وكما رأى كتاب عظام عندنا قيل إفلاسنا الثقافي اليوم كفولتير وبودلير وفلوبير.


دكتور إبراهيم خليل

قرأت شارع الغاردنز وهي مخطوطة، وكتبت عنها مقالة سريعة قلت فيها الأساسي كما أعتقد نشرتها في جريدة الدستور، وكنت من المتحمسين لها بعد نشرها، كان بعض طلبتنا أنا والدكتور أفنان في الجامعة الأردنية، ينظرون إليها من نواحي سطحية مثل أن أفنان يشرب بيرة في النص الذي هو في جزء منه سيرة ذاتية أو أن أفنان يكفر على لسان هذه الشخصية أو تلك أو أن هذه الشخصية أو تلك غير موجودة في السعودية وخاصة الشخصية النسائية كظبية نجران أو الأميرة نود أو وردة السراة، وكنت أرد عليهم معطيًا الممثل المسرحي الذي يتقمص عدة أدوار مثلاً، فهل هذه أدواره في الحياة؟ وهل هذه شخصيته الحقيقية؟ وماذا لو يرتكب جريمة قتل؟ هل نحاكمه على ذلك؟ وعن الشخصيات النسوية السعودية كنت أقول عنها أقرب إلى النماذج والرموز هي وكل الشخصيات في هذه الرواية القيمة التي قاطعها أساتذة النقد عندنا لا لقيمة ناقصة فيها أو صورة فاحشة ولكن لأن الدكتور أفنان قد تعرض لهم بالنقد الحاد على الرغم من أنه لم يسمهم بأسمائهم، فعرفوا فيما قال أنفسهم وعلى الخصوص بموقفهم ذاك أكدوا ما قال.



دكتور بركات زلوم

شارع الغاردنز رواية أفنان القاسم هذه غير قابلة للخضوع إلى السرد، فهي شبكة من العلاقات التي لا تتراتب في انسيابية متطورة على نحو أفقي ولا ملتقطة لعين عابرة أو قراءة عابرة. الرواية هنا نص متعب، يشبه نصًا هاربًا من الائتلاف مع السردية ومع شكلانية الأسس التي قامت عليها الرواية وفق مفاهيم ما قبل الحداثة. هكذا أنت في شارع الغاردنز تنتقل من زمن إلى زمن ومن حدث إلى آخر ومن مكان إلى مكان مختلف، لكنك تدرك هذا الاختلاف الناهض دومًا في النص مثل وتر القوس، هو ناهض في بناء متماسك ورؤية محددة تملك إدارة العلاقات بين شخصيات الرواية على نحو جعلنا في مواجهة نص مثير في هروبه، لكنه يمسك بقارئه منذ البداية إلى النهاية ويغريه على مطاردته.



دكتور محمود موعد

عزيزي أفنان انتظرناك في دمشق بعد أن أعلن التلفزيون وكل وسائل الإعلام عن حضورك وتم إعداد برنامج خاص بك ولكنك لم تأت، وكنت خلال ذلك قد استلمت روايتك الأخيرة شارع الغاردنز التي أرسلتها لي مع تلميذتي باللغة الفرنسية، وقرأتها في الليلة ذاتها، لأنها رواية تقرأ دفعة واحدة، وهذا سر جمالها، علمًا بأن لي ملحوظات عنها لن تعجبك، فكما فعلت معك بخصوص روايتك "العصافير لا تموت من الجليد" أفعل معك بخصوص شارع الغاردنز، لأني أعرف فيك الكاتب المبدع الذي أريده أن يكون أحسن كاتب في العالم العربي، أرجوك تخلص من كل ما هو أيديولوجي في الطبعة القادمة ومن كل ما هو خارج عن حياة الشخصية الأساسية "محمد خيري"، عمق منها كمحور لكل الشخصيات الأخرى ترفع من مكانتها كمحور للحبكة، وابتعد أكثر في عمق هذه الشخصية المجنونة، فتجعل منها شخصية خالدة... (ملاحظة من أفنان القاسم: لقد عملت بنصيحة صديقي وتوأم روحي المرحوم محمود ويا ليته كان معنا ليرى أن النص بشكله الحالي جاء بفضله وبفضل ذلك القارئ المحامي إحسان حموده الذي طرح عليّ سؤالاً حيره بخصوص رسمي للتناقض المذهل في شخصية محمد خيري خلال الندوة التي أقامتها لي مؤسسة شومان في عمان بمناسبة صدور الرواية وبحضور كل من الدكتور أسعد عبد الرحمن والدكتور بركات زلوم والدكتور إبراهيم خليل، ولكني بدلاً من أن أخفف من حيرته ضاعفتها وذلك لتمرد شخصية محمد خيري حتى عليّ).



دكتور مصطفى الباتع

أرفق مع هذا البريد الإلكتروني خطتكم للسلام في فلسطين والشرق الأوسط بالإنجليزية. وبما أنني عملت على مقارنتها كلمة كلمة من أجل كتابتها، حصلت على نص مماثل للأصل. لقد أحسست بعميق أفكاركم وما تبذلونه من بُعد التبصر في المستقبل. أنتم وطني كبير، وأنا فخور بكم. وفي كتابتي كنت حريصا على أن تكون وفية لأفكاركم ومفاهيمكم وكتاباتكم. آمل ألا أكون قد ارتكبت أي خطأ. أتفق معكم، لقد حاولنا كل شيء، وكل شيء قد باء بالفشل. قادتنا الحاليون والسابقون قد تخلوا عنا. الآن ستُخرج فكرتكم عن الاتحاد إسرائيل من عزلتها، وفي هذه الصيرورة سيُستخدم الإتحاد ليدفع إسرائيل إلى إنهاء احتلالها الشرس، وقبولها بدولة مستقلة لفلسطين. أحب أفكاركم المتألقة في معالجة قضية لاجئي عام 1948 وعام 1967 والقدس والحدود والمستعمرات... إلى آخره. لدي فقط بعض التحفظ والخوف من جراء تجاربنا الحزينة والمؤلمة مع الإسرائيليين. لقد عانينا كثيرًا وهذا ما يجعلنا حذرين. الإسرائيليون جعلونا ضحايا، لكنهم استطاعوا أن يقدمونا للعالم كمعتدين وإرهابيين. ما تحتاج إليه خطتكم الآن أن تعرفها كل الأطراف المعنية، وأن يُعمل على قبولها من جانب كل الأطراف، وأن يجري تنفيذها.



دكتور محمد أركون

لقد اختلفنا أنا وأنت في كل شيء ما عدا رأيي في روايتك الباشا التي وعدتك بالكتابة عنها ولم أكتب لانشغالات عديدة أخذت مني كل وقتي، فالباشا كانت بالنسبة لي ابنة لكل ما كتب جبران خليل جبران، وهذا كما قلت لك لو كنت تذكر ليس في أسلوبها ولكن في استيعابها للتركة الابستمولوجية التي أورثنا إياها جبران وفي ابتعادها عن شطط الفكر عندما عرفت كيف توظف مأساة بلادك بعيدًا عن شطط السياسة، فكانت الباشا رواية النكبة الفلسطينية ورواية النكبة الإنسانية، ولكنك أيها العزيز أفنان لم تفهم على الإطلاق كيف تكون بيداغوجيًا كما لم أفهم أنا على الإطلاق كيف أكون عالمًا إسلاميًا، وهذا اعتراف من طرفي، فكلانا لجأ إلى أحدث الطرق في التحليل، ولكننا لم نصل بهذا التحليل إلى تغيير أي شيء في أروقة السوربون، وخاصة لم نتمكن من اختراق العقلية الإسلامية العربية الرسمية، أنا أهملت السياسي هذا صحيح، وأنت عملت على التفريق بين السياسي والأدبي، ولكنك لم تصل بالسياسي إلى ما وصلت إليه أنا بالفكري، وذلك على مستوى العالم.



دكتور محمد توفيق المنصوري

أنا متردد في عمل حوار مع الدكتور أفنان حول الخطة، لأني جالس في المحطة، وأفكر في مستقبل الأستاذة بطة، قلت للناس يا سامعين، الخطة لم تصل اليمنيين، ومع ذلك وصلت الحوثيين، الديك صاح في وسطهم، وقال إلى السلاح يا محاربين، فالخطة مع القات بدون كوكا كولا، والكوكا كولا بدون بنت الصحن، وبنت الصحن بدون الحلبة، والحلبة بدون البامية، والبامية بدون الملوخية، رد على الديك علي عبد الله صالح بذبح كل دجاجات الوطنيين، وأبقى على دجاجات المستوطنين، على أمل أن تكون من وراء إغواء المثليين، وإغراء العقل الذئبي، والذئب البهائي، والبهاء البغائي، والبغاء العشائري، من أجل العشق وأحلام المقوّتين، وكل ذلك للحيلولة دون الاتحاد المشرقي، قلنا لأفنان ولعلي عبد الله صالح الضدين، الاتحاد المشرقي أمر واقع بين الأنظمة العربية وإسرائيل، دبي ضاحية من ضواحي تل أبيب، والدوحة والكويت المسكين، فلم التعب؟ ولم التدييك؟ (من ديك) وإذا كان أفنان يريد تحرير فلسطين، فليبحث عن خطة أخرى، تكون درة، على صدر هيلاري برة، ومرة على مرة على صدر هيلاري جوه، يعني هيلاري رام الله وعمان والرياض وتل أبيب، خطة للنساء ذوات النهدين الناهضين، لاحظ لم أقل الناهدين، للفذلكة والتكتيك.







ألف فنن وفنن... أقوال لأفنان القاسم


* المرأة هل صنعها الله من ضلع الرجل أم صنعه من ضلعها؟

* للأنثى حق الذكرين!

* المرأة للرجل كالنحلة للملح

* المرأة عظيمة في كل شيء أُمًا كانت أم عاهرة

* سر المرأة الذي لا يعرفه أحد غيرها أن تكون أُمًا

* المرأة عندما تقول أنا

* المرأة أمي الباقية بعد موتها

* الأم عندما تراها في كل شيء

* المرأة لم تلد نابليون وولدت الكون

* المرأة الحرية!

* الحرية خطأ الخطأ

* العبودية صواب الخطأ

* العبودية عندما يضحك القدر علينا

* العبودية عندما يبكي القدر علينا

* العبودية حبك!

* الحرية حبك!

* الحرية عندما أنسى واجبي المدرسي

* الحرية ذكرى كلاشنكوف قديم

* الغربة في عينيك عودة

* العودة في عينيك غربة

* في عينيك يبكي السلام

* السلام سيف الدم

* السلام ابتسامتك

* السلام تكشيرتك

* الزيتون رمز الحرب

* الحرب هي السلام

* الزيتون هو التلمود الفلسطيني

* زيت الزيتون دموع القدس

* ظلال البرتقال أكفان يافا

* قَبّلني قبل موتك لِتَقْبَلَني يافا بعد موتي

* يافا عبودية النفس والبحر

* يافا خطأ التاريخ عندما ينام الأحرار

* نحلة يافا ترياقها السم الزعاف

* يافا ابتسامة الموت

* يافا بيتي المدكوك

* يافا الدنس العبقريّ

* أنت جميلة لأنك تحبين يافا

* يافا النحلة في الثدي

* يافا قدم باريس على عنقي

* باريس زوجتي المومس

* باريس فخذ الله

* باريس الله في بيغال

* باريس لم تحب قصائد بودلير وأحبت بنادق هتلر

* عندما أفكر في ثديك تبكي باريس من الغيرة

* ماذا قالت باريس لساقيك في الشانزلزيه؟

* مدام بوفاري لم تعرف باريس كما يعرفها فلوبير

* باريس القبلة المختنقة على رصيف

* باريس قبر أمي في الاسكندرية

* هل تحب باريس نفسها أكثر من نارسيس؟

* باريس الحمام الحديدي

* باريس حلم الكون

* الجنون فستان باريس

* باريس دون الحي اللاتيني كالجيد دون عقد

* برج إيفل التاريخ واقفًا على قدميه

* باريس دون السين كالجسد دون حب

* السين ثعبان الحب

* الله ثعبان السين

* الله كذبة كبريجيت باردو

* الله حقيقة كبريجيت باردو

* الله شَعْرُكِ

* الله شَعْرُكَ

* الله ليس شَعْرِي

* شَعْرِي هو شَعْرِي

* الله ثَدْيُكِ

* الله ثَدْيُكَ

* الله ليس ثَدْيِي

* ثَدْيِي هو ثَدْيِي

* الله قَدَمُكِ

* الله قَدَمُكَ

* الله ليس قَدَمِي

* قَدَمِي هو قَدَمِي

* الله أنتِ

* الله أنتَ

* الله ليس أنا

* أنا هو أنا
























فهرس


العراق
المتدينون الجدد
اتفاق فتح حماس طبخة أمريكية-إسرائيلية جديدة
فتح وحماس والحل اليمني
هل قتل محمود عباس ميرزا ياسر عرفات؟
أقوى رجل في العالم لا يحكم العالم
أعياد إسرائيل
النهوض من الموت
البلد المزبلة!
فتح وحماس ترفضكما فلسطين
زعران الدين
من السجن الصغير إلى السجن الكبير
4794
القُبلة
شعوب لا تستحق الحياة
سنمضي أسماءنا بالنار
ملك البوب ملك الموسيقى
اقتلونا بحبكم!
عندما يكون القارئ رائعًا والكاتب أروع
تسريبات الجزيرة والغارديان صادقة أم كاذبة في مصلحة الجميع
شفّروه!
باريس القدس
أسطول الحرية حقق أهدافه السياسية
الإضراب عن الصيام من أجل القدس
الثورة المضادة
الثورة الفلسطينية في بيروت تلك الكذبة التي لفقتها السي آي إيه
الغرب مع تقسيم القدس إلى عربية ويهودية
المارشال عباس
المثقف الفلسطيني وحالة التهميش والحصار التي يتعرض لها... الماكارثية الفلسطينية
الهجوم على الحرية في موقع "باريس القدس"
إمارة غزة غير المعلنة
أوباما الأسود و أوباما الأبيض
ثلاث ملاحظات أساسية حول الثورة المصرية
حكومة البخيت للإصلاح أم للإرعاب؟
لسنا كلنا فلسطينيين تحت السكين!
حماس غستابو تل أبيب
حوار وطني أم حوار زعراني؟
دولة عباس عاصمتها مرحاضه الشريف
رمضان كريم يا قدس!
ستون سنة أخرى لإسرائيل!
سوريا إلى أين؟ الحل الثالث للشارع السوري
ضد فتح وحماس على الشارع الفلسطيني أن يتحرك
عرفات وقدومي وعباس ودحلان كلهم عملاء
لا تنسوا أن حماس حركة فاشية
لنقرع الأجراس من أجل المسجد الأقصى
لتصرخ المآذن من أجل القدس
سوريا: ما هكذا يا رشاد أبو شاور تورد الإبل
نداء من المثقفين في فلسطين والأردن
هؤلاء المسلمون الذين لا تربطنا بهم أدنى رابطة!
دمشق كروما فاشية فأينهم مقاتلو الظل؟
الدكتورة بريجيت بوردو
قالوا في أفنان القاسم
ألف فنن وفنن... أقوال لأفنان القاسم
































































أعمال أفنان القاسم

المجموعات القصصية

1) الأعشاش المهدومة 1969
2) الذئاب والزيتون 1974
3) الاغتراب 1976
4) حلمحقيقي 1981
5) كتب وأسفار 1988
6) الخيول حزينة دومًا 1995

الأعمال الروائية

7) الكناري 1967
8) القمر الهاتك 1969
9) اسكندر الجفناوي 1970
10) العجوز 1971
11) النقيض 1972
12) الباشا 1973
13) الشوارع 1974
14) المسار 1975
15) العصافير لا تموت من الجليد 1978
16) مدام حرب 1979
17) تراجيديات 1987
18) موسى وجولييت 1990
19) أربعون يومًا بانتظار الرئيس 1991
20) لؤلؤة الاسكندرية 1993
21) شارع الغاردنز 1994
22) باريس 1994
23) مدام ميرابيل 1995
24) الحياة والمغامرات الغريبة لجون روبنسون 1995
25) أبو بكر الآشي 1996
26) ماري تذهب إلى حي بيلفيل 1999
27) بيروت تل أبيب 2000
28) بستان الشلالات 2001
29) فندق شارون 2003
30) عساكر 2003
31) وصول غودو 2010
32) الشيخ والحاسوب 2011
33) تراجيديا النعامة 2011
34) ستوكهولم 2012
35) شيطان طرابلس 2012
36) قصر رغدان 2012
37) زرافة دمشق 2012
38) البحث عن أبولين دوفيل 2012

الأعمال المسرحية النثرية

39) مأساة الثريا 1976
40) سقوط جوبتر 1977
41) ابنة روما 1978

الأعمال الشعرية

42) أنفاس (مجموعة قصائد أولى – ثلاثة أجزاء) 1966
43) العاصيات (مسرحية شعرية) 1967
44) المواطئ المحرمة (مسرحية شعرية) 1968
45) فلسطين الشر (مسرحية شعرية) 2001
46) الأخرق (مسرحية شعرية) 2002
47) غرافيتي (مجموعة قصائد فرنسية) 2009
48) غرب (ملحمة فرنسية) 2010
49) البرابرة (مجموعة قصائد أخيرة) 2008 – 2010

الدراسات

50) البنية الروائية لمصير الشعب الفلسطيني عند غسان كنفاني 1975
51) البطل السلبي في القصة العربية المعاصرة عبد الرحمن مجيد الربيعي نموذجًا (جزءان) 1983
52) موسم الهجرة إلى الشمال للطيب صالح 1984
53) البنية الشعرية والبنية الملحمية عند محمود درويش 1984
54) نصوص خاضعة للبنيوية 1985 – 1995
55) دفاعًا عن الشعب الفلسطيني 2004
56) خطتي للسلام 2004
57) شعراء الانحطاط الجميل 2007 – 2008
58) نحو مؤتمر بال فلسطيني وحوارات مع أفنان القاسم 2009
59) حوارات بالقوة أو بالفعل 2007 – 2010
60) الله وليس القرآن 2008 - 2012
61) نافذة على الحدث 2008 - 2012


[email protected]































العراق. المتدينون الجدد. اتفاق فتح حماس طبخة أمريكية-إسرائيلية جديدة. فتح وحماس والحل اليمني. هل قتل محمود عباس ميرزا ياسر عرفات؟ أقوى رجل في العالم لا يحكم العالم. أعياد إسرائيل. النهوض من الموت. البلد المزبلة! فتح وحماس ترفضكما فلسطين. زعران الدين. من السجن الصغير إلى السجن الكبير. 4794. القُبلة. شعوب لا تستحق الحياة. سنمضي أسماءنا بالنار. ملك البوب ملك الموسيقى. اقتلونا بحبكم! عندما يكون القارئ رائعًا والكاتب أروع. تسريبات الجزيرة والغارديان صادقة أم كاذبة في مصلحة الجميع. شفّروه! باريس القدس. أسطول الحرية حقق أهدافه السياسية. الإضراب عن الصيام من أجل القدس. الثورة المضادة. الثورة الفلسطينية في بيروت تلك الكذبة التي لفقتها السي آي إيه. الغرب مع تقسيم القدس إلى عربية ويهودية. المارشال عباس. المثقف الفلسطيني وحالة التهميش والحصار التي يتعرض لها... الماكارثية الفلسطينية. الهجوم على الحرية في موقع "باريس القدس". إمارة غزة غير المعلنة. أوباما الأسود و أوباما الأبيض. ثلاث ملاحظات أساسية حول الثورة المصرية. حكومة البخيت للإصلاح أم للإرعاب؟ لسنا كلنا فلسطينيين تحت السكين! حماس غستابو تل أبيب. حوار وطني أم حوار زعراني؟ دولة عباس عاصمتها مرحاضه الشريف. رمضان كريم يا قدس! ستون سنة أخرى لإسرائيل! سوريا إلى أين؟ الحل الثالث للشارع السوري. ضد فتح وحماس على الشارع الفلسطيني أن يتحرك. عرفات وقدومي وعباس ودحلان كلهم عملاء. لا تنسوا أن حماس حركة فاشية. لنقرع الأجراس من أجل المسجد الأقصى. لتصرخ المآذن من أجل القدس. سوريا: ما هكذا يا رشاد أبو شاور تورد الإبل. نداء من المثقفين في فلسطين والأردن. هؤلاء المسلمون الذين لا تربطنا بهم أدنى رابطة! دمشق كروما فاشية فأينهم مقاتلو الظل؟ الدكتورة بريجيت بوردو. قالوا في أفنان القاسم. ألف فنن وفنن... أقوال لأفنان القاسم.



* أفنان القاسم من مواليد يافا 1944 عائلته من برقة قضاء نابلس له أكثر من ستين عملاً بين رواية ومجموعة قصصية ومسرحية ومجموعة شعرية ودراسة أدبية أو سياسية تم نشر معظمها في عواصم العالم العربي وتُرجم منها اثنان وثلاثون كتابًا إلى الفرنسية والإنجليزية والإسبانية والروسية والعبرية، دكتور دولة ودكتور حلقة ثالثة من جامعة السوربون ودكتور فخري من جامعة برلين، أستاذ متقاعد عمل سابقًا في جامعة السوربون ومعهد العلوم السياسية في باريس والمدرسة المركزية الفرنسية وجامعة مراكش وجامعة الزيتونة في عمان والجامعة الأردنية، تُدرّس بعض أعماله في إفريقيا السوداء وفي الكيبيك وفي إسبانيا وفي فرنسا...



#أفنان_القاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوارات بالقوة أو بالفعل
- دمشق كروما فاشية فأينهم مقاتلو الظل؟
- الله وليس القرآن الأعمال الكاملة
- الجنس والله
- الكون لم يخلقه الله
- الإسلام دراسة أعراضية
- فولتير والمثقفون العرب
- ردًا على سامي أبي الذيب الله وليس القرآن
- شعراء الانحطاط الجميل
- البؤساء فكتور هيغو الجزء الأول
- شيطان طرابلس
- ستوكهولم
- تراجيديا النعامة
- الشيخ والحاسوب
- وصول غودو
- مؤتمر بال الفلسطيني وحوارات مع أفنان القاسم في كتاب
- أمين القاسم الأيام الفلسطينية
- خطتي للسلام الاتحاد بين الفلسطينيين والإسرائيليين
- البنية الشعرية والبنية الملحمية عند محمود درويش
- المسار أضخم رواية في الأدب العربي القسم الثالث


المزيد.....




- أوركسترا قطر الفلهارمونية تحتفي بالذكرى الـ15 عاما على انطلا ...
- باتيلي يستقيل من منصب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحد ...
- تونس.. افتتاح المنتدى العالمي لمدرسي اللغة الروسية ويجمع مخت ...
- مقدمات استعمارية.. الحفريات الأثرية في القدس خلال العهد العث ...
- تونس خامس دولة في العالم معرضة لمخاطر التغير المناخي
- تحويل مسلسل -الحشاشين- إلى فيلم سينمائي عالمي
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- ناجٍ من الهجوم على حفل نوفا في 7 أكتوبر يكشف أمام الكنيست: 5 ...
- افتتاح أسبوع السينما الروسية في بكين
- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أفنان القاسم - نافذة على الحدث الأعمال الكاملة