أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - عامر الدلوي - ما لا يعرفه عنك أحد أيها الأمير














المزيد.....

ما لا يعرفه عنك أحد أيها الأمير


عامر الدلوي

الحوار المتمدن-العدد: 3769 - 2012 / 6 / 25 - 01:44
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    



في أوائل سبعينات القرن الماضي تعرفت عليك جارا ً عزيزا ً وصديقا ً لأبناء خالتي الذين جمعك وأياهم حب الوطن والشعب .. وحب العراق .. فبغداد التي أنتميت إليها وأنتمت إليك في عشق أزلي .. أمتد عقودا ً طويلة .. تعرفت عليك في محلة كانت مثالا ً للحب والتآخي والعبور فوق نهر الكراهية الذي أراد مستقلي قطار الشؤم شق مجراه عند عودتهم للسلطة في العام 1968 .
عرفتك .. وعرفت أبا سعد ( غالب الشطري ) الأستاذ الرقيق .. الصديق والرفيق .. والمرحوم أبا عدنان ( صبحي الجاف ) وذلك الشاعر الفذ والمصور الشمسي العصامي المرحوم ( خالد الشطري ) .. عرفت فيكم الإنسانية بكل ما تعنيه وما تحويه من أسس لعلاقات نقية وطاهرة لا تشوبها شائبة .. ولا يمكن أن تنال منها يوما جحافل القسوة والظلام .
وفي أواسط تلك السبعينات .. كانت الجلسات في شارع المتنبي .. لها طعم خاص .. أمتد لسنوات خمس قبل بداية الهجمة الوحشية التي شنها ( كاسترو العرب ) على رفاقه في ( الجبحة الوطنية ) كما أسماها الرفيق المرحوم ( شمران الياسري – أبو كاطع ) والتي تركت آثارها علينا عندما أجبرتنا على التفرق .. كما قالت السيدة أم كلثوم .. وإذا الأحباب كل في طريق .. ذهبنا في مفترقات .. أنا والمرحوم الشهيد ( عماد الجراح ) في سكة .. نزار وماجد في سكة أخرى .. وبقي من بقى .. أولاد الحاج الصباغ .. مجلدي الكتب .. وأولاد عمومتهم .. بقي ياسين الجايجي ( أبو الزرع ) .. وبقي المرحوم رعد الحمال .. لكن .. لا صوتك و لا قفشاتك .. غابت عن بال أي منا ولو للحظة .. كنت حاضرا ً معي في قفار العمارة .. بين مياه الهور وصحاري الشيب والطيب ورمالها .. وحاضرا ً مع الشهيد ( عماد ) في ذرى كردستان .. وحاضرا ً مع نزار وماجد .. في غيابهما القسري عنا .. بعد إعدام الطاغية أخوتهما وأقاربهما بحجة الأنتماء لحزب الدعوة .. وهم الذين ما كانوا يعرفون أين ومتى تأسس هذا الحزب ..
كنت حاضرا ً مع الجميع .. صديقا ً وأنيسا ً وبطلا ً .. مناضلا ً رقيق المشاعر .. تتغنى دائما ً بحب بغداد والعراق .. كنت حاضرا ً في بالي .. عندما حضر الشهيد ( عماد ) رفقة مسؤول تنظيم السليمانية المدني .. إلى مقر عملي في كركوك العام 1981 .. قائلين بأن الحزب بحاجة إلى لفة من شريط ذهبي .. كانت تستعمل في الطبع الحراري .. لغرض طبع النسر على نماذج هويات الأحوال المدنية المزورة المستخدمة من قبل رفاقنا في تنقلاتهم أحيانا ً .. كان الوقت مساء ً .. طلبت منهم المبيت في مقر عملي وتوجهت لبغداد ليلا ً لأكون في الصباح الباكر لديك .. أعطيتك الدنانير العشرة التي جلبوها معهم لشراء تلك اللفة .. أجلستني في المحل وغبت لدقائق .. وإذا بثلاث لفات منها لتسلمها لي رفقة الدنانير العشرة .. لماذا يا ابا ربيع ..؟ تسائلت أنا ببلاهة !! كان الجواب مدويا ً .. لم يقبل كل من أعطاني لفة منها أخذ مقابل لها عندما أخبرتهم إنها للحزب ......!! .. كيف لا تريدني أن ابدو كالأبله .. في ظل ظرف تعس كهذا كان رفاقك واصدقائك أصلب من الفولاذ عندما أعطوك أياها .. وكانوا كنقاء الماس عندما رفضوا أخذ المال .
عندما عدت إلى كركوك وأخبرت الشهيد ( عماد ) بالأمر .. كنت ألاحظ الدموع وهي تترقرق في مآقيه وهو يلهج بأسمك ويشيد بموقفك هذا .
كيف يمكن أن ينسى أحدنا المواقف اللطيفة والمحرجة أحيانا ً .. والتي حصلت مع مرافق السيد النائب آنذاك ( عبد حمود ) وعشيقته والتي كادت أن تجرنا إلى ما لا يحمد عقباه .. لولا إنه كان يعرف بأنك تهزر معه .. عندما إنتفض غاضبا ً عليك عندما أسميتها .. س التكريتي .. فسحب مسدسه عليك قائلا ً ماذا تقول ؟ كان جوابك مباشرة ً أنا ما قلت هكذا .. انا قلت .. س الشطري .. أسأل الجماعة إن كنت كاذبا ً .. ولكن لست أدري كيف أنت سمعتها .. التكريتي . للمرحوم رشيد الجراح .. لتصل إلى الرفيق الذي أوصلها بطريقة أو بأخرى إلى شقلاوة .. كيف يمكن أن ننسى كل ذلك يا ابا ربيع ؟
إن مآثرك ستظل محفورة في الذاكرة الجمعية لكل من أرتاد الشارع سواء في أيام الحصار الكافر إبان نهايات وهل لي أن أنسى كيف إنك كنت معنا في العام 1986 وفي شهر أيلول بالذات ونحن كعائلة نمر بأصعب ظرف وموقف بعد أن أعدم الطاغية الشهيد عماد ومنعنا من إقامة مراسيم التشييع والفاتحة .. كيف يمكن أن أنسى إنهيارك وإجهاشك بالبكاء عندما أخبرناك بالأمر .
ستبقى نجمة مضيئة تنير الدروب لكل شريف أبتلى بنفس بلائك .. حب الوطن والناس .. وسوف لن تزول مواقفك الوطنية الشجاعة من ذاكرتي ما دمت حيا ً .. كيف يمكن ذلك .. هل أنسى يوما ً في العام 2004 عندما جئت غلى الشارع لشراء قرطاسية لأحد مقرات الحزب .. وإذا بالموقف السابق يتكرر .. رفض الرجل الصديق أن يستلم دينارا واحدا ً عندما أخبرته أنت بأن هذه المواد للحزب .. هل يمكن أن أنسى وأنت تراني قادما ً كل يوم جمعة قرائتك لأبيات الجواهري الكبير :
سلام ٌ على جاعلين الحتوف جسرا ً للموكب العابر
سلام على مثقل ٍ بالحديد ويشمخ كالقائد الظافر
كأن الحديد على معصميه مفاتيح مستقبل زاهر
سيبقى عرينك أبا ربيع شمعة تبدد الظلمات الزاحفة على منبع الثقافة وبؤرة النضال الثوري .. حتى وإن غاب محياك الباسم وصوتك الجهوري عنا .. ستبقى حيا ً في الضمائر .



#عامر_الدلوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل هناك تغيير قادم في قيادة الحزب الشيوعي العراقي
- بين - ويكيبيديا - وقيادة حشع ..هوة لا بد من ردمها !!!!
- في ذمة الخلد أيها المناضل الكبير
- مجدا ً لحزب الشيوعيين العراقيين
- ويحبون المال حبا ً جما ً
- على هامش إنعقاد لقاء التيار البؤسقراطي العراقي في فندق الشير ...
- رسالة مفتوحة إلى دولة رئيس الوزراء
- الخيانة الطبقية للبرجوازية وبقايا الإقطاع تتجسد في تنكر الحز ...
- في الطريق نحو المؤتمر التاسع ...... النظام الداخلي الجديد (ا ...
- ألق دائم في الثلاثين من حزيران من كل عام ...!!
- كيف يدخل الناس التاريخ من أوسع أبوابه ؟ ...............( 2 )
- كيف يدخل الإنسان التاريخ من أوسع ابوابه ؟
- مرحلة تستحق الحمد وأخرى ملعونة منذ ولادتها !!!
- العام السابع والسبعين من القرن الأول للتاريخ ..!
- يوم الرحيل .. يا مبارك ..
- رسالة مفتوحة إلى الإمام موسى الكاظم ( ع )
- قاتل القتلة .... الخالد عبر محطات الزمن
- بؤس الأماني ... في دولة اللادولة ....!!!!!
- في شمعة الحوار المتمدن السابعة لتمض مسيرة النور ..... ولتنقش ...


المزيد.....




- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - عامر الدلوي - ما لا يعرفه عنك أحد أيها الأمير