أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - إكرام يوسف - هانت














المزيد.....

هانت


إكرام يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3768 - 2012 / 6 / 24 - 15:41
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


يتلقى المواطنون في المجتمعات المتقدمة التربية السياسية، ويتعلمون المشاركة، في المنظمات المستقلة عن الدولة؛ بداية من اتحادات الطلبة، حتى الأحزاب السياسية، مرورا بالنقابات العمالية وجماعات المجتمع المدني. أما في المجتمعات النامية أو المتخلفة، التي عانت من قمع المشاركة السياسية الجماهيرية عقودا طويلة، فليس أمامها سوى التعلم عبر التجربة والخطأ. وهوليس خيارا، وإنما واقعا مفروضا، لا مفر منه، سوف يستغرق وقتا أطول ويتطلب تضحيات أكثر. ويكون على الطليعة المطالبة بالتغيير أن تتحلى بطول النفس، مع التشبث بالإيمان بعدالة القضية، والتمسك باليقين من أنه لا يمكن أن يصح سوى الصحيح في نهاية المطاف.
لذلك لا أرتاح كثيرا لحالة جلد الذات ـ والغير ـ كلما تعرضت الثورة لعثرة او انتكاسة على الطريق. وأرى إجحافا في آراء البعض يكاد يصل إلى نتيجة مؤداها أن الثورة تواجه فشلا أو أنه تم اختطافها أو إجهاضها. وهناك من يصل به الشطط للقول أنها ماتت بالفعل!
ويتجاهل هؤلاء أن تاريخ الثورات الكبرى، لم يشهد ثورة شعبية حقيقية ـ وقودها جماهير عزلاء، يقودها ثوار مسالمون لا يملكون أدوات فرض التغيير بالقوة ـ حققت جميع أهدافها في عام ونصف العام أو عامين! كما يتجاهلون مكاسب عظيمة حققتها ثورتنا: حطمت تابوهات، وقفزت بوعي الجماهير والنخبة، فضلا عما حققته من مكاسب مادية تمثلت في الإطاحة بطواغيت، وخلخلة نظام راسخ، ينعم بتأييد قوى الفساد في الداخل وقوى خارجية ذات مصالح اقتصادية وسياسية تتشابك مع مصالح هذا النظام.
وعبر التجربة والخطأ ، ينضج الوعي السياسي، وتتراكم الخبرات النضالية، لتضم الجماهير صفوفها وتخلق تنظيمها الثوري، وتغربل الطليعة لصهر قادتها الطبيعيين، وتضبط بوصلة النضال الثوري وتصحح الاتجاه! ومثلما حدث في جميع الثورات المنتصرة، من الطبيعي أن ترتكب جماهيرها ونخبتها معا أخطاء تتعلم منها دروسا، تنير طريق النصر.
ومهما كانت العقبات أو الإخفاقات التي منيت بها ثورتنا حتى الآن، فليس من حق أحد أن يحمل الثوار المسئولية عنها، أو يشكك في معدن هذا الشعب الذي يصنع الأعاجيب في كل مرة يتعرض فيها لامتحان فعلي. والثوار الحقيقيون لا يتعجلون جني الثمار. ويدركون تماما أن أمامهم طريقا لن يكون هينا، وسوف تواجههم العقبات والعراقيل، وربما تعرضوا لعثرات أو انتكاسات وإخفاقات أو حتى انكسارات تؤجل تحقيق الأهداف.. غير أنه طريق بلا رجوع، مهما استغرق من وقت ومن تضحيات.. ولا شك أن هذا الطريق سوف يشهد ارتكاب أخطاء فادحة، نخرج منها بدروس عظيمة، تصحح المسار، وتضمن تحقيق الأهداف!
وأنا أكتب هذا المقال قبل ظهور نتيجة انتخابات الرئاسة، وأرى أن قوى الثورة الحقيقية لا تضع رهانها على شخص الرئيس القادم، وإنما على الدستور والقواعد القانونية التي ستشكل الكيفية التي ستدار بها البلاد. وأعتقد أن نسبة كبيرة ممن قاطعوا الانتخابات الرئاسية أو أبطلوا أصواتهم عمدا؛ فضلا عن نسبة كبيرة ممن قبلوا التكيف مع هذه الثنائية و"عصروا ليمونا على أنفسهم" واختاروا أحد المتنافسين ـ ليس اقتناعا به، وإنما خشية وصول منافسه للحكم ـ سوف يتحولون إلى خندق المعارضة بمجرد فوز الرئيس القادم. وسوف يواصلون طريق ثورة دفع فيها الشعب دماء تحت راية "تغيير، حرية، عدالة اجتماعية، كرامة إنسانية".
ولا شك أن الرئيس المقبل، عليه أن يتواضع أمام جماهير هذا الشعب العظيم. ويدرك أنه لم يرث هذا الوطن، وإنما هو موظف مكلف بإدارة شئونه والحفاظ على مقدراته وحماية سيادته، وتوفير حياة كريمة لكل أفراده من دون أي تمييز على أساس الدين أو العرق أو الجنس. وعليه ألا يتناسى أن فوزه على منافسه، لم يكن سوى بفارق يكاد يكون هامشيا. وأن قطاعات واسعة من الجماهير اختارت ـ عمدا وعن قصد ـ المقاطعة أو إبطال الصوت. ويجب ألا يستخف القادم الجديد بهذه الحقيقة. وعليه أن يعلم أن من عصروا على أنفسهم ليمونا لاختياره ـ وهم النسبة الأكبر في أصوات كل من المرشحين ـ سوف يتوقعون منه احترام تضحيتهم؛ عندما تغاضوا عن اقتناعهم الحقيقي بعدم جدارته، ويطالبونه بتقديم ما لا يدفعهم للندم على هذه التضحية.
وعلينا نحن ـ الحالمين بانتصار الثورة ـ الذين يستعدون لدفع ثمن معارضة الفائز حتى نبني مصر التي نستحقها، ألا نفقد إيماننا بهذا الشعب لحظة. فقد أثبت أنه يصنع المعجزات ويذهل من يستهينون بشأنه. ويكفي أنه حطم جدار خوف تجذر عبر تجارب تاريخية رهيبة، وأدرك أنه المالك الحقيقي لهذا الوطن، ولن يقبل أن يعامله أحد باعتباره عبيد إحساناته.. علينا ايضا ألا نستسلم لأي دعوى إحباط أو جلد للذات مع أي خطأ أو عثرة، فمازالت أمامنا أخطاء فادحة نتعلم منها دروسا عظيمة تأخذ بيدنا إلى تحقيق الأحلام.. وتذكروا دائما، أنه إذا كانت دولة الظلم ساعة، فقد مضى منها بعض الوقت، ولم يتبق سوى دقائق.. هــــــــانت.



#إكرام_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أرنا مالديك يا رومل!
- ويبقى الأمل.. وتبقى الثورة
- لماذا المخلوع وكبير بصاصيه وحدهما؟
- بركاتك يا ثورة.. مدد
- نحلم؟ آه.. نتوهم؟ لا
- لليسار .. در!
- يخرب بيوتهم!
- الوضوح مطلوب.. أو صناعة الديكتاتور
- أي وحدة؟ وأي صف؟
- -المعاريض-.. وأحضان -الحبايب-
- -كلاكيت-.. للمرة المليون!
- بعد إيه؟
- تباريح غربة قصيرة
- ريتشيل والخالدون
- على رأي المثل!
- الفتى -خالد-.. حارس الأمل
- قلة أدب
- سلطان العلماء وفقهاء السلاطين
- حبال الكذب
- فرق تسد


المزيد.....




- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...
- انفجار ضخم يهز قاعدة عسكرية تستخدمها قوات الحشد الشعبي جنوبي ...
- هنية في تركيا لبحث تطورات الأوضاع في قطاع غزة مع أردوغان
- وسائل إعلام: الولايات المتحدة تنشر سرا صواريخ قادرة على تدمي ...
- عقوبات أمريكية على شركات صينية ومصنع بيلاروسي لدعم برنامج با ...
- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - إكرام يوسف - هانت