أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي حسين غلام - الصراعات... بين الشخصية والسياسية














المزيد.....

الصراعات... بين الشخصية والسياسية


علي حسين غلام

الحوار المتمدن-العدد: 3768 - 2012 / 6 / 24 - 12:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المراقب لحالة الصراع المحتدمة بين الكتل السياسية يرى إنها تدور بين جبهتين، أصحاب مشروع سحب الثقة من جهة وأصحاب الحوار والإجتماع الوطني من جهة أخرى، ويلاحظ إن عقدة الصراع وحقيقته وجوهره يكمن في شخصية رئيس الوزراء الذي يكن له بالعداء الشخصي رؤوساء تلك الكتل.
إن ما يشاع من قبل مجموعة (160) المعارضين لرئيس الحكومة في عدم إلتزامه بالإتفاقات التي أبرمت قبل تشكيل الحكومة أو عدم المشاركة في إتخاذ القرارات وفق مبدأ الشراكة الوطنية هي الشماعة المعلنة التي تغطي النوايا الشخصية لرؤساء الكتل، والكل يعلم إن أغلب وزراء الحكومة من خندق المعارضين ويستطيعون من خلالهم التأثير في قرارات مجلس الوزراء وفرض الإصلاح كما يدعون وإتباع الخطوات العملية لتنفيذ ما يبتغون وفق أجندتهم وبرامجهم، فضلاً عن تقديم إستقالاتهم لإسقاط الحكومة (وهو الأهم بين الأسباب الأخرى) إلا أن هذا الشرط لا يتحقق كون هؤلاء الوزراء مقتنعين بشكل لا لبس فيه على إن أداء الحكومة جيد وفق قناعاتهم ونظرتهم وهناك توافق على برامج وعمل مجلس الوزراء، وتأكيداً على ذلك هناك تصريحات لبعض الوزراء عن وجود ضغوطات من كتلهم للتلكؤ في الإداء وإضعاف عمل الوزارات ووضع العصى في عجلة الحكومة.
إن سمة العداء الشخصي لرئيس الوزراء من قبل رؤوساء الكتل وصل ذروته بحيث طغى بشكل جلي وبصورة واضحة وصارخة على هذا المشروع وقد تجسدت من خلال التصريحات المتشنجة وتوجيه سيل من الإتهامات الشخصية فقط والإبتعاد عن توضيح الخروقات الدستورية والمبرارات الموجبة التي تستوجب سحبة الثقة، والمثير للإستغراب إن كتلة ما يسمى بالمعارضة غير متجانسة فكرياً ولا توجد بينها قواسم سياسية مشتركة أو برامج إصلاحية أو رؤية واضحة لما بعد سحب الثقة، بل هناك إختلافات في بعض القضايا وخلافات شديدة على كثير من الملفات الشائكة وفي مقدمتها المادة (140)، وهذا دليل آخر على إن سحب الثقة مشروع العداء للسيد المالكي شخصياً وهو الذي كان السبب الرئيسي في تفتيت وتشتيت قائمة علاوي وخسارة قاعدتها الجماهيرية بشكل واضح إضافة الى إنهاء وإقصاء الوجود السياسي للسيد أياد علاوي كشخصية قيادية مرشحة لرئاسة قائمة إنتخابية في المرحلة القادمة أو كمرشح لرئاسة الحكومة.
إن أهم معادلة يتمخض عنها هذا المشروع هو كون التحالف الكردستاني سيصبح بيضة القبان في تشكيل أية حكومة وكذلك في سحب الثقة منها، وهذا يتعارض مع توجه بعض القوى العربية والتركمانية لِمَا لهذه المعادلة من مردود سلبي عليها وإختلال في التوازن السياسي لمعالجة كثير من الملفات المعقدة والصراع الديموغرافي في المناطق المتنازع عليها، فضلاً عن تزايد قوة التحالف الكردستاني للتأثير في كل القرارات المصيرية التي تهم الإقليم وعلى حساب الحكومة المركزية والمحافظات المتاخمة للإقليم، إضافة الى إستغلال كل فرصة سياسية وإقتصادية لإستثمارها وفق معطيات المصلحة القومية، ناهيك عن إستخدام لغة التهديد بالإنفصال في حال عدم إشراكهم في أية حكومة مركزية أو في تلبية وتحقيق كل الطلبات المقدمة من قبلها حتى ولو على حساب الدستور.
إما بالنسبة الى التيار الصدري فقد وضع نفسه بين سندان الكردستاني ومطرقة العراقية، لقد كان الربع القوي ضمن التحالف الوطني المعقول بالنظام الداخلي والهيئة السياسية العليا، وأصبح الربع الضعيف ضمن كتلة اللامعقول والتي يختلف عنها فكراً ومنهجاً والتي ما زالت دون برامج وأهداف سوى مشاريع شخصية.
علينا جميعاً أن نتفق على الحاجة الماسة الى الإصلاح والتغيير ونبذ الطائفية والقومية المتطرفة وبناء مجتمع مدني ديمقراطي حديث ومتجانس يسوده العدل والمساواة في الحقوق والواجبات ، وعلينا أن نؤمن في حقيقة إن العراق لن يعود الى الوراء ولكن لسوء الحظ سيعاني من أزمات وصراعات سياسية ومطبات ومصاعب شديدة جراء الفساد والتخبط الفئوي والتمسك بالمصالح الشخصية وضياع الوقت في المناكفات والمحاككات التي توقف عملية التقدم والتطور وتزيد في خراب الدولة ومؤسساتها المدنية، وعلينا أن نقر ونعترف أن المسؤولية تقع على عاتق الجميع وليس على عاتق شخص السيد المالكي.



#علي_حسين_غلام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المثقف الفيلي بين الأستقلال والتبعية
- الشباب الفيلي بين الواقع والطموح
- العراقية وتصحيح الموقف الخاطئ
- العراقية والمأزق الخطير
- دمنا يهدر بإسم الشراكة الوطنية
- الإعلام الفيلي والمسؤولية التأريخية
- عراقليكس لفضح المستور
- مصير الفيلية والدولة الكوردية
- فيلي بلا كفن
- يلهمني كل ما فيك ايها الفيلي
- كبوة الفيلية عابرة
- شعب مسكين
- سفراء أمريكا ... بلطجية
- ربيع تحول الى خريف عربي
- ما يجري عليهم!!؟ لعنة العراق
- العرب وضياع الهوية والذات
- الأقزام وأوهام التعملق
- مقالة ( عنوانها ) لا تستحقون كل هذه ...التضحيات
- أزدواجية أمريكا...وجه قبيح
- من المسؤول..ولمصلحة من


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي حسين غلام - الصراعات... بين الشخصية والسياسية