أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي غشام - هلوسة العودة














المزيد.....

هلوسة العودة


علي غشام

الحوار المتمدن-العدد: 3768 - 2012 / 6 / 24 - 01:22
المحور: الادب والفن
    


أستوحده القلق من تلك الاحلام التي باتت تقض مضجعه ، فربما لم يألف تلك الوجوه التي استحالت الى اشياء هلامية تظهر على حين غرة في مناماته المتقطعة في زحمة الليالي الموجعة حد الغثيان ..
احتضنه الكابوس فجأة وهو بين النوم و اليقظة وغرس انيابه في مواجعه التي اذبلها التفكير المتواصل في كيفية الخروج من هذا المنزلق الذي وصل اليه ، تلك النخلة التي اصرت على الظهور في احلامه ، لم يكن يعتقد بوجود الجن اساساً ولا الغول او الوحوش التي اقلقت طفولته التي تهدجت في زحمة عالم الحروب ومغامرات اصحاب النياشين والانواط ، واختزلت سنين صباه ومراهقته حينما ألقي في اتون احداث الهيجان تلك دون ان يخطط لها .
كأنه ندم على تلك الافعال التي استقبحها حينما تكشفت لديه حقيقة الامر الذي انطوى عليه عمره الغض ، واستفاق بعد ان استفردته هموم المنفى في حمأة الاكتشافات المذهلة لأسرار وخفايا الصراعات أو حتى حقيقة اصحابه الذين وثق بهم ، فلقد تبين انهم ليس كما ضن بهم من قبل من نقاء سريرتهم وصفاء مقاصدهم فكل واحد منهم ذهب الى شرعته ومنهاجه ..!!
يا لغربتي عند اطراف مدينتي ، كانت البيوت تبدو وكأنها خرجت لتوها من زلزال ضربها ، كان يعلوها غبار ثقيل اصطبغت به واجهاتها ، الناس شخوص تستند على همومها التي بدأت مراحلها القصوى للتو.. أحس انه يدخل في حلمه الذي رافقه طيلة حياته ، بدت وكأنها نفس الصور التي يراها فهو يعرف جيدا تضاريس تلك الارض التي لم تطأها قدماه إلا باللاشعور الذي يطفح احياناً في عالم اليقظة ليومض في ذهنه بصور او لمحات صور على مقدار من السرعة في خياله ، كان يرغب باقتناص تلك اللمحات التي تغافله بالظهور والأفول فجأة في معرض الصور التي يتذكرها في خياله ..
كان اكثر ما يقلقه تلك القافلة التي لم تتوقف يوماً ، كان يكثر من الصياح في داخله عليها وكأنه يستعلم الطريق منها ، لكن الصمت سمّة العابرين في تلك القافلة ، حتى رواحلهم تكاد تخطو بخطوات (ريبورتات الكترونية) بإيقاعات منتظمة وعلى هذا النسق تختفي وراء تلال قريبة ، فيتبعها ويقترب من ضفاف التلال الاخرى فلم يجد شيئاً وكأنها تبخرت حتى اثارهم ..
تلك صورة من صور الخيال في اللاوعي لديه والتي يتذكر تفاصيل معالمها جيداً وكأنها واقع عاشه من قبل ..!
كان الدمار يعم المشهد الذي يلح عليه دائما عندما ينام متعباً او مهموماً ، وفي خضم كل تلك المناظر والصور ينبثق ما يعتبره لفحة نسيم بارد في هجير ذلك المنظر الكئيب ، كان دائما هناك وجه يتكشف له في زحمه الوجوه التي يراها والصور الملحة ، كان الوجه نقطته الدالة على معرفة اتجاهات المكان في لا شعوره فيعرف احياناً انه في عالم ليس حقيقياً فيحاول النهوض على تململ واضح رغبة منه في الاستمرار باكتمال مشهده الوهمي داخل منامه المثقل بكوابيسه ليكتشف اسراه ..!
طرق الباب بخفة صديقه الذي ادمن الحضور اليه في مثل هذا الوقت المتأخر من النهار ليذهبا الى المدينة ويمضيا بعض الوقت في شوارعها وأزقتها الجميلة..
- اضنك نائم يا صديق ..؟
- تفضل بالدخول ..
- اراك متعب اليوم .؟
- لا لا كنت انتظرك ولكني افكر كثيرا في هذه الأحلام التي تراودني يا صديقي وكأنها باتت جزءاً من طقوس النوم اليومية محولة حياتي الى اللغاز من الصعب حلّها ..!
يا صديقي انني اشعر بغثيان حينما افكر بها وكأنني خرجت تواً من غرفة العمليات ومازال اثر البنج يبعثر تركيزي .
تستهويني فكرة الموت احياناً لأجرب ذلك الحدث النهائي للحياة ، وكلما فكرت به بجدية تعلقت به اكثر من السابق ، بينما رفرف قلبي الى ساعات ود وصفاء مع حبيبه ، او اخوان صفا ، او دقائق هدوء مع نفسي .. شحيحة هي تلك الايام التي فرحت بها فلقد استوطن الالم والحزن في خلجات الروح التي سلبت صفائها وديمومة انتعاشها في غربة الوطن الممتد الى حيث محاريب الآلهة الطيبين في سومر وبابل او في ازقة البصرة التائهة على ضفاف شط العرب او شارع بشار.. البصرة التي اودعت سرها في ساكنها النادم وتاركها النادم فهو بين ندمين تشظت افكاره فعاد مهلوساً ومستغلا لغة اهل اقبور بعد ان وقف على اعتاب (مقبرة الغرباء) بدمشق حيث كان هوسه بالياسمين الغافي على حواف تلك القبور المتسائلة عن وطن ..؟؟



#علي_غشام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سحر
- الفصل الأخير
- واقع المرأة المظلم
- أنتِ
- لأجلكِ
- لم يكن وصلُك إلاَّ حُلماً...
- أمي وأشياء أخرى
- عتب
- الافتراس
- كان هناك
- اقتصاد العراق..الى اين؟؟
- التدخل الاجنبي الثقافي في العراق
- قصة قصيرة
- أمنية


المزيد.....




- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي غشام - هلوسة العودة