أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - منبع الفساد














المزيد.....

منبع الفساد


أحمد صبحى منصور

الحوار المتمدن-العدد: 3768 - 2012 / 6 / 24 - 01:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



مقدمة
ترى ما هو منبع الفساد فى مصر ؟
طرحت هذا السؤال وأجبت عليه فى مقال نشرته جريدة الأحرار بتاريخ 7 مارس 1994 . كانت لهجة المقال غاضبة حادة . لم أكن أعرف وقتها أننى سأظل أؤذن فى خرابة . والآن وبعد الثورة المصرية والشروع فى صياغة دستور فإننا نهدى هذا المقال لمن يهمه الأمر .
مـنـبـع الفســـاد
1 ـ يبدو أن المواعظ لم تعد تجدي، والأفضل أن نجتهد في توضيح أسباب الفساد وجذوره
2 ـ إن الأصل في الدولة أن وظيفتها محددة بإقامة العدل وتوفير الأمن . ومن مستلزمات العدل والأمن حراسة الوطن من الخارج والداخل، أى بالجيش والشرطة والعلاقات الدولية وإنشاء جهاز قضائي مستقل عن الدولة وظيفته تحري العدل التام ،ثم قيام جهاز مالي يجعل للضرائب وظيفة اجتماعية تأخذ من الغني لتعطي للفقير ما يعيش به حياة كريمة، يتعلم ويتداوى.. وفيما عدا ذلك تترك الدولة الأفراد ليعملوا وينتجوا ويبدعوا وفق منطق السوق وما يستلزمه من ضوابط تتدخل فيها الدولة لإصلاح الميزان ، خصوصا في أوقات الأزمات منعا للاحتكار والسيطرة الأجنبية ..
3 ـ تلك هى فلسفة الدولة الحديثة. وأقول أنها أيضا فلسفة الدولة الإسلامية التي عرفها عصر الرسول عليه السلام قبل أن تتحول إلى دولة دينية مستبدة تحكم بغير ما أنزل الله تعالى، ويريد التيار المتطرف إرجاعها دون أن يعرف ماهية الإسلام الحقيقي..
4 ـ والعادة أن الدولة الدينية أو الدولة التي يحكمها فرد أو حزب أو يحكمها العسكر تحاول أن تتدخل في كل شيء لأنها تعتقد أنها تملك كل شيء ،وأن الناس أو الجماهير مجرد رعايا يملكهم الحاكم وينفق عليهم. ولكي تدس الدولة أنفها في كل شيء فإنها تحتاج إلى جيوش من الموظفين. وأولئك يكونون بحكم العادة أصحاب مرتبات هزيلة ونفوذ قوي، ومن هنا ينبع الفساد ، فصاحب النفوذ يحتاج للنقود ، وصاحب النقود يحتاج للنفوذ ، وبتحالف الإثنين معاً: ( الموظف والمقاول مثلا) يكون الفساد ..
5 ـ ومهما قلنا من قصائد وعظ تحث على مكارم الأخلاق وتدعو للطهارة فإنها لا تجدى مع موظف لا يكفيه مرتبه الشهري عدة أيام ، ولكن معه صلاحيات يمكن أن تجعله من أصحاب الملايين. كما أن من العبث المطالبة بزيادة المرتبات، فالخزانة العامة تعجز، ثم إن زيادة المرتب عشرة جنيهات ستضيع في حمأة التضخم والغلاء ، ولن تجدي أمام عمليات فساد مضمونة ويربح منها عشرات الألوف في أقل وقت ..
6 ـ إن الحل في تغيير فلسفة الحكم .. بتقليص دور الدولة ورجوعها إلى وظيفتها الطبيعية في إقامة القسط وتوفير الأمن .. صحيح أن ذلك يستلزم وقتاً، فالدولة المصرية عمرها في البيروقراطية والاستبداد الحكومي سبعون قرنا من الزمان ومن المستحيل تغيير ذلك في يوم وليلة ، ولكن المهم أن نبدأ من اليوم .
7 ـ ويقال إن هناك خطوات عملية في الإصلاح ولكن فضائح الفساد تغطي عليها أو تصاحبها .. ولكني أعتقد أن البداية المثلي تبدأ بالصيغة التشريعية القانونية،أى بمراجعة عشرات الألوف من القوانين بعد أن عشنا سنوات من الإسهال التشريعي .
8 ـ إننا نحتاج إلى لجنة من القمم القانونية في مصر لتكون في حالة انعقاد تام ، وتخرج لنا في النهاية بدستور جديد محدد البنود ، صارم في أحكامه ، لا يعطي الحرية باليمين ثم يسمح للقوانين بأن تقيد الحرية إذا شاءت. ونحتاج من هذه اللجنة إلى تنقية القوانين المصرية المتضاربة والمتعارضة والمتداخلة في شتى الشئون السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
9 ـ وبعدها نتعلم احترام القانون، ويتعلم المسئول أنه خادم للقانون وأنه يطبق القانون اليوم وهو في السلطة، ثم بعد أن يخرج من السلطة ويصير فرداً يعيش في حماية ذلك القانون . وبذلك يعيش الحاكم في أمن حتى بعد أن يترك المسئولية..
10 ـ إن الإصلاح التشريعي والقانوني هو البداية الحقيقة للدخول في الدولة العصرية، وهو البداية الحقيقة للخروج من سرداب الفساد ..



#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ ) 6 الخوف وتغيير ما ...
- غسيل المواعين
- (حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ )5 الوعى وموضوعاته ا ...
- حزب الله وحزب الشيطان :بين الدين والسياسة
- آه يا زمن .!!
- الاخوان والعسكر ، والنسبى والمطلق
- حوار (أحمد صبحى منصور) مع جريدة ( الأهالى ) المصرية
- الفاعل والمفعول
- دليل المفتون بأنواع السجون
- سابعا :( حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ )4 إرادة الت ...
- أحلام السّت كاملة
- بيان المركز العالمى للقرآن الكريم : نداء الى القوى السياسية ...
- عن ( إسرائيل ) و ( الأسباط )
- قرية ظالمة
- سابعا : ( حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ )3 إرادة ال ...
- 2 قواعد التغيير والتصنيع : تصنيع الفرد والمجتمع فى إطار التغ ...
- مصر من زلزال مضى عام 1992 الى زلزال متوقع عام 2012
- ( أهل الله ؟ !!) .. أستغفر الله ..!!
- القرآن والواقع الاجتماعى (22):(وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ ...
- القاموس القرآنى : لباس


المزيد.....




- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - منبع الفساد