أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبعوب - (س ص) لماذا التخلي عن أمانته العامة؟















المزيد.....

(س ص) لماذا التخلي عن أمانته العامة؟


محمد عبعوب

الحوار المتمدن-العدد: 3767 - 2012 / 6 / 23 - 22:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا اعتقد انه من الحكمة التلويح باستعداد ليبيا للتخلي عن الأمانة العامة لتجمع دول الساحل والصحراء (س ص) –تجمع سياسي اقتصادي يضم اكثر من 28 دولة افريقية) وذلك قبل دراسة مردود هذه المؤسسة الإقليمية بحيادية، خاصة ما يتعلق بمشروع الأمن القومي الليبي وارتباطه الوثيق بعمقه الأفريقي وبخاصة الحزام الصحراوي المشتعل رغم بقائنا كبلد عضو في هذا التجمع..

في الاجتماع الاستثنائي للمجلس التنفيذي للتجمع الذي عقد قبل اسبوعين في العاصمة المغربية الرباط اعلن رئيس الوفد الليبي للمجتمعين عدم تمسك ليبيا باستضافة الامانة العامة للتجمع واستعدادها للتخلي عنها لأي دولة ترغب في استضافتها، وهو قرار لا ندري ما إذا كان قد اتخذ بعد دراسة وتمحيص لما يمكن ان نفقده بانتقال هذه الامانة من طرابلس الى الرباط التي ابدت حكومتها ترحيبا حارا بالقرار الليبي المتسرع واعلنت استعدادها لاستضافة هذه الامانة غير المرحب بها في طرابلس..

نعترف بأن التجمع في الاصل لم يكن في عهد الطاغية الذي اسسه لاسباب شخصية سوى مؤسسة للدعاية لشخصه وضمان امنه ، وتنظيم تلك الاحتفالات الكرنفالية لارضاء أناه المتكبرة التي تجاوزت في تضخمها الملوك لينصب من نفسه ملكا للملوك مبذرا في سبيل هذه الأوهام مئات ملايين الدولارات من خزينة الشعب الليبي الذي يعاني الفاقة والحرمان.. ولكن ها قد رحل الطاغية بغير رجعة ولا زال التجمع قائما، واصبح هناك توجها حقيقيا من طرف الدول الاعضاء فيه لإعادة هيكلته وتفعيلة لخدمة الشعوب الافريقية، فلماذا بعد الاصلاح المرتقب في مسيرة التجمع تتخلى حكومتنا عن أمانته العامة التي لن تكلفها استضافتها شيئا يذكر خاصة وأن مقرها موجود ومؤثث ولديها كل الامكانات التي تمكنها من استئناف دورها وعملها دون اية تكاليف إضافية.. ثم هل يعقل ان يكون المغرب اغنى من ليبيا ولديه القدرة على استضافة هذه الأمانة وهو بلد يعاني من ازمة اقتصادية خانقة تكاد تطيح بحكومته الجديدة؟!!!

قرار الاستغناء عن استضافة أمانة تجمع (س ص) حسب اعتقادي فيه ارتجالية وقصر نظر مريع وعدم فهم لما يمكن ان تحققه ليبيا من وجود هذه الأمانة على اراضيها.. فوجود الأمانة في طرابلس حتما سيجعلها في مجال تاثير السياسة الليبية ، كما أنه سيحقق لليبيا حضورا سياسيا في عواصم الدول الاعضاء في التجمع، فضلا عن ما توفره هذه الأمانة من فوائد اقتصادية وثقافية للليبيين الذين سيستفيدون من تكاليف وجودها فضلا عن إثراء الساحة السياسية بقدرات لغوية وسياسية يتطلبها وجود هذه الامانة بطرابلس..

الطاغية عندما أنشا هذا التجمع وأنفق عليه الأموال الطائلة لم يكن يلهو، فقد كان هاجس امن نظامه وشخصه هو دافعه الرئيسي، حيث ادرك أن حدود ليبيا المفتوحة على صحاري واسعة والمطلة على بلدان ذات حكومات ضعيفة لا تكاد تفرض سيطرتها على عواصمها يمكن ان تكون مصدر تهديد لنظامه ، فبادر لإقامة هذا التجمع واستطاع ان يحوله الى مؤسسة لحماية نظامه والدعاية لشخصه لكسب المؤيدين في الفضاء الافريقي لاستعمالهم في قمع اية تهديدات داخلية تظهر ضده، وهو ما لمسناه خلال انتفاضة 17 فبراير المجيدة التي كان للمرتزقة الافارقة خاصة من دول الجوار دور مركزي في محاولة إجهاضها ..

واليوم يمكننا كدولة ليبية حقيقية ان نستفيد من هذا التجمع على كل الأصعدة من خلال إعادة تفعيل دور ليبيا فيه بما يخدم امنها وأمن دول الجوار بالمفهوم الواسع للأمن خاصة وان منطقة الحزام الصحراوي قد اصبحت تشكل مصدر تهديد حقيقي للأمن في الدول المطلة عليه ومنها ليبيا.. فليبيا اليوم مطالبة بأن تعمل مع دول التجمع من أجل الضغط على دول الاتحاد الأوروبي -المتاثر الأول بعد الدول الافريقية بأية تهديدات أمنية تقع في منطقة الساحل والصحراء- من اجل دعم الاستقرار في هذا الحزام الفقير والمساعدة في تنمية موارده بما يحقق الاستقرار لسكانه ووقف سيل الهجرة نحو الشمال، خاصة وأن هناك الكثير من الأوراق القوية في يد الدول الافريقية التي تمكنها من اقناع اوروبا باتخاذ قرار شجاع وتحمل المسؤولية في برنامج إعادة توطين الافارقة في بلدانهم بدل استعمالهم كاوراق ضغط ضد بلدانهم او للدعاية المجانية لصورة انسانية لأوروبا لا وجود لها على ارض الواقع..

إن وجود الأمانة العامة للتجمع في طرابلس كان سيعطي الفرصة لليبيا لقيادة دور افريقي فاعل للضغط على اوروبا والغرب من أجل الوفاء بالتزاماته الأخلاقية تجاه قارة طالما استنزف خيراتها وانتهك حريتها وتسبب في تاخرها، وحان الوقت لتعويضها عن تلك الخسائر من خلال تمويل مشاريع تنمية مستدامة اقتصاديا وبشريا توقف نزيف الهجرة الذي يشكل قلقا حقيقيا لأوروبا ويكبد افريقيا خسائر فادحة في مواردها البشرية التي إما تلتهمها حيتان البحر غرقا او ترسانة الاقتصاد الاوربي الذي يستنزف قدراتهم الانتاجية ويدفع بهم بعد استنزاف طاقاتهم الى بلدانهم كحمل إضافي يزيد من معاناة بلدانهم..

إن افريقيا تشكل ورقة ضغط قوية في يد ليبيا إذا ما أحسنت إستخدامها ، كما أنها تشكل خطرا عليها ايضا إذا ما أساءت تقدير مخاطرها، فوجود نفوذ ليبي فاعل وعلى الارض في منطقة الحزام الصحراوي سيوفر لنا حزاما أمنيا متقدما وأقل تكلفة يمكننا من إجهاض اية محاولات لاختراق امننا وحدودنا، خاصة وأننا نطل على هذا الحزام بحدود يقدر طولها بآلاف الكيلومترات التي يصعب حمايتها ومراقبتها، ويمكننا ضمان امنها بالتنسيق مع قيادات القبائل والتجمعات الصحراوية التي تتقاسم سلطة فعلية على الصحراء وتراقب كل مسالكها..

وأمام هذه الحقائق كان حريا بليبيا 17 فبراير ان تتمسك بالامانة العامة للتجمع (س ص) حتى تكون رافدا لها في إدارتها للملف الافريقي أمام الاتحاد الأوروبي الذي يعمل على تحويل دول الشمال الافريقي الى شرطي مجاني يحرس حدوده الجنوبية ويحميها من سيل الهجرة القادم من الجنوب، ويتهرب من مسؤوليته التاريخية والأخلاقية عما اصاب افريقيا من فقر وتخلف ومرض نتيجة حقبة الاستعمار المباشر وغير المباشر التي لا زالت متواصلة حتى الساعة.. ومن العبث التعويل على الحلول الامنية لوقف سيل الهجرة الافريقية نحو اوروبا التي بدات تظهر في افقها بوادر ازمة خانقة طالت حتى الآن أطرافها الجنوبية زاحفة نحو الشمال.. ولنا في التجربة الامريكية الفاشلة -رغم ما تمتلكه من امكانات تقنية وامنية- في وقف هجرة مواطني دول امريكا الجنوبية الى اراضها خير مثال على عبثية الحلول الامنية وعدم جدواها، ولا بد لنا من العمل ضمن لوبي افريقي موحد لإقناع اوربا وامريكا بتمويل مشاريع تنمية مستدامة تحقق للمواطن الافريقي امكانات الاستقرار في ارضه وتثنيه عن فكرة الهجرة التي تهدد التركيبة السكانية في طرفي الهجرة، المصدر لها الذي تستنزف موارده البشرية، والمستقبل لها الذي يتهدد امنه الاقتصادي وتركيبته السكانية..



#محمد_عبعوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملتقى بني وليد القبلي.. إستنساخ لثقافة هدامة
- حق العودة .. الوجه الآخر
- يائيل برتانا.. خطوة على الطريق الصحيح..
- الازمة الايرانية الخليجية طوق نجاة للطرفين
- عندما يُمسخ عيد العمال.
- مركز لحجز المُعنِّفين.. قبل دور المعنَّفات.
- برقة الهادئة هل يعكر صفوها السنوسيون؟
- الاسد او.. بحرق البلد!!!
- صور فيروزية (3) ها قد أقبل نيسان
- الحوار.. الحوار.. لدرء الأخطار
- استشر.. حتى لا تستجر..
- الفدرالية حصان خاسر يراهن عليه السنوسيون
- في عيد المرأة .. دعوة لتطوير المتقدم في موروثنا الاجتماعي
- الفدرالية اول خطوة لعرقنة ليبيا
- حان وقت تصحيح الذاكرة حول الثورة الليبية.
- لا.. لعسكرة الثورة السورية
- صور فيروزية 2 نحت على صفحة الخيال
- مجازر سوريا تشل التفكير وتبلد الذاكرة
- عيد الحب على الطريقة العربية
- الموت هربا من الراسمالية المتوحشة


المزيد.....




- مدير CIA يعلق على رفض -حماس- لمقترح اتفاق وقف إطلاق النار
- تراجع إيرادات قناة السويس بنسبة 60 %
- بايدن يتابع مسلسل زلات لسانه.. -لأن هذه هي أمريكا-!
- السفير الروسي ورئيس مجلس النواب الليبي يبحثان آخر المستجدات ...
- سي إن إن: تشاد تهدد واشنطن بفسخ الاتفاقية العسكرية معها
- سوريا تتحسب لرد إسرائيلي على أراضيها
- صحيفة: ضغط أمريكي على نتنياهو لقبول إقامة دولة فلسطينية مقاب ...
- استخباراتي أمريكي سابق: ستولتنبرغ ينافق بزعمه أن روسيا تشكل ...
- تصوير جوي يظهر اجتياح الفيضانات مقاطعة كورغان الروسية
- بعد الاتحاد الأوروبي.. عقوبات أمريكية بريطانية على إيران بسب ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبعوب - (س ص) لماذا التخلي عن أمانته العامة؟