|
العِناد
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 3767 - 2012 / 6 / 23 - 09:47
المحور:
كتابات ساخرة
أحد أصدقائي من مدينةٍ إشتهرَ أهلها ب " العناد " .. وهنالك الكثير من القصص والأمثلة على عنادهم ! .. ومن الطبيعي ، ان هذه القصص فيها بعض المُبالغة ورُبما اُضيفتْ اليها الرتوش والبهارات على مَر الزمن .. لكي تسترعي الإنتباه وتؤثر في المٌتلقي أكثر .. علماً ان العديد من هذه القصص ، غايتها التندُر والفكاهة على الأغلب . وكانَ باحثون ألمان ، قد أعلنوا قبلَ فترة .. عن إكتشاف " الجينات " المسؤولة عن العناد ! .. حيث قال علماء في معهد " ماكس بلانك " لعلوم المعرفة البشرية والمُخ ، في لايبتزيك .. ان الذين يتعرضون لمثل هذه الطفرة الجينية ، هُم الذين يكونون عنيدين . وتحدث الأستاذان .. " تيلمان كلاين " و " ماركوس اولسبرجر " .. عن الجانب الإيجابي في هذه الصفة .. أي العناد .. حيث قالا : .. لولا هذه الفئة ، التي ترفض الفشل وتواصِل العمل الدؤوب .. في الوقت الذي يقبل غيرهم بالهزيمة ولا يقومون بإعادة المحاولة .. لولا هؤلاء ( العنيدين ) .. لِما كان هنالك إختراعات ولا تَقدم علمي وتكنولوجي !. ولكن في الجوانب الإجتماعية والسياسية .. فأن صفة العناد ، لها نتائج سلبية ، وتكون كارثية أحياناً .. فإذا كان صديقي أعلاه .. " يُعاند " بين الحين والآخر حين نلعب الورق ، ويرفض الإعتراف أنه اخطأ .. فأن تبعات هذا العناد محدودة ، ولا تتعدى محيطنا الضيق ويرافقه الضحك والتندُر ونتهمه بأنه رُبما تعّرض لطفرة جينية ! .. غير ان المُصيبة .. هي ان يكون القائد او الزعيم السياسي ، ولا سيما الذي يكون في السُلطة .. " مُعانداً " ولا يعترف بخطأهِ ويستنكف ان يقول انه تَسّرَع في التصريح الفلاني او نَدَمَ على الموقف العلاني ! .. فأن نتائج هذا العِناد .. تتخطى الحدود الضيقة .. وتَصِل سلبياته الى المحيط الواسع ، لتشمل المجتمع كله والبلاد بأسرِها ! . فَكَم من " مسؤولٍ " رفيع عندنا .. أثبتَ انه " غير مسؤول " .. من خلال تهّوره في الكلام وتسّرعه في التصريح ، ولإستجابته السريعة للإستفزازات .. وكًمٍ من زعيمٍ عندنا .. لايقبل مُطلقاً ان يعترف ببساطة انه أخطأَ ؟ ولا يرضى ان يُقال عنه انه إعتذرَ او تنازلَ عن موقفه ؟ .. ان إحدى نقاط الضعف الملموسة في المشهد السياسي العراقي .. هي " عناد " القادة السياسيين ! .. وذلك دلالة على عدم نضجهم ، وانهم غير جديرين لقيادة هذه المرحلة الحساسة من تأريخنا المعاصر . العلماء الألمان ، ركزوا على الجوانب المضيئة من صفة " العناد " ولا سيما في مجال العلوم والإكتشافات والإختراعات .. وعدم إعتراف العنيد ، بالهزيمة ، وإصراره على المُثابرة والمواصلة .. حقاً .. كيف كان سيكون حالنا ، لو ان " نيوتن " أو " أينشتاين " .. رضخا لحقيقة انهما فشلا عشرات المرات ، بل رُبما مئات المرات في التجارب التي كانا يجريانها ؟! .. من حُسن حظ البشرية .. انهما كانا [ عنيدَين ] بإمتياز وتعّرضا الى طفرة جينية !. ومن سوء حظنا نحن العراقيين .. ان قادتنا إجمالاً .. عنيدين .. بِصفاقة ، في مواقفهم السياسية السخيفة .. وإصرارهم على امور هامشية .. وتعنتهم في بحثهم عن مصالحهم الشخصية والفئوية والحزبية فقط .. وعدم إعترافهم بأخطائهم وتصريحاتهم النارية .. وكما يبدو فأنهم ، تعرضوا أيضاً الى طفراتِ جينية ، ولكن ليسَ مثل نيوتن وإينشتاين .. بل من الخَلف !! .
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بئسَ دولةٍ أنتُم فيها القُواد
-
ميزانية الأقليم 2012
-
وردةٌ بيضاء على لحدِكَ يا أبي
-
ماذا لو ؟!
-
المسافة
-
البيشمركة المُناضل ( خوسيه موخيكا ) !
-
المراحيض الغربية والشرقية
-
دولة الدكاترة
-
التصالُح مع النَفس
-
الأزمة العراقية .. أعمق مِما تبدو
-
يوم البيئة : من أجل حفنة من الدولارات
-
السُلطة لي .. مَذهبٌ ودِين
-
مَشهدٌ من الموصل
-
المالكي والإستعانة بالضباط السابقين
-
الرياضة المدرسية
-
الشعب المصري والتثاؤب
-
المالكي في الموصل
-
جائزة ( التخّلُص من الحَياء ) !
-
ماذا تعمل ؟
-
حبذا لو كان قادتنا غير متزوجين !
المزيد.....
-
الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح
...
-
في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
-
وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز
...
-
موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
-
فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
-
بنتُ السراب
-
مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا
...
-
-الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم -
...
-
أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج
...
-
الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|