أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - وماذا لو حكم الأخوان؟














المزيد.....

وماذا لو حكم الأخوان؟


عبد المجيد إسماعيل الشهاوي

الحوار المتمدن-العدد: 3767 - 2012 / 6 / 23 - 06:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الآن نحن نرى الأخوان المسلمين وأشباهها وتفريعاتها وحلفائها والمتعاطفون معها ينازعون على السلطة، بوسائل سلمية وشبه سلمية وعنيفة، في عدة دول عربية من بينها تونس ومصر وسوريا والكويت والأردن والجزائر والمغرب وغيرها. بل هم متربعون على كراسي الحكم بالفعل الآن في تونس، ولا يزالون يناوشون لكي يتحقق لهم ذلك في مصر، ويحاربون بشراسة من أجل الغاية نفسها في سوريا، ويناضلون تحت السطح بعيداً عن الأعين في أماكن أخرى. لا شك أن الأخوان المسلمين، كرأس حربة لتيار إسلامي عريض، تحاصر الآن فعلاً، وربما في المستقبل القريب أيضاً، كراسي الحكم في دول عربية عدة، وربما لا تستثنى من ذلك الدول الخليجية ذاتها، وبالأخص السعودية، منبت وكافل هذه الصحوة الإسلامية العامة. إذن، والحال كذلك، ماذا سيتغير في مصر لو أفلح الأخوان وحلفائهم في الوصول إلى الحكم؟

أشياء كثيرة ستتغير. ربما يمكن القول إن مصر، في معظم جوانبها، سوف تهدم وتبنى من جديد. سيجري تفكيك مصر وإعادة بنائها مرة أخرى، تماماً كما فعل بها الضباط الأحرار بقيادة جمال عبد الناصر في الخمسينيات والستينيات. الاختلاف بين الحالتين هو أن الضباط كانوا يريدون بناء دولة وطنية قوية، حتى لو على حساب الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان. من أجل ذلك، سيطرت الدولة المصرية في عهدهم على كل شيء، من صناعة وتجارة وزراعة وإعلام وتعليم وترفيه وحتى الشعب ذاته، كل شيء امتلكته الدولة واحتكرته لخدمة مصالحها العليا، التي كانت بالضرورة متداخلة، ولا تزال، مع مصالح الضباط الشخصية والعائلية في ذلك الزمان. هكذا تضخمت وعظمت قوة الدولة أكثر من حجمها الطبيعي والصحي، لكنها، رغم ذلك، كان أمرها ونهيها في نهاية المطاف بيد زمرة عسكرية ضئيلة. الهدم وإعادة البناء الثاني المرتقب، إذا ما أحكم الأخوان قبضتهم على الحكم، ربما يكون مختلفاً تماماً.

على عكس الضباط الأحرار الذين بسطوا أيديهم وكوشوا على كل شيء باسم الدولة، لتضخم وتعظم وتثري من تحت كراسيهم، الدولة مع الأخوان في خطر. بالنسبة للضباط الأحرار، الدولة، ومصالح الدولة العليا، كانت غاية في حد ذاتها، إضافة إلى كونها وسيلة لتحقيق مصالحهم ومصالح النخبة المرتبطة بهم. بالتالي نشأ رباط عضوي بين تلك النخب العسكرية والمؤتلفين معها من المدنيين وبين كيان ومؤسسات الدولة ذاتها، بحيث أن أي تصدع في الدولة يستتبع حتماً تصدعاً في مصالح تلك النخب المعلقة بها. أو بتعبير آخر، النخب العسكرية، بمرور الزمن، ذابت وانصهرت في جسد الدولة المصرية ومؤسساتها، بحيث أصبح انتزاعهم من لبناتها هدم وتفكيك صريح للدولة ذاتها. الأمر مختلف تماماً مع الأخوان والإسلاميين عموماً، الذين يقفون على مسافة بعيدة من فكرة الدولة الوطنية ومؤسساتها، ولا يعطونها، كغاية أو كوسيلة، نفس الدرجة من الأهمية التي خصها بها العسكر من قبل. بل هم يولون وجوههم شطر كيان سياسي آخر أكبر وأوسع من الدولة، وأعظم وأهم منها بكثير من وجهة نظرهم- الأمة القائمة على الدين الواحد، التي يمكن تنظيمها في أطر سياسية عديدة مثل الخلافة أو الإمبراطورية قديماً، أو الاتحاد أو الكتلة أو الكومنولث أو الولايات المتحدة حديثاً. لكن، إذا لم تكن الدولة الوطنية غايتهم ولا وسيلتهم، لماذا كل هذا النضال والتضحيات للوصول إلى كراسي الحكم؟

الأخوان، وأغلب تيارات الإسلام السياسي في الدول العربية، لا تريد الوصول إلى الحكم لكي تحكم، بقدر ما تريد أن تصل إليه لكي تزيل الدولة توطئة لميلاد جديد. هم يرون في الدولة الوطنية عقبة في طريق غايتهم الحقيقية وحلمهم الأكبر والأعظم حتى من كل الدول العربية مجتمعة. هم يرون في الحكم بأشكاله وأدواته الراهنة شر وخطيئة، لأنه حكم لغير الله، سنده ومرجعه الوحيد دستور وقوانين وضعية هي في نهاية المطاف من وضع البشر أنفسهم لأنفسهم. هم يعلنون صراحة أن الحكم لله وحده، وأن لا حكم لطواغيت، أي البشر. فكيف يمكن تصور أنهم آتون لإزاحة طواغيت لكي يجلسوا مكانهم ويتحولون بدورهم لطواغيت جديدة. على حد قولهم دائماً، هم لا يريدون الحكم لأنفسهم، يريدونه لله، عبر تطبيق شرع الله. لكن الدولة الوطنية في تعريفها وتكوينها، وكراسي الرئاسة والوزارات ومجلسي الشعب والشورى والمحافظات والمحليات والبلديات التي يلهث الإسلاميون ورائها، منذ أنشئها محمد علي باشا بدايات القرن التاسع عشر وتربع فوقها الضباط الأحرار وحلفائهم منتصف القرن العشرين، بنيت وتعمل على أساس شرع البشر فقط ولا تعرف غيره. وإذا انقطع عنها هذا الشرع، انتهت.



#عبد_المجيد_إسماعيل_الشهاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من ثورة مدنية سلمية إلى زحف إسلامي ترهيبي
- هزيمة مشروع الإسلام السياسي في مصر من الجولة الأولى
- أسطورة الإله...أسطورة الوطن
- أدعياء دين وكاذبون ديمقراطية
- تحالف المشروع الأخواني-السلفي، نعمة أم نقمة؟
- أسطورة القوانين الوضعية والشرائع السماوية
- السيادة أين، للدستور، أم الشريعة؟
- رحمة الله عليك يا مبارك، كيف تعدمون ميتاً؟!
- في مصر، صراع وجودي بين الله والإنسان
- شفيق ومرسي، بالكرسي...إلى الجحيم


المزيد.....




- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - وماذا لو حكم الأخوان؟