أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - هل سينحاز الرئيس للعدالة أم للسلطة ؟















المزيد.....

هل سينحاز الرئيس للعدالة أم للسلطة ؟


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 3766 - 2012 / 6 / 22 - 10:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أعتقد أنّ الرئيس الجديد يستطيع أنْ يجلس على عرش قلوب شعبنا لوتمكن من تحقيق مطلب العدالة الاجتماعية. وهومطلب يكفيه شهرواحد لتنفيذه، بمجرد إتخاذ الاجراءات التالية :
1- ضم الصناديق الخاصة إلى وزارة المالية. وهوإجراء يعنى توفيرمائة مليارجنيه (وفق الأرقام
الرسمية) وأكثرمن ترليون جنيه (وفق دراسات الاقتصاديين)
2- إلغاء منظومة المستشارين لتوفير24مليارجنيه (وفق الأرقام الرسمية)
3- إلغاء تعيين الضباط فى الوظائف المدنية. وهذا الاجراء يُحقق هدفين : الأول إنهاء منظومة
عسكرة المجتمع الذى بدأ مع نظام يوليو52. والثانى توفيرمرتباتهم ومزاياهم الأمرالذى يؤدى
انعاش الموازنة العامة للدولة. وبمراعاة أنّ هؤلاء الضباط يجمعون بين دخلهم من المعاش
ومزاياهم الخرافية من الوظائف المدنية.
4- إلغاء دعم الطاقة عن أصحاب المصانع الذين يتعاملون وفق النمط الرأسمالى، خاصة وأنهم لا
يؤمنون بأية أبعاد اجتماعية تراعى مستوى الدخول المُتدنية للغالبية العظمى من شعبنا ،
وبالتالى فإنّ الدعم الذى يحصلون عليه أحد عوامل اتساع الفجوة بين الأثرياء الذين يزدادون
ثراءً والفقراء الذين يهبطون إلى ماتحت خط الفقر، ويزداد عددهم مع توالى السنين. وهذا
البند يُوفرلخزينة الدولة حوالى 70مليارجنيه وفق دراسات المُتخصصين الاقتصاديين.
5- طالما أنّ الاقتصاد المصرى (حتى بعد يوليو1952) يتبع النمط الرأسمالى (مع التأكيد على
أنه نشاط طفيلى فى أغلبه) أوأنه يتبع منظومة (رأسمالية الدولة) على حد قول د. أحمد السيد النجارالذى كتب (كان النموذج الاقتصادى الناصرى متطابقـًا إلى حد بعيد مع النموذج النظرى لرأسمالية الدولة التى تـُسيطرعلى التراكم الرأسمالى وتحل محل الرأسماليين)(الانهيارالاقتصادى فى عصرمبارك – المجلس الأعلى للثقافة- عام 2012ص13) إذن لابد من تطبيق الآلية المُتبعة فى هذا النمط الاقتصادى أى تطبيق نظام (الضريبة التصاعدية) وهونظام يُحقق العدالة ، سواء من حيث توزيع الدخل القومى، أومن حيث الانفاق على التعليم والصحة والمرافق إلخ.
هذه الاجراءات لاتحتاج إلى أى أمد زمنى، وإنما إلى قرارسياسى مُسلح بالإرادة الوطنية التى تستطيع وحدها اقتحام كافة المجالات المسكوت عنها والتى تسبّبتْ فى انهيارمنظومة العدالة مثل احتكاراستيراد السلع الحيوية التى تمس وتؤثرعلى الطبقات الشعبية. وكذا احتكارعدد محدود لصناعة الأسمنت والحديد إلخ. هذا الاحتكاربنوعيه أحد أسباب الانهيارالاقتصادى لأية دولة. كما أنه يعنى انحيازمن فى يده سلطة اتخاذ القرارإلى فئة محدودة ضد باقى فئات الشعب، والأخطرأنه يعوق أية محاولة للتنمية الاقتصادية. فهل يستطيع الرئيس الجديد(بالتنسيق مع السلطة التشريعية) اختراق هذا ال (تابو) لمنع كل أشكال الاحتكار؟
وكما فى أية متوالية، فإنّ قرارمنع الاحتكارلايمكن أنْ يتحقق إلاّ إذا واكبه قراربمنع زواج المال بالسياسة الذى تم تدشينه فى عصرالسادات وتضخمه فى عصرمبارك. إنّ هذا القراروحده هوالضامن الحقيقى لغل يد السلطتيْن التنفيذية والتشريعية عن التدخل فى النشاط الاقتصادى، بحيث تكون مصلحة الوطن فوق المصلحة الشخصية. كما أنّ زواج المال بالسياسة له جانب آخر هو(الاقتصاد العائلى) الذى توسع وانتشرمع عصرالسادات. ولم تكن مصادفة أنّ سلطة التشريع بعد الثورة فى طوبة/ يناير2011غلب عليها الطابع العائلى، إذْ أنّ أ. محمود غزلان المتحدث الرسمى لجماعة الإخوان المسلمين وعضومكتب الإرشاد هوزوج شقيقة خيرت الشاطرالنائب الأول لمرشد الجماعة والذى كان من المُحتمل أنْ يكون هورئيس الدولة، والذى يمتلك 27شركة ويجلس مع مُمثلى الإدارة الأمريكية فى جلسات سرية وعلنية. ويُعرب أعضاء بمجلس الشيوخ الأمريكى عن شكرهم للدورالبنّاء الذى قامت به جماعة الإخوان المسلمين وحزبهم فى حل قضية المُتهمين الأمريكان والإفراج عنهم وسفرهم . وجاء ذلك فى بيان رسمى ووقع عليه كل من السيناتور(مكين)، (ليندسى جراهام)، (جون هوفن) وأنّ (جون مكين) تقابل مع خيرت الشاطرفى مكتبه بمدينة نصر. مع ربط ذلك بتصريحات أعضاء بارزين بمجلس الشيوخ الأمريكى ، سواء من الحزب الديمقراطى أوالجمهورى ، يُدافعون فيها عن الإخوان المسلمين مثل (جون كيرى) ونائب الرئيس الأمريكى (جون بايدن) ووصفوا جماعة الإخوان المسلمين بأنها تتميّزب (الديمقراطية) (مجلة روزاليوسف العدد4383) وأنّ أ. أحمد فهمى رئيس مجلس الشورى (بمرجعيته الإسلامية) هو(حما) زوج ابنة د. محمد مرسى رئيس الحزب الإخوانى (نموذجان على سبيل المثال) هنا نجد علاقة عضوية بين احتكاربعض الأنشطة الاقتصادية واحتكارالسلطة التشريعية وزواج المال بالسياسة، وكانت البداية فى ظاهرة الاقتصاد العائلى منذ سبعينيات القرن الماضى. فهل يستطيع الرئيس الجديد (وفق تشريعات قانونية مُحكمة) منع زواج المال بالسياسة؟
المُتوالية السابقة تؤدى إلى المُتوالية التالية مباشرة: العدالة لم ولن تتحقق إلاّ فى ظل اقتصاد وطنى، والاقتصاد الوطنى لم ولن يتحقق مع توصيات صندوق النقد الدولى الذى يُشجع سياسة (الاقتراض) ليستمرمسلسل نزيف موارد الدولة بواسطة فوائد الدين، وإصراره على إلغاء الدعم على التعليم والصحة إلخ. وإصراره على عدم الاعتماد على الذات الوطنية (وهذا سرإصراره على تشجيع سياسة القروض الاستعمارية) هذا الصندوق الدولى تـُسيطرعليه أمريكا. فهل يستطيع الرئيس الجديد رسم سياسة جديدة لمصربعيدًا عن توصيات الصندوق ، أى بعيدًا عن وصاية أمريكا ، كما فعل سيلفا لولا ومهاتيرمحمد وغيرهما فى أمركيا اللاتينية؟ أعتقد أنّ الأنظمة التى تعاملت مع أمريكا معاملة الند بالند، كانت تعى مقولة هنرى كيسنجرذات الدلالة المهمة عندما قال ((الولاء لأمريكا أخطرمن معاداتها . عداؤها له مخاطره. أما التحالف معها فيقترن دائمًا بالمصائب والدمار)) فمن بين جرائم مبارك المسكوت عنها، أنّ بعض الاقتصاديين الوطنيين السودانيين عرضوا عليه التعاون بين السودان ومصرلزراعة 200 مليون فدان من الأراضى الخصبة إلى جانب 400مليون فدان من المراعى والغابات، فجاء رد مبارك الكاشف عن شخصية العميل ((وهل ستوافق أمريكا؟))
000
على الرئيس الجديد أنْ يعى أنه نجح (على الحُركرك) وفق تعبيرشعبنا بالغ الدلالة والعمق. وعليه أنْ يقرأ (بروح مُتجردة من أية رواسب أوأيديولوجيات) ماكتبه عدد كبيرمن الناخبين الذين تعمّدوا إبطال أصواتهم فى كل محافظات مصر، وهوالأمرالذى أجمعت عليه التحقيقات الصحفية فى معظم الصحف المصرية. وقد تركزتْ أغلب التعليقات على رفض المرشحيْن ، باعتبارأنّ أحدهما يُمثل الحكم العسكرى الذى كان سائدًا منذ يوليو1952 ، وحتى يناير2011، بينما المرشح الثانى هو المُمثل للدولة الدينية والرغبة المحمومة لعودة نظام الخلافة الإسلامية ، وإنشاء ((الدولة العربية الإسلامية المتحدة وعاصمتها القدس)) فى دعوة صريحة لتحجيم مصركدولة مستقلة ذات سيادة ، لتكون مجرد (ولاية) من ولايات هذه (الدولة العربية الإسلامية المتحدة) وبالتالى يقتصر دورمصرعلى أداء الجزية لعاصمة هذه الدولة فى القدس. وجاء المشهد الذى حدث فى غزة ليكون تعبيرًا صادقـًا عن هذا التوجه، حيث احتفل أعضاء تنظيم حماس بفوزمحمد مرسى مرشح الإخوان المسلمين (قبل الإعلان الرسمى لنتيجة الانتخابات) وبناءً عليه خرج الآلاف إلى شوارع مدينة غزة رافعين أعلام (حماس) وصورمحمد مرسى باعتباره رئيس مصر. كما انطلقت الموتوسكلات والسيارات فى كل أحياء مدينة غزة وهى تحمل البوسترات المُلونة وعليها صورمحمد مرسى (أهرام 19/6/ 2012ص6، المصرى اليوم 19/6ص13على سبيل المثال) أى أنّ الذين أبطلوا أصواتهم ورفضوا المُرشحيْن قالوا بأسلوب عملى أنّ مصرتعود إلى يوم 24يناير2011، إذْ انتشرتْ علامة X أمام المُرشحيْن وكتبوا عبارت منها (يسقط حكم العسكرأمام شفيق) و(يسقط حكم المرشد أمام مرسى) و(دكتاتورية قديمة أمام شفيق ، ودكتاتورية جديدة أمام مرسى) ومن كتب (أوكتبتْ) (ح انتخب نادين) و(الإتنين باطلين.. لاعسكرولا إخوان) (المصرى اليوم 19/6/2012ص9 على سبيل المثال)
أعتقد أنّ الرئيس الجديد لوقرأ هذه العينة مِن آراء مَن تعمّدوا إبطال أصواتهم + حقيقة أنّ نجاحه لايُمثل أغلبية شعبية، لتيقن أنّ تربعه على عرش قلوب شعبنا (البسطاء من كافة الشرائح) هوالضمان الوحيد لاستمرارجلوسه على كرسى الرئاسة. وعليه أنْ يتذكرالشعارالبسيط العبقرى فى يناير2011 ((مدنية مدنية.. لاعسكرية ولادينية)) ثم جاء الشعارالثانى كنغمة موسيقية جديدة تؤكد النغمة الأولى ((حرية.. عدالة اجتماعية)) شعبنا العامل المُنتج الشريف، لايطمع فى عيشة القصور، أوركوب اليخوت أوالاكتنازحتى التـُخمة. إنه يُريد وظيفة لكل عاطل وشقة لكل شاب وشابة على وشك الزواج وتأمين صحى حقيقى. وإزالة وصمات العارالشهيرة : العشوائيات . ونظرة إنسانية لمن يسكنون فى غرف تقتحمها مياه المجارى ، ونظرة إنسانية لقرى الوجه القبلى المحرومة من الصرف الصحى ومياه الشرب النقية. وعليه أنْ يعى أنّ العدالة دون حرية مثل الطائرالذى يحاول الطيران بجناح واحد. والحرية لامعنى لها إلاّ إذا تأسّستْ على قاعدة المواطنة التى تعنى أنه لافرق بين مواطن ومواطن إلاّبعمله وليس بديانته أوبموقعه الطبقى أوبمنصبه الوظيفى. فهل يدخل الرئيس الجديد قصرالرئاسة وقد استوعب هذا الدرس وحفظه جيدًا ، إذا أراد النجاح فى (امتحان) الجلوس على عرش قلوب شعبنا؟
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من بعيد : نور من عصر التنوير المصرى
- الشعر عندما يكون مصرى اللغة والوجدان
- الغزو العربى وكيف تعامل معه المؤرخون
- الشخصية المصرية ونتيجة الانتخابات
- الجذورالتاريخية للشريعة الإسلامية
- قراءة فى دساتير بعض الدول
- الغزوالعصرى لأسلمة شعوب العالم
- الإبداع المصرى فى مجموعة (عيب إحنا فى كنيسة)
- الحب والتعددية فى مواجهة الكره والأحادية
- مِن القومية الإسلامية إلى القومية المصرية : لماذا ؟
- ثورة يناير والإبداع الروائى
- الأعياد المصرية : الماضى وآفاق المستقبل
- الطبقة العاملة واليسار المصرى
- مجابهة الأصولية الإسلامية
- التقويم المصرى
- الحضارة المصرية : صراع الأسطورة والتاريخ
- السوداء والمشمية - قصة للأطفال
- الشخصية اليهودية والروح العدوانية
- ثروت عكاشة : دراما العلاقة بين الثقافة والسياسة
- الجذور التاريخية لمأساة الشعب الفلسطينى


المزيد.....




- دولة إسلامية تفتتح مسجدا للمتحولين جنسيا
- فيديو البابا فرانسيس يغسل أقدام سيدات فقط ويكسر تقاليد طقوس ...
- السريان-الأرثوذكس ـ طائفة تتعبد بـ-لغة المسيح- في ألمانيا!
- قائد الثورة الإسلامية يؤكد انتصار المقاومة وشعب غزة، والمقاو ...
- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...
- الاحتلال يستغل الأعياد الدينية بإسباغ القداسة على عدوانه على ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعرض مشاهد من استهدافها لموقع ...
- فرنسا: بسبب التهديد الإرهابي والتوترات الدولية...الحكومة تنش ...
- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - هل سينحاز الرئيس للعدالة أم للسلطة ؟