أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد بولس - بسيخُوَطني















المزيد.....

بسيخُوَطني


جواد بولس

الحوار المتمدن-العدد: 3766 - 2012 / 6 / 22 - 00:24
المحور: القضية الفلسطينية
    


من وحي تجربة نجاحات معاهد تدريب ناشئتنا على اجتياز امتحانات البسيخومتري، لجأت إلى فكرة مقالي هذا. تلك المعاهد زوَّدت شبابنا بثقة وأدوات علمية ذللوا بها ما حاولت إسرائيل وضعَه كعقبات في طريق الحلم وبسمات الأمل.
حياتنا أصبحت معقَّدة، كأقلية عربية في دولة أكثريتها يهودية تحسَبُنا أعداءً وخونة وأغرابًا نقيم على شرط وموعد مع الشرق، من جهة، وكمجتمع فقد كثيرًا من بوصلاته "الوطنية" وتاه بين تديّن مزيَّفٍ زاحف يقضي على كل ملجأ وبيت ليبقي بيوت الوعّاظ والكهنة بيوتًا للأمان الواهم، من جهة ثانية، وعائلية تفكّك ما حيك من عرى، وجهل يعمي وبطون تشقى وليس لجميعها مراع تقي من جوع وشيوخ تسترها من شظف عيش ومهانة.
حياتنا أصبحت معقَّدة وكفيلة بأن تطرح أمامنا كل يوم معضلة وسؤال. في الماضي، في زمن الجرح الأول، كانت الألوان طيفًا واليوم كل لون أطياف. في الماضي، كان العميل من يسلّم معلّمًا في قرية عزلاء منسية تجرَّأ على قراءة "الاتحاد الشيوعية" فيكون خراب البيت والمنفى، واليوم ما العمالة وكيف تكون الخيانات؟!.
هي محاولة أقوم بها محاولًا رصد عينات مما طرحته طاحونة الحياة من حَب عصي ومعاضل وربما تستدعي الحالة تأسيس معهد على غرار معاهد تدريب البسيخومتري لكنّها، في حالتنا، ستكون معاهد "بسيخوَطني" تهدف إلى تعريف الأجيال بتعقيدات الواقع وربما تزويدهم ببعض من ثقة ونور يكشف لهم أين الوطن يكون والوطنية وأين وكيف يمارس كثيرون ويبرعون في علم اسمه "الوتوتنية".
وبعد المقدمة إليكم مجموعة من الأمثلة التي تصح أسئلةً في امتحان "البسيخوطني" الأول.
لقد نشأ أبناء جيلي على قناعة أرساها من قاد مجتمعنا بعد النكبة تحظر التعاطي مع عقارات وممتلكات تركها اللاجئون والمهجرون من أبناء شعبنا، الذين ما زالوا يعيشون على ميعاد مع العودة ومفاتيح بيوتهم تعلَّق في القلب ووسائد لحلم وأمل. من عارض الوصية والفرض اعتبر خارجًا عن الصف الوطني ومتعاونًا مع إسرائيل ومحاولاتها القضاء على حق العودة وطمسها لشواهد التاريخ والنكبة. فأملاك اللاجئين لا تُقرَب ولا يتاجر العربي "بدم" وحلم أخيه العربي.
على ما يبدو تغيّرت معايير وانقلبت قواعد والوطنية تلك اندثرت واستبدلتها وطنية جديدة "خلنج" تفيدنا، كما نادى المنادي، أن جمعية وطنية ناشطة بيننا استطاعت أن تنقذ، بعملية شبه فدائية، عقارين هامين في مدينة حيفا كانا في حيازة مؤسسة يهودية .
القضية في منتهى البساطة والوضوح، فليس يعنيني هنا من موَّل الصفقة (وبرأيي لا فضل لمال قطري على مال فرنسي مثلًا كما حاول البعض إيهامنا!) ولا أي حزب عربي سيستفيد من هذه الصفقة (فتحويل تلك المباني لمركز ثقافي يخدم جميع من يرغب هو عمل هام وإيجابي) ولكن يستفزني صمت هيئاتنا الشعبية الوطنية (لجنة المهجرين، الإخوة في أبناء البلد، قادة الأحزاب العربية والإسلامية) إزاء هذه الصفقة. وسؤالي لكم، هل لنا، نحن المواطنين البسطاء، أن نفهم أن الوطن والوطنيين أبطلوا الحظرَ القائم؟، ومن اليوم كل تاجر وقادر وشاطر يستطيع "إنقاذ" و"تخليص" عقار، صاحبه لاجئ، من أيدي شاغله اليهودي فليفعل وسيكون فعله وطنيًا بامتياز؟. فالأرض، كما أفادنا الشارون، تعود ملكيتها لعائلتين فلسطينيتين هجّرتا في عام النكبة (عائلة "المر" وعائلة "الأبيض"). والأرض اغتصبها الناكبون وأقاموا عليها مبنى شغلته حركة "مكابي" الصهيونية، واليوم، في صفقة تجارية عادية، نجحت تلك الجمعية وبمشقة عارمة، كما صرحوا، أن تنقذها من الغاصبين! يبقى السؤال، يا سادة، إن قبلنا، مبدئيًا، بإمكانية التعاطي مع أملاك اللاجئين الفلسطينيين على أساس تجاري صرف فماذا سيبقى من حلمهم والوعد؟ فماذا لو بعد حين قررت هذه الجمعية، لأي سبب كان، بيع هذه العقارات، واستطاع "موشي" شراءها حسب القانون وأصول السوق، فبأي إدعاء سيجابَه هذا "الموشي" وبأي حق؟ وماذا سيتبقى من حق العودة لعائلة المر وعائلة الأبيض؟ هل سيعوّضهم أصحاب الحناجر ودفاتر الشيكات بما يتلاءم وحجم المصيبة؟! باختصار المختصر، هل يمكن التعاطي، من اليوم فصاعدًا، مع أملاك الغائبين على أنها عقارات كباقي العقارات، الخاضعة لقوانين السوق العادية ومن باب أولى يصفّق لصفقة شراء (بتمويل قطري أو آخر) إن كان الشاري (حاليًا) عربيًا والبائع (حاليًا) يهوديًا؟
وما دمنا في قصة هزيمة "مكابي" وخسارتها قلعة من قلاعها في مدينة حيفا التي تحتفل وكل صغير وكبير من أبناء شعبنا الفلسطيني، كما فهمنا، بما زُفّ لها من بشرى وخبر، فلأثقل وأسأل ماذا عن فرق كرة القدم في قرانا المنتسبة "لمكابي" و"هبوعيل" و"بيتار"؟ هل على هذه الفرق إعلان انفصالها وطلاقها من هذه الأمومة التي لم تكن يومًا حنونة؟ وما رأي الوطن وأصحاب البوصلة والمساطر؟
وفي ذات السياق نسأل، ماذا مع مئات الأطباء والممرضين والموظفين في صناديق المرضى التابعة لهذه المؤسسات الصهيونية الخبيثة؟ هل يُسمح للمناضلين الوطنيين ومن يؤمنون طبعًا بحق العودة، أن يبقوا جنودًا في صفوفها، فحياتنا هنا معقدة والجوع كافر والسترة واجبٌ ودين، حتى وان كان الحليب يقطر من ثديين مكابيين.
وفي ذات السياق نسأل، تحرير مبنى شغلته "مكابي" ذات يوم يعد نصرًا فلماذا نقاتل في قرانا ونركض وراء مؤسسة "هبايس" لتبني لنا قاعات ومكتبات وغيرها وهي التي أموالها من "رجس" وتشترط أن يبقى اسمها لامعًا يزين واجهات تلك المباني. "هبايس" هذه هي مؤسسة صهيونية غنية بامتياز، فماذا تقول البوصلة هنا؟ وإن بنت هل يحق للعربي استعمال هذا المبنى وهو المقام من أموال باطلة؟
نقلت في هذه العجالة عينات من بيدر حياتنا المعقد/البسيط. لا أزايد على أحد لكنّ المزايدة دائمًا استفزتني وأقلقتني، لأنّها كانت وما زالت من المعوّقات الأساسية التي عطّلت مسيرتنا في هذه الدولة وفي هذا الواقع الشائك الأليم.
لا أزايد على أحد ولكن لا ينفردَنَّ أحد ببوصلة عجيبة وبفانوس الوطن السحري، ولذا، وفي سبيل المكاشفة، سأمضي وسأعرض لبعض من مآسينا ومعاصينا فحياتنا صعبة، معقَّدة وبسيطة وهي لذلك بحاجة دائمة لمعاهد تعنى بتدريبات مُغنية على "البسيخُوَطني" علَّنا نجد الدواء. فإلى لقاء قادم مع فصل آخر من فصول الحياة.



#جواد_بولس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -من يزرع الشوك لا يحصد به عنبا-
- صمت حصاةٍ في دم
- أيار يا شهر الردى
- وجع فياض
- يوم انتصرت الزغرودة
- منصّات للوهم
- بلال يواجه دولة
- نواطير الحياة
- قصة من أدنبرة
- لكل عملة وجهان
- لعلّ الأيام حبلى
- بعض من -هناء-
- آذار لي
- دروس تينة
- بين خوفٍ مِن وخوف على
- إن شئت فعِش!
- لقاء في قانا
- خضر والتنين
- نمورٌ وقطط
- لمن نكتب؟


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد بولس - بسيخُوَطني