أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - شفيق إستفزاز سليماني للشعب














المزيد.....

شفيق إستفزاز سليماني للشعب


أحمد حسنين الحسنية

الحوار المتمدن-العدد: 3764 - 2012 / 6 / 20 - 14:16
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


في عهد مبارك كانت السلطة حريصة على توجيه تهمة السرية لجماعة الإخوان المسلمين ، و كانت تستند - جزئياً - في توجيه ذلك الإتهام على سلوكيات الإخوان أثناء إنتخابات مجلس الشعب ؛ و من تلك السلوكيات : الدخول بأكثر من مرشح في نفس الدائرة ، أحيانا يكون واحد منهم على الأقل غير معروف بإنتمائه للإخوان ثم توجيه كل الأصوات الإخوانية بإتجاه ذلك المرشح .
سلوكيات إخوانية معروفة ، و الإضطهاد الذي كانت المعارضة تعاني منه في عصر مبارك يبرر ذلك ، و ليس في ذلك السلوك - على حد علمي - ما يخالف القانون ، و على العموم أنا في هذا المقال لا أريد تبرير سلوكيات جماعة الإخوان ، فهم قادرون على ذلك ، و صوتهم أصبح أعلى صوت في مصر حاليا بعد النظام الحاكم ، كما إنني لست بصدد دراسة الأساليب الإخوانية في الحملات الإنتخابية .
ما أبغيه من هذا المقال هو دراسة السلوك الإنتخابي للنظام الحاكم الحالي ، في الإنتخابات الرئاسية التي جرت في مايو و يونيو من هذا العام ، 2012 ، بإيجاز لأصل من تلك الدراسة إلى نتيجة .
من السهل ملاحظة أن النظام الحاكم ، الذي لازال البعض يدعوه بالفلول ، تبنى نفس السلوك الإخواني ، و بكفاءة أكبر ، و هذا يتضح في النقاط التالية :
أولاً : نزل النظام الحاكم بأكثر من مرشح ؛ إثنان من الواضح إنهم جزء منه ، و أعني شفيق و موسى ، و واحد من المعارضة التي صنعتها السلطة ، و الآخر على تفاهم جيد مع السلطة ، و أعني بالأخير أبو الفتوح ، لتفتييت أصوات المعارضة .
ثانياً : قامت السلطة بحملة تضليل محلية و إقليمية و عالمية ، من خلال وسائل الإعلام المختلفة و المنتمية للمستويات الثلاثة السابقة الذكر ، قدمت بها عمرو موسى على إنه مرشح النظام الحاكم الحالي .
ثالثاً : من نتائج الجولة الأولى إتضح أن أصوات مؤيدي نظام مبارك لم تتفتت بين موسى و شفيق ، بل صبت في أغلبيتها الساحقة بإتجاه المرشح الذي لم تسلط عليه الأضواء ، و أعتبره الكثيرون مجرد مشارك شرفي ، و أعني شفيق .
سلوكيات تدل على تخطيط محكم ، جرى على مستويات كبيرة ، لأننا هنا ندرس إنتخابات رئاسية على مستوى مصر ، و ليس إنتخابات في دائرة إنتخابية صغيرة ، و نتحدث عن وسائل إعلام محلية و إقليمية و عالمية كلها قدمت عمرو موسى على إنه مرشح أعوان مبارك ، أو النظام الحاكم ، كذلك أن تصب أصوات أعوان مبارك على مستوى مصر بإتجاه مرشح واحد ، في سرية تامة ، وبدون أن تفتت تقريباً ، بحيث يمكن أن يتقدم ذلك المرشح للمركز الثاني في الجولة الأولى .
تخطيط محكم بالفعل ، و لا يقل أهمية عن إحكامه هو أن تنفيذه جرى على مستوى ضخم ، هو مصر ككل ، من أقصاها إلى أقصاها جغرافيا ، و بكتلة إنتخابية كبيرة ، و في سرية تامة ، و بإلتزام و إنضباط تام .
فمن الذي يقف وراء ذلك التخطيط ، و ذلك التنفيذ ؟
التخطيط واضح إنه ليس من بنات أفكار المجلس العسكري ، فالمجلس العسكري من المعروف نمط تفكيره .
التنفيذ بضخامته ، و سريته ، و إنضباطه ، أيضا لا يمكن أن يكون من جانب المجلس العسكري الحاكم ، لأن ذلك التنفيذ يلزمه جهاز أخطبوطي ضخم ، تصل أذرعه لكافة أنحاء مصر ، و منذ زمن طويل .
وزارة الداخلية ليس هذا هو أسلوبها في العمل ، و لكن بالتأكيد شاركت فيه كأحد الأدوات التنفيذية ليس إلا .
الحزب الوطني المنحل أيضا ليس هذا تخطيطه ، و لا أسلوبه في العمل ، و كلنا نعلم كيف كان الحزب الوطني .
التخطيط هو تخطيط جهاز المخابرات السليمانية ، و التنفيذ أيضا من جانبها ، و لكنها بالتأكيد أستخدمت بعض الأدوات الأخرى مثل : الداخلية و الكوادر الموثوق بها في الحزب الوطني ، و أعوانها في الإعلام المحلي و الإقليمي ، و إتصالاتها بوسائل الإعلام العالمية الصديقة لنظام مبارك مثل قناة السي إن إن الدولية .
الآن يأتي سؤال لماذا كان كل هذا الجهد من أجل شفيق ؟؟؟
لقد كان بإمكان المخابرات السليمانية حسم المعركة الإنتخابية من الجولة الأولى ، بتوجيه الأصوات التي إتجهت لصالح شفيق لتصب لصالح أبو الفتوح ، فأصوات شفيق مجموعة مع أصوات أبو الفتوح ، لصالح أبو الفتوح ، كانت كافية لفوز أبو الفتوح .
فوز أبو الفتوح لم يكن ليشكل مشكلة لنظام أعوان مبارك لأنه على إتصال جيد بالمجلس العسكري الحاكم ، و بالتالي لا إعتراض عليه من المخابرات السليمانية كشخص ، و كذلك لا إعتراض خليجي عليه و لا غربي ، و كان فوزه سيسكت جزء كبير من أنصار التيارات السياسية الإسلامية ، و لن يثير ثائرة الكثير من التيارات المدنية بعد الجهد الذي بذلة لكسبها لصفه ، و لن يعد فوزه هزيمة مكشوفة للثورة كفوز شفيق أو مرسي .
فوز أبو الفتوح كان سيمر في هدوء ، و ربما إبتهج بعض الذين لا يعلمون الحقيقة بفوزه ، و كان بإمكان الجهاز الإعلامي التابع للسلطة أن يروج لفكرة أن فوز أبو الفتوح إنتصار للثورة و إستكمال لها و تتويج لإرادة شهداء الثورة ، كما سبق و أن أوهم البعض بأن الثورة أكتملت بسقوط مبارك .
لكن من الواضح أن الهدوء ، أو إستقرار الأوضاع ، ليس ما تريده السلطة الحالية ، و هذا الرأي يدعمه التصرفات الأخرى للنظام الحاكم .
لقد إختارت السلطة أحد أكثر الأشخاص إستفزازا للشعب لتقدمه للصف الأمامي .
نتائج شفيق في الإنتخابات الرئاسية إستفزاز سليماني متعمد للشعب ، و دليل على قوة المخابرات السليمانية و جبروتها .
ملحوظة : إنتهيت من هذا المقال في تمام الساعة التاسعة و ثمانية عشر دقيقة صباحا بتوقيت جرينتش ، و ذلك صباح يوم الأربعاء الموافق العشرين من يونيو 2012 .



#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لقد كان مجلس ذليل لا يليق بالثورة
- نرفض المحاكم الثورية كما نرفض المحاكم العسكرية ، و لا بديل ع ...
- إما الزحف إلى طرة ، و إما إنتظار نتيجة الإنتخابات
- لهذا سيظل حزب كل مصر - حكم على دعمه لمرسي في الجولة الثانية
- الفلول هم الحكام و الأمن و القضاء و الإعلام و غير ذلك ، إنهم ...
- الدساتير لا تؤسس الديمقراطيات الحقيقية ؛ البيئات السياسية ال ...
- أتمنى أن يصبح هناك قسم للرسائل القصيرة داخل الموقع
- في ألمانيا أعدمتم حوالي خمسمائة نازي ، إذا لا تطلبوا منا أن ...
- توماس جفرسون من المحتمل أن يكون من أصل مصري
- القبيلة الخليجية تتجه من الرابطة الدموية إلى الرابطة المدنية
- قصر عابدين يجب أن يصبح المقر الرسمي و الفعلي لرئيس الجمهورية
- نريد رئيس للجمهورية من صميم القيادة الإخوانية ، هذا قرارنا ل ...
- سليمان هزم هيلاري بالنقاط و صفع البرلمان و أكد على الإنقلاب
- في هذه الحالة نريد رئيس للجمهورية من صميم القيادة الإخوانية
- الأهم هو : كيف إستخدمت تلك الجمعيات الأموال الأمريكية ؟
- سحق ربيع العرب سيبدأ من مصر بتمويل من آل سعود
- المجلس العسكري مكانه الصحيح قفص الإتهام
- كان على الشعب أن يقبض عليهم ثم يتحفظ عليهم بنفسه
- أحذر من إنقلاب عسكري تخطط له جهة أعلى من المجلس العسكري
- الحكم بالنسبة لنا وسيلة من أجل تحقيق غايات نبيلة


المزيد.....




- أطلقوا 41 رصاصة.. كاميرا ترصد سيدة تنجو من الموت في غرفتها أ ...
- إسرائيل.. اعتراض -هدف مشبوه- أطلق من جنوب لبنان (صور + فيدي ...
- ستوكهولم تعترف بتجنيد سفارة كييف المرتزقة في السويد
- إسرائيل -تتخذ خطوات فعلية- لشن عملية عسكرية برية في رفح رغم ...
- الثقب الأسود الهائل في درب التبانة مزنّر بمجالات مغناطيسية ق ...
- فرنسا ـ تبني قرار يندد بـ -القمع الدامي والقاتل- لجزائريين ب ...
- الجمعية الوطنية الفرنسية تتبنى قرارا يندد بـ -القمع الدامي و ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن أخفت عن روسيا معلومات عن هجوم -كروكو ...
- الجيش الإسرائيلي: القضاء على 200 مسلح في منطقة مستشفى الشفاء ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 680 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 11 ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - شفيق إستفزاز سليماني للشعب