أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد الشيخ أحمد ربيعة - آية الله الحائري/ الحائر بين السماء والأرض














المزيد.....

آية الله الحائري/ الحائر بين السماء والأرض


أحمد الشيخ أحمد ربيعة

الحوار المتمدن-العدد: 3764 - 2012 / 6 / 20 - 00:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


خلال الأسابيع القليلة الماضية واجهت العراقيين عودة فجائية إلى نزعة من نزعات الفتوى الدينية تستهدف التشويه والتشكيك بالقوى العلمانية والديمقراطية العراقية، وتفكيك دورها وإبعادها عن العملية السياسية وعن إدارة الدولة العراقية الجديدة، التي تحتاج أول ما تحتاج إليه في الوقت الحاضر، هو تجميع السياقات الاجتماعية والثقافية لكل أبناء الشعب العراقي دون تهميش أو إقصاء أية قوى وطنية لا تتقاطع أهدافها وخطاباتها مع مصالح الشعب العراقي كله. كانت هذه الفتوى – الإشكالية قد صدرت عن السيد الحائري في عصر الممارسة الديمقراطية وصعودها في العالم كله، حتى صار الفضاء فيها منفتحا أمام قوى إسلامية – عربية كثيرة في ما بعد ثورات ما يسمى ( الربيع العربي)..

يعرف آية الله العظمى السيد الحائري نفسه من خلال سيرته الذاتية المنشورة على موقعه بأنه ( من الذين اعتقد آن فلسفة وجودهم السعي لإقامة حكم الله في الأرض) . هذا هدف يرتبط بالسياسة ولا يجمعها مع الدين شيء . حين اصدر فتواه بخصوص العلمانيين، أول من تمرد عليها ومط في تفسيراتها من كان من المفروض أن يلتزم بها.
الحائري الذي شغل في 1982 منصب فقيه حزب الدعوة باعتباره اكبر فقهاء الحزب، بعد أن استحدث مؤتمر الدعوة هذا المنصب في نفس السنة. أعلن الحائري استقالته من التنظيم في 1983 بسب طبيعة الخلاف بينه وبين الدعوة إضافة للأجواء السائدة في الحوزة والمشككة في أصل العمل الحزبي. عدلت الصيغة في مؤتمر الدعوة في شباط 1984 وشكل المجلس الفقهي حيث أصبح السيد الحائري رئيسا له وبعضوية الشيخين محمد مهدي الآصفي ومحمد غلي التسخيري. في مؤتمر ( الحوراء زينب) في 1/1/ 1988 ألغى الدعوة المجلس الفقهي وغطى أجواء المؤتمر غبار الخلافات بين الحائري وجبهته مع الدعوة التي يكمن جوهرها في علاقة الحزب بالمرجعية وقيادته العملية من قبل المجلس الفقهي ، كما كان يريد الحائري وتياره، وهو خلاف قديم إضافة لعراقية القرار، إلا أن السيرة الذاتية تخلو من ذكر أي نشاط سياسي أو المراكز التي تبوئها والخلافات التي رافقتها. لم يكن هذا الخلاف بعيدا عن المواجهة الإعلامية بين الطرفين. رسالة آية الله الحائري إلى قيادة إقليم أوربا لحزب الدعوة الإسلامية في 4 محرم 1409 تشير لجوهر هذا الخلاف الواضح في تلك الرسالة التي أجد نفسي أشير لمقطع طويل منها بما يلي من محتواها :( فهم يتخيلون أن ولاية الفقيه تعني أنهم يجب عليهم أن يستأذنوا فقيها من الفقهاء في ما رأوا انه بحاجة إلى الأذن، فرأس الخيط الرابط بينهم وبين الفقيه يكون بيدهم، أي أنهم هم الذين بِشخصون موارد ضرورة الرجوع إلى الفقيه وليس رأس الخيط الرابط بينهم وبين الفقيه بيد الفقيه نفسه،...) .
يضيف في مكان آخر من الرسالة : ( أن مقتضى منهجهم هذا من أنهم هم الذين يختارون مرد المراجعة للفقيه هو أن قيادة الساحة ستكون بأيديهم لا بيد المرجعية وإنما المرجع شأنه تمشية حاجة هذه القيادة في مورد يرونه هم بحاجة إلى الإذن، وهذا يصح بالقياس إلى مرجعية غير واعية ولكن حينما يقاس بالمرجعية الواعية يؤدي إلى خطر عظيم وينتهي إلى ما انتهوا إليه مع أستاذنا الشهيد الصدر( يقصد الشهيد الصدر الأول) - رحمه اله تعالى – حينما اتهموه عندما وقع الخلاف بينه وبينهم بأنه ابن الدعوة العاق). كتاب ( حزب الدعوة الإسلامية- حقائق ووثائق- صلاح الخرسان. الطبعة الأولى 1999ص 743-746).

لم يجد الإسلاميون أنفسهم بحاجة لفتوى او حكم حين صوتوا وتقاسموا السلطة والنفوذ مع بعض العلمانيين في الدولة والبرلمان واستمرءوا نظام المحاصصة البغيض لسرقة ونهب وقتل شعب ووطن مثخن بالجراحات. بقي الكثير منهم غير مهتم بصراخ الأيتام والأرامل والضحايا وحمامات الدم التي كان ومازال العراقيون يسبحون فيها نتيجة الإرهاب والصراع على مراكز النفوذ والسلطة. حتى روائح الفساد والسرقات وتبذر المال العام وغيرها أزكمت أنوف الموتى دون أن يشعر بها بعض الأحياء. لم يصدر من السيد الحائري في وقتها اي فتوى او حكم يتعارض مع هذا السلوك والتحالف فما الذي دعا بعض إطرافه أن يستنجد بالفتوى..؟

إن فتوى السيد الحائري لا تصب إلا في إذكاء هذا الصراع الذي لم ولن يحصد العراقيون منه سوى الموت و الخراب وهي لا تستهدف مصالحة العراقيين كشعب ٍٍ قدر استهدافها مصلحة سياسية ضيقة وبالتالي تسقط عنها صفة الفتوى التي من الواجب أن تستهدف، بجوهرها، الصالح الإنساني العام او كما يطلق علية مصلحة الامة وليس المصالح الضيقة.
ان العلمانيين تيار واسع ومتنوع الألوان ، سياسيا وطبقيا وقوميا ومذهبيا وإيمانيا، وغيرها من الألوان المتعددة الأخرى بضمنهم قوى وشخصيات وطنية ذات كفاءات ، إدارية وعلمية وسياسية واقتصادية وثقافية عالية، فبأي حق يتم استبعاد هؤلاء من بناء وطنهم مقابل السكوت عن سراق وقتلة وفاسدين ومفسدين وطائفيين بكل أشكالهم حين يكتفون بان يكون الدين والطائفة خيمة لهم.
في زمن كان الصراع على أوجه في عراق النصف الثاني من القرن الماضي بين تيارات سياسية متعددة في العراق وحين كان الإسلام السياسي وبعض رجال الدين يلعب في الحديقة الخلفية لهذا الصراع ، ترفع الشهيد البطل الصدر الأول بنشاطه الفقهي والفكري لكي يحقن دماء العراقيين ويخفف من غلو الصراع القادم بين العراقيين، ومحاولة في ذلك أنتج ما يعرف ، سواء كنا متفقين أو مختلفين معه ، بموضوع المرتد الفطري والمرتد الملي في زمن الشبهة. اضافة للموقف المشهود في اعتقاله كما ينقل، انه رفض طلب دعوة السلطة باصداره فتوى تستهدف تكفير واباحة دم معارضي السلطة في نهاية حملة 1979 ضد الشيوعين، ويسجل لنا التاريخ ان الصدر الشهيد رفض وبشكل قاطع كل ضغوطات السلطة من انتزاع اي موقف رسمي منه يدعم سياسيتها العدوانية ضد الشعب العراقي.
ليت السيد الحائري وجد في نهج أستاذه الشهيد الصدر الأول طريقا يرتفع بالمشروع الوطني العراقي القائم أساسا على المواطنة الحقيقية.



#أحمد_الشيخ_أحمد_ربيعة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا لعار السفارة العراقية في هولندا
- متاهات السياسة بين الاصلاح والتغيير
- تراتيل العذاب والتحدي
- من اجل جبهة واسعة لاسقاط نظام المحاصصة
- حول الفدرالية3-3
- حول الفدرالية3-2
- حول الفدرالية
- دراما النضال من اجل يوم مشرق
- شمعة من اجل ضحايا الانفال
- الذكرى العاشرة لتاسيس اتحاد الجمعيات الديمقراطية العراقية في ...
- خراب الدعوة ام خراب البصرة
- ظهور القوى الاجتماعية الجديدة طبيعتها وسماتها التاريخية وقدر ...
- ظهور القوى الاجتماعية الجديدة طبيعتها وسماتها التاريخية وقدر ...
- ظهور القوى الاجتماعية الجديدة طبيعتها وسماتها التاريخية وقدر ...
- هل فتح المالكي باب جهنم؟
- الشيوعي والعراقية، من ؟ خسر من؟
- الذكرى الثلاثون لاستشهاد الطالب الشيوعي جمال وناس
- هل ستستوعب الحركة القومية الكردية العراقية الدرس؟
- جند السماء ومحنة حقوق الأنسان
- الى اي حد سيدعم الشيوعين حكومة المالكي؟


المزيد.....




- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد الشيخ أحمد ربيعة - آية الله الحائري/ الحائر بين السماء والأرض