أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فؤاده العراقيه - مجتمعنا والجنس















المزيد.....

مجتمعنا والجنس


فؤاده العراقيه

الحوار المتمدن-العدد: 3763 - 2012 / 6 / 19 - 21:57
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


بدأت العلاقات الجنسية لدى الأنسان كغريزة ينشد بها اللذة والمتعة فقط دون أن يفكر بالنتيجة والذرية له , ومنها تطورت فكرته وشملت الأنجاب , وبدأت تتغير نظرة المجتمع لهذه العلاقة وتتشوه تدريجيا وأخذ ينظر اليها على أنها خطيئة ورذيلة ويقوم في الخفية بتقديسها وأكيد لا يستطيع الأستغناء عنها .
في مقال لي ما قبل الأخير تناولت فيه جزء عن مفهوم الشرف الخاطىء وكيف رَبَطه المجتمع بالجنس وفرَضه على المرأة دون الرجل , وتناولتُ أيضا فكرة العلاقات الزوجية في مجتمعاتنا العربية وما أتسمت به من خيانات وزيف في باطنها ومن نقاء وشرف في خارجها , لتصور لنا بذلك مدى اهتمام مجتمعاتنا بشكله الظاهري وأخفاء وجهه الحقيقي وخصوصا في مواضيع الجنس , فالبعض ممن قرأ مقالي تصور بأنني اشجع فيه على الخيانات الزوجية والزنا !! ولم يعي بأنني ضد الأباحية بجميع اشكالها وضد هذا الهراء كله , لكن فكرتي هي ضد الزيف الذي نكثر منه وضد مفاهيم تزيد من اباحيتنا المخفية , فنحن نكثر من الخيانات ونكثر من افكارنا السيئة التي لو طبقت لرأينا وجه مجتمعنا الحقيقي والذي هو لا يوجد أقبح منه .
ولهذا رغبت بتوضيح فكرة هي تزيدني قرفا من مجتمعنا , فمن خلال تناولي لهذا الموضوع وجدت البعض لا يفرّق بين حرية النساء الفكرية وبين الأنحلال الخلقي , لتأتي أفكارهم عن الحرية متزامنة مع الأنحلال الخلقي , ومن فكرتهم هذه ذهب المجتمع الى الفصل بين الجنسين وفصل الجنس عن الحب والعقل عن الحس والشعور , هذا هو شكل من اشكال الزيف المتجسد في مجتمعاتنا , فالرجل يعلم بأن المرأة الطبيعية لديها علاقات تسبق الزواج على اختلاف درجاتها وهذه طبيعة عليه تقبلها , والبعض وضع بناته في سجن ليمنعها من الأختلاط متصوراً أنه يمنعها من الخطيئة وأن هذه الحرية ستكون سبباً لأنحلال اخلاقها وهي (المرأة) السبب في خراب مجتمعهم وعليها الالتزام بحجابها وان لا ترفع صوتها حتى لوكانت في بيتها خوفا من أن يسمعه رجلا ما فيتصور انها منحلة خلقيا فصوتها عورة كما هو وجهها وعليها أن لا تبتسم لأي رجل وأن لا تنظر حتى له , بمعنى آخر أن تكون مقيدة في تصرفاتها لأجل أن لا يذهب فكر الرجل بعيدا ويتصور بانها تريد منه شيئا مرتبطا بالجنس , وفي نفس الوقت تكون توجهات اعلامه من أفلام ومسلسلات جميعها تنصب الى هدف واحد وهو تشجيع الغرائز مقابل فرض الكبت عليها فتتعرض الفتاة منذ صغرها بشعور الأثم من ميولها تلك مع كبتها لتلك الميول ولأنها أكثر تعرض للضغط في مجتمعنا من الرجل فستتعرض من هذه الناحية لبتر احلامها وكبت احساسها وبالتالي شذوذها عن الشخصية السوية .
فمجتمعنا يفرض القمع على غريزة الأنثى منذ ولادتها ويشجعها لدى الذكور فتنحرف طاقة الأنثى عن طريقها السوي بفعل رفض المجتمع لتكوين علاقة مع أي رجل حتى لو كان زميلا لها , وبذلك ستنحى علاقاتها منحى آخر وستتحول الى علاقات شاذة فهي كغريزة موجودة غصبا عن المجتمع الذي يريد لها الأختفاء فلن تختفي بل ستصطدم بطريق مغلق امامها , فأين ستذهب تلك الطاقة ؟ هل ستختفي بمجرد منعها ؟ بالتأكيد ستنحرف عن طريقها السوي وستشذ عنه وهذا ما نسميه بالشذوذ الجنسي الذي كثر في مجتمعاتنا بسبب هذا الفصل .
كل ما يتصف به مجتمعنا يساعد على زيادة الشبق الجنسي للجنسين على حد سواء , فالممنوع يكون مرغوب فكيف لو كان هو اصلا غريزة لا حكم علينا بها , ففُرِض على المرأة قبل الرجل العزلة وتناسى الطبيعة التي لا يستطيع تغييرها فالمرأة لن تكبح بالعزل لتكون امامهم راضية حتى لو كانت رغبتهم ضد ارادتها , لكنها ستمارس بالخفية كما هو الرجل تلك العلاقة وستشعر بأنها مخطئة لكنها لا تستطيع لغير هذا وهذا هو القتل للأنسانية .
والرجل سيقضي ردحا من عمره يقتنص فرصه لينقضّ على فريسة وسيجبره المجتمع على الكذب والمراوغة وبالنتيجة السقوط الخلقي في محاولة لشراء هذه العلاقة من مومس ترضيه ليحتقر بعدها ذاته وينظر لنفسه على أنه كائن رخيص بعيد عن العلاقات الأنسانية في الوقت الذي كان من الممكن أن تجعله هذه العلاقة أنسانا مكتملا ومشبعا ومستقرا ليبدأ رحلته الطبيعية ويبدأ أبداعه , فتنحرف طاقة الرجل الجنسية الى غير مسارها الطبيعي , المجتمع يشجع الذكور فقط على الجنس معتبرين أنه دليل رجولتهم , هذا التشجيع وهذه الفكرةالقائلة بأن الذكر تكتمل رجولته بالجنس وبعضوه الذكري والتي تقابلها فكرة العار امام العضو الأنثوي والمنع والعيب , جعلت الذكر يتمادى باللهاث وراء الجنس ولأثبات رجولته مقابل أفتقاده لموافقة أي أنثى على علاقته المنشودة بحكم المنع الواقع عليها , مما نتج عن ذلك كثرة الأغتصابات والزنا لدى المجتمعات التي تحجب نسائها عن رجالها .
هذا سيعطينا مؤشرا خطيرا لأنحدار مجتمعاتنا ولكثرة انواع الشذوذ وهذا الأخير لم يكن بسبب الحرية بل بالعكس تماما بسبب الكبت الواقع على أفراده , فما هو مثبت من خلال الأبحاث العديدة التي بينت زيادة حالات الشذوذ الجنسي بين المجتمعات التي تكثر من كبتها وفصلها بين الجنسين , بينما نراها شبه منعدمة بين المجتمعات التي خلطت بها الجنسين أو هي قليلة نسبيا , فنراها مثلا تتزايد داخل السجون وهي مسألة طبيعية نظرا لوجود الطاقة الجنسية لدى الأنسان فتحتاج بذلك لتصريفها حتى تعود ثانية لكن شعوبنا تريد أن تنفي هذه الحقائق .
ربما لم يسأل أحدنا عن السبب في غرس الله للطفل والمراهق بهذه الطاقة وحرّمها عليه , فالطفل برىء من افعاله لكنه يشعر بنشوة عندما تقع يده دون أن يقصد على عضوه التناسلي ويحاول بعدها أن يكرر فعله هذا سرا بعد تعرضه للتوبيخ والزجر من قبل والديه , من هنا تبدأ رحلته مع الأزدواجية رحلة الكذب والخداع بالوقت الذي كان من الممكن أن يجعل هذه الغريزة مقتصرة على عمر الزواج فقط تجنبا لعذاب الأنسان وشعوره بأنه خطيئة من جراء ممارساته للجنس بعيد عن الأنظار وعذابهم أيضا متمثل بالكبت والقيم المزدوجة التي تربوا عليها بحرمانهم منه بطريقة الفصل والمنع والكبت فيضطرون لممارساتهم بطرق غير سوية , هذا سبب من اسباب كثيرة لمشاكل مجتمعاتنا ولتردي أبنائها نفسيا وعقليا ومن عقد النقص الشائعة بيننا وحرمان وفصل وكبت وخوف وعجز ايضا من خلال النظرة الضيقة الى ذاتهم .
جميع ما ذكرته أعلاه من حالة كبت تعيشها مجتمعاتنا يقع على المرأة منذ طفولتها بشكل أكبر وأقسى فيطالبها بعد ذلك الرجل وبعد تلك الرحلة من العذاب من منع وترهيب , يطالبها المجتمع بأن تمتع زوجها وعلى حين غفلة من أمرها بعد ان افهموها على أن الجنس من أكبر الجرائم , لكن عليها أن تنسى كل هذا بمجرد أنهم كتبوا في ورقة عقد زواجها , فتنعكس ألآية هنا لتصبح المرأة آثمة لو أنها أمتنعت عن تلك العلاقة ويريد لها أن تلغي عاطفتها في جميع مراحل حياتها ما عدا فترة تكون فيها خالية من هذه العقد ومن جميع القيود التي فرضها عليها المجتمع وهي فترة زواجها لأجل أن تمتعه جنسيا , أي أعتبرها أداة لتحقق رغباته فقط .
فأين رغباتها ؟ وكيف لهم أن يقمعوا رغباتها تلك حين أحتياجها لها ؟
وكيف لهم أن يطالبوها برغباتهم بعد أن تقززت نفسها من تلك العلاقة بسبب تشويههم لها وبعد أن قتلوا تلك الرغبة وبلّدوها لديها بعد كل ذلك القمع ؟
لم يعلموا بأن الحرية هي حرية الفكر وحرية الأرادة , وهي أهم من حرية الجسد التي يتقاتلون من أجله .

أبداعنا بوعينا وقوتنا بأملنا بهم نهزم التخلف وننصر الأنسانية
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~



#فؤاده_العراقيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا لحجاب الصغيرات (أنهم يشوهون أطفالنا)
- لنرفع القناع عن الحضارة الذكورية ومفهوم الشرف فيها
- تنهدات ( صرخة امرأة بعد صمت طويل )
- حرمان المرأة من حقها في الحياة هي أكبر جريمة
- تنهدات أمرأة من خاضعة لقوانين مجتمع فاسد
- تنهدات امرأه (3) وصحوتها
- تأملات امرأه (2) حوار مع الرجل
- تنهدات أمرأه (1)
- ليكن تحرر الرجل من أفكاره هدية للمرأه في عيدها
- قصه قصيره
- استلاب حقوق المرأه وأمتهانها
- المسلم وحقيقته المزيفه


المزيد.....




- ” قدمي حالًا “.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة في الب ...
- دراسة: الوحدة قد تسبب زيادة الوزن عند النساء!
- تدريب 2 “سياسات الحماية من أجل بيئة عمل آمنة للنساء في المجت ...
- الطفلة جانيت.. اغتصاب وقتل رضيعة سودانية يهز الشارع المصري
- -اغتصاب الرجال والنساء-.. ناشطون يكشفون ما يحدث بسجون إيران ...
- ?حركة طالبان تمنع التعليم للفتيات فوق الصف السادس
- -حرب شاملة- على النساء.. ماذا يحدث في إيران؟
- الشرطة الإيرانية متورطة في تعذيب واغتصاب محتجزات/ين من الأقل ...
- “بدون تشويش أو انقطاع” تردد قنوات الاطفال الجديدة 2024 القمر ...
- ناشطة إيرانية تدعو النساء إلى استخدام -سلاح الإنستغرام-


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فؤاده العراقيه - مجتمعنا والجنس