أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسماعيل محمود الفقعاوي - المجلس العسكري المصري يعلن الحرب على مصر وشعبها















المزيد.....

المجلس العسكري المصري يعلن الحرب على مصر وشعبها


أسماعيل محمود الفقعاوي

الحوار المتمدن-العدد: 3762 - 2012 / 6 / 18 - 23:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لا يا ثوار مصر، المجلس العسكري لم يجر تعديلات دستورية قبل يومين ، بل في الواقع هو اصدر إعلان حرب على مصر وشعبها. لقد اصدر المجلس العسكري ما اسماه من تعديلات دستورية بعد حل مجلس الشعب ليأخذ السلطات التشريعية بيدية كعمل احتياطي لما ستسفر عنه نتائج الانتخابات الرئاسية. إن فاز شفيق (اعادة استنساخ نظام طبقة مبارك بقضها وقضيضها)، سيكون سهلاً اعادة تسليم صياغة القوانين لمجلس شعب جديد سيكون حجم الإخوان فيه والسلفيين اقل بكثير مما حصلوه في المجلس السابق لآدائهم الانتهازي والسيء بخصوص قضايا الثورة ومطالب الشعب التي اهملوها، وإعطاء شفيق الصلاحيات اللازمة له كرئيس فهو باختصار سيكون قائد استمرارية استراتيجيتهم المناهضة للثورة والمرتهنة للأمريكان والصهاينة. وإن جاء مرسي فيكونوا قد حجموه ومن ثم حجموا استراتيجية الإخوان التي كثيراً ام قليلاً– وبرغم خيانتهم للثورة وتحالفهم مع العسكري لجمع الغنائم قبل انجاز معركة الثورة – هم جزء من الشعب المصري الذي انتمى للثورة بغض النظر عن التراجعات والانتهازيات الكثيرة التي مارسوها، وهم في النهاية ليسوا في حالة تطابق مع المجلس العسكري أو طبقة مبارك من الموظفين الكبار الذين لا زالوا يتحكمون بمفاصل الدولة الهامة، ورجال الثراء الحرام ونهب ثروات مصر وتهريبها إلى الخارج، وكذلك جنرالات الجيش الكبار والمخابرات والأمن المركزي والمخابرات الحربية، والقضاء الفاسد، والإعلام الرسمي تلفويون والصحافة الصفراء لهذه الطبقة.
ما الذي يود المجلس العسكري الحفاظ عليه من وراء سحبه الصلاحيات الدستورية من الإخوان ومرشحهم مرسي لو فاز بالرئاسة:
1. حماية حاضر إفراد المجلس العسكري نفسه والقيادات العليا للجيش كي تستمر في وجودها على رأس قيادة الجيش المصري، وحماية مستقبلها من الاعتقال وتقديمهم بتهم الخيانات العظمي لمصر والتي عقوبتها حسب القوانين المدنية والعسكرية الإعدام ضرباً بالرصاص على ظهر كل من تثبت التهمة عليه. الحاضر الذي يود المجلس العسكري المحافظة عليه بكل شراسة ممكنة هي المصالج الاقتصادية التي يمتلكونها من مصانع اغذية وأحذية وسوبرماكتات وشركات سفر وشركات امنية ... إلخ. فالمجلس العسكري تحول بعد فقدان العقلية والروح العسكريين الحربيين منذ توقيع كامب ديفيد إلى الاشتغال في الجانب التجاري والاقتصادي. وهو يود الحفاظ على استلام المعونة الأمريكية التي كانت ملياري ودولار ثم تحولت إلى مليار وثلث المليار. كما وأن كباره يودون الحفاظ على تلقي ما يزيد عن المليون دولار التي تمنحها CIA لبعضهم (راجع هيكل)، والاحتفاظ بالثروات والأراضي التي استولوا عليها في الغردقة وشرم الشيخ وطريق الاسكندرية بأبخس الأثمان الصورية للمتر.
2. المجلس العسكري يحلم في الاستمرار بالإمساك بعناصر القوة لحماية القادة الذين امروا بقتل الثوار والجنود الذين نفذوا ذلك ضد الثوار (ما ينوف عن 1000 شهيد) بسادية لم نشهدها إلا في عصور دكتاتوريات هتلر وموسوليني. لقد قام القضاة الفاسدون تحت اوامر المجلس العسكري بتبرئة كل هؤلاء القتلة واعبروهم بأنهم كانوا في حالة دفاع عن نفس. أي ان من يصفهم المجلس العسكري بالشهداء هم في حقيقة الأمر لديه مجرمون كانوا في حالة اعتداء على أفراد الأمن المركزي والشرطة الجيش.
3. المجلس العسكري معني بالحفاظ على استمراية قرارات محكمة الخائن القاضي عفت التي حكمت على مبارك والعادلي في قضايا أرادوها أن لا تزيد عن سرقة خط تليفون بالمؤبد وبرأت بقية المتهمين بمن فيهم جمال وعلاء مبارك واحمد عز وحسين سالم بتهم سرقة المال العام بحجة تقادم القضية. وبرأت بقية الجنرالات والوزراء المقبوض عليهم مع مبارك لعدم ثبوت (حسب رأي المحكمة) أن الشهداء قتلوا برصاص الجيش.
4. هناك أعداد غفيرة من رجال طبقة مبارك وأعضاء الحزب الوطني الديمقراطي المباركي المنحل كان من الواجب ان يتم اعتقالهم وتقديمهم للمحاكمات بتهم خيانة مصر والفساد والتعذيب البشع واللاانساني الذي وثقته مراكز حقوق الإنسان العالمية مثل امنستي وهيومان رايتس ووتش، المجلس العسكري مهتم جداً بحمايتهم كي لا تكشف التحقيقات تورط جنرالات في هذا الفساد وهذا التعذيب.
5. المجلس العسكري (الذي تشارك CIA والموساد الإسرائيلي إضافة للقيادة المصرية المتحالفة مع امريكا وإسرائيل في اختياره واختيار قيادات الجيش المصري من رتبة عقيد فصاعداً (أيضاً راجع هيكل)، وإلا كيف سنفسر مقاطعة الشعب المصري لكامب ديفيد ورفضه للتطبيع مع اسرائيل طوال ثلاث عقود ونصف ولم نسمع عن ضابط من رتبة عقيد فما فوق – فعلاً – قد حاول الإنقلاب على نظام مبارك نصرة لرغبة وإرادة الشعب المصري الرافض لإسرائيل ومعاهدة كامب يفيد معها. فالمجلس العسكري وجنرالاته مرتهن وجودهم بالوجود الأمريكي في مصر وهيمنتها على مصر. لذا من المطلوب من المجلس العسكري عمل كل ما في استطاعته لحماية هذه الوجود والحفاظ على العلاقات الاستراتيجية مع إسرائيل. قالت الاندبنتدت البريطانية أن الفريق شفيق هو مرشح الـ CIA.
الإخوان ومرشحهم لرئاسة مصر (وبطريقة ما وبرغم قابلية الإخوان للمساومة مع الأمريكيين وقد حدث ذلك في الأيام الأوائل للثورة حيث ابدوا حسن النوايا للوفد الأمريكي الذي اجتمعوا به بأنهم سيحافظون على المعاهدات التي اجراها نظام السادات ومبارك مع الدول الأخرى وبضمنها كامب ديفيد معتمدين على آية "وافوا بالعود إن العهد كان مسئولاً".) هم يشكلون تهديداً لكل ممتلكات وسياسات وتحالفات وارتباطات المجلس العسكري المذكورة أعلاه. لقد صرح مرسي بعد نجاحه بالوصول لانتخابات الإعادة بأن دم الشهداء في رقبته وأنه سيعيد محاكمة القتلة، وتعهد بإعادة محاكمة مبارك والمقبوض عليهم معه ومحاكمة آخرين من أزلام مبارك كانوا قد ارتكبوا جرائم بحق مصر والمصريين. إن امريكا معنية تماماً وكلياً ببقاء المجلس العسكري وطبقة مبارك عبر فوز شفيق كي توفر الأموال الطائلة التي بذلتها في شراء كل تلك الذمم الفاسدة والضمائر التي اماتتها الخيانة الوطنية. ففي حال فوز مرسي ستضظر امريكا وأجهزتها ومعها الغرب وإسرائيل الابتداء من الصفر في شن حملاتها الدبلوماسية والمالية والتهديدات العسكرية ضد مصر المرؤوسة بمرسي كي تعيد بناء ما سيهدم مما انجزته من عملاء عبر قرون فيما لو زال هذا المجلس العسكري وتغيير خطط اجهزتها لأجندات عملائها والذين قد يزج بكثير منهم في السجون أو يهاجروا من مصر.
العقل يقول بأن الإخوان حين فوز مرسي بالرئاسة لن يستمروا بقبول بقاء التشريع في يد المجلس العسكري وبقاء صلاحيات الرئيس في يده ايضاً، هذا من ناحية وسيكون لهم تحرك من المتوقع عقلياً أن يكون عنيف جداً وسيكون معهم الكثير من الشعب المصري وقواه الثورية لتجريد المجلس العسكري من الصلاحيات الدستورية التي دبجها على عجل مثل أن لا يجوز لرئيس الدولة اعلان الحرب إلا بموافقة المجلس العسكري، للمجلس العسكري له الحق في التجديد لقياداته بالاستمرار في العمل في وظائفهم بعد سن التقاعد (وكأن مصر ليس فيها عباقرة عسكريون غير هذه الثلة التي أغلبها على حافة القبر) .... إلخ. فسينزل الإخوان بعنف وقوة ومعهم الكثير من القوى الشعبية والثورية إلى الشوارع والميادين لاسترداد مهام ووظائف رئيس الجمهورية التي اغتصبها المجلس العسكري على عجل اللص الخائف في سرقة منزل ما قبل استيقاظ اهله. وعقلياً أيضاً وكون الصراع في مصر هو صراع طبقي يقود المجلس العسكري فيه طبقة المستغلين ويقود الثورة المضادة لن يقف مكتوف الأيدي، وسيأمر باستخدام الجيش لممارسة مزيد من العنف والقتل وفضح حرائر مصر وكشوف العذرية (انا اسخر بكتابتي كشوف العذرية)، مبرراً كذباً مجازره بالدفاع عن الشرعية الدستورية والقرارات القضائية. ومع أنني لا استبعد فكرة مهادنة قيادة الإخوان ومرشدهم ومكتب ارشاده للمجلس العسكري وعلى الأصح للطبقة المستغلة في مصر بسبب أن الإخوان أيضاً لهم مصالح اقتصادية وتجارية (مستشفيات، مدارس، رياض اطفال، اسواق كبيرة، مصانع، شركات اموال... إلخ) ليس من السهل عليهم المغامرة بهدمها أو حرقها من قبل المجلس العسكري بعد عقود اربعة من العمل على بنائها، وهذا علمتنا اياه معرفتنا بسلوك الإخوان السياسي المهادن في ظاهرة والعمل سراً على تنفيذ اجنداتهم وتحقيقها عندما تحين الفرصة وما يعني ذلك من خيانة وقتل للفرص الثورية الحقيقية، إلا أن المجلس العسكري باستلابه المرعوب لتشريعات دستورية طُبخت على عجل من يعتقد في نفسه الهرب والرحيل، إلا أنه أعلن بذلك الحرب على مصر وعلى شعبها وأعلن استعداده لخوضها حتى الرمق الأخير في قواه (مع وجود الآن والآن بالضبط إمكانية قيام بعض الضباط الكبار وحتى ربما من ضباط الصف الثاني المرتبطين بأمريكا وبإيعاز منها للقيام بانقلاب عسكري يبدو في ظاهرة مؤيد للثورة وحتى للإخوان ثم وبعد فترة ليست بالقصيرة وبعد تمكنه يبدأ في العمل في استعادة أمريكا وإسرائيل لموقعهما). إنه صراع طبقي يعني الموت أو الحياة لطبقة المستغلين لأنهم يعلمون علم اليقين ان الباقي الخالد هو شعب مصر العظيم أمل الأمة العربية كلها.
إسماعيل محمود الفقعاوي
18 يونية 2012



#أسماعيل_محمود_الفقعاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- إماراتي يرصد أحد أشهر المعالم السياحية بدبي من زاوية ساحرة
- قيمتها 95 مليار دولار.. كم بلغت حزمة المساعدات لإسرائيل وأوك ...
- سريلانكا تخطط للانضمام إلى مجموعة -بريكس+-
- الولايات المتحدة توقف الهجوم الإسرائيلي على إيران لتبدأ تصعي ...
- الاتحاد الأوروبي يقرر منح مواطني دول الخليج تأشيرة شينغن متع ...
- شاهد: كاميرات المراقبة ترصد لحظة إنهيار المباني جراء زلازل ه ...
- بعد تأخير لشهور -الشيوخ الأمريكي- يقر المساعدة العسكرية لإسر ...
- -حريت-: أنقرة لم تتلق معلومات حول إلغاء محادثات أردوغان مع ب ...
- زاخاروفا تتهم اليونسكو بالتقاعس المتعمد بعد مقتل المراسل الع ...
- مجلس الاتحاد الروسي يتوجه للجنة التحقيق بشأن الأطفال الأوكرا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسماعيل محمود الفقعاوي - المجلس العسكري المصري يعلن الحرب على مصر وشعبها