أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - لم يعد متاح لمن يسبح على الرمل أن يفوز بقطع النيل














المزيد.....

لم يعد متاح لمن يسبح على الرمل أن يفوز بقطع النيل


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 3762 - 2012 / 6 / 18 - 20:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



كتب مروان صباح / مفارقة المفارقات أن تشهد الأوطان العربية إفراط مؤلم لعمليات تزويرية حولت الإنتخابات من نعمة إلى نقمة وأصبح يشار إليها بشيء من الخجل والشفقة بنظر شعوب تمكنت من إنتزاع حريتها من مغتصبيها في وقت مبكر وسبقت شعوب أخرى على هذه الأرض في إرساء عقد إجتماعي يليق من الناحية الإنسانية بالإنسان بحيث تحول الإفراط الكلامي عن الديمقراطية وممارستها ثقافة من الصعب على هذه الشعوب بعد أن دفعت الغالي من أرواح أبناءها وجهد وتعب مفكريها وشعرائها وكتابها أن يسمحوا لأحد مهما على كعبه وشأنه معاً أن يسلب حق من حقوقهم لكن ما أن كسرت الشعوب العربية حاجز الخوف تفجرت المكبوتات التى كان مسكوت عنها ومازالت تطفو على سطح المشهد السياسي وتُرّكت دون معالجة مقابل تلك التى تتفجر لطاقات كامنة لم تكن ظاهرة بهذا الشكل المعبر عن الأصالة ، كان البعض يسعى جاهداً في إخفائها أو إنكارها لأسباب تتعلق بالمزاجية أو القوى التى لا ترغب لهذه الشعوب بالنهوض ، لقد مرت تونس في مرحلة كانت من المستحيل أن تشهدها لولا الثورة وتفاعلت الجماهير على مختلف تكوينها مع الحدث الإنتخابي أدى إلى السير نحو إقتراع سلس وهادئ أنتج برلمان وحكومة ورئيس رغم صعوبة إنجاز المطلوب بفترة محددة ، بينما ما حصل في مصر ومستمر حتى الآن مسألة أخرى تماماً من حيث الحجم والكيف إبتداءً من الإستفتاء والبرلمان نهاية بالرئاسة حيث أخرجت الأرض بما تكمن من خيرة المواهب والكفاءات كانت بالفعل واقع في حقها إستقواء الإقصاء والإهمال المقصود إلا أنها لم تأتي الإنتخابات البرلمانية بالصورة المتمنية من التفاعل والتنافس مما اضطر في السباق الرئاسي إستحضار جميع الإحتياطات التاريخية والثقافية والفكرية التى انطوت تحت إيجاد إجابات لأسئلة المواطنين في بلورت حلول جدية مقنعة تؤدي إلى معالجة المستنقعات وتحويلها بشكل تدريجي إلى قواعد تؤسس ما يمكن أن يبنى عليه وتتطور لترتسم شكل حياة الحاضر ومصائر المستقبل .
أخذ التنافس شكل المهرة من حيث اداء الطواقم المتخصصة في شتى مناحي الحياة ورشاقة في تنظيم الحملات الإنتخابية الترويجية في المدن والقرى والقبائل ووزعت المهام بشكل حضاري على الفئات الشبابية التى برهنت بالفعل مدى العمق الأخلاقي في تقبل الأخر وتقديم الصورة الثابته للمرشح بحيث ابتعدت بقدر المستطاع من الوقوع في شروط الماضي المخزي كأن من كان في السابق تبخر من الساحة لدرجة قد يتصور المرء بأنه لِما يشاهده ويتعامل معه شعب آخر ، بل قد نذهب بالقول لأكثر من ذلك عندما نقول بأن الإنتخابات الرئاسية المصرية بعد الثورة لم تنتجها بقعة على هذه الأرض من حيث الحرية والالتزام وعدد المتنافسين وعمق الأيدلوجيات التى يحملونها وقوة حضورهم لما تحمل شخصياتهم من كاريزما متقاربة صعب كشف الحد الفاصل من كل فرد للآخر رغم حضورها العالمي والحيز التى تمتعت به في الفضائيات إلا أن هناك ما يقلق لمن يرى ويطمح بأن المستقبل مشرقاً وذلك ينطوي لتفوق الفرد وتراجع الأحزاب بإستثناء الإسلامية التى يتعاظم الترابط التنظيمي مقابل تيارات سياسية تحولت إلى فولكلور بعد أن فقدت فاعليتها وقدرتها على تحديث وتجديد صلاحيتها إلى أن مع كل فشل تتلاشى أكثر وتستكين لدرجة الشعور بفقدان المواطنة والخروج من حدود الوطن ليس فقط من دورها كمعارضة وينتابها شعور بالإغتراب عن نفسها طوال فترة حكم من انتصر ، فالديمقراطية ليست ليوم واحد كما يطرح البعض من خلال سلوك يمارسه بصمت بحيث أما يكون رئيسا أو عضواً في البرلمان أو الهروب إلى العزلة التى تمنع المشاركة في مراقبة برامج من انتخبته الأكثرية وفاز ، فلا بد من الإنخراط بكل قوة وتمدد بين قواعد الشعب ثم التعلم من أخطاء الماضي وأسباب الفشل كي لا تتحول إلى خطايا بحيث تعيد هذه الأحزاب التقليدية تشكيل قواعدها الميدانية على اسس ديمقراطية وتقديم الكفاءة دون المحاباة المعهودة وتخرج من حالة الفردية والشخصنة وتتحرك نحو تسلسل يؤدي إلى تفريغ قيادات منتشرة على طول وعرض الجغرافيا تتمتع بحضور وثقة بين أبناء الوطن ، كما لا بد من العمل على تنشيط الحياة الأهلية ضمن جمعيات حقيقية ترعى الفئات المتروكة دون أوكسيجن كي تعيد تدريجياً هؤلاء إلى الحياة من خلال ترميم قدراتهم في سياقات إنتاجية تنعكس على المجتمع لتصبح قادرة الإعتماد على الذات مصحوبة ببناء خدمات مختلفة تبدأ صغيرة كي تكبر مع الوقت . المسالة أخطر مما يختصرها البعض ولا تُأخذ بشكل شخصي ولا بإدارة الظهر بسبب الشعور بالغدر كون الشعب لم يصوت لصالح فئة أو فرد معين بل هي تضافر جهود تنصب في قناة واحده يتفرع منها قنوات متعددة لتعالج ما ترسب من مكبوتات فاضت عن الحد الطبيعي وإعادة إنتاجها بمعايير تتلاءم مع العصر .
إذ ما انعدمت المنطقة الخضراء التى تتحقق فقط بسبب تقاعد الخاسر حيث يحيل عدم مشاركته بسجال علني بأن المجتمعات ليست ناضجة لتطبيق الديمقراطية ويعفوا نفسه عن المسؤولية في إنضاجها مما يعمق في المستقبل منطقة أخرى تسمى الصفراء التى يكثر بها النميمة والهمس لتعيد الماضي بشروط جديدة يتيح لمن يحكم اليوم بالتفرد بمناحي الحياة ليتحول تدريجيا ديكتاتورياً بصناعة وطنية قاصرة ، لكن لحسن الحظ لم يعد الناس بتلك السذاجة التى عهدناها في السابق أو الأمية الوطنية التى أتاحت في الماضي لمن يريد السباحة على الرمل أن يفوز بجائزة قطع النيل ، فما أنجز اليوم هو كسر حاجز الخوف التى لم يعد من الممكن إعادة إنتاج الشقاء من خلال ما يسمى الصناعات التدويرية .
والسلام
كاتب عربي



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المياه العميقة تمشي ببطء
- مصطلحات موسمية
- سجان توحشت روحه
- خبر ناقص أعرج
- تواطؤ يتغذى من الذات
- من شروط نهوض الدولة نهوض القضاء
- يعيش خارج التقويم
- محكمة ذاتية أقامها لنفسه
- الطرف لثالث
- مرحلة لا بد من قطعها كي يعاد العقل إلى عقاله
- الخطأ يتحول إلى خطايا
- الخطوة تبحث عن مغامراً
- فلسطين الديمقراطية فيكِ عرجاء
- احتشادا وتأهب
- لعبة التكامل والابتزاز المتبادل
- وزيراً في الصباح وغفيراً في المساء
- المزهرية الفارغة يثرثر فيها غياب الورد
- جنرالات استبدلوا الشدة بالفتحة
- عادات كرسها متنكرون
- التنكر في زمن الانتخابات


المزيد.....




- بيسكوف: نرفض أي مفاوضات مشروطة لحل أزمة أوكرانيا
- في حرب غزة .. كلا الطرفين خاسر - التايمز
- ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم -كروكوس- الإرهابي إلى 144
- عالم فلك: مذنب قد تكون به براكين جليدية يتجه نحو الأرض بعد 7 ...
- خبراء البرلمان الألماني: -الناتو- لن يتدخل لحماية قوات فرنسا ...
- وكالة ناسا تعد خريطة تظهر مسار الكسوف الشمسي الكلي في 8 أبري ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 795 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 17 ...
- الأمن الروسي يصطحب الإرهابي فريد شمس الدين إلى شقة سكنها قبل ...
- بروفيسورة هولندية تنظم -وقفة صيام من أجل غزة-
- الخارجية السورية: تزامن العدوان الإسرائيلي وهجوم الإرهابيين ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - لم يعد متاح لمن يسبح على الرمل أن يفوز بقطع النيل