أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - مازن فيصل البلداوي - روسيا و مواطنيها لايحبون الغرب....لماذا؟!/مترجم















المزيد.....

روسيا و مواطنيها لايحبون الغرب....لماذا؟!/مترجم


مازن فيصل البلداوي

الحوار المتمدن-العدد: 3762 - 2012 / 6 / 18 - 17:50
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


بقلم:بييرو سكاروفي
موقع مؤسسة.........IEET
2/6/2012
ترجمة:مازن فيصل البلداوي

نبذة عن كاتب المقال بييرو سكافوري
هو شخص ايطالي معني بتأريخ التراث وله مدونة خاصة به،تخرج من ايطاليا تحت تخصص الرياضيات،ثم قادته الأقدار ليعمل في حقل صناعة البرمجيات في منطقة (وادي السيليكون/اميركا) واستمر اهتمامه بالفنون لحين اصدار كتابه الأول(طبيعة الوعي-2006 ) وكان خلال هذه المدة منتجا للشعر باللغتين الأيطالية التي أهلته لنيل العديد من الجوائز،وباللغة الأنجليزية ايضا،وله عدة مؤلفات حول الموسيقى نذكر منها(تاريخ موسيقى الجاز بين عامي 1900 – 2000 /اصدره عام 2007 ).

في هذا المقال يطرح بييرو وجهة نظره لموضوع قد يكون اغلبنا على علم و معرفة نسبية به،وهو طبيعة مشاعر الروس حكومة وشعبا تجاه الغرب،حيث يقول:
ان طبيعة العداء او عدم الأرتياح الروسي تجاه الغرب(الولايات المتحدة والأتحاد الأوروبي) لايجعلها منطقية ابدا من المنظور الجغرافي او العرقي او الوراثي او اللغوي او الأستراتيجي! اذا،لم هذا العداء؟

تعدّ روسيا بلدا ذو طبيعة دينية مسيحية وقفت لعهود طويلة كمدافع عن الأيمان المسيحي ضد المد الأسلامي،وتعد روسيا بلدا(سلافياً) يتمتع بروابط دم وثيقة مع دول اوروبا الشرقية التي تعد الآن مندمجة بشكل كبير مع دول أوروبا الغربية وأمريكا(بما فيها الدول التي كانت تدعمها وتحميها روسيا ضد عدوان حلف الناتو،مثل صربيا).ان أغلب المواطنين الروس(والطبقة الحاكمة بالتأكيد) هم من الشعوب القوقازية البيضاء البشرة والتي لديها تاريخ مشترك في اغلبه مع قوقازيو أوروبا وليس لهم مثل هذا المشترك مع جيرانهم الآسيويين،واذا لم تكن هذه الروابط كافية،فأن روسيا تشترك حقيقة مع معظم الأهتمامات الأستراتيجية للغرب،اذ يمثل الأسلام السياسي تهديدا مهما لأستقرارها حيث يعد القاتل الرئيسي لمواطنيها حينما حدثت الأعتداءات الأرهابية في مدن روسيا الرئيسية مثل ما حدث في أميركا و أوروبا بالضبط.ترغب روسيا بأفغانستان خالية من طالبان بذات القدر الذي ترغبه الولايات المتحدة،وان روسيا ستتأثر مباشرة اذا ما قامت ايران بأختبار سلاح نووي قد يكون شرارة لأشعال فتيل التسلح النووي على طول حدودها.ولقد تأثرت قوة روسيا على مستوى العالم بواسطة تحالفات القوى الجديدة،والصين بشكل اكثر قليلا مما تأثرت به سابقا من جانب الولايات المتحدة كقوة احادية في السابق،وفي النهاية لايسعني الا ان اذكّر بأن اهم الشركاء التجاريين لروسيا هم الأوروبيين لاغيرهم.

أذا..........لم هذا العداء؟؟
في الحقيقة ان هذا العداء قد تولّد من اعلى الهرم السياسي الروسي،اراد بوتين استعادة سلطته القوية وبطريقة غير ديمقراطية على الأطلاق(حسب التحليل الغربي على اعتبار انه يحاول الوصول الى اعلى درجة تقييم ايجابية تتجاوز اي درجة حصل عليها ايا من الزعماء الغربيين)،لذا فأن كل الرؤساء الغربين يلقون المحاضرات على مسامع بوتين وزملائه حول الديمقراطية وطريقتهم في التعامل معها باعتبارها وسيلة تفويض شرعية من اجل تحقيق آمالهم السياسية،لذا فأن هذا العداء يأتي من اعلى هرم السلطة مكتسبا سمة شخصية بشكل اكبر.

في الحقيقة ان أوباما والآخرين يخبرون المواطنين الروس بأن الرئيس الروسي عبارة عن ديكتاتور حيث يتضح هذا الوصف بموجب تصرفه كجار سيء،وحيث ينقل المعلقون الغربيون هواجس بوتين الصادقة وتخوفه بشكل يمثل الصياغة التالية:لربما يفكر بوتين وبحماس اكثر على ان الديموقراطية الغربية ستسبب الأنحلال و الفوضى لروسيا(انظر الى الفوضى السياسية و المشاحنات المستمرة التي تسببها الديموقراطية في الغرب نفسه-كما يقول).أن الأفكار الغربية ذاتها تشكل تهديدا مباشرة لسلطة بوتين ولأستقرار الدولة الروسية،كما نرى هذا واضحا في فترة النكوص والتمرد الشيشاني خلال حقبة الرئيس الروسي السابق بوريس يلتسين(حيث ان كلا النتيجتين سببتها الأفكار الليبرالية في المرحلة التي تلت تفكك الأتحاد السوفيتي السابق مباشرة).

وعلى صعيد آخر فأن المواطنين الروس العاديين يشاطرون صحة هذا الرأي حيث انهم دفعوا ثمنا باهضا للنكوص والحرب الشيشانية خلال فترة يلتسين،بينما استطاعوا ان يكتسبوا المنافع المترتبة على الأدارة القوية التي فرضتها سلطة بوتين،ومن هنا فأن المواطنين الروس العاديين ينظرون الى الغرب كتهديد لوضعهم الجيد الحالي والسلام الذي ينعمون به اضافة الى الوضع الدولي لروسيا.ويبدو ان المواطنين الروس الأعتياديون غير متحمسين للديموقراطية الحقيقية حيث يعدونها جالبة للمشاكل،ويعتقد البعض ان الوقت مازال مبكرا لروسيا كي تتبنى الديموقراطية الحقيقية،بينما يعتقد البعض الآخر انها ليست النظام المناسب على الأطلاق،على الرغم من انهم يحبون الأدلاء باصواتهم الأنتخابية ولكن ليس من اجل التغيير،فالتغيير كان في الغالب عاملا مدمرا لروسيا في بعض الأحيان بينما كان يعد انتحارا في احيان اخرى.

وبينما لايبدو ان الدعم الذي تقدمه اميركا لمشروع تقسيم جمهوية جورجيا السوفيتية السابقة الى جمهوريتين منفصلتين/خاصة بعدما قامت بقصف صربيا من اجل حماية(أقليم كوسوفو) الذي نتج عنه فيما بعد انفصال الأقليم لاحقا،عاملا مساعدا على هذا المسار كما لاتعد الأدانة الأميركية لروسيا حول حرب الشيشان وبذات الوقت قامت هي(اميركا) بأعتداء كامل على العراق(على الأقل فأن الشيشان جزء من روسيا،بينما العراق دولة ذات سيادة تقع على بعد آلاف الكيلومترات بعيدا عن الولايات المتحدة) عاملا مساعدا ايضا،وكما لايعد وجود قواعد عسكرية اميركية تحيط بروسيا(في اوروبا الشرقية والدول الأسكندنافية وتركيا والعراق وأفغانستان ومنغوليا و اليابان ووسط آسيا وفي كوريا الجنوبية وبالطبع لاننسى القواعد في الاسكا)بينما لاتملك روسيا اي تواجد عسكري بعيدا عن حدودها الفعلية فقط،عاملا مساعدا لتغيير المعايير التي يعتمدها الروس على هذا الأتجاه،فأن سياسة الكيل بمكيالين الأمريكية واضحة امام المواطنين الروس جميعا،هذه العوامل لايراها المواطنون الروس تصب في صالح المفاهيم الديمقراطية الغربية.

وعلى ماذكرنا اعلاه،يبدو ان هنالك القليل مما يستطيع ان يفعله الغرب من اجل تغيير هذه التصورات والأنطباعات حوله.فمثلا اذا ما شاهدنا أن الأتحاد الأوروبي يسير على خطى التعاون والبناء السلس الذي من شأنه جعل الأتحاد الأوروربي احدى القوى العالمية،واذا ما كانت الولايات المتحدة ترفع من مستويات قوتها حول العالم،واذا ما ادى الربيع العربي الى ازدهار اقتصادي وما يرتبط به من تغيرات ايجابية،فقد يهتم الروس بموضوع(تغريب)بلدهم! واذا بقي الحال كما هو عليه،فأنه من المشكوك به ان يتم اعتماد النمط السياسي الغربي،وعلى الغرب ان يكف عن القاء المحاضرات حول الديمقراطية وعليه ان يتقبل بأن لدى الشعب الروسي قائدا يتمتع بشعبية اكثر من اي من القادة في الدول الغربية.

وبما ان الغرب لم يكن قد هاجم بوتين على المستوى الشخصي،فعليه ان لايكون هو الآخر عنيدا حول مواضيع مثل نظام درع الناتو الدفاعي او العقوبات على ايران او موضوع الثورة السورية وغيرها من المواضيع المشابهة على الصعيد الدولي،وعلى الرغم من هذا فأنه في نهاية الأمر نجد ان الروس يتمتعون اليوم بحريات اكبر مما كانوا يعرفونها قبل 20 عاما،وربما اكثر حتى مما كان يتمتع به المواطنون الأميركان في سنواتهم العشرين الأولى من الديمقراطية وخاصة بما يخص المرأة والأقليات.في الحقيقة ان من يجب عليه تغيير تصوراته هم الروس أنفسهم،وليس هذا بسبب انهم كانوا على خطأ بموجب السياق التاريخي،فقد كانوا على حق بموجب السياق التاريخي من حيث ان الديمقراطية جلبت معها الفوضى والفساد والأنحلال لروسيا،ولكنه يبدو ان المستقبل يشير الى عالم سيعتبر الديمقراطية كمنهج اساسي وحينها سيبقى الروس خارج هذا السياق.

وبموجب رؤية اكثر سوداوية،فأن مشاعر الكره تجاه الروس ازدادت من قبل الناس الذين يقاتلون ويموتون في سبيل الحصول على الديمقراطية او المزيد منها،وبسبب موقفها العنيد ضد كل ماهو غربي فقد انهت روسيا مواقفها الدولية بدعمها لأكثر الأنظمة وحشية في العالم،وتمثّل هذا كما رأيناه مكتوبا على اللوحات التي رفعها المتظاهرون في سوريا حيث تقول: شكرا روسيا،فنحن نموت!

هنالك عدة بلايين من الناس على وجه هذا الكوكب ممن يمرون اليوم بمرحلة انتقالية من الدكتاتورية الى الديمقراطية وهم يشعرون بأن عدوّهم الرئيسي ليس الديكتاتور الذي يقاوم مطالبهم بالتغيير ولكن عدوّهم الحقيقي تمثله القوى التي تدافع عن هذا الديكتاتور في الأمم المتحدة وتقوم ببيعه الأسلحة الفتاكة التي يستخدمها ليقضي عليهم بالمئات.
في الحقيقة ان ماتقوم به روسيا يمثل استثمارا ضخما تؤكد بموجبه على انها ستعيش منعزلة خلال عدة العقود القليلة القادمة.

تحياتي



#مازن_فيصل_البلداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأرض عام 2062- رؤية حول مستقبلنا/مترجم
- قد يكون الخداع احيانا خير وسيلة لهزيمة منافسيك/مترجم
- توصيات هيئة الشفافية الدولية الى الأنتخابات البرلمانية اليون ...
- التبّرع بالأعضاء البشرية بين المتدينين و الملحدين/مترجم
- هل لديك روح؟؟ لنرى جوابا علميا لهذا السؤال!/مترجم
- هل الموت موجود؟؟ بعض النظريات الحديثة تقول......لا!/
- الفوائد المتعددة للزواج الأحادي على المجتمع
- التفكير التحليلي يصيب المعتقد الديني بالتآكل
- هنالك قفزة تطورية بشرية جديدة ستتحقق عام 2100 /مقال مترجم
- قصة أختلاف التقاويم المسيحية/مقال مترجم
- التطور العلمي وتأثيره على حياتنا/تقريران مترجمان
- اللغة كوسيلة للتواصل وأزمة الفهم
- نحن....... بين الرغبات الآملة وسبل تحقيقها
- ماذا نريد؟!
- هنري كيسنجر:اذا كنت لاتسمع طبول الحرب فأنت بالتأكيد تعاني من ...
- في الذكرى العاشرة لأنبثاق الحوار المتمدن......مسيرة ونتائج
- التقدمية الواهمة في المنطقة العربية
- مليونيرات العالم يسيطرون على ٣٩٪من الثروة ...
- كيف سيبدو الأمر لك بعد الموت/مترجم
- العلماء يأخذون خطوتهم الأولى نحو تخليق حياة من أصل غير عضوي


المزيد.....




- اتهام 4 إيرانيين بالتخطيط لاختراق وزارات وشركات أمريكية
- حزب الله يقصف موقعين إسرائيليين قرب عكا
- بالصلاة والخشوع والألعاب النارية.. البرازيليون في ريو يحتفلو ...
- بعد 200 يوم من الحرب.. الفلسطينيون في القطاع يرزحون تحت القص ...
- فرنسا.. مطار شارل ديغول يكشف عن نظام أمني جديد للأمتعة قبل ا ...
- السعودية تدين استمرار القوات الإسرائيلية في انتهاكات جسيمة د ...
- ضربة روسية غير مسبوقة.. تدمير قاذفة صواريخ أمريكية بأوكرانيا ...
- العاهل الأردني يستقبل أمير الكويت في عمان
- اقتحام الأقصى تزامنا مع 200 يوم من الحرب
- موقع أميركي: يجب فضح الأيديولوجيا الصهيونية وإسقاطها


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - مازن فيصل البلداوي - روسيا و مواطنيها لايحبون الغرب....لماذا؟!/مترجم